مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لمَ يلزم ان تحافظ على استقامتك؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • لِمَ يَلْزَمُ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ؟‏

      ‏«اِقْضِ لِي يَا يَهْوَهُ .‏ .‏ .‏ بِحَسَبِ ٱسْتِقَامَتِي».‏ —‏ مز ٧:‏٨‏.‏

      ١،‏ ٢ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْحَالَاتِ ٱلَّتِي تُشَكِّلُ تَحَدِّيًا لِٱسْتِقَامَةِ ٱلْمَسِيحِيِّ؟‏

      تَخَيَّلِ ٱلْحَالَاتِ ٱلثَّلَاثَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ صَبِيٌّ يَتَعَرَّضُ لِسُخْرِيَةِ زُمَلَائِهِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ.‏ فَهُمْ يُحَاوِلُونَ ٱسْتِفْزَازَهُ كَيْ يَفْقِدَ أَعْصَابَهُ وَيَشْتُمَهُمْ أَوْ يَتَشَاجَرَ مَعَهُمْ.‏ فَهَلْ يَدَعُهُمْ يَسْتَفِزُّونَهُ أَمْ يَضْبِطُ نَفْسَهُ وَيَبْتَعِدُ عَنْهُمْ؟‏ زَوْجٌ فِي ٱلْبَيْتِ وَحْدَهُ يَقُومُ بِبَعْضِ ٱلْأَبْحَاثِ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِتْ.‏ وَفَجْأَةً،‏ يَظْهَرُ أَمَامَهُ عَلَى ٱلشَّاشَةِ إِعْلَانٌ لِمَوْقِعٍ فَاسِدٍ.‏ فَهَلْ يُغْرَى بِٱلذَّهَابِ إِلَى هذَا ٱلْمَوْقِعِ أَمْ يَتَجَنَّبُهُ؟‏ اِمْرَأَةٌ مَسِيحِيَّةٌ تَتَحَادَثُ مَعَ بَعْضِ ٱلْأَخَوَاتِ ٱللَّوَاتِي يَبْتَدِئْنَ بِتَحْوِيلِ ٱلْحَدِيثِ إِلَى ثَرْثَرَةٍ مُؤْذِيَةٍ عَلَى إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَهَلْ تُشَارِكُهُنَّ ٱلثَّرْثَرَةَ أَمْ تُحَاوِلُ تَغْيِيرَ ٱلْمَوْضُوعِ؟‏

      ٢ عَلَى رَغْمِ ٱخْتِلَافِ هذِهِ ٱلْحَالَاتِ،‏ هُنَالِكَ شَيْءٌ مُشْتَرَكٌ بَيْنَهَا:‏ كُلُّهَا تَسْتَلْزِمُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْجِهَادَ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ فَهَلْ تُبْقِي ٱسْتِقَامَتَكَ فِي بَالِكَ حِينَ تُفَكِّرُ فِي هُمُومِكَ،‏ حَاجَاتِكَ،‏ وَأَهْدَافِكَ فِي ٱلْحَيَاةِ؟‏ إِنَّ ٱلنَّاسَ يُفَكِّرُونَ يَوْمِيًّا فِي مَظْهَرِهِمْ،‏ صِحَّتِهِمْ،‏ تَحْصِيلِ لُقْمَةِ عَيْشِهِمْ،‏ صَدَاقَاتِهِمْ،‏ حَتَّى عَلَاقَاتِهِمِ ٱلْعَاطِفِيَّةِ.‏ نَحْنُ أَيْضًا قَدْ نُولِي هذِهِ ٱلْقَضَايَا ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا.‏ وَلكِنْ بِمَاذَا يَهْتَمُّ يَهْوَه بِشَكْلٍ خَاصٍّ حِينَ يَفْحَصُ قَلْبَنَا؟‏ (‏مز ١٣٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ إِنَّ أَكْثَرَ مَا يَهُمُّهُ هُوَ ٱسْتِقَامَتُنَا.‏

      ٣ أَيُّ خِيَارٍ يَضَعُهُ يَهْوَه أَمَامَنَا،‏ وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      ٣ يُغْدِقُ يَهْوَه،‏ مَانِحُ «كُلِّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلِّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ»،‏ عَلَى كُلٍّ مِنَّا هِبَاتٍ مُتَنَوِّعَةً.‏ (‏يع ١:‏١٧‏)‏ فَهُوَ مَنْ وَهَبَنَا جَسَدَنَا،‏ عَقْلَنَا،‏ صِحَّتَنَا،‏ وَقُدُرَاتِنَا.‏ (‏١ كو ٤:‏٧‏)‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَه لَا يُجْبِرُنَا عَلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ،‏ بَلْ يَسْمَحُ لَنَا بِأَنْ نَخْتَارَ إِمَّا ٱلْإِعْرَابَ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ أَوْ لَا.‏ (‏تث ٣٠:‏١٩‏)‏ لِذلِكَ سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مَا هِيَ ٱلِٱسْتِقَامَةُ،‏ وَسَنَسْتَعْرِضُ ثَلَاثَةَ أَسْبَابٍ تَجْعَلُ هذِهِ ٱلصِّفَةَ بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏

      مَا هِيَ ٱلِٱسْتِقَامَةُ؟‏

      ٤ مَاذَا تَشْمُلُ ٱلِٱسْتِقَامَةُ،‏ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ شَرِيعَةِ يَهْوَه بِخُصُوصِ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلْمُقَدَّمَةِ كَذَبَائِحَ؟‏

      ٤ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ لَيْسَتْ لَدَيْهِمْ فِكْرَةٌ وَاضِحَةٌ عَنْ مَاهِيَّةِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ فَحِينَ يُفَاخِرُ هؤُلَاءِ بِأَنَّهُمْ أَشْخَاصٌ مُسْتَقِيمُونَ،‏ غَالِبًا مَا يَقْصِدُونَ أَنَّهُمْ يَتَحَلَّوْنَ بِٱلنَّزَاهَةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ هذِهِ ٱلصِّفَةَ مُهِمَّةٌ،‏ لٰكِنَّهَا مُجَرَّدُ وَجْهٍ وَاحِدٍ مِنْ أَوْجُهِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ فَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ تَشْمُلُ ٱلِٱسْتِقَامَةُ ٱلتَّمَامَ مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ.‏ فَٱلْكَلِمَاتُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ ٱلْمُرْتَبِطَةُ بِكَلِمَةِ «ٱسْتِقَامَةٌ» تُشْتَقُّ مِنْ جَذْرٍ يَعْنِي:‏ سَلِيمٌ أَوْ لَا عَيْبَ فِيهِ.‏ وَإِحْدَى هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ تُسْتَخْدَمُ لِوَصْفِ ٱلذَّبَائِحِ ٱلَّتِي وَجَبَ تَقْدِيمُهَا لِيَهْوَه.‏ فَلَمْ يَكُنِ ٱلشَّخْصُ يَنَالُ رِضَى يَهْوَه إِلَّا إِذَا قَدَّمَ حَيَوَانًا سَلِيمًا أَوْ صَحِيحًا.‏ (‏اِقْرَأْ لاويين ٢٢:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏‏)‏ وَقَدْ شَجَبَ يَهْوَه بِشِدَّةٍ ٱلَّذِينَ تَجَاهَلُوا عَمْدًا شَرِيعَتَهُ بِتَقْدِيمِ حَيَوَانَاتٍ عَرْجَاءَ أَوْ عَمْيَاءَ أَوْ مَرِيضَةٍ.‏ —‏ مل ١:‏٦-‏٨‏.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ أَيُّ مَثَلَيْنِ يُظْهِرَانِ أَنَّنَا نُقَدِّرُ مَا هُوَ تَامٌّ؟‏ (‏ب)‏ فِي حَالَةِ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ،‏ هَلْ تَتَطَلَّبُ ٱلِٱسْتِقَامَةُ ٱلْكَمَالَ،‏ وَأَيُّ مَثَلٍ يُوضِحُ ذلِكَ؟‏

      ٥ إِنَّ فِكْرَةَ تَقْدِيرِ مَا هُوَ تَامٌّ وَٱلسَّعْيِ لِلْحُصُولِ عَلَيْهِ لَيْسَتْ أَمْرًا مُسْتَغْرَبًا.‏ مَثَلًا،‏ تَخَيَّلْ أَنَّ أَحَدَ هُوَاةِ جَمْعِ ٱلْكُتُبِ وَجَدَ كِتَابًا قَيِّمًا بَعْدَ عَنَاءٍ،‏ لكِنَّهُ ٱكْتَشَفَ أَنَّ بَعْضَ ٱلصَّفَحَاتِ ٱلْمُهِمَّةِ نَاقِصَةٌ مِنْهُ.‏ فَمَاذَا يَفْعَلُ؟‏ رُبَّمَا يُعِيدُهُ إِلَى ٱلرَّفِّ خَائِبَ ٱلْأَمَلِ.‏ أَوْ تَصَوَّرْ أَنَّ ٱمْرَأَةً تَمْشِي عَلَى ٱلشَّاطِئِ لِتَجْمَعَ بَعْضَ ٱلْأَصْدَافِ ٱلَّتِي قَذَفَتْهَا ٱلْأَمْوَاجُ.‏ فَإِذْ يَفْتِنُهَا تَنَوُّعُ وَجَمَالُ هذِهِ ٱلْأَصْدَافِ،‏ تَنْحَنِي مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ لِتَتَفَحَّصَ إِحْدَاهَا.‏ فَأَيَّةُ أَصْدَافٍ تَحْتَفِظُ بِهَا؟‏ اَلْأَصْدَافُ ٱلسَّلِيمَةُ ٱلَّتِي لَمْ يَمَسَّهَا أَيُّ أَذًى.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَبْحَثُ ٱللّٰهُ عَنْ أَشْخَاصٍ مُسْتَقِيمِينَ،‏ أَيْ تَامِّينَ مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ.‏ —‏ ٢ اخ ١٦:‏٩‏.‏

      ٦ وَلكِنْ قَدْ تَتَسَاءَلُ:‏ هَلْ تَتَطَلَّبُ مِنَّا ٱلِٱسْتِقَامَةُ أَنْ نَكُونَ كَامِلِينَ؟‏ فَبِمَا أَنَّ ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلنَّقْصَ أَفْسَدَانَا،‏ فَقَدْ نَظُنُّ أَنَّنَا أَشْبَهُ بِكِتَابٍ نَاقِصٍ أَوْ صَدَفَةٍ مُتَضَرِّرَةٍ.‏ فَهَلْ هذَا مَا تَشْعُرُ بِهِ أَحْيَانًا؟‏ إِذَا كَانَتْ هذِهِ حَالَكَ،‏ فَٱطْمَئِنَّ لِأَنَّ يَهْوَه لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَكُونَ كَامِلِينَ بِٱلْمَعْنَى ٱلْمُطْلَقِ.‏ فَهُوَ لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَبَدًا مَا هُوَ فَوْقَ طَاقَتِنَا.‏a (‏مز ١٠٣:‏١٤؛‏ يع ٣:‏٢‏)‏ لكِنَّهُ يَتَوَقَّعُ مِنَّا بِٱلتَّأْكِيدِ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ إِذًا،‏ هَلْ هُنَالِكَ فَرْقٌ بَيْنَ ٱلْكَمَالِ وَٱلِٱسْتِقَامَةِ؟‏ نَعَمْ.‏ لِإِيضَاحِ ٱلْفَرْقِ،‏ إِلَيْكَ ٱلْمَثَلَ ٱلتَّالِيَ:‏ إِذَا كَانَ شَابٌّ يُحِبُّ فَتَاةً وَيَوَدُّ ٱلزَّوَاجَ بِهَا،‏ فَهُوَ لَا يَتَوَقَّعُ مِنْهَا حَتْمًا أَنْ تَكُونَ كَامِلَةً.‏ إِلَّا أَنَّهُ يَتَوَقَّعُ دُونَ شَكٍّ أَنْ تُحِبَّهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِهَا،‏ أَيْ أَنْ تُكِنَّ ٱلْمَشَاعِرَ ٱلرُّومَنْطِيقِيَّةَ لَهُ وَحْدَهُ.‏ بِصُورَةٍ مُشَابِهَةٍ،‏ يَهْوَه هُوَ «إِلٰهٌ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّعَبُّدَ ٱلْمُطْلَقَ».‏ (‏خر ٢٠:‏٥‏)‏ فَهُوَ لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَكُونَ كَامِلِينَ،‏ بَلْ أَنْ نُحِبَّهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا،‏ مُقَدِّمِينَ ٱلْعِبَادَةَ لَهُ وَحْدَهُ.‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلِٱسْتِقَامَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تَعْنِي ٱلِٱسْتِقَامَةُ بِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏

      ٧ قَدْ يَخْطُرُ عَلَى بَالِنَا جَوَابُ يَسُوعَ حِينَ سُئِلَ مَا هِيَ أَهَمُّ كُلِّ ٱلْوَصَايَا.‏ (‏اِقْرَأْ مرقس ١٢:‏٢٨-‏٣٠‏.‏‏)‏ فَيَسُوعُ كَانَ يَعِيشُ بِمُقْتَضَى ٱلْجَوَابِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ.‏ فَقَدْ رَسَمَ مِثَالًا كَامِلًا فِي مَحَبَّةِ يَهْوَه بِكُلِّ ٱلْعَقْلِ وَٱلْقَلْبِ وَٱلنَّفْسِ وَٱلْقُوَّةِ.‏ كَمَا أَظْهَرَ أَنَّ ٱلِٱسْتِقَامَةَ تُتَرْجَمُ مِنْ خِلَالِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلنَّابِعَةِ مِنْ دَافِعٍ نَقِيٍّ،‏ وَلَيْسَ بِوَاسِطَةِ ٱلْكَلَامِ فَقَطْ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ تَتَطَلَّبُ مِنَّا أَنْ نَتَّبِعَ خَطَوَاتِ يَسُوعَ.‏ —‏ ١ بط ٢:‏٢١‏.‏

      ٨ إِذًا،‏ تَعْنِي ٱلِٱسْتِقَامَةُ بِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنْ نُقَدِّمَ ٱلتَّعَبُّدَ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ لِيَهْوَه ٱللّٰهِ،‏ وَنُكَرِّسَ أَنْفُسَنَا لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ وَإِتْمَامِ قَصْدِهِ.‏ وَتَعْنِي ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ أَنْ نَسْعَى فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ إِلَى نَيْلِ رِضَاهُ،‏ وَذلِكَ بِتَبَنِّي نَظْرَتِهِ إِلَى ٱلْأَوْلَوِيَّاتِ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ فَلْنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي ٱلْأَسْبَابَ ٱلثَّلَاثَةَ ٱلَّتِي تَجْعَلُ هذَا ٱلْأَمْرَ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏

      ١-‏ اِسْتِقَامَتُنَا وَقَضِيَّةُ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ

      ٩ مَا عَلَاقَةُ ٱسْتِقَامَتِنَا بِقَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ؟‏

      ٩ إِنَّ سُلْطَانَ يَهْوَه لَا يَعْتَمِدُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا.‏ فَسُلْطَانُهُ عَادِلٌ،‏ أَبَدِيٌّ،‏ وَكَوْنِيٌّ.‏ وَسَيَبْقَى كَذلِكَ مَهْمَا قَالَ أَوْ فَعَلَ أَيُّ مَخْلُوقٍ.‏ إِلَّا أَنَّهُ جَرَى ٱلطَّعْنُ فِي سُلْطَانِ يَهْوَه فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ لِهذَا ٱلسَّبَبِ يَلْزَمُ تَبْرِئَتُهُ —‏ أَيِ ٱلْإِثْبَاتُ أَنَّهُ بَارٌّ،‏ عَادِلٌ،‏ وَحُبِّيٌّ —‏ أَمَامَ كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْعَاقِلَةِ.‏ وَنَحْنُ شُهُودَ يَهْوَه نَتَحَيَّنُ ٱلْفُرَصَ لِلتَّحَدُّثِ عَنْ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ ٱلْكَوْنِيِّ مَعَ كُلِّ مَنْ يُعِيرُنَا أُذُنًا صَاغِيَةً.‏ وَلكِنْ كَيْفَ نُظْهِرُ عَمَلِيًّا أَنَّنَا نَقِفُ إِلَى جَانِبِ يَهْوَه فِي قَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ؟‏ بِٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا.‏

      ١٠ أَيَّةُ تُهْمَةٍ وَجَّهَهَا ٱلشَّيْطَانُ إِلَى ٱلْبَشَرِ بِشَأْنِ ٱسْتِقَامَتِهِمْ،‏ وَكَيْفَ تَشْعُرُونَ شَخْصِيًّا إِزَاءَ هذِهِ ٱلتُّهْمَةِ؟‏

      ١٠ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي.‏ اِدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ مَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ مَا مِنْ إِنْسَانٍ سَيُؤَيِّدُ سُلْطَانَ ٱللّٰهِ،‏ أَنْ لَا أَحَدَ يَخْدِمُ يَهْوَه بِدَافِعٍ غَيْرِ أَنَانِيٍّ.‏ فَقَدْ قَالَ لِيَهْوَه أَمَامَ حَشْدٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ:‏ «جِلْدٌ بِجِلْدٍ،‏ وَكُلُّ مَا لِلْإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لِأَجْلِ نَفْسِهِ».‏ (‏اي ٢:‏٤‏)‏ لَاحِظْ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَمْ يُوَجِّهْ هذَا ٱلِٱتِّهَامَ إِلَى ٱلرَّجُلِ ٱلْبَارِّ أَيُّوبَ فَقَطْ،‏ بَلْ أَيْضًا إِلَى ٱلْبَشَرِ عُمُومًا.‏ لِذَا يَدْعُو ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلشَّيْطَانَ «مُتَّهِمَ إِخْوَتِنَا».‏ (‏رؤ ١٢:‏١٠‏)‏ فَهُوَ يُعَيِّرُ يَهْوَه بِٱلِٱدِّعَاءِ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَنْ يَبْقَوْا أُمَنَاءَ.‏ وَبِمَا أَنَّ هذَا ٱلِٱتِّهَامَ يَطَالُ جَمِيعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فَأَنْتَ مَعْنِيٌّ بِهِ.‏ فَٱلشَّيْطَانُ يَدَّعِي أَنَّكَ سَتَخُونُ يَهْوَه كَيْ تَنْجُوَ بِجِلْدِكَ.‏ فَكَيْفَ تَشْعُرُ إِزَاءَ هذَا ٱلِٱتِّهَامِ؟‏ أَلَا تَتُوقُ إِلَى أَنْ تَتَسَنَّى لَكَ ٱلْفُرَصُ لِإِثْبَاتِ كَذِبِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏ هذَا مَا يُمْكِنُكَ فِعْلُهُ بِٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ تُوضِحُ كَيْفَ تَرْتَبِطُ قَرَارَاتُنَا ٱلْيَوْمِيَّةُ بِمَسْأَلَةِ ٱسْتِقَامَتِنَا؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ هِيَ ٱمْتِيَازٌ لَنَا؟‏

      ١١ وَهكَذَا،‏ فَإِنَّ قَضِيَّةَ مُحَافَظَتِكَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ تَجْعَلُ تَصَرُّفَاتِكَ وَخِيَارَاتِكَ ٱلْيَوْمِيَّةَ أَمْرًا بَالِغَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏ فَكِّرْ مُجَدَّدًا فِي ٱلْحَالَاتِ ٱلثَّلَاثِ ٱلْمَذْكُورَةِ آنِفًا.‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِهؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ؟‏ إِنَّ ٱلصَّبِيَّ ٱلَّذِي يَتَعَرَّضُ لِسُخْرِيَةِ زُمَلَائِهِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ يُغْرَى بِإِطْلَاقِ ٱلْعِنَانِ لِغَضَبِهِ.‏ لكِنَّهُ يَتَذَكَّرُ هذَا ٱلْحَضَّ:‏ «لَا تَنْتَقِمُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلسُّخْطِ،‏ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ ‹لِي ٱلِٱنْتِقَامُ،‏ أَنَا أُجَازِي،‏ يَقُولُ يَهْوَهُ›».‏ (‏رو ١٢:‏١٩‏)‏ لِذلِكَ يَتْرُكُهُمْ وَيَبْتَعِدُ.‏ وَٱلزَّوْجُ ٱلَّذِي يُجْرِي ٱلْبَحْثَ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِتْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُشَاهِدَ مَوَادَّ إِبَاحِيَّةً.‏ إِلَّا أَنَّهُ يَتَذَكَّرُ ٱلْمَبْدَأَ ٱلَّذِي تَتَضَمَّنُهُ كَلِمَاتُ أَيُّوبَ:‏ «عَهْدًا قَطَعْتُ مَعَ عَيْنَيَّ.‏ فَكَيْفَ أَتَطَلَّعُ فِي عَذْرَاءَ؟‏».‏ (‏اي ٣١:‏١‏)‏ لِذَا عَلَى غِرَارِ أَيُّوبَ،‏ يَأْبَى هذَا ٱلرَّجُلُ أَنْ يَسْمَحَ لِعَيْنَيْهِ بِٱلنَّظَرِ إِلَى صُوَرٍ إِبَاحِيَّةٍ،‏ تَمَامًا كَمَا يَأْبَى ٱلْمَرْءُ تَنَاوُلَ ٱلسُّمِّ.‏ أَمَّا ٱلْمَرْأَةُ،‏ ٱلَّتِي تَتَحَادَثُ مَعَ مَجْمُوعَةٍ مِنَ ٱلْأَخَوَاتِ ٱللَّوَاتِي يَبْتَدِئْنَ بِتَحْوِيلِ ٱلْحَدِيثِ إِلَى ثَرْثَرَةٍ مُؤْذِيَةٍ،‏ فَتَتَوَقَّفُ لَحْظَةً وَتَتَذَكَّرُ ٱلْوَصِيَّةَ:‏ «لِيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ فِي مَا هُوَ صَالِحٌ مِنْ أَجْلِ بُنْيَانِهِ».‏ (‏رو ١٥:‏٢‏)‏ فَٱلثَّرْثَرَةُ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تَنْهَمِكَ فِيهَا لَيْسَتْ بَنَّاءَةً،‏ لَا تُعْطِي ٱنْطِبَاعًا إِيجَابِيًّا عَنْ أُخْتِهَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ وَلَا تُرْضِي أَبَاهَا ٱلسَّمَاوِيَّ.‏ وَهذَا مَا يَدْفَعُهَا إِلَى ضَبْطِ لِسَانِهَا وَتَغْيِيرِ ٱلْمَوْضُوعِ.‏

      ١٢ فِي كُلٍّ مِنْ هذِهِ ٱلْحَالَاتِ،‏ يَصْنَعُ ٱلْمَسِيحِيُّ خِيَارًا هُوَ بِمَثَابَةِ ٱلْقَوْلِ:‏ ‹يَهْوَه هُوَ حَاكِمِي.‏ وَسَأُحَاوِلُ فِعْلَ مَا يُرْضِيهِ فِي هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ›.‏ فَهَلْ تَصْنَعُ خِيَارَاتِكَ وَتَتَّخِذُ قَرَارَاتِكَ عَلَى هذَا ٱلْأَسَاسِ؟‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ أَنْتَ تُطِيعُ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُشَجِّعَةَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي ٱلْأَمْثَالِ ٢٧:‏١١‏:‏ «يَا ٱبْنِي،‏ كُنْ حَكِيمًا وَفَرِّحْ قَلْبِي،‏ لِأُجِيبَ مَنْ يُعَيِّرُنِي».‏ فَمَا أَرْوَعَ ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلَّذِي نَحْظَى بِهِ أَنْ نُفَرِّحَ قَلْبَ ٱللّٰهِ!‏ أَفَلَيْسَتِ ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا أَمْرًا جَدِيرًا بِٱلْعَنَاءِ؟‏

      ٢-‏ أَسَاسٌ لِلدَّيْنُونَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ

      ١٣ كَيْفَ تُظْهِرُ كَلِمَاتُ أَيُّوبَ وَدَاوُدَ أَنَّ ٱلِٱسْتِقَامَةَ هِيَ ٱلْأَسَاسُ لِدَيْنُونَةِ يَهْوَه لَنَا؟‏

      ١٣ كَمَا رَأَيْنَا،‏ تُمَكِّنُنَا ٱلِٱسْتِقَامَةُ مِنِ ٱتِّخَاذِ مَوْقِفِنَا إِلَى جَانِبِ سُلْطَانِ يَهْوَه.‏ لِذلِكَ فَهِيَ ٱلْأَسَاسُ لِدَيْنُونَةِ ٱللّٰهِ لَنَا.‏ وَهذَا مَا فَهِمَهُ أَيُّوبُ بِوُضُوحٍ.‏ (‏اِقْرَأْ ايوب ٣١:‏٦‏.‏‏)‏ فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ ٱللّٰهَ يَزِنُ كُلَّ ٱلْبَشَرِ فِي «مِيزَانٍ دَقِيقٍ»،‏ مُسْتَعْمِلًا مِقْيَاسَهُ ٱلْكَامِلَ لِلْعَدْلِ كَيْ يُحَدِّدَ هَلْ نَحْنُ مُسْتَقِيمُونَ أَمْ لَا.‏ كَذلِكَ ٱلْأَمْرُ،‏ قَالَ دَاوُدُ:‏ «يَهْوَهُ يُحَاكِمُ ٱلشُّعُوبَ.‏ اِقْضِ لِي يَا يَهْوَهُ بِحَسَبِ بِرِّي وَبِحَسَبِ ٱسْتِقَامَتِي ٱلَّتِي فِيَّ.‏ .‏ .‏ .‏ فَٱللّٰهُ ٱلْبَارُّ يَمْتَحِنُ ٱلْقُلُوبَ وَٱلْكُلَى».‏ (‏مز ٧:‏٨،‏ ٩‏)‏ فَٱللّٰهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْبُرَ غَوْرَ إِنْسَانِنَا ٱلدَّاخِلِيِّ،‏ ‹قَلْبِنَا وَكُلْيَتَيْنَا› ٱلْمَجَازِيَّةِ.‏ وَلكِنْ يَلْزَمُ أَنْ نَتَذَكَّرَ مَا يَبْحَثُ عَنْهُ يَهْوَه فِي أَعْمَاقِنَا.‏ فَكَمَا قَالَ دَاوُدُ،‏ يَهْوَه يَدِينُنَا عَلَى أَسَاسِ ٱسْتِقَامَتِنَا.‏

      ١٤ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ نَفْتَرِضَ أَنَّ طَبِيعَتَنَا ٱلنَّاقِصَةَ وَٱلْخَاطِئَةَ تَحُولُ دُونَ مُحَافَظَتِنَا عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ؟‏

      ١٤ وَيَهْوَه ٱللّٰهُ يَفْحَصُ قُلُوبَ بَلَايِينِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْيَوْمَ.‏ (‏١ اخ ٢٨:‏٩‏)‏ فَكَمْ مِنْهُمْ يَجِدُهُمْ يُحَافِظُونَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ؟‏ قِلَّةٌ قَلِيلَةٌ فَقَطْ.‏ وَلكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ نَفْتَرِضَ أَنَّ نَقْصَنَا يَحُولُ دُونَ مُحَافَظَتِنَا عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ بِٱلْعَكْسِ،‏ لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِلثِّقَةِ،‏ عَلَى غِرَارِ دَاوُدَ وَأَيُّوبَ،‏ أَنَّ يَهْوَه سَيَجِدُ أَنَّنَا نُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا رَغْمَ نَقْصِنَا.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْكَمَالَ لَا يَضْمَنُ مُحَافَظَتَنَا عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ فَمِنْ بَيْنِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْكَامِلِينَ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ أَخْفَقَ ٱثْنَانِ (‏آدَمُ وَحَوَّاءُ)‏ فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ بَرْهَنَ مَلَايِينُ مِنَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ أَنَّهُمْ مُسْتَقِيمُونَ.‏ وَأَنْتَ أَيْضًا يُمْكِنُكَ ذلِكَ.‏

      ٣-‏ ضَرُورِيَّةٌ لِتَحْقِيقِ رَجَائِنَا

      ١٥ كَيْفَ أَظْهَرَ دَاوُدُ أَنَّ ٱلِٱسْتِقَامَةَ ضَرُورِيَّةٌ لِتَحْقِيقِ رَجَائِنَا؟‏

      ١٥ بِمَا أَنَّ ٱلِٱسْتِقَامَةَ هِيَ ٱلْأَسَاسُ لِدَيْنُونَةِ ٱللّٰهِ لَنَا،‏ فَهِيَ ضَرُورِيَّةٌ لِرَجَائِنَا بِٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ وَهذَا مَا أَدْرَكَهُ دَاوُدُ.‏ (‏اِقْرَأْ مزمور ٤١:‏١٢‏.‏‏)‏ فَكَانَ لَدَيْهِ أَمَلٌ وَطِيدٌ أَنْ يَحْظَى بِعِنَايَةِ ٱللّٰهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَكَٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْيَوْمَ،‏ كَانَ يَرْجُو أَنْ يَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ وَيَخْدُمَ يَهْوَه ٱللّٰهَ وَيَسْتَمِرَّ فِي ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ.‏ وَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ كَيْ يَرَى تَحْقِيقَ رَجَائِهِ.‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ إِذَا حَافَظْنَا عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا،‏ نَحْظَى بِدَعْمِ يَهْوَه وَبَرَكَتِهِ وَتَعْلِيمِهِ وَإِرْشَادِهِ.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ لِمَاذَا أَنْتُمْ شَخْصِيًّا مُصَمِّمُونَ أَنْ تُحَافِظُوا عَلَى ٱسْتِقَامَتِكُمْ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَتُنَاقِشُهَا ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

      ١٦ وَٱلرَّجَاءُ ضَرُورِيٌّ أَيْضًا لِسَعَادَتِنَا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ.‏ فَهُوَ يُوَلِّدُ فِينَا شُعُورًا بِٱلْفَرَحِ كَيْ نَتَمَكَّنَ مِنِ ٱجْتِيَازِ ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ.‏ كَمَا أَنَّهُ يَعْمَلُ عَلَى حِمَايَةِ تَفْكِيرِنَا.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَبِّهُ ٱلرَّجَاءَ بِخُوذَةٍ.‏ (‏١ تس ٥:‏٨‏)‏ فَتَمَامًا كَمَا تَحْمِي ٱلْخُوذَةُ رَأْسَ ٱلْجُنْدِيِّ فِي ٱلْمَعْرَكَةِ،‏ يَحْمِي ٱلرَّجَاءُ ذِهْنَنَا مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلسَّلْبِيِّ ٱلْمُتَشَائِمِ ٱلَّذِي يُرَوِّجُهُ ٱلشَّيْطَانُ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْقَدِيمِ ٱلْآيِلِ إِلَى ٱلزَّوَالِ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ حَيَاتَنَا تَكُونُ بِلَا مَعْنًى إِذَا فَقَدْنَا ٱلرَّجَاءَ.‏ لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا بِكُلِّ إِخْلَاصٍ،‏ مُتَأَمِّلِينَ مَلِيًّا إِنْ كُنَّا نُعْرِبُ عَنِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ هُوَ حَقِيقِيٌّ فِي نَظَرِنَا ٱلرَّجَاءُ ٱلْمُرْتَبِطُ بِهَا.‏ فَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِكَ أَبَدًا أَنَّهُ بِمُحَافَظَتِكَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ تُؤَيِّدُ سُلْطَانَ يَهْوَه وَتَحْمِي رَجَاءَكَ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ تُحَافِظَ دَائِمًا عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ.‏

      ١٧ بِمَا أَنَّ ٱلِٱسْتِقَامَةَ مُهِمَّةٌ إِلَى هذِهِ ٱلدَّرَجَةِ،‏ يَجِبُ أَنْ نُنَاقِشَ أَسْئِلَةً أُخْرَى ذَاتَ عَلَاقَةٍ.‏ فَكَيْفَ نَكُونُ أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ؟‏ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَيْهَا؟‏ وَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا لَمْ يُحَافِظِ ٱلْمَرْءُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ؟‏ سَتُعَالِجُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a قَالَ يَسُوعُ:‏ «كُونُوا كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِلٌ».‏ (‏مت ٥:‏٤٨‏)‏ فَكَانَ يُدْرِكُ أَنَّ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ بِمَقْدُورِهِمْ أَنْ يَكُونُوا كَامِلِينَ،‏ أَيْ تَامِّينَ،‏ بِشَكْلٍ نِسْبِيٍّ.‏ فَبِإِمْكَانِنَا إِطَاعَةُ ٱلْوَصِيَّةِ أَنْ نَكُونَ أَسْخِيَاءَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْآخَرِينَ،‏ وَبِذلِكَ نُرْضِي ٱللّٰهَ.‏ بِٱلتَّبَايُنِ،‏ يَهْوَه هُوَ كَامِلٌ بِٱلْمَعْنَى ٱلْمُطْلَقِ.‏ فَفِي حَالَتِهِ،‏ تَنْطَوِي كَلِمَةُ «ٱلِٱسْتِقَامَةُ» أَيْضًا عَلَى فِكْرَةِ ٱلْكَمَالِ.‏ —‏ مز ١٨:‏٣٠‏.‏

  • هل تحافظ على استقامتك؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • هَلْ تُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ؟‏

      ‏«حَتَّى أَلْفِظَ آخِرَ أَنْفَاسِي لَا أَنْزِعُ ٱسْتِقَامَتِي عَنِّي!‏».‏ —‏ اي ٢٧:‏٥‏.‏

      ١،‏ ٢ أَيَّةُ صِفَةٍ يَلْزَمُ أَنْ نَسْعَى إِلَى ٱمْتِلَاكِهَا،‏ وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا؟‏

      تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَتَفَحَّصُ بَيْتًا جَمِيلًا بِهَدَفِ شِرَائِهِ.‏ فَأَنْتَ تُفَكِّرُ مَلِيًّا هَلْ هُوَ عَمَلِيٌّ وَمُفِيدٌ لَكَ وَلِعَائِلَتِكَ أَمْ لَا.‏ وَلكِنْ أَلَا تُوَافِقُ أَنَّ كُلَّ تَفْكِيرِكَ قَدْ لَا يُجْدِي نَفْعًا إِذَا لَمْ تَشْتَرِ ٱلْبَيْتَ،‏ تَسْكُنْ فِيهِ،‏ وَتُحَافِظْ عَلَيْهِ؟‏

      ٢ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ قَدْ نَعْتَبِرُ ٱلِٱسْتِقَامَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ صِفَةً مُهِمَّةً تُفِيدُنَا نَحْنُ وَأَحِبَّاءَنَا.‏ إِلَّا أَنَّ مُجَرَّدَ ٱلتَّفْكِيرِ أَنَّهَا صِفَةٌ مَرْغُوبٌ فِيهَا قَدْ لَا يُجْدِي نَفْعًا إِلَّا إِذَا ٱمْتَلَكْنَاهَا وَحَافَظْنَا عَلَيْهَا.‏ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ،‏ إِنَّ شِرَاءَ بَيْتٍ هُوَ مَشْرُوعٌ مُكْلِفٌ.‏ (‏لو ١٤:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ بِصُورَةٍ مُشَابِهَةٍ،‏ يُكَلِّفُ ٱلسَّعْيُ إِلَى ٱمْتِلَاكِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ ٱلْوَقْتَ وَٱلْجَهْدَ،‏ لكِنَّهُ أَمْرٌ جَدِيرٌ بِٱلْعَنَاءِ.‏ لِذلِكَ لِنُنَاقِشْ فِي مَا يَلِي ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ:‏ كَيْفَ نَكُونُ أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ؟‏ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏ وَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا لَمْ يُحَافِظِ ٱلْمَرْءُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ؟‏

      كَيْفَ نَكُونُ أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ؟‏

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَه عَلَى ٱمْتِلَاكِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱمْتِلَاكُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ،‏ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ؟‏

      ٣ كَمَا ذَكَرْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ يَهْوَه يُكْرِمُنَا بِمَنْحِنَا ٱلْحَقَّ فِي ٱلتَّقْرِيرِ هَلْ نَكُونُ أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ أَمْ لَا.‏ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَتْرُكُنَا وَحْدَنَا،‏ بَلْ يُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَمْتَلِكُ هذِهِ ٱلصِّفَةَ ٱلرَّائِعَةَ وَيُغْدِقُ عَلَيْنَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا عَلَى تَطْبِيقِ تَعَالِيمِهِ.‏ (‏لو ١١:‏١٣‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ يُزَوِّدُ ٱلْحِمَايَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِلَّذِينَ يُحَاوِلُونَ أَنْ يَسِيرُوا بِٱسْتِقَامَةٍ.‏ —‏ ام ٢:‏٧‏.‏

      ٤ وَبِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ يُعَلِّمُنَا يَهْوَه كَيْفَ نَكُونُ أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ؟‏ اَلطَّرِيقَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ هِيَ مِنْ خِلَالِ إِرْسَالِ ٱبْنِهِ يَسُوعَ إِلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَيَسُوعُ ٱتَّبَعَ مَسْلَكَ ٱلطَّاعَةِ ٱلْكَامِلَةِ.‏ فَقَدْ «صَارَ طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ».‏ (‏في ٢:‏٨‏)‏ وَفِي كُلِّ مَا فَعَلَهُ،‏ أَطَاعَ أَبَاهُ ٱلسَّمَاوِيَّ حَتَّى حِينَ كَانَتِ ٱلطَّاعَةُ صَعْبَةً لِلْغَايَةِ.‏ قَالَ لِيَهْوَه:‏ «لِتَكُنْ لَا مَشِيئَتِي،‏ بَلْ مَشِيئَتُكَ».‏ (‏لو ٢٢:‏٤٢‏)‏ وَيَحْسُنُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ أَمْلِكُ رُوحَ ٱلطَّاعَةِ نَفْسَهَا؟‏›.‏ فَبِٱتِّبَاعِ مَسْلَكِ ٱلطَّاعَةِ بِدَافِعٍ صَائِبٍ،‏ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُسْتَقِيمُونَ.‏ تَأَمَّلْ فِي بَعْضِ مَجَالَاتِ ٱلْحَيَاةِ حَيْثُ تَكُونُ ٱلطَّاعَةُ بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ كَيْفَ شَدَّدَ دَاوُدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ حَتَّى عِنْدَمَا لَا يَرَانَا ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْآخَرُونَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُوضَعُ ٱسْتِقَامَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ حِينَ يَكُونُونَ وَحْدَهُمْ؟‏

      ٥ يَجِبُ أَنْ نُطِيعَ يَهْوَه حِينَ نَكُونُ وَحْدَنَا.‏ فِي ٱلْمَاضِي،‏ أَدْرَكَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ دَاوُدُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ حِينَ يَكُونُ بِمُفْرَدِهِ.‏ (‏اِقْرَأْ مزمور ١٠١:‏٢‏.‏)‏ فَبِمَا أَنَّهُ مَلِكٌ،‏ فَقَدْ كَانَ مُحَاطًا بِٱلنَّاسِ بِٱسْتِمْرَارٍ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ أَحْيَانًا يَتَوَاجَدُ بَيْنَ مِئَاتِ،‏ بَلْ آلَافِ،‏ ٱلْأَشْخَاصِ.‏ (‏قَارِنْ مزمور ٢٦:‏١٢‏.‏)‏ وَٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي أَوْقَاتٍ كَهذِهِ كَانَتْ مُهِمَّةً،‏ لِأَنَّ ٱلْمَلِكَ عَلَيْهِ رَسْمُ مِثَالٍ جَيِّدٍ لِرَعَايَاهُ.‏ (‏تث ١٧:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ لكِنَّ دَاوُدَ تَعَلَّمَ أَيْضًا أَنَّ عَلَيْهِ ٱلسَّيْرَ بِٱسْتِقَامَةٍ حِينَ يَكُونُ بِمُفْرَدِهِ ‹دَاخِلَ بَيْتِهِ›.‏ فَهَلْ هذَا مَا تَعَلَّمْنَاهُ نَحْنُ أَيْضًا؟‏

      ٦ يَقُولُ دَاوُدُ فِي ٱلْمَزْمُورِ ١٠١:‏٣‏:‏ «لَا أَجْعَلُ نُصْبَ عَيْنَيَّ شَيْئًا لَا خَيْرَ فِيهِ».‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ كَثِيرًا مَا يُتَاحُ لَنَا أَنْ نَجْعَلَ نُصْبَ أَعْيُنِنَا أَشْيَاءَ لَا خَيْرَ فِيهَا،‏ وَخُصُوصًا عِنْدَمَا نَكُونُ وَحْدَنَا.‏ وَٱسْتِخْدَامُ ٱلْإِنْتِرْنِتْ يُشَكِّلُ خَطَرًا عَلَى كَثِيرِينَ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَمِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نُغْرَى بِمُشَاهَدَةِ مَوَادَّ غَيْرِ لَائِقَةٍ،‏ أَوْ حَتَّى إِبَاحِيَّةٍ.‏ وَلكِنْ هَلْ قِيَامُنَا بِذلِكَ يُبَرْهِنُ أَنَّنَا نُطِيعُ ٱلْإِلهَ ٱلَّذِي أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ أَنْ يُدَوِّنَ ٱلْكَلِمَاتِ أَعْلَاهُ؟‏ إِنَّ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ مُؤْذِيَةٌ،‏ إِذْ إِنَّهَا تُؤَجِّجُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجَشِعَةَ وَٱلْخَاطِئَةَ،‏ تُفْسِدُ ٱلضَّمِيرَ،‏ تُحَطِّمُ ٱلزِّيجَاتِ،‏ وَتَحُطُّ مِنْ قَدْرِ كُلِّ ٱلْأَطْرَافِ ٱلْمَعْنِيِّينَ.‏ —‏ ام ٤:‏٢٣؛‏ ٢ كو ٧:‏١؛‏ ١ تس ٤:‏٣-‏٥‏.‏

      ٧ أَيُّ تَأْكِيدٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا حِينَ نَكُونُ وَحْدَنَا؟‏

      ٧ بِٱلطَّبْعِ،‏ مَا مِنْ خَادِمٍ لِيَهْوَه يَكُونُ بِمُفْرَدِهِ كُلِّيًّا.‏ فَأَبُونَا ٱلْمُحِبُّ يَهْوَه يُرَاقِبُنَا.‏ (‏اِقْرَأْ مزمور ١١:‏٤‏.‏‏)‏ وَكَمْ يَفْرَحُ حِينَ يَرَى أَنَّكَ تُقَاوِمُ ٱلتَّجْرِبَةَ!‏ فَبِذلِكَ تُطِيعُ ٱلتَّحْذِيرَ ٱلَّذِي تَتَضَمَّنُهُ كَلِمَاتُ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٥:‏٢٨‏.‏ فَصَمِّمْ عَلَى عَدَمِ ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱلصُّوَرِ ٱلَّتِي تُغْرِيكَ بِفِعْلِ ٱلْخَطَإِ.‏ وَلَا تُقَايِضِ ٱسْتِقَامَتَكَ ٱلثَّمِينَةَ بِأَمْرٍ حَقِيرٍ كَمُشَاهَدَةِ أَوْ قِرَاءَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ.‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كَيْفَ وُضِعَتِ ٱسْتِقَامَةُ دَانِيَالَ وَرُفَقَائِهِ عَلَى ٱلْمِحَكِّ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُفَرِّحُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَحْدَاثُ فِي أَيَّامِنَا يَهْوَه وَرُفَقَاءَهُمُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏

      ٨ يُمْكِنُنَا أَيْضًا أَنْ نُبَرْهِنَ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُسْتَقِيمُونَ بِإِطَاعَةِ يَهْوَه حِينَ نَكُونُ بَيْنَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ تَذَكَّرْ دَانِيَالَ وَرُفَقَاءَهُ ٱلثَّلَاثَةَ ٱلَّذِينَ أُخِذُوا أَسْرَى إِلَى بَابِلَ وَهُمْ لَا يَزَالُونَ فِي سِنِّ ٱلْحَدَاثَةِ.‏ فَبِمَا أَنَّهُمْ كَانُوا هُنَاكَ مُحَاطِينَ بِأَشْخَاصٍ غَيْرِ مُؤْمِنِينَ لَا يَعْرِفُونَ عَنْ يَهْوَه إِلَّا ٱلْقَلِيلَ أَوْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ أَلْبَتَّةَ،‏ فَقَدْ تَعَرَّضُوا لِلضَّغْطِ لِتَنَاوُلِ أَطْعِمَةٍ حَرَّمَتْهَا شَرِيعَةُ ٱللّٰهِ.‏ وَمَا كَانَ أَسْهَلَ عَلَى هؤُلَاءِ ٱلْفِتْيَانِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلْأَرْبَعَةِ أَنْ يَخْتَلِقُوا ٱلْأَعْذَارَ لِعَدَمِ إِطَاعَةِ ٱلشَّرِيعَةِ!‏ كَمَا أَنَّ وَالِدِيهِمِ،‏ ٱلْيَهُودَ ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا،‏ وَٱلْكَهَنَةَ مَا كَانَ بِٱسْتِطَاعَتِهِمْ رُؤْيَةُ مَا يَفْعَلُونَهُ.‏ فَهَلْ كَانَ بِمَقْدُورِ أَحَدٍ أَنْ يَعْرِفَ ذلِكَ؟‏ نَعَمْ،‏ يَهْوَه نَفْسُهُ.‏ لِذلِكَ ٱتَّخَذُوا مَوْقِفًا ثَابِتًا وَأَطَاعُوهُ رَغْمَ ٱلضَّغْطِ وَٱلْخَطَرِ ٱللَّذَيْنِ تَعَرَّضُوا لَهُمَا.‏ —‏ دا ١:‏٣-‏٩‏.‏

      ٩ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَتَّخِذُ شُهُودُ يَهْوَه ٱلْأَحْدَاثُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ مَوْقِفًا مُمَاثِلًا،‏ إِذْ يَتَمَسَّكُونَ بِمَقَايِيسِ ٱللّٰهِ وَيَرْفُضُونَ ٱلِٱسْتِسْلَامَ لِضَغْطِ نُظَرَائِهِمِ ٱلْمُؤْذِي.‏ فَعِنْدَمَا تَرْفُضُونَ يَا أَيُّهَا ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْمُخَدِّرَاتِ،‏ ٱلْعُنْفَ،‏ ٱلشَّتْمَ،‏ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ،‏ وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلْخَاطِئَةِ،‏ تُبَرْهِنُونَ أَنَّكُمْ تُطِيعُونَ يَهْوَه.‏ وَهكَذَا،‏ تُحَافِظُونَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكُمْ،‏ وَتُفِيدُونَ أَنْفُسَكُمْ،‏ وَتُفَرِّحُونَ يَهْوَه وَرُفَقَاءَكُمُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ —‏ مز ١١٠:‏٣‏.‏

      ١٠ (‏أ)‏ أَيَّةُ نَظْرَةٍ خَاطِئَةٍ إِلَى ٱلْعَهَارَةِ أَدَّتْ بِبَعْضِ ٱلْأَحْدَاثِ إِلَى كَسْرِ ٱسْتِقَامَتِهِمْ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَتَصَرَّفُ إِذَا كُنَّا أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ؟‏

      ١٠ يَلْزَمُ أَيْضًا أَنْ نُظْهِرَ ٱلطَّاعَةَ حِينَ نَتَعَامَلُ مَعَ أَشْخَاصٍ مِنَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ.‏ فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ تُحَرِّمُ ٱلْعَهَارَةَ.‏ غَيْرَ أَنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ ٱلسَّمَاحُ لِأَنْفُسِنَا بِٱمْتِلَاكِ رُوحِ ٱلتَّسَاهُلِ بَدَلًا مِنْ رُوحِ ٱلطَّاعَةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يُمَارِسُ بَعْضُ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْجِنْسَ ٱلْفَمَوِيَّ أَوِ ٱلْجِنْسَ ٱلشَّرْجِيَّ أَوْ مُدَاعَبَةَ ٱلْأَعْضِاءِ ٱلْجِنْسِيَّةِ وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ،‏ مُبَرِّرِينَ أَنَّ هذِهِ ٱلْمُمَارَسَاتِ لَيْسَتْ خَطَأً فَادِحًا لِأَنَّهَا بِحَسَبِ رَأْيِهِمْ لَيْسَتْ عَلَاقَاتٍ جِنْسِيَّةً فِعْلِيَّةً.‏ لكِنَّ هؤُلَاءِ ٱلْأَحْدَاثَ يَنْسَوْنَ،‏ أَوْ يَتَنَاسَوْنَ،‏ أَنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى عَهَارَةٍ تَشْمُلُ كُلَّ هذِهِ ٱلْمُمَارَسَاتِ،‏ تَصَرُّفَاتٌ خَاطِئَةٌ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى ٱلْفَصْلِ.‏a وَٱلْأَسْوَأُ مِنْ ذلِكَ هُوَ أَنَّهُمْ يَتَجَاهَلُونَ ضَرُورَةَ ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ فَإِذَا كُنَّا نُجَاهِدُ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا،‏ لَا نَبْحَثُ عَنِ ٱلتَّبْرِيرَاتِ لِتَصَرُّفَاتِنَا.‏ وَلَا نُحَاوِلُ أَنْ نَعْرِفَ إِلَى أَيِّ حَدٍّ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِرَابُ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ دُونَ نَيْلِ أَيِّ عِقَابٍ.‏ فَنَحْنُ لَا نَهْتَمُّ فَقَطْ بِٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱلتَّأْدِيبِيَّةِ ٱلَّتِي قَدْ تُتَّخَذُ فِي حَقِّنَا،‏ بَلْ بِفِعْلِ مَا يُرْضِي يَهْوَه وَبِذلِكَ نَتَجَنَّبُ مَا يُؤْذِي مَشَاعِرَهُ.‏ وَبَدَلًا مِنْ أَنْ نَرَى إِلَى أَيِّ حَدٍّ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِرَابُ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ،‏ نَبْقَى بَعِيدِينَ عَنْهَا وَ ‹نَهْرُبُ مِنَ ٱلْعَهَارَةِ›.‏ (‏١ كو ٦:‏١٨‏)‏ وَبِذلِكَ نُظْهِرُ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُسْتَقِيمُونَ فِعْلًا.‏

      كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا؟‏

      ١١ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ إِظْهَارُ ٱلطَّاعَةِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى،‏ وَأَيُّ مَثَلٍ يُوضِحُ ذلِكَ؟‏

      ١١ بِمَا أَنَّ ٱمْتِلَاكَ ٱلِٱسْتِقَامَةِ يَتَطَلَّبُ ٱلطَّاعَةَ،‏ فَٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ تَتَطَلَّبُ مُوَاصَلَةَ ٱلسَّعْيِ فِي مَسْلَكِ ٱلطَّاعَةِ هذَا.‏ وَرَغْمَ أَنَّ إِظْهَارَ ٱلطَّاعَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً قَدْ يَبْدُو عَدِيمَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ أَوِ ٱلْقِيمَةِ،‏ فَبِٱلْإِعْرَابِ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى يَصِيرُ لَدَيْنَا سِجِلٌّ حَافِلٌ بِأَعْمَالِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ لِلْإِيضَاحِ:‏ قَدْ يَبْدُو حَجَرٌ وَاحِدٌ عَدِيمَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ،‏ وَلكِنْ إِذَا جَمَعْنَا ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْأَحْجَارِ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ،‏ يُمْكِنُنَا بِنَاءُ بَيْتٍ جَمِيلٍ.‏ كَذلِكَ ٱلْأَمْرُ،‏ إِذَا أَظْهَرْنَا ٱلطَّاعَةَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ،‏ نَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا.‏ —‏ لو ١٦:‏١٠‏.‏

      ١٢ كَيْفَ رَسَمَ دَاوُدُ ٱلْمِثَالَ فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي وَجْهِ سُوءِ ٱلْمُعَامَلَةِ وَٱلظُّلْمِ؟‏

      ١٢ تَتَجَلَّى ٱلِٱسْتِقَامَةُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ حِينَ نَحْتَمِلُ ٱلصُّعُوبَاتِ،‏ سُوءَ ٱلْمُعَامَلَةِ،‏ أَوِ ٱلظُّلْمَ.‏ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ دَاوُدَ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ شَابًّا،‏ ٱحْتَمَلَ ٱلِٱضْطِهَادَ مِنْ مَلِكٍ كَانَ يُتَوَقَّعُ مِنْهُ تَمْثِيلُ سُلْطَةِ يَهْوَه.‏ لكِنَّ ٱلْمَلِكَ شَاوُلَ كَانَ قَدْ خَسِرَ رِضَى يَهْوَه وَصَارَ يَغَارُ غَيْرَةً شَدِيدَةً مِنْ دَاوُدَ ٱلَّذِي نَالَ رِضَى ٱللّٰهِ.‏ وَبِمَا أَنَّهُ بَقِيَ فِي ٱلسُّلْطَةِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ،‏ ٱسْتَخْدَمَ جَيْشَ إِسْرَائِيلَ لِمُطَارَدَتِهِ.‏ وَقَدْ سَمَحَ يَهْوَه بِأَنْ يَظَلَّ دَاوُدُ يَتَعَرَّضُ لِلظُّلْمِ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ.‏ فَهَلْ صَارَ حَانِقًا مِنْ يَهْوَه؟‏ وَهَلِ ٱسْتَنْتَجَ أَنَّهُ مَا مِنْ فَائِدَةٍ فِي ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ،‏ حَافَظَ دَاوُدُ عَلَى ٱحْتِرَامِهِ ٱلْعَمِيقِ لِمَرْكَزِ شَاوُلَ كَمَسِيحٍ لِيَهْوَه،‏ رَافِضًا ٱلِٱنْتِقَامَ مِنْهُ حِينَ سَنَحَتْ لَهُ ٱلْفُرْصَةُ.‏ —‏ ١ صم ٢٤:‏٢-‏٧‏.‏

      ١٣ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا إِذَا جَرَحَنَا أَحَدٌ أَوْ أَسَاءَ إِلَيْنَا؟‏

      ١٣ وَكَمْ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ مِنْ مِثَالِ دَاوُدَ!‏ فَنَحْنُ نَنْتَمِي إِلَى جَمَاعَةٍ عَالَمِيَّةٍ مِنَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ ٱلَّذِينَ قَدْ يُخْطِئُونَ إِلَيْنَا أَوْ حَتَّى يَصِيرُونَ غَيْرَ أُمَنَاءَ.‏ طَبْعًا،‏ نَحْنُ نَعِيشُ فِي زَمَنٍ يَسْتَحِيلُ فِيهِ إِفْسَادُ شَعْبِ يَهْوَه كَكُلٍّ.‏ (‏اش ٥٤:‏١٧‏)‏ وَلكِنْ كَيْفَ سَنَتَجَاوَبُ فِي حَالِ خَذَلَنَا أَحَدٌ أَوْ جَرَحَ مَشَاعِرَنَا؟‏ إِذَا سَمَحْنَا لِلْمَرَارَةِ تِجَاهَ أَحَدِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنْ تُسَمِّمَ قُلُوبَنَا،‏ تَصِيرُ ٱسْتِقَامَتُنَا فِي خَطَرٍ.‏ فَتَصَرُّفَاتُ ٱلْآخَرِينَ لَيْسَتْ عُذْرًا أَبَدًا لِنَحْنَقَ عَلَى ٱللّٰهِ أَوْ نَتَخَلَّى عَنْ مَسْلَكِ أَمَانَتِنَا.‏ (‏مز ١١٩:‏١٦٥‏)‏ أَمَّا ٱلِٱحْتِمَالُ فِي ٱلْمِحَنِ فَسَيُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا.‏

      ١٤ كَيْفَ يَتَجَاوَبُ ٱلَّذِينَ يُحَافِظُونَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ مَعَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلتَّنْظِيمِيَّةِ وَٱلتَّحْسِينَاتِ ٱلْعَقَائِدِيَّةِ؟‏

      ١٤ يُمْكِنُنَا أَيْضًا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ بِتَجَنُّبِ رُوحِ ٱلِٱنْتِقَادِ،‏ لِأَنَّ ذلِكَ هُوَ وَسِيلَةٌ لِلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْوَلَاءِ لِيَهْوَه.‏ وَيَهْوَه يُبَارِكُ شَعْبَهُ فِي أَيَّامِنَا أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلُ.‏ فَٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ هِيَ ٱلْآنَ مُرَفَّعَةٌ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى فِي ٱلتَّارِيخِ.‏ (‏اش ٢:‏٢-‏٤‏)‏ لِذلِكَ نَحْنُ نَقْبَلُ ٱلتَّعْدِيلَاتِ فِي شَرْحِ بَعْضِ آيَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوْ فِي طَرِيقَةِ ٱلْقِيَامِ بِبَعْضِ ٱلْأُمُورِ.‏ فَيَسُرُّنَا أَنْ نَرَى بِأُمِّ أَعْيُنِنَا ٱلْأَدِلَّةَ ٱلَّتِي تُثْبِتُ أَنَّ ٱلنُّورَ ٱلرُّوحِيَّ لَا يَزَالُ يَتَزَايَدُ.‏ (‏ام ٤:‏١٨‏)‏ وَإِذَا ٱسْتَصْعَبْنَا فَهْمَ تَغْيِيرٍ مَا،‏ نَسْأَلُ يَهْوَه أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى فَهْمِهِ.‏ وَفِي هذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ نُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا بِٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي ٱتِّبَاعِ مَسْلَكِ ٱلطَّاعَةِ.‏

      مَاذَا لَوْ لَمْ تُحْافِظْ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ؟‏

      ١٥ مَنْ فَقَطْ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَسْلُبَكُمُ ٱسْتِقَامَتَكُمْ؟‏

      ١٥ إِنَّ هذَا ٱلسُّؤَالَ يَحُثُّنَا عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ.‏ فَكَمَا تَعَلَّمْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ اَلِٱسْتِقَامَةُ هِيَ صِفَةٌ ضَرُورِيَّةٌ جِدًّا.‏ فَدُونَهَا،‏ لَا نَحْظَى بِعَلَاقَةٍ بِيَهْوَه وَلَا نَمْلِكُ رَجَاءً حَقِيقِيًّا.‏ وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِكَ أَبَدًا أَنَّ هُنَالِكَ شَخْصًا وَاحِدًا فَقَطْ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَسْلُبَكَ ٱسْتِقَامَتَكَ.‏ وَهذَا ٱلشَّخْصُ هُوَ أَنْتَ.‏ وَقَدْ أَدْرَكَ أَيُّوبُ هذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ.‏ قَالَ:‏ «حَتَّى أَلْفِظَ آخِرَ أَنْفَاسِي لَا أَنْزِعُ ٱسْتِقَامَتِي عَنِّي!‏».‏ (‏اي ٢٧:‏٥‏)‏ فَإِذَا كَانَ لَدَيْكَ ٱلتَّصْمِيمُ نَفْسُهُ وَإِذَا بَقِيتَ قَرِيبًا إِلَى يَهْوَه،‏ فَلَنْ تَتَخَلَّى أَبَدًا عَنِ ٱسْتِقَامَتِكَ.‏ —‏ يع ٤:‏٨‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ أَيُّ أَمْرٍ لَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَهُ ٱلشَّخْصُ إِذَا ٱنْغَمَسَ فِي مُمَارَسَةِ خَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ؟‏ (‏ب)‏ مَا هُوَ ٱلْمَسْلَكُ ٱلصَّائِبُ لِٱتِّخَاذِهِ؟‏

      ١٦ رَغْمَ ذلِكَ،‏ يُخْفِقُ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ.‏ فَهُمْ يَنْغَمِسُونَ فِي مُمَارَسَةِ خَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ،‏ تَمَامًا كَمَا حَصَلَ مَعَ ٱلْبَعْضِ عِنْدَمَا كَانَ ٱلرُّسُلُ لَا يَزَالُونَ أَحْيَاءً.‏ فَإِذَا حَدَثَ ذلِكَ لَكَ،‏ فَهَلْ وَضْعُكَ مَيْؤُوسٌ مِنْهُ؟‏ لَيْسَ بِٱلضَّرُورَةِ.‏ إِذًا،‏ مَاذَا يُمْكِنُ فِعْلُهُ؟‏ لِنَتَنَاوَلْ أَوَّلًا مَا لَا يَجِبُ فِعْلُهُ.‏ إِنَّ ٱلْإِنْسَانَ لَدَيْهِ مَيْلٌ فِطْرِيٌّ إِلَى إِخْفَاءِ ٱلْخَطَإِ عَنِ ٱلْوَالِدَيْنِ،‏ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ أَوِ ٱلشُّيُوخِ.‏ لكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُذَكِّرُنَا:‏ «مَنْ يُخْفِي مَعَاصِيَهُ لَنْ يَنْجَحَ،‏ وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ».‏ (‏ام ٢٨:‏١٣‏)‏ وَٱلَّذِينَ يُحَاوِلُونَ إِخْفَاءَ خَطَايَاهُمْ يَقْتَرِفُونَ خَطَأً فَادِحًا،‏ لِأَنَّهُ مَا مِنْ شَيْءٍ يُمْكِنُ إِخْفَاؤُهُ عَنِ ٱللّٰهِ.‏ (‏اِقْرَأْ عبرانيين ٤:‏١٣‏.‏‏)‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ يُحَاوِلُونَ ٱلْعَيْشَ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً،‏ مُتَظَاهِرِينَ أَنَّهُمْ يَخْدُمُونَ يَهْوَه فِيمَا يُوَاصِلُونَ مَسْلَكَهُمُ ٱلْخَاطِئَ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ حَيَاةً كَهذِهِ يَكُونُونَ قَدْ خَسِرُوا ٱسْتِقَامَتَهُمْ.‏ وَيَهْوَه لَا يُسَرُّ بِعِبَادَةٍ يُؤَدِّيهَا أَشْخَاصٌ يُخْفُونَ خَطَايَا خَطِيرَةً.‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ،‏ إِنَّ رِيَاءً كَهذَا يُغْضِبُهُ.‏ —‏ ام ٢١:‏٢٧؛‏ اش ١:‏١١-‏١٦‏.‏

      ١٧ إِذًا،‏ مَا هُوَ ٱلْمَسْلَكُ ٱلصَّائِبُ لِٱتِّخَاذِهِ إِذَا ٱنْغَمَسْتَ فِي مُمَارَسَةِ خَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ؟‏ إِنَّ إِرْشَادَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَاضِحٌ جِدًّا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ هذَا هُوَ ٱلْوَقْتُ لِتَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ فَقَدْ عَيَّنَهُمْ يَهْوَه لِمُسَاعَدَةِ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ مَرَضٌ رُوحِيٌّ خَطِيرٌ.‏ (‏اِقْرَأْ يعقوب ٥:‏١٤‏.‏‏)‏ فَلَا تَدَعِ ٱلْخَوْفَ مِنَ ٱلتَّأْدِيبِ أَوِ ٱلتَّقْوِيمِ ٱلْمُحْتَمَلِ يَمْنَعُكَ مِنَ ٱلِٱهْتِمَامِ بِصِحَّتِكَ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ يَدَعَ ٱلشَّخْصُ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَوْفَ مِنَ ٱلْأَلَمِ ٱلنَّاجِمِ عَنْ وَخْزِ ٱلْحُقْنَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِيَّةِ يَمْنَعُهُ مِنْ مُعَالَجَةِ مُشْكِلَةٍ صِحِّيَّةٍ تُهَدِّدُ حَيَاتَهُ؟‏!‏ —‏ عب ١٢:‏١١‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ كَيْفَ يُظْهِرُ مِثَالُ دَاوُدَ أَنَّهُ يُمْكِنُ ٱسْتِعَادَةُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَا هُوَ تَصْمِيمُكُمْ شَخْصِيًّا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلِٱسْتِقَامَةِ؟‏

      ١٨ وَهَلْ هُنَالِكَ أَمَلٌ بِٱلشِّفَاءِ ٱلتَّامِّ؟‏ هَلْ يُمْكِنُ ٱسْتِعَادَةُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ بَعْدَ خَسَارَتِهَا؟‏ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ دَاوُدَ ٱلَّذِي ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً.‏ فَقَدِ ٱشْتَهَى زَوْجَةَ رَجُلٍ آخَرَ،‏ ٱرْتَكَبَ مَعَهَا ٱلزِّنَى،‏ وَرَتَّبَ لِقَتْلِ زَوْجِهَا ٱلْبَرِيءِ.‏ لَا شَكَّ أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ ٱلتَّفْكِيرُ أَنَّ دَاوُدَ كَانَ رَجُلًا يَتَحَلَّى بِٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي هذِهِ ٱلْمَرْحَلَةِ مِنْ حَيَاتِهِ.‏ وَلكِنْ هَلْ كَانَ وَضْعُهُ مَيْؤُوسًا مِنْهُ؟‏ كَانَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَنَالَ دَاوُدُ ٱلتَّأْدِيبَ،‏ وَهذَا مَا حَصَلَ.‏ غَيْرَ أَنَّ يَهْوَه أَظْهَرَ لَهُ ٱلرَّحْمَةَ بِسَبَبِ تَوْبَتِهِ ٱلْأَصِيلَةِ.‏ وَقَدِ ٱسْتَفَادَ دَاوُدُ مِنَ ٱلتَّأْدِيبِ وَٱسْتَعَادَ ٱسْتِقَامَتَهُ بِمُوَاصَلَةِ ٱتِّبَاعِ مَسْلَكِ ٱلطَّاعَةِ للّٰهِ فِي شَتَّى ٱلظُّرُوفِ.‏ فَحَيَاةُ دَاوُدَ هِيَ خَيْرُ مِثَالٍ لِمَا نَقْرَأُهُ فِي ٱلْأَمْثَالِ ٢٤:‏١٦‏:‏ «قَدْ يَسْقُطُ ٱلْبَارُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ،‏ لٰكِنَّهُ يَقُومُ».‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ تَأَمَّلْ فِي مَا قَالَهُ يَهْوَه لِسُلَيْمَانَ عَنْ دَاوُدَ بَعْدَ مَمَاتِهِ.‏ (‏اِقْرَأْ ١ ملوك ٩:‏٤‏.‏‏)‏ فَقَدْ تَذَكَّرَ ٱللّٰهُ دَاوُدَ كَرَجُلٍ يَتَحَلَّى بِٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ حَقًّا،‏ بِمَقْدُورِ يَهْوَه أَنْ يُطَهِّرَ ٱلْخُطَاةَ ٱلتَّائِبِينَ مِنْ لَطْخَةِ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ.‏ —‏ اش ١:‏١٨‏.‏

      ١٩ نَعَمْ،‏ يُمْكِنُكَ أَنْ تَكُونَ شَخْصًا مُسْتَقِيمًا إِذَا أَطَعْتَ ٱللّٰهَ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ فَحَافِظْ عَلَى ٱحْتِمَالِكَ وَوَلَائِكَ.‏ وَإِذَا ٱرْتَكَبْتَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً،‏ فَأَظْهِرْ تَوْبَةً أَصِيلَةً.‏ وَكَمْ ثَمِينَةٌ هِيَ صِفَةُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ!‏ لِذلِكَ نَأْمَلُ أَنْ يَكُونَ لِسَانُ حَالِ كُلٍّ مِنَّا كَلِسَانِ حَالِ دَاوُدَ:‏ «أَمَّا أَنَا فَبِٱسْتِقَامَتِي أَسْلُكُ».‏ —‏ مز ٢٦:‏١١‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a اُنْظُرْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ عدد ١٥ شباط (‏فبراير)‏ ٢٠٠٤،‏ الصفحة ١٣،‏ الفقرة ١٥‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة