-
لمَ يلزم ان تحافظ على استقامتك؟برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
لِمَ يَلْزَمُ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ؟
«اِقْضِ لِي يَا يَهْوَهُ . . . بِحَسَبِ ٱسْتِقَامَتِي». — مز ٧:٨.
١، ٢ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْحَالَاتِ ٱلَّتِي تُشَكِّلُ تَحَدِّيًا لِٱسْتِقَامَةِ ٱلْمَسِيحِيِّ؟
تَخَيَّلِ ٱلْحَالَاتِ ٱلثَّلَاثَ ٱلتَّالِيَةَ: صَبِيٌّ يَتَعَرَّضُ لِسُخْرِيَةِ زُمَلَائِهِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ. فَهُمْ يُحَاوِلُونَ ٱسْتِفْزَازَهُ كَيْ يَفْقِدَ أَعْصَابَهُ وَيَشْتُمَهُمْ أَوْ يَتَشَاجَرَ مَعَهُمْ. فَهَلْ يَدَعُهُمْ يَسْتَفِزُّونَهُ أَمْ يَضْبِطُ نَفْسَهُ وَيَبْتَعِدُ عَنْهُمْ؟ زَوْجٌ فِي ٱلْبَيْتِ وَحْدَهُ يَقُومُ بِبَعْضِ ٱلْأَبْحَاثِ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِتْ. وَفَجْأَةً، يَظْهَرُ أَمَامَهُ عَلَى ٱلشَّاشَةِ إِعْلَانٌ لِمَوْقِعٍ فَاسِدٍ. فَهَلْ يُغْرَى بِٱلذَّهَابِ إِلَى هذَا ٱلْمَوْقِعِ أَمْ يَتَجَنَّبُهُ؟ اِمْرَأَةٌ مَسِيحِيَّةٌ تَتَحَادَثُ مَعَ بَعْضِ ٱلْأَخَوَاتِ ٱللَّوَاتِي يَبْتَدِئْنَ بِتَحْوِيلِ ٱلْحَدِيثِ إِلَى ثَرْثَرَةٍ مُؤْذِيَةٍ عَلَى إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَهَلْ تُشَارِكُهُنَّ ٱلثَّرْثَرَةَ أَمْ تُحَاوِلُ تَغْيِيرَ ٱلْمَوْضُوعِ؟
٢ عَلَى رَغْمِ ٱخْتِلَافِ هذِهِ ٱلْحَالَاتِ، هُنَالِكَ شَيْءٌ مُشْتَرَكٌ بَيْنَهَا: كُلُّهَا تَسْتَلْزِمُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْجِهَادَ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ. فَهَلْ تُبْقِي ٱسْتِقَامَتَكَ فِي بَالِكَ حِينَ تُفَكِّرُ فِي هُمُومِكَ، حَاجَاتِكَ، وَأَهْدَافِكَ فِي ٱلْحَيَاةِ؟ إِنَّ ٱلنَّاسَ يُفَكِّرُونَ يَوْمِيًّا فِي مَظْهَرِهِمْ، صِحَّتِهِمْ، تَحْصِيلِ لُقْمَةِ عَيْشِهِمْ، صَدَاقَاتِهِمْ، حَتَّى عَلَاقَاتِهِمِ ٱلْعَاطِفِيَّةِ. نَحْنُ أَيْضًا قَدْ نُولِي هذِهِ ٱلْقَضَايَا ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا. وَلكِنْ بِمَاذَا يَهْتَمُّ يَهْوَه بِشَكْلٍ خَاصٍّ حِينَ يَفْحَصُ قَلْبَنَا؟ (مز ١٣٩:٢٣، ٢٤) إِنَّ أَكْثَرَ مَا يَهُمُّهُ هُوَ ٱسْتِقَامَتُنَا.
٣ أَيُّ خِيَارٍ يَضَعُهُ يَهْوَه أَمَامَنَا، وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ يُغْدِقُ يَهْوَه، مَانِحُ «كُلِّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلِّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ»، عَلَى كُلٍّ مِنَّا هِبَاتٍ مُتَنَوِّعَةً. (يع ١:١٧) فَهُوَ مَنْ وَهَبَنَا جَسَدَنَا، عَقْلَنَا، صِحَّتَنَا، وَقُدُرَاتِنَا. (١ كو ٤:٧) إِلَّا أَنَّ يَهْوَه لَا يُجْبِرُنَا عَلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ، بَلْ يَسْمَحُ لَنَا بِأَنْ نَخْتَارَ إِمَّا ٱلْإِعْرَابَ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ أَوْ لَا. (تث ٣٠:١٩) لِذلِكَ سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مَا هِيَ ٱلِٱسْتِقَامَةُ، وَسَنَسْتَعْرِضُ ثَلَاثَةَ أَسْبَابٍ تَجْعَلُ هذِهِ ٱلصِّفَةَ بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.
مَا هِيَ ٱلِٱسْتِقَامَةُ؟
٤ مَاذَا تَشْمُلُ ٱلِٱسْتِقَامَةُ، وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ شَرِيعَةِ يَهْوَه بِخُصُوصِ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلْمُقَدَّمَةِ كَذَبَائِحَ؟
٤ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ لَيْسَتْ لَدَيْهِمْ فِكْرَةٌ وَاضِحَةٌ عَنْ مَاهِيَّةِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ. فَحِينَ يُفَاخِرُ هؤُلَاءِ بِأَنَّهُمْ أَشْخَاصٌ مُسْتَقِيمُونَ، غَالِبًا مَا يَقْصِدُونَ أَنَّهُمْ يَتَحَلَّوْنَ بِٱلنَّزَاهَةِ. صَحِيحٌ أَنَّ هذِهِ ٱلصِّفَةَ مُهِمَّةٌ، لٰكِنَّهَا مُجَرَّدُ وَجْهٍ وَاحِدٍ مِنْ أَوْجُهِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ. فَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، تَشْمُلُ ٱلِٱسْتِقَامَةُ ٱلتَّمَامَ مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ. فَٱلْكَلِمَاتُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ ٱلْمُرْتَبِطَةُ بِكَلِمَةِ «ٱسْتِقَامَةٌ» تُشْتَقُّ مِنْ جَذْرٍ يَعْنِي: سَلِيمٌ أَوْ لَا عَيْبَ فِيهِ. وَإِحْدَى هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ تُسْتَخْدَمُ لِوَصْفِ ٱلذَّبَائِحِ ٱلَّتِي وَجَبَ تَقْدِيمُهَا لِيَهْوَه. فَلَمْ يَكُنِ ٱلشَّخْصُ يَنَالُ رِضَى يَهْوَه إِلَّا إِذَا قَدَّمَ حَيَوَانًا سَلِيمًا أَوْ صَحِيحًا. (اِقْرَأْ لاويين ٢٢:١٩، ٢٠.) وَقَدْ شَجَبَ يَهْوَه بِشِدَّةٍ ٱلَّذِينَ تَجَاهَلُوا عَمْدًا شَرِيعَتَهُ بِتَقْدِيمِ حَيَوَانَاتٍ عَرْجَاءَ أَوْ عَمْيَاءَ أَوْ مَرِيضَةٍ. — مل ١:٦-٨.
٥، ٦ (أ) أَيُّ مَثَلَيْنِ يُظْهِرَانِ أَنَّنَا نُقَدِّرُ مَا هُوَ تَامٌّ؟ (ب) فِي حَالَةِ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ، هَلْ تَتَطَلَّبُ ٱلِٱسْتِقَامَةُ ٱلْكَمَالَ، وَأَيُّ مَثَلٍ يُوضِحُ ذلِكَ؟
٥ إِنَّ فِكْرَةَ تَقْدِيرِ مَا هُوَ تَامٌّ وَٱلسَّعْيِ لِلْحُصُولِ عَلَيْهِ لَيْسَتْ أَمْرًا مُسْتَغْرَبًا. مَثَلًا، تَخَيَّلْ أَنَّ أَحَدَ هُوَاةِ جَمْعِ ٱلْكُتُبِ وَجَدَ كِتَابًا قَيِّمًا بَعْدَ عَنَاءٍ، لكِنَّهُ ٱكْتَشَفَ أَنَّ بَعْضَ ٱلصَّفَحَاتِ ٱلْمُهِمَّةِ نَاقِصَةٌ مِنْهُ. فَمَاذَا يَفْعَلُ؟ رُبَّمَا يُعِيدُهُ إِلَى ٱلرَّفِّ خَائِبَ ٱلْأَمَلِ. أَوْ تَصَوَّرْ أَنَّ ٱمْرَأَةً تَمْشِي عَلَى ٱلشَّاطِئِ لِتَجْمَعَ بَعْضَ ٱلْأَصْدَافِ ٱلَّتِي قَذَفَتْهَا ٱلْأَمْوَاجُ. فَإِذْ يَفْتِنُهَا تَنَوُّعُ وَجَمَالُ هذِهِ ٱلْأَصْدَافِ، تَنْحَنِي مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ لِتَتَفَحَّصَ إِحْدَاهَا. فَأَيَّةُ أَصْدَافٍ تَحْتَفِظُ بِهَا؟ اَلْأَصْدَافُ ٱلسَّلِيمَةُ ٱلَّتِي لَمْ يَمَسَّهَا أَيُّ أَذًى. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَبْحَثُ ٱللّٰهُ عَنْ أَشْخَاصٍ مُسْتَقِيمِينَ، أَيْ تَامِّينَ مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ. — ٢ اخ ١٦:٩.
٦ وَلكِنْ قَدْ تَتَسَاءَلُ: هَلْ تَتَطَلَّبُ مِنَّا ٱلِٱسْتِقَامَةُ أَنْ نَكُونَ كَامِلِينَ؟ فَبِمَا أَنَّ ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلنَّقْصَ أَفْسَدَانَا، فَقَدْ نَظُنُّ أَنَّنَا أَشْبَهُ بِكِتَابٍ نَاقِصٍ أَوْ صَدَفَةٍ مُتَضَرِّرَةٍ. فَهَلْ هذَا مَا تَشْعُرُ بِهِ أَحْيَانًا؟ إِذَا كَانَتْ هذِهِ حَالَكَ، فَٱطْمَئِنَّ لِأَنَّ يَهْوَه لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَكُونَ كَامِلِينَ بِٱلْمَعْنَى ٱلْمُطْلَقِ. فَهُوَ لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَبَدًا مَا هُوَ فَوْقَ طَاقَتِنَا.a (مز ١٠٣:١٤؛ يع ٣:٢) لكِنَّهُ يَتَوَقَّعُ مِنَّا بِٱلتَّأْكِيدِ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ. إِذًا، هَلْ هُنَالِكَ فَرْقٌ بَيْنَ ٱلْكَمَالِ وَٱلِٱسْتِقَامَةِ؟ نَعَمْ. لِإِيضَاحِ ٱلْفَرْقِ، إِلَيْكَ ٱلْمَثَلَ ٱلتَّالِيَ: إِذَا كَانَ شَابٌّ يُحِبُّ فَتَاةً وَيَوَدُّ ٱلزَّوَاجَ بِهَا، فَهُوَ لَا يَتَوَقَّعُ مِنْهَا حَتْمًا أَنْ تَكُونَ كَامِلَةً. إِلَّا أَنَّهُ يَتَوَقَّعُ دُونَ شَكٍّ أَنْ تُحِبَّهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِهَا، أَيْ أَنْ تُكِنَّ ٱلْمَشَاعِرَ ٱلرُّومَنْطِيقِيَّةَ لَهُ وَحْدَهُ. بِصُورَةٍ مُشَابِهَةٍ، يَهْوَه هُوَ «إِلٰهٌ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّعَبُّدَ ٱلْمُطْلَقَ». (خر ٢٠:٥) فَهُوَ لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَكُونَ كَامِلِينَ، بَلْ أَنْ نُحِبَّهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا، مُقَدِّمِينَ ٱلْعِبَادَةَ لَهُ وَحْدَهُ.
٧، ٨ (أ) أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلِٱسْتِقَامَةِ؟ (ب) مَاذَا تَعْنِي ٱلِٱسْتِقَامَةُ بِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟
٧ قَدْ يَخْطُرُ عَلَى بَالِنَا جَوَابُ يَسُوعَ حِينَ سُئِلَ مَا هِيَ أَهَمُّ كُلِّ ٱلْوَصَايَا. (اِقْرَأْ مرقس ١٢:٢٨-٣٠.) فَيَسُوعُ كَانَ يَعِيشُ بِمُقْتَضَى ٱلْجَوَابِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ. فَقَدْ رَسَمَ مِثَالًا كَامِلًا فِي مَحَبَّةِ يَهْوَه بِكُلِّ ٱلْعَقْلِ وَٱلْقَلْبِ وَٱلنَّفْسِ وَٱلْقُوَّةِ. كَمَا أَظْهَرَ أَنَّ ٱلِٱسْتِقَامَةَ تُتَرْجَمُ مِنْ خِلَالِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلنَّابِعَةِ مِنْ دَافِعٍ نَقِيٍّ، وَلَيْسَ بِوَاسِطَةِ ٱلْكَلَامِ فَقَطْ. لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ تَتَطَلَّبُ مِنَّا أَنْ نَتَّبِعَ خَطَوَاتِ يَسُوعَ. — ١ بط ٢:٢١.
٨ إِذًا، تَعْنِي ٱلِٱسْتِقَامَةُ بِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنْ نُقَدِّمَ ٱلتَّعَبُّدَ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ لِيَهْوَه ٱللّٰهِ، وَنُكَرِّسَ أَنْفُسَنَا لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ وَإِتْمَامِ قَصْدِهِ. وَتَعْنِي ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ أَنْ نَسْعَى فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ إِلَى نَيْلِ رِضَاهُ، وَذلِكَ بِتَبَنِّي نَظْرَتِهِ إِلَى ٱلْأَوْلَوِيَّاتِ فِي ٱلْحَيَاةِ. فَلْنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي ٱلْأَسْبَابَ ٱلثَّلَاثَةَ ٱلَّتِي تَجْعَلُ هذَا ٱلْأَمْرَ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.
١- اِسْتِقَامَتُنَا وَقَضِيَّةُ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ
٩ مَا عَلَاقَةُ ٱسْتِقَامَتِنَا بِقَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ؟
٩ إِنَّ سُلْطَانَ يَهْوَه لَا يَعْتَمِدُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا. فَسُلْطَانُهُ عَادِلٌ، أَبَدِيٌّ، وَكَوْنِيٌّ. وَسَيَبْقَى كَذلِكَ مَهْمَا قَالَ أَوْ فَعَلَ أَيُّ مَخْلُوقٍ. إِلَّا أَنَّهُ جَرَى ٱلطَّعْنُ فِي سُلْطَانِ يَهْوَه فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ. لِهذَا ٱلسَّبَبِ يَلْزَمُ تَبْرِئَتُهُ — أَيِ ٱلْإِثْبَاتُ أَنَّهُ بَارٌّ، عَادِلٌ، وَحُبِّيٌّ — أَمَامَ كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْعَاقِلَةِ. وَنَحْنُ شُهُودَ يَهْوَه نَتَحَيَّنُ ٱلْفُرَصَ لِلتَّحَدُّثِ عَنْ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ ٱلْكَوْنِيِّ مَعَ كُلِّ مَنْ يُعِيرُنَا أُذُنًا صَاغِيَةً. وَلكِنْ كَيْفَ نُظْهِرُ عَمَلِيًّا أَنَّنَا نَقِفُ إِلَى جَانِبِ يَهْوَه فِي قَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ؟ بِٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا.
١٠ أَيَّةُ تُهْمَةٍ وَجَّهَهَا ٱلشَّيْطَانُ إِلَى ٱلْبَشَرِ بِشَأْنِ ٱسْتِقَامَتِهِمْ، وَكَيْفَ تَشْعُرُونَ شَخْصِيًّا إِزَاءَ هذِهِ ٱلتُّهْمَةِ؟
١٠ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي. اِدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ مَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ مَا مِنْ إِنْسَانٍ سَيُؤَيِّدُ سُلْطَانَ ٱللّٰهِ، أَنْ لَا أَحَدَ يَخْدِمُ يَهْوَه بِدَافِعٍ غَيْرِ أَنَانِيٍّ. فَقَدْ قَالَ لِيَهْوَه أَمَامَ حَشْدٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ: «جِلْدٌ بِجِلْدٍ، وَكُلُّ مَا لِلْإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لِأَجْلِ نَفْسِهِ». (اي ٢:٤) لَاحِظْ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَمْ يُوَجِّهْ هذَا ٱلِٱتِّهَامَ إِلَى ٱلرَّجُلِ ٱلْبَارِّ أَيُّوبَ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا إِلَى ٱلْبَشَرِ عُمُومًا. لِذَا يَدْعُو ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلشَّيْطَانَ «مُتَّهِمَ إِخْوَتِنَا». (رؤ ١٢:١٠) فَهُوَ يُعَيِّرُ يَهْوَه بِٱلِٱدِّعَاءِ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَنْ يَبْقَوْا أُمَنَاءَ. وَبِمَا أَنَّ هذَا ٱلِٱتِّهَامَ يَطَالُ جَمِيعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فَأَنْتَ مَعْنِيٌّ بِهِ. فَٱلشَّيْطَانُ يَدَّعِي أَنَّكَ سَتَخُونُ يَهْوَه كَيْ تَنْجُوَ بِجِلْدِكَ. فَكَيْفَ تَشْعُرُ إِزَاءَ هذَا ٱلِٱتِّهَامِ؟ أَلَا تَتُوقُ إِلَى أَنْ تَتَسَنَّى لَكَ ٱلْفُرَصُ لِإِثْبَاتِ كَذِبِ ٱلشَّيْطَانِ؟ هذَا مَا يُمْكِنُكَ فِعْلُهُ بِٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.
١١، ١٢ (أ) أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ تُوضِحُ كَيْفَ تَرْتَبِطُ قَرَارَاتُنَا ٱلْيَوْمِيَّةُ بِمَسْأَلَةِ ٱسْتِقَامَتِنَا؟ (ب) لِمَاذَا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ هِيَ ٱمْتِيَازٌ لَنَا؟
١١ وَهكَذَا، فَإِنَّ قَضِيَّةَ مُحَافَظَتِكَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ تَجْعَلُ تَصَرُّفَاتِكَ وَخِيَارَاتِكَ ٱلْيَوْمِيَّةَ أَمْرًا بَالِغَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. فَكِّرْ مُجَدَّدًا فِي ٱلْحَالَاتِ ٱلثَّلَاثِ ٱلْمَذْكُورَةِ آنِفًا. فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِهؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ؟ إِنَّ ٱلصَّبِيَّ ٱلَّذِي يَتَعَرَّضُ لِسُخْرِيَةِ زُمَلَائِهِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ يُغْرَى بِإِطْلَاقِ ٱلْعِنَانِ لِغَضَبِهِ. لكِنَّهُ يَتَذَكَّرُ هذَا ٱلْحَضَّ: «لَا تَنْتَقِمُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلسُّخْطِ، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: ‹لِي ٱلِٱنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ يَهْوَهُ›». (رو ١٢:١٩) لِذلِكَ يَتْرُكُهُمْ وَيَبْتَعِدُ. وَٱلزَّوْجُ ٱلَّذِي يُجْرِي ٱلْبَحْثَ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِتْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُشَاهِدَ مَوَادَّ إِبَاحِيَّةً. إِلَّا أَنَّهُ يَتَذَكَّرُ ٱلْمَبْدَأَ ٱلَّذِي تَتَضَمَّنُهُ كَلِمَاتُ أَيُّوبَ: «عَهْدًا قَطَعْتُ مَعَ عَيْنَيَّ. فَكَيْفَ أَتَطَلَّعُ فِي عَذْرَاءَ؟». (اي ٣١:١) لِذَا عَلَى غِرَارِ أَيُّوبَ، يَأْبَى هذَا ٱلرَّجُلُ أَنْ يَسْمَحَ لِعَيْنَيْهِ بِٱلنَّظَرِ إِلَى صُوَرٍ إِبَاحِيَّةٍ، تَمَامًا كَمَا يَأْبَى ٱلْمَرْءُ تَنَاوُلَ ٱلسُّمِّ. أَمَّا ٱلْمَرْأَةُ، ٱلَّتِي تَتَحَادَثُ مَعَ مَجْمُوعَةٍ مِنَ ٱلْأَخَوَاتِ ٱللَّوَاتِي يَبْتَدِئْنَ بِتَحْوِيلِ ٱلْحَدِيثِ إِلَى ثَرْثَرَةٍ مُؤْذِيَةٍ، فَتَتَوَقَّفُ لَحْظَةً وَتَتَذَكَّرُ ٱلْوَصِيَّةَ: «لِيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ فِي مَا هُوَ صَالِحٌ مِنْ أَجْلِ بُنْيَانِهِ». (رو ١٥:٢) فَٱلثَّرْثَرَةُ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تَنْهَمِكَ فِيهَا لَيْسَتْ بَنَّاءَةً، لَا تُعْطِي ٱنْطِبَاعًا إِيجَابِيًّا عَنْ أُخْتِهَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ، وَلَا تُرْضِي أَبَاهَا ٱلسَّمَاوِيَّ. وَهذَا مَا يَدْفَعُهَا إِلَى ضَبْطِ لِسَانِهَا وَتَغْيِيرِ ٱلْمَوْضُوعِ.
١٢ فِي كُلٍّ مِنْ هذِهِ ٱلْحَالَاتِ، يَصْنَعُ ٱلْمَسِيحِيُّ خِيَارًا هُوَ بِمَثَابَةِ ٱلْقَوْلِ: ‹يَهْوَه هُوَ حَاكِمِي. وَسَأُحَاوِلُ فِعْلَ مَا يُرْضِيهِ فِي هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ›. فَهَلْ تَصْنَعُ خِيَارَاتِكَ وَتَتَّخِذُ قَرَارَاتِكَ عَلَى هذَا ٱلْأَسَاسِ؟ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، أَنْتَ تُطِيعُ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُشَجِّعَةَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي ٱلْأَمْثَالِ ٢٧:١١: «يَا ٱبْنِي، كُنْ حَكِيمًا وَفَرِّحْ قَلْبِي، لِأُجِيبَ مَنْ يُعَيِّرُنِي». فَمَا أَرْوَعَ ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلَّذِي نَحْظَى بِهِ أَنْ نُفَرِّحَ قَلْبَ ٱللّٰهِ! أَفَلَيْسَتِ ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا أَمْرًا جَدِيرًا بِٱلْعَنَاءِ؟
٢- أَسَاسٌ لِلدَّيْنُونَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ
١٣ كَيْفَ تُظْهِرُ كَلِمَاتُ أَيُّوبَ وَدَاوُدَ أَنَّ ٱلِٱسْتِقَامَةَ هِيَ ٱلْأَسَاسُ لِدَيْنُونَةِ يَهْوَه لَنَا؟
١٣ كَمَا رَأَيْنَا، تُمَكِّنُنَا ٱلِٱسْتِقَامَةُ مِنِ ٱتِّخَاذِ مَوْقِفِنَا إِلَى جَانِبِ سُلْطَانِ يَهْوَه. لِذلِكَ فَهِيَ ٱلْأَسَاسُ لِدَيْنُونَةِ ٱللّٰهِ لَنَا. وَهذَا مَا فَهِمَهُ أَيُّوبُ بِوُضُوحٍ. (اِقْرَأْ ايوب ٣١:٦.) فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ ٱللّٰهَ يَزِنُ كُلَّ ٱلْبَشَرِ فِي «مِيزَانٍ دَقِيقٍ»، مُسْتَعْمِلًا مِقْيَاسَهُ ٱلْكَامِلَ لِلْعَدْلِ كَيْ يُحَدِّدَ هَلْ نَحْنُ مُسْتَقِيمُونَ أَمْ لَا. كَذلِكَ ٱلْأَمْرُ، قَالَ دَاوُدُ: «يَهْوَهُ يُحَاكِمُ ٱلشُّعُوبَ. اِقْضِ لِي يَا يَهْوَهُ بِحَسَبِ بِرِّي وَبِحَسَبِ ٱسْتِقَامَتِي ٱلَّتِي فِيَّ. . . . فَٱللّٰهُ ٱلْبَارُّ يَمْتَحِنُ ٱلْقُلُوبَ وَٱلْكُلَى». (مز ٧:٨، ٩) فَٱللّٰهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْبُرَ غَوْرَ إِنْسَانِنَا ٱلدَّاخِلِيِّ، ‹قَلْبِنَا وَكُلْيَتَيْنَا› ٱلْمَجَازِيَّةِ. وَلكِنْ يَلْزَمُ أَنْ نَتَذَكَّرَ مَا يَبْحَثُ عَنْهُ يَهْوَه فِي أَعْمَاقِنَا. فَكَمَا قَالَ دَاوُدُ، يَهْوَه يَدِينُنَا عَلَى أَسَاسِ ٱسْتِقَامَتِنَا.
١٤ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ نَفْتَرِضَ أَنَّ طَبِيعَتَنَا ٱلنَّاقِصَةَ وَٱلْخَاطِئَةَ تَحُولُ دُونَ مُحَافَظَتِنَا عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ؟
١٤ وَيَهْوَه ٱللّٰهُ يَفْحَصُ قُلُوبَ بَلَايِينِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْيَوْمَ. (١ اخ ٢٨:٩) فَكَمْ مِنْهُمْ يَجِدُهُمْ يُحَافِظُونَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ؟ قِلَّةٌ قَلِيلَةٌ فَقَطْ. وَلكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ نَفْتَرِضَ أَنَّ نَقْصَنَا يَحُولُ دُونَ مُحَافَظَتِنَا عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ. بِٱلْعَكْسِ، لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِلثِّقَةِ، عَلَى غِرَارِ دَاوُدَ وَأَيُّوبَ، أَنَّ يَهْوَه سَيَجِدُ أَنَّنَا نُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا رَغْمَ نَقْصِنَا. تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْكَمَالَ لَا يَضْمَنُ مُحَافَظَتَنَا عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ. فَمِنْ بَيْنِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْكَامِلِينَ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ، أَخْفَقَ ٱثْنَانِ (آدَمُ وَحَوَّاءُ) فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ. بِٱلْمُقَابِلِ، بَرْهَنَ مَلَايِينُ مِنَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ أَنَّهُمْ مُسْتَقِيمُونَ. وَأَنْتَ أَيْضًا يُمْكِنُكَ ذلِكَ.
٣- ضَرُورِيَّةٌ لِتَحْقِيقِ رَجَائِنَا
١٥ كَيْفَ أَظْهَرَ دَاوُدُ أَنَّ ٱلِٱسْتِقَامَةَ ضَرُورِيَّةٌ لِتَحْقِيقِ رَجَائِنَا؟
١٥ بِمَا أَنَّ ٱلِٱسْتِقَامَةَ هِيَ ٱلْأَسَاسُ لِدَيْنُونَةِ ٱللّٰهِ لَنَا، فَهِيَ ضَرُورِيَّةٌ لِرَجَائِنَا بِٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَهذَا مَا أَدْرَكَهُ دَاوُدُ. (اِقْرَأْ مزمور ٤١:١٢.) فَكَانَ لَدَيْهِ أَمَلٌ وَطِيدٌ أَنْ يَحْظَى بِعِنَايَةِ ٱللّٰهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَكَٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْيَوْمَ، كَانَ يَرْجُو أَنْ يَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ وَيَخْدُمَ يَهْوَه ٱللّٰهَ وَيَسْتَمِرَّ فِي ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ. وَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ كَيْ يَرَى تَحْقِيقَ رَجَائِهِ. نَحْنُ أَيْضًا، إِذَا حَافَظْنَا عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا، نَحْظَى بِدَعْمِ يَهْوَه وَبَرَكَتِهِ وَتَعْلِيمِهِ وَإِرْشَادِهِ.
١٦، ١٧ (أ) لِمَاذَا أَنْتُمْ شَخْصِيًّا مُصَمِّمُونَ أَنْ تُحَافِظُوا عَلَى ٱسْتِقَامَتِكُمْ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَتُنَاقِشُهَا ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٦ وَٱلرَّجَاءُ ضَرُورِيٌّ أَيْضًا لِسَعَادَتِنَا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ. فَهُوَ يُوَلِّدُ فِينَا شُعُورًا بِٱلْفَرَحِ كَيْ نَتَمَكَّنَ مِنِ ٱجْتِيَازِ ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ. كَمَا أَنَّهُ يَعْمَلُ عَلَى حِمَايَةِ تَفْكِيرِنَا. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَبِّهُ ٱلرَّجَاءَ بِخُوذَةٍ. (١ تس ٥:٨) فَتَمَامًا كَمَا تَحْمِي ٱلْخُوذَةُ رَأْسَ ٱلْجُنْدِيِّ فِي ٱلْمَعْرَكَةِ، يَحْمِي ٱلرَّجَاءُ ذِهْنَنَا مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلسَّلْبِيِّ ٱلْمُتَشَائِمِ ٱلَّذِي يُرَوِّجُهُ ٱلشَّيْطَانُ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْقَدِيمِ ٱلْآيِلِ إِلَى ٱلزَّوَالِ. حَقًّا، إِنَّ حَيَاتَنَا تَكُونُ بِلَا مَعْنًى إِذَا فَقَدْنَا ٱلرَّجَاءَ. لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا بِكُلِّ إِخْلَاصٍ، مُتَأَمِّلِينَ مَلِيًّا إِنْ كُنَّا نُعْرِبُ عَنِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ هُوَ حَقِيقِيٌّ فِي نَظَرِنَا ٱلرَّجَاءُ ٱلْمُرْتَبِطُ بِهَا. فَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِكَ أَبَدًا أَنَّهُ بِمُحَافَظَتِكَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ تُؤَيِّدُ سُلْطَانَ يَهْوَه وَتَحْمِي رَجَاءَكَ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ تُحَافِظَ دَائِمًا عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ.
١٧ بِمَا أَنَّ ٱلِٱسْتِقَامَةَ مُهِمَّةٌ إِلَى هذِهِ ٱلدَّرَجَةِ، يَجِبُ أَنْ نُنَاقِشَ أَسْئِلَةً أُخْرَى ذَاتَ عَلَاقَةٍ. فَكَيْفَ نَكُونُ أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ؟ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَيْهَا؟ وَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا لَمْ يُحَافِظِ ٱلْمَرْءُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ؟ سَتُعَالِجُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ.
[الحاشية]
a قَالَ يَسُوعُ: «كُونُوا كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِلٌ». (مت ٥:٤٨) فَكَانَ يُدْرِكُ أَنَّ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ بِمَقْدُورِهِمْ أَنْ يَكُونُوا كَامِلِينَ، أَيْ تَامِّينَ، بِشَكْلٍ نِسْبِيٍّ. فَبِإِمْكَانِنَا إِطَاعَةُ ٱلْوَصِيَّةِ أَنْ نَكُونَ أَسْخِيَاءَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْآخَرِينَ، وَبِذلِكَ نُرْضِي ٱللّٰهَ. بِٱلتَّبَايُنِ، يَهْوَه هُوَ كَامِلٌ بِٱلْمَعْنَى ٱلْمُطْلَقِ. فَفِي حَالَتِهِ، تَنْطَوِي كَلِمَةُ «ٱلِٱسْتِقَامَةُ» أَيْضًا عَلَى فِكْرَةِ ٱلْكَمَالِ. — مز ١٨:٣٠.
-
-
هل تحافظ على استقامتك؟برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
هَلْ تُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ؟
«حَتَّى أَلْفِظَ آخِرَ أَنْفَاسِي لَا أَنْزِعُ ٱسْتِقَامَتِي عَنِّي!». — اي ٢٧:٥.
١، ٢ أَيَّةُ صِفَةٍ يَلْزَمُ أَنْ نَسْعَى إِلَى ٱمْتِلَاكِهَا، وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا؟
تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَتَفَحَّصُ بَيْتًا جَمِيلًا بِهَدَفِ شِرَائِهِ. فَأَنْتَ تُفَكِّرُ مَلِيًّا هَلْ هُوَ عَمَلِيٌّ وَمُفِيدٌ لَكَ وَلِعَائِلَتِكَ أَمْ لَا. وَلكِنْ أَلَا تُوَافِقُ أَنَّ كُلَّ تَفْكِيرِكَ قَدْ لَا يُجْدِي نَفْعًا إِذَا لَمْ تَشْتَرِ ٱلْبَيْتَ، تَسْكُنْ فِيهِ، وَتُحَافِظْ عَلَيْهِ؟
٢ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، قَدْ نَعْتَبِرُ ٱلِٱسْتِقَامَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ صِفَةً مُهِمَّةً تُفِيدُنَا نَحْنُ وَأَحِبَّاءَنَا. إِلَّا أَنَّ مُجَرَّدَ ٱلتَّفْكِيرِ أَنَّهَا صِفَةٌ مَرْغُوبٌ فِيهَا قَدْ لَا يُجْدِي نَفْعًا إِلَّا إِذَا ٱمْتَلَكْنَاهَا وَحَافَظْنَا عَلَيْهَا. فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، إِنَّ شِرَاءَ بَيْتٍ هُوَ مَشْرُوعٌ مُكْلِفٌ. (لو ١٤:٢٨، ٢٩) بِصُورَةٍ مُشَابِهَةٍ، يُكَلِّفُ ٱلسَّعْيُ إِلَى ٱمْتِلَاكِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ ٱلْوَقْتَ وَٱلْجَهْدَ، لكِنَّهُ أَمْرٌ جَدِيرٌ بِٱلْعَنَاءِ. لِذلِكَ لِنُنَاقِشْ فِي مَا يَلِي ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ: كَيْفَ نَكُونُ أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ؟ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟ وَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا لَمْ يُحَافِظِ ٱلْمَرْءُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ؟
كَيْفَ نَكُونُ أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ؟
٣، ٤ (أ) كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَه عَلَى ٱمْتِلَاكِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ؟ (ب) كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱمْتِلَاكُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ، تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ؟
٣ كَمَا ذَكَرْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، يَهْوَه يُكْرِمُنَا بِمَنْحِنَا ٱلْحَقَّ فِي ٱلتَّقْرِيرِ هَلْ نَكُونُ أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ أَمْ لَا. إِلَّا أَنَّهُ لَا يَتْرُكُنَا وَحْدَنَا، بَلْ يُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَمْتَلِكُ هذِهِ ٱلصِّفَةَ ٱلرَّائِعَةَ وَيُغْدِقُ عَلَيْنَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا عَلَى تَطْبِيقِ تَعَالِيمِهِ. (لو ١١:١٣) حَتَّى إِنَّهُ يُزَوِّدُ ٱلْحِمَايَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِلَّذِينَ يُحَاوِلُونَ أَنْ يَسِيرُوا بِٱسْتِقَامَةٍ. — ام ٢:٧.
٤ وَبِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ يُعَلِّمُنَا يَهْوَه كَيْفَ نَكُونُ أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ؟ اَلطَّرِيقَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ هِيَ مِنْ خِلَالِ إِرْسَالِ ٱبْنِهِ يَسُوعَ إِلَى ٱلْأَرْضِ. فَيَسُوعُ ٱتَّبَعَ مَسْلَكَ ٱلطَّاعَةِ ٱلْكَامِلَةِ. فَقَدْ «صَارَ طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ». (في ٢:٨) وَفِي كُلِّ مَا فَعَلَهُ، أَطَاعَ أَبَاهُ ٱلسَّمَاوِيَّ حَتَّى حِينَ كَانَتِ ٱلطَّاعَةُ صَعْبَةً لِلْغَايَةِ. قَالَ لِيَهْوَه: «لِتَكُنْ لَا مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَتُكَ». (لو ٢٢:٤٢) وَيَحْسُنُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ أَمْلِكُ رُوحَ ٱلطَّاعَةِ نَفْسَهَا؟›. فَبِٱتِّبَاعِ مَسْلَكِ ٱلطَّاعَةِ بِدَافِعٍ صَائِبٍ، نُبَرْهِنُ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُسْتَقِيمُونَ. تَأَمَّلْ فِي بَعْضِ مَجَالَاتِ ٱلْحَيَاةِ حَيْثُ تَكُونُ ٱلطَّاعَةُ بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.
٥، ٦ (أ) كَيْفَ شَدَّدَ دَاوُدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ حَتَّى عِنْدَمَا لَا يَرَانَا ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْآخَرُونَ؟ (ب) كَيْفَ تُوضَعُ ٱسْتِقَامَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ حِينَ يَكُونُونَ وَحْدَهُمْ؟
٥ يَجِبُ أَنْ نُطِيعَ يَهْوَه حِينَ نَكُونُ وَحْدَنَا. فِي ٱلْمَاضِي، أَدْرَكَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ دَاوُدُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ حِينَ يَكُونُ بِمُفْرَدِهِ. (اِقْرَأْ مزمور ١٠١:٢.) فَبِمَا أَنَّهُ مَلِكٌ، فَقَدْ كَانَ مُحَاطًا بِٱلنَّاسِ بِٱسْتِمْرَارٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ أَحْيَانًا يَتَوَاجَدُ بَيْنَ مِئَاتِ، بَلْ آلَافِ، ٱلْأَشْخَاصِ. (قَارِنْ مزمور ٢٦:١٢.) وَٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي أَوْقَاتٍ كَهذِهِ كَانَتْ مُهِمَّةً، لِأَنَّ ٱلْمَلِكَ عَلَيْهِ رَسْمُ مِثَالٍ جَيِّدٍ لِرَعَايَاهُ. (تث ١٧:١٨، ١٩) لكِنَّ دَاوُدَ تَعَلَّمَ أَيْضًا أَنَّ عَلَيْهِ ٱلسَّيْرَ بِٱسْتِقَامَةٍ حِينَ يَكُونُ بِمُفْرَدِهِ ‹دَاخِلَ بَيْتِهِ›. فَهَلْ هذَا مَا تَعَلَّمْنَاهُ نَحْنُ أَيْضًا؟
٦ يَقُولُ دَاوُدُ فِي ٱلْمَزْمُورِ ١٠١:٣: «لَا أَجْعَلُ نُصْبَ عَيْنَيَّ شَيْئًا لَا خَيْرَ فِيهِ». وَٱلْيَوْمَ، كَثِيرًا مَا يُتَاحُ لَنَا أَنْ نَجْعَلَ نُصْبَ أَعْيُنِنَا أَشْيَاءَ لَا خَيْرَ فِيهَا، وَخُصُوصًا عِنْدَمَا نَكُونُ وَحْدَنَا. وَٱسْتِخْدَامُ ٱلْإِنْتِرْنِتْ يُشَكِّلُ خَطَرًا عَلَى كَثِيرِينَ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ. فَمِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نُغْرَى بِمُشَاهَدَةِ مَوَادَّ غَيْرِ لَائِقَةٍ، أَوْ حَتَّى إِبَاحِيَّةٍ. وَلكِنْ هَلْ قِيَامُنَا بِذلِكَ يُبَرْهِنُ أَنَّنَا نُطِيعُ ٱلْإِلهَ ٱلَّذِي أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ أَنْ يُدَوِّنَ ٱلْكَلِمَاتِ أَعْلَاهُ؟ إِنَّ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ مُؤْذِيَةٌ، إِذْ إِنَّهَا تُؤَجِّجُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجَشِعَةَ وَٱلْخَاطِئَةَ، تُفْسِدُ ٱلضَّمِيرَ، تُحَطِّمُ ٱلزِّيجَاتِ، وَتَحُطُّ مِنْ قَدْرِ كُلِّ ٱلْأَطْرَافِ ٱلْمَعْنِيِّينَ. — ام ٤:٢٣؛ ٢ كو ٧:١؛ ١ تس ٤:٣-٥.
٧ أَيُّ تَأْكِيدٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا حِينَ نَكُونُ وَحْدَنَا؟
٧ بِٱلطَّبْعِ، مَا مِنْ خَادِمٍ لِيَهْوَه يَكُونُ بِمُفْرَدِهِ كُلِّيًّا. فَأَبُونَا ٱلْمُحِبُّ يَهْوَه يُرَاقِبُنَا. (اِقْرَأْ مزمور ١١:٤.) وَكَمْ يَفْرَحُ حِينَ يَرَى أَنَّكَ تُقَاوِمُ ٱلتَّجْرِبَةَ! فَبِذلِكَ تُطِيعُ ٱلتَّحْذِيرَ ٱلَّذِي تَتَضَمَّنُهُ كَلِمَاتُ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٥:٢٨. فَصَمِّمْ عَلَى عَدَمِ ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱلصُّوَرِ ٱلَّتِي تُغْرِيكَ بِفِعْلِ ٱلْخَطَإِ. وَلَا تُقَايِضِ ٱسْتِقَامَتَكَ ٱلثَّمِينَةَ بِأَمْرٍ حَقِيرٍ كَمُشَاهَدَةِ أَوْ قِرَاءَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ.
٨، ٩ (أ) كَيْفَ وُضِعَتِ ٱسْتِقَامَةُ دَانِيَالَ وَرُفَقَائِهِ عَلَى ٱلْمِحَكِّ؟ (ب) كَيْفَ يُفَرِّحُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَحْدَاثُ فِي أَيَّامِنَا يَهْوَه وَرُفَقَاءَهُمُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟
٨ يُمْكِنُنَا أَيْضًا أَنْ نُبَرْهِنَ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُسْتَقِيمُونَ بِإِطَاعَةِ يَهْوَه حِينَ نَكُونُ بَيْنَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. تَذَكَّرْ دَانِيَالَ وَرُفَقَاءَهُ ٱلثَّلَاثَةَ ٱلَّذِينَ أُخِذُوا أَسْرَى إِلَى بَابِلَ وَهُمْ لَا يَزَالُونَ فِي سِنِّ ٱلْحَدَاثَةِ. فَبِمَا أَنَّهُمْ كَانُوا هُنَاكَ مُحَاطِينَ بِأَشْخَاصٍ غَيْرِ مُؤْمِنِينَ لَا يَعْرِفُونَ عَنْ يَهْوَه إِلَّا ٱلْقَلِيلَ أَوْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ أَلْبَتَّةَ، فَقَدْ تَعَرَّضُوا لِلضَّغْطِ لِتَنَاوُلِ أَطْعِمَةٍ حَرَّمَتْهَا شَرِيعَةُ ٱللّٰهِ. وَمَا كَانَ أَسْهَلَ عَلَى هؤُلَاءِ ٱلْفِتْيَانِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلْأَرْبَعَةِ أَنْ يَخْتَلِقُوا ٱلْأَعْذَارَ لِعَدَمِ إِطَاعَةِ ٱلشَّرِيعَةِ! كَمَا أَنَّ وَالِدِيهِمِ، ٱلْيَهُودَ ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا، وَٱلْكَهَنَةَ مَا كَانَ بِٱسْتِطَاعَتِهِمْ رُؤْيَةُ مَا يَفْعَلُونَهُ. فَهَلْ كَانَ بِمَقْدُورِ أَحَدٍ أَنْ يَعْرِفَ ذلِكَ؟ نَعَمْ، يَهْوَه نَفْسُهُ. لِذلِكَ ٱتَّخَذُوا مَوْقِفًا ثَابِتًا وَأَطَاعُوهُ رَغْمَ ٱلضَّغْطِ وَٱلْخَطَرِ ٱللَّذَيْنِ تَعَرَّضُوا لَهُمَا. — دا ١:٣-٩.
٩ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يَتَّخِذُ شُهُودُ يَهْوَه ٱلْأَحْدَاثُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ مَوْقِفًا مُمَاثِلًا، إِذْ يَتَمَسَّكُونَ بِمَقَايِيسِ ٱللّٰهِ وَيَرْفُضُونَ ٱلِٱسْتِسْلَامَ لِضَغْطِ نُظَرَائِهِمِ ٱلْمُؤْذِي. فَعِنْدَمَا تَرْفُضُونَ يَا أَيُّهَا ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْمُخَدِّرَاتِ، ٱلْعُنْفَ، ٱلشَّتْمَ، ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ، وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلْخَاطِئَةِ، تُبَرْهِنُونَ أَنَّكُمْ تُطِيعُونَ يَهْوَه. وَهكَذَا، تُحَافِظُونَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكُمْ، وَتُفِيدُونَ أَنْفُسَكُمْ، وَتُفَرِّحُونَ يَهْوَه وَرُفَقَاءَكُمُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. — مز ١١٠:٣.
١٠ (أ) أَيَّةُ نَظْرَةٍ خَاطِئَةٍ إِلَى ٱلْعَهَارَةِ أَدَّتْ بِبَعْضِ ٱلْأَحْدَاثِ إِلَى كَسْرِ ٱسْتِقَامَتِهِمْ؟ (ب) كَيْفَ نَتَصَرَّفُ إِذَا كُنَّا أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ؟
١٠ يَلْزَمُ أَيْضًا أَنْ نُظْهِرَ ٱلطَّاعَةَ حِينَ نَتَعَامَلُ مَعَ أَشْخَاصٍ مِنَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ. فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ تُحَرِّمُ ٱلْعَهَارَةَ. غَيْرَ أَنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ ٱلسَّمَاحُ لِأَنْفُسِنَا بِٱمْتِلَاكِ رُوحِ ٱلتَّسَاهُلِ بَدَلًا مِنْ رُوحِ ٱلطَّاعَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يُمَارِسُ بَعْضُ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْجِنْسَ ٱلْفَمَوِيَّ أَوِ ٱلْجِنْسَ ٱلشَّرْجِيَّ أَوْ مُدَاعَبَةَ ٱلْأَعْضِاءِ ٱلْجِنْسِيَّةِ وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ، مُبَرِّرِينَ أَنَّ هذِهِ ٱلْمُمَارَسَاتِ لَيْسَتْ خَطَأً فَادِحًا لِأَنَّهَا بِحَسَبِ رَأْيِهِمْ لَيْسَتْ عَلَاقَاتٍ جِنْسِيَّةً فِعْلِيَّةً. لكِنَّ هؤُلَاءِ ٱلْأَحْدَاثَ يَنْسَوْنَ، أَوْ يَتَنَاسَوْنَ، أَنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى عَهَارَةٍ تَشْمُلُ كُلَّ هذِهِ ٱلْمُمَارَسَاتِ، تَصَرُّفَاتٌ خَاطِئَةٌ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى ٱلْفَصْلِ.a وَٱلْأَسْوَأُ مِنْ ذلِكَ هُوَ أَنَّهُمْ يَتَجَاهَلُونَ ضَرُورَةَ ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ. فَإِذَا كُنَّا نُجَاهِدُ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا، لَا نَبْحَثُ عَنِ ٱلتَّبْرِيرَاتِ لِتَصَرُّفَاتِنَا. وَلَا نُحَاوِلُ أَنْ نَعْرِفَ إِلَى أَيِّ حَدٍّ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِرَابُ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ دُونَ نَيْلِ أَيِّ عِقَابٍ. فَنَحْنُ لَا نَهْتَمُّ فَقَطْ بِٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱلتَّأْدِيبِيَّةِ ٱلَّتِي قَدْ تُتَّخَذُ فِي حَقِّنَا، بَلْ بِفِعْلِ مَا يُرْضِي يَهْوَه وَبِذلِكَ نَتَجَنَّبُ مَا يُؤْذِي مَشَاعِرَهُ. وَبَدَلًا مِنْ أَنْ نَرَى إِلَى أَيِّ حَدٍّ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِرَابُ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ، نَبْقَى بَعِيدِينَ عَنْهَا وَ ‹نَهْرُبُ مِنَ ٱلْعَهَارَةِ›. (١ كو ٦:١٨) وَبِذلِكَ نُظْهِرُ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُسْتَقِيمُونَ فِعْلًا.
كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا؟
١١ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ إِظْهَارُ ٱلطَّاعَةِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، وَأَيُّ مَثَلٍ يُوضِحُ ذلِكَ؟
١١ بِمَا أَنَّ ٱمْتِلَاكَ ٱلِٱسْتِقَامَةِ يَتَطَلَّبُ ٱلطَّاعَةَ، فَٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ تَتَطَلَّبُ مُوَاصَلَةَ ٱلسَّعْيِ فِي مَسْلَكِ ٱلطَّاعَةِ هذَا. وَرَغْمَ أَنَّ إِظْهَارَ ٱلطَّاعَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً قَدْ يَبْدُو عَدِيمَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ أَوِ ٱلْقِيمَةِ، فَبِٱلْإِعْرَابِ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى يَصِيرُ لَدَيْنَا سِجِلٌّ حَافِلٌ بِأَعْمَالِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ. لِلْإِيضَاحِ: قَدْ يَبْدُو حَجَرٌ وَاحِدٌ عَدِيمَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ، وَلكِنْ إِذَا جَمَعْنَا ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْأَحْجَارِ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ، يُمْكِنُنَا بِنَاءُ بَيْتٍ جَمِيلٍ. كَذلِكَ ٱلْأَمْرُ، إِذَا أَظْهَرْنَا ٱلطَّاعَةَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، نَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا. — لو ١٦:١٠.
١٢ كَيْفَ رَسَمَ دَاوُدُ ٱلْمِثَالَ فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي وَجْهِ سُوءِ ٱلْمُعَامَلَةِ وَٱلظُّلْمِ؟
١٢ تَتَجَلَّى ٱلِٱسْتِقَامَةُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ حِينَ نَحْتَمِلُ ٱلصُّعُوبَاتِ، سُوءَ ٱلْمُعَامَلَةِ، أَوِ ٱلظُّلْمَ. تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ دَاوُدَ. فَعِنْدَمَا كَانَ شَابًّا، ٱحْتَمَلَ ٱلِٱضْطِهَادَ مِنْ مَلِكٍ كَانَ يُتَوَقَّعُ مِنْهُ تَمْثِيلُ سُلْطَةِ يَهْوَه. لكِنَّ ٱلْمَلِكَ شَاوُلَ كَانَ قَدْ خَسِرَ رِضَى يَهْوَه وَصَارَ يَغَارُ غَيْرَةً شَدِيدَةً مِنْ دَاوُدَ ٱلَّذِي نَالَ رِضَى ٱللّٰهِ. وَبِمَا أَنَّهُ بَقِيَ فِي ٱلسُّلْطَةِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ، ٱسْتَخْدَمَ جَيْشَ إِسْرَائِيلَ لِمُطَارَدَتِهِ. وَقَدْ سَمَحَ يَهْوَه بِأَنْ يَظَلَّ دَاوُدُ يَتَعَرَّضُ لِلظُّلْمِ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ. فَهَلْ صَارَ حَانِقًا مِنْ يَهْوَه؟ وَهَلِ ٱسْتَنْتَجَ أَنَّهُ مَا مِنْ فَائِدَةٍ فِي ٱلِٱحْتِمَالِ؟ عَلَى ٱلْعَكْسِ، حَافَظَ دَاوُدُ عَلَى ٱحْتِرَامِهِ ٱلْعَمِيقِ لِمَرْكَزِ شَاوُلَ كَمَسِيحٍ لِيَهْوَه، رَافِضًا ٱلِٱنْتِقَامَ مِنْهُ حِينَ سَنَحَتْ لَهُ ٱلْفُرْصَةُ. — ١ صم ٢٤:٢-٧.
١٣ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا إِذَا جَرَحَنَا أَحَدٌ أَوْ أَسَاءَ إِلَيْنَا؟
١٣ وَكَمْ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ مِنْ مِثَالِ دَاوُدَ! فَنَحْنُ نَنْتَمِي إِلَى جَمَاعَةٍ عَالَمِيَّةٍ مِنَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ ٱلَّذِينَ قَدْ يُخْطِئُونَ إِلَيْنَا أَوْ حَتَّى يَصِيرُونَ غَيْرَ أُمَنَاءَ. طَبْعًا، نَحْنُ نَعِيشُ فِي زَمَنٍ يَسْتَحِيلُ فِيهِ إِفْسَادُ شَعْبِ يَهْوَه كَكُلٍّ. (اش ٥٤:١٧) وَلكِنْ كَيْفَ سَنَتَجَاوَبُ فِي حَالِ خَذَلَنَا أَحَدٌ أَوْ جَرَحَ مَشَاعِرَنَا؟ إِذَا سَمَحْنَا لِلْمَرَارَةِ تِجَاهَ أَحَدِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنْ تُسَمِّمَ قُلُوبَنَا، تَصِيرُ ٱسْتِقَامَتُنَا فِي خَطَرٍ. فَتَصَرُّفَاتُ ٱلْآخَرِينَ لَيْسَتْ عُذْرًا أَبَدًا لِنَحْنَقَ عَلَى ٱللّٰهِ أَوْ نَتَخَلَّى عَنْ مَسْلَكِ أَمَانَتِنَا. (مز ١١٩:١٦٥) أَمَّا ٱلِٱحْتِمَالُ فِي ٱلْمِحَنِ فَسَيُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا.
١٤ كَيْفَ يَتَجَاوَبُ ٱلَّذِينَ يُحَافِظُونَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ مَعَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلتَّنْظِيمِيَّةِ وَٱلتَّحْسِينَاتِ ٱلْعَقَائِدِيَّةِ؟
١٤ يُمْكِنُنَا أَيْضًا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ بِتَجَنُّبِ رُوحِ ٱلِٱنْتِقَادِ، لِأَنَّ ذلِكَ هُوَ وَسِيلَةٌ لِلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْوَلَاءِ لِيَهْوَه. وَيَهْوَه يُبَارِكُ شَعْبَهُ فِي أَيَّامِنَا أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلُ. فَٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ هِيَ ٱلْآنَ مُرَفَّعَةٌ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى فِي ٱلتَّارِيخِ. (اش ٢:٢-٤) لِذلِكَ نَحْنُ نَقْبَلُ ٱلتَّعْدِيلَاتِ فِي شَرْحِ بَعْضِ آيَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوْ فِي طَرِيقَةِ ٱلْقِيَامِ بِبَعْضِ ٱلْأُمُورِ. فَيَسُرُّنَا أَنْ نَرَى بِأُمِّ أَعْيُنِنَا ٱلْأَدِلَّةَ ٱلَّتِي تُثْبِتُ أَنَّ ٱلنُّورَ ٱلرُّوحِيَّ لَا يَزَالُ يَتَزَايَدُ. (ام ٤:١٨) وَإِذَا ٱسْتَصْعَبْنَا فَهْمَ تَغْيِيرٍ مَا، نَسْأَلُ يَهْوَه أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى فَهْمِهِ. وَفِي هذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، نُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا بِٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي ٱتِّبَاعِ مَسْلَكِ ٱلطَّاعَةِ.
مَاذَا لَوْ لَمْ تُحْافِظْ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ؟
١٥ مَنْ فَقَطْ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَسْلُبَكُمُ ٱسْتِقَامَتَكُمْ؟
١٥ إِنَّ هذَا ٱلسُّؤَالَ يَحُثُّنَا عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ. فَكَمَا تَعَلَّمْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، اَلِٱسْتِقَامَةُ هِيَ صِفَةٌ ضَرُورِيَّةٌ جِدًّا. فَدُونَهَا، لَا نَحْظَى بِعَلَاقَةٍ بِيَهْوَه وَلَا نَمْلِكُ رَجَاءً حَقِيقِيًّا. وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِكَ أَبَدًا أَنَّ هُنَالِكَ شَخْصًا وَاحِدًا فَقَطْ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَسْلُبَكَ ٱسْتِقَامَتَكَ. وَهذَا ٱلشَّخْصُ هُوَ أَنْتَ. وَقَدْ أَدْرَكَ أَيُّوبُ هذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ. قَالَ: «حَتَّى أَلْفِظَ آخِرَ أَنْفَاسِي لَا أَنْزِعُ ٱسْتِقَامَتِي عَنِّي!». (اي ٢٧:٥) فَإِذَا كَانَ لَدَيْكَ ٱلتَّصْمِيمُ نَفْسُهُ وَإِذَا بَقِيتَ قَرِيبًا إِلَى يَهْوَه، فَلَنْ تَتَخَلَّى أَبَدًا عَنِ ٱسْتِقَامَتِكَ. — يع ٤:٨.
١٦، ١٧ (أ) أَيُّ أَمْرٍ لَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَهُ ٱلشَّخْصُ إِذَا ٱنْغَمَسَ فِي مُمَارَسَةِ خَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ؟ (ب) مَا هُوَ ٱلْمَسْلَكُ ٱلصَّائِبُ لِٱتِّخَاذِهِ؟
١٦ رَغْمَ ذلِكَ، يُخْفِقُ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ. فَهُمْ يَنْغَمِسُونَ فِي مُمَارَسَةِ خَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ، تَمَامًا كَمَا حَصَلَ مَعَ ٱلْبَعْضِ عِنْدَمَا كَانَ ٱلرُّسُلُ لَا يَزَالُونَ أَحْيَاءً. فَإِذَا حَدَثَ ذلِكَ لَكَ، فَهَلْ وَضْعُكَ مَيْؤُوسٌ مِنْهُ؟ لَيْسَ بِٱلضَّرُورَةِ. إِذًا، مَاذَا يُمْكِنُ فِعْلُهُ؟ لِنَتَنَاوَلْ أَوَّلًا مَا لَا يَجِبُ فِعْلُهُ. إِنَّ ٱلْإِنْسَانَ لَدَيْهِ مَيْلٌ فِطْرِيٌّ إِلَى إِخْفَاءِ ٱلْخَطَإِ عَنِ ٱلْوَالِدَيْنِ، ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، أَوِ ٱلشُّيُوخِ. لكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُذَكِّرُنَا: «مَنْ يُخْفِي مَعَاصِيَهُ لَنْ يَنْجَحَ، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ». (ام ٢٨:١٣) وَٱلَّذِينَ يُحَاوِلُونَ إِخْفَاءَ خَطَايَاهُمْ يَقْتَرِفُونَ خَطَأً فَادِحًا، لِأَنَّهُ مَا مِنْ شَيْءٍ يُمْكِنُ إِخْفَاؤُهُ عَنِ ٱللّٰهِ. (اِقْرَأْ عبرانيين ٤:١٣.) حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ يُحَاوِلُونَ ٱلْعَيْشَ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً، مُتَظَاهِرِينَ أَنَّهُمْ يَخْدُمُونَ يَهْوَه فِيمَا يُوَاصِلُونَ مَسْلَكَهُمُ ٱلْخَاطِئَ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ حَيَاةً كَهذِهِ يَكُونُونَ قَدْ خَسِرُوا ٱسْتِقَامَتَهُمْ. وَيَهْوَه لَا يُسَرُّ بِعِبَادَةٍ يُؤَدِّيهَا أَشْخَاصٌ يُخْفُونَ خَطَايَا خَطِيرَةً. عَلَى ٱلْعَكْسِ، إِنَّ رِيَاءً كَهذَا يُغْضِبُهُ. — ام ٢١:٢٧؛ اش ١:١١-١٦.
١٧ إِذًا، مَا هُوَ ٱلْمَسْلَكُ ٱلصَّائِبُ لِٱتِّخَاذِهِ إِذَا ٱنْغَمَسْتَ فِي مُمَارَسَةِ خَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ؟ إِنَّ إِرْشَادَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَاضِحٌ جِدًّا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ. هذَا هُوَ ٱلْوَقْتُ لِتَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَقَدْ عَيَّنَهُمْ يَهْوَه لِمُسَاعَدَةِ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ مَرَضٌ رُوحِيٌّ خَطِيرٌ. (اِقْرَأْ يعقوب ٥:١٤.) فَلَا تَدَعِ ٱلْخَوْفَ مِنَ ٱلتَّأْدِيبِ أَوِ ٱلتَّقْوِيمِ ٱلْمُحْتَمَلِ يَمْنَعُكَ مِنَ ٱلِٱهْتِمَامِ بِصِحَّتِكَ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ يَدَعَ ٱلشَّخْصُ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَوْفَ مِنَ ٱلْأَلَمِ ٱلنَّاجِمِ عَنْ وَخْزِ ٱلْحُقْنَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِيَّةِ يَمْنَعُهُ مِنْ مُعَالَجَةِ مُشْكِلَةٍ صِحِّيَّةٍ تُهَدِّدُ حَيَاتَهُ؟! — عب ١٢:١١.
١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ يُظْهِرُ مِثَالُ دَاوُدَ أَنَّهُ يُمْكِنُ ٱسْتِعَادَةُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ؟ (ب) مَا هُوَ تَصْمِيمُكُمْ شَخْصِيًّا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلِٱسْتِقَامَةِ؟
١٨ وَهَلْ هُنَالِكَ أَمَلٌ بِٱلشِّفَاءِ ٱلتَّامِّ؟ هَلْ يُمْكِنُ ٱسْتِعَادَةُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ بَعْدَ خَسَارَتِهَا؟ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ دَاوُدَ ٱلَّذِي ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً. فَقَدِ ٱشْتَهَى زَوْجَةَ رَجُلٍ آخَرَ، ٱرْتَكَبَ مَعَهَا ٱلزِّنَى، وَرَتَّبَ لِقَتْلِ زَوْجِهَا ٱلْبَرِيءِ. لَا شَكَّ أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ ٱلتَّفْكِيرُ أَنَّ دَاوُدَ كَانَ رَجُلًا يَتَحَلَّى بِٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي هذِهِ ٱلْمَرْحَلَةِ مِنْ حَيَاتِهِ. وَلكِنْ هَلْ كَانَ وَضْعُهُ مَيْؤُوسًا مِنْهُ؟ كَانَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَنَالَ دَاوُدُ ٱلتَّأْدِيبَ، وَهذَا مَا حَصَلَ. غَيْرَ أَنَّ يَهْوَه أَظْهَرَ لَهُ ٱلرَّحْمَةَ بِسَبَبِ تَوْبَتِهِ ٱلْأَصِيلَةِ. وَقَدِ ٱسْتَفَادَ دَاوُدُ مِنَ ٱلتَّأْدِيبِ وَٱسْتَعَادَ ٱسْتِقَامَتَهُ بِمُوَاصَلَةِ ٱتِّبَاعِ مَسْلَكِ ٱلطَّاعَةِ للّٰهِ فِي شَتَّى ٱلظُّرُوفِ. فَحَيَاةُ دَاوُدَ هِيَ خَيْرُ مِثَالٍ لِمَا نَقْرَأُهُ فِي ٱلْأَمْثَالِ ٢٤:١٦: «قَدْ يَسْقُطُ ٱلْبَارُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، لٰكِنَّهُ يَقُومُ». وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ تَأَمَّلْ فِي مَا قَالَهُ يَهْوَه لِسُلَيْمَانَ عَنْ دَاوُدَ بَعْدَ مَمَاتِهِ. (اِقْرَأْ ١ ملوك ٩:٤.) فَقَدْ تَذَكَّرَ ٱللّٰهُ دَاوُدَ كَرَجُلٍ يَتَحَلَّى بِٱلِٱسْتِقَامَةِ. حَقًّا، بِمَقْدُورِ يَهْوَه أَنْ يُطَهِّرَ ٱلْخُطَاةَ ٱلتَّائِبِينَ مِنْ لَطْخَةِ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ. — اش ١:١٨.
١٩ نَعَمْ، يُمْكِنُكَ أَنْ تَكُونَ شَخْصًا مُسْتَقِيمًا إِذَا أَطَعْتَ ٱللّٰهَ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ. فَحَافِظْ عَلَى ٱحْتِمَالِكَ وَوَلَائِكَ. وَإِذَا ٱرْتَكَبْتَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً، فَأَظْهِرْ تَوْبَةً أَصِيلَةً. وَكَمْ ثَمِينَةٌ هِيَ صِفَةُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ! لِذلِكَ نَأْمَلُ أَنْ يَكُونَ لِسَانُ حَالِ كُلٍّ مِنَّا كَلِسَانِ حَالِ دَاوُدَ: «أَمَّا أَنَا فَبِٱسْتِقَامَتِي أَسْلُكُ». — مز ٢٦:١١.
[الحاشية]
-