-
الاعجوبة البشريةالحياة — كيف وصلت الى هنا؟ بالتطوّر ام بالخلق؟
-
-
مقدرتنا الاعظم بكثير
١١ كيف يعطي الدماغُ البشري الانسانَ مرونة في التعلُّم لا تملكها الحيوانات؟
١١ «ما يميِّز الدماغ البشري،» قال أحد العلماء، «هو تنوُّع النشاطات الاكثر تخصُّصًا التي يقدر على تعلُّمها.»١٠ ويستعمل عِلم الكمپيوتر الاصطلاح «ذو توصيلات سلكية ثابتة» hardwired للاشارة الى الخصائص المبنية في الداخل المؤسسة على مجموعة دارات ثابتة، بالتباين مع الوظائف التي يُدخلها المُبَرمِج في الكمپيوتر. يكتب احد المراجع: «ان التوصيل السلكي الثابت، عند تطبيقه على الكائنات البشرية، يشير الى المقدرات الفِطرية او، على الاقل، التهَيُّؤ المسبق.»١١ وفي الناس هنالك الكثير من القدرات على التعلُّم المبنية في داخلهم، ولكن ليس العلم بحد ذاته. وبالتباين، لدى الحيوانات حكمة غريزية ذات توصيلات سلكية ثابتة، ولكن قدرات محدودة على تعلُّم امور جديدة.
١٢ بالتباين مع الحيوانات، بأية مقدرة تكون الادمغة البشرية مبرمجة مسبقًا، وأية حريَّة يمنحها ذلك للناس؟
١٢ يلاحظ كتاب الكون في الداخل ان اذكى الحيوانات «لا ينمي ابدًا عقلا كذاك الذي للكائن البشري. لانه يُعوزه ما لدينا: برمجة مسبقة لمعَدَّاتنا العصبيَّة تمكِّننا من تشكيل مفاهيم ممَّا نراه، لغة ممَّا نسمعه، وأفكار من اختباراتنا.» ولكن يجب علينا ان نبرمج الدماغ بإدخالنا اليه معلومات من بيئتنا، وإلَّا، كما يقول الكتاب، «فلن ينمو ايّ شيء يشبه العقل البشري . . . وبدون ذلك التشرُّب الهائل للخبرة، لا يكاد يظهر ايّ اثر للذكاء.»١٢ ولذلك فان المقدرة المبنية في الدماغ البشري تمكِّننا من بناء الذكاء البشري. وبخلاف الحيوانات، لدينا الإرادة الحرة لبرمجة ذكائنا كما نختار، على اساس معرفتنا، قِيَمنا، فُرَصنا وأهدافنا.
-
-
الاعجوبة البشريةالحياة — كيف وصلت الى هنا؟ بالتطوّر ام بالخلق؟
-
-
امور لا يستطيع تفسيرها إلا الخَلق
١٧ (أ) اي واقع عن الدماغ يقدِّم للتطور مسألة لا يمكن تفسيرها؟ (ب) ماذا يجعله منطقيًّا ان تكون للانسان مثل هذه القدرة الدماغية الهائلة؟
١٧ تصرِّح دائرة المعارف البريطانية بأن دماغ الانسان «ممنوح امكانية اكبر بكثير مما يمكن تحقيقه في مجرى حياة المرء.»٢١ وقيل ايضًا ان الدماغ البشري يستطيع ان يتناول ويتذكر ايّ مقدار من المعرفة المنقولة اليه الآن، وبليون مرَّة اكثر! ولكن لماذا يُنتِج التطور مثل هذا الفائض؟ اعترف أحد العلماء: «في الواقع، هذا هو المثال الوحيد الموجود حيث زُوِّدَ نوع بعضو لم يتعلم بعدُ كيفية استعماله.» ثم سأل: «كيف يمكن التوفيق بين هذا وفرضية التطور الأساسية: أَنَّ الانتقاء الطبيعي يتقدم بخُطًى صغيرة، وكل واحدة لا بدّ ان تمنح حاملها فائدة صغيرة جدًّا ولكن مع ذلك يمكن قياسها؟» وأضاف ان نمو الدماغ البشري «يبقى اكثر ما نعجز عن تفسيره من اوجه التطور.»٢٢ وبما ان عملية التطور لا تُنتِج ولا تَنقُل مثل هذه القدرة الدماغية المفرطة التي لن تُستعمَل ابدًا، أليس معقولا اكثر الاستنتاج ان الانسان، بالقدرة على التعلم اللانهائي، صُمِّم ليعيش الى الابد؟
١٨ ماذا كان تلخيص أحد العلماء عن الدماغ البشري، وماذا يُظهر مقدراته؟
١٨ وإذ اندهش كارل ساڠَن من ان الدماغ البشري باستطاعته ان يخزِّن معلومات «تملأ نحو عشرين مليون مجلد،» صرَّح قائلا: «ان الدماغ مكانٌ كبير جدًّا في متَّسَع صغير جدًّا.»٢٣ وما يحدث في هذا المتَّسَع الصغير يتحدَّى فهم الانسان. مثلا، تصوَّروا ما لا بد انه يجري في دماغ العازف على الپيانو وهو يعزف قطعةً موسيقيةً صعبة، فيما تُسرع كل أنامله فوق المفاتيح. فيا للاحساس المدهش بالحركة الذي لدماغه حتى يأمر أنامله بالضغط على المفاتيح المناسبة في الوقت المناسب وبالقوة المناسبة لملاءمة الأنغام في رأسه! واذا نقر على مفتاح خطأ، يعلِمه الدماغ بذلك في الحال! كل هذه العملية المعقَّدة بشكل لا يصدَّق بُرمِجت في دماغه بسنوات من التمرُّن. ولكنها تصير ممكنة فقط لان المقدرة الموسيقية بُرمِجت مسبقًا في الدماغ البشري من الولادة.
١٩ ماذا يفسِّر ما يملكه دماغ الانسان من صفات فكرية وغيرها من المقدرات الرائعة؟
١٩ ان مثل هذه الامور لم يفكر فيها قط دماغ حيوان، وهو أعجز من ان يُنجزها. ولا تزوِّد اية نظرية تطورية تفسيرا لها. أليس واضحًا ان صفات الانسان الفكرية تعكس تلك التي لذكاء أسمى؟ وهذا ينسجم مع تكوين ١:٢٧، التي تذكر: «خلق اللّٰه الانسان على صورته.» أما الحيوانات فلم تُخلَق على صورة اللّٰه. ولذلك ليس لها ما للانسان من مقدرات. ومع ان الحيوانات تُنجز امورا مدهشة بالغرائز الصُّلبة المقرَّرة مسبقًا، فانها بعيدة كل البعد عن منافسة البشر في ما لهم من مرونة في التفكير والتصرف ومن مقدرة ليبنوا باستمرار على المعرفة السابقة.
-