مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • التعصب الديني اليوم
    استيقظ!‏ ١٩٩٩ | كانون الثاني (‏يناير)‏ ٨
    • التعصب الديني اليوم

      ‏«لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين،‏ ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه او معتقده،‏ وحريته في اظهار دينه او معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم،‏ بمفرده او مع جماعة،‏ وأمام الملإ او على حدة».‏ المادة ١٨،‏ الاعلان العالمي لحقوق الانسان،‏ ١٩٤٨.‏

      هل تتمتعون بالحرية الدينية في بلدكم؟‏ معظم البلدان في العالم تقرّ ظاهريا بهذا المبدإ النبيل الذي يرد في الكثير من الاعلانات الدولية.‏ ولكن في بلدان عديدة حيث التعصب والتمييز حقيقتان لا سبيل الى انكارهما،‏ يُقدَّر ان ملايين لا تُحصى من الناس اليوم لا يتمتعون بالحرية الدينية.‏ ومن ناحية اخرى،‏ يعيش كثيرون في مجتمعات متعددة العروق او الاديان يضمن فيها القانون الحرية ويُعزَّز التسامح كما يبدو في حضارة بلدانها.‏

      ومع ذلك،‏ فالحرية الدينية لبعض الناس مهدَّدة حتى في هذه الاماكن.‏ ذكر أنجيلو دالميدا ريبيرو،‏ المقرِّر الخاص السابق المعيَّن من قبل لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة:‏ «ان التمييز على اساس الدين او الاقتناع يوجد في كل الانظمة الاقتصادية،‏ الاجتماعية،‏ والايديولوجية تقريبا،‏ وفي كل انحاء العالم».‏ ويذكر المحرِّران كيڤن بويْل وجولييت شين في كتابهما حرية الدين والمعتقد —‏ تقرير عالمي (‏بالانكليزية)‏،‏ الصادر سنة ١٩٩٧:‏ «ان الاضطهاد الديني للاقليات الدينية،‏ [و] تحريم حيازة بعض المعتقدات،‏ والتمييز المنتشر .‏ .‏ .‏ هي حوادث يومية في نهاية القرن العشرين».‏

      لكنَّ التمييز الديني لا يؤثر فقط في الاقليات الدينية.‏ يعتبر الپروفسور عبد الفتَّاح عمر،‏ المقرِّر الخاص للجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في موضوع التعصب الديني،‏ انه «لا يوجد دين آمن من التعدِّي».‏ فعلى الارجح،‏ اذًا،‏ ان بعض الاديان حيث تعيشون تواجه التعصب والتحامل عموما.‏

      الاشكال المختلفة للتمييز

      يمكن ان يتَّخذ التمييز الديني اشكالا كثيرة.‏ فبعض البلدان تمنع كل الاديان ما عدا واحدا،‏ وتجعله في الواقع دين الدولة.‏ وتسنّ بلدان اخرى قوانين تفرض القيود على نشاط اديان معينة.‏ وقد سنّت بعض البلدان قوانين جرى تأويلها بطريقة اعتباطية.‏ تأملوا في مدى امكانية اساءة استعمال قانون مُقترَح في اسرائيل يعاقب على استيراد،‏ طبع،‏ توزيع،‏ او امتلاك كراريس او مواد «تتضمَّن ترغيبا في الاهتداء الديني».‏ فليس مدهشا ان تذكر صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون (‏بالانكليزية)‏:‏ «يُضايَق شهود يهوه في اسرائيل باستمرار ويُهاجمون».‏ فقد اقتحم متطرِّفون من اليهود الارثوذكس احدى قاعات الملكوت لشهود يهوه في مدينة اللُّد ثلاث مرات وخرَّبوها مرّتين.‏ وأبت الشرطة ان تتدخل.‏

      يذكر كتاب حرية الدين والمعتقد امثلة اخرى عن التعصب:‏ «ان مفهوم الهرطقة والهراطقة ليس فقط شيئا من الماضي.‏ .‏ .‏ .‏ فأمور كالنبذ،‏ الاضطهاد،‏ والتمييز الموجَّهة ضد الذين اتَّخذوا مسلكا مغايرا لا تزال سببا رئيسيا للتعصب.‏ والأحمديون في پاكستان و[البهائيون] في مصر،‏ ايران،‏ وماليزيا هم مثالان شأنهم في ذلك شأن شهود يهوه في بلدان عديدة من اوروپا الشرقية،‏ اليونان،‏ وسنڠافورة».‏ فمن الواضح ان الحرية الدينية مهدَّدة في انحاء كثيرة من العالم.‏

      ازاء ذلك،‏ اعلن فِدِريكو مايور،‏ المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (‏اليونسكو)‏،‏ ان عالم المستقبل القريب «لا يمنح الامل.‏ .‏ .‏ .‏ فقد أَضرمت رياحُ الحرية من جديد جمرات البغض».‏ وتأكيدا لهذه المخاوف،‏ علَّق مدير مركز حقوق الانسان في جامعة أسّكْس بالمملكة المتحدة قائلا:‏ «نستخلص من كل الادلة ان التعصب الديني .‏ .‏ .‏ يزداد بدل ان يقلّ في العالم العصري».‏ وهذا التعصب المتزايد يهدِّد الحرية الدينية،‏ وربما حريتكم انتم الدينية.‏ فلماذا الحرية الدينية مهمة جدا؟‏

  • الحرية الدينية —‏ بركة ام لعنة؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٩ | كانون الثاني (‏يناير)‏ ٨
    • الحرية الدينية —‏ بركة ام لعنة؟‏

      رافقت ولادة مفهوم حرية الدين آلام شديدة قاساها العالم المسيحي.‏ فقد كانت صراعا ضد التشدد في المعتقد،‏ التحامل،‏ والتعصب.‏ وقد كلَّفت خسارة آلاف لا تحصى من الناس حياتهم في النزاعات الدينية الدموية.‏ فماذا يعلِّمنا هذا التاريخ الاليم؟‏

      كتب روبن لاين فوكس في كتابه الوثنيون والمسيحيون (‏بالانكليزية)‏:‏ «كان الاضطهاد واقعا لازم التاريخ المسيحي برمّته».‏ فقد دُعي المسيحيون الاولون بدعة واتُّهِموا بأنهم يهدِّدون النظام العام.‏ (‏اعمال ١٦:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ٢٤:‏٥،‏ ١٤؛‏ ٢٨:‏٢٢‏)‏ لذلك استُخدمت الوحوش الضارية في حلبات المصارعة الرومانية لتعذيب البعض وقتلهم.‏ وفي وجه هذا الاضطهاد المرير،‏ دافع البعض مثل اللاهوتي ترتليانوس (‏انظروا الصورة في الصفحة ٨)‏ عن الحرية الدينية.‏ وفي سنة ٢١٢ ب‌م كتب:‏ «ان يعبد كل انسان حسب اقتناعاته الخاصة هو حق من حقوق الانسان الاساسية وامتياز من امتيازات الطبيعة البشرية».‏

      وسنة ٣١٣ ب‌م،‏ انتهى تحت حكم قسطنطين اضطهاد العالم الروماني للمسيحيين بصدور مرسوم ميلانو الذي ضمن الحرية الدينية للمسيحيين والوثنيين على السواء.‏ وتبدلت الاحوال حين جُعلت «المسيحية» دينا شرعيا في الامبراطورية الرومانية.‏ لكن نحو سنة ٣٤٠ ب‌م،‏ دعا كاتب يدّعي المسيحية الى اضطهاد الوثنيين.‏ وأخيرا،‏ في سنة ٣٩٢ ب‌م،‏ حظر الامبراطور ثيودوسيوس الاول الوثنية داخل امبراطوريته بموجب مرسوم القسطنطينية.‏ فما كادت حرية الدين ترى النور حتى ولّت.‏ وعندما صارت «المسيحية» الرومانية دين الدولة،‏ شنّت الكنيسة والدولة حملة اضطهاد دامت قرونا،‏ وبلغت ذروتها في الحروب الصليبية الدامية،‏ من القرن الحادي عشر الى الثالث عشر،‏ وفي وحشية محاكم التفتيش التي ابتدأت في القرن الثاني عشر.‏ فالذين تجرّأوا على الشك في صحة المعتقد التقليدي الرسمي او ممارسته،‏ وفي احتكار تبنّي العقائد،‏ وُسموا كهراطقة وجرت ملاحقتهم في جو مطاردة السحرة الذي ساد آنذاك.‏ فماذا كان الدافع الى هذه الاعمال؟‏

      كان التعصب الديني يُبرَّر بحجة ان الوحدة الدينية هي اقوى اسس الدولة وأن الاختلافات الدينية تهدد النظام العام.‏ ذكر احد وزراء الملكة اليزابيث في انكلترا سنة ١٦٠٢ انه «لا امن لدولة تسمح بوجود دينين».‏ ففي الحقيقة كان قمع المنشقين دينيا اسهل بكثير من معرفة هل يشكلون فعلا تهديدا للدولة او للدين الرسمي.‏ تذكر دائرة المعارف الكاثوليكية (‏بالانكليزية)‏:‏ «لم تميز السلطات الدنيوية ولا الدينية البتة بين الهراطقة الخطرين وغير الخطرين».‏ لكنَّ رياح التغيير كانت ستهب عما قريب.‏

      ولادة التسامح العسيرة

      كان الباعث على التغيير في اوروپا الانقلاب الفجائي الذي احدثته الپروتستانتية،‏ حركة دينية منشقة بقيت صامدة حتى الآن.‏ فبسرعة مذهلة انقسمت اوروپا دينيا بسبب الاصلاح الپروتستانتي،‏ مما ابرز فكرة حرية الضمير.‏ على سبيل المثال،‏ برَّر المصلِح الشهير مارتن لوثر آراءه سنة ١٥٢١ بقوله:‏ «ضميري اسير كلمة اللّٰه».‏ وقد اضرم الانقسام ايضا نيران حرب الاعوام الثلاثين (‏١٦١٨-‏١٦٤٨)‏،‏ التي كانت سلسلة من حروب دينية وحشية اجتاحت اوروپا.‏

      ولكن في خضمّ الحرب،‏ ادرك كثيرون ان النزاع لم يكن يمضي بالقضية قدُما.‏ ولذلك صدرت سلسلة مراسيم،‏ كمرسوم نانت في فرنسا (‏١٥٩٨)‏،‏ ولكنها فشلت في سعيها الى تثبيت السلام في اوروپا التي مزقتها الحرب.‏ ومن هذه المراسيم تطور تدريجيا المفهوم العصري للتسامح.‏ في البداية كانت للكلمة «تسامح» مضامين سلبية.‏ كتب مؤيد الحركة الانسانية الشهير ايرازموس سنة ١٥٣٠:‏ «لو تسامحنا مع البدع الدينية في ظروف معينة .‏ .‏ .‏،‏ لكان ذلك دون شك خطية —‏ خطية جسيمة —‏ ولكنها ليست ببشاعة الحرب».‏ بسبب هذا المعنى السلبي،‏ فضَّل البعض كالفرنسي پول دو فوا،‏ سنة ١٥٦١،‏ ان يتكلم عن «الحرية الدينية» بدل «التسامح».‏

      ولكن على مر الوقت لم يعد التسامح يُعتبر اهون الشرين بل حامي الحريات.‏ ولم يعد يُعتبر تسليما بالضعف بل ضمانة.‏ وعندما تقبَّل الناس تعدد المعتقدات والحق في التفكير بطريقة مختلفة واعتبروهما اساس المجتمع العصري،‏ قلّ التعصب.‏

      وفي نهاية القرن الثامن عشر،‏ صار التسامح مرتبطا بالحرية والمساواة.‏ وقد جرى التعبير عن ذلك في القوانين والاعلانات،‏ كإعلان حقوق الانسان والمواطن (‏١٧٨٩)‏ الشهير في فرنسا،‏ او قانون الحقوق (‏١٧٩١)‏ في الولايات المتحدة.‏ وبسبب تأثير هذه الوثائق في التفكير الليبرالي من القرن التاسع عشر فصاعدا،‏ لم يعد يُعتبر التسامح وبالتالي الحرية لعنة بل بركة.‏

      الحرية النسبية

      ان الحرية نسبية على الرغم من كونها ثمينة.‏ فباسم المزيد من الحرية للجميع،‏ تنص الدولة قوانين تحدّ بعض الحريات الفردية.‏ وإليكم بعض المسائل المتعلقة بالحرية قيدَ المناقشة حاليا في العديد من الدول الاوروپية:‏ الى اي حد يجب ان تتدخل التشريعات الحكومية في الحياة الخاصة؟‏ ما مدى فعاليتها؟‏ وكيف تؤثر في الحرية؟‏

      ابرزت وسائل الاعلام النقاش حول الحريات العامة والخاصة.‏ فقد اتُّهمت بعض الفرق الدينية،‏ غالبا دون اي دليل ملموس،‏ بجرائم مزعومة مثل غسل الادمغة،‏ الابتزاز المالي،‏ الاساءة الى الاولاد،‏ وغيرها من الجرائم الخطيرة.‏ وقد غطت وسائل الاعلام الانباء المتعلقة بفرق الاقليات الدينية تغطية شاملة.‏ فصارت العبارات المحقِّرة مثل «شيعة» او «بدعة» جزءا من الحديث اليومي.‏ حتى ان الحكومات،‏ مدفوعةً من الرأي العام،‏ اصدرت لوائح بما يُدعى شيعا خطيرة.‏

      تفخر فرنسا بتاريخها العريق في مجال التسامح وفصل الدين عن الدولة.‏ وهي تدعو نفسها بكل اعتزاز ارض «الحرية والمساواة والإخاء».‏ ولكن بحسب كتاب حرية الدين والمعتقد —‏ تقرير عالمي (‏بالانكليزية)‏،‏ جرت التوصية في ذلك البلد بالقيام بـ‍ «حملة تثقيفية في المدارس تشجع على نبذ الحركات الدينية الجديدة».‏ ولكنّ كثيرين يعتقدون ان هذا العمل يهدد الحرية الدينية.‏ فكيف ذلك؟‏

      تهديدات للحرية الدينية

      لا تتحقق الحرية الدينية الا عندما تعامل الدولة كل الفرق الدينية التي تحترم وتطيع القانون على قدم المساواة.‏ وتنعدم الحرية الدينية عندما تحدِّد الدولة اعتباطيا ايّ فريق من الفرق الدينية ليس دينا،‏ وبالتالي تحرمه من الامتيازات التي تمنحها هذه الدولة للاديان.‏ ذكرت مجلة تايم (‏بالانكليزية)‏ سنة ١٩٩٧:‏ «ان فكرة حرية الدين المعتبَرة تصير تافهة عندما تدَّعي الدولة ان لها حق المصادقة على الاديان كما لو انها تعطي رخص قيادة للسائقين».‏ وقد اعلنت مؤخرا محكمة استئناف فرنسية ان فعل ذلك «يؤدي الى الكليانية سواء ادركنا ذلك ام لا».‏

      وتُهدَّد الحريات الاساسية ايضا عندما تحتكر احدى الفرق وسائل الاعلام.‏ وللأسف،‏ هذا ما يحدث بازدياد في بلدان كثيرة.‏ مثلا،‏ في محاولة لتحديد ما هو الامر الصائب دينيا،‏ نصَّبت المنظمات المعادية للشيع الدينية نفسها قاضيا وجلّادا،‏ ثم حاولت فرض وجهة نظرها المتحيّزة على عامة الشعب من خلال وسائل الاعلام.‏ ولكن بفعلها ذلك،‏ تُظهر احيانا كما تقول الصحيفة الفرنسية لو موند (‏بالفرنسية)‏ «روح الطائفية عينها التي يُفترَض انها تحاربها ويمكن ان تخلق جو ‹مطاردة السحرة›».‏ وسألت الصحيفة:‏ «ألا يهدِّد الوصم الاجتماعي لفرق الاقليات الدينية .‏ .‏ .‏ الحريات الاساسية؟‏».‏ وذكر مارتن كريله المقتبس منه في مجلة لعلم نفس الدين (‏بالالمانية)‏:‏ «ان مطاردة البدع الدينية الشبيهة بأسلوب مطاردة السحرة امر مقلق اكثر من الغالبية العظمى لما ‹يُدعى بدعا وفرقا روحية›.‏ وببسيط العبارة:‏ ان المواطنين الذين لا يخالفون القانون يجب تركهم بسلام.‏ يجب ان يكون الدين والمعتقد حرَّين ويجب ان يبقيا كذلك في المانيا ايضا.‏» فلنتأمل في احد الامثلة.‏

      ‏«المواطنون المثاليون» —‏ يوسمون بأنهم خطرون

      ايّ فريق ديني قيل انه «اخطر البدع قاطبة» في نظر السلطات الكاثوليكية المقتبَس منها في صحيفة اسپانيا المشهورة ABC (‏بالاسپانية)‏؟‏ قد يدهشكم ان تعرفوا ان الصحيفة كانت تتحدث عن شهود يهوه.‏ فهل الاتهامات الموجهة ضدهم لها اساس غير متحيِّز وموضوعي؟‏ لاحظوا التصريحات التالية من مصادر اخرى:‏

      ‏«يعلِّم الشهود الناس ان يدفعوا الضرائب باستقامة،‏ ان لا يشتركوا في الحروب او الاستعدادات للحرب،‏ ان لا يسرقوا،‏ وعموما ان يتبعوا نمط حياة اذا جرى تبنيه سيؤدي الى تحسين مقاييس التعايش المدني».‏ —‏ سرجيو ألبسانو،‏ تالنتو،‏ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏-‏كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٩٦.‏

      ‏«بخلاف عبارات التعريض التي تنتشر احيانا،‏ لا يبدو لي انهم [شهود يهوه] يشكِّلون ايّ خطر على مؤسسات الدولة.‏ انهم مواطنون يحبون السلام،‏ ضميرهم حيّ،‏ ويحترمون السلطات».‏ —‏ نائب في البرلمان البلجيكي.‏

      ‏«من المعروف ان شهود يهوه هم الشعب الاكثر استقامة في الجمهورية الفدرالية».‏ —‏ الصحيفة الالمانية زيندلفينڠر تسايتونڠ (‏بالالمانية)‏.‏

      ‏«بإمكانكم ان تعتبروهم [شهود يهوه] مواطنين مثاليين.‏ فهم يدفعون الضرائب باجتهاد،‏ يعتنون بالمرضى،‏ يكافحون الأُمِّيَّة».‏ —‏ الصحيفة الاميركية سان فرانسيسكو اكزامينر (‏بالانكليزية)‏.‏

      ‏«يختبر شهود يهوه نجاحا اعظم من اعضاء الفئات الاخرى في الحفاظ على اتحادات زوجية ثابتة».‏ —‏ مجلة عالِم الأثنولوجيا الاميركي (‏بالانكليزية)‏.‏

      ‏«شهود يهوه هم بين المواطنين الاكثر استقامة واجتهادا في البلدان الافريقية».‏ —‏ الدكتور براين ويلسون،‏ جامعة أوكسفورد.‏

      ‏«ان اعضاء هذا الدين ساهموا كثيرا على مرِّ العقود في نشر حرية الضمير».‏ —‏ نات هنتوف،‏ القول الحر لي —‏ ولكن ليس لك (‏بالانكليزية)‏.‏

      ‏«كان لهم دور واضح في حفظ بعض اثمن الامور في ديموقراطيتنا».‏ —‏ الپروفسور ت.‏ س.‏ برايدن،‏ هؤلاء ايضا يؤمنون (‏بالانكليزية)‏.‏

      كما تشير الاقتباسات الآنفة الذكر،‏ يُعترَف حول العالم بأن شهود يهوه مواطنون مثاليون.‏ وفضلا عن ذلك،‏ هم معروفون بعملهم التعليمي المجاني للكتاب المقدس وبتعزيز القِيَم العائلية.‏ وصفوفهم لتعليم القراءة والكتابة ساعدت مئات الآلاف،‏ في حين ان اعمالهم الانسانية على مر العقود ساعدت الآلاف،‏ وخصوصا في افريقيا.‏

      اهمية الموضوعية

      المجتمع ملآن بأناس عديمي الضمير يفترسون الضحايا الابرياء.‏ لذلك توجد حاجة ماسة الى الحذر بشأن الادِّعاءات المتعلقة بالدين.‏ ولكن كيف يكون موضوعيا ومساعِدا على تعزيز الحرية الدينية ان يعتمد بعض الصحافيين،‏ بدلا من استشارة خبراء موضوعيين،‏ على المعلومات من الكنائس التي ترى اعداد اعضائها تتضاءل او من المنظمات المعادية للفِرَق الدينية التي يُشكّ في موضوعيتها؟‏ مثلا،‏ اعترفت الصحيفة التي دعت شهود يهوه «اخطر البدع قاطبة» ان معلوماتها اتت من «خبراء الكنيسة [الكاثوليكية]».‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ ذكرت مجلة فرنسية ان غالبية المقالات التي تتكلم عن الفِرَق الدينية المزعومة كان مصدرها المنظمات المعادية لهذه الفِرَق الدينية.‏ فهل يبدو لكم ان هذه هي اكثر طريقة غير متحيِّزة للحصول على معلومات موضوعية؟‏

      ان المحاكم والمنظمات الدولية المختصة بحقوق الانسان الاساسية،‏ كالامم المتحدة،‏ تقول ان «الفرق بين دين وبدعة هو مصطنَع اكثر من ان يُقبَل».‏ فلماذا يصرّ البعض على استعمال الكلمة التحقيرية «بدعة»؟‏ ان ذلك دليل اضافي على ان الحرية الدينية مهدَّدة.‏ لذلك كيف يمكن حماية هذه الحرية الاساسية؟‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٨]‏

      المدافعون عن الحرية الدينية

      من مجزرة الصراع الديني في اوروپا في القرن الـ‍ ١٦ علت صرخات بليغة من اجل الحرية الدينية.‏ وهذه الالتماسات لا تزال ملائمة عند مناقشة الحرية الدينية.‏

      سيباستيان شاتِيون (‏١٥١٥-‏١٥٦٣)‏:‏ «ما هو الهرطوقي؟‏ لا اجد شيئا آخر سوى اننا نعتبر كل الذين لا يوافقوننا في رأينا هراطقة.‏ .‏ .‏ .‏ فإذا كنتم في هذه المدينة او المنطقة تُعتبَرون مؤمنا حقيقيا،‏ تُعتبَرون في المدينة او المنطقة الاخرى هرطوقيا».‏ وبصفة شاتِيون مترجما للكتاب المقدس ومدافعا فعّالا عن التسامح،‏ ذكر احد العناصر الاساسية في مناقشة الحرية الدينية:‏ مَن يُعرِّف مَن هو الهرطوقي؟‏

      ديرك ڤولكيرتسون كورنهيرت (‏١٥٢٢-‏١٥٩٠)‏:‏ «نقرأ انه في الماضي .‏ .‏ .‏ المسيح نفسه في اورشليم ثم شهداء كثيرون في اوروپا .‏ .‏ .‏ اخلّوا بـ‍ [المجتمع] بكلمات الحق التي تفوَّهوا بها.‏ .‏ .‏ .‏ ومعنى الكلمة ‹اخلّ› يجب ان يُعرَّف بدقة ووضوح».‏ حاجّ كورنهيرت انه لا يجب ان يُساوَى بين الاختلاف الديني والاخلال بالنظام العام.‏ فسأل:‏ هل الذين يطيعون ويحترمون القانون بدقة هم حقا تهديد للنظام العام؟‏

      پيار دي بيلْوا (‏١٥٤٠-‏١٦١١)‏:‏ «من الجهالة ان نعتقد ان التنوع في الاديان يسبب ويعزِّز الشغب في الدولة».‏ حاجّ بيلْوا،‏ محام فرنسي كتب وقت الحروب الدينية (‏١٥٦٢-‏١٥٩٨)‏،‏ ان الانسجام في الدولة لا يعتمد على التماثل الديني إلا اذا كانت الحكومة خاضعة للضغوط الدينية.‏

      توماس هِلْويس (‏نحو ١٥٥٠-‏١٦١٦)‏:‏ «اذا كان شعبه [شعب الملك] رعايا مطيعين وأمناء لكل القوانين البشرية،‏ لا يلزم ان يطلب منهم شيئا آخر».‏ هِلْويس،‏ احد مؤسسي المعمدانيين الانكليز،‏ كتب لمصلحة فصل الكنيسة عن الدولة،‏ حاثًّا الملك ان يمنح الحرية الدينية لكل الكنائس والبدع وأن يكون مكتفيا بالسلطة المدنية على الناس والممتلكات.‏ وكتاباته تشدِّد على سؤال يُطرح الآن:‏ الى ايّ حد يجب ان تتحكم الدولة في الوجه الروحي لحياة الناس؟‏

      كاتب مجهول الهوية (‏١٥٦٤)‏:‏ «من اجل تطبيق حرية الضمير،‏ لا يكفي السماح للفرد بالامتناع عن ممارسة الدين الذي لا يوافق عليه اذا كان،‏ للسبب نفسه،‏ لا يُسمح له بأن يمارس بحرية الدين الذي يوافق عليه».‏

  • كيف —‏ تُحمى الحريات؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٩ | كانون الثاني (‏يناير)‏ ٨
    • كيف —‏ تُحمى الحريات؟‏

      في بلدة رينڠسدينكلوك الصغيرة في إندونيسيا،‏ عاشت فِرَق عرقية معا بسلام لسنوات.‏ لكنَّ التسامح الظاهر انتهى في ٣٠ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩٧.‏ فقد انفجر العنف عندما ابتدأ احد المؤمنين يقرع طبله نحو الساعة الثالثة صباحا في يوم عيد ديني.‏ وبسبب الضجة امطره جاره الذي ينتمي الى دين مختلف بوابل من الشتائم.‏ وعلا الصياح وابتدأ التراشق بالحجارة.‏ ازداد الشغب مع طلوع الفجر اذ انضم آخرون الى العِراك.‏ وفي نهاية النهار كان قد دُمِّر معبدان للبوذيين وأربع كنائس للعالم المسيحي.‏ ونشرت صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون (‏بالانكليزية)‏ هذا الحادث تحت عنوان «شرارة التعصب اشعلت نيران الشغب الديني».‏

      في بلدان كثيرة،‏ غالبا ما تجد الاقليات الدينية التي يحمي القانون حقوقها انها هدف للتعصب.‏ وواضح ان ضمان القانون للحرية لا يعمل على استئصال جذور التعصب.‏ وسَتْر التعصب لا يعني انه غير موجود.‏ فإذا تغيرت الظروف في وقت ما في المستقبل وربما ساد جوّ من التحامل،‏ فسيكشف التعصب المستتر عن وجهه في الحال.‏ حتى اذا لم يُضطهد الناس مباشرة،‏ فربما يكونون هدفا للعِداء او يُمنَعون من التعبير عن آرائهم.‏ فكيف يمكن تجنب ذلك؟‏

      استئصال جذور التعصب

      نميل بطبعنا الى رفض او الشك في ما هو مختلف او غير عادي،‏ وخصوصا الآراء المغايرة لآرائنا.‏ فهل يعني هذا ان التسامح مستحيل؟‏ ان مطبوعة الامم المتحدة القضاء على كل اشكال التعصب والتمييز المؤسسة على الدين او المعتقد (‏بالانكليزية)‏ تدرج الجهل وعدم التفهم «بين اهم الاسباب الاساسية للتعصب والتمييز في مسألة الدين والمعتقد».‏ لكنَّ الجهل،‏ السبب الاساسي للتعصب،‏ يمكن محاربته.‏ كيف؟‏ بالتعليم المتوازن.‏ يذكر تقرير للجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة:‏ «قد يكون التعليم الوسيلة الرئيسية لمحاربة التمييز والتعصب».‏ وإلام يجب ان يهدف هذا التعليم؟‏ تقترح مجلة يونسكو كوريير (‏بالانكليزية)‏ انه بدلا من تعزيز الرفض للحركات الدينية،‏ «يجب ان يهدف التعليم من اجل التسامح الى مقاومة التأثيرات التي تؤدي الى الخوف من الآخرين وإبعادهم،‏ ويجب ان يساعد الشبان على تنمية المقدرات لتكوين رأي مستقل،‏ لحيازة تفكير نقدي،‏ وللقيام بتحليل اخلاقي».‏

      من الواضح ان وسائل الاعلام يمكن ان تلعب دورا مهما في تعزيز ‹التفكير النقدي والتحليل الاخلاقي›.‏ وتدرك منظمات دولية كثيرة قدرة وسائل الاعلام على صياغة العقول والتشجيع على الفهم المتبادل.‏ ولكن اذا كانت وسائل الاعلام ستعزِّز التسامح بدلا من التعصب كما يفعل البعض،‏ فالمطلوب صحافة مسؤولة وموضوعية.‏ ويجب احيانا ان يكون الصحافيون ضد الرأي المقبول الشائع.‏ ويلزم ان يستخدموا التحليل الموضوعي والتعليقات غير المتحيِّزة.‏ ولكن هل هذا كافٍ؟‏

      افضل طريقة لمحاربة التعصب

      لا يعني التسامح انه يجب ان تكون للجميع الآراء نفسها.‏ فالناس قد يختلفون في وجهات النظر.‏ وقد يعتقد البعض باقتناع شديد ان معتقدات الشخص الآخر خاطئة تماما.‏ حتى انهم قد يتكلمون علانية عن اختلافاتهم في الرأي.‏ ولكن ما داموا لا ينشرون الاكاذيب في محاولة لإثارة التحامل،‏ لا يكون ذلك تعصبا.‏ فالتعصب يظهر عندما يُضطهَد فريق،‏ يكون هدفا لقوانين معينة،‏ يوضع على الهامش،‏ يُحظَّر،‏ او يُمنع بطريقة ما من اتِّباع معتقداته.‏ وأشد انواع التعصب هي عندما يقتل البعض غيرهم ويضطر الآخرون الى الموت في سبيل معتقداتهم.‏

      كيف يمكن محاربة التعصب؟‏ يمكن تشهيره علانية،‏ كما شهَّر الرسول بولس تعصب القادة الدينيين في ايامه.‏ (‏اعمال ٢٤:‏١٠-‏١٣‏)‏ ولكن،‏ حين يكون ممكنا،‏ افضل طريقة لمحاربة التعصب هي العمل مسبقا بهدف،‏ ألا وهو تعزيز التسامح،‏ اي تعليم الناس ان يفهموا الآخرين بشكل افضل.‏ يقول تقرير الامم المتحدة بشأن القضاء على التعصب المشار اليه قبلا:‏ «لأن كل اشكال التعصب والتمييز المؤسسة على الدين او المعتقد تنشأ من العقل البشري،‏ يجب توجيه العمل اولا الى العقول البشرية».‏ وهذا التعليم قد يحث الافراد على تفحص معتقداتهم الشخصية.‏

      كتب فِدِريكو مايور،‏ المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (‏اليونسكو)‏:‏ «التسامح هو الفضيلة التي يتحلَّى بها المؤمن».‏ وكتب الكاهن الدومينيكاني كلود جيفري في مجلة ريفورم (‏بالفرنسية)‏ قائلا:‏ «يرتكز التسامح الحقيقي على الايمان القوي».‏ فالشخص المقتنع بمعتقداته لن يشعر على الارجح بأن معتقدات الآخرين تهدِّده.‏

      وجد شهود يهوه ان الطريقة الممتازة لتعزيز التسامح هي بالتكلم مع الآخرين ذوي المعتقدات المختلفة.‏ والشهود يتَّخذون بجدية نبوة يسوع التي تقول:‏ «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم؛‏ ثم تأتي النهاية»،‏ وهم معروفون جيدا بعملهم التبشيري العام.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وفي هذا العمل،‏ تسنح لهم فرصة سماع الناس من مختلف الاديان —‏ وأيضا الملحدين —‏ يشرحون معتقداتهم.‏ والشهود بدورهم مستعدون ان يشرحوا معتقداتهم للذين يرغبون في الاصغاء.‏ وهكذا يعزِّزون النمو في المعرفة والفهم.‏ والمعرفة والفهم يسهِّلان ازدهار التسامح.‏

      التسامح وما سيفوقه

      على الرغم من افضل النوايا التي لكثيرين والجهود الموحَّدة للبعض،‏ لا يزال التعصب الديني،‏ على ما يتضح،‏ مشكلة اليوم.‏ ولكي يحدث تغيير حقيقي،‏ يلزم القيام بالمزيد.‏ ابرزت الصحيفة الفرنسية لو موند دي ديبا المشكلة بقولها:‏ «يعاني كثيرا المجتمع العصري من الفراغ العاطفي والروحي.‏ ويمكن للقانون ان يضمن الحرية مانحا الحماية من الذين يهدِّدونها.‏ ويمكنه ويجب عليه ان يضمن المساواة للجميع،‏ دون تمييز اعتباطي».‏ يعترف كتاب الديموقراطية والتسامح (‏بالانكليزية)‏:‏ «الطريق امامنا طويلة لبلوغ هدف جعل الفهم والاحترام المتبادلَين مقياسا عالميا للسلوك».‏

      يعد الكتاب المقدس بأن الجنس البشري سيتحد قريبا في العبادة النقية للاله الحقيقي الوحيد.‏ وهذه الوحدة ستؤدي الى معشر اخوة عالمي حقيقي حيث يسود احترام الآخرين.‏ ولن يسود الجهل في ما بعد البشر لأن ملكوت اللّٰه سيعلِّم الناس طرق يهوه،‏ مشبعا حاجاتهم الفكرية،‏ العاطفية،‏ والروحية.‏ (‏اشعياء ١١:‏٩؛‏ ٣٠:‏٢١؛‏ ٥٤:‏١٣‏)‏ وستعمّ المساواة والحرية الحقيقيتان الارض.‏ (‏٢ كورنثوس ٣:‏١٧‏)‏ وبنيل الفهم الصحيح لمقاصد اللّٰه نحو الجنس البشري،‏ يمكنكم مقاومة الجهل والتعصب.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١١]‏

      الدين مهدَّد

      في السنوات الاخيرة حاولت السلطات ان تقيِّد شهود يهوه في فرنسا بعدم منحهم الامتيازات نفسها التي تُمنح للاديان الاخرى.‏ ومؤخرا،‏ فُرضت ضرائب باهظة على التبرعات المقدَّمة لدعم نشاطات الشهود الدينية.‏ لقد فرضت السلطات الفرنسية ظلمًا حملا ثقيلا من الضرائب بلغ ٥٠ مليون دولار اميركي (‏ضرائب وغرامات)‏،‏ والهدف كما هو واضح شلّ عمل هذا الفريق المؤلف من ٠٠٠‏,٢٠٠ مسيحي ومتعاطف معهم في فرنسا.‏ انه تحامل ديني فاضح يتعارض مع كل مبادئ الحرية،‏ الاخاء،‏ والمساواة.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة