مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«ملاك يهوه حالّ حول خائفيه»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • وفي عام ١٩٥٦،‏ دُعيت الى ايرلندا وعُيّنت مع فاتحتين اخريين في مدينة ڠولْواي.‏ وفي اول يوم لنا هناك،‏ قدمت البشارة لكاهن يعيش في المنطقة.‏ وما هي الا دقائق حتى جاء شرطي وسار بنا انا ورفيقتي الى مركز الشرطة.‏ ولما حصل على اسمنا وعنواننا،‏ رفع سماعة الهاتف على الفور وسمعناه يقول:‏ «نعم يا أبتي.‏ اعرف بالتحديد مكان سكنهما».‏ فاستنتجنا ان الكاهن هو الذي اوعز اليه ان يقبض علينا.‏ كما أُرغم صاحب البيت الذي نقيم فيه على طردنا،‏ فنصحنا مكتب الفرع بمغادرة المنطقة.‏ ورغم اننا تأخرنا عشر دقائق عن موعد انطلاق القطار،‏ كان لا يزال في المحطة.‏ كما كان في انتظارنا رجل جاء ليتأكد اننا ركبنا القطار وغادرنا المكان.‏ وهكذا تركنا ڠولْواي بعد ثلاثة اسابيع فقط من وصولنا اليها.‏

      عُيِّنا بعد ذلك في ليميريك،‏ مدينة اخرى تمارس فيها الكنيسة الكاثوليكية نفوذا قويا.‏ فكنا على الدوام محط سخرية وغضب الرعاع.‏ ولم يتجرأ كثيرون من الناس على فتح ابوابهم لنا.‏ وكان احد الاخوة قد تعرض قبل سنة للضرب المبرح في بلدة صغيرة مجاورة تُدعى كلوونلارا.‏ لذا فرحنا بلقاء كريستوفر المذكور في مستهل المقالة الذي طلب منا العودة لمناقشة اسئلته حول الكتاب المقدس.‏ وخلال زيارتنا له،‏ جاء كاهن وطلب منه ان يطردنا.‏ لكن كريستوفر واجهه قائلا:‏ «هاتان الفتاتان دخلتا بيتي بدعوة مني وقرعتا الباب قبل الدخول،‏ اما انت فقد اقتحمت بيتي دون ان تقرع الباب».‏ فغادر الكاهن وهو يستشيط غضبا.‏

      وكان الكاهن قد جمع دون ان ندري زمرة من الرجال الذين وقفوا لنا بالمرصاد خارج بيت كريستوفر.‏ وقد ظل كريستوفر يراقبهم كما ورد في بداية المقالة عالما انهم اشخاص عدائيون،‏ وأبقانا في بيته حتى تفرقوا جميعا.‏ وعرفنا لاحقا انه هاجر هو وعائلته الى انكلترا بعدما أُرغموا على مغادرة المنطقة.‏

  • ‏«ملاك يهوه حالّ حول خائفيه»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • عودتي الى ايرلندا

      عدت الى ايرلندا في آب (‏اغسطس)‏ ١٩٥٩ وعُيّنت في جماعة دَن لايرا.‏ وكان إريك في تلك الاثناء قد رجع الى انكلترا وفرح كثيرا بوجودي في بلد قريب منه.‏ وبما انه أراد هو ايضا ان يصبح مرسلا،‏ فقد فكّر ان يخدم كفاتح في ايرلندا التي كانت آنذاك حقلا خصبا للخدمة الارسالية.‏ فانتقل الى دَن لايرا وتزوجنا سنة ١٩٦١.‏

      وبعد ستة اشهر،‏ تعرض إريك لحادث خطير وهو على دراجة نارية.‏ فأُصيب بكسور بالغة في الجمجمة حتى ان الاطباء شكّوا في بقائه على قيد الحياة.‏ وحين خرج من المستشفى بعد ثلاثة اسابيع،‏ اعتنيت به في البيت طوال خمسة اشهر حتى استردّ عافيته.‏ وقد حاولت خلال هذه الفترة ان اواصل خدمتي قدر المستطاع.‏

      عُيِّنا عام ١٩٦٥ في سلايڠو،‏ مرفإ على الساحل الشمالي الغربي،‏ لندعم جماعة تضمّ ثمانية ناشرين.‏ وبعد ثلاث سنوات،‏ انتقلنا الى جماعة صغيرة ايضا في لندندَري التي تقع في منطقة ابعد الى الشمال.‏ وذات يوم،‏ وجدنا عند عودتنا من الخدمة حاجزا من الاسلاك الشائكة يقطع طريق منزلنا.‏ فالاضطرابات في ايرلندا الشمالية كانت قد اندلعت وراحت عصابات من الشبان تحرق السيارات في المنطقة.‏ وبما ان المدينة قُسمت الى منطقة بروتستانتية وأخرى كاثوليكية،‏ بات العبور من جهة الى اخرى بالغ الخطورة.‏

      الحياة والخدمة في خضم الاضطرابات

      رغم صعوبة التنقل،‏ دفعتنا خدمتنا ان نذهب الى كل انحاء المدينة.‏ فشعرنا مجددا ان الملائكة حالّة حولنا.‏ وإذا حدث ان اندلعت اعمال الشغب حيث نخدم،‏ كنا نغادر على الفور ونعود لاحقا حين تهدأ الاوضاع.‏ وفي احد الايام،‏ حصل شغب بالقرب من شقتنا،‏ فتطايرت بقايا مشتعلة من متجر طلاء مجاور ووقعت على عتبة النافذة في بيتنا.‏ فلم نستطع الخلود الى النوم خوفا من اندلاع حريق في المبنى الذي نقطنه.‏ وقد تبين في ما بعد ان مخاوفنا في محلها.‏ فبعد انتقالنا الى بلفاست عام ١٩٧٠،‏ تناهى الى سمعنا ان قنبلة بترولية حارقة اشعلت النار في متجر الطلاء وحوّلت المبنى الذي سكنّاه الى رماد.‏

      وفي مناسبة اخرى،‏ لاحظنا انا وإحدى الاخوات اثناء خدمتنا انبوبا طويلا غريب الشكل على عتبة احدى النوافذ.‏ لكننا تابعنا سيرنا.‏ وما هي الا دقائق حتى انفجر الانبوب.‏ فظن سكان الحيّ اننا نحن مَن سبّب الانفجار،‏ ولم يقتنعوا ببراءتنا الا حين دعتنا اخت تعيش في المنطقة ان ندخل بيتها.‏

      عدنا عام ١٩٧١ الى لندندَري لزيارة احدى الاخوات.‏ وحين وصفنا لها الطريق الذي سلكناه والحواجز التي قطعناها،‏ سألتنا:‏ «ألم تلتقيا احدا عند الحاجز؟‏».‏ فأجبناها:‏ «بلى،‏ لكنهم لم يعترضوا سبيلنا».‏ فبدت امارات الدهشة على وجهها لأنه خلال الايام السابقة،‏ تعرّض طبيب وشرطي للسطو حين سلبهما مسلحون سيارتيهما وأضرموا فيهما النار.‏

      انتقلنا الى كورك سنة ١٩٧٢ وخدمنا لاحقا في نايس ثم في أركلو.‏ وفي عام ١٩٨٧،‏ عُيِّنا اخيرا في كاسلبار حيث نعيش اليوم.‏ وقد حظينا هنا بامتياز عظيم ان نساهم في بناء احدى قاعات الملكوت.‏ ومع ان إريك وقع فريسة المرض سنة ١٩٩٩،‏ تمكنت بعون يهوه ودعم الاخوة الحبي في الجماعة ان اتدبر الامور وأعتني به حتى استعاد صحته.‏

      تمتعنا انا وإريك بحضور مدرسة خدمة الفتح مرتين.‏ وهو لا يزال يخدم كشيخ في الجماعة.‏ وما زلت انا ايضا اواصل خدمتي رغم صحتي الضعيفة.‏ فأنا اعاني من التهاب حاد في المفاصل وقد خضعت لعمليات جراحية لاستبدال ركبتيّ ووركيّ.‏ ومع انني واجهت مقاومة دينية شرسة وعشت في فترات خطيرة من الاضطرابات السياسية والمشاكل الاجتماعية،‏ فإن احد اكبر التحديات بالنسبة اليّ هو اضطراري الى التوقف عن القيادة.‏ فقد سلبني ذلك الكثير من استقلاليتي.‏ لكن الجماعة تمدّني بمساعدة كبيرة وهي خير داعم لي.‏ وأنا استعين الآن بعكاز للمشي وأستخدم دراجة ثلاثية العجلات تعمل على البطارية للتنقل مسافات ابعد.‏

      لقد خدمنا انا وإريك كفاتحَين خصوصيَّين طوال اكثر من ١٠٠ سنة أمضينا ٩٨ منها هنا في ايرلندا.‏ ولا يخطر في بالنا ابدا ان نتقاعد عن الخدمة.‏ صحيح اننا لا نتوقع ان تحدث معنا عجيبة ما،‏ لكننا واثقون كل الثقة ان ملائكة يهوه الجبارة ‹تحلّ حول› الذين يخافونه ويخدمونه بأمانة.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة