مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«الامة» التي تملأ وجه الارض ثمارا
    برج المراقبة ١٩٨٦ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • ‏«الامة» التي تملأ وجه الارض ثمارا

      ‏«في المستقبل يتأصل يعقوب.‏ يزهر ويفرع اسرائيل ويملأون وجه المسكونة ثمارا.‏» — اشعياء ٢٧:‏٦‏.‏

      ١ كيف اشار الرسول بطرس الى امة اسرائيل الروحي؟‏

      بشأن ولادة جماعة تلاميذ المسيح «كأمة» في سنة ٣٣ ب م كتب الرسول بطرس هذه الكلمات قبيل دمار اورشليم سنة ٧٠ ب م:‏ «وأما انتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي امة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب.‏ الذين قبلا لم تكونوا شعبا وأما الآن فأنتم شعب اللّٰه.‏ الذين كنتم غير مرحومين وأما الآن فمرحومون.‏» (‏١ بطرس ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ كم كان ذلك رحمة من جهة اللّٰه!‏

      ٢ و ٣ بصفتهم اقتناء ليهوه اللّٰه اي التزام ينتقل الى اسرائيل الروحي،‏ وبماذا شبههم يسوع المسيح في يوحنا الاصحاح ١٥‏؟‏

      ٢ واليوم،‏ بعد مرور ١٩ قرنا على كتابة بطرس هذه الكلمات،‏ لا تزال توجد على الارض بقية من هذه «الامة» المولودة من الروح.‏ وقد تضاءل عددهم الآن الى اقل من عشرة آلاف حسب تقارير الاحتفال السنوي بعشاء الرب.‏ انهم «شعب اقتناء» ليهوه وبهذه الصفة يجب عليهم ان يخبروا بفضائل يهوه اللّٰه الذي دعاهم من «الظلمة» العالمية «الى نوره العجيب.‏» وهذا «النور» لا يزال يسطع خصوصا منذ نهاية «ازمنة الامم،‏» او الازمنة المعينة للامم،‏ في السنة ١٩١٤.‏a (‏لوقا ٢١:‏٢٤‏)‏ وبصفتهم «اقتناء» للمعطي الالهي لذلك النور العجيب هم مُقدَّرون لديه.‏ وبالنسبة اليه هم مثل كرمة روحية.‏

      ٣ هنا نعود بالذاكرة الى ما قاله يسوع المسيح لرسله،‏ الذين مثلوا جميع الذين سيكونون أتباعه المولودين من الروح:‏ «انا الكرمة الحقيقية وأبي الكرام.‏ كل غصن فيَّ لا يأتي بثمر ينزعه.‏ وكل ما يأتي بثمر ينقّيه ليأتي بثمر اكثر.‏ انتم الآن انقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به.‏ اثبتوا فيَّ وأنا فيكم.‏ كما ان الغصن لا يقدر ان يأتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا فيَّ.‏ انا الكرمة وأنتم الاغصان.‏ الذي يثبت فيَّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير.‏ لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا.‏» — يوحنا ١٥:‏١-‏٥‏.‏

      ٤ (‏أ)‏ مثل يسوع يذكرنا بأي وصف في اشعياء الاصحاح ٢٧‏؟‏ (‏ب)‏ متى يكون لهذه النبوة اتمامها العصري،‏ وفي من؟‏ (‏ج)‏ اي موقف لا يعود لدى اللّٰه تجاه شعبه؟‏

      ٤ وهذا التشبيه،‏ او المثل،‏ الذي صنعه يسوع المسيح يذكرنا بكلمات يهوه في اشعياء ٢٧:‏٢-‏٤ حيث نقرأ:‏

      ‏«في ذلك اليوم غنوا (‏لها،‏ يا شعب:‏ كرمة الخمر المزبدة!‏ انا يهوه)‏ حارسها.‏ اسقيها كل لحظة.‏ لئلا يُوقَع بها احرسها ليلا ونهارا.‏ ليس لي غيظ.‏»‏

      و«كرمة الخمر المزبدة» اليوم على الارض يمكن مقارنتها ببقية الاغصان في تلك «الكرمة» الرمزية التي فيها يكون مسيحيو «الامة المقدسة» المولودون من الروح اعضاء مثمرين.‏ وبناء على ذلك،‏ يقع على عاتقهم التزام الاتيان بثمر كثير.‏ (‏يوحنا ١٥:‏٥‏)‏ وحسب نبوة اشعياء فانه في زمن رد شعب يهوه الى رضاه كان ان الاغنية عن «كرمة الخمر المزبدة» وجب ان تُغنَّى.‏ (‏قارن اشعياء ٢٧:‏١٣‏.‏)‏ وكان هذا سيحدد موقع الاتمام العصري لهذه النبوة المتألقة كشيء يجري تنفيذه بسنة ما بعد الحرب ١٩١٩،‏ ووقائع التاريخ تثبت اتمامها حتى الآن.‏ واليوم ليس ليهوه «غيظ» على شعبه،‏ لا على بقية «أمَّته المقدسة،‏» «شعب اقتنائه،‏» ولا على المسيحيين الاولياء الذين يتطلعون الى الحياة الابدية على الارض.‏ فبرحمة حوَّل رضاه اليهم مما يفسر ازدهارهم الروحي وإِثمارهم.‏

      ٥ بأي شيء من هذه الكرمة المجازية يفرح الناس،‏ وماذا يمكنهم ان يعددوا بشأنها؟‏

      ٥ وهذه «الامة» الروحية،‏ ومعها عشراؤها العاملون بجد،‏ كانت مثل كرمة مثمرة تنتج الكثير من «الخمر المزبدة.‏» انها خمر روحية تفرِّح قلب يهوه والانسان.‏ (‏قضاة ٩:‏١٣‏)‏ ولهذا السبب الصحيح فان الناس الذين فرَّحهم شرب هذا الشراب الروحي يمكنهم ان يغنوا بفرح ويمكنهم ان يعدّدوا كل ما فعله كرام «الكرمة» الالهي لاجل هذه «الكرمة» الرمزية.‏ وبلغة مجازية،‏ فهو فعلا قد «سقى» هذه «الكرمة» لاجل انتعاشها الدائم حتى ان ثمرا كثير العصارة حلو المذاق قد جرى انتاجه،‏ بتأثير مفرح.‏

      تباين — «كرم الارض»‏

      ٦ مع ذلك ماذا سيكون اختبار «كرم الارض» حسب الرؤيا الاصحاح ١٤‏؟‏

      ٦ لم تكن هذه هي الحالة مع ما يدعوه آخر اسفار الكتاب المقدس «كرم الارض.‏» فعما قريب سيعطى الامر الالهي للقوى السماوية التنفيذية:‏ «ارسل منجلك الحاد واقطف عناقيد كرم الارض لان عنبها قد نضج.‏» ثم،‏ كما يمضي سفر الرؤيا النبوي مظهرا،‏ «القى الملاك منجله الى الارض وقطف كرم الارض فألقاه الى معصرة غضب اللّٰه العظيمة وديست المعصرة خارج المدينة فخرج دم من المعصرة حتى الى لجم الخيل مسافة ألف وستمئة غلوة.‏» (‏رؤيا ١٤:‏١٨-‏٢٠‏)‏ هكذا سيحدث للجزء الحكومي لهيئة ابليس المنظورة على الارض انه شيء هو كرّامه،‏ وهو في مقاومة «للكرمة الحقيقية» التي يكون يهوه اللّٰه كرامها.‏ ولن يكون هنالك رد «لكرم الارض» على الاطلاق!‏

      ٧-‏٩ اي اتمام مزدوج هنالك لاشعياء ٢٧:‏٧-‏١٣‏،‏ وفي اية ازمنة؟‏

      ٧ إِلا ان نبوة اشعياء الاصحاح ٢٧ هذه هي حقا نبوة رد،‏ اولا لامة اسرائيل الطبيعي ومن ثم لاسرائيل الروحي في قرننا العشرين.‏ وهذا واضح مما تقوله النبوة من العدد ٧ حتى العدد ١٣ الذي به يختتم الاصحاح.‏ تقول هذه الاعداد:‏

      ٨ «هل ضرَبه كضربة ضاربيه او قُتل كقتل قتلاه.‏ بزجر اذ طلَّقتها خاصمتها.‏ ازالها بريحه العاصفة في يوم الشرقية.‏ لذلك بهذا يُكفَّر اثم يعقوب.‏ وهذا كل الثمر نَزْع خطيته في جعله كل حجارة المذبح كحجارة كلس مكسَّرة.‏ لا تقوم السواري ولا (‏موائد البخور)‏.‏ لان المدينة الحصينة متوحدة.‏ (‏المرعى)‏ مهجور ومتروك كالقفر.‏ هناك يرعى العجل وهناك يربض ويتلف اغصانها.‏ حينما تيبس اغصانها تتكسر فتأتي نساء وتوقدها.‏ لانه ليس شعبا ذا فهم لذلك لا يرحمه صانعه ولا يترأف عليه جابله.‏

      ٩ «ويكون في ذلك اليوم ان (‏يهوه)‏ يجني من مجرى النهر الى وادي مصر.‏ وأنتم تُلقطون واحدا واحدا يا بني اسرائيل.‏ ويكون في ذلك اليوم أنه يُضرب ببوق عظيم فيأتي التائهون في ارض اشور والمنفيون في ارض مصر ويسجدون (‏ليهوه)‏ في الجبل المقدس في اورشليم.‏»‏

      ١٠ اية دولة عالمية كانت بارزة في زمن نبوة اشعياء،‏ وماذا آلت اليه في هجومها المنوي على عاصمة مملكة يهوذا؟‏

      ١٠ وفي ايام نبوة اشعياء هذه كانت اشور قد اصبحت الدولة العالمية السائدة في الارض،‏ حالَّة محل الاولى من سلسلة الدول العالمية السبع،‏ على الرغم من ان مصر كانت لا تزال تعمل ولكن كدولة ثانوية.‏ وكانت مملكة العشرة الاسباط لاسرائيل قد انفصلت عن حكم البيت الملكي للملك داود من سبط يهوذا.‏ وهكذا على مدينة اورشليم كان ان اتى ملك اشور ليطلب استسلامها الكامل ان لم تكن ترغب في ان تدمر.‏ ولكنّ يهوه حارب عن مملكة يهوذا ورد الملك المتعجرف سنحاريب على اعقابه الى بلاده في هزيمة مشينة.‏ — اشعياء الاصحاحان ٣٦،‏ ٣٧‏.‏

      ١١ بواسطة امبراطور اية دولة عالمية جرى قلب مملكة يهوذا،‏ وكيف يشير اشعياء ٢٧ الى هذا الحدث؟‏

      ١١ ومن ثم فان امبراطورا لدولة عالمية تالية،‏ الدولة العالمية البابلية،‏ قد فُوِّض اليه ان يدمر مدينة اورشليم المقدسة وهيكلها.‏ وحسب ادلة الكتاب المقدس حدث ذلك في السنة ٦٠٧ ق م على يد الامبراطور نبوخذنصر.‏ فقد كان الشخص الذي حمل الاسرى الى ارض بابل لقضاء ٧٠ سنة من السبي هناك.‏ وبالنظر الى الدمار الوشيك لاورشليم وأخذ المسبيين الى الاسر البابلي لمدة ٧٠ سنة كان ان اثير السؤالان بلياقة:‏

      ‏«هل ضرَبه كضربة ضاربيه ]امة اسرائيل[.‏» (‏اشعياء ٢٧:‏٧‏)‏

      وكما لم يحدث قط من قبل في تاريخها القومي منذ السنة ١٥١٣ ق م،‏ فقد ضُربت امة اللّٰه بكارثة مفجعة في السنة ٦٠٧ ق م،‏ ضربة عنت تقريبا دمارها.‏ وقد كان عظيما الموت الجماعي للمدينة المحاصرة اورشليم.‏ نعم،‏ لقد رأى يهوه ان الحاجة الى هذا الاجراء القاسي كانت حيوية وأنه يجب ان يحدث.‏ فقد رأى الحاجة الماسة الى مخاصمة الذين كان يجب ان يبقوا اصدقاءه،‏ مؤيديه،‏ الذين كان قد دخل معهم في عهد الناموس بواسطة الوسيط موسى.‏

      ١٢ لذلك بأي سؤال استطاع يهوه ان يوحي الى النبي اشعياء ليطرحه بالاشارة الى اختبار اسرائيل،‏ وهكذا ماذا كان التأثير في علاقة اسرائيل بيهوه؟‏

      ١٢ وهكذا استطاع يهوه ان يسأل ايضا:‏

      ‏«او قُتل ]امة اسرائيل،‏ او يعقوب[ كقتل قتلاه.‏» (‏اشعياء ٢٧:‏٧‏)‏

      حقا،‏ الآن اصبح ضروريا ان يخاصم يهوه الذين كانوا مرة شعبه المفضل،‏ مطلقا صرخة مخيفة،‏ «بزجر،‏» من القوى الحربية للدولة العالمية البابلية،‏ الثالثة في تاريخ الكتاب المقدس.‏ من هنا الاعلان الالهي:‏

      ‏«بزجر اذ طلَّقتها خاصمتها.‏ ازالها بريحه العاصفة في يوم الشرقية ]ليدل الى الاتجاه الذي منه ستأتي صرخة الزجر الحربية[.‏» (‏اشعياء ٢٧:‏٨‏)‏

      وباجراء تمهيدي كهذا كان سيطلِّق الامة غير الامينة التي كانت مرة كزوجة نموذجية له بصفتها هيئته المنظورة على الارض.‏ والآن فقد كان يطردها من موطنها المعطى من اللّٰه ويطلقها على ايدي الآسرين البابليين الى ارض بعيدة،‏ كما لو انها طُلِّقت موقَّتا.‏ — قارن اشعياء ٥٠:‏١‏.‏

      ١٣ حسب نبوة اشعياء كيف كانت امة اسرائيل ستكفّر عن كسرها عهد اللّٰه؟‏

      ١٣ والآن كان قد اتى الوقت لامة اسرائيل،‏ او يعقوب،‏ لتكفِّر عن «اثمها» بوسيلة اكثر كلفة من الذبائح الحيوانية المقدمة على مذبح الهيكل في اورشليم.‏ هذا ما وصفه يهوه لاجل هيئته المشبهة بزوجة،‏ قائلا:‏

      ‏«لذلك بهذا يُكفَّر اثم يعقوب.‏ وهذا كل الثمر نَزْع خطيته في جعله كل حجارة المذبح كحجارة كلس مكسَّرة.‏ لا تقوم السواري ولا (‏موائد البخور)‏.‏» (‏اشعياء ٢٧:‏٩‏)‏

      وكم سيكون تعبيرا عن الغضب او السخط الالهي اتمام هذه النبوة،‏ وذلك على نحو مبرر!‏ فلن تقوم ثانية السواري الصنمية وموائد البخور داخل امته المؤدَّبة.‏

      ١٤ الى اي نوع من الخراب كانت ارض اسرائيل ستنتهي،‏ وكيف كان يجب التعامل مع تطورها كشجرة مجازية؟‏

      ١٤ واذ يدل على الخراب الذي كان سيأتي على امة اسرائيل القديمة النموذجية هذه المشبهة بزوجة يضيف يهوه:‏

      ‏«لان المدينة الحصينة متوحدة.‏ (‏المرعى)‏ مهجور ومتروك كالقفر.‏»‏

      فالارض التي كانت مرة مزدحمة بالسكان ستُهجر لتصبح مجرد مرعى ولكن موقَّتا.‏

      ‏«هناك يرعى العجل وهناك يربض ويتلف ]يهوه،‏ بواسطة وكالته[ اغصانها.‏ حينما تيبس اغصانها تتكسر فتأتي نساء وتوقدها ]للحرق[.‏» (‏اشعياء ٢٧:‏١٠،‏ ١١‏)‏

      وهكذا فان امة يهوه النموذجية المشبهة بزوجة كانت ستتحول الى مجرد وقود للنار،‏ لان الجنس الانثوي من دون مشقة يكون قويا كفاية للاستفادة مما بقي منها.‏ فيا للحالة المؤسفة التي اليها ستنتهي هيئة اسرائيل النموذجية المشبهة بزوجة!‏ ولكن لماذا يجب اتخاذ مثل هذه الخطوات الساحقة من اله مشبه بزوج كيهوه؟‏ اسمعوا:‏

      ١٥ نظرا الى معاملة يهوه الخصوصية اي نوع من الشعب كان يجب ان تكون امة اسرائيل،‏ ولكن لماذا اصبحوا كالامم عبدة الاوثان؟‏

      ١٥ «لانه ليس شعبا ذا فهم لذلك لا يرحمه صانعه ولا يترأف عليه جابله.‏» (‏اشعياء ٢٧:‏١١‏)‏

      فبكل التدبير الذي كان قد صنعه يهوه لتعليم وتنوير هيئته المشكَّلة بطريقة رائعة كان يجب على الاسرائيليين ان يبرهنوا انهم شعب بذكاء كبير.‏ فكان يجب ان يكونوا اذكياء ومميزين كفاية ليروا بُطل عبادة الوثن،‏ نعم،‏ مميزين كفاية ليدركوا حماقة العبادة الصنمية التي كانت تمارسها الامم الجاهلة خارج علاقة العهد مع الاله الحي الحقيقي الوحيد،‏ يهوه.‏ ولكن نظرا الى كون صانعهم وجابلهم السماوي غير منظور فقد فقدوا الايمان واختاروا ان يلتفتوا الى آلهة منظورة بشرية الصنع،‏ وذلك لسقوطهم.‏ لاجل ذلك فان الرأفة الاضافية والرحمة الالهية نزعت عن شعب عنيد كهذا.‏

      الانقاذ من السبي

      ١٦ لاجل ردّ شعبه الى ماذا كان على يهوه ان يوجه انتباهه؟‏

      ١٦ وهكذا الآن،‏ ليردهم الى عبادته في موطنهم،‏ كان سيصير ضروريا ان يلفت يهوه انتباهه الى ارض بابل التي عبرها تدفق «النهر» الكبير،‏ الفرات.‏ وكان سيمنح الانتباه جنوبا نحو ارض مصر،‏ لانه في مواضع كهذه صار شعبه مسبيين عنه لتأديبهم.‏ وبهذا الخصوص كان على يهوه ان يتمم اعلان قصده التالي:‏

      ‏«ويكون في ذلك اليوم ان (‏يهوه)‏ يجني من مجرى النهر ]الفرات[ الى وادي مصر ]الوادي على الحدود الجنوبية الغربية لارض الموعد[.‏ وأنتم تُلقطون واحدا واحدا يا بني اسرائيل.‏» — اشعياء ٢٧:‏١٢‏،‏ قارن عدد ٣٤:‏٢ و ٥‏.‏

      ١٧ كيف جمع يهوه شعبه من حالة سبيهم،‏ وبأية وسيلة؟‏

      ١٧ ولكي يعيد يهوه شعبه الى موطنهم في يهوذا كان يجب عليه ان يجمع الشعب المسبي كالثمر،‏ وبالتالي ان يحررهم.‏ وهذا ما انجزه بقلب الدولة العالمية لبابل وادخال امبراطورية مادي فارس،‏ الدولة العالمية الرابعة في تاريخ الكتاب المقدس.‏ وقرار الامبراطور الفارسي كورش الكبير في بداية حكمه صدر لتحرير شعب يهوه المسبي ولاعادتهم الى موقع اورشليم القديمة لاعادة بناء هيكل يهوه.‏ وهذه العودة اتت في نهاية الـ‍ ٧٠ سنة للسبي اليهودي،‏ في سنة ٥٣٧ ق م.‏ — اشعياء ٤٥:‏١-‏٧‏.‏

      ١٨ ماذا وجب ان يكون رد فعل المسبيين تجاه قرار تحريرهم؟‏

      ١٨ والاسرائيليون المؤدَّبون في بابل،‏ وايضا في اشور ومصر،‏ كانوا مُلكا ليهوه وقد كان له الحق في ان يجمعهم كالثمر الرمزي من السبي الاكراهي والتشتيت وأن يظهر لهم بالتالي رحمة،‏ لطفا غير مستحق.‏ فكم يجب ان يكون اولئك الاسرائيليون القدماء قد فرحوا بقرار كورش هذا،‏ وكم يجب ان يكونوا قد ظهروا غيورين في الاستفادة كاملا من الفرصة المجيدة المتاحة لهم!‏ فماذا كان هنالك ليقال عن ذلك «اليوم» السعيد؟‏

      ١٩ (‏أ)‏ لمن انبىء بأن يسجد الاسرائيليون الذين كانوا مشتتين في اشور ومصر؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان سيعني ذلك في ما يتعلق بعبادة يهوه في موقع الهيكل الاصلي،‏ وذلك بمعان اضافية لاية امة روحية عصرية؟‏

      ١٩ «ويكون في ذلك اليوم أنه يُضرب ببوق عظيم فيأتي التائهون في ارض اشور والمنفيون في ارض مصر ويسجدون (‏ليهوه)‏ في الجبل المقدس في اورشليم.‏» (‏اشعياء ٢٧:‏١٣‏)‏

      فماذا عنى ذلك سوى اعادة ملأ ارض الموعد بالسكان واعادة بناء الهيكل في اورشليم،‏ المسترد لعبادة جابل وصانع امة اسرائيل التي جرى احياؤها؟‏ وهذا كان سيحدث حسب الكلمات السابقة للنبي اشعياء الواردة في العدد ٦.‏ وأرض شعبه المعاد الى موطنه كانت لتصبح ارضا مكتظة بالسكان،‏ المنهمكين باتحاد في عبادته في هيكله،‏ ولو ان مكان العبادة المسترد هذا ربما لم تكن له عظمة الهيكل الرائع الذي بناه الملك سليمان.‏ وبهذه الطريقة كان ذلك ليرمز الى الاتمام الروحي العصري المتعلق «باسرائيل اللّٰه» في ملأ كل «المسكونة» نتاجا او «ثمارا» مانحة الحياة.‏ — غلاطية ٦:‏١٦،‏ اشعياء ٢٧:‏٦‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a بشكل ممتع يعلق درس الكتاب المقدس للترجمة الاممية الجديدة،‏ اوكسفورد،‏ على لوقا ٢١:‏٢٤‏:‏ «ازمنة الامم ابتدأت بأسر يهوذا من قبل نبوخذنصر (‏٢ أخبار ٣٦:‏١-‏٢١‏)‏.‏ ومنذ ذلك الحين كانت اورشليم،‏ كما قال المسيح مدوسة من الامم.‏»‏

  • ‏«الامة» التي تطعم الملايين المصابين بالجوع
    برج المراقبة ١٩٨٦ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • ‏«الامة» التي تطعم الملايين المصابين بالجوع

      ١ و ٢ (‏أ)‏ اية حاجة حقيقية يجب ان يشعر بها سكان الارض؟‏ (‏ب)‏ الى اي شعب يمكننا ان نتطلع من هذا القبيل؟‏

      البلايين من سكان الارض يجب ان يكونوا جياعا «للطعام» الذي سيغذيهم في سبيل حياة لا نهاية لها هنا على الارض حين تتحول الارض الى فردوس شامل.‏ ولكن الى من او الى اين سيلتفتون؟‏ ان جمهورية اسرائيل لا تحاول اتمام نبوة الكتاب المقدس في اشعياء ٢٧:‏٦ عن ملأ الارض «ثمارا» لفائدة الجنس البشري الدائمة.‏

      ٢ ان امة اسرائيل في القرن الاول لعصرنا الميلادي خسرت تفويضها لافادة كل الجنس البشري.‏ وهكذا الى مجرد بقية صغيرة من اليهود الطبيعيين كان ان المسيا وجَّه كلماته:‏ «دفع اليَّ كل سلطان في السماء وعلى الارض.‏ فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس .‏ .‏ .‏ وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر.‏» (‏متى ٢٨:‏١٨-‏٢٠‏)‏ ولكن ما القول بعد نحو ١٩ قرنا؟‏ مَن في زماننا يفكرون في اتمام اشعياء ٢٧:‏٦‏؟‏ وكيف تشملكم القضية انتم واحباءكم؟‏

      ٣ مَن في قرننا اختبروا «غيظ» اللّٰه المذكور في اشعياء ٢٧:‏٤ ؟‏

      ٣ رغم اننا ابتعدنا عشرات السنين عن الحوادث المعيّنة،‏ يحسن بنا ان نفحص باختصار بعض التطورات في اثناء سنوات الحرب العالمية الاولى.‏ ففي ذلك الوقت كان ليهوه اللّٰه سبب صحيح ليشعر «بالغيظ» على امم العالم المسيحي بسبب انهماكها في ذلك النزاع السافك الدم.‏ (‏قارن اشعياء ٢٧:‏٤‏.‏)‏ وقد فعلوا ذلك عوضا عن تسليم سياداتهم القومية الى اللّٰه العلي عندما تأسس ملكوته في السموات سنة ١٩١٤ بين يدي ابنه الممجد يسوع المسيح.‏ وقد اضافوا وقودا الى غيظه باضطهادهم بقية اسرائيل الروحي،‏ مانعين بتعمُّد تلاميذ الكتاب المقدس المسيحيين الاولياء هؤلاء عن المناداة بحرية بملكوته المؤسس.‏ ولكنّ العديد من بقية اسرائيل الروحي استسلموا في الواقع للضغوط العالمية وهكذا قصّروا في مسؤوليتهم كشعب مختار مأخوذ من نظام الاشياء العالمي هذا.‏ وفي ذلك الحين لم يروا قضية الحياد المطلق تجاه منازعات هذا العالم وهكذا اصبحوا تحت مسؤولية سفك الدم،‏ ولمدة من الوقت استحقوا درجة من «غيظ» اللّٰه ايضا.‏

      ٤ كيف اثر «غيظ» اللّٰه في خدامه المسيحيين،‏ واي درس يمكن ان نتعلمه من ذلك؟‏

      ٤ لو كنتم عائشين آنذاك كيف تفكرون انكم كنتم تتجاوبون ازاء ضغوط زمن الحرب تلك؟‏ يجب عليكم ان تتأملوا في امور كهذه،‏ لانه بفعلكم ذلك يمكن ان ترسخوا قراركم بشأن ما تفعلونه في وجه اية ضغوط للمستقبل.‏ ووقتئذ ربما بدا انه وقت للكف عن المناداة بالملكوت ولاجتناب الانظار.‏ وقد مال كثيرون بهذا الاتجاه،‏ شاعرين بأنه يجب عليهم ببساطة ان ينتظروا تمجيدهم الباكر ليكونوا مع يسوع المسيح المتوَّج.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ ولكنّ تلقي شيء من «غيظ» يهوه كان اختبارا تأديبيا لم يذهب سدى لدى المسيحيين الحقيقيين لتلك الفترة،‏ وهكذا لم يكن بلا ثمر.‏ فقد قوّاهم على العمل المقبل لاعلان يوم انتقام الهنا من ذاك الذي يدعوه النبي اشعياء «لوياثان» في اشعياء ٢٧ حيث نقرأ:‏

      ٥ في الازمنة العصرية كيف لفت يهوه انتباهه الى «لوياثان» المذكور في اشعياء ٢٧:‏١‏؟‏

      ٥ «في ذلك اليوم يعاقب (‏يهوه)‏ بسيفه القاسي العظيم الشديد لوياثان الحية (‏المنزلقة)‏.‏ لوياثان الحية (‏المتلوّية)‏ ويقتل التنين الذي في البحر.‏»‏

      وآنذاك في الازمنة القديمة لفت يهوه انتباهه الى آسري شعبه.‏ وكما لاحظنا سابقا،‏ اشتمل ذلك على امبراطورية بابل وايضا مصر وأشور.‏ (‏اشعياء ٢٧:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فهل يمكنكم ان تروا تطبيقا عصريا للكلمات الرمزية في اشعياء ٢٧:‏١‏؟‏ في الفترة المحيطة بالحرب العالمية الاولى لم يكن شعب اللّٰه اسيرا لاية امة او امبراطورية.‏ ولكن لزم يهوه ان ينتبه الى لوياثان الرمزي،‏ اي الشيطان ابليس.‏ فهو ينزلق بطريقة ماكرة في بحر البشرية ويستعمل امورا على الارض ليهدد او يعوق خدام اللّٰه.‏ — قارن رؤيا ١٧:‏١٥‏.‏

      ٦ و ٧ (‏أ)‏ ماذا في الازمنة العصرية اصبح مثل «الشوك والحسك»؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكننا ان نتوقع بشأنها في المستقبل؟‏

      ٦ وعندما استأنفت بقية اسرائيل الروحي بحماس كرازتهم بالملكوت سنة ١٩١٩ حان ليهوه ان يقول:‏

      ‏«ليس لي غيظ.‏ (‏من يعطيني)‏ الشوك والحسك في القتال (‏فأدوسها)‏ وأحرقها (‏في الوقت ذاته)‏.‏» — اشعياء ٢٧:‏٤‏.‏

      ٧ وبعد اختتام الحرب العالمية الاولى أُقيمت عصبة الامم في رفض لملكوت اللّٰه برئاسة المسيح.‏ ويمكننا تشبيه ذلك «بالشوك والحسك» الموضوعة في طريق يهوه اللّٰه كمانع او عائق.‏ والآن قد حلّت هيئة الامم المتحدة محل تلك العصبة.‏ وبواسطة الامم المتحدة فان مختلف الامم الاعضاء يكشفون عن تصميمهم على الوقوف ضد ملكوت المسيح المنادى به وعن قصدهم الاحتفاظ بسيادتهم العالمية.‏ وفي «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء» في هرمجدون سيدوس مجازيا كل «الشوك والحسك،‏» ساحقا اياها وأخيرا محرقا اياها كما لو كان لتحويلها الى مجرد رماد.‏ وهكذا سيظهر من هو حقا المتسلط الكوني.‏ فيمكنكم اذاً ان تروا انه حتى ولو لم تكونوا احياء بين المسيحيين الممسوحين آنذاك حوالى الحرب العالمية الاولى يمكن ان تتأثروا — للخير او للشر — بالنتائج الاخيرة للحوادث المناظرة لاشعياء ٢٧:‏١ .‏ — رؤيا ١٦:‏١٤-‏١٦؛‏ ١٧:‏١–‏١٨:‏٤‏.‏

      التمسك بحصن يهوه

      ٨ على ماذا تتكل امم كثيرة اليوم؟‏

      ٨ يتكل اعضاء الامم المتحدة على قوتهم الخاصة ويثقون بحصنهم البشري الصنع.‏ ومع ذلك فان ثقتهم به لم تكن قوية كفاية لتمنعهم من اختراع الاسلحة الاكثر فتكا،‏ ذروة الاسلحة الحربية،‏ القنبلة النووية.‏ وعلى الارجح فان الخوف من الثأر باستعمال القنبلة النووية هو ما يمنعهم،‏ وليس الامم المتحدة.‏

      ٩،‏ ١٠ لماذا من الحكمة ان نتكل على «حصن» آخر؟‏

      ٩ ولكن،‏ كما لاحظنا،‏ فان ما يهدد حقا استمرار وجود الامم هو «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء.‏» فماذا تستطيع الامم ان ترجو فعله ضد اللّٰه القادر على كل شيء،‏ الذي وضع القوة الرهيبة داخل نواة كل ذرة من المادة؟‏ يمكنكم ان تقتنعوا جيدا بأن الخالق هو بشكل لا يقارن اكثر قوة من الامم بكل اسلحتها.‏ فالذين يقدّرون هذه الحقيقة — وشهود يهوه يقدّرونها — لديهم ملجأ واحد فقط متوافر.‏ وهذا ما يتضح في كلمات يهوه الاضافية:‏

      ‏«او يتمسك بحصني فيصنع (‏سلاما)‏ معي.‏ (‏سلاما)‏ يصنع معي.‏» (‏اشعياء ٢٧:‏٥‏)‏

      فما من وكالة بشرية هي الحصن للالتجاء اليه طلبا للامن او الوقاية من الحرب على الارض،‏ وبالتأكيد ليست اية منها هي الحصن لتهرب اليه عائلات الارض للبقاء بأمان.‏

      ١٠ تعلمون على الارجح ان اناسا كثيرين اليوم يصبحون متورطين عاطفيا في المناظرات والحركات المتعلقة بالاسلحة النووية ونزع السلاح.‏ والمحزن ان ذلك يحوّل انتباههم عن الحقيقة القائلة ان حرب اللّٰه القادر على كل شيء في هرمجدون والتي لا مفرّ منها هي ما يهدد بدمار كل الامم.‏ فاذا قدَّرتم هذه الحقيقة،‏ عند ذلك فان المسلك الحكيم لكم يشتمل على الالتفات الى يهوه.‏ و«حصنه» هو الشيء الذي يجب على جميع طالبي الامان ان يتمسكوا به،‏ اي مقتناه الذي لا ينضب من القوة.‏ وكامل هيئة الشيطان ابليس لن تكون قادرة على الانتصار على الفرد المسيحي الذي يتمسك بهذا «الحصن.‏»‏

      ١١ كيف يمكننا ان نطبق كلمات يسوع في لوقا ١٤:‏٣١-‏٣٣ اذ نتمسك «بحصن» اللّٰه؟‏

      ١١ ويهوه،‏ وجيوشه برئاسة القائد يسوع المسيح،‏ هم الآن اذا جاز التعبير سائرون قدما.‏ واذ لا يزالون على شيء من البعد فان المسلك الذي يمليه العقل السليم،‏ ان لم تكن الحكمة الحقيقية،‏ هو ان يرسل الشخص بلغة مجازية بعثة سلام امامه وأن يطلب السلام نظرا الى الفرق الغامر.‏ وقائد جنود يهوه الذي لا يقهر نصح بمسلك كهذا عندما كان هنا على الارض.‏ (‏لوقا ١٤:‏٣١-‏٣٣‏)‏ واذا فحصتم بتدقيق ما قاله يسوع هنا ترون انه ربط ذلك بموقفنا من «اموالنا.‏» وسواء كنا نعيش في بلد متقدم ومزدهر او كنا نعيش في احد بلدان العالم الثالث حيث يتطلب صراعا حقيقيا نيل الامن المالي يجب ان ندقق في نظرتنا.‏ فاسألوا نفسكم:‏ هل اتكل حقا على قوة يهوه كحصن لي ام ادع «الاموال» تحتل المكان الاكثر بروزا؟‏ بهذا الخصوص اقرأوا لوقا ١٢:‏١٥-‏٢١‏.‏

      ١٢ اي دليل هنالك على ان الكثيرين اليوم يتمسكون بقوة يهوه؟‏

      ١٢ وحول الارض فان آلافا عديدة من شهود يهوه قد التفتوا دون قيد ولا شرط الى يهوه،‏ طالبين السلام معه.‏ والكثيرون يرتبون شؤونهم ليخصصوا عشرات الساعات كل شهر لنشاط التلمذة.‏ وكل من يبذل نفسه حقا في خدمة يهوه يكون في وضع ليختبر «سلام اللّٰه» الموعود به الذي يفوق كل فكر وفهم بشري.‏ (‏فيلبي ٤:‏٧‏)‏ واذ لا يزال هنالك وقت فانهم يواظبون على مساعدة الآخرين ليدخلوا الى هذا الترتيب السلمي ليهوه الجنود.‏ فأي مكان يحتله عمل منقذ للحياة كهذا في حياتكم؟‏

      ملأ «المسكونة ثمارا»‏

      ١٣ ماذا تدل عليه اشعياء ٢٧:‏٦ يمكن توقعه في زماننا؟‏

      ١٣ ماذا وجب ان يكون الدور العالمي لاسرائيل الروحي بعد ردّه الى الرضى الالهي عقب الحرب العالمية الاولى؟‏ هذا ما تدلنا عليه هذه الكلمات التي تبهج القلب لاشعياء ٢٧:‏٦‏:‏

      ‏«في المستقبل يتأصل يعقوب.‏ يزهر ويفرع اسرائيل ويملأون وجه المسكونة ثمارا.‏»‏

      افحصوا حقيقة هذه الكلمات اليوم.‏ ان فعل ذلك سيعطيكم سببا اضافيا لتصيروا واحدا من شعب اللّٰه او،‏ اذا كنتم الآن كذلك،‏ لتصيروا ايضا على نحو ثابت اكثر تصميما على البقاء بين العباد الحقيقيين مهما نشأ من امتحانات او مشاكل.‏

      ١٤ كيف وجدت اشعياء ٢٧:‏٦ اتماما في شعب اللّٰه؟‏

      ١٤ ان حالة كتلك المنبأ بها في اشعياء ٢٧:‏٦ توجد على نحو متزايد بين عباد يهوه منذ السنة ١٩١٩ حين جرى عقد المحفل العام الاول لشهود يهوه في سيدر بوينت،‏ اوهايو.‏ مثلا،‏ بعد ذلك بوقت غير طويل كان ان ابتدأت جمعية برج المراقبة بطبع مجلتها الجديدة،‏ «العصر الذهبي،‏» التي تسمى الآن «استيقظ!‏» وكان كما لو ان يهوذا الروحي تأصل آنئذ.‏

      ١٥ اي أمل مثير جرى تقديمه للعباد الحقيقيين ابتداء من السنة ١٩١٨ ؟‏

      ١٥ وهكذا،‏ ففي السنوات الافتتاحية للتحرير والاعادة الى رضى يهوه،‏ ابتدأ المسيحيون الحقيقيون يزهرون بصفتهم «غرس (‏يهوه)‏.‏» (‏اشعياء ٦١:‏٣‏)‏ وفي السنة ١٩١٨،‏ السنة الاخيرة للحرب العالمية الاولى،‏ ألقى ج.‏ ف.‏ رذرفورد المحاضرة المدهشة «ملايين من الاحياء الآن لن يموتوا ابدا.‏» وبمجرد بقية صغيرة من التلاميذ المولودين من الروح للملك المتوَّج،‏ يسوع المسيح،‏ الباقين على الارض ليتعهدوا العمل المعين من اللّٰه الذي انتقل عند ذلك اليهم،‏ هل كان ذلك مغالاة في تقدير الامور؟‏

      ١٦ (‏أ)‏ كيف تجاوبت البقية مع الآمال الموضوعة امامهم؟‏ (‏ب)‏ اية «ثمار» فرحوا بها،‏ وبأية نتائج؟‏

      ١٦ وكيف كان يهوه سيستخدم مسيحيين كهؤلاء ليملأ وجه «المسكونة ثمارا»؟‏ لقد اخذت بقية اسرائيل الروحي المبادرة،‏ ولكن ماذا عن «الثمار» التي بها كان يجب ملأ المسكونة؟‏ لقد وجدت البقية «الثمار،‏» التي اشتملت على بشارة ملكوت يهوه المؤسس بين يدي المسيح،‏ طيبة المذاق ومغذية حتى انهم ارادوا ان يشتركوا فيها مع رفقائهم البشر.‏ وكان يهوه قد انبأ ان الصغير سيصير ألفا والحقير امة قوية،‏ وقد تبرهن ان ذلك لم يكن سوء تقدير من جهة اللّٰه.‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٢٢‏)‏ فسرعان ما انضم الى بقية اسرائيل الروحي «جمع كثير» من «الخراف الاخر» للراعي الصالح،‏ يسوع المسيح.‏ — رؤيا ٧:‏٩-‏١٧،‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ بماذا يمكنكم ان تشهدوا في ما يتعلق بملأ «وجه المسكونة ثمارا»؟‏

      ١٧ قد تكونون مدركين للحالة بالنسبة الى المسيحية الحقة اليوم.‏ فجمعية برج المراقبة لديها الآن ٩٤ فرعا حول الكرة الارضية.‏ والجماعات النشيطة المنظمة لشهود يهوه يبلغ عددها الآن حوالى ٠٠٠،‏ ٤٨ جماعة،‏ وهذه توجد في ٢٠٣ بلدان.‏ والفضل في ذلك كله يعود الى الاله الحقيقي،‏ وهذه التطورات الجديرة بالملاحظة تقوم تبرئة لكلمته المعصومة من الخطأ في حين ان «المنتهى،‏» كما انبىء به في متى ٢٤:‏١٤‏،‏ لم يأت بعد.‏

      ١٨ نعم،‏ هنالك ما يقارب الثلاثة ملايين من المسيحيين العاملين مع جمعية برج المراقبة حول الكرة الارضية.‏ وهذه الملايين هي بشكل رئيسي من «الخراف الاخر» للمسيح،‏ الذين لزمن طويل ينجزون القسط الاعظم من عمل الشهادة العالمي،‏ وفرح يهوه كان قوتهم او حصنهم.‏ (‏نحميا ٨:‏١٠‏)‏ لذلك لدى كل واحد منا اليوم الفرصة ليمتلىء جيدا روحيا وليساهم في ملأ «وجه المسكونة ثمارا.‏»‏

      ١٩ بماذا يمكنكم ان تتمتعوا بالنسبة الى «المسكونة،‏» وكيف تشعرون ازاء ذلك؟‏

      ١٩ يمكننا ان نكون على يقين من ان يهوه لن يسمح ابدا بأن يجري تدمير «الثمار» الحالية «للمسكونة،‏» حقل نشاط شهوده.‏ وعمل شهوده الكارزين لن يكون ابدا قد أُنجز عبثا!‏ والنتاج الروحي او «الثمار،‏» كما ينميها المسيحيون الحقيقيون،‏ هي لاطعام كل الذين يريدون ان يستفيدوا منها.‏ وسيشمل ذلك في الوقت المعين البلايين من الموتى البشر الذين يقامون في ظل ملك يسوع المسيح الالفي.‏ تصوروا ما يمكن ان يعنيه ذلك لكم في المستقبل!‏ ففي الوقت المعين سيقام الكثيرون من الاسرائيليين الطبيعيين للازمنة الماضية.‏ والبعض منهم ربما كانت لهم علاقة بالاتمام الاول للنبوة في اشعياء الاصحاح ٢٧‏.‏ ألا يكون فاتنا ان تكونوا احياء آنذاك مما يمكنكم من ان تشرحوا كيف ساهمتم في الملأ العصري والاوسع للمسكونة بالثمار؟‏ — قارن رؤيا ٢٢:‏٢ و ٣‏.‏

      مسلك «لوياثان» يأتي الى نهاية

      ٢٠ ماذا يكمن امام «لوياثان،‏» وبأية نتيجة في ما يتعلق بسلطان اللّٰه؟‏

      ٢٠ ومصر المجازية آنذاك،‏ النظام الشرير الحاضر الذي يسوده الشيطان ابليس كاله له،‏ لن توجد.‏ فسيكون يهوه قد لفت انتباهه الى لوياثان الرمزي،‏ الحية المنزلقة المتلوّية التي هي في وسط بحر البشرية.‏ فهو مع الامم،‏ وحتى اتحادات الامم سيكون قد ولّى.‏ وهو لن يكون في الجوار كمفسد حرّ نشيط للجنس البشري الذي لاجله مات يسوع المسيح.‏ (‏اشعياء ٢٧:‏١‏)‏ نعم،‏ سيكون الشيطان ابليس مطروحا في المهواة خلال الملك الالفي ليسوع المسيح،‏ ابن داود والوريث الشرعي للملكوت.‏ والاسرائيليون الروحيون الـ‍ ٠٠٠،‏ ١٤٤ سيكونون وارثين في السماء معه،‏ الاسد المجازي لسبط يهوذا.‏ (‏رومية ٨:‏١٦،‏ ١٧،‏ رؤيا ٥:‏٥ و ٩،‏ ١٠؛‏ ٧:‏١-‏٤‏)‏ وسيكون يهوه اللّٰه العلي قد تبرأ الى الابد بصفته الرب المتسلط في الكون.‏ وهيئة يهوه الكونية في السماء وعلى الارض ستختبر بفرح السلام والانسجام الدائم.‏ فالى وقت لا نهاية له،‏ وحتى الى الابد،‏ سيفرح يهوه بهيئته الكونية الموحَّدة.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة