-
الجزء ١٤: ٦٢٢ بم فصاعدا — التسليم لمشيئة اللّٰهاستيقظ! ١٩٨٩ | تشرين الاول (اكتوبر) ٨
-
-
وبالفعل، في غضون قرن بعد موت محمد، امتدت امبراطورية عربية، اوسع من الامبراطورية الرومانية في اوجها، من الهند عبر شمال افريقيا الى اسبانيا، مساعدة على نقل الاختراعات التي اغنت الحضارة الغربية. وحققت اسهامات بارزة في حقول القانون، الرياضيات، علم الفلك، التاريخ، الادب، الجغرافيا، الفلسفة، فن العمارة، الطب، الموسيقى، والعلوم الاجتماعية.
كَنَيْزك تبدَّد سريعا
«كانت الفتوحات العربية النتاج المباشر لكرازة محمد،» يقول اطلس كولنز لتاريخ العالم. وطبعا، ساهمت عوامل اخرى ايضا في التوسُّع الاسلامي. مثلا، ان الصراعات الدينية بين مسيحيي بيزنطة وزرادشتيي فارس اعمتهما كليهما عن التقدُّم العربي.
والمجاهدة لجعل امبراطورية مترامية الاطراف متماسكة بواسطة الدين لم تكن شيئا جديدا. ولكنّ «المسلمين كانوا مقتنعين بأنهم يملكون في القرآن تعبيرا نهائيا ولا يقبل الجدل عن الحق،» يشرح المؤلف دزموند سْتُووارت. فصاروا راضين عن انفسهم، «معتقدين ان كل ما يستحق العلم انما صار معلوما، وأن افكار غير المسلمين كانت دون اهمية.» وكانت التغييرات «تُقاوَم بعناد.»
وبناء على ذلك، بحلول القرن الـ ١١، كانت الامبراطورية في انحطاط. وسْتُووارت يشبِّهها بِـ «نيزك مندفع عبر سماء الليل . . . بدَّدت حيويتُه نفسَها سريعا.» وهكذا فإن هذا الدين، الذي خلق احساسا بالاخوَّة وقدَّم طريقة سهلة نسبيا للاقتراب الشخصي الى اللّٰه، ساهم فعليا في سقوط الامبراطورية عينها التي ساعد مرة على خلقها. وبسرعة نهوضها هكذا على عجل كان زوالها. وماتت الامبراطورية، ولكنّ دينها بقي حيا.b
-
-
الجزء ١٤: ٦٢٢ بم فصاعدا — التسليم لمشيئة اللّٰهاستيقظ! ١٩٨٩ | تشرين الاول (اكتوبر) ٨
-
-
b ان النظرة الشائعة بأن الاسلام هو على نحو تام دين عربي غير صحيحة. فمعظم مسلمي الوقت الحاضر غير عرب. ولاندونيسيا، اكثر البلدان الاسلامية اكتظاظا بالسكان، ١٥٠ مليون مشايع.
-