-
اسبانيا المغربية — تراث جدير بالملاحظةاستيقظ! ١٩٨٩ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
الاسلام — ‹شريط انتقال للتكنولوجيا›
ان الاحتلال المغربي لاسبانيا كانت ستصير له نتائج دائمة لسائر اوروبا ايضا. وخصوصا خلال الفترة التي فيها كانت ممالك العالم المسيحي في شمال اسبانيا تقوم تدريجيا بضمّ الولايات الاسلامية الى الجنوب خدمت اسبانيا المغربية كوسيط بين الشرق والغرب، مسهِّلة انتشار الحضارة والعلم والتكنولوجيا الشرقية في كل مكان من اوروبا وأبعد منها. (انظروا الاطار، الصفحة ٢٣.)
واذ تشرح هذه العملية تذكر دائرة المعارف البريطانية: «تكمن اهمية الاسلام في استيعاب العرب للانجازات العلمية والتكنولوجية للحضارة الهلِّينية، التي اليها اضاف اضافات مهمة، فأصبح ذلك بكامله متوافرا للغرب بواسطة المغاربة في اسبانيا.
«وزوَّد الاسلام ايضا شريط انتقال لبعض تكنولوجيا الحضارات القديمة لشرق وجنوب آسيا، وخصوصا تلك التي للهند والصين.»
والاثر المهم للحضارة المغربية في غربي اوروبا يمكن رؤيته بسهولة بالكلمات الكثيرة من مختلف الحقول في الانكليزية (ولغات اوروبية اخرى) المشتقة من العربية: algebra (الجبر)، zero (صفر)، alcohol (الكحول)، alkali (القِلي)، lemon (ليمون)، orange (نارَنْج)، sugar (سكر)، adobe (الطوب)، alcove (القُبَّة)، tariff (تعريف)، magazine (مخازن)، jar (جرَّة)، mattress (مَطْرَح)، sofa (صُفَّة).
والعلماء المسلمون أصغوا حرفيا الى نصح نبيهم، ‹اطلبوا الحكمة ولو وُجدت في الصين.› فبعض التكنولوجيا الجديدة اتى فعلا من الصين.
-
-
اسبانيا المغربية — تراث جدير بالملاحظةاستيقظ! ١٩٨٩ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
[الاطار في الصفحة ٢٣]
العرب — جسر بين الشرق والغرب
الحرير والورق. عندما فتح العرب جزءا كبيرا من آسيا الصغرى وجدوا ان عملية صنع الحرير كانت قد تطورت هناك على نطاق محدود بسبب الاتصال السابق بالصين. فانتشرت في ما بعد في كل مكان من العالم الاسلامي، اذ على الارجح وصلت بحلول القرن التاسع الى اسبانيا، التي صارت البلد الاوروبي الاول في صنع الحرير.
والاهم ايضا كان اكتشاف كيفية انتاج الورق. ويقال ان سجينا صينيا أسره العرب علَّمهم فن صنع الورق من الخِرَق. واذ جرى تصنيعه في دمشق عند نهاية القرن الثامن سرعان ما حل محل ورق البردي في كل مكان من الامبراطورية الاسلامية. وقبل مرور وقت طويل جرى انتاجه في اسبانيا، ونتيجة لهذه العملية الجديدة كانت هنالك زيادة عظيمة في انتاج الكتب في قرطبة والمدن الاسبانية الاخرى.
وانتشرت التكنولوجيا من اسبانيا الى اجزاء اخرى من اوروبا، وفعلا سهَّل استعمال الورق تطوير آلة الطبع في القرن الـ ١٥.
والابتكارات الشرقية الاخرى كالطاحونة الهوائية واستخدام البارود وَجَدت طريقها ايضا الى اوروبا، وكما يظهر بواسطة ‹شريط الانتقال› الاسلامي هذا.
-