-
الايمان الحقيقي طريقك الى السعادةالايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
اَلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ طَرِيقُكَ إِلَى ٱلسَّعَادَة
-
-
صفحة العنوان/صفحة الناشرينالايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
صفحة العنوان/صفحة الناشرين
اَلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ طَرِيقُكَ إِلَى ٱلسَّعَادَة
ان هذه المطبوعة غير مخصصة للبيع، وإصدارها يندرج في إطار عمل عالمي لنشر ثقافة الكتاب المقدس تدعمه الهبات الطوعية.
لتقديم تبرُّع، ادخل إلى donate.jw.org
اقتباسات الآيات هي من الكتاب المقدس — ترجمة العالم الجديد، إلا اذا أُشير الى غير ذلك.
طبعة آب (أغسطس) ٢٠٢٢
(A-rk) Arabic
2012 ©
Monominoto Seisho Sasshi Kyokai
Photo Credits: Page 13, bottom: © GUIZIOU Franck/age fotostock; page 25, globe: Based on NASA/Visible Earth imagery
-
-
المحتوياتالايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
اَلْمُحْتَوَيَاتُ
اَلْجُزْءُ
١ هَلْ يَهْتَمُّ ٱللّٰهُ بِنَا؟
٢ مَا هُوَ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟
٣ نَصَائِحُ عَمَلِيَّةٌ تُحَسِّنُ ٱلْحَيَاةَ
٥ تَقْدِيرُ صِفَاتِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي لَا مَثِيلَ لَهَا
٦ مَا هُوَ قَصْدُ ٱللّٰهِ لِلْأَرْضِ؟
٧ وُعُودُ ٱللّٰهِ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ
٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْمَسِيحِ
١٠ اَلْكَشْفُ عَنْ عَدُوِّ ٱلْإِيمَانِ ٱلْحَقِيقِيِّ
١١ مَنْ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلْيَوْمَ؟
١٢ أَظْهِرْ أَنَّ لَدَيْكَ إِيمَانًا حَقِيقِيًّا
١٣ اَلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّعَادَةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ
-
-
المقدمةالايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
المقدمة
هَلْ فَكَّرْتَ يَوْمًا فِي هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ؟
مَا هِيَ ٱلْحَقِيقَةُ عَنِ ٱللّٰهِ؟
كَيْفَ تَعِيشُ حَيَاةً عَائِلِيَّةً سَعِيدَةً؟
لِمَ ٱلْعَالَمُ مَلْآنٌ بِٱلْمَشَاكِلِ؟
لِمَ يَسْمَحُ ٱللّٰهُ بِٱلْأَلَمِ؟
مَا هُوَ قَصْدُ ٱللّٰهِ لِلْأَرْضِ؟
أَيْنَ هُمُ ٱلْمَوْتَى؟
كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلْمَلَائِكَةُ فِينَا؟
كَيْفَ تَقْتَرِبُ إِلَى ٱللّٰهِ؟
وَجَدَ مَلَايِينُ ٱلنَّـاسِ أَجْوِبَةً مُقْنِعَةً عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ بِدَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَبِإِمْكَانِكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَجِدَ هٰذِهِ ٱلْأَجْوِبَةَ.
إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ أَكْثَرَ، فَتَفَضَّلْ بِزِيَارَةِ مَوْقِعِنَا www.jw.org أَوِ ٱتَّصِلْ بِٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي أَعْطَاكَ هٰذِهِ ٱلْكُرَّاسَةَ.
-
-
هل يهتم اللّٰه بنا؟الايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ١
هَلْ يَهْتَمُّ ٱللّٰهُ بِنَا؟
اَلْعَالَمُ ٱلْيَوْمَ مَلْآنٌ بِٱلْمَشَاكِلِ. فَمَلَايِينُ ٱلنَّاسِ يَتَأَلَّمُونَ بِسَبَبِ ٱلْحُرُوبِ، وَٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ، وَٱلْأَمْرَاضِ، وَٱلْفَقْرِ، وَٱلْفَسَادِ، وَٱلشُّرُورِ ٱلْأُخْرَى. وَرُبَّمَا أَنْتَ أَيْضًا تُوَاجِهُ ٱلْهُمُومَ كُلَّ يَوْمٍ. فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُسَاعِدَنَا؟ هَلْ مِنْ أَحَدٍ يَهْتَمُّ بِنَا؟
مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ لَنَا أَقْوَى بِكَثِيرٍ مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْأُمِّ لِطِفْلِهَا
نَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ ٱللّٰهَ يَهْتَمُّ بِنَا حَقًّا. فَهُوَ يَقُولُ: «هَلْ تَنْسَى ٱلْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلَا تُشْفِقَ عَلَى ٱبْنِ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هٰؤُلَاءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لَا أَنْسَاك».a
أَلَا تُرِيحُكَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ؟ فَفِي حِينِ أَنَّ مَحَبَّةَ ٱلْأُمِّ لِطِفْلِهَا مِنْ أَقْوَى ٱلْمَشَاعِرِ ٱلْإِنْسَانِيَّةِ، مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ لَنَا أَقْوَى بِكَثِيرٍ. نَعَمِ، ٱللّٰهُ لَنْ يَتْرُكَنَا أَبَدًا! وَفِي ٱلْوَاقِعِ، قَدَّمَ لَنَا مُسَاعَدَةً رَائِعَةً. كَيْفَ؟ عِنْدَمَا أَرَانَا ٱلطَّرِيقَ إِلَى ٱلسَّعَادَةِ: اَلْإِيمَانَ ٱلْحَقِيقِيَّ.
إِنَّ ٱمْتِلَاكَ ٱلْإِيمَانِ ٱلْحَقِيقِيِّ يُعْطِيكَ ٱلسَّعَادَةَ. فَهُوَ يُمَكِّنُكَ مِنْ تَجَنُّبِ مَشَاكِلَ كَثِيرَةٍ وَٱلتَّعَايُشِ مَعَ تِلْكَ ٱلَّتِي لَا مَهْرَبَ مِنْهَا. وَيُقَرِّبُكَ أَيْضًا مِنَ ٱللّٰهِ، فَتَنْعَمُ بِرَاحَةِ ٱلْبَالِ وَيَمْلَأُ ٱلسَّلَامُ قَلْبَكَ. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، يُؤَدِّي بِكَ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ إِلَى ٱلتَّمَتُّعِ بِمُسْتَقْبَلٍ جَمِيلٍ: حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ فِي ٱلْجَنَّةِ!
وَلٰكِنْ مَا هُوَ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟ وَكَيْفَ تُنَمِّيهِ؟
a اُنْظُرْ إِشَعْيَا ٤٩:١٥ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. إِنَّ هٰذِهِ ٱلْأَسْفَارَ مُقَسَّمَةٌ إِلَى إِصْحَـاحَـاتٍ وَآيَـاتٍ. لِذَا تُشِيرُ إِشَعْيَا ٤٩:١٥ إِلَى ٱلْإِصْحَاحِ ٤٩ مِنْ سِفْرِ إِشَعْيَا، ٱلْآيَةِ ١٥.
-
-
ما هو الايمان الحقيقي؟الايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ٢
مَا هُوَ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟
اَلْإِيمَانُ، مِثْلُ ٱلنُّقُودِ، لَا قِيمَةَ لَهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ حَقِيقِيًّا
اَلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ مُجَرَّدِ ٱلْإِيمَانِ بِوُجُودِ ٱللّٰهِ. فَمَلَايِينُ ٱلنَّاسِ يُؤْمِنُونَ بِٱللّٰهِ، إِلَّا أَنَّهُمْ يَعْمَلُونَ عَمْدًا أَعْمَالًا شِرِّيرَةً. إِنَّ «إِيمَانًا» كَهٰذَا كَٱلنُّقُودِ ٱلْمُزَوَّرَةِ. فَهِيَ تَبْدُو حَقِيقِيَّةً لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَاقِعِ بِلَا قِيمَةٍ. إِذًا، مَا هُوَ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟
اَلْإِيمَـانُ ٱلْحَقِيـقِـيُّ مُؤَسَّسٌ عَلَى مَعْـرِفَـةٍ دَقِيقَةٍ لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَهٰذِهِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلَّتِي أَوْحَى بِهَـا ٱللّٰهُ تُخْبِرُنَا ٱلْحَقِيقَةَ عَنْهُ وَتُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلتَّعَرُّفِ بِهِ. وَهِيَ تَكْشِفُ لَنَا شَرَائِعَهُ، مَقَاصِدَهُ، وَتَعَالِيمَهُ. وَمِنْ هٰذِهِ ٱلتَّعَالِيمِ:
اَللّٰهُ وَاحِدٌ وَلَا يُسَاوِيهِ أَحَدٌ.
يَسُوعُ (ٱلَّذِي يُدْعَى أَيْضًا عِيسَى) لَيْسَ ٱللّٰهَ ٱلْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. إِنَّهُ نَبِيٌّ لِلّٰهِ.
اَللّٰهُ يُحَرِّمُ عِبَادَةَ ٱلْأَصْنَامِ بِكُلِّ أَشْكَالِهَا.
اَلْبَشَرُ سَيُحَاسَبُونَ فِي يَوْمِ ٱلدِّينِ.
أَعْدَادٌ ضَخْمَـةٌ مِـنَ ٱلْأَمْوَاتِ سَيُقَامُونَ إِلَى ٱلْجَنَّةِ.
اَلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْقِيَامِ بِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ. وَهٰـذِهِ ٱلْأَعْمَالُ تُكَرِّمُ ٱللّٰهَ وَتُفِيدُنَا نَحْنُ وَٱلْآخَرِينَ. وَهِيَ تَشْمُلُ:
عِبَادَةَ ٱللّٰهِ.
تَنْمِيَةَ صِفَاتٍ تُرْضِي ٱللّٰهَ، وَخُصُوصًا ٱلْمَحَبَّةَ.
رَفْضَ ٱلْأَفْكَارِ وَٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ.
اَلْحِفَاظَ عَلَى ٱلْإِيمَانِ بِٱللّٰهِ رَغْمَ ٱلْمَشَاكِلِ وَٱلصُّعُوبَاتِ.
تَعْلِيمَ ٱلْآخَرِينَ عَنِ ٱللّٰهِ.
اَلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ يُـنْتِجُ أَعْمَالًا جَيِّدَةً
كَيْفَ تُنَمِّي ٱلْإِيمَانَ ٱلْحَقِيقِيَّ؟
تَنْمُو ٱلْعَضَلَةُ بِٱسْتِعْمَالِهَا، وَكَذٰلِكَ ٱلْإِيمَانُ
اُطْلُبِ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنَ ٱللّٰهِ. صَلَّى ٱلنَّبِيُّ مُوسَى إِلَى ٱللّٰهِ قَائِلًا: «عَرِّفْنِي طُرُقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ لِكَيْ أَنَالَ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْكَ».a فَسَمِعَ ٱللّٰهُ صَلَاتَهُ وَٱسْتَجَابَ لَهُ. وَصَارَ مُوسَى مِثَالًا بَارِزًا فِي ٱلْإِيمَانِ. أَنْتَ أَيْضًا سَيُسَـاعِدُكَ ٱللّٰهُ عَلَى تَنْمِيَـةِ ٱلْإِيمَانِ ٱلْحَقِيقِيِّ.
خَصِّصِ ٱلْوَقْتَ لِدَرْسِ ٱلْأَسْفَـارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. إِنَّ هٰذِهِ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُوحَى بِهَا، بِمَا فِيهَا ٱلتَّوْرَاةُ وَٱلْمَزَامِيرُ (ٱلزَّبُورُ) وَٱلْإِنْجِيلُ، هِيَ «ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ» ٱلَّذِي يُعْتَبَرُ أَكْثَرَ ٱلْكُتُبِ تَرْجَمَةً وَتَوْزِيعًا فِي ٱلْعَالَمِ. فَهَلْ لَدَيْكَ نُسْخَةٌ مِنْ هٰذَا ٱلْكِتَابِ؟
طَبِّقْ نَصَائِحَ ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةِ فِي حَيَاتِكَ ٱلْيَوْمِيَّةِ. تَنْمُو ٱلْعَضَلَةُ بِٱسْتِعْمَالِهَا، وَكَذٰلِكَ ٱلْإِيمَانُ. فَإِيمَانُكَ سَيَنْمُو وَيَقْوَى فِيمَا تَعْمَلُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَهُ. وَعِنْدَئِذٍ تَرَى أَنْتَ بِنَفْسِكَ أَنَّ نَصَائِحَ ٱللّٰهِ نَافِعَةٌ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، إِنَّ ٱلنَّصَائِحَ ٱلْعَمَلِيَّةَ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي ٱلْأَسْفَـارِ ٱلْمُقَدَّسَـةِ حَسَّنَتْ حَيَاةَ أَعْدَادٍ كَبِيرَةٍ مِنَ ٱلنَّاسِ. نَدْعُوكَ أَنْ تُتَابِعَ ٱلْقِرَاءَةَ لِتَتَأَمَّلَ فِي بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ.
a خروج ٣٣:١٣.
-
-
نصائح عملية تحسن الحياةالايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ٣
نَصَائِحُ عَمَلِيَّةٌ تُحَسِّنُ ٱلْحَيَاةَ
تَخَيَّلْ أَنَّ طَبِيبًا جَدِيدًا ٱنْتَقَلَ إِلَى مِنْطَقَتِكَ. فِي ٱلْبِدَايَةِ، رُبَّمَا تَخَافُ مِنَ ٱلْأَخْذِ بِرَأْيِهِ. وَلٰكِنْ مَا ٱلْقَوْلُ إِذَا طَلَبَ بَعْضُ أَصْدِقَائِكَ مُسَاعَدَتَهُ وَتَحَسَّنَتْ صِحَّتُهُمْ تَحَسُّنًا كَبِيرًا؟ أَلَا تُفَكِّرُ فِي ٱسْتِشَارَتِهِ أَنْتَ أَيْضًا؟
تُشْبِهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِلَى حَدٍّ مَا هٰذَا ٱلطَّبِيبَ. فَبَعْضُ ٱلنَّاسِ يَتَرَدَّدُونَ فِي ٱسْتِشَارَتِهَا. وَلٰكِنْ عِنْدَمَا يُطَبِّقُونَ ٱلنَّصَائِحَ ٱلْحَكِيمَةَ ٱلْمَذْكُورَةَ فِيهَا، يَشْعُرُونَ بِتَحَسُّنٍ كَبِيرٍ فِي حَيَاتِهِمْ. تَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ.
حَلُّ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلزَّوْجِيَّةِ
تَتَذَكَّرُ فَاتِنُ:a «فِي بِدَايَةِ زَوَاجِي، شَعَرْتُ أَنَّ زَوْجِي، كَرِيمًا، يُهْمِلُنِي. فَخَابَ أَمَلِي. لِذَا غَالِبًا مَا كُنْتُ أَشْتُمُهُ وَأَصْرُخُ فِي وَجْهِهِ، أَرْمِيهِ بِأَشْيَاءَ مُخْتَلِفَةٍ، وَأَضْرِبُهُ أَيْضًا. وَأَحْيَانًا كُنْتُ أَغِيبُ عَنِ ٱلْوَعْيِ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِي.
«عِنْدَمَا بَدَأَ كَرِيمٌ يَدْرُسُ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ، سَخِرْتُ مِنْهُ. لٰكِنَّنِي كُنْتُ أَسْمَعُ خِفْيَةً مَا يُقَالُ خِلَالَ دَرْسِهِ وَأَنَا فِي ٱلْغُرْفَةِ ٱلْمُجَاوِرَةِ. وَذَاتَ يَوْمٍ، سَمِعْتُ هَاتَيْنِ ٱلْآيَتَيْنِ: ‹لِتَخْضَعِ ٱلزَّوْجَاتُ لِأَزْوَاجِهِنَّ كَمَا لِلرَّبِّ› وَ ‹يَجِبُ أَنْ تَحْتَرِمَ ٱلزَّوْجَةُ زَوْجَهَا ٱحْتِرَامًا عَمِيقًا›. (افسس ٥:٢٢، ٣٣) فَمَسَّتْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ قَلْبِي. وَطَلَبْتُ مِنَ ٱللّٰهِ أَنْ يُسَامِحَنِي لِأَنَّنِي أَسَأْتُ إِلَى زَوْجِي، وَصَلَّيْتُ إِلَيْهِ كَيْ يُسَاعِدَنِي أَنْ أُصْبِحَ زَوْجَةً أَفْضَلَ. وَبَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ، ٱنْضَمَمْتُ إِلَى كَرِيمٍ فِي دَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ».
نَصَائِحُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنْقَذَتْ زَوَاجَنَا
تَذْكُرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَيْضًا: «يَجِبُ عَلَى ٱلْأَزْوَاجِ أَنْ يُحِبُّوا زَوْجَاتِهِمْ كَأَجْسَادِهِمْ». (افسس ٥:٢٨) تُخْبِرُ فَاتِنُ: «تَأَثَّرْنَا أَنَا وَكَرِيمٌ بِتَعَلُّمِ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقِ. فَصِرْتُ أَجْلُبُ لَهُ فِنْجَانًا مِنَ ٱلشَّايِ حِينَ يَعُودُ إِلَى ٱلْبَيْتِ مِنَ ٱلْعَمَلِ وَأَتَكَلَّمُ مَعَهُ بِلُطْفٍ. وَهُوَ بِدَوْرِهِ أَصْبَحَ يُظْهِرُ لِي مَحَبَّةً أَكْبَرَ وَيُسَاعِدُنِي فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَنْزِلِيَّةِ. وَبَذَلْنَا ٱلْجُهْدَ مَعًا لِنَكُونَ ‹لَطِيفَيْنِ بَعْضُنَا نَحْوَ بَعْضٍ، ذَوَي حَنَانٍ، مُسَامِحَيْنِ بَعْضُنَا بَعْضًا›. (افسس ٤:٣٢) وَهٰكَذَا ٱزْدَادَ شَيْئًا فَشَيْئًا حُبُّنَا وَٱحْتِرَامُنَا وَاحِدُنَا لِلْآخَرِ. وَهَا نَحْنُ ٱلْآنَ نَنْعَمُ بِزَوَاجٍ سَعِيدٍ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٤٠ سَنَةً. حَقًّا، إِنَّ ٱلنَّصَائِحَ ٱلْحَكِيمَةَ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ أَنْقَذَتْ زَوَاجَنَا!».
ضَبْطُ ٱلْغَضَبِ
يَقُـولُ كَمَالٌ: «عُرِفْـتُ بِطَبْعِـي ٱلْعَنِيـفِ. فَقَـدْ شَارَكْتُ فِي ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْمُشَاجَرَاتِ مُهَدِّدًا ٱلْآخَرِينَ بِمُسَدَّسِي مَرَّاتٍ عَدِيدَةً. كَمَا أَنِّي تَعَوَّدْتُ ضَرْبَ زَوْجَتِي لَيْلَى، طَارِحًا إِيَّاهَا أَرْضًا فِي فَوْرَاتِ غَضَبِي. وَكَانَ كَثِيرُونَ يَخَافُونَ مِنِّي.
أَصْبَحْنَا نُصَلِّي مَعًا كُلَّ لَيْلَةٍ
«وَلٰكِـنْ ذَاتَ يَـوْمٍ، قَـرَأْتُ كَلِمَاتِ يَسُوعَ: ‹إِنِّي أُعْطِيكُـمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا›. (يوحنا ١٣:٣٤) فَتَأَثَّرْتُ مِنْ أَعْمَاقِ قَلْبِي وَصَمَّمْتُ أَنْ أَتَغَيَّرَ. فَصِرْتُ أُصَلِّي إِلَى ٱللّٰهِ كَيْ أَبْقَى هَادِئًا كُلَّمَا أَوْشَكْتُ أَنْ أَفْقِدَ أَعْصَابِي. وَسُرْعَانَ مَا خَفَّ غَضَبِي. كَمَا طَبَّقْنَا أَنَا وَزَوْجَتِي ٱلنَّصِيحَةَ فِي أَفَسُسَ ٤:٢٦، ٢٧: ‹لَا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، وَلَا تُفْسِحُـوا لِإِبْلِيسَ مَكَانًا›. وَأَصْبَحْنَا نَقْرَأُ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَنُصَلِّي مَعًا كُلَّ لَيْلَةٍ. وَهٰذَا مَا أَزَالَ ٱلتَّوَتُّرَاتِ ٱلَّتِي تَنْشَأُ خِلَالَ ٱلنَّهَارِ وَقَرَّبَنَا وَاحِدُنَا مِنَ ٱلْآخَرِ.
«إِنِّي مَعْرُوفٌ ٱلْآنَ كَرَجُلٍ يُحِبُّ ٱلسَّلَامَ. وَأَنَا أَنْعَمُ بِمَحَبَّةِ وَٱحْتِرَامِ زَوْجَتِي وَأَوْلَادِي. كَمَا أَنِّي أَتَمَتَّعُ بِصَدَاقَـاتٍ كَثِيـرَةٍ وَأَشْعُـرُ أَنِّي قَرِيبٌ مِنَ ٱللّٰهِ. أَنَا حَقًّا رَجُلٌ سَعِيدٌ».
اَلتَّحَرُّرُ مِنَ ٱلْإِدْمَانِ
تَوَقَّفْتُ عَنْ تَنَاوُلِ ٱلْمُخَدِّرَاتِ وَبَدَأْتُ أَخْدُمُ ٱللّٰهَ
يَقُولُ يُوسُفُ: «كُنْتُ أُعَاشِرُ عِصَابَةً مِنَ ٱلشُّبَّانِ، أُدَخِّنُ كَثِيرًا، وَأَقْضِي ٱللَّيَالِيَ مَرْمِيًّا فِي ٱلشَّوَارِعِ وَأَنَـا سَكْرَانُ. كَمَا كُنْتُ أَتَنَاوَلُ وَأَبِيعُ ٱلْمُخَدِّرَاتِ ٱلْمَمْنُوعَةَ، مِثْلَ ٱلْمَارِيجْوَانَا وَٱلْإِكْسْتَازِي، ٱلَّتِي تَعَوَّدْتُ أَنْ أُخَبِّئَهَا تَحْتَ سُتْرَتِي ٱلْوَاقِيَةِ مِنَ ٱلرَّصَاصِ. وَمَعَ أَنِّي كُنْتُ أَبْدُو قَاسِيًا وَأَتَصَرَّفُ بِعُنْفٍ، عِشْتُ فِي خَوْفٍ دَائِمٍ.
«فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ، أَرَانِي شَخْصٌ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ: ‹يَا ٱبْنِي، لَا تَنْسَ شَرِيعَتِي . . . لِكَيْ تَزْدَادَ طُولَ أَيَّامٍ وَسِنِي حَيَاةٍ وَسَلَامًا›. (امثال ٣:١، ٢) وَكَمْ كُنْتُ أَرْغَبُ أَنْ أَعِيشَ حَيَاةً طَوِيلَةً مَلْآنَةً بِٱلسَّلَامِ! وَقَرَأْتُ أَيْضًا ٱلْآيَةَ ٱلتَّالِيَةَ: ‹بِمَا أَنَّ لَنَا هٰذِهِ ٱلْوُعُودَ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، فَلْنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ ٱلْجَسَدِ وَٱلرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ ٱلْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ ٱللّٰهِ›. (٢ كورنثوس ٧:١) فَتَوَقَّفْتُ عَنْ تَنَاوُلِ ٱلْمُخَدِّرَاتِ، قَطَعْتُ عَلَاقَتِي بِٱلْعِصَابَةِ، وَبَدَأْتُ أَخْدُمُ ٱللّٰهَ.
«مَرَّ أَكْثَرُ مِنْ ١٧ سَنَةً عَلَى تَحَرُّرِي مِنَ ٱلْإِدْمَانِ عَلَى ٱلْمُخَدِّرَاتِ. وَأَنَا أَتَمَتَّعُ بِصِحَّةٍ جَيِّدَةٍ، وَلَدَيَّ عَائِلَةٌ سَعِيدَةٌ وَضَمِيرٌ طَاهِرٌ وَأَصْدِقَاءُ صِفَاتُهُمْ حَسَنَةٌ. وَعِوَضَ أَنْ أَقْضِيَ ٱللَّيَـالِيَ مَرْمِيًّـا فِي ٱلشَّوَارِعِ وَأَنَـا سَكْـرَانُ، صِرْتُ أَنَامُ مُطْمَئِنًّا فِي سَرِيرِي».
اَلتَّغَلُّبُ عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ ٱلْعُنْصُرِيِّ
يَتَذَكَّرُ خَالِدٌ: «عِشْتُ سَنَوَاتِ ٱلْمُرَاهَقَةِ غَارِقًا فِي ٱلْجَرِيمَةِ. وَكَانَ مُعْظَمُ ضَحَايَايَ مِنْ أَقَلِّيَّةٍ عِرْقِيَّةٍ أَبْغَضْتُهَا كَثِيرًا.
«وَلٰكِنْ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ، بَدَأْتُ أَبْحَثُ عَنِ ٱللّٰهِ. فَأَوْصَلَنِي بَحْثِي إِلَى فَرِيقٍ كَانَ مُجْتَمِعًا لِدَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَهُنَاكَ، رَحَّبَ بِي بِحَرَارَةٍ أَشْخَاصٌ مِنَ ٱلْأَقَلِّيَّةِ ٱلْعِرْقِيَّـةِ نَفْسِهَـا ٱلَّتِي كُنْتُ أُبْغِضُهَا! وَلَاحَظْتُ أَيْضًا أَنَّ ٱلْفَرِيقَ ضَمَّ أَفْرَادًا مِنْ عُرُوقٍ مُخْتَلِفَةٍ يَخْتَلِطُونَ مَعًا بِحُرِّيَّةٍ وَسَعَادَةٍ. وَكَمْ أَدْهَشَنِي مَا رَأَيْتُ! فَقَدْ فَهِمْتُ ٱلْآيَةَ ٱلَّتِي تَقُولُ: ‹اَللّٰهُ لَيْسَ مُحَابِيًا، بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ›. — اعمال ١٠:٣٤، ٣٥.
«وَٱلْيَوْمَ، لَمْ يَعُدْ قَلْبِي مُسَمَّمًا بِمَشَاعِرِ ٱلتَّمْيِيزِ ٱلْعُنْصُرِيِّ. فَبَعْضُ أَصْدِقَائِي ٱلْأَحِمَّاءِ هُمْ مِنْ تِلْكَ ٱلْأَقَلِّيَّةِ ٱلْعِرْقِيَّةِ ٱلَّتِي أَبْغَضْتُهَا فِي ٱلْمَاضِي. فَٱللّٰهُ عَلَّمَنِي بِوَاسِطَـةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنْ أُحِبَّ ٱلْآخَرِينَ».
أَنَا أَفْرَحُ ٱلْآنَ بِمُعَاشَرَةِ أُنَاسٍ مِنْ عُرُوقٍ مُخْتَلِفَةٍ
اَلتَّوَقُّفُ عَنِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلْعُنْفِ
يَقُـولُ أَمِينٌ: «سُجِنْـتُ ثَلَاثَ مَـرَّاتٍ خِـلَالَ مُرَاهَقَتِي، مَرَّتَيْنِ بِسَبَبِ ٱلسَّرِقَةِ وَمَرَّةً لِأَنَّنِي طَعَنْتُ رَجُلًا بِوَحْشِيَّةٍ. وَلَاحِقًا، ٱنْضَمَمْتُ إِلَى مَجْمُوعَةٍ مِنَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ وَقَتَلْـتُ ٱلْكَثِيـرَ مِنَ ٱلْأَشْخَـاصِ. وَتَـرَأَّسْتُ بَعْدَ ذٰلِكَ فِرْقَةً مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ أَخَذَتِ ٱلْمَالَ مِنَ ٱلنَّاسِ تَحْتَ تَهْدِيدِ ٱلسِّلَاحِ. وَقَدْ رَافَقَنِي حُرَّاسِي ٱلشَّخْصِيُّونَ أَيْنَمَا ذَهَبْتُ. كُنْتُ فِعْلًا رَجُلًا عَنِيفًا وَخَطِرًا.
لَمْ أَعُدْ رَجُلًا عَنِيفًا بَلْ صِرْتُ أَتَمَتَّعُ بِٱحْتِرَامِ ٱلنَّاسِ كَمُعَلِّمٍ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ
«وَذَاتَ يَـوْمٍ قَرَأْتُ هٰذِهِ ٱلْآيَةَ: ‹اَلْمَحَبَّةُ طَوِيلَةُ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفَةٌ. اَلْمَحَبَّةُ لَا تَغَـارُ، وَلَا تَتَبَجَّحُ، وَلَا تَنْتَفِخُ، وَلَا تَتَصَرَّفُ بِغَيْرِ لِيَاقَةٍ، وَلَا تَطْلُبُ مَصْلَحَتَهَا ٱلْخَاصَّةَ، وَلَا تَحْتَدُّ. وَلَا تَحْفَظُ حِسَابًا بِٱلْأَذِيَّةِ›. (١ كورنثوس ١٣:٤، ٥) فَمَسَّتْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ قَلْبِي، لِذَا ٱنْتَقَلْتُ إِلَى مِنْطَقَةٍ جَدِيدَةٍ وَدَرَسْتُ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَطَبَّقْتُ نَصَائِحَهَا فِي حَيَاتِي.
«وَٱلْآنَ لَمْ أَعُدْ رَجُلًا عَنِيفًا، بَلْ صِرْتُ أَتَمَتَّعُ بِٱحْتِرَامِ ٱلنَّاسِ كَمُعَلِّمٍ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ. وَأَصْبَحَ لِحَيَاتِي قَصْدٌ حَقِيقِيٌّ».
كَلِمَةُ ٱللّٰهِ فَعَّالَةٌ
تُبَرْهِنُ هٰذِهِ ٱلِٱخْتِبَارَاتُ وَٱلْكَثِيرُ غَيْرُهَا أَنَّ «كَلِمَةَ ٱللّٰهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ». (عبرانيين ٤:١٢) فَنَصَائِحُهَا بَسِيطَةٌ، عَمَلِيَّةٌ، وَبَنَّاءَةٌ.
فَهَلْ بِإِمْكَانِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مُسَاعَدَتُكَ أَنْتَ أَيْضًا؟ اَلْجَوَابُ هُوَ نَعَمْ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْمُشْكِلَةُ ٱلَّتِي قَدْ تُوَاجِهُكَ. حَقًّا، «كُلُّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مُوحًى بِهَا مِنَ ٱللّٰهِ وَنَافِعَةٌ لِلتَّعْلِيمِ، وَٱلتَّوْبِيخِ، وَٱلتَّقْوِيمِ، وَٱلتَّأْدِيبِ فِي ٱلْبِرِّ، حَتَّى يَكُونَ إِنْسَانُ ٱللّٰهِ ذَا كَفَاءَةٍ تَامَّةٍ، مُجَهَّزًا كَامِلًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ». — ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧.
فَلْنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.
a جَرَى تَغْيِيرُ ٱلْأَسْمَاءِ.
-
-
مَن هو اللّٰه؟الايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ٤
مَنْ هُوَ ٱللّٰهُ؟
يَعْبُدُ ٱلنَّاسُ آلِهَةً كَثِيرَةً. لٰكِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تُعَلِّمُ أَنَّ هُنَالِكَ إِلٰهًا حَقِيقِيًّا وَاحِدًا فَقَـطْ. وَهٰذَا ٱلْإِلٰهُ لَا نَظِيـرَ لَـهُ، أَسْمَى مِنَ ٱلْجَمِيعِ، وَلَا بِدَايَةَ لَهُ وَلَا نِهَايَةَ. وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ كُلَّ مَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ وَأَعْطَانَا ٱلْحَيَاةَ. لِذٰلِكَ، مَا مِنْ أَحَدٍ غَيْرِهِ يَسْتَحِقُّ عِبَادَتَنَا.
أُعْطِيَتِ ٱلشَّرِيعَةُ بِوَاسِطَةِ ٱلنَّبِيِّ مُوسَى بِصِفَتِهَا «ٱلْكَلِمَةَ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلَائِكَةٌ»
وَلِلّٰهِ أَلْقَابٌ عَدِيدَةٌ، إِنَّمَا لَهُ ٱسْمٌ عَلَمٌ وَاحِدٌ هُـوَ يَهْوَهُ. أَوْصَى ٱللّٰهُ مُوسَى: «هٰكَـذَا تَقُـولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: ‹يَهْوَهُ إِلٰهُ آبَائِكُمْ، إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلٰهُ إِسْحَاقَ وَإِلٰهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ›. هٰذَا ٱسْمِي إِلَى ٱلدَّهْرِ وَهٰذَا ذِكْرِي إِلَى جِيلٍ فَجِيلٍ». (خروج ٣:١٥) وَيَظْهَرُ ٱلِٱسْمُ يَهْوَهُ نَحْوَ ٠٠٠,٧ مَرَّةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. يَذْكُرُ ٱلْمَزْمُورُ ٨٣:١٨ مُتَحَـدِّثًا عَنِ ٱللّٰهِ: «اِسْمُكَ يَهْوَهُ، وَحْدَكَ ٱلْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ».
جُزْءٌ مِنْ مَخْطُوطَةٍ تَتَضَمَّنُ آيَاتٍ يَظْهَرُ فِيهَا ٱسْمُ ٱللّٰهِ (أَدْرَاجُ ٱلْبَحْرِ ٱلْمَيِّتِ ٱلْقَدِيمَةُ)
وَٱللّٰهُ لَـمْ يَرَهُ أَيُّ إِنْسَانٍ. فَقَدْ قَالَ لِمُوسَى: «لَا تَقْدِرُ أَنْ تَـرَى وَجْهِـي، لِأَنَّـهُ لَا يَـرَانِي إِنْسَانٌ وَيَعِيشُ». (خروج ٣٣:٢٠) فَٱللّٰهُ فِي ٱلسَّمٰـوَاتِ وَهُـوَ لَا يُـرَى بِٱلْأَعْيُنِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. وَمِنَ ٱلْخَطَإِ صُنْـعُ صَنَـمٍ أَوْ تِمْثَالٍ أَوْ أَيِّ شَيْءٍ يُمَثِّلُ ٱللّٰهَ وَٱسْتِخْدَامُهُ فِي ٱلصَّلَاةِ. أَمَرَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ بِوَاسِطَةِ نَبِيِّهِ مُوسَى: «لَا تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا وَلَا صُورَةً مَا مِمَّا فِي ٱلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي ٱلْأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي ٱلْمَاءِ مِنْ تَحْـتِ ٱلْأَرْضِ. لَا تَسْجُدْ لَهَا وَلَا تَخْدُمْهَـا، لِأَنِّي أَنَا يَهْوَهَ إِلٰهَكَ إِلٰهٌ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّعَبُّدَ ٱلْمُطْلَقَ». (خروج ٢٠:٢-٥) وَلَاحِقًا، قَـالَ بِفَمِ ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا: «أَنَا يَهْوَهُ، هٰذَا ٱسْمِي. وَمَجْدِي لَا أُعْطِيهِ لِآخَرَ، وَلَا تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ». — اشعيا ٤٢:٨.
يُؤْمِنُ بَعْضُ ٱلنَّـاسِ بِٱللّٰهِ لٰكِنَّهُمْ يَعْتَبِرُونَهُ إِلٰهًا بَعِيدًا يَسْتَحِيلُ ٱلتَّعَرُّفُ إِلَيْهِ، إِلٰهًا يُخَافُ مِنْهُ بَدَلَ أَنْ يُحَبَّ. فَمَا رَأْيُكَ؟ هَلِ ٱللّٰهُ يَهْتَمُّ بِكَ شَخْصِيًّا؟ هَلْ يُمْكِنُكَ حَقًّا أَنْ تَتَعَرَّفَ إِلَيْهِ، بَلْ أَنْ تَقْتَرِبَ مِنْهُ؟ لِنَرَ مَا تَقُولُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَنْ صِفَاتِ ٱللّٰهِ.
-
-
تقدير صفات اللّٰه التي لا مثيل لهاالايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ٥
تَقْدِيرُ صِفَاتِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي لَا مَثِيلَ لَهَا
تَكْشِفُ لَنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ صِفَاتِ ٱللّٰهِ ٱلرَّائِعَةَ ٱلْكَثِيرَةَ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلتَّعَرُّفِ إِلَيْهِ. مَثَلًا، تُخْبِرُنَا هٰذِهِ ٱلْأَسْفَارُ عَنْ صِفَاتِهِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ ٱلْأَرْبَعِ: اَلْقُدْرَةِ، ٱلْعَدْلِ، ٱلْحِكْمَةِ، وَٱلْمَحَبَّةِ. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا.
قُدْرَةُ ٱللّٰهِ غَيْرُ ٱلْمَحْدُودَةِ
اَللّٰهُ عَظِيمُ ٱلْقُدْرَةِ
قَالَ ٱللّٰهُ لِإِبْرَاهِيمَ: «أَنَا ٱللّٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ». (تكوين ١٧:١) فَقُدْرَتُـهُ لَا نَظِيـرَ لَهَـا، لَا حُدُودَ لَهَا، وَهِيَ لَا تَنْتَهِي أَبَدًا. وَبِقُدْرَتِهِ هٰذِهِ، خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلْكَوْنَ بِكَامِلِهِ.
وَٱللّٰهُ لَا يُسِيءُ ٱسْتِعْمَالَ قُدْرَتِهِ. فَهُوَ يَسْتَخْدِمُهَا دَائِمًا بِطَرِيقَةٍ مَضْبُوطَةٍ تُحَقِّقُ أَهْدَافَهُ. كَمَا أَنَّهُ يُوَازِنُ بِشَكْـلٍ تَـامٍّ بَيْنَهَا وَبَيْنَ عَدْلِهِ وَحِكْمَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ.
وَلَا يَتَأَخَّرُ يَهْوَهُ أَبَدًا عَنِ ٱسْتِخْدَامِ قُدْرَتِـهِ لِخَيْـرِ خُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ. تُخْبِرُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ «عَيْنَيْ يَهْوَهَ تَجُولَانِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ لِيُظْهِرَ قُوَّتَهُ لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ قَلْبُهُمْ كَامِلٌ نَحْوَهُ». (٢ اخبار الايام ١٦:٩) أَفَلَا يَجْذِبُكَ هٰذَا ٱلْإِلٰهُ ٱلَّذِي يَهْتَمُّ بِنَا رَغْمَ قُوَّتِهِ ٱلشَّدِيدَةِ؟
إِلٰهُ عَدْلٍ
«يَهْوَهُ يُـحِـبُّ ٱلْعَـدْلَ». (مـزمـور ٣٧:٢٨) فَـهُـوَ يَفْعَلُ دَائِمًا مَا هُوَ صَحِيحٌ وَمُسْتَقِيمٌ ٱنْسِجَامًا مَعَ مَقَايِيسِهِ ٱلْكَامِلَةِ.
اَللّٰهُ لَيْسَ مُحَابِيًا
وَٱللّٰهُ يَكْرَهُ ٱلظُّلْمَ. فَهُوَ «لَا يُحَابِي وَلَا يَقْبَلُ رَشْوَةً». (تثنية ١٠:١٧) كَمَا أَنَّهُ يُقَاوِمُ مَنْ يَظْلِمُونَ ٱلْآخَرِينَ وَيَقِفُ إِلَى جَانِبِ ٱلضُّعَفَاءِ، بِمَنْ فِيهِمِ ‹ٱلْأَرَامِلُ وَٱلْيَتَامَى›. (خروج ٢٢:٢٢) وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى كُلِّ ٱلْبَشَرِ دُونَ تَمْيِيزٍ. تَذْكُـرُ كَلِمَتُـهُ: «اَللّٰهُ لَيْسَ مُحَابِيًا، بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ». — اعمال ١٠:٣٤، ٣٥.
وَيُظْهِرُ يَهْوَهُ عَدْلَهُ بِٱتِّزَانٍ تَامٍّ. فَٱللّٰهُ لَيْسَ مُتَسَاهِلًا أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ وَلَا قَاسِيًا أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ. وَهُوَ يُعَاقِبُ ٱلْخُطَاةَ إِنْ لَمْ يَتُوبُوا، لٰكِنَّهُ يَرْحَمُ بِرِقَّةٍ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلتَّائِبِينَ. حَقًّا، «يَهْوَهُ رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ، بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ. لَا يَعِيبُ إِلَى ٱلْأَبَدِ، وَلَا يَحْفَظُ ٱلْغَضَبَ إِلَى ٱلدَّهْرِ. لَمْ يُعَامِلْنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثَامِنَا». (مزمور ١٠٣:٨-١٠) كَمَا أَنَّهُ يَتَذَكَّرُ أَعْمَالَ خُدَّامِهِ ٱلْأَمِينَةَ وَيُكَافِئُهُمْ عَلَيْهَا. أَفَلَا يَسْتَحِقُّ إِلٰهُ ٱلْعَدْلِ هٰذَا أَنْ نَضَعَ فِيهِ ثِقَتَنَا؟
إِلٰهُ حِكْمَةٍ
تُرَى حِكْمَةُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ
يَهْوَهُ هُوَ مَصْدَرُ كُلِّ حِكْمَةٍ. تَقُولُ كَلِمَتُهُ: «يَا لَعُمْقِ غِنَى ٱللّٰهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ!». (روما ١١:٣٣) فَحِكْمَتُهُ لَا مَثِيلَ لَهَا وَلَا حُدُودَ لَهَا.
وَتُرَى حِكْمَةُ ٱللّٰهِ بِوُضُوحٍ فِي خَلِيقَتِهِ ٱلْمَادِّيَّةِ. نَقْرَأُ فِي ٱلْمَزَامِيرِ: «يَا لَكَثْرَةِ أَعْمَالِكَ يَا يَهْوَهُ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ». — مزمور ١٠٤:٢٤.
وَتَظْهَرُ حِكْمَةُ ٱللّٰهِ أَيْضًا مِنْ خِلَالِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. كَتَبَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ: «مُذَكِّرَاتُ يَهْوَهَ أَمِينَةٌ تُصَيِّرُ قَلِيلَ ٱلْخِبْرَةِ حَكِيمًا». (مزمور ١٩:٧) تَخَيَّلْ: بِإِمْكَانِكَ ٱلِٱسْتِفَادَةُ مِنْ حِكْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْفَائِقَةِ! فَهَلْ تَسْتَغِلُّ هٰذِهِ ٱلْفُرْصَةَ؟
«اَللّٰهُ مَحَبَّةٌ»
إِنَّ ٱلصِّفَةَ ٱلْغَالِبَةَ عِنْدَ ٱللّٰهِ هِيَ ٱلْمَحَبَّةُ. فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُخْبِرُنَا أَنَّ «ٱللّٰهَ مَحَبَّةٌ». (١ يوحنا ٤:٨) وَهٰذِهِ ٱلصِّفَةُ هِيَ ٱلَّتِي تَدْفَعُهُ إِلَى ٱلْعَمَلِ وَتُوَجِّهُ كُلَّ أَفْعَالِهِ.
وَيُظْهِرُ ٱللّٰهُ مَحَبَّتَهُ لَنَا بِطَرَائِقَ لَا عَدَدَ لَهَا. فَهُوَ يُعْطِينَا عَطَايَا صَالِحَةً. نَقْرَأُ فِي كَلِمَتِهِ: «لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلَا شَهَادَةٍ بِمَا فَعَلَ مِنْ صَلَاحٍ، مُعْطِيًا إِيَّاكُمْ أَمْطَارًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَمَوَاسِمَ مُثْمِرَةً، مُفْعِمًا قُلُوبَكُمْ طَعَامًا وَسُرُورًا». (اعمال ١٤:١٧) فِعْلًا، «كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، لِأَنَّهَا تَنْزِلُ مِنْ عِنْدِ أَبِي ٱلْأَنْوَارِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ». (يعقوب ١:١٧) وَمِنْ خِلَالِ عَطِيَّةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي لَا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ، يَكْشِفُ ٱللّٰهُ ٱلْحَقَّ عَنْ نَفْسِهِ وَيُعَلِّمُنَا شَرَائِعَهُ وَمَبَادِئَهُ ٱلْحُبِّيَّةَ. قَالَ يَسُوعُ فِي صَلَاتِهِ إِلَى ٱللّٰهِ: «كَلِمَتُكَ هِيَ حَقٌّ». — يوحنا ١٧:١٧.
حِكْمَةُ ٱللّٰهِ ٱلظَّاهِرَةُ فِي ٱلْخَلِيقَةِ تَمْلَأُنَا إِجْلَالًا لَهُ
وَيُسَاعِدُنَا ٱللّٰهُ أَيْضًا فِي ٱلصُّعُوبَاتِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا. تَذْكُرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ: «أَلْقِ عَلَى يَهْوَهَ عِبْئَكَ، وَهُوَ يَعُولُكَ. لَا يَدَعُ ٱلْبَارَّ يَتَزَعْزَعُ أَبَدًا». (مزمور ٥٥:٢٢) وَهُوَ يَغْفِرُ خَطَايَانَا. نَقْرَأُ فِي ٱلْمَزَامِيرِ: «أَنْتَ يَا يَهْوَهُ صَالِحٌ وَغَفُورٌ، وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَكَ». (مزمور ٨٦:٥) حَتَّى إِنَّهُ يَمْنَحُنَا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ. تَعِدُ كَلِمَتُهُ: «سَيَمْسَحُ [ٱللّٰهُ] كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلَا يَكُونُ نَوْحٌ وَلَا صُرَاخٌ وَلَا وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ». (رؤيا ٢١:٤) فَهَلْ تَتَجَاوَبُ مَعَ مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ؟ هَلْ تَنْدَفِعُ إِلَى مَحَبَّتِهِ أَنْتَ أَيْضًا؟
اِقْتَرِبْ إِلَى ٱللّٰهِ
حِينَ تُصَلِّي إِلَى ٱللّٰهِ وَتَتَأَمَّلُ فِي صِفَاتِهِ تَقْتَرِبُ إِلَيْهِ أَكْثَرَ
يُرِيدُ ٱللّٰهُ أَنْ تَعْرِفَهُ جَيِّدًا. تُشَجِّعُنَا كَلِمَتُهُ: «اِقْتَـرِبُـوا إِلَى ٱللّٰهِ فَيَقْتَـرِبَ إِلَيْكُمْ». (يعقوب ٤:٨) وَقَدْ دَعَا ٱللّٰهُ ٱلنَّبِيَّ ٱلْأَمِينَ إِبْرَاهِيـمَ «صَدِيقِي»، أَوْ خَلِيلِي. (اشعيا ٤١:٨) وَهُوَ يُرِيدُكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ صَدِيقَهُ.
وَكُلَّمَا تَعَلَّمْتَ عَنِ ٱللّٰهِ، شَعَرْتَ أَنَّكَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ وَصِرْتَ أَكْثَرَ سَعَادَةً. تَقُولُ ٱلْمَزَامِيرُ: «سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي . . . فِي شَرِيعَةِ يَهْوَهَ مَسَرَّتُهُ، وَفِي شَرِيعَتِهِ يَقْـرَأُ هَمْسًا نَهَارًا وَلَيْلًا». (مزمور ١:١، ٢) إِذًا، وَاصِلْ دَرْسَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، تَأَمَّلْ فِي صِفَاتِ ٱللّٰهِ وَأَعْمَالِهِ، وَأَظْهِرْ مَحَبَّتَكَ لَهُ بِتَطْبِيـقِ مَـا تَتَعَلَّمُهُ. فَإِنَّ «هٰذَا مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ، أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ، وَوَصَايَاهُ لَا تُشَكِّلُ عِبْئًا». (١ يوحنا ٥:٣) لِذَا، صَلِّ كَمَا صَلَّى ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ: «طُرُقَكَ يَا يَهْوَهُ عَرِّفْنِي، سُبُلَكَ عَلِّمْنِي. اِهْدِنِي إِلَى حَـقِّـكَ». (مزمـور ٢٥:٤، ٥) وَعِنْدَئِـذٍ تَـجِـدُ أَنَّ ٱللّٰهَ «لَيْسَ بَعِيدًا عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا». — اعمال ١٧:٢٧.
-
-
ما هو قصد اللّٰه للارض؟الايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ٦
مَا هُوَ قَصْدُ ٱللّٰهِ لِلْأَرْضِ؟
خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلْأَرْضَ لِتَكُونَ مَوْطِنًا مِثَالِيًّا لِلْبَشَرِ. تَـقُـولُ كَلِـمَـتُهُ: «اَلسَّمٰـوَاتُ سَمٰوَاتٌ لِـيَهْوَهَ، أَمَّـا ٱلْأَرْضُ فَأَعْطَاهَا لِبَنِي ٱلْبَشَرِ». — مزمور ١١٥:١٦.
فَقَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ ٱلْأَوَّلَ آدَمَ، ٱخْتَارَ قِطْعَةً صَغِيرَةً مِنَ ٱلْأَرْضِ دُعِيَتْ عَدْنًا وَغَرَسَ فِيهَا جَنَّةً (حَدِيقَةً) جَمِيلَةً. وَتَذْكُرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ نَهْرَيِ ٱلْفُرَاتِ وَدِجْلَةَ (حِدَّاقِلَ) كَانَا يَنْبَعَانِ مِنْ عَدْنٍ.a وَيُعْتَقَدُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْجَنَّةَ كَانَتْ تَقَعُ فِي مَا هُوَ ٱلْيَوْمَ شَرْقِيَّ تُرْكِيَا. نَعَمْ، جَنَّةُ عَدْنٍ وُجِدَتْ حَقًّا عَلَى ٱلْأَرْضِ!
خَلَقَ ٱللّٰهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ «لِيَفْلَحَهَا وَيَعْتَنِيَ بِهَا». (تكوين ٢:١٥) وَلَاحِقًا، خَلَـقَ زَوْجَـةً لِآدَمَ هِـيَ حَوَّاءُ. وَأَوْصَاهُمَا قَائِلًا: «أَثْمِرَا وَٱكْثُرَا وَٱمْلَأَا ٱلْأَرْضَ وَأَخْضِعَاهَا». (تكوين ١:٢٨) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱللّٰهَ «لَمْ يَخْلُقْهَا [أَيِ ٱلْأَرْضَ] بَاطِلًا، إِنَّمَا لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا». — اشعيا ٤٥:١٨.
لٰكِنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ تَمَرَّدَا عَلَى ٱللّٰهِ حِينَ عَصَيَا شَرِيعَتَهُ عَمْدًا. لِذٰلِكَ أَخْرَجَهُمَا مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ. فَخَسِرَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْفِرْدَوْسَ. وَقَدْ سَبَّبَتْ خَطِيَّةُ آدَمَ أَضْرَارًا ٱمْتَدَّتْ إِلَى أَبْعَدَ مِنْ ذٰلِكَ. تُخْبِرُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ: «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ إِلَى ٱلْعَالَمِ وَبِٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْتُ، وَهٰكَذَا ٱجْتَازَ ٱلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا أَخْطَأُوا». — روما ٥:١٢.
فَهَلْ تَخَلَّى ٱللّٰهُ عَنْ قَصْدِهِ ٱلْأَصْلِيِّ، أَيْ أَنْ تَكُونَ ٱلْأَرْضُ فِرْدَوْسًا يَسْكُنُهُ أَشْخَاصٌ سُعَدَاءُ؟ كَلَّا، فَهُوَ يَقُولُ: «كَلِمَتِي ٱلَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي . . . لَا تَرْجِعُ إِلَيَّ دُونَ نَتِيجَةٍ، بَلْ تَفْعَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ، وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ». (اشعيا ٥٥:١١) نَعَمْ، سَيَرُدُّ ٱللّٰهُ ٱلْفِرْدَوْسَ إِلَى ٱلْأَرْضِ!
وَلٰكِنْ كَيْفَ سَتَكُونُ ٱلْحَيَاةُ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ؟ تَأَمَّلْ فِي وُعُودِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ.
a تَقُولُ ٱلتَّكْوِينُ ٢:١٠-١٤: «كَانَ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ ٱلْجَنَّةَ، وَمِنْ هُنَاكَ يَتَشَعَّبُ فَيَصِيرُ أَرْبَعَةَ رُؤُوسٍ. اِسْمُ ٱلْأَوَّلِ فِيشُونُ . . . وَٱسْمُ ٱلنَّهْرِ ٱلثَّانِي جِيحُونُ . . . وَٱسْمُ ٱلنَّهْرِ ٱلثَّالِثِ حِدَّاقَلُ [أَوْ دِجْلَةُ]، وَهُوَ ٱلْجَارِي شَرْقِيَّ أَشُّورَ. وَٱلنَّهْرُ ٱلرَّابِعُ هُوَ ٱلْفُرَاتُ». وَلٰكِنْ لَيْسَ مَعْرُوفًا بِٱلتَّأْكِيدِ أَيُّ نَهْرَيْنِ هُمَا فِيشُونُ وَجِيحُونُ وَلَا أَيْنَ هُوَ مَوْقِعُهُمَا.
-
-
وعود اللّٰه بفم انبيائهالايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ٧
وُعُودُ ٱللّٰهِ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ
آمَنَ ٱلْأَنْبِيَاءُ ٱلْقُدَمَاءُ بِٱللّٰهِ. وَصَدَّقُوا وُعُودَهُ وَجَعَلُوا حَيَاتَهُمْ تَدُورُ حَوْلَهَا. فَمَاذَا شَمَلَتْ هٰذِهِ ٱلْوُعُودُ؟
فَوْرَ عِصْيَانِ آدَمَ وَحَوَّاءَ فِي عَدْنٍ، وَعَدَ ٱللّٰهُ أَنْ يُعَيِّنَ شَخْصًا لِيَسْحَقَ رَأْسَ «ٱلْحَيَّةِ» ٱلَّتِي تُمَثِّلُ «ٱلتِّنِّينَ ٱلْعَظِيمَ، ٱلْحَيَّةَ ٱلْأُولَى، ٱلْمَدْعُوَّ إِبْلِيسَ وَٱلشَّيْطَانَ» وَيُهْلِكَهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. (تكوين ٣:١٤، ١٥؛ رؤيا ١٢:٩، ١٢) وَمَنْ يَكُونُ هٰذَا ٱلْآتِي ٱلْمَوْعُودُ بِهِ؟
بَعْدَ نَحْوِ ٠٠٠,٢ سَنَةٍ مِنْ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْأُولَى، وَعَدَ يَهْوَهُ ٱلنَّبِيَّ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْآتِيَ سَيَكُـونُ مِنْ سُلَالَتِهِ، قَائِلًا لَهُ: «تَتَبَارَكُ بِنَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ مِنْ أَجْـلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي». — تكوين ٢٢:١٨.
وَسَنَةَ ١٤٧٣ قم، أَعْطَى ٱللّٰهُ ٱلنَّبِيَّ مُوسَى مَعْلُومَاتٍ إِضَافِيَّةً عَنِ ‹ٱلنَّسْلِ›. فَقَدْ أَخْبَرَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ كَانُوا مِنْ سُلَالَةِ إِبْرَاهِيمَ: ‹يُقِيمُ لَكُمْ يَهْوَهُ إِلٰهُكُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسْطِكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ مِثْلِي — لَهُ تَسْمَعُونَ›. (تثنية ١٨:١٥) وَهٰكَذَا فَإِنَّ ٱلنَّبِيَّ ٱلْآتِيَ سَيَكُونُ مِنْ بَنِي إِبْرَاهِيمَ، تَمَامًا مِثْلَ مُوسَى.
وَسَيَأْتِي هٰذَا ٱلنَّبِيُّ أَيْضًا مِنَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ، وَهُوَ نَفْسُهُ سَيَصِيرُ مَلِكًـا عَظِيمًـا. فَٱللّٰهُ وَعَدَ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ قَائِلًا: «إِنِّي أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ . . . وَأَنَا أُثَبِّتُ عَرْشَ مَمْلَكَتِهِ إِلَى ٱلدَّهْرِ». (٢ صموئيل ٧:١٢، ١٣) وَكَشَفَ ٱللّٰهُ أَنَّ هٰذَا ٱلْمَلِكَ ٱلْآتِيَ مِنْ سُلَالَةِ دَاوُدَ سَيُدْعَى «رَئِيسَ ٱلسَّلَامِ»، وَأَضَافَ: «لِنُمُوِّ رِئَاسَتِهِ وَلِلسَّلَامِ لَا نِهَايَةَ عَلَى عَرْشِ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَسْنُدَهَا بِٱلْعَدْلِ وَٱلْبِرِّ، مِنَ ٱلْآنَ وَإِلَى ٱلدَّهْرِ». (اشعيا ٩:٦، ٧) نَعَمْ، إِنَّ هٰذَا ٱلْقَائِدَ ٱلْبَارَّ سَيَرُدُّ ٱلسَّلَامَ وَٱلْعَدْلَ إِلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ. وَلٰكِنْ مَتَى سَيَأْتِي؟
‹اَلنَّسْلُ› ٱلْمَوْعُودُ بِهِ . . .، مِنْ سُلَالَةِ إِبْرَاهِيمَ، نَبِيٌّ مِثْلُ مُوسَى، مِنْ سُلَالَةِ دَاوُدَ، يَأْتِي سَنَةَ ٢٩ بم، وَسَيَسْحَقُ ٱلْحَيَّةَ، أَيِ ٱلشَّيْطَانَ
فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، أَخْبَرَ ٱلْمَلَاكُ جِبْرَائِيلُ نَبِيَّ ٱللّٰهِ دَانِيَالَ: «اِعْلَمْ وَكُنْ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَّهُ مِنْ خُرُوجِ ٱلْكَلِمَةِ لِرَدِّ أُورُشَلِيمَ وَإِعَادَةِ بِنَائِهَا إِلَى ٱلْمَسِيَّا ٱلْقَائِدِ سَبْعَةُ أَسَابِيعَ وَٱثْنَانِ وَسِتُّونَ أُسْبُوعًا». (دانيال ٩:٢٥) كَانَتْ هٰذِهِ ٱلْأَسَابِيعُ ٱلـ ٦٩ عِبَارَةً عَنْ ٦٩ أُسْبُوعًا مِنَ ٱلسِّنِينَ، كُلُّ أُسْبُوعٍ مُؤَلَّفٌ مِنْ ٧ سَنَوَاتٍ، أَيْ مَا مَجْمُوعُهُ ٤٨٣ سَنَةً. وَقَدِ ٱمْتَدَّتْ مِنْ سَنَةِ ٤٥٥ قم إِلَى سَنَةِ ٢٩ بم.a
فَهَلْ فِعْلًا أَتَى ٱلْمَسِيَّا، ٱلنَّبِيُّ ٱلَّذِي مِثْلُ مُوسَى وَ ‹ٱلنَّسْلُ› ٱلَّذِي طَالَ ٱنْتِظَارُهُ، سَنَةَ ٢٩ بم؟ لِنَرَ مَعًا.
a اُنْظُرِ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٢ فِي ٱلصَّفْحَةِ ٢٥٥ مِنْ كِتَابِ عِيشُوا بِفَرَحٍ ٱلْآنَ وَإِلَى ٱلْأَبَدِ، إِصْدَارُ شُهُودِ يَهْوَهَ.
-
-
المسيا يظهرالايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ٨
اَلْمَسِيَّا يَظْهَرُ
بَعْدَ مُرُورِ أَكْثَرَ مِنْ ٥٠٠ سَنَةٍ عَلَى نُبُوَّةِ دَانِيَالَ، ظَهَرَ مَلَاكُ ٱللّٰهِ جِبْرَائِيلُ لِفَتَاةٍ عَذْرَاءَ مِنْ سُلَالَةِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ ٱسْمُهَا مَرْيَمُ، وَقَالَ لَهَا: «طَابَ يَوْمُكِ، أَيَّتُهَا ٱلْمُنْعَمُ عَلَيْهَا، يَهْوَهُ مَعَكِ». (لوقا ١:٢٨) لٰكِنَّ مَرْيَمَ شَعَرَتْ بِٱلْخَوْفِ مُتَسَائِلَةً عَمَّا قَصَدَهُ ٱلْمَلَاكُ بِهٰذِهِ ٱلتَّحِيَّةِ.
قَالَ ٱلْمَلَاكُ جِبْرَائِيلُ لِمَرْيَمَ إِنَّهَا سَتَلِدُ ٱلْمَسِيَّا
فَـأَوْضَحَ لَهَا جِبْرَائِيلُ: «لَا تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، فَإِنَّكِ قَدْ نِلْتِ حُظْوَةً عِنْدَ ٱللّٰهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ٱبْنًا، فَتَدْعِينَ ٱسْمَهُ يَسُوعَ. . . . وَيُعْطِيهِ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيهِ . . . وَلَا يَكُونُ لِمَمْلَكَتِهِ نِهَايَةٌ». (لوقا ١:٣٠-٣٣) يَا لَهَا مِنْ أَخْبَارٍ رَائِعَةٍ! فَمَرْيَمُ سَتَلِدُ ٱلْمَسِيَّا، ‹ٱلنَّسْلَ› ٱلَّذِي طَالَ ٱنْتِظَارُهُ!
فِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ، وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتَ لَحْمَ. وَفِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ، أَعْلَنَ مَلَاكٌ لِرُعَاةٍ كَانُوا يَعِيشُونَ هُنَاكَ: «هَا أَنَا أُبَشِّرُكُـمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ . . . لِأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مُخَلِّصٌ، هُوَ ٱلْمَسِيحُ». (لوقا ٢:١٠، ١١) وَلَاحِقًا، ٱنْتَقَلَتْ عَائِلَةُ يَسُوعَ إِلَى ٱلنَّاصِرَةِ، حَيْثُ تَرَبَّى وَكَبِرَ.
سَنَةَ ٢٩ بم، ٱلسَّنَةَ ٱلَّتِي كَانَ سَيَظْهَرُ فِيهَا ٱلْمَسِيَّا، بَدَأَ يَسُوعُ يَخْدُمُ كَنَبِيٍّ لِلّٰهِ حِينَ كَانَ لَهُ «نَحْوُ ثَلَاثِينَ سَنَةً». (لوقا ٣:٢٣) وَمَيَّزَ كَثِيرُونَ أَنَّهُ مُرْسَلٌ مِنَ ٱللّٰهِ، إِذْ قَالُوا: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ». (لوقا ٧:١٦، ١٧) وَلٰكِنْ مَاذَا عَلَّمَ يَسُوعُ، أَيِ ٱلْمَسِيَّا؟
عَلَّمَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ أَنْ يُحِبُّوا ٱللّٰهَ وَيَعْبُدُوهُ. ذَكَرَ: «يَهْوَهُ إِلٰهُنَا، يَهْوَهُ وَاحِدٌ، وَتُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ وَبِكُلِّ قُوَّتِكَ». (مرقس ١٢:٢٩، ٣٠) وَقَالَ أَيْضًا: «يَهْوَهَ إِلٰهَكَ تَعْبُدُ، وَلَهُ وَحْدَهُ تُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً». — لوقا ٤:٨.
شَجَّعَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ أَنْ يُحِبُّوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا. أَوْصَى قَائِلًا: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». (مرقس ١٢:٣١) وَذَكَرَ أَيْضًا: «كُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ، ٱفْعَلُوا هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ. هٰذَا هُوَ ٱلْمَقْصُودُ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْأَنْبِيَاءِ». — متى ٧:١٢.
أَخْبَـرَ يَسُوعُ ٱلْآخَرِينَ بِغَيْرَةٍ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. قَالَ: «لَا بُدَّ لِي أَنْ أُبَشِّرَ . . . بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، لِأَنِّي لِهٰذَا أُرْسِلْتُ». (لوقا ٤:٤٣) وَلِمَاذَا مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ مُهِمٌّ جِدًّا؟
تُعَلِّمُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ حُكُومَةٌ سَمَاوِيَّةٌ سَتَحْكُمُ ٱلْأَرْضَ. وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ هُوَ مَلِكُهَا ٱلْمُعَيَّنُ مِنَ ٱللّٰهِ. وَقَدْ رَأَى ٱلنَّبِيُّ دَانِيَالُ مُسْبَقًا أَنَّ ٱللّٰهَ فِي ٱلسَّمَاءِ سَيُعْطِي ٱلْمَسِيحَ «سُلْطَانًا وَسُمُوًّا وَمَلَكُوتًا». (دانيال ٧:١٤) وَهٰذَا ٱلْمَلَكُوتُ سَيُحَوِّلُ ٱلْأَرْضَ كُلَّهَا إِلَى فِرْدَوْسٍ وَيَمْنَحُ خُدَّامَ ٱللّٰهِ مُكَافَأَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. فَهَلْ مِنْ أَخْبَارٍ أَفَضْلَ وَأَحْلَى مِنْ هٰذِهِ؟!
-
-
ماذا نتعلم من المسيحالايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ٩
مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْمَسِيحِ
أَنْبَأَ ٱللّٰهُ أَنَّهُ سَيُعَيِّنُ ٱلْمَسِيحَ قَائِدًا عَلَى جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ. وَبِمَا أَنَّهُ يَعْرِفُ أَيَّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْقَادَةِ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ، ٱخْتَارَ أَفْضَلَ قَائِدٍ مُمْكِنٍ. فَأَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ كَانَ ٱلْمَسِيحُ؟ جِنِرَالًا عَسْكَرِيًّا قَدِيرًا؟ سِيَاسِيًّا مَاهِرًا؟ فَيْلَسُوفًا حَكِيمًا؟ بِحَسَبِ ٱلْأَسْـفَـارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، كَانَ ٱلْمَسِيحُ نَبِيًّا مُخْتَلِفًا عَنْ كُلِّ ٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلْآخَرِينَ. — متى ٢٣:١٠.
حَرِصَ ٱللّٰهُ أَنْ يُولَدَ يَسُوعُ كَامِلًا وَطَاهِرًا تَمَامًا. وَيَسُوعُ نَفْسُهُ قَاوَمَ كُلَّ جُهُودِ ٱلشَّيْطَـانِ لِإِفْسَادِهِ. فَفِي جَمِيعِ أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ، عَكَسَ دُونَ أَدْنَى عَيْـبٍ صِفَاتِ ٱللّٰهِ ٱلْكَامِلَةَ مِنْ قُدْرَةٍ وَعَدْلٍ وَحِكْمَةٍ وَمَحَبَّةٍ. تَأَمَّلْ كَيْفَ نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِهِ.
لَمْ يَتَرَدَّدْ يَسُوعُ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ
اِسْتَعْمَلَ يَسُوعُ قُدْرَتَهُ ٱلْمُعْطَاةَ مِنَ ٱللّٰهِ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ. اِهْتَمَّ يَسُوعُ حَقًّا بِٱلنَّاسِ وَلَمْ يَتَرَدَّدْ يَوْمًا فِي ٱسْتِخْدَامِ قُدْرَتِـهِ كَيْ يَسُدَّ حَاجَاتِهِمْ. قَالَ ذَاتَ مَرَّةٍ: «إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى ٱلْجَمْعِ لِأَنَّ . . . لَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ». (مرقس ٨:٢) بَعْدَئِذٍ أَطْعَمَ عَجَائِبِيًّا ٱلْجُمُوعَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلَّتِي أَتَتْ لِتَسْمَعَ تَعْلِيمَهُ.
تَنَقَّلَ يَسُوعُ أَيْضًا فِي ٱلْمُدُنِ وَٱلْقُرَى يُعَلِّمُ وَ «يُبْرِئُ شَتَّى ٱلْعِلَلِ وَٱلْعَاهَاتِ فِي ٱلشَّعْبِ». (متى ٤:٢٣) فَلَا عَجَبَ أَنْ تَبِعَهُ جُمْهُورٌ كَبِيرٌ مِنَ ٱلنَّاسِ «يَطْلُبُونَ أَنْ يَلْمُسُوهُ، لِأَنَّ قُدْرَةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِيهِمْ جَمِيعًا». (لوقا ٦:١٩) فِعْلًا، لَمْ يَأْتِ يَسُوعُ «لِيُخْدَمَ، بَلْ لِيَخْدُمَ وَلِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ». (متى ٢٠:٢٨)a فَكَمْ قَائِدًا بَشَرِيًّا يُظْهِرُ رُوحَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ هٰذِهِ؟
أَحَبَّ يَسُوعُ ٱلْأَوْلَادَ
عَكَسَ يَسُوعُ عَدْلَ ٱللّٰهِ. اِلْتَصَقَ يَسُوعُ بِشَرِيعَةِ ٱللّٰهِ وَطَبَّقَ مَبَادِئَهَا. فَتَمَّمَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُنْبَأَ بِهَا فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ: «أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلٰهِي سُرِرْتُ، وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي». (مزمور ٤٠:٨) وَقَدْ عَامَلَ ٱلْجَمِيعَ — أَغْنِيَاءَ وَفُقَرَاءَ، ذُكُورًا وَإِنَاثًا، صِغَارًا وَكِبَارًا — بِٱحْتِرَامٍ وَكَـرَامَةٍ وَدُونَ تَمْيِيـزٍ، تَمَامًا مِثْلَمَا يُعَامِلُهُمُ ٱللّٰهُ. فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَـاسَبَاتِ، قَامَ تَلَامِيـذُهُ بِتَوْبِيخِ بَعْضِ ٱلْوَالِدِينَ ٱلَّذِينَ جَلَبُوا أَوْلَادَهُمْ إِلَيْهِ. لٰكِنَّهُ قَالَ: «دَعُوا ٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ يَأْتُونَ إِلَيَّ. لَا تُحَاوِلُوا مَنْعَهُمْ، لِأَنَّ لِأَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ». — مرقس ١٠:١٤.
أَظْهَرَ يَسُوعُ حِكْمَةَ ٱللّٰهِ. فَهِمَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ فَهْمًا دَقِيقًا إِذْ «كَانَ . . . يَعْرِفُ مَا فِي ٱلْإِنْسَـانِ». (يوحنـا ٢:٢٥) حَتَّى ٱلرِّجَـالُ ٱلَّـذِينَ أَتَوْا لِلْقَبْضِ عَلَيْهِ بِأَمْرٍ مِنْ أَعْدَائِهِ ٱعْتَرَفُوا قَائِلِينَ: «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ غَيْـرُهُ هٰكَذَا». فَمِنْ أَيْنَ أَتَى يَسُوعُ بِحِكْمَتِهِ؟ أَوْضَحَ قَائِلًا: «مَا أُعَلِّمُـهُ لَيْسَ لِي، بَـلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي». — يوحنا ٧:١٦، ٤٦.
شَفَى يَسُوعُ ٱلْمَرْضَى بِرَأْفَةٍ
أَظْهَرَ يَسُوعُ مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ. عَامَلَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ بِرَأْفَةٍ. فَذَاتَ مَرَّةٍ، تَوَسَّلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ «مَمْلُوءٌ بَرَصًا» قَائِلًا: «إِنْ أَرَدْتَ، فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي». فَأَشْفَقَ عَلَيْهِ يَسُوعُ وَ «مَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ، وَقَالَ لَهُ: ‹أُرِيدُ، فَٱطْهُرْ›. وَفِي ٱلْحَالِ زَالَ عَنْهُ ٱلْبَرَصُ، وَطَهُرَ». (لوقا ٥:١٢، ١٣؛ مرقس ١:٤١، ٤٢) فَقَدْ رَغِبَ يَسُوعُ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ أَنْ يُرِيحَ ذٰلِكَ ٱلرَّجُلَ ٱلْمِسْكِينَ مِنْ عَذَابِهِ.
وَهَلْ يَهْتَمُّ يَسُوعُ بِكَ أَنْتَ أَيْضًا؟ يُجِيبُ هُوَ بِنَفْسِهِ قَـائِلًا: «تَعَـالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلْمُثْقَلِينَ، وَأَنَا أُنْعِشُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَّضِعُ ٱلْقَلْبِ، فَتَجِدُوا ٱنْتِعَاشًا لِنُفُوسِكُمْ». — متى ١١:٢٨، ٢٩.
حَقًّا، يَسُوعُ هُوَ أَفْضَلُ قَائِدٍ وَمُرْشِدٍ لَنَا. وَعَلَى هٰذَا ٱلْأَسَاسِ، يُشَجِّعُنَا قَائِلًا: «تَعَلَّمُوا مِنِّي». فَهَلْ تَقْبَلُ دَعْوَتَهُ ٱلْحَارَّةَ هٰذِهِ؟ ثِقْ أَنَّ ذٰلِكَ سَيَمْنَحُكَ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّعَادَةَ.
a مِنْ أَجْلِ مُنَاقَشَـةِ مَوْضُوعِ ٱلْفِدْيَـةِ، ٱنْظُرِ ٱلدَّرْسَ ٢٧ مِنْ كِتَابِ عِيشُوا بِـفَـرَحٍ ٱلْآنَ وَإِلَى ٱلْأَبَدِ.
-
-
الكشف عن عدو الايمان الحقيقيالايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ١٠
اَلْكَشْفُ عَنْ عَدُوِّ ٱلْإِيمَانِ ٱلْحَقِيقِيِّ
خَلَقَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلْمَلَائِكَةَ فِي ٱلسَّمَاءِ قَبْلَ زَمَنٍ طَوِيلٍ مِنْ صُنْـعِ ٱلْأَرْضِ. وَلٰكِنْ بَعْدَ فَتْرَةٍ، رَغِبَ أَحَدُهُمْ أَنْ تُقَدَّمَ لَهُ ٱلْعِبَـادَةُ ٱلَّتِي لَا تَحِقُّ إِلَّا لِلّٰهِ. وَبِٱلتَّصَرُّفِ ٱنْسِجَامًا مَعَ رَغْبَتِهِ، جَعَلَ نَفْسَهُ «ٱلشَّيْطَانَ»، كَلِمَةٌ تَعْنِي «ٱلْمُقَاوِمَ»، أَيْ مَنْ يُقَاوِمُ ٱللّٰهَ. وَكَيْفَ عَمِلَ ٱلشَّيْطَانُ ضِدَّ ٱللّٰهِ؟
اِسْتَخْدَمَ ٱلشَّيْطَانُ حَيَّةً لِيُضَلِّلَ حَوَّاءَ
اِحْتَالَ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى حَوَّاءَ كَيْ تَعْصِيَ ٱللّٰهَ. وَلَمَّحَ بِمَكْرٍ أَنَّ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ مَنَعَ عَنْهَا شَيْئًا جَيِّدًا عِنْدَمَا حَرَّمَ عَلَيْهَا ٱلْأَكْلَ مِنْ ثَمَرِ شَجَرَةٍ مُعَيَّنَةٍ. وَبِكُلِّ وَقَاحَةٍ، وَصَفَ ٱللّٰهَ بِأَنَّهُ كَاذِبٌ وَأَوْحَى إِلَيْهَا أَنْ تَرْفُضَ إِرْشَادَهُ، قَائِلًا: «اَللّٰهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَصِيرَانِ كَٱللّٰهِ، عَارِفَيْنِ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ». (تكوين ٣:٥) فَٱنْخَدَعَتْ حَوَّاءُ وَصَدَّقَتْ أَكَاذِيبَهُ. وَكَسَرَتْ شَرِيعَةَ ٱللّٰهِ وَدَفَعَتْ آدَمَ أَنْ يَفْعَلَ مِثْلَهَا. وَمُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ، صَارَ ٱلشَّيْطَانُ عَدُوًّا لِكُلِّ مَنْ لَدَيْهِ إِيمَانٌ حَقِيقِيٌّ. وَهُوَ يَسْتَمِرُّ فِي خِدَاعِ ٱلنَّاسِ حَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا. كَيْفَ؟
اَلْإِيمَانُ ٱلْفَاسِدُ يَنْتَشِرُ
يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ عِبَادَةَ ٱلْأَصْنَامِ وَٱلتَّقَالِيدَ ٱلْبَشَرِيَّةَ لِيُضَلِّلَ ٱلنَّاسَ
اِسْتَخْدَمَ ٱلشَّيْطَانُ عِبَادَةَ ٱلْأَصْنَامِ وَٱلتَّقَالِيدَ ٱلْبَشَرِيَّةَ لِيُفْسِدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ لِقَادَتِهِمِ ٱلدِّينِيِّينَ إِنَّ عِبَادَتَهُمْ بَاطِلَةٌ لِأَنَّهُمْ يُعَلِّمُونَ «تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا ٱلنَّاسِ». (متى ١٥:٩) وَعِنْدَمَا رَفَضَتْ تِلْكَ ٱلْأُمَّةُ ٱلْمَسِيحَ، رَفَضَهُمُ ٱللّٰهُ. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تُنْتِجُ ثِمَارَهُ». (متى ٢١:٤٣) وَهٰكَذَا صَارَ أَتْبَاعُ يَسُوعَ هُمُ ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي يَرْضَى عَنْهُ ٱللّٰهُ.
بَعْدَئِـذٍ، عَمِـلَ ٱلشَّيْطَـانُ عَلَى إِفْسَادِ أَتْبَـاعِ يَسُوعَ. فَهَلْ نَجَحَ؟ اِسْتَخْدَمَ يَسُوعُ مَثَلًا نَبَوِيًّا لِيُوضِحَ مَا سَيَحْدُثُ. وَقَالَ فِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ إِنَّ إِنْسَانًا زَرَعَ حِنْطَةً (قَمْحًا) جَيِّدَةً فِي حَقْلِهِ. ثُمَّ أَتَى عَدُوٌّ لَهُ وَزَرَعَ زِوَانًا بَيْنَ ٱلْحِنْطَةِ. وَتُرِكَا كِلَاهُمَا يَنْمُوَانِ إِلَى وَقْتِ ٱلْحَصَادِ. وَحِينَئِذٍ فُرِزَ ٱلزِّوَانُ عَنِ ٱلْحِنْطَةِ وَأُتْلِفَ. أَمَّا ٱلْحِنْطَةُ فَجُمِعَتْ إِلَى مَخْزَنِ رَبِّ ٱلْبَيْتِ.
بَعْدَ ذٰلِكَ، شَرَحَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ مَعْنَى ٱلْمَثَلِ. فَهُوَ نَفْسُهُ ٱلزَّارِعُ. ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا ٱلْبِذَارُ ٱلْجَيِّدُ فَهُوَ بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ. وَٱلزِّوَانُ هُوَ بَنُو ٱلشِّرِّيرِ. وَٱلْعَدُوُّ ٱلَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ. وَٱلْحَصَادُ هُوَ ٱخْتِتَامُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ. وَٱلْحَصَّادُونَ هُمُ ٱلْمَلَائِكَةُ». (متى ١٣:٣٨، ٣٩) فَقَدْ شَبَّهَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ ٱلْحَقِيقِيِّينَ بِٱلْحِنْطَةِ. لٰكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ زَرَعَ تَلَامِيذَ كَذَبَةً، كَٱلزِّوَانِ، بَيْنَ أَتْبَاعِ يَسُوعَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ هٰؤُلَاءِ. وَتَمَامًا كَمَا أَنْبَأَ يَسُوعُ، ظَهَرَ ٱلتَّلَامِيذُ ٱلْكَذَبَةُ خِلَالَ ٱلْقُرُونِ ٱلَّتِي تَلَتْ مَوْتَهُ. وَرَوَّجُوا تَعَالِيمَ ٱلِٱرْتِدَادِ، كَعَقِيدَةِ ٱلثَّالُوثِ ٱلَّتِي تُعَلِّمُ أَنَّ هُنَالِكَ ثَلَاثَةَ أَقَانِيمَ (أَشْخَاصٍ) فِي إِلٰهٍ وَاحِدٍ. وَبَدَأُوا أَيْضًا يُمَارِسُونَ عِبَادَةَ ٱلْأَصْنَامِ وَيَتَدَخَّلُونَ فِي ٱلشُّؤُونِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ. وَلَمْ يَبْقَ سِوَى أُنَاسٍ قَلَائِلَ مُخْلِصِينَ لِتَعَالِيمِ يَسُوعَ.
اَلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ يَبْقَى
لٰكِنَّ ٱلْأَحْوَالَ سَتَتَغَيَّرُ فِي ٱلنِّهَايَةِ، كَمَا أَوْضَحَ يَسُوعُ. فَمَلَائِكَةُ ٱللّٰهِ سَيَفْرِزُونَ لِلْهَلَاكِ مَنْ لَيْسَ لَدَيْهِمْ إِيمَانٌ حَقِيقِيٌّ. وَسَيَكُونُ مِنَ ٱلسَّهْلِ عِنْدَئِذٍ مَعْرِفَةُ ٱلَّذِينَ يَمْتَلِكُونَ إِيمَانًا حَقِيقِيًّا. وَفِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ، سَيَجْرِي إِهْلَاكُ ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ أَيْضًا، ٱلْعَدُوِّ ٱلْأَوَّلِ لِلْإِيمَانِ. نَعَمْ، سَيَنْتَصِرُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ!
وَلٰكِنْ كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلْيَوْمَ؟ سَنُنَاقِشُ جَوَابَ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ فِي ٱلْجُزْءِ ٱلتَّالِي.
يُفَتِّشُ مَلَائِكَةُ ٱللّٰهِ عَنِ ٱلرَّاغِبِينَ فِي ٱمْتِلَاكِ إِيمَانٍ حَقِيقِيٍّ
-
-
مَن هم المؤمنون الحقيقيون اليوم؟الايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ١١
مَنْ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلْيَوْمَ؟
يَدَّعِـي كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ أَنَّهُمْ مُؤْمِنُونَ. لٰكِنَّ يَسُوعَ عَلَّمَ أَنَّ قِلَّةً مِنَ ٱلنَّاسِ سَيَمْتَلِكُونَ إِيمَانًا حَقِيقِيًّا. فَقَدْ قَالَ: «وَاسِعٌ وَرَحْبٌ ٱلطَّرِيقُ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْهَلَاكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ ٱلدَّاخِلُونَ مِنْهُ؛ إِنَّمَا ضَيِّقَةٌ ٱلْبَوَّابَةُ وَحَرِجٌ ٱلطَّرِيقُ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ، وَقَلِيلُـونَ هُـمُ ٱلَّذِينَ يَجِدُونَهُ». — متى ٧:١٣، ١٤.
وَكَيْفَ يُظْهِرُ ٱلنَّاسُ ٱلْيَوْمَ أَنَّ لَهُمْ إِيمَانًا حَقِيقِيًّا؟ ذَكَرَ يَسُوعُ: «مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. . . . كُلُّ شَجَرَةٍ صَالِحَةٍ تُنْتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا، وَكُلُّ شَجَرَةٍ فَاسِدَةٍ تُنْتِجُ ثَمَرًا رَدِيئًا». (متى ٧:١٦، ١٧) إِذًا، يُنْتِجُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ «ثَمَرًا جَيِّدًا». فَهُوَ يَدْفَعُ ٱلنَّاسَ إِلَى تَنْمِيَةِ صِفَاتٍ تُرْضِي ٱللّٰهَ. كَيْفَ ذٰلِكَ؟
اَلْمُؤْمِنُونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَسْتَعْمِلُونَ قُدْرَتَهُمْ وَسُلْطَتَهُمْ ٱسْتِعْمَالًا لَائِقًا
إِنَّ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ إِيمَانٌ حَقِيقِيٌّ يَسْتَعْمِلُونَ قُدْرَتَهُـمْ وَسُلْطَتَهُـمْ لِإِكْـرَامِ ٱللّٰهِ وَإِفَادَةِ ٱلْآخَرِينَ. عَلَّمَ يَسُوعُ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ عَظِيمًا بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا». (مرقس ١٠:٤٣) بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، إِنَّ ٱلرِّجَالَ ذَوِي ٱلْإِيمَانِ ٱلْحَقِيقِيِّ لَيْسُوا قُسَاةً، لَا فِي بُيُوتِهِمْ وَلَا خَارِجَهَا. فَهُمْ يَحِنُّونَ عَلَى زَوْجَاتِهِمْ، يُعْطُونَهُنَّ كَرَامَةً، وَيُلَبُّونَ حَاجَاتِهِنَّ بِمَحَبَّةٍ. تَقُولُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ: «أَيُّهَا ٱلْأَزْوَاجُ، كُونُوا دَائِمًا مُحِبِّينَ لِزَوْجَاتِكُمْ وَلَا تَغْضَبُوا عَلَيْهِنَّ غَضَبًا مَرِيرًا». (كولوسي ٣:١٩) وَتَذْكُرُ أَيْضًا: «أَيُّهَـا ٱلْأَزْوَاجُ، ٱبْقَوْا سَاكِنِينَ مَعَهُنَّ بِحَسَبِ ٱلْمَعْرِفَةِ، مُعْطِينَ ٱلنِّسَاءَ كَرَامَةً كَإِنَاءٍ أَضْعَفَ، لِأَنَّكُمْ وَارِثُونَ أَيْضًا مَعَهُنَّ نِعْمَةَ ٱلْحَيَاةِ، لِئَلَّا تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ». — ١ بطرس ٣:٧.
مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، يَجِبُ عَلَى ٱلزَّوْجَةِ ٱلَّتِي لَهَا إِيمَانٌ حَقِيقِيٌّ «أَنْ تَحْتَرِمَ زَوْجَهَا ٱحْتِرَامًا عَمِيقًا». (افسس ٥:٣٣) فَيَنْبَغِي لِلزَّوْجَاتِ أَنْ يَكُنَّ «مُحِبَّاتٍ لِأَزْوَاجِهِنَّ، مُحِـبَّـاتٍ لِأَوْلَادِهِـنَّ». (تيطس ٢:٤) وَٱلْآبَـاءُ وَٱلْأُمَّهَاتُ ٱلْمُؤْمِنُونَ يَقْضُونَ ٱلْوَقْتَ مَعَ أَوْلَادِهِمْ وَيُعَلِّمُونَهُمْ شَرَائِعَ ٱللّٰهِ وَمَبَادِئَهُ. كَمَا أَنَّهُمْ يُعَامِلُـونَ ٱلْآخَـرِينَ بِكَرَامَةٍ وَٱحْتِرَامٍ سَوَاءٌ فِي ٱلْبَيْـتِ أَوِ ٱلْعَمَلِ أَوْ أَيِّ مَكَانٍ آخَرَ، إِذْ يَتْبَعُونَ نَصِيحَةَ ٱلْأَسْفَـارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ: «خُذُوا ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا». — روما ١٢:١٠.
إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، يُطِيعُ كُلٌّ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ وَصِيَّةَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي تَقُولُ: «لَا تَقْبَلْ رَشْوَةً». (خروج ٢٣:٨) فَهُمْ لَا يُسِيئُونَ أَبَدًا ٱسْتِعْمَالَ مَرْكَزِهِمْ مِنْ أَجْلِ ٱلرِّبْحِ ٱلْأَنَانِيِّ. بَلْ يُفَتِّشُونَ عَنْ فُرَصٍ لِمُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ وَخُصُوصًا ٱلْمُحْتَاجِينَ. وَبِذٰلِكَ يُطِيعُونَ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلتَّالِيَةَ: «لَا تَنْسَوْا فِعْلَ ٱلصَّلَاحِ وَمُشَارَكَةَ ٱلْآخَرِينَ، لِأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هٰذِهِ يَرْضَى ٱللّٰهُ». (عبرانيين ١٣:١٦) وَهٰكَذَا يَرَوْنَ صِحَّةَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ: «اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ». — اعمال ٢٠:٣٥.
يَتَمَسَّكُونَ بِٱلْعَدْلِ ٱلْإِلٰهِيِّ
يُطَبِّقُ ٱلْمُؤْمِنُونَ شَرَائِعَ ٱللّٰهِ طَوْعًا وَ «وَصَايَاهُ لَا تُشَكِّلُ عِبْئًا» عَلَيْهِمْ. (١ يوحنا ٥:٣) فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّ «شَرِيعَةَ يَهْوَهَ كَامِلَةٌ . . . أَوَامِرَ يَهْوَهَ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ ٱلْقَلْبَ . . . وَصِيَّةَ يَهْوَهَ طَاهِرَةٌ تُنِيرُ ٱلْعَيْنَيْنِ». — مزمور ١٩:٧، ٨.
وَٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ يَدْفَعُهُمْ إِلَى رَفْضِ كُلِّ أَشْكَالِ ٱلْعُنْصُرِيَّةِ. فَهُمْ لَا يَعْتَبِرُونَ أَنَّ طَبَقَةً ٱجْتِمَاعِيَّةً أَوْ بَلَدًا أَوْ عِرْقًا أَسْمَى مِنْ غَيْرِهِ، بَلْ يَتَمَثَّلُونَ بِٱللّٰهِ. تَقُولُ كَلِمَتُهُ: «اَللّٰهُ لَيْسَ مُحَابِيًا، بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ». — اعمال ١٠:٣٤، ٣٥.
أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْإِيمَانَ ٱلْحَقِيقِيَّ يُشَجِّعُ ٱلنَّاسَ عَلَى ‹ٱلسُّلُوكِ حَسَنًا فِي كُلِّ شَيْءٍ›. (عبرانيين ١٣:١٨) وَٱلْمُؤْمِنُ يَتَجَنَّبُ أَيْضًا ٱلثَّرْثَرَةَ ٱلْمُؤْذِيَةَ وَقَوْلَ أَشْيَاءَ كَاذِبَةٍ عَنِ ٱلْآخَرِينَ. كَتَبَ دَاوُدُ فِي أَحَدِ مَزَامِيرِهِ عَنِ ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي يَرْضَى عَنْهُ ٱللّٰهُ: «لَا يَفْتَرِي بِلِسَانِهِ، لَا يَصْنَعُ شَرًّا بِصَاحِبِهِ». — مزمور ١٥:٣.
يَتَعَلَّمُونَ ٱلْحِكْمَةَ مِنَ ٱللّٰهِ
يُؤَسِّسُ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ مُعْتَقَدَاتِهِمْ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ فَقَطْ. فَهُمْ يُؤْمِنُونَ أَنَّ «كُلَّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مُوحًى بِهَا مِنَ ٱللّٰهِ وَنَافِعَةٌ لِلتَّعْلِيمِ، وَٱلتَّوْبِيخِ، وَٱلتَّقْوِيمِ، وَٱلتَّأْدِيبِ فِي ٱلْبِرِّ». (٢ تيموثاوس ٣:١٦) وَيُظْهِرُونَ فِي عَلَاقَاتِهِمْ مَعَ ٱلْآخَرِينَ «ٱلْحِكْمَةَ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ»، حِكْمَةً تُوصَفُ بِأَنَّهَا «عَفِيفَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَعَقِّلَةٌ، مُسْتَعِدَّةٌ لِلطَّاعَةِ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَثِمَارًا صَالِحَةً». (يعقوب ٣:١٧) كَمَا أَنَّهُمْ يَبْتَعِدُونَ عَنِ ٱلْأَرْوَاحِيَّةِ وَٱلتَّقَالِيدِ ٱلَّتِي لَا تُرْضِي ٱللّٰهَ وَ ‹يَحْفَظُونَ أَنْفُسَهُمْ مِنَ ٱلْأَصْنَامِ›. — ١ يوحنا ٥:٢١.
يُظْهِرُونَ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْأَصِيلَةَ
قَالَ ٱلنَّبِيُّ مُوسَى: «تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ قُوَّتِكَ». (تثنية ٦:٥) وَٱلْمُؤْمِنُونَ يُظْهِرُونَ هٰذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ لِلّٰهِ. فَهُمْ يَحْتَرِمُونَ ٱسْمَهُ يَهْوَهَ، وَيَرْفَعُونَ لَهُ «ٱلشُّكْرَ»، وَ ‹يَدْعُونَ بِٱسْمِهِ› بِإِيمَانٍ. (مزمور ١٠٥:١) وَيُطِيعُونَ أَيْضًا وَصِيَّتَهُ ٱلَّتِي تَقُولُ: «تُحِبُّ صَاحِبَكَ كَنَفْسِكَ». (لاويين ١٩:١٨) كَمَا أَنَّهُمْ يَرْفُضُونَ ٱلْعُنْفَ وَيَبْذُلُونَ جُهْدَهُمْ كَيْ ‹يُسَالِمُوا جَمِيعَ ٱلنَّاسِ›. (روما ١٢:١٨) فَهُمْ مَجَازِيًّا «يَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ». (اشعيا ٢:٤) وَٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُمْ ‹يُحِبُّونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا› وَيَنْعَمُونَ بِـمَـعْـشَرِ إِخْوَةٍ عَالَمِيٍّ. (يوحنا ١٣:٣٥) فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَعْرِفَ مَنْ هُمْ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصُ فِي أَيَّامِنَا؟
-
-
أظهِر ان لديك ايمانا حقيقياالايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ١٢
أَظْهِرْ أَنَّ لَدَيْكَ إِيمَانًا حَقِيقِيًّا
حَذَّرَ ٱللّٰهُ خُدَّامَهُ أَنَّهُمْ سَيَتَعَرَّضُونَ لِٱمْتِحَانَاتِ ٱلْإِيمَانِ. تَقُولُ كَلِمَتُهُ: «كُونُوا . . . سَاهِرِينَ. إِنَّ خَصْمَكُـمْ إِبْلِيسَ يَجُولُ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، وَهُوَ يَطْلُبُ أَنْ يَلْتَهِمَ أَحَـدًا». (١ بطرس ٥:٨) فَكَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ تَدْمِيرَ إِيمَانِكَ؟
هَلْ تُوَاجِهُ هٰذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلْمُقَاوَمَةِ؟
قَدْ يَسْتَعْمِلُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْآخَرِينَ، حَتَّى أَحِبَّاءَكَ، لِلضَّغْطِ عَلَيْكَ كَيْ لَا تَدْرُسَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ. تَنَبَّأَ يَسُوعُ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ: «يَكُونُ أَعْدَاءُ ٱلْإِنْسَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ». (متى ١٠:٣٦) فَأَصْحَابُ ٱلنِّيَّاتِ ٱلْحَسَنَةِ مِنْ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ وَٱلْأَصْدِقَاءِ رُبَّمَا لَا يَعْرِفُونَ ٱلْحَقَائِقَ ٱلرَّائِعَةَ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. أَوْ قَدْ يَخَافُونَ مِمَّا يُفَكِّرُ فِيهِ ٱلْآخَرُونَ. لٰكِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تَقُولُ: «اَلْخَوْفُ مِنَ ٱلنَّاسِ يَضَعُ شَرَكًا، وَٱلْمُتَّكِلُ عَلَى يَهْوَهَ يَنَالُ ٱلْحِمَايَةَ». (امثال ٢٩:٢٥) فَهَلْ يَرْضَى ٱللّٰهُ إِنْ تَوَقَّفْتَ عَنِ ٱلتَّعَلُّمِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ إِرْضَاءً لِلنَّاسِ؟ بِٱلتَّأْكِيدِ لَا! مِنْ نَـاحِيَةٍ أُخْرَى، عِنْدَمَا تُظْهِرُ ٱلْإِيمَانَ ٱلْحَقِيقِيَّ، يَمُدُّكَ ٱللّٰهُ بِٱلْمُسَاعَدَةِ. تَقُولُ كَلِمَتُهُ: «نَحْنُ . . . لَسْنَا مِمَّنْ يَتَرَاجَعُونَ لِلْهَلَاكِ، بَلْ مِمَّنْ لَهُمْ إِيمَانٌ لِٱسْتِحْيَاءِ ٱلنَّفْسِ». — عبرانيين ١٠:٣٩.
تَذَكَّرِ ٱخْتِبَارَ كَرِيمٍ ٱلَّذِي وَرَدَ سَابِقًا. فَفِي ٱلْبِدَايَةِ، سَخِـرَتْ مِنْهُ زَوْجَتُهُ بِسَبَبِ إِيمَانِهِ. لٰكِنَّهَا ٱنْضَمَّتْ إِلَيْهِ لَاحِقًا فِي تَعَلُّمِ كَلِمَـةِ ٱللّٰهِ. أَنْتَ أَيْضًا إِذَا ٱسْتَمْرَرْتَ فِي فِعْلِ ٱلصَّوَابِ، فَقَدْ تَدْفَعُ أَصْدِقَاءَكَ وَأَحِبَّاءَكَ إِلَى ٱلتَّمَثُّلِ بِكَ. فَفِي حَالَاتٍ كَثِيرَةٍ، يَنْجَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِي «رِبْحِ» أَفْرَادٍ مِنْ عَائِلَاتِهِمْ «بِدُونِ كَلِمَةٍ» مِنْ خِلَالِ ‹ٱلسُّلُوكِ ٱلْعَفِيفِ› وَ «ٱلِٱحْتِرَامِ ٱلْعَمِيقِ». — ١ بطرس ٣:١، ٢.
قَدْ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَيْضًا أَنْ يَجْعَلَكَ تَظُنُّ أَنَّكَ مَشْغُولٌ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ تَدْرُسَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ. فَهُوَ يَرْغَبُ أَنْ تَتَسَبَّبَ ضُغُوطُ ٱلْحَيَاةِ، أَيِ ٱلْهُـمُـومُ ٱلشَّخْصِيَّةُ وَٱلْقَلَقُ بِشَأْنِ ٱلْمَالِ، فِي «خَنْقِ ٱلْكَلِمَةِ»، كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي تَسْمَعُهَا، فَيَصِيرُ إِيمَانُكَ «بِلَا ثَمَرٍ». (مرقس ٤:١٩) فَحَذَارِ أَنْ تُفَكِّرَ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي تَدُلُّ عَلَى قِصَرِ نَظَرٍ! تَقُولُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ: «هٰذَا يَعْنِي ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ: أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ عَنْكَ، أَنْتَ ٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ، وَعَنِ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ». (يوحنا ١٧:٣) نَعَمْ، إِنَّ ٱلِٱسْتِمْرَارَ فِي ٱلتَّعَلُّمِ عَنِ ٱللّٰهِ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ضَرُورِيٌّ لِنَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ.
صَلِّ إِلَى ٱللّٰهِ طَالِبًا ٱلْمُسَاعَدَةَ
فَكِّرْ فِي مُوسَى ٱلَّذِي كَانَ سَابِقًا أَحَدَ أَعْضَاءِ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ فِي مِصْرَ. فَقَدْ كَانَ فِي وِسْعِـهِ ٱلسَّعْـيُ وَرَاءَ ٱلْغِنَى وَٱلشُّـهْـرَةِ وَٱلسُّلْـطَـةِ. إِلَّا أَنَّهُ «ٱخْتَارَ أَنْ تُسَاءَ مُعَامَلَتُهُ مَعَ شَعْبِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ ٱلْوَقْتِيِّ بِٱلْخَطِيَّةِ». لِمَاذَا؟ «لِأَنَّهُ بَقِيَ رَاسِخًا كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لَا يُرَى». (عبرانيين ١١:٢٤، ٢٥، ٢٧) فِعْلًا، كَانَ لِمُوسَى إِيمَانٌ قَوِيٌّ بِٱللّٰهِ. فَقَدْ وَضَعَ مَصَالِحَ ٱللّٰهِ قَبْلَ ٱلْأَهْدَافِ ٱلْأَنَانِيَّةِ، لِذَا بَارَكَهُ كَثِيرًا. وَإِذَا فَعَلْتَ ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ، فَسَيُبَارِكُكَ أَنْتَ أَيْضًا.
صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ قَدْ يُحَاوِلُ مُهَاجَمَتَكَ بِطَرَائِقَ مُخْتَلِفَةٍ، وَلٰكِنْ فِي وِسْعِكَ ٱلتَّغَلُّبُ عَلَيْهِ. تُشَجِّعُنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ». (يعقوب ٤:٧) فَكَيْفَ تَنْجَحُ فِي مُقَاوَمَتِهِ؟
دَاوِمْ عَلَى دَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. اِقْرَأْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ كُلَّ يَوْمٍ، ٱدْرُسْ تَعَالِيمَهَا، وَطَبِّقْ نَصَائِحَهَا. فَبِذٰلِكَ تَحْمِلُ «سِلَاحَ ٱللّٰهِ ٱلْكَامِلَ» ٱلَّذِي بِهِ تَقْدِرُ أَنْ تَصُدَّ هَجَمَاتِ ٱلشَّيْطَانِ. — افسس ٦:١٣.
عَاشِرِ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ إِيمَانٌ حَقِيقِيٌّ. اِبْـحَـثْ عَمَّنْ يَقْرَأُونَ وَيَدْرُسُونَ وَيُطَبِّقُونَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ. فَأَمْثَالُ هٰؤُلَاءِ يُفَكِّرُونَ فِي بَعْضِهِمْ بَعْضًا «لِلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ» وَيُشَجِّعُونَ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ. فَهُمْ سَيُسَاعِدُونَكَ عَلَى ٱلنُّمُوِّ فِي ٱلْإِيمَانِ. — عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.
عَاشِرِ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ إِيمَانٌ حَقِيقِيٌّ
اِقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَهَ. صَلِّ إِلَى ٱللّٰهِ طَالِبًا مُسَاعَدَتَهُ وَٱتَّكِلْ عَلَيْـهِ. وَلَا تَنْسَ أَبَـدًا أَنَّهُ يُرِيدُ مُسَاعَدَتَكَ. تَذْكُرُ كَلِمَتُهُ: ‹أَلْقِ كُلَّ هَمِّكَ عَلَى ٱللّٰهِ لِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِكَ›. (١ بطرس ٥:٦، ٧) وَتَقُولُ أَيْضًا: «اَللّٰهُ أَمِـينٌ، وَلَنْ يَدَعَكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ تَحَمُّلَهُ، بَلْ سَيَجْعَلُ أَيْضًا مَعَ ٱلتَّجْرِبَةِ ٱلْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا ٱحْتِمَالَهَا». — ١ كورنثوس ١٠:١٣.
يَتَحَـدَّى ٱلشَّيْطَـانُ ٱللّٰهَ مُدَّعِيًـا أَنْ لَا أَحَـدَ سَيَسْتَمِرُّ فِي خِدْمَتِهِ إِنْ وَاجَهَ ٱلصُّعُوبَاتِ. وَلٰكِنْ لَدَيْكَ ٱلْفُرْصَةُ لِتُبَرْهِنَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ. يَقُولُ ٱللّٰهُ: «يَا ٱبْنِي، كُنْ حَكِيمًا وَفَرِّحْ قَلْبِي، لِأُجِيبَ مَنْ يُعَيِّرُنِي». (امثال ٢٧:١١) إِذًا، صَمِّمْ عَلَى إِظْهَارِ ٱلْإِيمَانِ ٱلْحَقِيقِيِّ!
-
-
الايمان الحقيقي يؤدي الى السعادة الابديةالايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ١٣
اَلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّعَادَةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ
«اَلْبَارُّ . . . بِٱلْإِيمَانِ يَحْيَا». (روما ١:١٧) تَتَضَمَّنُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ وَعْدًا مُفْرِحًا يَعْنِيكَ شَخْصِيًّا. كَيْفَ ذٰلِكَ؟
بَعْدَمَا أَكْمَلَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ عَمَلَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، صَعِدَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ لِيَكُونَ مَعَ ٱللّٰهِ. فَفِيمَا تَلَامِيذُهُ يَنْظُرُونَ، «رُفِعَ . . . وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ بَصَرِهِمْ». (اعمال ١:٩) وَفِي ٱلسَّمَاءِ، عَيَّنَهُ ٱللّٰهُ مَلِكًا سَمَاوِيًّا قَدِيرًا. وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ، سَيَجِيءُ يَسُوعُ، «ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ»، «فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ ٱلْمَلَائِكَةِ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى عَرْشِهِ ٱلْمَجِيدِ. وَتَجْتَمِعُ أَمَامَهُ كُلُّ ٱلْأُمَمِ، فَيَفْرِزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ، كَمَا يَفْرِزُ ٱلرَّاعِي ٱلْخِرَافَ مِنَ ٱلْجِدَاءِ». (متى ٢٥:٣١، ٣٢) وَلٰكِنْ مَتَى يَحْدُثُ ذٰلِكَ؟
تَتَنَبَّأُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَنْ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْعَالَمِيَّةِ. وَهٰذِهِ ٱلْمَشَاكِلُ هِيَ عَلَامَةٌ تُظْهِرُ أَنَّ دَيْنُونَةَ ٱلْمَسِيحِ عَلَى ٱلْأُمَمِ أَصْبَحَتْ قَرِيبَةً. وَيَسُوعُ أَوْضَحَ مَا سَتَتَضَمَّنُهُ هٰذِهِ ٱلْعَلَامَةُ قَائِلًا: «تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ، وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ. وَتَكُونُ زَلَازِلُ عَظِيمَةٌ، وَفِي مَكَانٍ بَعْدَ آخَرَ أَوْبِئَةٌ وَمَجَاعَاتٌ. وَتَكُونُ مَنَاظِرُ مُخِيفَةٌ». — لوقا ٢١:٧، ١٠، ١١.
تُظْهِرُ ٱلْمَشَاكِلُ فِي أَيَّامِنَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ سَيُحَاسِبُ ٱلْأُمَمَ عَمَّا قَرِيبٍ
وَٱلْيَوْمَ، نَحْنُ نَرَى بِوُضُوحٍ إِتْمَامَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ هٰذِهِ. وَهُوَ سَيَأْتِي عَمَّا قَرِيبٍ لِيُهْلِكَ ٱلْأَشْرَارَ. وَفِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ، سَيُبَادُ ٱلشَّيْطَانُ نَفْسُهُ وَتَصِيرُ ٱلْأَرْضُ فِرْدَوْسًا عَالَمِيًّا. وَسَيَحْيَا كُلُّ ٱلنَّاسِ فِي سَلَامٍ وَاحِدُهُمْ مَعَ ٱلْآخَرِ وَمَعَ ٱلْحَيَوَانَاتِ أَيْضًا. تَقُولُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ: «يَتَرَدَّدُ ٱلذِّئْبُ إِلَى ٱلْحَمَلِ، وَيَرْبِضُ ٱلنَّمِرُ مَعَ ٱلْجَدْيِ، وَيَكُونُ ٱلْعِجْلُ وَٱلشِّبْلُ وَٱلْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. . . . لَا أَحَدَ يُسِيءُ وَلَا أَحَدَ يُهْلِكُ». (اشعيا ١١:٦، ٩) وَتَعِدُنَا أَيْضًا: «لَا يَقُولُ سَاكِنٌ: ‹أَنَا مَرِيضٌ›. . . . حِينَئِذٍ تَنْفَتِحُ عُيُونُ ٱلْعُمْيِ، وَآذَانُ ٱلصُّمِّ تَتَفَتَّحُ». (اشعيا ٣٣:٢٤؛ ٣٥:٥) حَتَّى ٱلْأَمْوَاتُ سَيُقَامُونَ. تَذْكُرُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «يَمْسَحُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ ٱلدُّمُوعَ عَنْ كُلِّ ٱلْوُجُوهِ»، وَ «ٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلَا يَكُونُ نَوْحٌ وَلَا صُرَاخٌ وَلَا وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ». (اشعيا ٢٥:٨؛ رؤيا ٢١:٤) وَعِنْدَئِذٍ سَيَتَحَقَّقُ قَصْدُ ٱللّٰهِ ٱلْأَصْلِيُّ لِلْأَرْضِ. فَمَا أَرْوَعَ هٰذَا ٱلرَّجَاءَ!
وَاصِلِ ٱلنُّمُوَّ فِي ٱلْإِيمَانِ
لِمَنْ سَيُعْطِي ٱللّٰهُ مُكَافَأَةَ ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ؟ لِلَّذِينَ يَمْتَلِكُونَ إِيمَانًا حَقِيقِيًّا.
تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْإِيمَانَ ٱلْحَقِيقِيَّ مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ. لِذٰلِكَ ٱسْتَمِرَّ فِي زِيَادَةِ مَعْرِفَتِكَ عَنِ ٱللّٰهِ وَيَسُوعَ.
سَيَتَمَتَّعُ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱلْفِرْدَوْسِ إِلَى ٱلْأَبَدِ
وَٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ تَدْعَمُهُ ٱلْأَعْمَالُ ٱلْبَارَّةُ. تَذْكُرُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «اَلْإِيمَانُ بِلَا أَعْمَالٍ مَيِّتٌ». (يعقوب ٢:٢٦) فَبِأَعْمَالِكَ ٱلصَّالِحَةِ تَعْكِسُ صِفَاتِ ٱللّٰهِ ٱلرَّائِعَةَ: اَلْقُدْرَةَ، ٱلْعَدْلَ، ٱلْحِكْمَةَ، وَٱلْمَحَبَّةَ. لِذَا وَاصِلْ تَنْمِيَةَ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ ٱلْجَيِّدَةِ!
إِنَّ تَنْمِيَةَ ٱلْإِيمَانِ ٱلْحَقِيقِيِّ سَتَجْلُبُ لَكَ مُكَافَآتٍ عَدِيدَةً. فَهٰذَا ٱلْإِيمَانُ هُوَ فِعْلًا طَرِيقُكَ إِلَى ٱلسَّعَادَةِ، ٱلْآنَ وَإِلَى ٱلْأَبَدِ!
-