مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الجزء ٣:‏ ١٩٤٢-‏١٥١٣ ق‌م —‏ مصر ساحة معركة الآلهة
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • ضربات عشر في عد عكسي الى الهلاك

      في سنة ١٧٢٨ ق‌م حدث شيء كان سيؤول الى عواقب رهيبة لمصر ودينها.‏ فبعد حوالي قرنين من زيارة رجل يدعى ابرهيم لمصر انتقل المتحدرون منه الى هناك للهرب من عواقب جوع خطير.‏ (‏تكوين ١٢:‏١٠؛‏ ٤٦:‏٦،‏ ٧‏)‏ واذ عُرفوا بالاسرائيليين،‏ ظلوا هناك طوال ٢١٥ سنة.‏ وهيَّأ ذلك المسرح لمعركة الآلهة،‏ حشد من الآلهة المصرية في الجانب الواحد واله اسرائيل الوحيد،‏ يهوه،‏ في الجانب الآخَر.‏ وعندما طلب الاسرائيليون السماح لهم بمغادرة مصر لعبادته وصلت الامور بسرعة الى الاوج.‏

      وحاكم مصر،‏ فرعون،‏a لقب مشتق من الكلمة المصرية التي تقابل «البيت الكبير،‏» رفض طلبهم.‏ فعبَّر يهوه عندئذ عن قصده ان يمارس قدرته بطريقة عجائبية لمصلحة شعبه.‏ (‏خروج ٧:‏١-‏٦؛‏ ٩:‏١٣-‏١٦‏)‏ وبجلبه سلسلة من عشر ضربات على مصر تحدَّى آلهتها في مجابهة وجها لوجه.‏ —‏ خروج ١٢:‏١٢‏.‏

      حوَّلت الضربة الاولى نهر النيل،‏ المجرى الحيوي لمصر،‏ الى دم،‏ قاتلة سمكه ومجبِرة المصريين على الحفر لاجل ماء الشرب.‏ (‏خروج ٧:‏١٩-‏٢٤‏)‏ فيا له من خزي لحابي،‏ اله النيل!‏

      وكان الضفدع رمز الخصب،‏ وكتاب آلهة المصريين يخبرنا انه «كان يُعتقد ان الاله الضفدع والالاهة الضفدع قاما بدورين بارزين في خلق العالم.‏» وهكذا فان ضربة الضفادع،‏ اضافة الى ارباك آلهة الخصب مثل اوزيريس،‏ فتاح،‏ وسبك،‏ اذلَّت ايضا آلهة الخلق المصرية.‏ —‏ خروج ٨:‏١-‏٦‏.‏

      كان العرَّافون المصريون عاجزين عن تكرار الضربة الثالثة كما كانوا قد فعلوا بالضربتين الأوليين.‏ (‏خروج ٨:‏١٦-‏١٨‏)‏ فخسر ثوث،‏ رب السحر،‏ لمسته السحرية.‏ وكان جِب،‏ اله الارض،‏ عاجزا عن منع «تراب الارض» من التحول الى بعوض مؤذٍ.‏

      وابتداء من الضربة الرابعة رُسم خط فاصل بين جاسان،‏ موقع المجتمع الاسرائيلي في مصر السفلى،‏ وباقي البلاد.‏ وبينما لم تمس ضربة الذبان جاسان فان الاجزاء الاخرى من مصر خُرِّبت.‏ (‏خروج ٨:‏٢٠-‏٢٤‏)‏ وبوتو،‏ إلاهة حارسة،‏ والاله حورس لم يعودا قادرين على نحو واضح على ضبط الحوادث في ذلك الجزء من الارض الذي عنه هما مسؤولان —‏ مصر السفلى.‏

      وحتحور كانت إلاهة برأس بقرة.‏ ونوت،‏ إلاهة السماء،‏ كانت موصوفة ايضا ببقرة.‏ فكم كان مُذلاًّ لكلتيهما عندما سبَّب الوبأ ‹موت جميع المواشي› في الضربة رقم خمسة!‏ —‏ خروج ٩:‏٦‏.‏

      ويقال ان ثوث كان يعرف «كل الوصفات السحرية الضرورية لشفاء المرضى.‏» وأمون رع،‏ كما يقول المقطع الشعري الـ‍ ٧٠ من قصيدة كُتبت تكريما له،‏ كان طبيبا «يقضي على الامراض ويبدِّد العلل.‏» ولكنّ هذين الشافِيين المدَّعِيين كليهما كانا عاجزين عن منع ‹دمامل البثور عن الطلوع في الناس وفي البهائم،‏› وحتى في «العرّافين،‏» في الضربة السادسة.‏ —‏ خروج ٩:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      والآلهة شو ورشبو وتِفنوت كانت تساعد على ضبط الطقس.‏ ولكنها لم تستطع،‏ تماما كما لا يستطيع المتنبئون بالطقس اليوم،‏ ان تمنع الرعد والبرَد الذي في الضربة السابعة انهال على الانسان،‏ البهيمة،‏ والعشب والذي «كسَّر جميع شجر الحقل.‏» (‏خروج ٩:‏٢٥‏)‏ وما فشل البرَد في تدميره اكله جراد الضربة رقم ثمانية.‏ (‏خروج ١٠:‏١٢-‏١٥‏)‏ فيا لها من هزيمة لمين،‏ اله الحصاد،‏ الذي اذ يمسك صاعقة بيده اليمنى كان على ما يُظن يسيطر على الرعد والبرق!‏ وكلاهما افلتا من قبضته خلال هاتين الكارثتين.‏

      ‏«كان ظلام دامس في كل ارض مصر ثلاثة ايام،‏» ضربة تاسعة.‏ (‏خروج ١٠:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ إن رع،‏ اله الشمس؛‏ سِكهمت،‏ الالاهة التي تعتمر القرص الشمسي؛‏ وثوث،‏ اله القمر،‏ أُطفئت انوارها حرفيا.‏

      ويا له من صراخ عندما ضُرِب الابكار المصريون فجأة بالموت،‏ اذ لم يُترك «بيت ليس فيه ميت،‏» بما في ذلك «البيت الكبير» لفرعون!‏ (‏خروج ١٢:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ وبما ان فرعون كان ذرية مزعومة لاله الشمس رع فان الموت غير المتوقَّع لبكره كان معادلا لموت اله.‏ فيا لها من هزيمة مذهلة لِبِس،‏ حامي البيت الملكي،‏ وبوتو،‏ المدافِعة عن الملك!‏

      واذ أُخزيَ وأُذِل —‏ ليس مرة بل عشر مرات —‏ وكان هائجا للانتقام اندفع فرعون وجنده بجنون في مطاردة الاسرائيليين المرتحلين.‏ (‏خروج ١٢:‏٣٧،‏ ٤١،‏ ٥١؛‏ ١٤:‏٨‏)‏ واكراما لفرعون المعروف قليلا ني-‏مات-‏ري،‏ افتخرت قصيدة قديمة ذات مرة:‏ «حاربوا لاجل اسمه .‏ .‏ .‏ ليس هنالك قبر لمتمرد على جلالته،‏ وجثته تُطرح في الماء.‏» أما في ما يتعلق بفرعون الذي اختبر عدا عكسيا الهيا الى الهلاك فان جثته هي التي نزلت في الماء.‏ و «فرعون،‏ مجسَّم الاله حورس هنا على الارض،‏ وريث مَلَكية اطوم،‏ ابن اله الشمس ري [رع]،‏» كما يدعوه احد الاعمال المرجعية،‏ هلك في البحر الاحمر على يد اله اسرائيل الذي على جلالته كان قد تمرد.‏ —‏ خروج ١٤:‏١٩-‏٢٨؛‏ مزمور ١٣٦:‏١٥‏.‏

      هل حدث ذلك فعلا؟‏

      على نحو ذي مغزى،‏ رغم ادعاء دائرة المعارف البريطانية الجديدة ان رواية الخروج تحتوي على «عناصر خرافية،‏» فانها مع ذلك تعترف بأن «علماء الوقت الحاضر يميلون الى الاعتقاد بأنه خلف الخرافات هنالك جوهر صلب من الواقع.‏» وفي التحدث عن صعوبة تأريخ سلالات الحكام المصريين من قوائم الملوك تقول دائرة المعارف البريطانية الجديدة ايضا:‏ «ان ضعف هذه القوائم كسجلات تاريخية هو انها تشمل فقط اسماء ملوك حُسِبوا اهلا للكرامة؛‏ والكثيرون من الحكام المحتشمين والبعض من غير المشهورين أُغفِلوا كليا —‏ جرى محوهم من السجل.‏»‏

      وفي وجه مثل هذا الانعدام في الدقة التاريخية والتلاعب بالوقائع،‏ هل يكون مدهشا ان ‹تُمحى› هذه الهزيمة المخرِّبة لمصر وآلهتها الباطلة؟‏ يصير ذلك واضحا عندما نذكر ان اولئك الذين سجَّلوا التاريخ فعلوا ذلك تحت رعاية الكهنة الذين كان همهم الرئيسي،‏ كما يظهر،‏ المحافظة على مركزهم وتأييد مجد آلهتهم.‏

  • الجزء ٣:‏ ١٩٤٢-‏١٥١٣ ق‌م —‏ مصر ساحة معركة الآلهة
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • a من المستحيل تحديد هوية فرعون الذي حكم في ذلك الوقت بالتأكيد.‏ وقد اقترح علماء الآثار المصرية انه يمكن ان يكون،‏ من بين آخرين،‏ تحوتمس الثالث،‏ أمنحتب الثاني،‏ او رعمسيس الثاني.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة