مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • دينونة يهوه ستُنفَّذ في الاشرار
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • ١١-‏١٣ اية امة تنبأ عاموس ضدّها بشكل رئيسي،‏ وأية مظالم كانت متفشية فيها؟‏

      ١١ لقد اعلن النبيّ عاموس للتوّ دينونة يهوه ضدّ سبع امم.‏ وإذا ظنّ احد ان عاموس قد افرغ ما في جعبته،‏ فهو مخطئ لأن هذا النبي لم يكن قد انتهى بعد من التنبؤ.‏ فقد فُوِّض اليه بشكل رئيسي إعلان رسالة دينونة قاسية ضدّ مملكة اسرائيل الشمالية.‏ وقد استحقت اسرائيل الدينونة الالهية المضادة لأن الانحلال الاخلاقي والضعف الروحي استشريا في الامة.‏

      ١٢ فضح تنبؤ عاموس الظلم المتفشي في مملكة اسرائيل.‏ وعن هذا الامر نقرأ في عاموس ٢:‏٦،‏ ٧‏:‏ «هكذا قال الرب.‏ من اجل ذنوب اسرائيل الثلاثة والاربعة لا ارجع عنه لأنهم باعوا البارّ بالفضة والبائس لأجل نعلَين.‏ الذين يتهمّمون تراب الارض على [«يبتغون ان يغطي تراب الارض»،‏ الترجمة اليسوعية‏] رؤوس المساكين ويصدّون سبيل البائسين».‏

      ١٣ لقد بيع الابرار «بالفضة».‏ وربما عنى ذلك ان القضاة كانوا يدينون البريء بعد حصولهم على الفضة كرشوة.‏ والدائنون باعوا الفقراء للعبودية لقاء «نعلين»،‏ ربما بغية تسديد دَين صغير.‏ كما ان الرجال المتحجري القلوب كانوا يبتغون دفع «المساكين» الى هذه الحالة المزرية بحيث يذرّي هؤلاء الفقراء التراب على رؤوسهم،‏ دلالةً على الاسى،‏ النَّوح،‏ والاذلال.‏ وكان الفساد متفشيا جدا حتى ان «البائسين» فقدوا كل امل في تحقيق العدالة.‏

      ١٤ مَن كانوا الذين أُسيئَت معاملتهم في مملكة اسرائيل ذات العشرة اسباط؟‏

      ١٤ لاحِظ مَن الذين أُسيئَت معاملتهم:‏ الابرار،‏ الفقراء،‏ المساكين،‏ والبائسين.‏ فمع ان يهوه امر في عهد الشريعة الذي قطعه مع الاسرائيليين بإظهار الرأفة للضعفاء والمحتاجين،‏ فإن حياة اشخاص كهؤلاء في مملكة اسرائيل ذات العشرة اسباط صارت سيئة الى اقصى الحدود.‏

      ‏«استعد للقاء الهك»‏

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ لماذا حُذِّر الاسرائيليون:‏ «استعد للقاء الهك»؟‏ (‏ب)‏ كيف تُظهِر عاموس ٩:‏١،‏ ٢ ان الاشرار لا يمكنهم الهرب من الدينونة الالهية؟‏ (‏ج)‏ ماذا حدث لمملكة اسرائيل ذات العشرة اسباط سنة ٧٤٠ ق‌م؟‏

      ١٥ بما ان الفساد الادبي وخطايا اخرى تفشّت في اسرائيل،‏ فقد امتلك النبي عاموس سببا وجيها ليحذّر الامة المتمردة:‏ «استعد للقاء الهك».‏ (‏عاموس ٤:‏١٢‏)‏ فلم تكن اسرائيل الخائنة لتفلت من الدينونة الالهية الوشيكة،‏ لأن يهوه اعلن للمرة الثامنة:‏ «لا ارجع عنه».‏ (‏عاموس ٢:‏٦‏)‏ وللاشرار الذين قد يحاولون الاختباء،‏ قال اللّٰه:‏ «لا يهرب منهم هارب ولا يفلت منهم ناجٍ.‏ إنْ نقبوا الى الهاوية فمن هناك تأخذهم يدي وإنْ صعدوا الى السماء فمن هناكَ انزلهم».‏ —‏ عاموس ٩:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١٦ لا يستطيع الاشرار الهرب من تنفيذ دينونة يهوه فيهم بالنَّقْب او الحفر «الى الهاوية»،‏ مما يشير الى محاولات الاختباء في اسافل الارض.‏ ولا يمكنهم الافلات من الدينونة الالهية بالصعود «الى السماء»،‏ اي بالاختباء في الجبال العالية.‏ فتحذير يهوه واضح:‏ لن يصعب عليه الوصول الى ايّ مخبإ.‏ فالعدل الالهي تطلَّب ان تُحاسَب مملكة اسرائيل على اعمالها الشريرة.‏ وقد آن اوان الحساب.‏ ففي سنة ٧٤٠ ق‌م،‏ بعد ٦٠ سنة تقريبا من تدوين عاموس نبوته،‏ وقعت مملكة اسرائيل في قبضة الغزاة الاشوريين.‏

      الدينونة الالهية انتقائية

      ١٧،‏ ١٨ ماذا يكشف الاصحاح التاسع من عاموس عن رحمة اللّٰه؟‏

      ١٧ ساعدتنا نبوة عاموس ان نرى ان الدينونة الالهية هي دائما مُستحَقة وحتمية.‏ لكنّ سفر عاموس يشير ايضا ان دينونة يهوه انتقائية.‏ فاللّٰه قادر على ايجاد الاشرار وتنفيذ الدينونة فيهم اينما اختبأوا.‏ كما انه قادر على ايجاد التائبين والمستقيمين الذين يختار ان يُظهِر لهم الرحمة.‏ وتَبرز هذه النقطة بشكل رائع في الاصحاح الاخير من سفر عاموس‏.‏

      ١٨ فقد قال يهوه في عاموس ٩:‏٨‏:‏ «لا أبيد بيت يعقوب تماما».‏ وفي الاعداد ١٣ الى ١٥‏،‏ وعد يهوه بأنه ‹سيردّ سبي› شعبه.‏ فهؤلاء الاشخاص كانوا سيُرحَمون ويتمتعون بالامن والازدهار.‏ وعدهم يهوه:‏ «يُدرِك الحارث الحاصد».‏ تخيّل ان الحصاد سيكون وافرا جدا لدرجة ان وقت الحصاد لن يكون قد انتهى عندما يحلّ موعد الحراثة وبذر البذور مرة اخرى!‏

      ١٩ ماذا حدث لبقية من اسرائيل ويهوذا؟‏

      ١٩ يمكننا القول ان دينونة يهوه على الاشرار في يهوذا وإسرائيل كانت انتقائية لأن الرحمة أُظهِرَت للتائبين والذين لديهم ميل صائب.‏ فإتماما لنبوة الردّ المسجّلة في عاموس الاصحاح ٩‏،‏ تحرّرت بقية تائبة من اسرائيل ويهوذا من الاسر البابلي سنة ٥٣٧ ق‌م.‏ وعندما رجعوا الى موطنهم،‏ ردّوا العبادة النقية.‏ وأعادوا ايضا بناء منازلهم وغرسوا كروما وجنَّات وعاشوا في امان.‏

      دينونة يهوه المضادة ستأتي لا محالة!‏

      ٢٠ ماذا تؤكد لنا مناقشتنا لرسائل الدينونة التي اعلنها عاموس؟‏

      ٢٠ ان مناقشتنا لرسائل الدينونة الالهية التي اعلنها عاموس تؤكّد لنا ان يهوه سيضع حدّا للشر في ايامنا.‏ ولمَ يمكننا الوثوق بذلك؟‏ اولا،‏ لأن هذه الامثلة لتعاملات اللّٰه مع الاشرار قديما تخبرنا كيف سيتصرف في يومنا هذا.‏ ثانيا،‏ لأن تنفيذ الدينونة الالهية في مملكة اسرائيل المرتدة يؤكّد ان اللّٰه سيدمِّر العالم المسيحي،‏ الجزء الاكثر استحقاقا للّوم من «بابل العظيمة»،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ —‏ كشف ١٨:‏٢‏.‏

      ٢١ لماذا يستحق العالم المسيحي دينونة اللّٰه المضادة؟‏

      ٢١ ليس هنالك ادنى شكّ في ان العالم المسيحي يستحق الدينونة الالهية المضادة.‏ فحالته الدينية والاخلاقية المزرية واضحة جدا.‏ لذلك فإن دينونة يهوه ضد العالم المسيحي وسائر عالم الشيطان مُستحَقة ولا مفرّ منها.‏ فعندما يحين وقت تنفيذ الدينونة،‏ ستنطبق كلمات عاموس الاصحاح ٩،‏ العدد ١‏:‏ «لا يهرب منهم هارب ولا يفلت منهم ناجٍ».‏ نعم،‏ سيجد يهوه الاشرار اينما اختبأوا.‏

      ٢٢ اية امور تتعلق بالدينونة الالهية توضحها ٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏٨‏؟‏

      ٢٢ ان الدينونة الالهية دائما مُستحَقة،‏ حتمية،‏ وانتقائية.‏ وهذا ما يمكن ان نراه من كلمات الرسول بولس:‏ «انه برّ من جهة اللّٰه ان الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقا،‏ أما انتم الذين تعانون الضيق فراحة معنا عند الكشف عن الرب يسوع من السماء مع ملائكته الاقوياء في نار ملتهبة،‏ إذ ينزل الانتقام بمَن لا يعرفون اللّٰه وبمَن لا يطيعون البشارة عن ربنا يسوع».‏ (‏٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏٨‏)‏ فهو «برّ من جهة اللّٰه» ان يجازي الذين يستحقون الدينونة المضادة لأنهم جلبوا الضيق لممسوحيه.‏ وهذه الدينونة ستكون حتمية،‏ لأن الاشرار لن ينجوا عند ‹الكشف عن يسوع مع ملائكته الاقوياء في نار ملتهبة›.‏ والدينونة الالهية ستكون ايضا انتقائية لأن يسوع سيُنزل الانتقام «بمَن لا يعرفون اللّٰه وبمَن لا يطيعون البشارة».‏ كما ان تنفيذ هذه الدينونة الالهية سيجلب الراحة للاتقياء الذين يعانون الضيق.‏

      رجاء للمستقيمين

      ٢٣ ايّ رجاء وتعزية يمكن ان نستمدهما من سفر عاموس؟‏

      ٢٣ تحتوي نبوة عاموس على رسالة رجاء وتعزية رائعة للذين لديهم ميل صائب.‏ فكما انبأ سفر عاموس،‏ لم يُبِدْ يهوه كامل شعبه في الماضي.‏ فقد حرّر الذين أُسروا من اسرائيل ويهوذا،‏ وردّهم الى موطنهم وباركهم بوفرة من الامن والازدهار.‏ فماذا يعني ذلك لنا اليوم؟‏ يمكننا الوثوق انه خلال تنفيذ الدينونة الالهية،‏ سيجد يهوه الاشرار اينما اختبأوا وسيعثر ايضا على الذين يعتبرهم اشخاصا يستحقون رحمته اينما كانوا يعيشون على الارض.‏

  • اطلب يهوه،‏ ممتحن القلوب
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • اطلب يهوه،‏ ممتحن القلوب

      ‏«اطلبوني فتحيوا».‏ —‏ عاموس ٥:‏٤‏،‏ الترجمة العربية الجديدة.‏

      ١،‏ ٢ ماذا تعني الاسفار المقدسة عندما تقول ان يهوه «ينظر الى القلب»؟‏

      قال يهوه اللّٰه للنبي صموئيل:‏ «الانسان ينظر الى العينين وأما الرب فإنه ينظر الى القلب».‏ (‏١ صموئيل ١٦:‏٧‏)‏ فكيف ‹ينظر يهوه الى القلب›؟‏

      ٢ في الاسفار المقدسة،‏ غالبا ما تشير كلمة «قلب» الى مكنونات الانسان:‏ رغباته،‏ افكاره،‏ مشاعره،‏ وعواطفه.‏ وهكذا،‏ عندما يقول الكتاب المقدس ان اللّٰه ينظر الى القلب،‏ يعني ذلك انه لا يتأثر بالمظهر الخارجي بل يركِّز على الجوهر.‏

      اللّٰه يمتحن اسرائيل

      ٣،‏ ٤ اية احوال كانت سائدة في مملكة اسرائيل ذات العشرة اسباط،‏ كما يرد في عاموس ٦:‏٤-‏٦‏؟‏

      ٣ ماذا رأى ممتحن القلوب عندما نظر الى مملكة اسرائيل ذات العشرة اسباط في ايام عاموس؟‏ تتحدث عاموس ٦:‏٤-‏٦ عن ‹المضطجعين على أسرّة من العاج والمتمددين على فرُشهم والآكلين خرافا من الغنم وعجولا من وسط الصّيرة›.‏ كما ان هؤلاء الاشخاص ‹اخترعوا لأنفسهم آلات الغناء› وكانوا ‹يشربون من كؤوس الخمر›.‏

      ٤ للوهلة الاولى،‏ قد يبدو هذا المشهد جميلا.‏ ففي رخاء المنازل الفخمة،‏ يستمتع الاغنياء بأجود اصناف الطعام والشراب،‏ ويتسلّون بأفضل الآلات الموسيقية.‏ كما انهم امتلكوا «اسرّة من العاج».‏ وقد عثر علماء الآثار على منحوتات عاجية متقنة الصّنع في السامرة،‏ عاصمة مملكة اسرائيل.‏ (‏١ ملوك ١٠:‏٢٢‏)‏ والعديد منها على الارجح كان متّصلا بقطع اثاث او استُخدِم لتطعيم الاخشاب التي كَسَت الجدران.‏

      ٥ لماذا غضب اللّٰه من الاسرائيليين في ايام عاموس؟‏

      ٥ وهل استاء يهوه اللّٰه من الرخاء الذي كان يعيش فيه الاسرائيليون،‏ من تلذُّذهم بالاطايب والخمر الفاخرة،‏ ومن إصغائهم الى الموسيقى الجميلة؟‏ طبعا لا!‏ فيهوه يزوّد هذه الاشياء بوفرة لمتعة الانسان.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٧‏)‏ لكنَّ ما اغضبه كان الرغبات الخاطئة التي نمّاها الشعب،‏ حالة قلبهم الشرير،‏ موقفهم العديم الاحترام من اللّٰه،‏ وعدم محبتهم لإخوتهم الاسرائيليين.‏

      ٦ اية حالة روحية كانت سائدة في اسرائيل في زمن عاموس؟‏

      ٦ كانت هنالك مفاجأة في انتظار ‹المتمددين على فرُشهم والآكلين خرافا من الغنم،‏ الشاربين الخمر،‏ والمخترعين آلات غناء›.‏ قال عاموس عن هؤلاء الاشخاص:‏ ‹يُبعِدون يوم البلية›.‏ ففي حين لزم ان يحزنوا كثيرا بسبب الاحوال السائدة في اسرائيل،‏ ‹لم يغتمّوا على انسحاق يوسف›.‏ (‏عاموس ٦:‏٣-‏٦‏)‏ فرغم ازدهار الامة الاقتصادي،‏ رأى اللّٰه ان يوسف (‏او اسرائيل)‏،‏ كان ‹منسحقا›،‏ اي في حالة روحية يُرثى لها.‏ لكنَّ الشعب واصل حياته اليومية دون الاكتراث بما يحدث.‏ اليوم ايضا،‏ يُظهِر اشخاص كثيرون موقفا مماثلا.‏ فقد يعترفون بأننا نعيش في ايام عصيبة،‏ لكنهم قلّما يهتمون بالامور الروحية وقلَّما يكترثون بمصائب الآخرين ما دامَت لا تطالهم شخصيا.‏

      اسرائيل —‏ امة تعاني الانحطاط

      ٧ ماذا حدث عندما لم يصغِ شعب اسرائيل للتحذيرات الالهية؟‏

      ٧ يصف سفر عاموس امة تعاني الانحطاط رغم مظهرها الخارجي الذي يوحي بالازدهار.‏ ولأنهم لم يصغوا للتحذيرات الالهية ويصحّحوا وجهة نظرهم،‏ كان يهوه سيسلِّمهم الى يد اعدائهم.‏ فكان الاشوريون سيأتون وينتزعونهم من اسرّتهم العاجية الرائعة ويأخذونهم اسرى.‏ فيخسرون الرخاء الذي ينعمون به.‏

      ٨ كيف وصلت اسرائيل الى هذه الحالة الروحية المزرية؟‏

      ٨ وكيف وصل الاسرائيليون الى هذه الحالة؟‏ بدأت هذه الحالة سنة ٩٩٧ ق‌م،‏ بعدما مات سليمان وخلفه ابنه رحبعام وانفصلت عشرة اسباط من اسرائيل عن سبطَي يهوذا وبنيامين.‏ كان يربعام الاول ‹ابن نباط› اول ملك على مملكة اسرائيل ذات العشرة اسباط.‏ (‏١ ملوك ١١:‏٢٦‏)‏ وقد اقنع الشعب تحت سلطته ان السفر الى اورشليم ليعبدوا يهوه صعب عليهم.‏ ولكنه لم يكن مهتما حقا بخيرهم،‏ بل كان يهدف الى حماية مصالحه الخاصة.‏ (‏١ ملوك ١٢:‏٢٦‏)‏ فقد كان يخشى ان يتحول ولاء الاسرائيليين الى مملكة يهوذا اذا استمروا في الصعود الى الهيكل في اورشليم للاحتفال بالاعياد السنوية التي تكرم يهوه.‏ وللحؤول دون ذلك،‏ صنع عجلَين من ذهب ووضع احدهما في دان والآخر في بيت ايل.‏ وهكذا،‏ اصبحت عبادة العجل الدين الذي اتّبعته مملكة اسرائيل.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ١١:‏١٣-‏١٥‏.‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ اية مناسبات دينية نظّمها الملك يربعام الاول؟‏ (‏ب)‏ كيف نظر اللّٰه الى الاعياد التي أُقيمت في اسرائيل في ايام الملك يربعام الثاني؟‏

      ٩ حاول يربعام ان يضفي على الديانة الجديدة مظاهر الديانة الحقة.‏ فنظّم مناسبات دينية تشبه الى حدّ ما الاعياد التي كانت تُقام في اورشليم.‏ نقرأ في ١ ملوك ١٢:‏٣٢‏:‏ «عمل يربعام عيدا في الشهر الثامن في اليوم الخامس عشر من الشهر كالعيد الذي في يهوذا وأصعد على المذبح.‏ هكذا فعل في بيت ايل».‏

      ١٠ لكنَّ يهوه لم يرضَ قط عن هذه الاعياد الدينية الباطلة.‏ وهذا ما اوضحه بعد اكثر من قرن بفم عاموس خلال ملك يربعام الثاني،‏ الذي اعتلى عرش مملكة اسرائيل ذات العشرة اسباط نحو سنة ٨٤٤ ق‌م.‏ (‏عاموس ١:‏١‏)‏ فبحسب عاموس ٥:‏٢١-‏٢٤‏،‏ قال اللّٰه:‏ «بغضتُ كرهتُ اعيادكم ولست ألتذّ باعتكافاتكم.‏ اني اذا قدّمتم لي محرقاتكم وتقدماتكم لا ارتضي وذبائح السلامة من مسمّناتكم لا التفت اليها.‏ أَبعِد عني ضجة اغانيك ونغمة ربابك لا اسمع.‏ وليَجرِ الحق كالمياه والبر كنهر دائم».‏

      اوجه الشبه بين الماضي والحاضر

      ١١،‏ ١٢ ما هي بعض اوجه الشبه بين العبادة في اسرائيل القديمة وعبادة العالم المسيحي؟‏

      ١١ من الواضح ان يهوه امتحن قلوب الذين اشتركوا في اعياد اسرائيل ورفض اعيادهم وتقدماتهم.‏ وعلى نحو مشابه اليوم،‏ يرفض اللّٰه احتفالات العالم المسيحي الوثنية كعيد الميلاد والفصح.‏ فبالنسبة الى عبّاد يهوه،‏ ليست هنالك شركة للبر وتعدي الشريعة ولا ترافق للنور مع الظلمة.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏١٤-‏١٦‏.‏

      ١٢ يمكن رؤية اوجه شبه اخرى بين عبادة العجل في اسرائيل وعبادة العالم المسيحي.‏ فرغم ان بعض الافراد من المدّعين المسيحية يقبلون حق كلمة اللّٰه،‏ ليست المحبة الحقيقية للّٰه الدافع وراء عبادة العالم المسيحي ككل.‏ فلو كانت المحبة هي دافع العالم المسيحي لأصرّ على عبادة يهوه «بالروح والحق»،‏ لأن هذا هو نوع العبادة الذي يرضيه.‏ (‏يوحنا ٤:‏٢٤‏)‏ علاوة على ذلك،‏ العالم المسيحي لا ‹يُجري الحق كالمياه والبر كنهر دائم›،‏ بل يلطّف باستمرار مطالب اللّٰه الادبية.‏ كما يتغاضى عن العهارة وغيرها من الخطايا الخطيرة،‏ حتى انه يبارك زواج مضاجعي النظير.‏

      ‏«أحبوا الخير»‏

      ١٣ لماذا يلزم ان نطبِّق كلمات عاموس ٥:‏١٥‏؟‏

      ١٣ يقول يهوه لكل مَن يسعون الى ارضائه:‏ «ابغضوا الشر وأحبوا الخير».‏ (‏عاموس ٥:‏١٥‏)‏ ان المحبة والبغض عاطفتان قويتان تنبعان من القلب المجازي.‏ لكنّ القلب خدّاع،‏ لذا يجب ان نبذل قصارى جهدنا لنحفظه.‏ (‏امثال ٤:‏٢٣؛‏ ارميا ١٧:‏٩‏)‏ فإذا سمحنا لقلبنا بأن يغذي الرغبات الخاطئة،‏ فسنحب الشر ونبغض الخير.‏ وإذا كنا نشبع هذه الرغبات بارتكاب الخطية،‏ فلن نستعيد حظوتنا عند اللّٰه مهما اظهرنا من غيرة.‏ فلنصلِّ لكي يساعدنا اللّٰه ان ‹نبغض الشر ونحب الخير›.‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ مَن كانوا بين الذين يفعلون الخير في اسرائيل،‏ ولكن كيف عومل بعضهم؟‏ (‏ب)‏ كيف نشجِّع نحن اليوم الاخوة الذين في الخدمة كامل الوقت؟‏

      ١٤ ولكن لم يصنع كل الاسرائيليين في ايام عاموس الشر في عيني يهوه.‏ فهوشع وعاموس مثلا،‏ ‹احبّا الخير› وخدما اللّٰه بأمانة كأنبياء.‏ وتعهَّد آخرون ايضا ان يعيشوا كنذيرين.‏ وطوال ايام نذرهم،‏ كانوا يمتنعون عن شرب نتاج الكرمة،‏ ولا سيما الخمر.‏ (‏عدد ٦:‏١-‏٤‏)‏ ولكن كيف نظر الاسرائيليون الآخرون الى مسلك التضحية بالذات الذي اتّبعه هؤلاء الاشخاص الذين يفعلون الخير؟‏ يكشف الجواب المروِّع على هذا السؤال مدى انحطاط الامة الروحي.‏ تقول عاموس ٢:‏١٢‏:‏ «سقيتم النذيرين خمرا وأوصيتم الانبياء قائلين لا تتنبأوا».‏

      ١٥ عند رؤية المثال الامين الذي رسمه النذيرون والانبياء،‏ كان على هؤلاء الاسرائيليين ان يخجلوا ويندفعوا الى تغيير مسلكهم.‏ عوضا عن ذلك،‏ اعربوا عن عدم محبتهم اذ سعوا الى تثبيط عزيمة الاولياء وردعهم عن تمجيد اللّٰه.‏ نحن ايضا،‏ يجب ألا نحثّ الرفقاء المسيحيين سواء أكانوا فاتحين،‏ مرسلين،‏ نظارا جائلين،‏ ام اعضاء في عائلة بيت ايل على التخلي عن خدمتهم كامل الوقت والعودة الى ما يُسمى بالحياة الطبيعية.‏ بل لنشجّعهم على المضي قُدُما في فعل الخير.‏

      ١٦ لماذا كان وضع الاسرائيليين في ايام موسى افضل منه في ايام عاموس؟‏

      ١٦ رغم ان اسرائيليين كثيرين كانوا ينعمون بالرخاء المادي في حياتهم ايام عاموس،‏ لم يكونوا ‹اغنياء للّٰه›.‏ (‏لوقا ١٢:‏١٣-‏٢١‏)‏ وبالتباين مع ذلك،‏ فإن اجدادهم لم يأكلوا سوى المنّ في البرية طوال ٤٠ سنة،‏ ولم يأكلوا ثيرانا معلوفة او يتمدّدوا بكسل على أسرّة من العاج.‏ لكنَّ موسى كان محقّا عندما قال لهم:‏ «الرب الهك قد باركك في كل عمل يدك .‏ .‏ .‏ الآن اربعون سنة للرب الهك معك لم ينقص عنك شيء».‏ (‏تثنية ٢:‏٧‏)‏ نعم،‏ لطالما حصل الاسرائيليون حين كانوا في البرية على الاشياء التي احتاجوا فعلا اليها.‏ والاهمّ من ذلك انهم تمتعوا بمحبة وحماية وبركة اللّٰه.‏

      ١٧ لماذا ادخل يهوه الاسرائيليين الى ارض الموعد؟‏

      ١٧ ذكّر يهوه معاصري عاموس انه ادخل اجدادهم الى ارض الموعد وساعدهم على تطهيرها من كل اعدائهم.‏ (‏عاموس ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ولكن لماذا اخرج اللّٰه الاسرائيليين من مصر وجاء بهم الى ارض الموعد؟‏ أمِن اجل ان يعيشوا حياة مترفة تافهة ويرفضوا خالقهم؟‏ كلا،‏ بل ليعبدوه كشعب حرّ طاهر روحيا.‏ لكنَّ سكان مملكة اسرائيل ذات العشرة اسباط لم يبغضوا الشر ويحبوا الخير،‏ بل مجّدوا التماثيل المنحوتة بدلا من يهوه اللّٰه.‏ فيا لخزيهم!‏

      يهوه ينزل العقاب

      ١٨ لماذا حرّرنا يهوه روحيا؟‏

      ١٨ لم يكن اللّٰه ليتجاهل تصرفات الاسرائيليين المخزية.‏ وقد اوضح موقفه عندما قال:‏ «اعاقبكم على جميع ذنوبكم».‏ (‏عاموس ٣:‏٢‏)‏ ينبغي ان تدفعنا هذه الكلمات الى التفكير في انقاذنا من عبودية مصر العصرية:‏ نظام الاشياء الشرير الحاضر.‏ فيهوه لم يحرِّرنا روحيا لنسعى وراء اهداف انانية،‏ بل لنسبِّحه من كل القلب كشعب حرّ يؤدي له عبادة طاهرة.‏ وكل واحد منا سيؤدي حسابا عن الطريقة التي يستخدم بها حريته المعطاة من اللّٰه.‏ —‏ روما ١٤:‏١٢‏.‏

      ١٩ بحسب عاموس ٤:‏٤،‏ ٥‏،‏ ماذا احبّ معظم الاسرائيليين؟‏

      ١٩ من المحزن ان معظم سكان اسرائيل تجاهلوا رسالة عاموس القوية.‏ ففي عاموس ٤:‏٤،‏ ٥ كشف النبي حالة قلوبهم المريضة روحيا،‏ قائلا:‏ «هلمّ الى بيت ايل وأذنِبوا الى الجلجال وأكثِروا الذنوب .‏ .‏ .‏ لأنكم هكذا احببتم يا بني اسرائيل».‏ فلم ينمّ الاسرائيليون رغبات لائقة ولم يحفظوا قلوبهم.‏ نتيجة لذلك،‏ أحب معظمهم الشر وأبغض الخير.‏ ولم يتغير عبدة العجل العنيدون هؤلاء.‏ لذا كان يهوه سيُنزِل بهم العقاب.‏ فقد كانوا سيموتون في خطيتهم!‏

      ٢٠ كيف يطبّق المرء كلمات عاموس ٥:‏٤‏؟‏

      ٢٠ لا بدّ انه كان صعبا على العائشين في اسرائيل في ذلك الوقت ان يبقوا امناء ليهوه.‏ فالسباحة بعكس التيار ليست بالامر السهل،‏ كما يعلم جميع المسيحيين اليوم،‏ صغارا وكبارا.‏ لكنَّ محبة اللّٰه والرغبة في ارضائه دفعتا بعض الاسرائيليين الى ممارسة العبادة الحقة.‏ ولهؤلاء وجّه يهوه الدعوة الحارّة المسجلة في عاموس ٥:‏٤‏،‏ بحسب الترجمة العربية الجديدة:‏ «اطلبوني فتحيوا».‏ اليوم ايضا،‏ يُظهِر اللّٰه رحمة مماثلة للذين يتوبون ويطلبونه بنيل المعرفة الدقيقة لكلمته ثم بفعل مشيئته.‏ ومع ان اتّباع هذا المسلك امر صعب،‏ فهو يؤدي الى حياة ابدية.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      الازدهار رغم الجوع الروحي

      ٢١ ايّ جوع يعاني منه الذين لا يمارسون العبادة الحقة؟‏

      ٢١ وماذا كان ينتظر الذين لم يدعموا العبادة الحقة؟‏ أسوأ نوع من الجوع:‏ الجوع الروحي.‏ قال السيد المتسلط يهوه:‏ «هوذا ايام تأتي .‏ .‏ .‏ أرسل جوعا في الارض لا جوعا للخبز ولا عطشا للماء بل لاستماع كلمات الرب».‏ (‏عاموس ٨:‏١١‏)‏ والعالم المسيحي يعاني هذا الجوع الروحي.‏ أما ذوو القلوب المستقيمة فيرون الازدهار الروحي الذي يتمتع به شعب اللّٰه ويتقاطرون الى هيئة يهوه.‏ ويَظهر التباين بين حالة العالم المسيحي والحالة التي يتمتع بها المسيحيون الحقيقيون من خلال كلمات يهوه:‏ «هوذا عبيدي يأكلون وأنتم تجوعون.‏ هوذا عبيدي يشربون وأنتم تعطشون.‏ هوذا عبيدي يفرحون وأنتم تخزون».‏ —‏ اشعياء ٦٥:‏١٣‏.‏

      ٢٢ لماذا لدينا سبب للفرح؟‏

      ٢٢ هل يقدِّر كل منا،‏ نحن خدام يهوه،‏ ما يملكه من تدابير وبركات روحية؟‏ عندما ندرس الكتاب المقدس والمطبوعات المسيحية ونحضر الاجتماعات والمحافل،‏ نترنم حقا من طيبة القلب.‏ فنحن نفرح بالفهم الواضح الذي نناله من كلمة اللّٰه،‏ بما في ذلك نبوة عاموس الموحى بها من اللّٰه.‏

      ٢٣ بماذا يتمتع الذين يمجِّدون اللّٰه؟‏

      ٢٣ تحتوي نبوة عاموس على رسالة رجاء لكل الذين يحبون اللّٰه ويرغبون في اعطائه المجد.‏ فمهما كانت حالتنا المادية اليوم ومهما واجهنا من تجارب في هذا العالم المضطرب،‏ فنحن نحب اللّٰه ونتمتع ببركاته وبأجود طعام روحي.‏ (‏امثال ١٠:‏٢٢؛‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ لذا يجب ان نعطي المجد للّٰه الذي يزوّدنا كل شيء بغنى لمتعتنا.‏ فلنصمِّم ان نسبّحه من كل القلب الى الابد.‏ وسيكون هذا امتيازنا المفرح اذا طلبنا يهوه،‏ ممتحن القلوب.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة