مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اليابان
    الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٨
    • علمت صحيفة اليابان الرئيسية اساهي‏،‏ ان خمس شابات مرسلات من برج المراقبة،‏ أتين الى اوساكا ليعشن النمط الياباني في بيت ياباني.‏ فزارهن مراسلون للصحيفة وأعدّوا مقالة مصوَّرة رائعة تقارن الاخوات الخمس بملائكة نزلوا من السماء،‏ مثل ازهار الكرز.‏ وزوَّدت المقالة ايضا عنوان بيت المرسلات.‏

  • اليابان
    الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٨
    • مرسلو سنة ١٩٤٩

      صارت ظروف الكرازة مؤاتية اكثر بكثير بعد الحرب العالمية الثانية.‏ ولكن في سنة ١٩٤٧،‏ أَشعر جونزو أَكاشي مكتب جمعية برج المراقبة في بروكلين،‏ نيويورك،‏ انه لم يعد يوافق على تعاليم الكتاب المقدس.‏ فكتب الاخ نور على الفور الى هاواي طالبا متطوعين هاواييين من اصل ياباني لكي يحضروا الصف الـ‍ ١١ لمدرسة جلعاد لنيل التدريب الارسالي.‏ وناظر فرع هاواي،‏ الذي كان سكرتير ج.‏ ف.‏ رذرفورد في اوائل عشرينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ ناشد قائلا:‏ «ولكن ايها الاخ نور،‏ ماذا عن الزوجين هاسلِت؟‏».‏ لذلك وجِّهت الدعوة ايضا الى دون هاسلِت وزوجته مايبل،‏ مع انهما كانا يناهزان الـ‍ ٥٠ من عمرهما.‏ وفي جلعاد،‏ علَّم شينيتشي توهارا وإلسي تانيڠاوا اللغة اليابانية لأكثر من ٢٠ تلميذا.‏

      وخلال سنة ١٩٤٩،‏ تسلَّم «الهاواييون» —‏ دون ومايبل هاسلِت،‏ جيري ويوشي توما،‏ شينيتشي وماساكو توهارا وأولادهما الثلاثة،‏ وإلسي تانيڠاوا —‏ تعييناتهم في مدينة طوكيو التي مزَّقها القصف.‏ وفي السنة عينها،‏ تبعهم فريق أوسترالي مؤلف من أدريان تومپسون،‏ پرسي وايلما ايزلوب،‏ ولويد ومِلبا باري،‏ الذين عيِّنوا في مدينة كوبي التي دمَّرتها الحرب.‏ وصار هؤلاء المرسلون الاوائل في اليابان يُعرفون بـ‍ «مرسلي سنة ١٩٤٩».‏ وقد مات منهم ستة في تعيينهم،‏ فيما كانوا لا يزالون يقومون بعملهم.‏ ولا يزال ثمانية آخرون يخدمون كامل الوقت في اليابان وفي بروكلين،‏ نيويورك.‏ وفي سنة ١٩٤٩،‏ قدَّم ايضا ثمانية ناشرين محليين تقارير عن الوقت الذي صرفوه في خدمة الملكوت.‏

      النمو في طوكيو

      احرز الفريق الهاواييّ تقدما ملحوظا في طوكيو.‏ تتذكَّر يوشي توما انه في تلك السنة لِما بعد الحرب،‏ عملوا في المقاطعة «من خندق مسقوف الى آخر».‏ تقول:‏ «كان الناس فقراء ويجاهدون للشفاء من تأثيرات الحرب.‏ وكان الطعام يُقنَّن،‏ فكان دون هاسلِت يقف في الصف مع جيرانه ليحصل على ملفوفة واحدة».‏ لكنَّ اصحاب البيوت كانوا لبقين ولطفاء،‏ يصغون بصبر فيما كان هؤلاء المرسلون يجاهدون في تقديم عروضهم باليابانية.‏ ولزم ان يتعلم المرسلون ان يخلعوا احذيتهم عند دخول البيت.‏ ثم يدخلون الى غرفة مجاورة.‏ لكنَّ السقوف كانت منخفضة،‏ ولذلك كان دون هاسلِت،‏ الذي كان طويلا،‏ يُصاب بندوب كثيرة من جراء ارتطام رأسه بالسقف.‏ وفي غضون سنة او اثنتين،‏ بنى «الهاواييون» اساسا صلبا في طوكيو،‏ التي تضمُّ الآن ١٣٩ جماعة.‏

      ومن «مرسلي سنة ١٩٤٩»،‏ رسم الشاهدان الممسوحان دون ومايبل هاسلِت مثالا رائعا في خدمة الحقل حتى عندما تقدما في السن.‏ وعندما مات دون في سنة ١٩٦٦،‏ كان جميع الاخوة الستة الذين حملوا تابوته الى قاعة الملكوت من اجل مراسم الدفن احداثا علَّمهم الحق ويخدمون في ذلك الوقت في عائلة بيت ايل في طوكيو،‏ اليابان،‏ المؤلفة من ١٩ عضوا.‏

      عاشت مايبل بعد موت دون ثماني سنوات.‏ وعندما كانت في سبعيناتها،‏ أُصيبت بسرطان القولون.‏ وقد وافق مستشفى رئيسي في طوكيو في تورانومون،‏ احتراما لمشاعرها،‏ ان تُجرى لها عملية جراحية بدون دم شرط ان تدخل المستشفى قبل اسبوعين من العملية.‏ وفي اول يوم لها هناك،‏ زار غرفتها طبيب شاب يدفعه الفضول لمعرفة سبب رفضها الدم.‏ فأدَّى ذلك الى مناقشات رائعة في الكتاب المقدس تتابعت كل يوم حتى العملية الجراحية.‏ وبسبب خطورة الحالة،‏ اجرى العملية اربعة اطباء.‏ وعندما استعادت مايبل وعيها،‏ صاحت:‏ «اللعنة عليك يا آدم!‏».‏ وكم كان ذلك ملائما!‏ بقيت مايبل في العناية الفائقة ليوم واحد فقط،‏ في حين بقي اياما عديدة في وحدة العناية الفائقة اربعةُ مرضى آخرون قاموا بالجراحة نفسها ذلك اليوم ولكن مع اجراءات نقل الدم.‏ وماذا عن الطبيب الشاب؟‏ اخبر مايبل لاحقا:‏ ‹انت لم تعلمي ذلك،‏ ولكن كان هنالك خمسة اطباء في غرفة العمليات تلك.‏ فقد دخلتُ انا ايضا لأتأكد انهم لن يعطوك دما›.‏ وقد تابع الدكتور توميناڠا درسه في الكتاب المقدس في يوكوهاما.‏ واليوم،‏ هو ووالده الطبيب وزوجتاهما اعضاء نشاطى في الجماعة.‏ ثمر رائع من اقامة في المستشفى!‏

      تابعت مايبل خدمتها الارسالية من بيت المرسلين في طوكيو ميتا.‏ وعندما كانت في الـ‍ ٧٨ من عمرها،‏ عاودها السرطان،‏ وصارت حبيسة الفراش.‏ ولكن عندما عاد المرسلون الى البيت ذات مساء وسردوا الاختبارات الرائعة التي حصلوا عليها في حملة اخبار الملكوت‏،‏ اصرَّت مايبل ان يُلبسوها ويأخذوها لتوزِّع اخبار الملكوت‏.‏ وكانت تملك من القوة ما يكفي لتزور ثلاثة بيوت مجاورة فقط،‏ البيوت الثلاثة نفسها التي شهدت لها اولا عندما وصلت الى اليابان.‏ وبعد عدة اسابيع أنهت مسلكها الارضي وانتقلت الى تعيينها السماوي.‏ —‏ قارنوا لوقا ٢٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      التطورات في كوبي

      وفي كوبي ايضا سرعان ما صار النمو واضحا.‏ وعُقد اول محفل كوري ثيوقراطي حقيقي في اليابان،‏ على الارض الرحبة التابعة لبيت المرسلين في كوبي،‏ من ٣٠ كانون الاول ١٩٤٩ الى ١ كانون الثاني ١٩٥٠.‏ وارتفع عدد الحضور في الاجتماع العام يوم الاحد الى ١٠١،‏ وقد عُقد في قاعة المحاضرات في مدرسة تارومي،‏ في كوبي.‏ واعتمد ثلاثة في الحمام العام الكبير في تارومي.‏

      احرز أدريان تومپسون،‏ من فريق مرسلي كوبي،‏ تقدما ملحوظا في اللغة اليابانية،‏ وعُيِّن سنة ١٩٥١ ليكون اول ناظر دائرة في اليابان.‏ وأصبح في ما بعد اول ناظر كورة.‏ وقد عمل الكثير ليضع اساسا صلبا لنمو مقبل.‏ وقد اشتهر هذا الابن،‏ الذي كان ولدا لأخت فاتحة امينة لوقت طويل في نيوزيلندا،‏ كلاعب رڠبي من الفئة الاولى،‏ ولكن عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية،‏ ترك بريق شهرة الالعاب الرياضية،‏ اصبح شاهدا معتمدا،‏ ثم تبنى الخدمة كامل الوقت في أوستراليا.‏ ومع ان «طومي» مات سنة ١٩٧٧،‏ فإنه لن يغيب عن البال نظرا الى طاقته التي لم تكن محدودة و ‹غيرته› ليهوه.‏ —‏ عدد ٢٥:‏١١‏.‏

      لزم وقت ليعتاد المرسلون البيوت،‏ الثقافة،‏ واللغة اليابانية،‏ لكنَّ اهتمامهم الرئيسي كان إخبار الآخرين بحق الكتاب المقدس.‏ وقال «تايڠر» (‏پرسي)‏ ايزلوب،‏ أوسترالي ودود من كوينزلند،‏ مسترجعا الماضي:‏ «كنا ندير الكثير من الدروس في الكتاب المقدس.‏ كنت اعقد ٣٦ درسا،‏ وكان لإيلما والباقين العدد نفسه تقريبا.‏ كان التلاميذ يأتون الى بيت المرسلين ليدرسوا،‏ وكان البعض يأتون كل يوم.‏ كانت تُدار دروس الكتاب المقدس في كل غرفة في البيت،‏ ثلاثة او اكثر كل ليلة.‏ وكنا نفتح مواد الدرس بالانكليزية واليابانية على السواء.‏ ولمساعدة التلاميذ،‏ كنا كلانا نعدّ الاسطر الى حيث يوجد الجواب.‏ كان ذلك يسير ببطء،‏ لكنَّ مقدرتهم على الفهم بمجرد قراءة الآيات ومقارنتها بالمطبوعات كانت مذهلة.‏ وهم اليوم في الحق!‏».‏

      في الايام الباكرة،‏ كان المرسلون يملكون القليل من مطبوعات الملكوت لكرازتهم.‏ ثم توفَّرت في كوبي كرتونة من الطبعة اليابانية لـ‍ النور‏،‏ الكتاب الثاني،‏ والتي يرجع تاريخها الى ما قبل الحرب،‏ لكنَّ الناس كانوا يقولون:‏ ‹افضِّل ان ابدأ اولا بقراءة الكتاب الاول›.‏ لكنَّ احد اليابانيين الاوائل الذي اعتنق الحق في كوبي،‏ اهتم من خلال قراءة الكتاب الثاني،‏ وصار على مرّ الوقت ناضجا مؤهلا ليخدم كناظر دائرة.‏ وسرعان ما صارت المواد من كتاب ‏«ليكن اللّٰه صادقا»‏ تُستخدم.‏ فقد قام البعض ممَّن كانوا يدرسون بترجمة فصول الكتاب،‏ وكانت هذه الترجمات تُنسخ وتُعار للمرسلين لتُستعمل في دروس اخرى في الكتاب المقدس.‏ لكنَّ بعض هذه الترجمات كان مشكوكا فيه.‏ وقد صُدمت ايلما ايزلوب عندما وجدت انه قد أُدرجت ‹تفسيرات السيدة ايلما ايزلوب› كحواشٍ في صفحات احدى الترجمات.‏

      بعد نحو عشر سنوات،‏ في مدينة فوكووُوكا،‏ حصل مع پرسي اختبار مهم.‏ فقد طلب كيميهيرو ناكاتا،‏ سجين عنيف محكوم عليه بالاعدام،‏ كان قد دُفع له ليقتل رجلين،‏ درسا في الكتاب المقدس،‏ وكان پرسي مَن درس معه.‏ ونتيجة ذلك،‏ تخلى كيميهيرو كليا عن ‹شخصيته القديمة›.‏ اعتمد في السجن،‏ وقد وصفه پرسي بأنه «واحد من ناشري الملكوت الاكثر غيرة الذين عرفتهم».‏ (‏افسس ٤:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ درس كيميهيرو نظام برايل ونسخ كتاب ‏«ليكن اللّٰه صادقا»‏ وكراسة ‏«بشارة الملكوت هذه»‏‏،‏ ومقالات من برج المراقبة و استيقظ!‏ بحسب نظام برايل.‏ ووُزِّعت هذه المطبوعات في انحاء مختلفة من اليابان،‏ بما فيها مدارس للعميان.‏ لكن في صباح ١٠ حزيران ١٩٥٩،‏ توقفت سيارة للشرطة امام بيت المرسلين.‏ فقد طلب كيميهيرو ان يحضر پرسي تنفيذ حكم الاعدام فيه ذلك الصباح.‏ فاستجاب پرسي له.‏ وفي الباحة حيث سينفَّذ الحكم،‏ تحدثا بإيجاز،‏ ورنَّما اخيرا ترنيمة ملكوت معا.‏ وقال كيميهيرو لپرسي:‏ «لماذا ترتعش يا پرسي؟‏ انا مَن ينبغي ان يكون مضطربا».‏ وقبل ان يُشنق،‏ كانت كلماته الاخيرة:‏ «اشعر اليوم بثقة كبيرة بيهوه،‏ وبالذبيحة الفدائية،‏ وبرجاء القيامة.‏ سأنام قليلا،‏ وسألقاكم كلكم في الفردوس،‏ اذا شاء يهوه».‏ وأرسل تحياته الحارة الى اخوته حول العالم.‏ مات كيميهيرو لتأخذ العدالة مجراها،‏ معطيا حياة بحياة —‏ ليس كمجرم ميؤوس منه وقاسٍ،‏ بل كخادم ليهوه منتذر،‏ معتمد،‏ وأمين.‏ —‏ قارنوا اعمال ٢٥:‏١١‏.‏

      ماتت ايلما ايزلوب بعد صراع مع السرطان دام عشر سنوات تقريبا،‏ في بيت ايل في ايبينا،‏ اليابان،‏ في ٢٩ كانون الثاني ١٩٨٨.‏ بعد ذلك حضر پرسي الاجتماعات السنوية للجمعية مرات عديدة،‏ كعضو في جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في پنسلڤانيا،‏ وقدَّم تقريرا جيدا عن اليابان في اجتماع سنوي حديث العهد؛‏ ثم مات هو ايضا في سنة ١٩٩٦.‏

      ورغم عائق اللغة،‏ ابتدأت مِلبا باري درسا في الكتاب المقدس في اول يوم لها في خدمة الحقل في كوبي،‏ في اواخر سنة ١٩٤٩.‏ نتج من الدرس ناشران جديدان،‏ ومِيو تكاجي هي واحدة منهما،‏ وقد انخرطت في خدمة الفتح طوال عقود عديدة.‏ واخبرت مِلبا لاحقا انها تأثَّرت عند رؤية اختين مرسلتين تجتازان حقلا وحِلا لزيارتها.‏ والآن بعد ٤٨ سنة،‏ يحمل كرسي ذو دواليب مِيو وينقلها من بيت الى بيت فيما تتابع خدمتها.‏ وفي اقل من ثلاث سنوات،‏ وقبل ان يُعاد تعيين مِلبا في الخدمة الارسالية في طوكيو،‏ ساعدت نحو سبعة اشخاص على قبول الحق.‏ وقد احتمل هؤلاء الكثير على مرّ السنين،‏ ولحسن التوفيق،‏ نجوا ايضا من زلزال كوبي العظيم سنة ١٩٩٥.‏

      مزيد من المرسلين الى الحقل

      في اوائل سنة ١٩٥٠،‏ أُعيد تعيين خمس اخوات من الصف الـ‍ ١١ لجلعاد في كوبي،‏ اليابان،‏ اذ لم يتمكنّ من الحصول على تأشيرة دخول الى كاليدونيا الجديدة.‏ وكانت بينهن لويس داير،‏ التي قضت حتى الآن ٦٧ سنة في خدمة الفتح،‏ ومولي هَرون.‏ وكانتا رفيقتين طوال السنوات الـ‍ ٤٩ الماضية،‏ وهما تخدمان في الوقت الحاضر في بيت المرسلين في طوكيو ميتا.‏ وقد نُشرت قصة حياة لويس في برج المراقبة عدد ١٥ حزيران ١٩٨٠،‏ بالانكليزية.‏

      وتتذكَّر مولي هَرون:‏ «كان البيت في كوبي واسعا،‏ وعقدنا الذكرى بعد ستة اشهر من وصول المرسلين الاوائل.‏ وقد حضر نحو ١٨٠ شخصا،‏ مالئين غرفة الطعام والمدخل،‏ حتى ان البعض كانوا يصغون من النوافذ الى الخطاب الذي كان يُترجم».‏ وبعد سماع اعلان في ذلك الاجتماع يتعلق بخدمة الحقل،‏ حضر في صباح اليوم التالي (‏الاحد)‏ نحو ٣٥ شخصا للاشتراك فيها.‏ يذكر الاخ باري:‏ «كان على كل مرسل ان يأخذ ثلاثة او اربعة من المهتمين الجدد الى الابواب،‏ وبما ان المرسلين لم يكونوا يتكلمون اللغة بطلاقة بعد،‏ كان اصحاب البيوت يلتفتون الى رفقائنا اليابانيين ويتحدثون اليهم.‏ ولم نعلم قط ماذا كان هؤلاء المهتمون الجدد يخبرون اصحاب البيوت».‏

      وفي أواخر حزيران ١٩٥٠،‏ اندلعت فجأة الحرب الكورية.‏ وأراد طبعا المرسلون في اليابان ان يعرفوا كيف كان الاعضاء الثمانية من صفهم،‏ الذين يخدمون في كوريا،‏ يدبِّرون امرهم.‏ ولم يكن عليهم الانتظار طويلا.‏ ففي اليوم الثاني بعد نشوب الحرب،‏ كان بعض مرسلي كوبي في طريق العودة الى البيت في قطار للعمال المسافرين يوميا.‏ ووصل قطار من الجهة المعاكسة الى المحطة في الوقت نفسه.‏ وعندما انطلق القطاران،‏ رأى مرسلو كوبي الاعضاء الثمانية لفريق مرسلي كوريا يقفون على الرصيف المقابل.‏ ويا له من لقاء!‏ لقد تمكَّن الاخوة الذين كانوا في كوريا من مغادرة البلد على متن آخر طائرة أجلَت المدنيين.‏ والآن ارتفع العدد في بيت المرسلين في كوبي من ١٠ الى ١٨ مرسلا.‏ وقد نالت المقاطعة في تلك المدينة،‏ التي دُمِّر معظمها،‏ شهادة شاملة جدا‏.‏

      وسرعان ما انتقل سكوت وأليس كاونتس الى بيت المرسلين في طوكيو،‏ ولكن في تشرين الاول،‏ انتقل جميع مرسلي كوريا الثمانية الى بيت جديد افتُتح في ناڠويا.‏ ومن فريق كوريا،‏ عاد فقط الى ذلك البلد دون ستيل وزوجته،‏ أيرلين،‏ عندما سنحت الظروف.‏

      الحقول تنضج للحصاد

      كانت ڠريس وڠلادس ڠريڠوري بين الذين شاركوا في افتتاح بيت المرسلين في ناڠويا.‏ وقد وجدتا ان المقاطعة ناضجة للحصاد.‏ وفي نيسان ١٩٥١،‏ التقت ڠريس إيسامو سوڠييورا البالغ من العمر ١٨ سنة،‏ والذي كان يعمل عند تاجر يبيع الپيانوات.‏ تتذكَّر ڠلادس:‏ «ان والدة إيسامو ربَّته في المذهب الشنتوي،‏ وقيل له ان اليابان هي شينشو (‏الارض الالهية)‏،‏ وإن الكاميكازي (‏الريح الالهية)‏ ستحمي اليابان وتساعدهم ليربحوا الحرب.‏ لكنَّ ايمانه بالآلهة اليابانية تحطَّم عندما استسلمت اليابان،‏ وعانى الظروف الاقتصادية المريعة،‏ والنقص في الطعام من جرّاء الحرب.‏ ومات والده من سوء التغذية بعد انتهاء الحرب بسنة واحدة.‏ وقد تجاوب الحدث إيسامو مع الرجاء بأرض فردوسية واعتمد في محفل دائري في تشرين الاول سنة ١٩٥١».‏

      وقد حضر ذلك المحفل نحو ٥٠ مرسلا،‏ مع ٢٥٠ يابانيا تقريبا.‏ وقد تأثَّر إيسامو عميقا بالواقع ان المرسلين كانوا يختلطون بحرية باليابانيين دون تحامل،‏ مع انه لم يكن قد مضى على انتهاء الحرب الا ست سنوات.‏ وبعد ٤٥ سنة من الخدمة من كل النفس،‏ بما في ذلك مدرسة جلعاد،‏ والعمل الدائري والكوري،‏ يخدم الاخ سوڠييورا الآن في بيت ايل في ايبينا كعضو في لجنة الفرع.‏

      وتتذكَّر ڠلادس ڠريڠوري انها زارت امرأة كانت بوذية بالاسم والتفتت لاحقا الى كنائس العالم المسيحي؛‏ لكنها تركتها،‏ خائبة الامل.‏ وقد تثبَّطت عندما لم يتمكن القسوس من ان يوضحوا مَن هو اللّٰه،‏ ولماذا لا يستعملون الاسم الشخصي للّٰه،‏ مع انه يرد تقريبا ٠٠٠‏,٧ مرة في كتابها المقدس (‏البانڠوتاي،‏ ترجمة كلاسيكية قديمة)‏.‏ وبدلا من الاجابة عن اسئلتها الكثيرة،‏ قال لها رجل الدين ان «تؤمن فقط».‏ وقد حصلت هذه المرأة من جارتها على نسخة من برج المراقبة (‏تصدر شهريا باليابانية منذ ايار ١٩٥١)‏ كانت ڠلادس قد وضعتها عندها.‏ وإذ تأثَّرت بما قرأته،‏ بحثت عن ڠلادس.‏ وفي ما يتعلق بهذا الاختبار،‏ قالت ڠلادس لاحقا:‏ «عندما رأت اجوبة الكتاب المقدس عن اسئلتها،‏ مسّ ذلك قلبها.‏ فحضرت على الفور درس الكتاب الجَماعي.‏ وهناك سمعت اعلانات الخدمة لليوم التالي وعبَّرت عن رغبتها في الذهاب ايضا.‏ فحاولنا ان نجعلها تتريَّث بإخبارها انه يلزم ان تدرس قليلا اولا.‏ فقالت:‏ ‹حسنا،‏ سأدرس،‏ ولكن اريد ان اذهب الى الخدمة ايضا!‏›.‏ ففعلت ذلك،‏ وصرفت اكثر من ٥٠ ساعة في ذلك الشهر الاول!‏ وفي غضون سنة اعتمدت وبدأت بالفتح،‏ ثم خدمت كفاتحة خصوصية مثمرة.‏ ولا تزال في خدمة الفتح وهي في الـ‍ ٨٠ من عمرها».‏

      يهوه جعله ينمو

      كانت الاخوات المرسلات الخمس اللواتي عيِّنّ في اوساكا سنة ١٩٥١ مسرورات لأن اناسا كثيرين اتوا مباشرة الى بيت المرسلين من اجل الدرس.‏ لكنَّ هؤلاء المرسلات الجديدات وجدن صعوبة في تمييز شخص ياباني من آخر.‏ تقول لاينا ڤينتِلر،‏ من سويسرا:‏ «عندما كان الناس يصلون،‏ كنا نحن الخمس جميعنا نذهب كفريق وندعهم يختارون مديرة درسهم الصحيحة».‏ وفي محاولة للاقتداء بالعادة اليابانية،‏ كانت المرسلات يصففن الاخفاف ليستعملها الناس الذين يأتون الى البيت،‏ لكنَّ المرسلات لم يكنّ يعرفن الفرق بين الاخفاف التي يستعملها الضيوف والاخفاف التي تُستعمل في الحمام.‏ وذات يوم،‏ اخذت احدى التلميذات لاينا جانبا وأوضحت:‏ «ليس من عادتنا ان نضع اخفاف الحمام للضيوف».‏ وقد تعلَّمت المرسلات تدريجيا.‏

      ومن وقت الى آخر،‏ كان الاخوة المرسلون في كوبي يزورون اوساكا ليقدِّموا بعض المساعدة للاخوات العوازب الخمس هناك.‏ ولم يكن في كل اوساكا آنذاك الا ناشرون قليلون.‏ وفي احدى المناسبات،‏ انضمّ لويد باري الى بعض المرسلات في اوساكا لحضور حفلة اوپرا أُقيمت في الهواء الطلق،‏ في مدرَّج كبير للبايسبول في كوشيين.‏ وعلَّق قائلا:‏ ‹ألا يكون رائعا لو نتمكن من ملء هذا المدرَّج بمحفل يوما ما!‏›.‏ امر بدا مستحيلا.‏

      ولكن نحو نهاية سنة ١٩٩٤،‏ دُعي الاخ باري،‏ وهو الآن عضو في الهيئة الحاكمة،‏ في بروكلين،‏ الى إلقاء خطاب التدشين في قاعة محافل هيوڠو المبنية حديثا،‏ والتي تخدم ٥٢ جماعة في منطقة كوبي.‏ لقد كان اجتماعا مبهجا حضره عدد من الناشرين اليابانيين الاوائل هناك.‏ وقد خُطِّط لعقد محفل اكبر بكثير لليوم التالي.‏ وأين كان سيُعقد؟‏ ليس الا في مدرَّج البايسبول في كوشيين.‏ وقد اجتمع اكثر من ٠٠٠‏,٤٠ شخص،‏ وكم كانوا فريقا منظَّما!‏ وحضر ايضا كثيرون في ٤٠ موقعا آخر في كل انحاء اليابان،‏ جُعلوا على اتصال بواسطة الهاتف.‏ وهكذا كان مجموع الحضور اكثر من ٠٠٠‏,٢٥٤ شخص —‏ حتى اكثر من الذين حضروا المحفل الضخم في نيويورك سنة ١٩٥٨.‏ فكم كان يهوه «يُنمي» بطريقة رائعة في اليابان!‏ —‏ ١ كورنثوس ٣:‏٦،‏ ٧‏.‏

      وفي وقت باكر من سنة ١٩٥١،‏ افتُتح بيت للمرسلين في يوكوهاما.‏ وقد تبيَّن ان هذه المدينة ايضا كانت حقلا مثمرا جدا.‏ وڠوردن ديرن،‏ الاخ المسؤول عن بيت المرسلين منذ البداية،‏ وهو الآن ارمل،‏ يتابع خدمته كامل الوقت في فرع طوكيو في ايبينا.‏ وهنالك اليوم ١١٤ جماعة في يوكوهاما،‏ والتوسُّع يستمر،‏ فيما يُكمل الاخوة المحليون العمل الذي ابتدأه المرسلون.‏

      في سنة ١٩٥٢،‏ تأسس ايضا بيت للمرسلين في مدينة كيوتو.‏ ونُقل المرسلون من اوساكا وكوبي الى كيوتو لينضموا هناك الى فريق غيور من المرسلين الجدد.‏ وفي نيسان ١٩٥٤،‏ أُعيد ايضا تعيين لويس داير ومولي هَرون من كوبي الى كيوتو.‏

      وفي كيوتو،‏ هنالك نحو الف معبد،‏ واحد في كل زاوية تقريبا.‏ ولم تُقصف المدينة خلال الحرب،‏ لحفظ المعابد.‏ تتذكَّر لويس:‏ «فيما كنا هناك التقينا شوزو ميما،‏ تاجر بقول بالجملة،‏ كان يتعافى في البيت من مرض مزمن.‏ ومع انه كان بوذيا غيورا،‏ اخبرني انه يريد ان يعرف عن الاله الحقيقي.‏ فكان من السهل جدا الابتداء معه بدرس في الكتاب المقدس.‏ وفي وقت لاحق درست زوجته وبناته ايضا،‏ واعتنقت كامل العائلة الحق.‏ وأصبح شوزو الودود عمودا روحيا في جماعة كيوتو».‏

      انضمت مارڠريت ڤينتِلر،‏ من سويسرا،‏ الى اختها الاكبر لاينا في كيوتو.‏ واكتشفت انه في هذا التعيين الجديد عليها ان تعتاد الاشارات كما تعتاد الكلام.‏ على سبيل المثال،‏ ان الرجل الذي يتوقَّع ان تقرِّر زوجته ما اذا كانت ستقبل المطبوعات ام لا،‏ يومئ بخنصره (‏الاصبع الصغرى)‏ ليشير الى انها ليست في البيت.‏ وقد ترفع الزوجة من جهة اخرى ابهامها،‏ الذي يمثِّل الزوج،‏ لتقول انه ليس في البيت.‏ وصارت مارڠريت تدرك انه عندما يواصل الناس في كيوتو تصفُّح المجلات المقدَّمة،‏ قالبين بتمهُّل صفحة كل مرة،‏ فهُم في الواقع يرفضونها بلغة الجسد ويريدونها ان تدرك ذلك دون ان يضطروا الى قوله.‏ ولكن،‏ على اية حال،‏ لم تكن كل الاجوبة سلبية،‏ سواء بالكلمات او بلغة الجسد.‏ وهنالك اليوم ٣٩ جماعة مزدهرة لشهود يهوه في كيوتو.‏

      التغلب على فصول الشتاء الباردة واللغة الجديدة

      عندما وصل في سنة ١٩٥٣ الى اليابان من هاواي المزيد من المرسلين،‏ بمن فيهم أدِلين ناكو ورفيقتها ليليان سامسون،‏ عُيِّنوا في مدينة سَنداي الشمالية الباردة.‏ ففي الليل تنخفض درجات الحرارة الى ٥ درجات مئوية تحت الصفر (‏٢٣°ف)‏.‏ وكان دون ومايبل هاسلِت قد اسسا بيت المرسلين الجديد هناك في تشرين الاول المنصرم وانضم اليهما شينيتشي وماساكو توهارا.‏ ولأن هؤلاء الهاواييين نشأوا في المنطقة المدارية،‏ وجدوا ان فصول الشتاء الباردة في سَنداي تشكِّل تحديا.‏ وصاروا معروفين بصفتهم «الهاواييين المبرَّدين الطازجين».‏

      تتذكَّر ليليان:‏ «لأول مرة في حياتنا تعلَّمنا كيف نقطع الخشب للموقد.‏ ولم تكن هنالك حرارة الا في المطبخ فقط،‏ لذلك كنا نحاول ان نُدفئ اسرَّتنا بـ‍ يوتانپو‏،‏ اداة يابانية لتدفئة الاسرّة مصنوعة من المعدن.‏ وخلال النهار،‏ كنا نشتري إيشي ياكِييمو (‏بطاطا حلوة تُطبخ على الحجارة الساخنة)‏،‏ نضعها في جيوبنا لنُدْفئ ايدينا،‏ ثم نأكلها عند تناول الغداء».‏

      لكنَّ البرد لم يكن وحده ما سبَّب المشاكل.‏ فإلى ان تعلَّم المرسلون قراءة الاحرف الابجدية اليابانية،‏ كانت هنالك حالات مربكة.‏ لم تنسَ بعد أدِلين اليوم الذي فيه ضغطت على جهاز انذار الحريق للطوارىء،‏ معتقدة انه جرس باب احمر،‏ بسبب عجزها عن قراءة اليابانية.‏ فهرع الناس من شققهم ليروا ماذا حدث.‏ ونالت بسبب ذلك توبيخا شديد اللهجة.‏

      لكنَّ ذكريات هؤلاء المرسلين تشمل اكثر بكثير من الاختبارات الشخصية خلال سنواتهم الباكرة في اليابان.‏ فبالنسبة اليهم،‏ ان الآلاف الكثيرة من اخوتهم وأخواتهم اليابانيين والحوادث التي تشاركوا فيها،‏ تحتلّ كلها مكانا في «ألبومهم العائلي».‏ ونحن ندعوكم الى التأمل في صفحات هذا الألبوم،‏ فيما نسترجع حوادث اخرى ساهمت في نمو المجتمع الثيوقراطي في اليابان.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة