١٤،‏ ١٥ ماذا يخبرنا الكتاب المقدس عن امرأة اتت الى الهيكل،‏ وماذا نتعلَّم عن يهوه من هذه الرواية؟‏

^١٤ غالبا ما تعلِّمنا الروايات الواقعية في الكتاب المقدس شيئا عن شخصية يهوه.‏ تأمل في ما يقال عن امرأة رآها يسوع في الهيكل.‏ ففيما كان يسوع جالسا في مكان قريب من صناديق الخزانة،‏ اخذ يراقب الناس وهم يُلقون تبرعاتهم.‏ وأتى اغنياء كثيرون وألقوا «من فضلتهم».‏ لكنَّ عينَي يسوع وقعتا على ارملة فقيرة بلغ تبرعها ‹فلسين قيمتهما زهيدة جدا›.‏b وكان هذا التبرع كل ما تملكه من مال.‏ ذكر يسوع،‏ الذي عكسَ تفكير يهوه بشكل كامل:‏ «هذه الارملة الفقيرة قد ألقت اكثر من كل الذين ألقوا في صناديق الخزانة».‏ وبحسب هذه الكلمات،‏ وضعت الارملة اكثر من كل الاموال التي وضعها الآخرون اجمعون.‏ —‏ مرقس ١٢:‏​٤١-‏٤٤؛‏ لوقا ٢١:‏​١-‏٤؛‏ يوحنا ٨:‏٢٨‏.‏

^١٥ ألا يلفت نظرك انه من بين كل الاشخاص الذين اتوا الى الهيكل في ذلك اليوم،‏ خُصَّت هذه الارملة وحدها بالذكر في الكتاب المقدس؟‏ يعلِّمنا يهوه من هذا المثال انه اله يُظهر التقدير.‏ فهو يسرّ بقبول تقدماتنا المعطاة من كل النفس،‏ بصرف النظر عن قيمتها مقارنةً بما يستطيع الآخرون تقديمه.‏ ولم يكن يهوه ليجد وسيلة افضل يعلِّمنا بها هذه الحقيقة المشجعة!‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ لماذا ينبغي ألا ننزعج اذا اثارت رواية ما في الكتاب المقدس اسئلة عجزنا عن ايجاد اجوبة فورية عنها؟‏ (‏ب)‏ ماذا يلزم لفهم كلمة اللّٰه،‏ وكيف يكون ذلك دليلا على حكمة يهوه العظيمة؟‏

^١٨ ولكن عندما ندرس الكتاب المقدس بإمعان وبقلب مخلص،‏ نتعلَّم عن يهوه ضمن اطار ما يخبرنا عنه الكتاب المقدس ككل.‏ وهكذا لا ننزعج اذا اثارت رواية ما اسئلة عجزنا عن ايجاد اجوبة فورية عنها.‏ للإيضاح:‏ اذا كنا نلعب لعبة تركيب الصورة،‏ فربما لا نستطيع في البداية ان نجد قطعة نريدها او ان نرى اين تُرَكَّب قطعة معينة.‏ ولكن ربما ركَّبنا ما يكفي من القطع لنعرف كيف ستبدو الصورة الكاملة.‏ كذلك عندما ندرس الكتاب المقدس،‏ نتعلّم تدريجيا عن شخصية يهوه اللّٰه،‏ وتتكوَّن في ذهننا صورة واضحة.‏ حتى لو لم نفهم في البداية رواية ما او لم نرَ كيف تنسجم مع شخصية اللّٰه،‏ يكون درسنا للكتاب المقدس قد علَّمنا عن يهوه ما يؤكد لنا انه اله محب ومنصف وعادل دائما.‏