مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • قدّر صفات يهوه تقديرا عميقا
    برج المراقبة ٢٠١٣ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • قَدِّرْ صِفَاتِ يَهْوَهَ تَقْدِيرًا عَمِيقًا

      ‏«كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللّٰهِ كَأَوْلَادٍ أَحِبَّاءَ».‏ —‏ اف ٥:‏١‏.‏

      كَيْفَ تُجِيبُ؟‏

      • كَيْفَ نُعَمِّقُ تَقْدِيرَنَا لِصِفَاتِ يَهْوَهَ؟‏

      • مَا ٱلَّذِي يَجْعَلُ ٱلشَّخْصَ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ؟‏

      • كَيْفَ نَقْتَدِي بِعَدَمِ مُحَابَاةِ يَهْوَهَ؟‏

      ١ (‏أ)‏ أَيَّةُ صِفَاتٍ يَمْلِكُهَا يَهْوَهُ يُمْكِنُ أَنْ يَتَأَمَّلَ فِيهَا ٱلْمَسِيحِيُّ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ فَائِدَةٍ نَجْنِيهَا مِنْ فَحْصِ صِفَاتِ ٱللّٰهِ؟‏

      أَيَّةُ صِفَاتٍ تَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ عِنْدَمَا تَتَأَمَّلُ فِي شَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ؟‏ عَادَةً،‏ تَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِنَا ٱلْمَحَبَّةُ،‏ ٱلْعَدْلُ،‏ ٱلْحِكْمَةُ،‏ وَٱلْقُدْرَةُ.‏ لٰكِنْ لَدَى يَهْوَهَ أَكْثَرُ مِنْ ٤٠ صِفَةً مُحَبَّبَةً جَرَتْ مُنَاقَشَتُهَا فِي مَطْبُوعَاتِنَا.‏ فَتَخَيَّلِ ٱلْكَمَّ ٱلْهَائِلَ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلَّذِي نَسْتَطِيعُ أَنْ نَكْتَشِفَهُ عَنْ شَخْصِيَّةِ إِلٰهِنَا مِنْ خِلَالِ دَرْسِنَا ٱلشَّخْصِيِّ أَوِ ٱلْعَائِلِيِّ!‏ وَمَا ٱلْفَائِدَةُ ٱلَّتِي نَجْنِيهَا مِنْ دَرْسِنَا هٰذَا؟‏ سَيَعْمُقُ تَقْدِيرُنَا لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ وَهٰذَا ٱلْأَمْرُ بِدَوْرِهِ سَيُقَوِّي رَغْبَتَنَا فِي ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ وَٱلِٱقْتِدَاءِ بِهِ.‏ —‏ يش ٢٣:‏٨؛‏ مز ٧٣:‏٢٨‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ أَيُّ إِيضَاحٍ يُظْهِرُ كَيْفَ نُعَمِّقُ تَقْدِيرَنَا لِصِفَاتِ يَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةَ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُ؟‏

      ٢ وَكَيْفَ نُعَمِّقُ تَقْدِيرَنَا لِأَمْرٍ مَا تَدْرِيجِيًّا؟‏ إِلَيْكَ هٰذَا ٱلْإِيضَاحَ:‏ لِنَفْرِضْ أَنَّكَ تَذَوَّقْتَ طَبَقًا جَدِيدًا فَأَعْجَبَكَ طَعْمُهُ.‏ وَكَيْ تُحِبَّهُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ،‏ تَتَشَمَّمُ أَوَّلًا رَائِحَتَهُ ٱلذَّكِيَّةَ،‏ ثُمَّ تَتَلَذَّذُ بِكُلِّ لُقْمَةٍ تَأْكُلُهَا،‏ وَأَخِيرًا تُعِدُّهُ أَنْتَ بِنَفْسِكَ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَعْمُقُ تَقْدِيرُنَا لِصِفَاتِ يَهْوَهَ بِٱلتَّعَلُّمِ عَنْهَا،‏ ٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا،‏ وَمِنْ ثُمَّ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهَا.‏ (‏اف ٥:‏١‏)‏ وَهَدَفُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ هُوَ تَعْمِيقُ تَقْدِيرِنَا لِصِفَاتِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي قَلَّمَا نُفَكِّرُ فِيهَا.‏ وَعِنْدَ مُنَاقَشَةِ كُلٍّ مِنْهَا،‏ سَنَتَنَاوَلُ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ مَاذَا تَعْنِي هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ؟‏ كَيْفَ يُعْرِبُ عَنْهَا يَهْوَهُ؟‏ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهَا؟‏

      يَهْوَهُ هُوَ سَهْلُ ٱلِٱقْتِرَابِ

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلشَّخْصُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ؟‏

      ٣ مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلشَّخْصُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ؟‏ يَعْنِي أَنْ يَكُونَ لَطِيفًا،‏ مُسْتَعِدًّا أَنْ يَدْعَمَ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَمِنَ ٱلسَّهْلِ ٱلتَّحَدُّثُ إِلَيْهِ.‏ وَغَالِبًا مَا نُمَيِّزُ إِذَا كَانَ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ مِنْ كَلَامِهِ وَلُغَةِ جَسَدِهِ،‏ كَٱلْإِشَارَاتِ وَتَعَابِيرِ ٱلْوَجْهِ وَغَيْرِهَا.‏

      ٤ فَكَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ؟‏ رَغْمَ أَنَّهُ ٱلْإِلٰهُ ٱلْكُلِّيُّ ٱلْقُدْرَةِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْكَوْنَ ٱلْفَسِيحَ،‏ فَهُوَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَسْمَعَ صَلَوَاتِنَا وَيَسْتَجِيبَهَا.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ١٤٥:‏١٨؛‏ اشعيا ٣٠:‏​١٨،‏ ١٩‏.‏‏)‏ وَبِمَقْدُورِنَا أَنْ نَتَحَدَّثَ إِلَيْهِ مُطَوَّلًا أَيْنَمَا كُنَّا وَمَتَى شِئْنَا،‏ عَالِمِينَ أَنَّهُ لَنْ يُعَيِّرَنَا أَبَدًا.‏ (‏مز ٦٥:‏٢؛‏ يع ١:‏٥‏)‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُصَوِّرُ يَهْوَهَ بِمَلَامِحَ وَصِفَاتٍ بَشَرِيَّةٍ لِيُظْهِرَ أَنَّهُ إِلٰهٌ يُحِبُّ أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَيْهِ.‏ مَثَلًا،‏ كَتَبَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ دَاوُدُ أَنَّ ‹عَيْنَيْ يَهْوَهَ نَحْوَنَا› وَأَنَّ ‹يَمِينَهُ تَعْضُدُنَا›.‏ (‏مز ٣٤:‏١٥؛‏ ٦٣:‏٨‏)‏ كَمَا شَبَّهَهُ ٱلنَّبِيُّ إِشَعْيَا بِرَاعٍ قَائِلًا:‏ «بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ ٱلْحُمْلَانَ،‏ وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا».‏ (‏اش ٤٠:‏١١‏)‏ نَعَمْ،‏ يُحِبُّ يَهْوَهُ أَنْ نَكُونَ قَرِيبِينَ مِنْهُ كَخَرُوفٍ مُسْتَكِنٍّ فِي حِضْنِ رَاعٍ مُحِبٍّ.‏ فَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهٰذَا ٱلْأَبِ ٱلْمُحِبِّ ٱلَّذِي يَسْهُلُ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَيْهِ؟‏

      صِفَةٌ بَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ

      ٥ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَكُونَ ٱلشَّيْخُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ؟‏

      ٥ مُنْذُ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ،‏ طُرِحَ عَلَى شُهُودٍ غَيُورِينَ مِنْ مُخْتَلِفِ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ ٱلسُّؤَالُ ٱلتَّالِي:‏ «أَيَّةُ صِفَةٍ فِي ٱلشَّيْخِ تُفَضِّلُهَا؟‏».‏ فَأَجَابَ مُعْظَمُهُمْ:‏ «أَنْ يَكُونَ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ».‏ لَا شَكَّ أَنَّ عَلَى كُلِّ مَسِيحِيٍّ أَنْ يَبْذُلَ مَا فِي وِسْعِهِ لِتَنْمِيَةِ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏ لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْأَمْرَ يَصِحُّ خُصُوصًا فِي ٱلشُّيُوخِ.‏ (‏اش ٣٢:‏​١،‏ ٢‏)‏ وَلِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ يَتَحَلَّوْا بِهٰذِهِ ٱلصِّفَةِ؟‏ تَذْكُرُ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ:‏ «إِنْ لَمْ يَكُنِ ٱلشَّيْخُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ،‏ فَلَنْ نَعْرِفَ صِفَاتِهِ ٱلْحُلْوَةَ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي قَدْ تُفِيدُنَا فِي حَلِّ مَشَاكِلِنَا».‏ وَكَمْ صَحِيحَةٌ هِيَ كَلِمَاتُهَا!‏ فَمَاذَا يَجِبُ أَنْ تَفْعَلَ كَيْ تَكُونَ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ؟‏

      ٦ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِيَكُونَ ٱلشَّيْخُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ؟‏

      ٦ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ أَنْ تُظْهِرَ ٱلِٱهْتِمَامَ ٱلْأَصِيلَ بِٱلْآخَرِينَ.‏ فَإِذَا ٱهْتَمَّ ٱلشَّيْخُ بِٱلْإِخْوَةِ —‏ كِبَارًا كَانُوا أَمْ صِغَارًا —‏ وَبَيَّنَ ٱسْتِعْدَادَهُ لِيُضَحِّيَ مِنْ أَجْلِهِمْ،‏ فَسَيَشْعُرُونَ بِذٰلِكَ وَيَتَقَرَّبُونَ مِنْهُ.‏ (‏مر ١٠:‏​١٣-‏١٦‏)‏ يَقُولُ كَارْلُوسُ ٱلْبَالِغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ١٢ سَنَةً:‏ «أَرَى ٱلشُّيُوخَ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ يُعَامِلُونَ ٱلْإِخْوَةَ بِلُطْفٍ وَيَبْتَسِمُونَ لَهُمْ.‏ وَهٰذَا ٱلْأَمْرُ يُعْجِبُنِي فِيهِمْ».‏ طَبْعًا،‏ لَا يَكْفِي أَنْ يَقُولَ ٱلشَّيْخُ إِنَّهُ شَخْصٌ سَهْلُ ٱلِٱقْتِرَابِ،‏ بَلْ عَلَيْهِ أَيْضًا ٱلْإِعْرَابُ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏ (‏١ يو ٣:‏١٨‏)‏ فَمَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى ذٰلِكَ؟‏

      ٧ لِمَاذَا وَضْعُ شَارَةِ ٱلْمَحْفِلِ يَدْفَعُ ٱلنَّاسَ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ إِلَى ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيْنَا،‏ وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ؟‏

      ٧ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي:‏ مُنْذُ فَتْرَةٍ وَجِيزَةٍ،‏ كَانَ أَخٌ يَضَعُ عَلَى سُتْرَتِهِ شَارَةَ ٱلْمَحْفِلِ وَهُوَ عَائِدٌ عَلَى مَتْنِ طَائِرَةٍ إِلَى مَوْطِنِهِ.‏ وَعَلَى هٰذِهِ ٱلشَّارَةِ كُتِبَ مِحْوَرُ ٱلْمَحْفِلِ:‏ «لِيَأْتِ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ».‏ وَحِينَ رَأَى ٱلْمُضِيفُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ قَالَ لِلْأَخِ:‏ «نَعَمْ،‏ لِيَأْتِ مَلَكُوتُهُ.‏ أَوَدُّ أَنْ نَتَحَدَّثَ أَكْثَرَ عَنْ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعِ».‏ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ جَرَتْ مُنَاقَشَةٌ بَيْنَهُمَا وَقَبِلَ ٱلْمُضِيفُ بِسُرُورٍ مَجَلَّاتِنَا.‏ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْعَدِيدَ مِنَّا مَرَّ بِٱخْتِبَارَاتٍ مُمَاثِلَةٍ.‏ فَلِمَ تَجْذِبُ شَارَةُ ٱلْمَحْفِلِ ٱنْتِبَاهَ ٱلنَّاسِ وَتَدْفَعُهُمْ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ إِلَى ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيْنَا؟‏ لِأَنَّهَا تَقُولُ عَنْ لِسَانِ حَامِلِهَا:‏ «لَا تَتَرَدَّدُوا أَنْ تَتَحَدَّثُوا إِلَيَّ وَتَسْأَلُونِي عَنْ مُعْتَقَدَاتِي».‏ فَٱلشَّارَةُ هِيَ عَلَامَةٌ ظَاهِرَةٌ تَدُلُّ أَنَّنَا عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ أَنْ نُخْبِرَ ٱلْغَيْرَ عَنْ إِيمَانِنَا.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ ثَمَّةَ عَلَامَاتٌ يَلْزَمُ أَنْ يُظْهِرَهَا ٱلشَّيْخُ لِلْإِخْوَةِ يَقُولُ لَهُمْ مِنْ خِلَالِهَا:‏ «لَا تَتَرَدَّدُوا فِي ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيَّ».‏ فَمَا هِيَ بَعْضٌ مِنْهَا؟‏

      ٨ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلشُّيُوخُ ٱهْتِمَامَهُمُ ٱلْأَصِيلَ بِٱلْآخَرِينَ،‏ وَمَا تَأْثِيرُ ذٰلِكَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      ٨ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْعَادَاتِ قَدْ تَخْتَلِفُ بِٱخْتِلَافِ ٱلْبُلْدَانِ،‏ لٰكِنْ بِإِمْكَانِنَا عُمُومًا أَنْ نُظْهِرَ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا بِٱلْآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ ٱبْتِسَامَةٍ صَادِقَةٍ،‏ مُصَافَحَةٍ حَارَّةٍ،‏ أَوْ تَحِيَّةٍ وُدِّيَّةٍ.‏ وَمَنْ يَجِبُ أَنْ يَأْخُذَ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي ذٰلِكَ؟‏ لَاحِظِ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ.‏ فَفِي ٱجْتِمَاعٍ مَعَ تَلَامِيذِهِ،‏ ‹ٱقْتَرَبَ مِنْهُمْ وَكَلَّمَهُمْ›.‏ (‏مت ٢٨:‏١٨‏)‏ عَلَى غِرَارِ يَسُوعَ،‏ يَأْخُذُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْيَوْمَ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي ٱلِٱقْتِرَابِ مِنْ إِخْوَتِهِمْ وَٱلتَّحَدُّثِ إِلَيْهِمْ.‏ وَمَا تَأْثِيرُ هٰذَا ٱلْأَمْرِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ تَقُولُ فَاتِحَةٌ عُمْرُهَا ٨٨ سَنَةً:‏ «إِنَّ ٱلِٱبْتِسَامَاتِ ٱلدَّافِئَةَ وَٱلتَّعْلِيقَاتِ ٱلْمُشَجِّعَةَ ٱلَّتِي أَتَلَقَّاهَا مِنَ ٱلشُّيُوخِ حِينَ أَدْخُلُ قَاعَةَ ٱلْمَلَكُوتِ تَجْعَلُهُمْ مُحَبَّبِينَ إِلَى قَلْبِي».‏ وَتَذْكُرُ أُخْتٌ أَمِينَةٌ أُخْرَى:‏ «أَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ يَسْتَقْبِلُنِي ٱلشُّيُوخُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ بِٱبْتِسَامَةٍ،‏ حَتَّى لَوْ كَانَتِ ٱلِٱبْتِسَامَةُ أَمْرًا عَادِيًّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْبَعْضِ».‏

      سَهْلُ ٱلِٱقْتِرَابِ وَمُسْتَعِدٌّ لِتَخْصِيصِ ٱلْوَقْتِ لِلْإِخْوَةِ

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ كَيْفَ يَكُونُ يَهْوَهُ خَيْرَ مِثَالٍ يُحْتَذَى بِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَقْتَدِي ٱلشُّيُوخُ بِيَهْوَهَ؟‏

      ٩ لَا يَكُونُ ٱلْمَرْءُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ مَا لَمْ يَكُنْ مُسْتَعِدًّا أَنْ يُخَصِّصَ ٱلْوَقْتَ لِلْآخَرِينَ.‏ وَيَهْوَهُ هُوَ خَيْرُ مِثَالٍ يُحْتَذَى بِهِ.‏ فَهُوَ «لَيْسَ بَعِيدًا عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا».‏ (‏اع ١٧:‏٢٧‏)‏ وَيُمْكِنُ أَنْ يَقْتَدِيَ ٱلشُّيُوخُ بِيَهْوَهَ بِتَخْصِيصِ ٱلْوَقْتِ لِيَتَحَدَّثُوا إِلَى ٱلْإِخْوَةِ،‏ كِبَارًا وَصِغَارًا،‏ قَبْلَ وَبَعْدَ ٱلِٱجْتِمَاعِ.‏ ذَكَرَ أَخٌ فَاتِحٌ:‏ «حِينَ يَسْتَفْسِرُ شَيْخٌ عَنْ أَحْوَالِي ثُمَّ يُصْغِي إِلَيَّ،‏ أَشْعُرُ بِأَنَّهُ يُقَدِّرُنِي».‏ وَعَلَّقَتْ أُخْتٌ تَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ نَحْوِ ٥٠ سَنَةً:‏ «إِنَّ ٱلشُّيُوخَ ٱلَّذِينَ يُخَصِّصُونَ بَعْضَ ٱلْوَقْتِ لِيَتَكَلَّمُوا مَعِي بَعْدَ ٱلِٱجْتِمَاعِ يَجْعَلُونَنِي أَشْعُرُ بِأَنَّنِي قَيِّمَةٌ فِي نَظَرِهِمْ».‏

      ١٠ لَا شَكَّ أَنَّ مَسْؤُولِيَّاتٍ أُخْرَى تَقَعُ عَلَى عَاتِقِ ٱلرُّعَاةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ لٰكِنْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَدَفُهُمُ ٱلْأَوَّلُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ أَنْ يُولُوا ٱهْتِمَامَهُمْ لِلْخِرَافِ.‏

      يَهْوَهُ هُوَ غَيْرُ مُحَابٍ

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ مَا مَعْنَى عَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُبَيِّنُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ غَيْرُ مُحَابٍ؟‏

      ١١ إِنَّ عَدَمَ ٱلْمُحَابَاةِ هُوَ صِفَةٌ أُخْرَى مِنْ صِفَاتِ يَهْوَهَ ٱلْمُحَبَّبَةِ.‏ فَمَا مَعْنَى عَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ؟‏ يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ مُنْصِفًا،‏ لَا يَمْتَلِكُ أَوْ يُظْهِرُ مَيْلًا إِلَى ٱلتَّحَامُلِ أَوِ ٱلتَّحَيُّزِ.‏ فَلِعَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ وَجْهَانِ:‏ مَوْقِفُ ٱلْمَرْءِ ٱلْعَقْلِيُّ وَتَصَرُّفَاتُهُ.‏ فَإِنْ لَمْ نَكُنْ مُقْتَنِعِينَ أَنَّ عَلَيْنَا مُعَامَلَةَ ٱلْجَمِيعِ بِإِنْصَافٍ،‏ فَلَنْ نَنْدَفِعَ إِلَى فِعْلِ ذٰلِكَ.‏ وَفِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ تَعْنِي عِبَارَةُ «لَيْسَ مُحَابِيًا» حَرْفِيًّا لَا يَأْخُذُ بِٱلْوُجُوهِ.‏ (‏اع ١٠:‏٣٤‏)‏ فَمَنْ لَيْسَ مُحَابِيًا يُعَامِلُ ٱلْآخَرَ بِٱحْتِرَامٍ لِمَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ ٱلدَّاخِلِ،‏ وَلَيْسَ وَفْقًا لِمَظْهَرِهِ ٱلْخَارِجِيِّ أَوْ ظُرُوفِهِ.‏

      ١٢ وَيَهْوَهُ هُوَ أَعْظَمُ مِثَالٍ لَنَا مِنْ جِهَةِ عَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ.‏ فَكَلِمَتُهُ تَذْكُرُ أَنَّهُ «لَيْسَ مُحَابِيًا».‏ ‏(‏اقرإ الاعمال ١٠:‏​٣٤،‏ ٣٥؛‏ تثنية ١٠:‏١٧‏.‏‏)‏ وَأَيَّامَ مُوسَى نَشَأَتْ مَسْأَلَةٌ تُثْبِتُ ذٰلِكَ.‏

      قَدَّرَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ عَدَمَ مُحَابَاةِ ٱللّٰهِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٣،‏ ١٤‏.‏)‏

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ وَاجَهَتْهَا بَنَاتُ صَلُفْحَادَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَعْرَبَ يَهْوَهُ عَنْ عَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ؟‏

      ١٣ عَلَى عَتَبَةِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ،‏ وَاجَهَتْ خَمْسُ أَخَوَاتٍ عَازِبَاتٍ مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى مُشْكِلَةً.‏ فَبَعْدَ أَنْ مَاتَ أَبُوهُنَّ صَلُفْحَادُ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ،‏ لَمْ يَحِقَّ لَهُنَّ أَنْ يَرِثْنَ ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي كَانَتْ سَتُخَصَّصُ لَهُ.‏ فَقَدِ ٱقْتَضَتِ ٱلشَّرِيعَةُ أَنْ يَنْتَقِلَ ٱلْمِيرَاثُ إِلَى ٱلْبَنِينَ لَا ٱلْبَنَاتِ.‏ لٰكِنَّ أَبَاهُنَّ لَمْ يُنْجِبْ بَنِينَ.‏ (‏عد ٢٦:‏​٣٣،‏ ٥٢-‏٥٥‏)‏ فَهَلْ كَانَتْ قِطْعَةُ ٱلْأَرْضِ سَتَنْتَقِلُ إِلَى ٱلْأَقْرِبَاءِ وَيَبْقَيْنَ هُنَّ دُونَ إِرْثٍ عَائِلِيٍّ؟‏

      ١٤ فِي مُحَاوَلَةٍ لِلْحُؤُولِ دُونَ ذٰلِكَ،‏ وَقَفَتِ ٱلْأَخَوَاتُ ٱلْخَمْسُ أَمَامَ مُوسَى وَسَأَلْنَهُ:‏ «لِمَاذَا يُحْذَفُ ٱسْمُ أَبِينَا مِنْ بَيْنِ عَشِيرَتِهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ ٱبْنٌ؟‏».‏ ثُمَّ تَوَسَّلْنَ إِلَيْهِ:‏ «أَعْطِنَا مِلْكًا فِي وَسْطِ إِخْوَةِ أَبِينَا».‏ فَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ مُوسَى؟‏ هَلْ أَجَابَهُنَّ:‏ ‹إِنَّهَا قَاعِدَةٌ لَا ٱسْتِثْنَاءَ لَهَا›؟‏ كَلَّا،‏ بَلْ ‏«قَدَّمَ .‏ .‏ .‏ دَعْوَاهُنَّ أَمَامَ يَهْوَهَ».‏ (‏عد ٢٧:‏​٢-‏٥‏)‏ فَكَيْفَ تَجَاوَبَ يَهْوَهُ؟‏ قَالَ لِمُوسَى:‏ «بِٱلصَّوَابِ تَتَكَلَّمُ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ.‏ فَأَعْطِهِنَّ مِلْكَ مِيرَاثٍ فِي وَسْطِ إِخْوَةِ أَبِيهِنَّ،‏ وَٱنْقُلْ مِيرَاثَ أَبِيهِنَّ إِلَيْهِنَّ».‏ لٰكِنَّ ٱلْأَمْرَ لَمْ يَقِفْ عِنْدَ هٰذَا ٱلْحَدِّ.‏ فَقَدْ حَوَّلَ يَهْوَهُ ٱلِٱسْتِثْنَاءَ إِلَى قَاعِدَةٍ،‏ إِذْ أَوْصَى مُوسَى:‏ «إِذَا مَاتَ رَجُلٌ وَلَيْسَ لَهُ ٱبْنٌ،‏ فَٱنْقُلُوا مِيرَاثَهُ إِلَى ٱبْنَتِهِ».‏ (‏عد ٢٧:‏​٦-‏٨؛‏ يش ١٧:‏​١-‏٦‏)‏ وَمُذَّاكَ،‏ كَانَتْ كُلُّ ٱمْرَأَةٍ إِسْرَائِيلِيَّةٍ سَتَنَالُ حَقَّهَا إِذَا مَا وَاجَهَتِ ٱلْمُعْضِلَةَ نَفْسَهَا.‏

      ١٥ (‏أ)‏ كَيْفَ يُعَامِلُ يَهْوَهُ شَعْبَهُ،‏ وَخُصُوصًا مَنْ لَا سَنَدَ لَهُمْ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ رِوَايَاتٍ أُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَدُلُّ أَنَّ يَهْوَهَ غَيْرُ مُحَابٍ؟‏

      ١٥ يَا لَهُ مِنْ قَرَارٍ مُنْصِفٍ!‏ فَقَدْ عَامَلَ يَهْوَهُ هٰؤُلَاءِ ٱلنِّسَاءَ،‏ ٱللَّوَاتِي كُنَّ بِلَا سَنَدٍ،‏ بِكَرَامَةٍ وَٱحْتِرَامٍ مُسَاوِيًا إِيَّاهُنَّ بِبَاقِي ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ (‏مز ٦٨:‏٥‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ لَيْسَتْ سِوَى وَاحِدَةٍ مِنْ رِوَايَاتٍ عَدِيدَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَدُلُّ أَنَّ يَهْوَهَ يُعَامِلُ شَعْبَهُ بِعَدَمِ مُحَابَاةٍ.‏ —‏ ١ صم ١٦:‏​١-‏١٣؛‏ اع ١٠:‏​٣٠-‏٣٥،‏ ٤٤-‏٤٨‏.‏

      لِنَقْتَدِ بِيَهْوَهَ

      ١٦ كَيْفَ نَقْتَدِي بِعَدَمِ مُحَابَاةِ يَهْوَهَ؟‏

      ١٦ كَيْفَ نَقْتَدِي بِعَدَمِ مُحَابَاةِ يَهْوَهَ؟‏ تَذَكَّرْ أَنَّ لِعَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ وَجْهَيْنِ.‏ فَنَحْنُ لَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِإِنْصَافٍ مَا لَمْ نَكُنْ مُقْتَنِعِينَ أَنَّ ٱلْجَمِيعَ يَسْتَحِقُّونَ ذٰلِكَ.‏ دُونَ شَكٍّ،‏ نَحْنُ جَمِيعًا نَظُنُّ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُنْفَتِحُونَ وَعَدِيمُو ٱلْمُحَابَاةِ.‏ لٰكِنَّ تَقْيِيمَ أَنْفُسِنَا بِمَوْضُوعِيَّةٍ لَيْسَ دَائِمًا بِهٰذِهِ ٱلسُّهُولَةِ.‏ فَكَيْفَ نَكْتَشِفُ مَا إِذَا كُنَّا مُحَابِينَ أَمْ لَا؟‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ يَسُوعَ.‏ فَكَيْ يَعْرِفَ مَاذَا يَقُولُ ٱلنَّاسُ عَنْهُ،‏ سَأَلَ أَصْدِقَاءَهُ ٱلَّذِينَ يَثِقُ بِهِمْ:‏ «مَنْ يَقُولُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ؟‏».‏ (‏مت ١٦:‏​١٣،‏ ١٤‏)‏ فَلِمَ لَا تَحْذُو حَذْوَهُ؟‏ مَا رَأْيُكَ أَنْ تَلْجَأَ إِلَى صَدِيقٍ تَثِقُ بِهِ وَتَسْأَلَهُ هَلْ أَنْتَ مَعْرُوفٌ بِأَنَّكَ شَخْصٌ مُتَحَامِلٌ؟‏ وَلْنَفْتَرِضْ أَنَّهُ أَخْبَرَكَ بِصَرَاحَةٍ أَنَّ لَدَيْكَ نَوْعًا مَا تَمْيِيزًا عِرْقِيًّا أَوْ طَبَقِيًّا أَوِ ٱجْتِمَاعِيًّا.‏ فَمَاذَا عَلَيْكَ أَنْ تَفْعَلَ؟‏ صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ بِحَرَارَةٍ مُلْتَمِسًا مِنْهُ أَنْ يُسَاعِدَكَ عَلَى تَعْدِيلِ مَوْقِفِكَ بِحَيْثُ تَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِعَدَمِ مُحَابَاتِهِ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ.‏ —‏ مت ٧:‏٧؛‏ كو ٣:‏​١٠،‏ ١١‏.‏

      ١٧ كَيْفَ نُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ بِعَدَمِ مُحَابَاةٍ؟‏

      ١٧ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ نَحْنُ نَقْتَدِي بِيَهْوَهَ حِينَ نُعَامِلُ كُلَّ إِخْوَتِنَا بِكَرَامَةٍ وَلُطْفٍ حُبِّيٍّ.‏ مَثَلًا،‏ فِي إِعْرَابِنَا عَنْ رُوحِ ٱلضِّيَافَةِ،‏ نَدْعُو إِلَى مَنْزِلِنَا جَمِيعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ تَخْتَلِفُ بِيئَتُهُمْ عَنْ بِيئَتِنَا،‏ وَكَذٰلِكَ ٱلْفُقَرَاءُ وَٱلْيَتَامَى وَٱلْأَرَامِلُ.‏ ‏(‏اقرأ غلاطية ٢:‏١٠؛‏ يعقوب ١:‏٢٧‏.‏‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ أَثْنَاءَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ،‏ نَنْقُلُ ٱلْبِشَارَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ كُلِّ ٱلْخَلْفِيَّاتِ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْأَجَانِبُ.‏ وَلَدَيْنَا فُرْصَةٌ رَائِعَةٌ أَنْ نُعْرِبَ عَنْ عَدَمِ تَحَامُلِنَا هٰذَا بِٱسْتِخْدَامِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تُنْتِجُهَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ بِنَحْوِ ٦٠٠ لُغَةٍ.‏

      ١٨ كَيْفَ سَتُظْهِرُ شَخْصِيًّا أَنَّكَ تُقَدِّرُ سُهُولَةَ ٱلِٱقْتِرَابِ وَعَدَمَ ٱلْمُحَابَاةِ لَدَى يَهْوَهَ؟‏

      ١٨ حَقًّا،‏ كُلَّمَا تَأَمَّلْنَا كَمْ يَهْوَهُ هُوَ سَهْلُ ٱلِٱقْتِرَابِ وَغَيْرُ مُحَابٍ،‏ عَمُقَ تَقْدِيرُنَا لَهُ.‏ وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يَدْفَعُنَا أَنْ نَبْذُلَ مَا فِي وِسْعِنَا لِلِٱقْتِدَاءِ بِهِ فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ.‏

      ‏«يَهْوَهُ قَرِيبٌ مِنْ كُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَهُ».‏ —‏ مز ١٤٥:‏١٨.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٩‏.‏)‏

      ‏«يَهْوَهُ إِلٰهُكُمْ .‏ .‏ .‏ لَا يُحَابِي».‏ —‏ تث ١٠:‏١٧.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧‏.‏)‏

  • قدّر كرم يهوه وتعقله
    برج المراقبة ٢٠١٣ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • قَدِّرْ كَرَمَ يَهْوَهَ وَتَعَقُّلَهُ

      ‏«يَهْوَهُ صَالِحٌ لِلْكُلِّ،‏ وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ».‏ —‏ مز ١٤٥:‏٩‏.‏

      كَيْفَ تُوضِحُ ٱلنِّقَاطَ ٱلتَّالِيَةَ؟‏

      • أَيَّةُ صِفَتَيْنِ لَدَى يَهْوَهَ نَاقَشْنَاهُمَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      • كَيْفَ نَقْتَدِي بِكَرَمِ يَهْوَهَ؟‏

      • كَيْفَ نَقْتَدِي بِتَعَقُّلِ يَهْوَهَ؟‏

      ١،‏ ٢ أَيَّةُ فُرْصَةٍ تَكْمُنُ أَمَامَ أَصْدِقَاءِ يَهْوَهَ؟‏

      ‏«أَنَا وَزَوْجِي نَعْرِفُ بَعْضُنَا بَعْضًا حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ.‏ لٰكِنْ حَتَّى بَعْدَ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ مَعًا،‏ مَا زِلْنَا نَكْتَشِفُ أُمُورًا جَدِيدَةً وَاحِدُنَا فِي ٱلْآخَرِ».‏ هٰكَذَا عَبَّرَتْ أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ تُدْعَى مُونِيكَا بَعْدَ مُضِيِّ ٣٥ سَنَةً عَلَى زَوَاجِهَا.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ هِيَ حَالُ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ وَٱلْأَصْدِقَاءِ.‏

      ٢ هُنَالِكَ مُتْعَةٌ كَبِيرَةٌ فِي ٱلتَّعَرُّفِ أَكْثَرَ بِأَحِبَّائِنَا.‏ لٰكِنْ مَا مِنْ فَرَحٍ يُضَاهِي فَرَحَ ٱلتَّعَلُّمِ عَنْ إِلٰهِنَا يَهْوَهَ،‏ أَفْضَلِ صَدِيقٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَنْ نَتَوَصَّلَ أَبَدًا إِلَى مَعْرِفَتِهِ كَامِلًا،‏ بَيْدَ أَنَّ لَدَيْنَا فُرْصَةً رَائِعَةً لِنَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّعَلُّمِ عَنْهُ وَتَعْمِيقِ تَقْدِيرِنَا لِصِفَاتِهِ طَوَالَ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ —‏ رو ١١:‏٣٣؛‏ جا ٣:‏١١‏.‏

      ٣ مَاذَا سَنَتَنَاوَلُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      ٣ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ ٱزْدَادَ تَقْدِيرُنَا لِيَهْوَهَ مِنْ حَيْثُ إِعْرَابُهُ عَنْ سُهُولَةِ ٱلِٱقْتِرَابِ وَعَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ.‏ وَفِي مَا يَلِي،‏ سَنَتَنَاوَلُ صِفَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ مِنْ صِفَاتِهِ ٱلرَّائِعَةِ:‏ اَلْكَرَمَ وَٱلتَّعَقُّلَ.‏ وَبِذٰلِكَ سَنَفْهَمُ عَلَى نَحْوٍ أَوْضَحَ أَنَّ «يَهْوَهَ صَالِحٌ لِلْكُلِّ،‏ وَمَرَاحِمَهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ».‏ —‏ مز ١٤٥:‏٩‏.‏

      يَهْوَهُ كَرِيمٌ

      ٤ مَا هُوَ ٱلْكَرَمُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟‏

      ٤ مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ كَرِيمًا؟‏ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلْأَعْمَال ٢٠:‏٣٥‏:‏ «اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ».‏ بِهٰذِهِ ٱلْعِبَارَةِ ٱلْبَسِيطَةِ،‏ بَيَّنَ يَسُوعُ مَاهِيَّةَ ٱلْكَرَمِ ٱلْحَقِيقِيِّ.‏ فَٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَرِيمُ يُعْطِي بِسُرُورٍ وَبِلَا حِسَابٍ مِنْ وَقْتِهِ وَطَاقَتِهِ وَمَوَارِدِهِ لِفَائِدَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ أَجَلْ،‏ لَا يُقَاسُ ٱلْكَرَمُ بِحَجْمِ ٱلْعَطِيَّةِ أَوْ قِيمَتِهَا،‏ بَلْ بِٱلدَّافِعِ وَرَاءَهَا.‏ ‏(‏اقرأ ٢ كورنثوس ٩:‏٧‏.‏‏)‏ وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَفُوقُ يَهْوَهَ،‏ «ٱلْإِلٰهَ ٱلسَّعِيدَ»،‏ كَرَمًا وَسَخَاءً.‏ —‏ ١ تي ١:‏١١‏.‏

      ٥ كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْكَرَمِ؟‏

      ٥ كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْكَرَمِ؟‏ إِنَّهُ يُزَوِّدُ ٱلْبَشَرَ أَجْمَعِينَ،‏ حَتَّى ٱلَّذِينَ لَا يَعْبُدُونَهُ،‏ بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ «يَهْوَهَ صَالِحٌ لِلْكُلِّ».‏ فَهُوَ «يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ وَٱلصَّالِحِينَ،‏ وَيُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ».‏ (‏مت ٥:‏٤٥‏)‏ لِذٰلِكَ،‏ ٱسْتَطَاعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنْ يَقُولَ لِأَشْخَاصٍ غَيْرِ مُؤْمِنِينَ إِنَّ يَهْوَهَ ‹يَفْعَلُ صَلَاحًا،‏ مُعْطِيًا إِيَّاهُمْ أَمْطَارًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَمَوَاسِمَ مُثْمِرَةً،‏ مُفْعِمًا قُلُوبَهُمْ طَعَامًا وَسُرُورًا›.‏ (‏اع ١٤:‏١٧‏)‏ فَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ يَهْوَهَ يُجْزِلُ ٱلْعَطَاءَ لِكَافَّةِ ٱلْبَشَرِ.‏ —‏ لو ٦:‏٣٥‏.‏

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ بِمَ يُسَرُّ يَهْوَهُ خُصُوصًا؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يَدُلُّ أَنَّ ٱللّٰهَ يُزَوِّدُ عُبَّادَهُ بِحَاجَتِهِمْ؟‏

      ٦ يُسَرُّ يَهْوَهُ خُصُوصًا بِتَزْوِيدِ عُبَّادِهِ ٱلْأُمَنَاءِ بِحَاجَاتِهِمْ.‏ ذَكَرَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ:‏ «كُنْتُ فَتًى،‏ وَقَدْ شِخْتُ،‏ وَلَمْ أَرَ بَارًّا تُخُلِّيَ عَنْهُ،‏ وَلَا نَسْلَهُ يَلْتَمِسُ خُبْزًا».‏ (‏مز ٣٧:‏٢٥‏)‏ وَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ يَلْمُسُونَ لَمْسَ ٱلْيَدِ صِحَّةَ هٰذَا ٱلْأَمْرِ.‏ وَإِلَيْكَ مِثَالًا عَلَى ذٰلِكَ.‏

      ٧ مُنْذُ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ،‏ وَقَعَتْ خَادِمَةٌ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ تُدْعَى نَانْسِي فِي مَأْزِقٍ.‏ تَقُولُ:‏ «اِحْتَجْتُ إِلَى ٦٦ دُولَارًا لِإِيجَارِ ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي تَوَجَّبَ عَلَيَّ دَفْعُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي.‏ وَلَمْ أَعْلَمْ مِنْ أَيْنَ آتِي بِهٰذَا ٱلْمَبْلَغِ.‏ فَصَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَهَ ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى ٱلْمَطْعَمِ ٱلَّذِي أَعْمَلُ فِيهِ كَنَادِلَةٍ.‏ كَانَ مِنَ ٱلْمُسْتَبْعَدِ أَنْ أَحْصُلَ عَلَى بَقْشِيشٍ وَافِرٍ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مِنَ ٱلْأُسْبُوعِ ٱلَّذِي لَا إِقْبَالَ فِيهِ عَادَةً عَلَى ٱلْمَطَاعِمِ.‏ لٰكِنَّ مَا حَصَلَ كَانَ مُدْهِشًا!‏ فَقَدْ شَهِدَ ٱلْمَطْعَمُ تَوَافُدَ عَدَدٍ لَا بَأْسَ بِهِ مِنَ ٱلزَّبَائِنِ.‏ وَهٰكَذَا،‏ عِنْدَ ٱلِٱنْتِهَاءِ مِنْ عَمَلِي،‏ عَدَدْتُ ٱلْمَالَ ٱلَّذِي أَعْطَوْنِي إِيَّاهُ،‏ فَكَانَ ٱلْمَجْمُوعُ ٦٦ دُولَارًا».‏ وَنَانْسِي لَدَيْهَا مِلْءُ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَهَ زَوَّدَهَا بِمَا كَانَتْ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ تَمَامًا.‏ —‏ مت ٦:‏٣٣‏.‏

      ٨ مَا هِيَ أَكْثَرُ هِبَاتِ يَهْوَهَ سَخَاءً؟‏

      ٨ إِنَّ أَكْثَرَ هِبَاتِ يَهْوَهَ سَخَاءً مُتَاحَةٌ لِلْجَمِيعِ.‏ فَمَا هِيَ؟‏ اَلذَّبِيحَةُ ٱلْفِدَائِيَّةُ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱبْنُهُ.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اَللّٰهُ أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ،‏ مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ،‏ لِكَيْلَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ،‏ بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ».‏ (‏يو ٣:‏١٦‏)‏ وَفِي سِيَاقِ ٱلْكَلَامِ هُنَا،‏ يُشِيرُ «ٱلْعَالَمُ» إِلَى ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ بِأَكْمَلِهِ.‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ أَكْثَرَ هِبَاتِ يَهْوَهَ سَخَاءً مُتَاحَةٌ لِكُلِّ مَنْ يَقْبَلُهَا.‏ فَٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِيَسُوعَ سَيَحْظَوْنَ بِحَيَاةٍ لَا نِهَايَةَ لَهَا.‏ (‏يو ١٠:‏١٠‏)‏ فَهَلْ مِنْ دَلِيلٍ أَعْظَمُ عَلَى كَرَمِ يَهْوَهَ؟‏!‏

      اِقْتَدِ بِكَرَمِ يَهْوَهَ

      جَرَى حَثُّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِكَرَمِ يَهْوَهَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٩‏.‏)‏

      ٩ كَيْفَ نَقْتَدِي بِكَرَمِ يَهْوَهَ؟‏

      ٩ كَيْفَ نَقْتَدِي بِكَرَمِ يَهْوَهَ؟‏ إِنَّ إِلٰهَنَا «يُزَوِّدُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِمُتْعَتِنَا».‏ لِذَا،‏ عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَكُونَ «مُسْتَعِدِّينَ لِلْمُشَارَكَةِ»،‏ مُسَاهِمِينَ بِذٰلِكَ فِي فَرَحِ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏١ تي ٦:‏​١٧-‏١٩‏)‏ فَيَلْزَمُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ مَوَارِدَنَا ٱلْمَادِّيَّةَ بِكُلِّ طِيبِ خَاطِرٍ لِنَهَبَ ٱلْعَطَايَا لِأَصْدِقَائِنَا وَأَفْرَادِ عَائِلَتِنَا وَنُسَانِدَ ٱلْمُحْتَاجِينَ.‏ ‏(‏اقرإ التثنية ١٥:‏٧‏.‏‏)‏ وَمَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلْكَرَمِ؟‏ يَتَّخِذُ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْخُطْوَةَ ٱلْعَمَلِيَّةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ كُلَّمَا تَلَقَّوْا عَطِيَّةً مِنْ أَحَدٍ تَحَيَّنُوا ٱلْفُرْصَةَ لِيُقَدِّمُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدَةً لِشَخْصٍ آخَرَ.‏ وَتَضُمُّ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ عَدَدًا لَا يُحْصَى مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّذِينَ يَتَحَلَّوْنَ بِرُوحِ ٱلسَّخَاءِ.‏

      ١٠ مَا هِيَ إِحْدَى أَفْضَلِ ٱلطَّرَائِقِ لِنُعْرِبَ عَنِ ٱلْكَرَمِ؟‏

      ١٠ إِحْدَى أَفْضَلِ ٱلطَّرَائِقِ لِنُظْهِرَ ٱلْكَرَمَ هِيَ ٱسْتِخْدَامُ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا لِدَعْمِ وَتَشْجِيعِ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏غل ٦:‏١٠‏)‏ وَكَيْ نُجْرِيَ فَحْصًا ذَاتِيًّا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ،‏ قَدْ نَسْأَلُ أَنْفُسَنَا:‏ ‹هَلْ يَشْعُرُ ٱلْآخَرُونَ أَنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أُصْغِيَ لِمَشَاكِلِهِمْ؟‏ إِذَا طَلَبَ مِنِّي أَحَدٌ أَنْ أُعَاوِنَهُ عَلَى إِنْجَازِ عَمَلٍ مَا أَوْ أُسْدِيَ إِلَيْهِ خِدْمَةً،‏ فَهَلْ أَسْتَجِيبُ لَهُ كُلَّمَا أَمْكَنَ؟‏ وَمَتَى كَانَتْ آخِرَ مَرَّةٍ مَدَحْتُ فِيهَا بِإِخْلَاصٍ فَرْدًا مِنْ أَفْرَادِ عَائِلَتِي أَوْ رَفِيقًا مُؤْمِنًا؟‏›.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ‹مُمَارَسَةَ ٱلْعَطَاءِ› تُقَرِّبُنَا مِنْ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ وَإِخْوَتِنَا عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ —‏ لو ٦:‏٣٨؛‏ ام ١٩:‏١٧‏.‏

      ١١ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلسَّخَاءَ لِيَهْوَهَ؟‏

      ١١ فِي وِسْعِنَا إِظْهَارُ ٱلْكَرَمِ لِيَهْوَهَ أَيْضًا.‏ فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُوصِي:‏ «أَكْرِمْ يَهْوَهَ بِنَفَائِسِكَ».‏ (‏ام ٣:‏٩‏)‏ وَتَشْمُلُ ‹نَفَائِسُنَا› هٰذِهِ وَقْتَنَا وَطَاقَتَنَا وَمَوَارِدَنَا،‏ ٱلَّتِي نَسْتَطِيعُ ٱسْتِخْدَامَهَا بِسَخَاءٍ فِي خِدْمَتِهِ.‏ حَتَّى ٱلْأَوْلَادُ ٱلصِّغَارُ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلْكَرَمِ لِيَهْوَهَ.‏ يَقُولُ أَبٌ ٱسْمُهُ جَايْسُون:‏ «حِينَ تُرِيدُ عَائِلَتُنَا أَنْ تُقَدِّمَ تَبَرُّعًا فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ نَطْلُبُ مِنْ وَلَدَيْنَا أَنْ يَضَعَا ٱلْمَالَ فِي صُنْدُوقِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ.‏ وَهُمَا يَفْرَحَانِ كَثِيرًا بِذٰلِكَ لِأَنَّهُمَا ‹يُعْطِيَانِ شَيْئًا لِيَهْوَهَ›».‏ وَٱلْأَوْلَادُ ٱلَّذِينَ يَخْتَبِرُونَ فَرَحَ ٱلْعَطَاءِ هٰذَا وَهُمْ بَعْدُ صِغَارٌ،‏ مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى رُوحِ ٱلسَّخَاءِ وَهُمْ رَاشِدُونَ.‏ —‏ ام ٢٢:‏٦‏.‏

      يَهْوَهُ مُتَعَقِّلٌ

      ١٢ مَاذَا يَعْنِي ٱلتَّعَقُّلُ؟‏

      ١٢ تُدْرَجُ صِفَةُ ٱلتَّعَقُّلِ أَيْضًا فِي قَائِمَةِ صِفَاتِ يَهْوَهَ ٱلْمُحَبَّبَةِ.‏ فَمَاذَا يَعْنِي ٱلتَّعَقُّلُ؟‏ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ عَادَةً إِلَى «مُتَعَقِّلٍ» فِي تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ تَحْمِلُ مَعْنَى ٱلِٱتِّصَافِ بِٱللِّينِ،‏ إِظْهَارِ ٱلْمُرَاعَاةِ لِلْغَيْرِ،‏ وَٱلِٱسْتِعْدَادِ لِلنُّزُولِ عِنْدَ رَغَبَاتِ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏تي ٣:‏​١،‏ ٢‏)‏ فَٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَعَقِّلُ لَا يُصِرُّ عَلَى ٱلْأَخْذِ دَائِمًا بِحَرْفِيَّةِ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ وَلَا يَكُونُ مُتَزَمِّتًا أَوْ صَارِمًا أَوْ قَاسِيًا.‏ بَلْ يَسْعَى لِيَكُونَ لَطِيفًا فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ،‏ آخِذًا بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ ظُرُوفَهُمْ.‏ كَمَا أَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يُصْغِيَ لَهُمْ،‏ ثُمَّ يُلَبِّيَ رَغَبَاتِهِمْ وَيُعَدِّلَ مَطَالِبَهُ مَتَى رَأَى ذٰلِكَ مُنَاسِبًا.‏

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ مِنَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي عَامَلَ بِهَا ٱللّٰهُ لُوطًا؟‏

      ١٣ كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ؟‏ إِنَّهُ يُرَاعِي مَشَاعِرَ خُدَّامِهِ وَغَالِبًا مَا يَكُونُ مُسْتَعِدًّا أَنْ يَنْزِلَ عِنْدَ رَغْبَتِهِمْ.‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا كَيْفَ عَامَلَ ٱلرَّجُلَ ٱلْبَارَّ لُوطًا.‏ فَحِينَ صَمَّمَ أَنْ يُدَمِّرَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ،‏ أَمَرَهُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنْ يَهْرُبَ إِلَى ٱلْمِنْطَقَةِ ٱلْجَبَلِيَّةِ.‏ لٰكِنْ لِسَبَبٍ أَوْ لآِخَرَ،‏ خَافَ لُوطٌ وَٱلْتَمَسَ مِنْهُ أَنْ يَهْرُبَ إِلَى مِنْطَقَةٍ أُخْرَى.‏ تَخَيَّلْ!‏ لَقَدْ طَلَبَ لُوطٌ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُغَيِّرَ إِرْشَادَاتِهِ!‏ —‏ اقرإ التكوين ١٩:‏​١٧-‏٢٠‏.‏

      ١٤ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ يَحْكُمَ ٱلْقَارِئُ عَلَى لُوطٍ أَنَّهُ قَلِيلُ ٱلْإِيمَانِ وَغَيْرُ مُطِيعٍ.‏ فَلَمْ يَكُنْ لِمَخَاوِفِهِ أَيُّ أَسَاسٍ مَا دَامَ يَهْوَهُ قَادِرًا أَنْ يَحْفَظَ حَيَاتَهُ حَيْثُمَا كَانَ.‏ لٰكِنَّ لُوطًا شَعَرَ بِٱلْخَوْفِ وَيَهْوَهُ رَاعَى مَشَاعِرَهُ هٰذِهِ.‏ فَسَمَحَ لَهُ أَنْ يَهْرُبَ إِلَى مَدِينَةٍ كَانَ قَدْ عَزَمَ عَلَى إِهْلَاكِهَا.‏ ‏(‏اقرإ التكوين ١٩:‏​٢١،‏ ٢٢‏.‏‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ لَيْسَ مُتَزَمِّتًا وَلَا صَارِمًا،‏ بَلْ هُوَ إِلٰهٌ يَتَّصِفُ دَائِمًا بِٱلتَّعَقُّلِ.‏

      ١٥،‏ ١٦ كَيْفَ عَكَسَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ تَعَقُّلَ يَهْوَهَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

      ١٥ تَنْعَكِسُ أَيْضًا صِفَةُ ٱلتَّعَقُّلِ عِنْدَ يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ فَقَدْ نَصَّتْ أَنَّ ٱلْفَقِيرَ ٱلَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُقَدِّمَ نَعْجَةً أَوْ عَنْزَةً فِي وِسْعِهِ أَنْ يُقَرِّبَ زَوْجَ تِرْغَلٍّ أَوْ فَرْخَيْ يَمَامٍ.‏ وَإِنْ كَانَ أَفْقَرَ مِنْ أَنْ يُقَدِّمَ فَرْخَيْ يَمَامٍ،‏ يُسْمَحُ لَهُ أَنْ يُحْضِرَ ٱلْقَلِيلَ مِنَ ٱلدَّقِيقِ.‏ لٰكِنْ لَاحِظْ هٰذَا ٱلتَّفْصِيلَ ٱلْمُهِمَّ:‏ مَا كَانَ يَجِبُ أَنْ يُقَدِّمَ أَيَّ نَوْعٍ مِنَ ٱلدَّقِيقِ،‏ بَلِ «ٱلدَّقِيقَ ٱلْفَاخِرَ» ٱلَّذِي يُسْتَخْدَمُ عَادَةً لِتَكْرِيمِ ٱلضُّيُوفِ.‏ (‏تك ١٨:‏٦‏)‏ وَمَا أَهَمِّيَّةُ ذٰلِكَ؟‏ —‏ اقرإ اللاويين ٥:‏​٧،‏ ١١‏.‏

      ١٦ تَخَيَّلْ إِسْرَائِيلِيًّا مُعْوِزًا يَصِلُ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ وَفِي جَعْبَتِهِ ٱلْقَلِيلُ مِنَ ٱلدَّقِيقِ لِيُقَدِّمَهُ قُرْبَانًا،‏ فَيُلَاحِظُ أَنَّ ٱلْأَغْنِيَاءَ يَأْتُونَ بِٱلْمَوَاشِي.‏ قَدْ يَشْعُرُ بِٱلْإِحْرَاجِ بِسَبَبِ تَقْدِمَتِهِ ٱلَّتِي تَبْدُو بِلَا قِيمَةٍ.‏ لٰكِنْ بَعْدَ ذٰلِكَ يَتَذَكَّرُ بِأَنَّهَا قَيِّمَةٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّ يَهْوَهَ طَلَبَ أَنْ يَكُونَ ٱلدَّقِيقُ مِنْ أَجْوَدِ ٱلْأَنْوَاعِ.‏ وَكَأَنَّهُ يَقُولُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّ ٱلْفَقِيرِ:‏ ‹أَنَا أَعْرِفُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَقْدُورِكَ أَنْ تُقَدِّمَ قَدْرَ مَا يُقَدِّمُهُ ٱلْآخَرُونَ،‏ لٰكِنِّي أَعْرِفُ أَيْضًا أَنَّكَ تُعْطِي أَفْضَلَ مَا عِنْدَكَ›.‏ فَيَهْوَهُ يُعْرِبُ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ إِذْ يَأْخُذُ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ حُدُودَ خُدَّامِهِ وَظُرُوفَهُمْ.‏ —‏ مز ١٠٣:‏١٤‏.‏

      ١٧ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ يَقْبَلُهَا يَهْوَهُ؟‏

      ١٧ نَحْنُ نَتَعَزَّى وَنَتَشَجَّعُ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ مُتَعَقِّلٌ وَيَقْبَلُ خِدْمَتَنَا مَتَى قَدَّمْنَاهَا مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ.‏ (‏كو ٣:‏٢٣‏)‏ عَبَّرَتْ أُخْتٌ إِيطَالِيَّةٌ تُدْعَى كُونْسْتَانْس:‏ «لَطَالَمَا كَانَ إِخْبَارُ ٱلْآخَرِينَ عَنْ خَالِقِي أَحَبَّ أَمْرٍ عَلَى قَلْبِي.‏ لِذٰلِكَ أَسْتَمِرُّ فِي ٱلْكِرَازَةِ وَعَقْدِ دُرُوسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ أَشْعُرُ بِٱلْحُزْنِ لِأَنَّ مَشَاكِلِي ٱلصِّحِّيَّةَ تُعِيقُنِي عَنْ فِعْلِ ٱلْمَزِيدِ.‏ لٰكِنِّي أُدْرِكُ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُ حُدُودِي وَيُحِبُّنِي وَيُقَدِّرُ مَا أَقُومُ بِهِ».‏

      اِقْتَدِ بِتَعَقُّلِ يَهْوَهَ

      ١٨ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَتْبَعَهَا ٱلْوَالِدُونَ لِلِٱقْتِدَاءِ بِيَهْوَهَ؟‏

      ١٨ كَيْفَ نَقْتَدِي بِتَعَقُّلِ يَهْوَهَ؟‏ لِنَعُدْ مَعًا إِلَى ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي عَامَلَ بِهَا يَهْوَهُ لُوطًا.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ فِي مَرْكَزِ ٱلسُّلْطَةِ،‏ أَصْغَى إِلَيْهِ بِلُطْفٍ وَهُوَ يُعَبِّرُ عَنْ مَشَاعِرِهِ،‏ ثُمَّ قَبِلَ ٱلْتِمَاسَهُ.‏ فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ،‏ هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَتَمَثَّلُوا بِيَهْوَهَ؟‏ هَلْ تُصْغُونَ إِلَى طَلَبَاتِ أَوْلَادِكُمْ وَتَسْتَجِيبُونَ لَهَا حَيْثُمَا تَجِدُونَهُ مُلَائِمًا؟‏ فِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ،‏ أَوْرَدَ عَدَدُ ١ أَيْلُولَ (‏سِبْتَمْبِر)‏ ٢٠٠٧ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ قَدْ يَرْغَبُونَ أَحْيَانًا أَنْ يَتَنَاقَشُوا مَعَ أَوْلَادِهِمْ عِنْدَ وَضْعِ ٱلْقَوَاعِدِ ٱلَّتِي سَتَتْبَعُهَا ٱلْعَائِلَةُ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ لَدَى ٱلْوَالِدِينَ ٱلْحَقُّ أَنْ يُقَرِّرُوا فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَجِبُ أَنْ يَرْجِعَ ٱلْأَوْلَادُ إِلَى ٱلْمَنْزِلِ.‏ رَغْمَ ذٰلِكَ،‏ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَسْتَمِعُوا إِلَى رَأْيِ أَوْلَادِهِمْ وَيُعَدِّلُوا فِي ٱلتَّوْقِيتِ مَا دَامَتْ مَبَادِئُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَا تُنْتَهَكُ.‏ وَقَدْ يَجِدُ ٱلْوَالِدُونَ أَنَّ ٱشْتِرَاكَ ٱلْأَوْلَادِ فِي مُنَاقَشَةِ ٱلْقَوَاعِدِ ٱلْعَائِلِيَّةِ يُسَهِّلُ عَلَيْهِمْ فَهْمَهَا وَٱتِّبَاعَهَا.‏

      ١٩ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ ٱلشُّيُوخُ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِتَعَقُّلِ يَهْوَهَ؟‏

      ١٩ يَعْمَلُ ٱلشُّيُوخُ عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِتَعَقُّلِ يَهْوَهَ حِينَ يَأْخُذُونَ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ ظُرُوفَ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ قَدَّرَ حَتَّى ٱلتَّضْحِيَاتِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا أَفْقَرُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ لَا يَسْتَطِيعُ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ أَنْ يَصْرِفُوا سِوَى ٱلْقَلِيلِ مِنَ ٱلْوَقْتِ فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ لَرُبَّمَا بِسَبَبِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ أَوِ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلسِّنِّ.‏ فَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا تَثَبَّطُوا؟‏ بِإِمْكَانِ ٱلشُّيُوخِ أَنْ يُؤَكِّدُوا لَهُمْ بِلُطْفٍ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّهُمْ لِأَنَّهُمْ يُعْطُونَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْهِمْ.‏ —‏ مر ١٢:‏​٤١-‏٤٤‏.‏

      ٢٠ مَاذَا يَعْنِي أَنْ نَكُونَ مُتَعَقِّلِينَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟‏

      ٢٠ طَبْعًا،‏ إِنَّ ٱلِٱتِّصَافَ بِٱلتَّعَقُّلِ لَا يَعْنِي مُطْلَقًا أَنْ ‹نَلْطُفَ بِأَنْفُسِنَا›.‏ (‏مت ١٦:‏٢٢‏)‏ فَنَحْنُ لَا نَتَرَاخَى فِي ٱلْخِدْمَةِ بِحُجَّةِ أَنَّنَا نُظْهِرُ ٱلتَّعَقُّلَ.‏ بَلْ عَلَيْنَا بَذْلُ قُصَارَى جُهْدِنَا فِي دَعْمِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اِجْتَهِدُوا بِقُوَّةٍ».‏ (‏لو ١٣:‏٢٤‏)‏ إِذًا،‏ لَا بُدَّ أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلِٱتِّزَانِ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَمِنْ نَاحِيَةٍ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُعْطِيَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ يَجِبُ أَلَّا نَنْسَى أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَطْلُبُ مِنَّا أَبَدًا أَكْثَرَ مِنْ طَاقَتِنَا.‏ فَهُوَ يَرْضَى عَلَيْنَا إِنْ قَدَّمْنَا لَهُ أَفْضَلَ مَا عِنْدَنَا.‏ أَفَلَيْسَ رَائِعًا أَنْ نَخْدُمَ إِلٰهًا مُتَعَقِّلًا كَيَهْوَهَ؟‏ لَا شَكَّ فِي ذٰلِكَ.‏ لٰكِنْ ثَمَّةَ صِفَاتٌ رَائِعَةٌ أُخْرَى يَمْتَلِكُهَا إِلٰهُنَا.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ ٱثْنَتَيْنِ مِنْهَا.‏ —‏ مز ٧٣:‏٢٨‏.‏

      ‏«أَكْرِمْ يَهْوَهَ بِنَفَائِسِكَ».‏ —‏ ام ٣:‏٩.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١١‏.‏)‏

      ‏«مَهْمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ،‏ فَٱعْمَلُوهُ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ».‏ —‏ كو ٣:‏٢٣.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧‏.‏)‏

  • قدّر ولاء يهوه وغفرانه
    برج المراقبة ٢٠١٣ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • قَدِّرْ وَلَاءَ يَهْوَهَ وَغُفْرَانَهُ

      ‏«أَنْتَ يَا يَهْوَهُ صَالِحٌ وَغَفُورٌ،‏ وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَكَ».‏ —‏ مز ٨٦:‏٥‏.‏

      هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُوضِحَ؟‏

      • كَيْفَ نَقْتَدِي بِوَلَاءِ يَهْوَهَ؟‏

      • كَيْفَ نَقْتَدِي بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ؟‏

      • لِمَاذَا تَرْغَبُ فِي تَعْمِيقِ تَقْدِيرِكَ لِصِفَاتِ يَهْوَهَ؟‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ لِمَاذَا نُقَدِّرُ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلْأَوْلِيَاءَ وَٱلْغَفُورِينَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا؟‏

      مَن هُوَ بِرَأْيِكَ ٱلصَّدِيقُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟‏ تَقُولُ أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ ٱسْمُهَا آشْلِي:‏ «اَلصَّدِيقُ ٱلْحَقِيقِيُّ هُوَ ٱلَّذِي يَقِفُ دَائِمًا إِلَى جَانِبِكَ مَتَى ٱحْتَجْتَ إِلَيْهِ وَيَغْفِرُ لَكَ زَلَّاتِكَ».‏ وَكُلُّنَا نُقَدِّرُ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلْأَوْلِيَاءَ وَٱلْغَفُورِينَ.‏ فَبِوُجُودِهِمْ،‏ نَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ.‏ —‏ ام ١٧:‏١٧‏.‏

      ٢ وَيَهْوَهُ هُوَ أَكْثَرُ ٱلْأَصْدِقَاءِ وَلَاءً وَغُفْرَانًا.‏ وَيَصِفُهُ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ قَائِلًا:‏ «أَنْتَ يَا يَهْوَهُ صَالِحٌ وَغَفُورٌ،‏ وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَكَ».‏ (‏مز ٨٦:‏٥‏)‏ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ هُنَا إِلَى «ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ» تُنْقَلُ أَيْضًا إِلَى «مَحَبَّةِ ٱلْوَلَاءِ».‏ فَمَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ وَلِيًّا وَغَفُورًا؟‏ كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنْ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ ٱلرَّائِعَتَيْنِ؟‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ؟‏ إِنَّ ٱلْأَجْوِبَةَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ سَتُعَمِّقُ مَحَبَّتَنَا لِصَدِيقِنَا ٱلْأَفْضَلِ يَهْوَهَ،‏ وَتُقَوِّي أَيْضًا أَوَاصِرَ صَدَاقَتِنَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ.‏ —‏ ١ يو ٤:‏​٧،‏ ٨‏.‏

      يَهْوَهُ وَلِيٌّ

      ٣ مَا مَعْنَى ٱلْوَلَاءِ؟‏

      ٣ تَتَمَيَّزُ صِفَةُ ٱلْوَلَاءِ بِٱلدِّفْءِ وَٱلْوُدِّ.‏ وَهِيَ تَنْطَوِي عَلَى ٱلتَّفَانِي وَٱلْأَمَانَةِ وَٱلْإِخْلَاصِ ٱلَّذِي لَا يَنْثَلِمُ.‏ فَٱلْإِنْسَانُ ٱلْوَلِيُّ لَيْسَ مُتَقَلْقِلًا.‏ بَلْ يَلْتَصِقُ ٱلْتِصَاقًا حُبِّيًّا بِشَخْصٍ (‏أَوْ شَيْءٍ مَا)‏ وَلَا يَتَخَلَّى عَنْهُ حَتَّى فِي أَحْلَكِ ٱلظُّرُوفِ.‏ وَيَهْوَهُ هُوَ ٱلْمِثَالُ ٱلْأَسْمَى فِي ٱلْوَلَاءِ.‏ —‏ رؤ ١٦:‏٥‏.‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْوَلَاءِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَسْتَمِدُّ ٱلْقُوَّةَ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلَّتِي تُظْهِرُ وَلَاءَهُ؟‏

      ٤ وَكَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْوَلَاءِ؟‏ إِنَّهُ لَا يَتَخَلَّى أَبَدًا عَنْ عُبَّادِهِ ٱلْأُمَنَاءِ.‏ وَهٰذَا مَا يَشْهَدُ عَلَيْهِ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ صموئيل ٢٢:‏٢٦‏.‏‏)‏ فَأَثْنَاءَ ٱلشَّدَائِدِ ٱلَّتِي أَلَمَّتْ بِهِ،‏ لَمْ يَتْرُكْهُ يَهْوَهُ بَلْ كَانَ يُرْشِدُهُ وَيَحْمِيهِ وَيُنْقِذُهُ.‏ (‏٢ صم ٢٢:‏١‏)‏ فَلَمَسَ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّ وَلَاءَ يَهْوَهَ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْكَلَامِ.‏ وَلِمَاذَا أَظْهَرَ يَهْوَهُ ٱلْوَلَاءَ لِدَاوُدَ؟‏ لِأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ تَحَلَّى بِهٰذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏ فَيَهْوَهُ يُحِبُّ وَلَاءَ خُدَّامِهِ وَيُبَادِلُهُمْ إِيَّاهُ.‏ —‏ ام ٢:‏​٦-‏٨‏.‏

      ٥ يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْتَمِدَّ ٱلْقُوَّةَ مِنْ تَأَمُّلِنَا فِي أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلَّتِي تُظْهِرُ وَلَاءَهُ.‏ يَقُولُ أَخٌ أَمِينٌ يُدْعَى رِيد:‏ «أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ كَيْفَ وَقَفَ يَهْوَهُ إِلَى جَانِبِ دَاوُدَ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ.‏ فَهُوَ لَمْ يَتَوَقَّفْ يَوْمًا عَنْ مُسَانَدَتِهِ حَتَّى أَثْنَاءَ هَرَبِهِ وَٱخْتِبَائِهِ أَحْيَانًا فِي ٱلْمَغَاوِرِ.‏ وَهٰذَا ٱلْأَمْرُ يُشَجِّعُنِي وَيُذَكِّرُنِي أَنَّهُ مَهْمَا وَاجَهْتُ مِنْ صُعُوبَاتٍ،‏ وَمَهْمَا كَانَتِ ٱلظُّرُوفُ ٱلَّتِي أَمُرُّ بِهَا حَالِكَةً،‏ فَيَهْوَهُ سَيَقِفُ إِلَى جَانِبِي مَا دُمْتُ وَلِيًّا لَهُ».‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ لِسَانَ حَالِنَا جَمِيعًا هُوَ كَلِسَانِ حَالِ رِيد.‏ —‏ رو ٨:‏​٣٨،‏ ٣٩‏.‏

      ٦ بِأَيَّةِ طَرِيقَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنْ وَلَائِهِ،‏ وَأَيَّةُ ثِقَةٍ يَمْنَحُنَا إِيَّاهَا وَلَاؤُهُ هٰذَا؟‏

      ٦ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْوَلَاءِ بِطَرِيقَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ.‏ أَوَّلًا،‏ إِنَّهُ يَبْقَى مُلْتَزِمًا بِمَقَايِيسِهِ.‏ تُؤَكِّدُ لَنَا كَلِمَتُهُ:‏ «إِلَى شَيْخُوخَتِكُمْ أَنَا أَنَا».‏ (‏اش ٤٦:‏٤‏)‏ فَكُلُّ قَرَارَاتِهِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ يَتَّخِذُهَا مُعْتَمِدًا مَقَايِيسَهُ ٱلَّتِي لَا تَتَغَيَّرُ.‏ (‏مل ٣:‏٦‏)‏ ثَانِيًا،‏ إِنَّهُ يُتَمِّمُ دَائِمًا مَا يَعِدُ بِهِ.‏ (‏اش ٥٥:‏١١‏)‏ وَوَلَاؤُهُ هٰذَا يَمْنَحُ عُبَّادَهُ ٱلثِّقَةَ ٱلتَّامَّةَ أَنَّهُ سَيَفِي بِوَعْدِهِ أَنْ يُغْدِقَ عَلَيْهِمْ بَرَكَاتِهِ إِذَا أَطَاعُوهُ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ.‏ —‏ اش ٤٨:‏​١٧،‏ ١٨‏.‏

      اِقْتَدِ بِوَلَاءِ يَهْوَهَ

      ٧ كَيْفَ نَقْتَدِي بِوَلَاءِ يَهْوَهَ؟‏

      ٧ كَيْفَ نَقْتَدِي بِوَلَاءِ يَهْوَهَ؟‏ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ أَنْ نَمُدَّ يَدَ ٱلْعَوْنِ إِلَى ٱلَّذِينَ يَمُرُّونَ بِظُرُوفٍ صَعْبَةٍ.‏ (‏ام ٣:‏٢٧‏)‏ مَثَلًا،‏ هَلْ تَعْرِفُ أَخًا مُثَبَّطًا،‏ لَرُبَّمَا بِسَبَبِ مَشَاكِلِهِ ٱلصِّحِّيَّةِ أَوْ مُقَاوَمَةِ عَائِلَتِهِ أَوْ ضَعَفَاتِهِ؟‏ لِمَ لَا تَأْخُذُ ٱلْمُبَادَرَةَ وَتُشَجِّعُهُ «بِكَلَامٍ طَيِّبٍ وَكَلَامٍ مُعَزٍّ»؟‏ (‏زك ١:‏١٣‏)‏a وَهٰكَذَا،‏ تَكُونُ صَدِيقًا وَلِيًّا وَحَقِيقِيًّا،‏ صَدِيقًا «أَلْصَقَ مِنَ ٱلْأَخِ».‏ —‏ ام ١٨:‏٢٤‏.‏

      ٨ كَيْفَ نَقْتَدِي بِوَلَاءِ يَهْوَهَ فِي ٱلزَّوَاجِ؟‏

      ٨ يُمْكِنُنَا ٱلتَّمَثُّلُ بِوَلَاءِ يَهْوَهَ أَيْضًا بِٱلْبَقَاءِ أَوْلِيَاءَ لِمَنْ نُحِبُّهُمْ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يَجِبُ أَنْ يَبْقَى ٱلْمُتَزَوِّجُ وَلِيًّا لِرَفِيقِ زَوَاجِهِ.‏ (‏ام ٥:‏​١٥-‏١٨‏)‏ فَعَلَيْهِ أَلَّا يَخْطُوَ أَيَّةَ خُطْوَةٍ تُؤَدِّي بِهِ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ إِلَى ٱلزِّنَى.‏ (‏مت ٥:‏٢٨‏)‏ كَذٰلِكَ،‏ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْوَلَاءِ لِرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ عِنْدَمَا نَرْفُضُ أَنْ نَنْشُرَ أَوْ نُصْغِيَ إِلَى ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ أَوِ ٱلِٱفْتِرَاءِ.‏ —‏ ام ١٢:‏١٨‏.‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ لِمَنْ نُرِيدُ أَنْ نُعْرِبَ عَنْ وَلَائِنَا بِشَكْلٍ خُصُوصِيٍّ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا أَنْ نُطِيعَ وَصَايَا يَهْوَهَ؟‏

      ٩ وَأَهَمُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ هُوَ أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ.‏ فَمَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى ذٰلِكَ؟‏ عَلَيْنَا أَنْ نَنْظُرَ إِلَى ٱلْأُمُورِ بِمِنْظَارِهِ،‏ أَيْ أَنْ نُحِبَّ مَا يُحِبُّهُ وَنُبْغِضَ مَا يُبْغِضُهُ،‏ وَمِنْ ثُمَّ أَنْ نَسْلُكَ وَفْقَ مَشِيئَتِهِ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٩٧:‏١٠‏.‏‏)‏ وَكُلَّمَا جَعَلْنَا أَفْكَارَنَا وَمَشَاعِرَنَا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ أَفْكَارِهِ وَمَشَاعِرِهِ،‏ سَهُلَ عَلَيْنَا أَكْثَرَ إِطَاعَةُ وَصَايَاهُ.‏ —‏ مز ١١٩:‏١٠٤‏.‏

      ١٠ طَبْعًا،‏ لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا أَنْ نُطِيعَ وَصَايَا يَهْوَهَ.‏ فَأَحْيَانًا يَلْزَمُ أَنْ نَبْذُلَ جُهُودًا دَؤُوبَةً لِنَبْقَى أَوْلِيَاءَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ قَدْ يَرْغَبُ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلزَّوَاجِ،‏ لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا بَعْدُ ٱلرَّفِيقَ ٱلْمُنَاسِبَ بَيْنَ عُبَّادِ يَهْوَهَ.‏ (‏١ كو ٧:‏٣٩‏)‏ تَأَمَّلْ فِي ٱلْحَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ أُخْتٌ عَزْبَاءُ لَا يَنْفَكُّ زُمَلَاؤُهَا غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي ٱلْعَمَلِ يُحَاوِلُونَ أَنْ يُعَرِّفُوهَا بِشُبَّانٍ بِهَدَفِ ٱلْمُوَاعَدَةِ.‏ وَلَعَلَّ هٰذِهِ ٱلْأُخْتَ تُصَارِعُ مَشَاعِرَ ٱلْوَحْدَةِ.‏ رَغْمَ ذٰلِكَ،‏ تُصَمِّمُ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهَا لِيَهْوَهَ.‏ أَفَلَا يَسْتَحِقُّ وَلَاؤُهَا هٰذَا كُلَّ تَقْدِيرٍ؟‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُكَافِئُ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَمِرُّونَ فِي خِدْمَتِهِ بِوَلَاءٍ رَغْمَ ٱلصُّعُوبَاتِ وَٱلْمِحَنِ.‏ —‏ عب ١١:‏٦‏.‏

      ‏«يُوجَدُ صَدِيقٌ أَلْصَقُ مِنَ ٱلْأَخِ».‏ —‏ ام ١٨:‏٢٤.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٧‏.‏)‏

      ‏‹لِنُسَامِحْ بَعْضُنَا بَعْضًا›.‏ —‏ اف ٤:‏٣٢.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٦‏.‏)‏

      يَهْوَهُ إِلٰهٌ غَفُورٌ

      ١١ مَاذَا يَعْنِي ٱلْغُفْرَانُ؟‏

      ١١ مِنْ أَرْوَعِ صِفَاتِ يَهْوَهَ هُوَ أَنَّهُ إِلٰهٌ غَفُورٌ.‏ فَمَاذَا يَعْنِي ٱلْغُفْرَانُ؟‏ يَعْنِي أَنْ يَصْفَحَ ٱلْمَرْءُ عَمَّنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ إِذَا تَابَ تَوْبَةً صَادِقَةً.‏ لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَا يَعْنِي أَنْ يَتَغَاضَى عَنِ ٱلْإِسَاءَةِ أَوْ يُنْكِرَ حُدُوثَهَا،‏ بَلْ أَنْ يَخْتَارَ عَدَمَ إِضْمَارِ ٱلِٱسْتِيَاءِ فِي قَلْبِهِ.‏ وَتُعَلِّمُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ يَهْوَهَ «غَفُورٌ»،‏ يُسَامِحُ ٱلَّذِينَ يَتُوبُونَ تَوْبَةً صَادِقَةً.‏ —‏ مز ٨٦:‏٥‏.‏

      ١٢ (‏أ)‏ إِلَى أَيِّ مَدًى يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْغُفْرَانِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَعْنِي أَنْ «تُمْحَى» خَطَايَانَا؟‏

      ١٢ إِلَى أَيِّ مَدًى يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْغُفْرَانِ؟‏ إِنَّهُ «يُكْثِرُ ٱلْغُفْرَانَ»،‏ حَسْبَمَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ،‏ أَيْ أَنَّهُ يَغْفِرُ غُفْرَانًا كَامِلًا وَ دَائِمًا.‏ (‏اش ٥٥:‏٧‏)‏ وَمَاذَا يُثْبِتُ أَنَّهُ يَغْفِرُ كَامِلًا؟‏ نَجِدُ ٱلدَّلِيلَ فِي ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلْأَعْمَال ٣:‏١٩‏.‏ (‏اقرأها.‏‏)‏ فَقَدْ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ سَامِعِيهِ أَنْ ‹يَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا›.‏ فَحِينَ يَتُوبُ ٱلْخَاطِئُ بِإِخْلَاصٍ،‏ يَنْدَمُ نَدَمًا شَدِيدًا عَلَى مَسْلَكِهِ ٱلْخَاطِئِ وَيُصَمِّمُ أَلَّا يُكَرِّرَ ٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي ٱقْتَرَفَهَا.‏ (‏٢ كو ٧:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ هٰذَا وَإِنَّ ٱلتَّوْبَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ تَدْفَعُهُ أَنْ ‹يَرْجِعَ›،‏ أَيْ أَنْ يَتْرُكَ مَسْلَكَهُ ٱلْخَاطِئَ وَيَتْبَعَ مَسْلَكًا مَرْضِيًّا فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ.‏ وَمَاذَا كَانَ سَيَحْصُدُ مُسْتَمِعُو بُطْرُسَ إِنْ هُمْ أَعْرَبُوا عَنْ مِثْلِ هٰذِهِ ٱلتَّوْبَةِ؟‏ كَانَتْ خَطَايَاهُمْ ‹سَتُمْحَى›.‏ فَحِينَ يَغْفِرُ يَهْوَهُ خَطَايَانَا،‏ يُزِيلُهَا كَمَا لَوْ بِمِمْحَاةٍ وَيُبَيِّضُ صَفْحَتَنَا تَمَامًا.‏ وَهٰكَذَا،‏ يَكُونُ غُفْرَانُهُ كَامِلًا.‏ —‏ عب ١٠:‏٢٢؛‏ ١ يو ١:‏٧‏.‏

      ١٣ مَاذَا تُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْكَلِمَاتُ «لَا أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ»؟‏

      ١٣ وَكَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يَغْفِرُ لَنَا غُفْرَانًا دَائِمًا؟‏ تَأَمَّلْ فِي نُبُوَّةِ إِرْمِيَا عَنِ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلَّذِي أَتَاحَ مَغْفِرَةَ ٱلْخَطَايَا لِكُلِّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِٱلذَّبِيحَةِ.‏ ‏(‏اقرأ ارميا ٣١:‏٣٤‏.‏‏)‏ يَقُولُ يَهْوَهُ:‏ «أَغْفِرُ ذَنْبَهُمْ،‏ وَلَا أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ».‏ فَهُوَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ حِينَ يَغْفِرُ خَطَايَانَا،‏ لَنْ يَتَّخِذَ أَبَدًا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ إِجْرَاءً ضِدَّنَا بِسَبَبِهَا.‏ وَلَنْ يُثِيرَهَا مِنْ جَدِيدٍ كَيْ يَتَّهِمَنَا بِهَا أَوْ يُعَاقِبَنَا عَلَيْهَا،‏ بَلْ يَغْفِرُهَا مَرَّةً وَإِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ —‏ رو ٤:‏​٧،‏ ٨‏.‏

      ١٤ كَيْفَ نَنَالُ ٱلتَّعْزِيَةَ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي غُفْرَانِ يَهْوَهَ؟‏ أَيُّ مِثَالٍ يُوضِحُ ذٰلِكَ؟‏

      ١٤ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي غُفْرَانِ يَهْوَهَ يُمِدُّنَا بِٱلتَّعْزِيَةِ وَٱلتَّشْجِيعِ.‏ خُذْ مَثَلًا مَا شَعَرَتْ بِهِ أُخْتٌ سَنَدْعُوهَا إِيلِين بَعْدَمَا فُصِلَتْ لِسَنَوَاتٍ وَأُعِيدَتْ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏ تَعْتَرِفُ قَائِلَةً:‏ «رَغْمَ أَنِّي كُنْتُ أُؤَكِّدُ لِلْآخَرِينَ وَلِنَفْسِي أَنِّي وَاثِقَةٌ مِنْ غُفْرَانِ يَهْوَهَ لِي،‏ أَحْسَسْتُ فِي دَاخِلِي أَنَّهُ بَعِيدٌ عَنِّي بَعْضَ ٱلشَّيْءِ وَأَنَّ ٱلْإِخْوَةَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنِّي،‏ وَأَنَّهُ حَقِيقِيٌّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ أَكْثَرَ مِمَّا هُوَ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيَّ».‏ لٰكِنَّهَا ٱسْتَمَدَّتِ ٱلتَّعْزِيَةَ حِينَ قَرَأَتْ وَتَأَمَّلَتْ بَعْضَ صُوَرِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْبَيَانِيَّةِ ٱلَّتِي تَصِفُ غُفْرَانَ يَهْوَهَ.‏ تَقُولُ:‏ «أَدْرَكْتُ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى مَدَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ وَحَنَانِهِ تِجَاهِي».‏ وَقَدْ تَأَثَّرَتْ خُصُوصًا بِٱلْفِكْرَةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ «عِنْدَمَا يَغْفِرُ يَهْوَهُ خَطَايَانَا،‏ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَشْعُرَ بِأَنَّنَا سَنَحْمِلُ وَصْمَةَ هٰذِهِ ٱلْخَطَايَا بَاقِيَ حَيَاتِنَا».‏b تَذْكُرُ:‏ «أَدْرَكْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ وَاثِقَةً أَنَّ يَهْوَهَ يُمْكِنُ أَنْ يَغْفِرَ لِي كَامِلًا،‏ وَٱعْتَقَدْتُ أَنَّنِي سَأَحْمِلُ هٰذَا ٱلْعِبْءَ مَدَى عُمْرِي.‏ اَلْآنَ بَدَأْتُ أَشْعُرُ أَنِّي أَسْتَطِيعُ ٱلِٱقْتِرَابَ مِنْ يَهْوَهَ،‏ وَأَنَّ ثِقْلًا كَبِيرًا أُزِيحَ عَنْ كَاهِلِي.‏ لٰكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ يَلْزَمُنِي ٱلْوَقْتُ كَيْ أَرْتَاحَ كُلِّيًّا».‏ فَيَا لَيَهْوَهَ مِنْ أَبٍ مُحِبٍّ وَغَفُورٍ!‏ —‏ مز ١٠٣:‏٩‏.‏

      اِقْتَدِ بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ

      ١٥ كَيْفَ نَقْتَدِي بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ؟‏

      ١٥ نَحْنُ نَقْتَدِي بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ حِينَ نَغْفِرُ لِلْآخَرِينَ كُلَّمَا أَعْرَبُوا عَنْ تَوْبَةٍ صَادِقَةٍ.‏ ‏(‏اقرأ لوقا ١٧:‏​٣،‏ ٤‏.‏‏)‏ تَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ يَنْسَى خَطَايَانَا عِنْدَمَا يَعْفُو عَنْهَا بِمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَتَّخِذُ إِجْرَاءً ضِدَّنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِسَبَبِهَا.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ حِينَ نَغْفِرُ لِلْآخَرِينَ عَلَيْنَا أَنْ نَنْسَى خَطَايَاهُمْ،‏ أَيْ أَنْ نَطْرَحَهَا وَرَاءَ ظَهْرِنَا وَأَلَّا نُثِيرَهَا مُجَدَّدًا.‏

      ١٦ (‏أ)‏ مَاذَا لَا يَعْنِيهِ ٱلْغُفْرَانُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ كَيْ نَحْظَى بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ؟‏

      ١٦ لَا يَعْنِي ٱلْغُفْرَانُ لِلْآخَرِينَ أَنْ نَتَغَاضَى عَنْ إِسَاءَتِهِمْ أَوْ نَسْمَحَ لَهُمْ بِٱسْتِغْلَالِنَا،‏ بَلْ أَلَّا نُضْمِرَ ٱلِٱسْتِيَاءَ نَحْوَهُمْ.‏ لٰكِنْ مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّنَا لَنْ نَنَالَ غُفْرَانَ يَهْوَهَ مَا لَمْ نَقْتَدِ بِهِ وَنُسَامِحِ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏مت ٦:‏​١٤،‏ ١٥‏)‏ فَيَهْوَهُ يَتَعَاطَفُ مَعَنَا وَيَتَذَكَّرُ «أَنَّنَا تُرَابٌ».‏ (‏مز ١٠٣:‏١٤‏)‏ كَذٰلِكَ ٱلْأَمْرُ،‏ حِينَ يُسِيءُ إِلَيْنَا ٱلْآخَرُونَ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَتَعَاطَفَ مَعَهُمْ وَنَتَذَكَّرَ أَنَّهُمْ نَاقِصُونَ مِثْلَنَا،‏ مَا يَدْفَعُنَا إِلَى مُسَامَحَتِهِمْ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا.‏ —‏ اف ٤:‏٣٢؛‏ كو ٣:‏١٣‏.‏

      لِنُصَلِّ بِإِخْلَاصٍ مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِينَ أَخْطَأُوا إِلَيْنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧‏.‏)‏

      ١٧ مَاذَا يُسَاعِدُنَا إِذَا آذَانَا أَحَدُ إِخْوَتِنَا؟‏

      ١٧ طَبْعًا،‏ لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نُسَامِحَ ٱلْآخَرِينَ.‏ حَتَّى بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱسْتَصْعَبُوا تَسْوِيَةَ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلَّتِي نَشَأَتْ بَيْنَهُمْ.‏ (‏في ٤:‏٢‏)‏ فَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا آذَاكَ أَحَدُ إِخْوَتِكَ؟‏ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ أَيُّوبَ.‏ فَقَدْ تَأَلَّمَ جِدًّا حِينَ ٱنْهَالَ عَلَيْهِ أَصْدِقَاؤُهُ ٱلْمَزْعُومُونَ،‏ أَلِيفَازُ وَبِلْدَدُ وَصُوفَرُ،‏ بِوَابِلٍ مِنَ ٱلتُّهَمِ ٱلْعَارِيَةِ عَنِ ٱلصِّحَّةِ.‏ (‏اي ١٠:‏١؛‏ ١٩:‏٢‏)‏ فَوَبَّخَهُمْ يَهْوَهُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ لِٱتِّهَامِهِمْ أَيُّوبَ زُورًا،‏ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَذْهَبُوا إِلَيْهِ وَيُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً تَكْفِيرًا عَنْ خَطَايَاهُمْ.‏ (‏اي ٤٢:‏​٧-‏٩‏)‏ لٰكِنَّهُ طَلَبَ أَيْضًا مِنْ أَيُّوبَ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا.‏ وَمَا هُوَ؟‏ أَنْ يُصَلِّيَ لِأَجْلِهِمْ.‏ وَقَدْ نَفَّذَ أَيُّوبُ مَا طُلِبَ مِنْهُ.‏ فَبَارَكَهُ يَهْوَهُ لِتَحَلِّيهِ بِرُوحِ ٱلْغُفْرَانِ.‏ ‏(‏اقرأ ايوب ٤٢:‏​١٠،‏ ١٢،‏ ١٦،‏ ١٧‏.‏‏)‏ وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ؟‏ إِنَّ ٱلصَّلَاةَ ٱلصَّادِقَةَ لِأَجْلِ شَخْصٍ أَسَاءَ إِلَيْنَا قَدْ تُسَاعِدُنَا أَلَّا نُضْمِرَ ٱلِٱسْتِيَاءَ نَحْوَهُ.‏

      اِسْتَمِرَّ فِي تَقْدِيرِ صِفَاتِ يَهْوَهَ تَقْدِيرًا عَمِيقًا

      ١٨،‏ ١٩ كَيْفَ نَسْتَمِرُّ فِي تَعْمِيقِ تَقْدِيرِنَا لِشَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ ٱلْمُحَبَّبَةِ؟‏

      ١٨ لَا شَكَّ أَنَّنَا تَمَتَّعْنَا كَثِيرًا بِٱلتَّأَمُّلِ فِي نَوَاحٍ عَدِيدَةٍ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ.‏ فَقَدْ رَأَيْنَا أَنَّهُ إِلٰهٌ سَهْلُ ٱلِٱقْتِرَابِ،‏ عَدِيمُ ٱلْمُحَابَاةِ،‏ كَرِيمٌ،‏ مُتَعَقِّلٌ،‏ وَلِيٌّ،‏ وَغَفُورٌ.‏ وَهٰذَا لَيْسَ سِوَى ٱلْيَسِيرِ مِنْ صِفَاتِهِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي نَتَطَلَّعُ إِلَى ٱلتَّعَلُّمِ عَنْهَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ طَوَالَ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ (‏جا ٣:‏١١‏)‏ حَقًّا،‏ «يَا لَعُمْقِ غِنَى ٱللّٰهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ»،‏ وَكَذٰلِكَ أَوْجُهِ شَخْصِيَّتِهِ ٱلْأُخْرَى كَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلصِّفَاتِ ٱلسِّتِّ ٱلَّتِي تَفَحَّصْنَاهَا!‏ —‏ رو ١١:‏٣٣‏.‏

      ١٩ فَلْنَسْتَمِرَّ جَمِيعًا فِي تَعْمِيقِ تَقْدِيرِنَا لِشَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ ٱلْمُحَبَّبَةِ.‏ وَيُمْكِنُنَا ذٰلِكَ مِنْ خِلَالِ ٱلتَّعَرُّفِ بِصِفَاتِهِ،‏ ٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا،‏ وَٱلِٱقْتِدَاءِ بِهَا.‏ (‏اف ٥:‏١‏)‏ وَكُلَّمَا فَعَلْنَا ذٰلِكَ،‏ ٱزْدَدْنَا ٱقْتِنَاعًا بِصِحَّةِ كَلِمَاتِ ٱلْمُرَنِّمِ ٱلْمُلْهَمِ ٱلَّذِي قَالَ:‏ «أَمَّا أَنَا فَٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى ٱللّٰهِ حَسَنٌ لِي».‏ —‏ مز ٧٣:‏٢٨‏.‏

      a مِنْ أَجْلِ ٱقْتِرَاحَاتٍ مُسَاعِدَةٍ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ،‏ ٱنْظُرْ مَقَالَةَ ‏«هَلْ شَجَّعْتُمْ شَخْصًا مَا مُؤَخَّرًا؟‏»‏ فِي عَدَدِ ١٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (‏يَنَايِر)‏ ١٩٩٥ وَمَقَالَةَ ‏«حَرِّضُوا عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ —‏ كَيْفَ؟‏»‏ فِي عَدَدِ ١ نَيْسَانَ (‏إِبْرِيل)‏ ١٩٩٥ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ.‏

      b اُنْظُرْ كِتَابَ اِقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَهَ،‏ ٱلْفَصْلَ ٢٦،‏ ٱلْفِقْرَةَ ١٠‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة