-
قدّر صفات يهوه تقديرا عميقابرج المراقبة ٢٠١٣ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
قَدِّرْ صِفَاتِ يَهْوَهَ تَقْدِيرًا عَمِيقًا
«كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللّٰهِ كَأَوْلَادٍ أَحِبَّاءَ». — اف ٥:١.
١ (أ) أَيَّةُ صِفَاتٍ يَمْلِكُهَا يَهْوَهُ يُمْكِنُ أَنْ يَتَأَمَّلَ فِيهَا ٱلْمَسِيحِيُّ؟ (ب) أَيَّةُ فَائِدَةٍ نَجْنِيهَا مِنْ فَحْصِ صِفَاتِ ٱللّٰهِ؟
أَيَّةُ صِفَاتٍ تَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ عِنْدَمَا تَتَأَمَّلُ فِي شَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ؟ عَادَةً، تَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِنَا ٱلْمَحَبَّةُ، ٱلْعَدْلُ، ٱلْحِكْمَةُ، وَٱلْقُدْرَةُ. لٰكِنْ لَدَى يَهْوَهَ أَكْثَرُ مِنْ ٤٠ صِفَةً مُحَبَّبَةً جَرَتْ مُنَاقَشَتُهَا فِي مَطْبُوعَاتِنَا. فَتَخَيَّلِ ٱلْكَمَّ ٱلْهَائِلَ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلَّذِي نَسْتَطِيعُ أَنْ نَكْتَشِفَهُ عَنْ شَخْصِيَّةِ إِلٰهِنَا مِنْ خِلَالِ دَرْسِنَا ٱلشَّخْصِيِّ أَوِ ٱلْعَائِلِيِّ! وَمَا ٱلْفَائِدَةُ ٱلَّتِي نَجْنِيهَا مِنْ دَرْسِنَا هٰذَا؟ سَيَعْمُقُ تَقْدِيرُنَا لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ. وَهٰذَا ٱلْأَمْرُ بِدَوْرِهِ سَيُقَوِّي رَغْبَتَنَا فِي ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ وَٱلِٱقْتِدَاءِ بِهِ. — يش ٢٣:٨؛ مز ٧٣:٢٨.
٢ (أ) أَيُّ إِيضَاحٍ يُظْهِرُ كَيْفَ نُعَمِّقُ تَقْدِيرَنَا لِصِفَاتِ يَهْوَهَ؟ (ب) أَيَّةَ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُ؟
٢ وَكَيْفَ نُعَمِّقُ تَقْدِيرَنَا لِأَمْرٍ مَا تَدْرِيجِيًّا؟ إِلَيْكَ هٰذَا ٱلْإِيضَاحَ: لِنَفْرِضْ أَنَّكَ تَذَوَّقْتَ طَبَقًا جَدِيدًا فَأَعْجَبَكَ طَعْمُهُ. وَكَيْ تُحِبَّهُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ، تَتَشَمَّمُ أَوَّلًا رَائِحَتَهُ ٱلذَّكِيَّةَ، ثُمَّ تَتَلَذَّذُ بِكُلِّ لُقْمَةٍ تَأْكُلُهَا، وَأَخِيرًا تُعِدُّهُ أَنْتَ بِنَفْسِكَ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَعْمُقُ تَقْدِيرُنَا لِصِفَاتِ يَهْوَهَ بِٱلتَّعَلُّمِ عَنْهَا، ٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا، وَمِنْ ثُمَّ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهَا. (اف ٥:١) وَهَدَفُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ هُوَ تَعْمِيقُ تَقْدِيرِنَا لِصِفَاتِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي قَلَّمَا نُفَكِّرُ فِيهَا. وَعِنْدَ مُنَاقَشَةِ كُلٍّ مِنْهَا، سَنَتَنَاوَلُ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ: مَاذَا تَعْنِي هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ؟ كَيْفَ يُعْرِبُ عَنْهَا يَهْوَهُ؟ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهَا؟
يَهْوَهُ هُوَ سَهْلُ ٱلِٱقْتِرَابِ
٣، ٤ (أ) مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلشَّخْصُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ؟ (ب) كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ؟
٣ مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلشَّخْصُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ؟ يَعْنِي أَنْ يَكُونَ لَطِيفًا، مُسْتَعِدًّا أَنْ يَدْعَمَ ٱلْآخَرِينَ، وَمِنَ ٱلسَّهْلِ ٱلتَّحَدُّثُ إِلَيْهِ. وَغَالِبًا مَا نُمَيِّزُ إِذَا كَانَ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ مِنْ كَلَامِهِ وَلُغَةِ جَسَدِهِ، كَٱلْإِشَارَاتِ وَتَعَابِيرِ ٱلْوَجْهِ وَغَيْرِهَا.
٤ فَكَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ؟ رَغْمَ أَنَّهُ ٱلْإِلٰهُ ٱلْكُلِّيُّ ٱلْقُدْرَةِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْكَوْنَ ٱلْفَسِيحَ، فَهُوَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَسْمَعَ صَلَوَاتِنَا وَيَسْتَجِيبَهَا. (اقرإ المزمور ١٤٥:١٨؛ اشعيا ٣٠:١٨، ١٩.) وَبِمَقْدُورِنَا أَنْ نَتَحَدَّثَ إِلَيْهِ مُطَوَّلًا أَيْنَمَا كُنَّا وَمَتَى شِئْنَا، عَالِمِينَ أَنَّهُ لَنْ يُعَيِّرَنَا أَبَدًا. (مز ٦٥:٢؛ يع ١:٥) وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُصَوِّرُ يَهْوَهَ بِمَلَامِحَ وَصِفَاتٍ بَشَرِيَّةٍ لِيُظْهِرَ أَنَّهُ إِلٰهٌ يُحِبُّ أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَيْهِ. مَثَلًا، كَتَبَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ دَاوُدُ أَنَّ ‹عَيْنَيْ يَهْوَهَ نَحْوَنَا› وَأَنَّ ‹يَمِينَهُ تَعْضُدُنَا›. (مز ٣٤:١٥؛ ٦٣:٨) كَمَا شَبَّهَهُ ٱلنَّبِيُّ إِشَعْيَا بِرَاعٍ قَائِلًا: «بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ ٱلْحُمْلَانَ، وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا». (اش ٤٠:١١) نَعَمْ، يُحِبُّ يَهْوَهُ أَنْ نَكُونَ قَرِيبِينَ مِنْهُ كَخَرُوفٍ مُسْتَكِنٍّ فِي حِضْنِ رَاعٍ مُحِبٍّ. فَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهٰذَا ٱلْأَبِ ٱلْمُحِبِّ ٱلَّذِي يَسْهُلُ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَيْهِ؟
صِفَةٌ بَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ
٥ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَكُونَ ٱلشَّيْخُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ؟
٥ مُنْذُ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ، طُرِحَ عَلَى شُهُودٍ غَيُورِينَ مِنْ مُخْتَلِفِ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ ٱلسُّؤَالُ ٱلتَّالِي: «أَيَّةُ صِفَةٍ فِي ٱلشَّيْخِ تُفَضِّلُهَا؟». فَأَجَابَ مُعْظَمُهُمْ: «أَنْ يَكُونَ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ». لَا شَكَّ أَنَّ عَلَى كُلِّ مَسِيحِيٍّ أَنْ يَبْذُلَ مَا فِي وِسْعِهِ لِتَنْمِيَةِ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ. لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْأَمْرَ يَصِحُّ خُصُوصًا فِي ٱلشُّيُوخِ. (اش ٣٢:١، ٢) وَلِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ يَتَحَلَّوْا بِهٰذِهِ ٱلصِّفَةِ؟ تَذْكُرُ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ: «إِنْ لَمْ يَكُنِ ٱلشَّيْخُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ، فَلَنْ نَعْرِفَ صِفَاتِهِ ٱلْحُلْوَةَ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي قَدْ تُفِيدُنَا فِي حَلِّ مَشَاكِلِنَا». وَكَمْ صَحِيحَةٌ هِيَ كَلِمَاتُهَا! فَمَاذَا يَجِبُ أَنْ تَفْعَلَ كَيْ تَكُونَ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ؟
٦ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِيَكُونَ ٱلشَّيْخُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ؟
٦ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ أَنْ تُظْهِرَ ٱلِٱهْتِمَامَ ٱلْأَصِيلَ بِٱلْآخَرِينَ. فَإِذَا ٱهْتَمَّ ٱلشَّيْخُ بِٱلْإِخْوَةِ — كِبَارًا كَانُوا أَمْ صِغَارًا — وَبَيَّنَ ٱسْتِعْدَادَهُ لِيُضَحِّيَ مِنْ أَجْلِهِمْ، فَسَيَشْعُرُونَ بِذٰلِكَ وَيَتَقَرَّبُونَ مِنْهُ. (مر ١٠:١٣-١٦) يَقُولُ كَارْلُوسُ ٱلْبَالِغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ١٢ سَنَةً: «أَرَى ٱلشُّيُوخَ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ يُعَامِلُونَ ٱلْإِخْوَةَ بِلُطْفٍ وَيَبْتَسِمُونَ لَهُمْ. وَهٰذَا ٱلْأَمْرُ يُعْجِبُنِي فِيهِمْ». طَبْعًا، لَا يَكْفِي أَنْ يَقُولَ ٱلشَّيْخُ إِنَّهُ شَخْصٌ سَهْلُ ٱلِٱقْتِرَابِ، بَلْ عَلَيْهِ أَيْضًا ٱلْإِعْرَابُ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ. (١ يو ٣:١٨) فَمَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى ذٰلِكَ؟
٧ لِمَاذَا وَضْعُ شَارَةِ ٱلْمَحْفِلِ يَدْفَعُ ٱلنَّاسَ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ إِلَى ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيْنَا، وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ؟
٧ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي: مُنْذُ فَتْرَةٍ وَجِيزَةٍ، كَانَ أَخٌ يَضَعُ عَلَى سُتْرَتِهِ شَارَةَ ٱلْمَحْفِلِ وَهُوَ عَائِدٌ عَلَى مَتْنِ طَائِرَةٍ إِلَى مَوْطِنِهِ. وَعَلَى هٰذِهِ ٱلشَّارَةِ كُتِبَ مِحْوَرُ ٱلْمَحْفِلِ: «لِيَأْتِ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ». وَحِينَ رَأَى ٱلْمُضِيفُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، قَالَ لِلْأَخِ: «نَعَمْ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُهُ. أَوَدُّ أَنْ نَتَحَدَّثَ أَكْثَرَ عَنْ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعِ». وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، جَرَتْ مُنَاقَشَةٌ بَيْنَهُمَا وَقَبِلَ ٱلْمُضِيفُ بِسُرُورٍ مَجَلَّاتِنَا. لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْعَدِيدَ مِنَّا مَرَّ بِٱخْتِبَارَاتٍ مُمَاثِلَةٍ. فَلِمَ تَجْذِبُ شَارَةُ ٱلْمَحْفِلِ ٱنْتِبَاهَ ٱلنَّاسِ وَتَدْفَعُهُمْ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ إِلَى ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيْنَا؟ لِأَنَّهَا تَقُولُ عَنْ لِسَانِ حَامِلِهَا: «لَا تَتَرَدَّدُوا أَنْ تَتَحَدَّثُوا إِلَيَّ وَتَسْأَلُونِي عَنْ مُعْتَقَدَاتِي». فَٱلشَّارَةُ هِيَ عَلَامَةٌ ظَاهِرَةٌ تَدُلُّ أَنَّنَا عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ أَنْ نُخْبِرَ ٱلْغَيْرَ عَنْ إِيمَانِنَا. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، ثَمَّةَ عَلَامَاتٌ يَلْزَمُ أَنْ يُظْهِرَهَا ٱلشَّيْخُ لِلْإِخْوَةِ يَقُولُ لَهُمْ مِنْ خِلَالِهَا: «لَا تَتَرَدَّدُوا فِي ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيَّ». فَمَا هِيَ بَعْضٌ مِنْهَا؟
٨ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلشُّيُوخُ ٱهْتِمَامَهُمُ ٱلْأَصِيلَ بِٱلْآخَرِينَ، وَمَا تَأْثِيرُ ذٰلِكَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
٨ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْعَادَاتِ قَدْ تَخْتَلِفُ بِٱخْتِلَافِ ٱلْبُلْدَانِ، لٰكِنْ بِإِمْكَانِنَا عُمُومًا أَنْ نُظْهِرَ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا بِٱلْآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ ٱبْتِسَامَةٍ صَادِقَةٍ، مُصَافَحَةٍ حَارَّةٍ، أَوْ تَحِيَّةٍ وُدِّيَّةٍ. وَمَنْ يَجِبُ أَنْ يَأْخُذَ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي ذٰلِكَ؟ لَاحِظِ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ. فَفِي ٱجْتِمَاعٍ مَعَ تَلَامِيذِهِ، ‹ٱقْتَرَبَ مِنْهُمْ وَكَلَّمَهُمْ›. (مت ٢٨:١٨) عَلَى غِرَارِ يَسُوعَ، يَأْخُذُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْيَوْمَ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي ٱلِٱقْتِرَابِ مِنْ إِخْوَتِهِمْ وَٱلتَّحَدُّثِ إِلَيْهِمْ. وَمَا تَأْثِيرُ هٰذَا ٱلْأَمْرِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟ تَقُولُ فَاتِحَةٌ عُمْرُهَا ٨٨ سَنَةً: «إِنَّ ٱلِٱبْتِسَامَاتِ ٱلدَّافِئَةَ وَٱلتَّعْلِيقَاتِ ٱلْمُشَجِّعَةَ ٱلَّتِي أَتَلَقَّاهَا مِنَ ٱلشُّيُوخِ حِينَ أَدْخُلُ قَاعَةَ ٱلْمَلَكُوتِ تَجْعَلُهُمْ مُحَبَّبِينَ إِلَى قَلْبِي». وَتَذْكُرُ أُخْتٌ أَمِينَةٌ أُخْرَى: «أَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ يَسْتَقْبِلُنِي ٱلشُّيُوخُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ بِٱبْتِسَامَةٍ، حَتَّى لَوْ كَانَتِ ٱلِٱبْتِسَامَةُ أَمْرًا عَادِيًّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْبَعْضِ».
سَهْلُ ٱلِٱقْتِرَابِ وَمُسْتَعِدٌّ لِتَخْصِيصِ ٱلْوَقْتِ لِلْإِخْوَةِ
٩، ١٠ (أ) كَيْفَ يَكُونُ يَهْوَهُ خَيْرَ مِثَالٍ يُحْتَذَى بِهِ؟ (ب) كَيْفَ يَقْتَدِي ٱلشُّيُوخُ بِيَهْوَهَ؟
٩ لَا يَكُونُ ٱلْمَرْءُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ مَا لَمْ يَكُنْ مُسْتَعِدًّا أَنْ يُخَصِّصَ ٱلْوَقْتَ لِلْآخَرِينَ. وَيَهْوَهُ هُوَ خَيْرُ مِثَالٍ يُحْتَذَى بِهِ. فَهُوَ «لَيْسَ بَعِيدًا عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا». (اع ١٧:٢٧) وَيُمْكِنُ أَنْ يَقْتَدِيَ ٱلشُّيُوخُ بِيَهْوَهَ بِتَخْصِيصِ ٱلْوَقْتِ لِيَتَحَدَّثُوا إِلَى ٱلْإِخْوَةِ، كِبَارًا وَصِغَارًا، قَبْلَ وَبَعْدَ ٱلِٱجْتِمَاعِ. ذَكَرَ أَخٌ فَاتِحٌ: «حِينَ يَسْتَفْسِرُ شَيْخٌ عَنْ أَحْوَالِي ثُمَّ يُصْغِي إِلَيَّ، أَشْعُرُ بِأَنَّهُ يُقَدِّرُنِي». وَعَلَّقَتْ أُخْتٌ تَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ نَحْوِ ٥٠ سَنَةً: «إِنَّ ٱلشُّيُوخَ ٱلَّذِينَ يُخَصِّصُونَ بَعْضَ ٱلْوَقْتِ لِيَتَكَلَّمُوا مَعِي بَعْدَ ٱلِٱجْتِمَاعِ يَجْعَلُونَنِي أَشْعُرُ بِأَنَّنِي قَيِّمَةٌ فِي نَظَرِهِمْ».
١٠ لَا شَكَّ أَنَّ مَسْؤُولِيَّاتٍ أُخْرَى تَقَعُ عَلَى عَاتِقِ ٱلرُّعَاةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. لٰكِنْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَدَفُهُمُ ٱلْأَوَّلُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ أَنْ يُولُوا ٱهْتِمَامَهُمْ لِلْخِرَافِ.
يَهْوَهُ هُوَ غَيْرُ مُحَابٍ
١١، ١٢ (أ) مَا مَعْنَى عَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ؟ (ب) كَيْفَ يُبَيِّنُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ غَيْرُ مُحَابٍ؟
١١ إِنَّ عَدَمَ ٱلْمُحَابَاةِ هُوَ صِفَةٌ أُخْرَى مِنْ صِفَاتِ يَهْوَهَ ٱلْمُحَبَّبَةِ. فَمَا مَعْنَى عَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ؟ يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ مُنْصِفًا، لَا يَمْتَلِكُ أَوْ يُظْهِرُ مَيْلًا إِلَى ٱلتَّحَامُلِ أَوِ ٱلتَّحَيُّزِ. فَلِعَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ وَجْهَانِ: مَوْقِفُ ٱلْمَرْءِ ٱلْعَقْلِيُّ وَتَصَرُّفَاتُهُ. فَإِنْ لَمْ نَكُنْ مُقْتَنِعِينَ أَنَّ عَلَيْنَا مُعَامَلَةَ ٱلْجَمِيعِ بِإِنْصَافٍ، فَلَنْ نَنْدَفِعَ إِلَى فِعْلِ ذٰلِكَ. وَفِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، تَعْنِي عِبَارَةُ «لَيْسَ مُحَابِيًا» حَرْفِيًّا لَا يَأْخُذُ بِٱلْوُجُوهِ. (اع ١٠:٣٤) فَمَنْ لَيْسَ مُحَابِيًا يُعَامِلُ ٱلْآخَرَ بِٱحْتِرَامٍ لِمَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ ٱلدَّاخِلِ، وَلَيْسَ وَفْقًا لِمَظْهَرِهِ ٱلْخَارِجِيِّ أَوْ ظُرُوفِهِ.
١٢ وَيَهْوَهُ هُوَ أَعْظَمُ مِثَالٍ لَنَا مِنْ جِهَةِ عَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ. فَكَلِمَتُهُ تَذْكُرُ أَنَّهُ «لَيْسَ مُحَابِيًا». (اقرإ الاعمال ١٠:٣٤، ٣٥؛ تثنية ١٠:١٧.) وَأَيَّامَ مُوسَى نَشَأَتْ مَسْأَلَةٌ تُثْبِتُ ذٰلِكَ.
قَدَّرَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ عَدَمَ مُحَابَاةِ ٱللّٰهِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٣، ١٤.)
١٣، ١٤ (أ) أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ وَاجَهَتْهَا بَنَاتُ صَلُفْحَادَ؟ (ب) كَيْفَ أَعْرَبَ يَهْوَهُ عَنْ عَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ؟
١٣ عَلَى عَتَبَةِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ، وَاجَهَتْ خَمْسُ أَخَوَاتٍ عَازِبَاتٍ مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى مُشْكِلَةً. فَبَعْدَ أَنْ مَاتَ أَبُوهُنَّ صَلُفْحَادُ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، لَمْ يَحِقَّ لَهُنَّ أَنْ يَرِثْنَ ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي كَانَتْ سَتُخَصَّصُ لَهُ. فَقَدِ ٱقْتَضَتِ ٱلشَّرِيعَةُ أَنْ يَنْتَقِلَ ٱلْمِيرَاثُ إِلَى ٱلْبَنِينَ لَا ٱلْبَنَاتِ. لٰكِنَّ أَبَاهُنَّ لَمْ يُنْجِبْ بَنِينَ. (عد ٢٦:٣٣، ٥٢-٥٥) فَهَلْ كَانَتْ قِطْعَةُ ٱلْأَرْضِ سَتَنْتَقِلُ إِلَى ٱلْأَقْرِبَاءِ وَيَبْقَيْنَ هُنَّ دُونَ إِرْثٍ عَائِلِيٍّ؟
١٤ فِي مُحَاوَلَةٍ لِلْحُؤُولِ دُونَ ذٰلِكَ، وَقَفَتِ ٱلْأَخَوَاتُ ٱلْخَمْسُ أَمَامَ مُوسَى وَسَأَلْنَهُ: «لِمَاذَا يُحْذَفُ ٱسْمُ أَبِينَا مِنْ بَيْنِ عَشِيرَتِهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ ٱبْنٌ؟». ثُمَّ تَوَسَّلْنَ إِلَيْهِ: «أَعْطِنَا مِلْكًا فِي وَسْطِ إِخْوَةِ أَبِينَا». فَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ مُوسَى؟ هَلْ أَجَابَهُنَّ: ‹إِنَّهَا قَاعِدَةٌ لَا ٱسْتِثْنَاءَ لَهَا›؟ كَلَّا، بَلْ «قَدَّمَ . . . دَعْوَاهُنَّ أَمَامَ يَهْوَهَ». (عد ٢٧:٢-٥) فَكَيْفَ تَجَاوَبَ يَهْوَهُ؟ قَالَ لِمُوسَى: «بِٱلصَّوَابِ تَتَكَلَّمُ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ. فَأَعْطِهِنَّ مِلْكَ مِيرَاثٍ فِي وَسْطِ إِخْوَةِ أَبِيهِنَّ، وَٱنْقُلْ مِيرَاثَ أَبِيهِنَّ إِلَيْهِنَّ». لٰكِنَّ ٱلْأَمْرَ لَمْ يَقِفْ عِنْدَ هٰذَا ٱلْحَدِّ. فَقَدْ حَوَّلَ يَهْوَهُ ٱلِٱسْتِثْنَاءَ إِلَى قَاعِدَةٍ، إِذْ أَوْصَى مُوسَى: «إِذَا مَاتَ رَجُلٌ وَلَيْسَ لَهُ ٱبْنٌ، فَٱنْقُلُوا مِيرَاثَهُ إِلَى ٱبْنَتِهِ». (عد ٢٧:٦-٨؛ يش ١٧:١-٦) وَمُذَّاكَ، كَانَتْ كُلُّ ٱمْرَأَةٍ إِسْرَائِيلِيَّةٍ سَتَنَالُ حَقَّهَا إِذَا مَا وَاجَهَتِ ٱلْمُعْضِلَةَ نَفْسَهَا.
١٥ (أ) كَيْفَ يُعَامِلُ يَهْوَهُ شَعْبَهُ، وَخُصُوصًا مَنْ لَا سَنَدَ لَهُمْ؟ (ب) أَيَّةُ رِوَايَاتٍ أُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَدُلُّ أَنَّ يَهْوَهَ غَيْرُ مُحَابٍ؟
١٥ يَا لَهُ مِنْ قَرَارٍ مُنْصِفٍ! فَقَدْ عَامَلَ يَهْوَهُ هٰؤُلَاءِ ٱلنِّسَاءَ، ٱللَّوَاتِي كُنَّ بِلَا سَنَدٍ، بِكَرَامَةٍ وَٱحْتِرَامٍ مُسَاوِيًا إِيَّاهُنَّ بِبَاقِي ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. (مز ٦٨:٥) وَهٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ لَيْسَتْ سِوَى وَاحِدَةٍ مِنْ رِوَايَاتٍ عَدِيدَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَدُلُّ أَنَّ يَهْوَهَ يُعَامِلُ شَعْبَهُ بِعَدَمِ مُحَابَاةٍ. — ١ صم ١٦:١-١٣؛ اع ١٠:٣٠-٣٥، ٤٤-٤٨.
لِنَقْتَدِ بِيَهْوَهَ
١٦ كَيْفَ نَقْتَدِي بِعَدَمِ مُحَابَاةِ يَهْوَهَ؟
١٦ كَيْفَ نَقْتَدِي بِعَدَمِ مُحَابَاةِ يَهْوَهَ؟ تَذَكَّرْ أَنَّ لِعَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ وَجْهَيْنِ. فَنَحْنُ لَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِإِنْصَافٍ مَا لَمْ نَكُنْ مُقْتَنِعِينَ أَنَّ ٱلْجَمِيعَ يَسْتَحِقُّونَ ذٰلِكَ. دُونَ شَكٍّ، نَحْنُ جَمِيعًا نَظُنُّ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُنْفَتِحُونَ وَعَدِيمُو ٱلْمُحَابَاةِ. لٰكِنَّ تَقْيِيمَ أَنْفُسِنَا بِمَوْضُوعِيَّةٍ لَيْسَ دَائِمًا بِهٰذِهِ ٱلسُّهُولَةِ. فَكَيْفَ نَكْتَشِفُ مَا إِذَا كُنَّا مُحَابِينَ أَمْ لَا؟ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ يَسُوعَ. فَكَيْ يَعْرِفَ مَاذَا يَقُولُ ٱلنَّاسُ عَنْهُ، سَأَلَ أَصْدِقَاءَهُ ٱلَّذِينَ يَثِقُ بِهِمْ: «مَنْ يَقُولُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ؟». (مت ١٦:١٣، ١٤) فَلِمَ لَا تَحْذُو حَذْوَهُ؟ مَا رَأْيُكَ أَنْ تَلْجَأَ إِلَى صَدِيقٍ تَثِقُ بِهِ وَتَسْأَلَهُ هَلْ أَنْتَ مَعْرُوفٌ بِأَنَّكَ شَخْصٌ مُتَحَامِلٌ؟ وَلْنَفْتَرِضْ أَنَّهُ أَخْبَرَكَ بِصَرَاحَةٍ أَنَّ لَدَيْكَ نَوْعًا مَا تَمْيِيزًا عِرْقِيًّا أَوْ طَبَقِيًّا أَوِ ٱجْتِمَاعِيًّا. فَمَاذَا عَلَيْكَ أَنْ تَفْعَلَ؟ صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ بِحَرَارَةٍ مُلْتَمِسًا مِنْهُ أَنْ يُسَاعِدَكَ عَلَى تَعْدِيلِ مَوْقِفِكَ بِحَيْثُ تَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِعَدَمِ مُحَابَاتِهِ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ. — مت ٧:٧؛ كو ٣:١٠، ١١.
١٧ كَيْفَ نُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ بِعَدَمِ مُحَابَاةٍ؟
١٧ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، نَحْنُ نَقْتَدِي بِيَهْوَهَ حِينَ نُعَامِلُ كُلَّ إِخْوَتِنَا بِكَرَامَةٍ وَلُطْفٍ حُبِّيٍّ. مَثَلًا، فِي إِعْرَابِنَا عَنْ رُوحِ ٱلضِّيَافَةِ، نَدْعُو إِلَى مَنْزِلِنَا جَمِيعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ تَخْتَلِفُ بِيئَتُهُمْ عَنْ بِيئَتِنَا، وَكَذٰلِكَ ٱلْفُقَرَاءُ وَٱلْيَتَامَى وَٱلْأَرَامِلُ. (اقرأ غلاطية ٢:١٠؛ يعقوب ١:٢٧.) عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، أَثْنَاءَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ، نَنْقُلُ ٱلْبِشَارَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ كُلِّ ٱلْخَلْفِيَّاتِ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْأَجَانِبُ. وَلَدَيْنَا فُرْصَةٌ رَائِعَةٌ أَنْ نُعْرِبَ عَنْ عَدَمِ تَحَامُلِنَا هٰذَا بِٱسْتِخْدَامِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تُنْتِجُهَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ بِنَحْوِ ٦٠٠ لُغَةٍ.
١٨ كَيْفَ سَتُظْهِرُ شَخْصِيًّا أَنَّكَ تُقَدِّرُ سُهُولَةَ ٱلِٱقْتِرَابِ وَعَدَمَ ٱلْمُحَابَاةِ لَدَى يَهْوَهَ؟
١٨ حَقًّا، كُلَّمَا تَأَمَّلْنَا كَمْ يَهْوَهُ هُوَ سَهْلُ ٱلِٱقْتِرَابِ وَغَيْرُ مُحَابٍ، عَمُقَ تَقْدِيرُنَا لَهُ. وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يَدْفَعُنَا أَنْ نَبْذُلَ مَا فِي وِسْعِنَا لِلِٱقْتِدَاءِ بِهِ فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ.
«يَهْوَهُ قَرِيبٌ مِنْ كُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَهُ». — مز ١٤٥:١٨. (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٩.)
«يَهْوَهُ إِلٰهُكُمْ . . . لَا يُحَابِي». — تث ١٠:١٧. (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧.)
-
-
قدّر كرم يهوه وتعقلهبرج المراقبة ٢٠١٣ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
قَدِّرْ كَرَمَ يَهْوَهَ وَتَعَقُّلَهُ
«يَهْوَهُ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ». — مز ١٤٥:٩.
١، ٢ أَيَّةُ فُرْصَةٍ تَكْمُنُ أَمَامَ أَصْدِقَاءِ يَهْوَهَ؟
«أَنَا وَزَوْجِي نَعْرِفُ بَعْضُنَا بَعْضًا حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ. لٰكِنْ حَتَّى بَعْدَ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ مَعًا، مَا زِلْنَا نَكْتَشِفُ أُمُورًا جَدِيدَةً وَاحِدُنَا فِي ٱلْآخَرِ». هٰكَذَا عَبَّرَتْ أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ تُدْعَى مُونِيكَا بَعْدَ مُضِيِّ ٣٥ سَنَةً عَلَى زَوَاجِهَا. وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ هِيَ حَالُ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ وَٱلْأَصْدِقَاءِ.
٢ هُنَالِكَ مُتْعَةٌ كَبِيرَةٌ فِي ٱلتَّعَرُّفِ أَكْثَرَ بِأَحِبَّائِنَا. لٰكِنْ مَا مِنْ فَرَحٍ يُضَاهِي فَرَحَ ٱلتَّعَلُّمِ عَنْ إِلٰهِنَا يَهْوَهَ، أَفْضَلِ صَدِيقٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. صَحِيحٌ أَنَّنَا لَنْ نَتَوَصَّلَ أَبَدًا إِلَى مَعْرِفَتِهِ كَامِلًا، بَيْدَ أَنَّ لَدَيْنَا فُرْصَةً رَائِعَةً لِنَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّعَلُّمِ عَنْهُ وَتَعْمِيقِ تَقْدِيرِنَا لِصِفَاتِهِ طَوَالَ ٱلْأَبَدِيَّةِ. — رو ١١:٣٣؛ جا ٣:١١.
٣ مَاذَا سَنَتَنَاوَلُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، ٱزْدَادَ تَقْدِيرُنَا لِيَهْوَهَ مِنْ حَيْثُ إِعْرَابُهُ عَنْ سُهُولَةِ ٱلِٱقْتِرَابِ وَعَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ. وَفِي مَا يَلِي، سَنَتَنَاوَلُ صِفَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ مِنْ صِفَاتِهِ ٱلرَّائِعَةِ: اَلْكَرَمَ وَٱلتَّعَقُّلَ. وَبِذٰلِكَ سَنَفْهَمُ عَلَى نَحْوٍ أَوْضَحَ أَنَّ «يَهْوَهَ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمَهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ». — مز ١٤٥:٩.
يَهْوَهُ كَرِيمٌ
٤ مَا هُوَ ٱلْكَرَمُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟
٤ مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ كَرِيمًا؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلْأَعْمَال ٢٠:٣٥: «اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ». بِهٰذِهِ ٱلْعِبَارَةِ ٱلْبَسِيطَةِ، بَيَّنَ يَسُوعُ مَاهِيَّةَ ٱلْكَرَمِ ٱلْحَقِيقِيِّ. فَٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَرِيمُ يُعْطِي بِسُرُورٍ وَبِلَا حِسَابٍ مِنْ وَقْتِهِ وَطَاقَتِهِ وَمَوَارِدِهِ لِفَائِدَةِ ٱلْآخَرِينَ. أَجَلْ، لَا يُقَاسُ ٱلْكَرَمُ بِحَجْمِ ٱلْعَطِيَّةِ أَوْ قِيمَتِهَا، بَلْ بِٱلدَّافِعِ وَرَاءَهَا. (اقرأ ٢ كورنثوس ٩:٧.) وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَفُوقُ يَهْوَهَ، «ٱلْإِلٰهَ ٱلسَّعِيدَ»، كَرَمًا وَسَخَاءً. — ١ تي ١:١١.
٥ كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْكَرَمِ؟
٥ كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْكَرَمِ؟ إِنَّهُ يُزَوِّدُ ٱلْبَشَرَ أَجْمَعِينَ، حَتَّى ٱلَّذِينَ لَا يَعْبُدُونَهُ، بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ. حَقًّا، إِنَّ «يَهْوَهَ صَالِحٌ لِلْكُلِّ». فَهُوَ «يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ وَٱلصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ». (مت ٥:٤٥) لِذٰلِكَ، ٱسْتَطَاعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنْ يَقُولَ لِأَشْخَاصٍ غَيْرِ مُؤْمِنِينَ إِنَّ يَهْوَهَ ‹يَفْعَلُ صَلَاحًا، مُعْطِيًا إِيَّاهُمْ أَمْطَارًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَمَوَاسِمَ مُثْمِرَةً، مُفْعِمًا قُلُوبَهُمْ طَعَامًا وَسُرُورًا›. (اع ١٤:١٧) فَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ يَهْوَهَ يُجْزِلُ ٱلْعَطَاءَ لِكَافَّةِ ٱلْبَشَرِ. — لو ٦:٣٥.
٦، ٧ (أ) بِمَ يُسَرُّ يَهْوَهُ خُصُوصًا؟ (ب) أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يَدُلُّ أَنَّ ٱللّٰهَ يُزَوِّدُ عُبَّادَهُ بِحَاجَتِهِمْ؟
٦ يُسَرُّ يَهْوَهُ خُصُوصًا بِتَزْوِيدِ عُبَّادِهِ ٱلْأُمَنَاءِ بِحَاجَاتِهِمْ. ذَكَرَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ: «كُنْتُ فَتًى، وَقَدْ شِخْتُ، وَلَمْ أَرَ بَارًّا تُخُلِّيَ عَنْهُ، وَلَا نَسْلَهُ يَلْتَمِسُ خُبْزًا». (مز ٣٧:٢٥) وَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ يَلْمُسُونَ لَمْسَ ٱلْيَدِ صِحَّةَ هٰذَا ٱلْأَمْرِ. وَإِلَيْكَ مِثَالًا عَلَى ذٰلِكَ.
٧ مُنْذُ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ، وَقَعَتْ خَادِمَةٌ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ تُدْعَى نَانْسِي فِي مَأْزِقٍ. تَقُولُ: «اِحْتَجْتُ إِلَى ٦٦ دُولَارًا لِإِيجَارِ ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي تَوَجَّبَ عَلَيَّ دَفْعُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي. وَلَمْ أَعْلَمْ مِنْ أَيْنَ آتِي بِهٰذَا ٱلْمَبْلَغِ. فَصَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَهَ ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى ٱلْمَطْعَمِ ٱلَّذِي أَعْمَلُ فِيهِ كَنَادِلَةٍ. كَانَ مِنَ ٱلْمُسْتَبْعَدِ أَنْ أَحْصُلَ عَلَى بَقْشِيشٍ وَافِرٍ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مِنَ ٱلْأُسْبُوعِ ٱلَّذِي لَا إِقْبَالَ فِيهِ عَادَةً عَلَى ٱلْمَطَاعِمِ. لٰكِنَّ مَا حَصَلَ كَانَ مُدْهِشًا! فَقَدْ شَهِدَ ٱلْمَطْعَمُ تَوَافُدَ عَدَدٍ لَا بَأْسَ بِهِ مِنَ ٱلزَّبَائِنِ. وَهٰكَذَا، عِنْدَ ٱلِٱنْتِهَاءِ مِنْ عَمَلِي، عَدَدْتُ ٱلْمَالَ ٱلَّذِي أَعْطَوْنِي إِيَّاهُ، فَكَانَ ٱلْمَجْمُوعُ ٦٦ دُولَارًا». وَنَانْسِي لَدَيْهَا مِلْءُ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَهَ زَوَّدَهَا بِمَا كَانَتْ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ تَمَامًا. — مت ٦:٣٣.
٨ مَا هِيَ أَكْثَرُ هِبَاتِ يَهْوَهَ سَخَاءً؟
٨ إِنَّ أَكْثَرَ هِبَاتِ يَهْوَهَ سَخَاءً مُتَاحَةٌ لِلْجَمِيعِ. فَمَا هِيَ؟ اَلذَّبِيحَةُ ٱلْفِدَائِيَّةُ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱبْنُهُ. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ: «اَللّٰهُ أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ، مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْلَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». (يو ٣:١٦) وَفِي سِيَاقِ ٱلْكَلَامِ هُنَا، يُشِيرُ «ٱلْعَالَمُ» إِلَى ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ بِأَكْمَلِهِ. نَعَمْ، إِنَّ أَكْثَرَ هِبَاتِ يَهْوَهَ سَخَاءً مُتَاحَةٌ لِكُلِّ مَنْ يَقْبَلُهَا. فَٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِيَسُوعَ سَيَحْظَوْنَ بِحَيَاةٍ لَا نِهَايَةَ لَهَا. (يو ١٠:١٠) فَهَلْ مِنْ دَلِيلٍ أَعْظَمُ عَلَى كَرَمِ يَهْوَهَ؟!
اِقْتَدِ بِكَرَمِ يَهْوَهَ
جَرَى حَثُّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِكَرَمِ يَهْوَهَ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٩.)
٩ كَيْفَ نَقْتَدِي بِكَرَمِ يَهْوَهَ؟
٩ كَيْفَ نَقْتَدِي بِكَرَمِ يَهْوَهَ؟ إِنَّ إِلٰهَنَا «يُزَوِّدُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِمُتْعَتِنَا». لِذَا، عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَكُونَ «مُسْتَعِدِّينَ لِلْمُشَارَكَةِ»، مُسَاهِمِينَ بِذٰلِكَ فِي فَرَحِ ٱلْآخَرِينَ. (١ تي ٦:١٧-١٩) فَيَلْزَمُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ مَوَارِدَنَا ٱلْمَادِّيَّةَ بِكُلِّ طِيبِ خَاطِرٍ لِنَهَبَ ٱلْعَطَايَا لِأَصْدِقَائِنَا وَأَفْرَادِ عَائِلَتِنَا وَنُسَانِدَ ٱلْمُحْتَاجِينَ. (اقرإ التثنية ١٥:٧.) وَمَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلْكَرَمِ؟ يَتَّخِذُ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْخُطْوَةَ ٱلْعَمَلِيَّةَ ٱلتَّالِيَةَ: كُلَّمَا تَلَقَّوْا عَطِيَّةً مِنْ أَحَدٍ تَحَيَّنُوا ٱلْفُرْصَةَ لِيُقَدِّمُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدَةً لِشَخْصٍ آخَرَ. وَتَضُمُّ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ عَدَدًا لَا يُحْصَى مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّذِينَ يَتَحَلَّوْنَ بِرُوحِ ٱلسَّخَاءِ.
١٠ مَا هِيَ إِحْدَى أَفْضَلِ ٱلطَّرَائِقِ لِنُعْرِبَ عَنِ ٱلْكَرَمِ؟
١٠ إِحْدَى أَفْضَلِ ٱلطَّرَائِقِ لِنُظْهِرَ ٱلْكَرَمَ هِيَ ٱسْتِخْدَامُ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا لِدَعْمِ وَتَشْجِيعِ ٱلْآخَرِينَ. (غل ٦:١٠) وَكَيْ نُجْرِيَ فَحْصًا ذَاتِيًّا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ، قَدْ نَسْأَلُ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ يَشْعُرُ ٱلْآخَرُونَ أَنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أُصْغِيَ لِمَشَاكِلِهِمْ؟ إِذَا طَلَبَ مِنِّي أَحَدٌ أَنْ أُعَاوِنَهُ عَلَى إِنْجَازِ عَمَلٍ مَا أَوْ أُسْدِيَ إِلَيْهِ خِدْمَةً، فَهَلْ أَسْتَجِيبُ لَهُ كُلَّمَا أَمْكَنَ؟ وَمَتَى كَانَتْ آخِرَ مَرَّةٍ مَدَحْتُ فِيهَا بِإِخْلَاصٍ فَرْدًا مِنْ أَفْرَادِ عَائِلَتِي أَوْ رَفِيقًا مُؤْمِنًا؟›. وَلَا شَكَّ أَنَّ ‹مُمَارَسَةَ ٱلْعَطَاءِ› تُقَرِّبُنَا مِنْ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ وَإِخْوَتِنَا عَلَى ٱلسَّوَاءِ. — لو ٦:٣٨؛ ام ١٩:١٧.
١١ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلسَّخَاءَ لِيَهْوَهَ؟
١١ فِي وِسْعِنَا إِظْهَارُ ٱلْكَرَمِ لِيَهْوَهَ أَيْضًا. فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُوصِي: «أَكْرِمْ يَهْوَهَ بِنَفَائِسِكَ». (ام ٣:٩) وَتَشْمُلُ ‹نَفَائِسُنَا› هٰذِهِ وَقْتَنَا وَطَاقَتَنَا وَمَوَارِدَنَا، ٱلَّتِي نَسْتَطِيعُ ٱسْتِخْدَامَهَا بِسَخَاءٍ فِي خِدْمَتِهِ. حَتَّى ٱلْأَوْلَادُ ٱلصِّغَارُ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلْكَرَمِ لِيَهْوَهَ. يَقُولُ أَبٌ ٱسْمُهُ جَايْسُون: «حِينَ تُرِيدُ عَائِلَتُنَا أَنْ تُقَدِّمَ تَبَرُّعًا فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، نَطْلُبُ مِنْ وَلَدَيْنَا أَنْ يَضَعَا ٱلْمَالَ فِي صُنْدُوقِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ. وَهُمَا يَفْرَحَانِ كَثِيرًا بِذٰلِكَ لِأَنَّهُمَا ‹يُعْطِيَانِ شَيْئًا لِيَهْوَهَ›». وَٱلْأَوْلَادُ ٱلَّذِينَ يَخْتَبِرُونَ فَرَحَ ٱلْعَطَاءِ هٰذَا وَهُمْ بَعْدُ صِغَارٌ، مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى رُوحِ ٱلسَّخَاءِ وَهُمْ رَاشِدُونَ. — ام ٢٢:٦.
يَهْوَهُ مُتَعَقِّلٌ
١٢ مَاذَا يَعْنِي ٱلتَّعَقُّلُ؟
١٢ تُدْرَجُ صِفَةُ ٱلتَّعَقُّلِ أَيْضًا فِي قَائِمَةِ صِفَاتِ يَهْوَهَ ٱلْمُحَبَّبَةِ. فَمَاذَا يَعْنِي ٱلتَّعَقُّلُ؟ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ عَادَةً إِلَى «مُتَعَقِّلٍ» فِي تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ تَحْمِلُ مَعْنَى ٱلِٱتِّصَافِ بِٱللِّينِ، إِظْهَارِ ٱلْمُرَاعَاةِ لِلْغَيْرِ، وَٱلِٱسْتِعْدَادِ لِلنُّزُولِ عِنْدَ رَغَبَاتِ ٱلْآخَرِينَ. (تي ٣:١، ٢) فَٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَعَقِّلُ لَا يُصِرُّ عَلَى ٱلْأَخْذِ دَائِمًا بِحَرْفِيَّةِ ٱلشَّرِيعَةِ، وَلَا يَكُونُ مُتَزَمِّتًا أَوْ صَارِمًا أَوْ قَاسِيًا. بَلْ يَسْعَى لِيَكُونَ لَطِيفًا فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ، آخِذًا بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ ظُرُوفَهُمْ. كَمَا أَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يُصْغِيَ لَهُمْ، ثُمَّ يُلَبِّيَ رَغَبَاتِهِمْ وَيُعَدِّلَ مَطَالِبَهُ مَتَى رَأَى ذٰلِكَ مُنَاسِبًا.
١٣، ١٤ (أ) كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ مِنَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي عَامَلَ بِهَا ٱللّٰهُ لُوطًا؟
١٣ كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ؟ إِنَّهُ يُرَاعِي مَشَاعِرَ خُدَّامِهِ وَغَالِبًا مَا يَكُونُ مُسْتَعِدًّا أَنْ يَنْزِلَ عِنْدَ رَغْبَتِهِمْ. تَأَمَّلْ مَثَلًا كَيْفَ عَامَلَ ٱلرَّجُلَ ٱلْبَارَّ لُوطًا. فَحِينَ صَمَّمَ أَنْ يُدَمِّرَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، أَمَرَهُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنْ يَهْرُبَ إِلَى ٱلْمِنْطَقَةِ ٱلْجَبَلِيَّةِ. لٰكِنْ لِسَبَبٍ أَوْ لآِخَرَ، خَافَ لُوطٌ وَٱلْتَمَسَ مِنْهُ أَنْ يَهْرُبَ إِلَى مِنْطَقَةٍ أُخْرَى. تَخَيَّلْ! لَقَدْ طَلَبَ لُوطٌ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُغَيِّرَ إِرْشَادَاتِهِ! — اقرإ التكوين ١٩:١٧-٢٠.
١٤ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ يَحْكُمَ ٱلْقَارِئُ عَلَى لُوطٍ أَنَّهُ قَلِيلُ ٱلْإِيمَانِ وَغَيْرُ مُطِيعٍ. فَلَمْ يَكُنْ لِمَخَاوِفِهِ أَيُّ أَسَاسٍ مَا دَامَ يَهْوَهُ قَادِرًا أَنْ يَحْفَظَ حَيَاتَهُ حَيْثُمَا كَانَ. لٰكِنَّ لُوطًا شَعَرَ بِٱلْخَوْفِ وَيَهْوَهُ رَاعَى مَشَاعِرَهُ هٰذِهِ. فَسَمَحَ لَهُ أَنْ يَهْرُبَ إِلَى مَدِينَةٍ كَانَ قَدْ عَزَمَ عَلَى إِهْلَاكِهَا. (اقرإ التكوين ١٩:٢١، ٢٢.) مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ لَيْسَ مُتَزَمِّتًا وَلَا صَارِمًا، بَلْ هُوَ إِلٰهٌ يَتَّصِفُ دَائِمًا بِٱلتَّعَقُّلِ.
١٥، ١٦ كَيْفَ عَكَسَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ تَعَقُّلَ يَهْوَهَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٥ تَنْعَكِسُ أَيْضًا صِفَةُ ٱلتَّعَقُّلِ عِنْدَ يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ. فَقَدْ نَصَّتْ أَنَّ ٱلْفَقِيرَ ٱلَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُقَدِّمَ نَعْجَةً أَوْ عَنْزَةً فِي وِسْعِهِ أَنْ يُقَرِّبَ زَوْجَ تِرْغَلٍّ أَوْ فَرْخَيْ يَمَامٍ. وَإِنْ كَانَ أَفْقَرَ مِنْ أَنْ يُقَدِّمَ فَرْخَيْ يَمَامٍ، يُسْمَحُ لَهُ أَنْ يُحْضِرَ ٱلْقَلِيلَ مِنَ ٱلدَّقِيقِ. لٰكِنْ لَاحِظْ هٰذَا ٱلتَّفْصِيلَ ٱلْمُهِمَّ: مَا كَانَ يَجِبُ أَنْ يُقَدِّمَ أَيَّ نَوْعٍ مِنَ ٱلدَّقِيقِ، بَلِ «ٱلدَّقِيقَ ٱلْفَاخِرَ» ٱلَّذِي يُسْتَخْدَمُ عَادَةً لِتَكْرِيمِ ٱلضُّيُوفِ. (تك ١٨:٦) وَمَا أَهَمِّيَّةُ ذٰلِكَ؟ — اقرإ اللاويين ٥:٧، ١١.
١٦ تَخَيَّلْ إِسْرَائِيلِيًّا مُعْوِزًا يَصِلُ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ وَفِي جَعْبَتِهِ ٱلْقَلِيلُ مِنَ ٱلدَّقِيقِ لِيُقَدِّمَهُ قُرْبَانًا، فَيُلَاحِظُ أَنَّ ٱلْأَغْنِيَاءَ يَأْتُونَ بِٱلْمَوَاشِي. قَدْ يَشْعُرُ بِٱلْإِحْرَاجِ بِسَبَبِ تَقْدِمَتِهِ ٱلَّتِي تَبْدُو بِلَا قِيمَةٍ. لٰكِنْ بَعْدَ ذٰلِكَ يَتَذَكَّرُ بِأَنَّهَا قَيِّمَةٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ. وَلِمَاذَا؟ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّ يَهْوَهَ طَلَبَ أَنْ يَكُونَ ٱلدَّقِيقُ مِنْ أَجْوَدِ ٱلْأَنْوَاعِ. وَكَأَنَّهُ يَقُولُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّ ٱلْفَقِيرِ: ‹أَنَا أَعْرِفُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَقْدُورِكَ أَنْ تُقَدِّمَ قَدْرَ مَا يُقَدِّمُهُ ٱلْآخَرُونَ، لٰكِنِّي أَعْرِفُ أَيْضًا أَنَّكَ تُعْطِي أَفْضَلَ مَا عِنْدَكَ›. فَيَهْوَهُ يُعْرِبُ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ إِذْ يَأْخُذُ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ حُدُودَ خُدَّامِهِ وَظُرُوفَهُمْ. — مز ١٠٣:١٤.
١٧ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ يَقْبَلُهَا يَهْوَهُ؟
١٧ نَحْنُ نَتَعَزَّى وَنَتَشَجَّعُ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ مُتَعَقِّلٌ وَيَقْبَلُ خِدْمَتَنَا مَتَى قَدَّمْنَاهَا مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ. (كو ٣:٢٣) عَبَّرَتْ أُخْتٌ إِيطَالِيَّةٌ تُدْعَى كُونْسْتَانْس: «لَطَالَمَا كَانَ إِخْبَارُ ٱلْآخَرِينَ عَنْ خَالِقِي أَحَبَّ أَمْرٍ عَلَى قَلْبِي. لِذٰلِكَ أَسْتَمِرُّ فِي ٱلْكِرَازَةِ وَعَقْدِ دُرُوسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، أَشْعُرُ بِٱلْحُزْنِ لِأَنَّ مَشَاكِلِي ٱلصِّحِّيَّةَ تُعِيقُنِي عَنْ فِعْلِ ٱلْمَزِيدِ. لٰكِنِّي أُدْرِكُ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُ حُدُودِي وَيُحِبُّنِي وَيُقَدِّرُ مَا أَقُومُ بِهِ».
اِقْتَدِ بِتَعَقُّلِ يَهْوَهَ
١٨ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَتْبَعَهَا ٱلْوَالِدُونَ لِلِٱقْتِدَاءِ بِيَهْوَهَ؟
١٨ كَيْفَ نَقْتَدِي بِتَعَقُّلِ يَهْوَهَ؟ لِنَعُدْ مَعًا إِلَى ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي عَامَلَ بِهَا يَهْوَهُ لُوطًا. فَرَغْمَ أَنَّهُ فِي مَرْكَزِ ٱلسُّلْطَةِ، أَصْغَى إِلَيْهِ بِلُطْفٍ وَهُوَ يُعَبِّرُ عَنْ مَشَاعِرِهِ، ثُمَّ قَبِلَ ٱلْتِمَاسَهُ. فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ، هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَتَمَثَّلُوا بِيَهْوَهَ؟ هَلْ تُصْغُونَ إِلَى طَلَبَاتِ أَوْلَادِكُمْ وَتَسْتَجِيبُونَ لَهَا حَيْثُمَا تَجِدُونَهُ مُلَائِمًا؟ فِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ، أَوْرَدَ عَدَدُ ١ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ٢٠٠٧ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ قَدْ يَرْغَبُونَ أَحْيَانًا أَنْ يَتَنَاقَشُوا مَعَ أَوْلَادِهِمْ عِنْدَ وَضْعِ ٱلْقَوَاعِدِ ٱلَّتِي سَتَتْبَعُهَا ٱلْعَائِلَةُ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَدَى ٱلْوَالِدِينَ ٱلْحَقُّ أَنْ يُقَرِّرُوا فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَجِبُ أَنْ يَرْجِعَ ٱلْأَوْلَادُ إِلَى ٱلْمَنْزِلِ. رَغْمَ ذٰلِكَ، بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَسْتَمِعُوا إِلَى رَأْيِ أَوْلَادِهِمْ وَيُعَدِّلُوا فِي ٱلتَّوْقِيتِ مَا دَامَتْ مَبَادِئُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَا تُنْتَهَكُ. وَقَدْ يَجِدُ ٱلْوَالِدُونَ أَنَّ ٱشْتِرَاكَ ٱلْأَوْلَادِ فِي مُنَاقَشَةِ ٱلْقَوَاعِدِ ٱلْعَائِلِيَّةِ يُسَهِّلُ عَلَيْهِمْ فَهْمَهَا وَٱتِّبَاعَهَا.
١٩ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ ٱلشُّيُوخُ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِتَعَقُّلِ يَهْوَهَ؟
١٩ يَعْمَلُ ٱلشُّيُوخُ عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِتَعَقُّلِ يَهْوَهَ حِينَ يَأْخُذُونَ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ ظُرُوفَ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. تَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ قَدَّرَ حَتَّى ٱلتَّضْحِيَاتِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا أَفْقَرُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، لَا يَسْتَطِيعُ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ أَنْ يَصْرِفُوا سِوَى ٱلْقَلِيلِ مِنَ ٱلْوَقْتِ فِي ٱلْخِدْمَةِ، لَرُبَّمَا بِسَبَبِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ أَوِ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلسِّنِّ. فَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا تَثَبَّطُوا؟ بِإِمْكَانِ ٱلشُّيُوخِ أَنْ يُؤَكِّدُوا لَهُمْ بِلُطْفٍ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّهُمْ لِأَنَّهُمْ يُعْطُونَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْهِمْ. — مر ١٢:٤١-٤٤.
٢٠ مَاذَا يَعْنِي أَنْ نَكُونَ مُتَعَقِّلِينَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟
٢٠ طَبْعًا، إِنَّ ٱلِٱتِّصَافَ بِٱلتَّعَقُّلِ لَا يَعْنِي مُطْلَقًا أَنْ ‹نَلْطُفَ بِأَنْفُسِنَا›. (مت ١٦:٢٢) فَنَحْنُ لَا نَتَرَاخَى فِي ٱلْخِدْمَةِ بِحُجَّةِ أَنَّنَا نُظْهِرُ ٱلتَّعَقُّلَ. بَلْ عَلَيْنَا بَذْلُ قُصَارَى جُهْدِنَا فِي دَعْمِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ: «اِجْتَهِدُوا بِقُوَّةٍ». (لو ١٣:٢٤) إِذًا، لَا بُدَّ أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلِٱتِّزَانِ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَمِنْ نَاحِيَةٍ، عَلَيْنَا أَنْ نُعْطِيَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، يَجِبُ أَلَّا نَنْسَى أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَطْلُبُ مِنَّا أَبَدًا أَكْثَرَ مِنْ طَاقَتِنَا. فَهُوَ يَرْضَى عَلَيْنَا إِنْ قَدَّمْنَا لَهُ أَفْضَلَ مَا عِنْدَنَا. أَفَلَيْسَ رَائِعًا أَنْ نَخْدُمَ إِلٰهًا مُتَعَقِّلًا كَيَهْوَهَ؟ لَا شَكَّ فِي ذٰلِكَ. لٰكِنْ ثَمَّةَ صِفَاتٌ رَائِعَةٌ أُخْرَى يَمْتَلِكُهَا إِلٰهُنَا. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُنَاقِشُ ٱثْنَتَيْنِ مِنْهَا. — مز ٧٣:٢٨.
«أَكْرِمْ يَهْوَهَ بِنَفَائِسِكَ». — ام ٣:٩. (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١١.)
«مَهْمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ، فَٱعْمَلُوهُ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ». — كو ٣:٢٣. (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧.)
-
-
قدّر ولاء يهوه وغفرانهبرج المراقبة ٢٠١٣ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
قَدِّرْ وَلَاءَ يَهْوَهَ وَغُفْرَانَهُ
«أَنْتَ يَا يَهْوَهُ صَالِحٌ وَغَفُورٌ، وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَكَ». — مز ٨٦:٥.
١، ٢ (أ) لِمَاذَا نُقَدِّرُ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلْأَوْلِيَاءَ وَٱلْغَفُورِينَ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا؟
مَن هُوَ بِرَأْيِكَ ٱلصَّدِيقُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟ تَقُولُ أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ ٱسْمُهَا آشْلِي: «اَلصَّدِيقُ ٱلْحَقِيقِيُّ هُوَ ٱلَّذِي يَقِفُ دَائِمًا إِلَى جَانِبِكَ مَتَى ٱحْتَجْتَ إِلَيْهِ وَيَغْفِرُ لَكَ زَلَّاتِكَ». وَكُلُّنَا نُقَدِّرُ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلْأَوْلِيَاءَ وَٱلْغَفُورِينَ. فَبِوُجُودِهِمْ، نَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ. — ام ١٧:١٧.
٢ وَيَهْوَهُ هُوَ أَكْثَرُ ٱلْأَصْدِقَاءِ وَلَاءً وَغُفْرَانًا. وَيَصِفُهُ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ قَائِلًا: «أَنْتَ يَا يَهْوَهُ صَالِحٌ وَغَفُورٌ، وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَكَ». (مز ٨٦:٥) إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ هُنَا إِلَى «ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ» تُنْقَلُ أَيْضًا إِلَى «مَحَبَّةِ ٱلْوَلَاءِ». فَمَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ وَلِيًّا وَغَفُورًا؟ كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنْ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ ٱلرَّائِعَتَيْنِ؟ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ؟ إِنَّ ٱلْأَجْوِبَةَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ سَتُعَمِّقُ مَحَبَّتَنَا لِصَدِيقِنَا ٱلْأَفْضَلِ يَهْوَهَ، وَتُقَوِّي أَيْضًا أَوَاصِرَ صَدَاقَتِنَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ. — ١ يو ٤:٧، ٨.
يَهْوَهُ وَلِيٌّ
٣ مَا مَعْنَى ٱلْوَلَاءِ؟
٣ تَتَمَيَّزُ صِفَةُ ٱلْوَلَاءِ بِٱلدِّفْءِ وَٱلْوُدِّ. وَهِيَ تَنْطَوِي عَلَى ٱلتَّفَانِي وَٱلْأَمَانَةِ وَٱلْإِخْلَاصِ ٱلَّذِي لَا يَنْثَلِمُ. فَٱلْإِنْسَانُ ٱلْوَلِيُّ لَيْسَ مُتَقَلْقِلًا. بَلْ يَلْتَصِقُ ٱلْتِصَاقًا حُبِّيًّا بِشَخْصٍ (أَوْ شَيْءٍ مَا) وَلَا يَتَخَلَّى عَنْهُ حَتَّى فِي أَحْلَكِ ٱلظُّرُوفِ. وَيَهْوَهُ هُوَ ٱلْمِثَالُ ٱلْأَسْمَى فِي ٱلْوَلَاءِ. — رؤ ١٦:٥.
٤، ٥ (أ) كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْوَلَاءِ؟ (ب) كَيْفَ نَسْتَمِدُّ ٱلْقُوَّةَ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلَّتِي تُظْهِرُ وَلَاءَهُ؟
٤ وَكَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْوَلَاءِ؟ إِنَّهُ لَا يَتَخَلَّى أَبَدًا عَنْ عُبَّادِهِ ٱلْأُمَنَاءِ. وَهٰذَا مَا يَشْهَدُ عَلَيْهِ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ. (اقرأ ٢ صموئيل ٢٢:٢٦.) فَأَثْنَاءَ ٱلشَّدَائِدِ ٱلَّتِي أَلَمَّتْ بِهِ، لَمْ يَتْرُكْهُ يَهْوَهُ بَلْ كَانَ يُرْشِدُهُ وَيَحْمِيهِ وَيُنْقِذُهُ. (٢ صم ٢٢:١) فَلَمَسَ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّ وَلَاءَ يَهْوَهَ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْكَلَامِ. وَلِمَاذَا أَظْهَرَ يَهْوَهُ ٱلْوَلَاءَ لِدَاوُدَ؟ لِأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ تَحَلَّى بِهٰذِهِ ٱلصِّفَةِ. فَيَهْوَهُ يُحِبُّ وَلَاءَ خُدَّامِهِ وَيُبَادِلُهُمْ إِيَّاهُ. — ام ٢:٦-٨.
٥ يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْتَمِدَّ ٱلْقُوَّةَ مِنْ تَأَمُّلِنَا فِي أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلَّتِي تُظْهِرُ وَلَاءَهُ. يَقُولُ أَخٌ أَمِينٌ يُدْعَى رِيد: «أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ كَيْفَ وَقَفَ يَهْوَهُ إِلَى جَانِبِ دَاوُدَ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ. فَهُوَ لَمْ يَتَوَقَّفْ يَوْمًا عَنْ مُسَانَدَتِهِ حَتَّى أَثْنَاءَ هَرَبِهِ وَٱخْتِبَائِهِ أَحْيَانًا فِي ٱلْمَغَاوِرِ. وَهٰذَا ٱلْأَمْرُ يُشَجِّعُنِي وَيُذَكِّرُنِي أَنَّهُ مَهْمَا وَاجَهْتُ مِنْ صُعُوبَاتٍ، وَمَهْمَا كَانَتِ ٱلظُّرُوفُ ٱلَّتِي أَمُرُّ بِهَا حَالِكَةً، فَيَهْوَهُ سَيَقِفُ إِلَى جَانِبِي مَا دُمْتُ وَلِيًّا لَهُ». وَلَا شَكَّ أَنَّ لِسَانَ حَالِنَا جَمِيعًا هُوَ كَلِسَانِ حَالِ رِيد. — رو ٨:٣٨، ٣٩.
٦ بِأَيَّةِ طَرِيقَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنْ وَلَائِهِ، وَأَيَّةُ ثِقَةٍ يَمْنَحُنَا إِيَّاهَا وَلَاؤُهُ هٰذَا؟
٦ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْوَلَاءِ بِطَرِيقَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ. أَوَّلًا، إِنَّهُ يَبْقَى مُلْتَزِمًا بِمَقَايِيسِهِ. تُؤَكِّدُ لَنَا كَلِمَتُهُ: «إِلَى شَيْخُوخَتِكُمْ أَنَا أَنَا». (اش ٤٦:٤) فَكُلُّ قَرَارَاتِهِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ يَتَّخِذُهَا مُعْتَمِدًا مَقَايِيسَهُ ٱلَّتِي لَا تَتَغَيَّرُ. (مل ٣:٦) ثَانِيًا، إِنَّهُ يُتَمِّمُ دَائِمًا مَا يَعِدُ بِهِ. (اش ٥٥:١١) وَوَلَاؤُهُ هٰذَا يَمْنَحُ عُبَّادَهُ ٱلثِّقَةَ ٱلتَّامَّةَ أَنَّهُ سَيَفِي بِوَعْدِهِ أَنْ يُغْدِقَ عَلَيْهِمْ بَرَكَاتِهِ إِذَا أَطَاعُوهُ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ. — اش ٤٨:١٧، ١٨.
اِقْتَدِ بِوَلَاءِ يَهْوَهَ
٧ كَيْفَ نَقْتَدِي بِوَلَاءِ يَهْوَهَ؟
٧ كَيْفَ نَقْتَدِي بِوَلَاءِ يَهْوَهَ؟ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ أَنْ نَمُدَّ يَدَ ٱلْعَوْنِ إِلَى ٱلَّذِينَ يَمُرُّونَ بِظُرُوفٍ صَعْبَةٍ. (ام ٣:٢٧) مَثَلًا، هَلْ تَعْرِفُ أَخًا مُثَبَّطًا، لَرُبَّمَا بِسَبَبِ مَشَاكِلِهِ ٱلصِّحِّيَّةِ أَوْ مُقَاوَمَةِ عَائِلَتِهِ أَوْ ضَعَفَاتِهِ؟ لِمَ لَا تَأْخُذُ ٱلْمُبَادَرَةَ وَتُشَجِّعُهُ «بِكَلَامٍ طَيِّبٍ وَكَلَامٍ مُعَزٍّ»؟ (زك ١:١٣)a وَهٰكَذَا، تَكُونُ صَدِيقًا وَلِيًّا وَحَقِيقِيًّا، صَدِيقًا «أَلْصَقَ مِنَ ٱلْأَخِ». — ام ١٨:٢٤.
٨ كَيْفَ نَقْتَدِي بِوَلَاءِ يَهْوَهَ فِي ٱلزَّوَاجِ؟
٨ يُمْكِنُنَا ٱلتَّمَثُّلُ بِوَلَاءِ يَهْوَهَ أَيْضًا بِٱلْبَقَاءِ أَوْلِيَاءَ لِمَنْ نُحِبُّهُمْ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يَجِبُ أَنْ يَبْقَى ٱلْمُتَزَوِّجُ وَلِيًّا لِرَفِيقِ زَوَاجِهِ. (ام ٥:١٥-١٨) فَعَلَيْهِ أَلَّا يَخْطُوَ أَيَّةَ خُطْوَةٍ تُؤَدِّي بِهِ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ إِلَى ٱلزِّنَى. (مت ٥:٢٨) كَذٰلِكَ، نُعْرِبُ عَنِ ٱلْوَلَاءِ لِرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ عِنْدَمَا نَرْفُضُ أَنْ نَنْشُرَ أَوْ نُصْغِيَ إِلَى ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ أَوِ ٱلِٱفْتِرَاءِ. — ام ١٢:١٨.
٩، ١٠ (أ) لِمَنْ نُرِيدُ أَنْ نُعْرِبَ عَنْ وَلَائِنَا بِشَكْلٍ خُصُوصِيٍّ؟ (ب) لِمَاذَا لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا أَنْ نُطِيعَ وَصَايَا يَهْوَهَ؟
٩ وَأَهَمُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ هُوَ أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ. فَمَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى ذٰلِكَ؟ عَلَيْنَا أَنْ نَنْظُرَ إِلَى ٱلْأُمُورِ بِمِنْظَارِهِ، أَيْ أَنْ نُحِبَّ مَا يُحِبُّهُ وَنُبْغِضَ مَا يُبْغِضُهُ، وَمِنْ ثُمَّ أَنْ نَسْلُكَ وَفْقَ مَشِيئَتِهِ. (اقرإ المزمور ٩٧:١٠.) وَكُلَّمَا جَعَلْنَا أَفْكَارَنَا وَمَشَاعِرَنَا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ أَفْكَارِهِ وَمَشَاعِرِهِ، سَهُلَ عَلَيْنَا أَكْثَرَ إِطَاعَةُ وَصَايَاهُ. — مز ١١٩:١٠٤.
١٠ طَبْعًا، لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا أَنْ نُطِيعَ وَصَايَا يَهْوَهَ. فَأَحْيَانًا يَلْزَمُ أَنْ نَبْذُلَ جُهُودًا دَؤُوبَةً لِنَبْقَى أَوْلِيَاءَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، قَدْ يَرْغَبُ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلزَّوَاجِ، لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا بَعْدُ ٱلرَّفِيقَ ٱلْمُنَاسِبَ بَيْنَ عُبَّادِ يَهْوَهَ. (١ كو ٧:٣٩) تَأَمَّلْ فِي ٱلْحَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ: أُخْتٌ عَزْبَاءُ لَا يَنْفَكُّ زُمَلَاؤُهَا غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي ٱلْعَمَلِ يُحَاوِلُونَ أَنْ يُعَرِّفُوهَا بِشُبَّانٍ بِهَدَفِ ٱلْمُوَاعَدَةِ. وَلَعَلَّ هٰذِهِ ٱلْأُخْتَ تُصَارِعُ مَشَاعِرَ ٱلْوَحْدَةِ. رَغْمَ ذٰلِكَ، تُصَمِّمُ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهَا لِيَهْوَهَ. أَفَلَا يَسْتَحِقُّ وَلَاؤُهَا هٰذَا كُلَّ تَقْدِيرٍ؟ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُكَافِئُ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَمِرُّونَ فِي خِدْمَتِهِ بِوَلَاءٍ رَغْمَ ٱلصُّعُوبَاتِ وَٱلْمِحَنِ. — عب ١١:٦.
«يُوجَدُ صَدِيقٌ أَلْصَقُ مِنَ ٱلْأَخِ». — ام ١٨:٢٤. (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٧.)
‹لِنُسَامِحْ بَعْضُنَا بَعْضًا›. — اف ٤:٣٢. (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٦.)
يَهْوَهُ إِلٰهٌ غَفُورٌ
١١ مَاذَا يَعْنِي ٱلْغُفْرَانُ؟
١١ مِنْ أَرْوَعِ صِفَاتِ يَهْوَهَ هُوَ أَنَّهُ إِلٰهٌ غَفُورٌ. فَمَاذَا يَعْنِي ٱلْغُفْرَانُ؟ يَعْنِي أَنْ يَصْفَحَ ٱلْمَرْءُ عَمَّنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ إِذَا تَابَ تَوْبَةً صَادِقَةً. لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَا يَعْنِي أَنْ يَتَغَاضَى عَنِ ٱلْإِسَاءَةِ أَوْ يُنْكِرَ حُدُوثَهَا، بَلْ أَنْ يَخْتَارَ عَدَمَ إِضْمَارِ ٱلِٱسْتِيَاءِ فِي قَلْبِهِ. وَتُعَلِّمُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ يَهْوَهَ «غَفُورٌ»، يُسَامِحُ ٱلَّذِينَ يَتُوبُونَ تَوْبَةً صَادِقَةً. — مز ٨٦:٥.
١٢ (أ) إِلَى أَيِّ مَدًى يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْغُفْرَانِ؟ (ب) مَاذَا يَعْنِي أَنْ «تُمْحَى» خَطَايَانَا؟
١٢ إِلَى أَيِّ مَدًى يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْغُفْرَانِ؟ إِنَّهُ «يُكْثِرُ ٱلْغُفْرَانَ»، حَسْبَمَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ، أَيْ أَنَّهُ يَغْفِرُ غُفْرَانًا كَامِلًا وَ دَائِمًا. (اش ٥٥:٧) وَمَاذَا يُثْبِتُ أَنَّهُ يَغْفِرُ كَامِلًا؟ نَجِدُ ٱلدَّلِيلَ فِي ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلْأَعْمَال ٣:١٩. (اقرأها.) فَقَدْ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ سَامِعِيهِ أَنْ ‹يَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا›. فَحِينَ يَتُوبُ ٱلْخَاطِئُ بِإِخْلَاصٍ، يَنْدَمُ نَدَمًا شَدِيدًا عَلَى مَسْلَكِهِ ٱلْخَاطِئِ وَيُصَمِّمُ أَلَّا يُكَرِّرَ ٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي ٱقْتَرَفَهَا. (٢ كو ٧:١٠، ١١) هٰذَا وَإِنَّ ٱلتَّوْبَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ تَدْفَعُهُ أَنْ ‹يَرْجِعَ›، أَيْ أَنْ يَتْرُكَ مَسْلَكَهُ ٱلْخَاطِئَ وَيَتْبَعَ مَسْلَكًا مَرْضِيًّا فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ. وَمَاذَا كَانَ سَيَحْصُدُ مُسْتَمِعُو بُطْرُسَ إِنْ هُمْ أَعْرَبُوا عَنْ مِثْلِ هٰذِهِ ٱلتَّوْبَةِ؟ كَانَتْ خَطَايَاهُمْ ‹سَتُمْحَى›. فَحِينَ يَغْفِرُ يَهْوَهُ خَطَايَانَا، يُزِيلُهَا كَمَا لَوْ بِمِمْحَاةٍ وَيُبَيِّضُ صَفْحَتَنَا تَمَامًا. وَهٰكَذَا، يَكُونُ غُفْرَانُهُ كَامِلًا. — عب ١٠:٢٢؛ ١ يو ١:٧.
١٣ مَاذَا تُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْكَلِمَاتُ «لَا أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ»؟
١٣ وَكَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يَغْفِرُ لَنَا غُفْرَانًا دَائِمًا؟ تَأَمَّلْ فِي نُبُوَّةِ إِرْمِيَا عَنِ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلَّذِي أَتَاحَ مَغْفِرَةَ ٱلْخَطَايَا لِكُلِّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِٱلذَّبِيحَةِ. (اقرأ ارميا ٣١:٣٤.) يَقُولُ يَهْوَهُ: «أَغْفِرُ ذَنْبَهُمْ، وَلَا أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ». فَهُوَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ حِينَ يَغْفِرُ خَطَايَانَا، لَنْ يَتَّخِذَ أَبَدًا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ إِجْرَاءً ضِدَّنَا بِسَبَبِهَا. وَلَنْ يُثِيرَهَا مِنْ جَدِيدٍ كَيْ يَتَّهِمَنَا بِهَا أَوْ يُعَاقِبَنَا عَلَيْهَا، بَلْ يَغْفِرُهَا مَرَّةً وَإِلَى ٱلْأَبَدِ. — رو ٤:٧، ٨.
١٤ كَيْفَ نَنَالُ ٱلتَّعْزِيَةَ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي غُفْرَانِ يَهْوَهَ؟ أَيُّ مِثَالٍ يُوضِحُ ذٰلِكَ؟
١٤ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي غُفْرَانِ يَهْوَهَ يُمِدُّنَا بِٱلتَّعْزِيَةِ وَٱلتَّشْجِيعِ. خُذْ مَثَلًا مَا شَعَرَتْ بِهِ أُخْتٌ سَنَدْعُوهَا إِيلِين بَعْدَمَا فُصِلَتْ لِسَنَوَاتٍ وَأُعِيدَتْ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ. تَعْتَرِفُ قَائِلَةً: «رَغْمَ أَنِّي كُنْتُ أُؤَكِّدُ لِلْآخَرِينَ وَلِنَفْسِي أَنِّي وَاثِقَةٌ مِنْ غُفْرَانِ يَهْوَهَ لِي، أَحْسَسْتُ فِي دَاخِلِي أَنَّهُ بَعِيدٌ عَنِّي بَعْضَ ٱلشَّيْءِ وَأَنَّ ٱلْإِخْوَةَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنِّي، وَأَنَّهُ حَقِيقِيٌّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ أَكْثَرَ مِمَّا هُوَ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيَّ». لٰكِنَّهَا ٱسْتَمَدَّتِ ٱلتَّعْزِيَةَ حِينَ قَرَأَتْ وَتَأَمَّلَتْ بَعْضَ صُوَرِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْبَيَانِيَّةِ ٱلَّتِي تَصِفُ غُفْرَانَ يَهْوَهَ. تَقُولُ: «أَدْرَكْتُ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى مَدَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ وَحَنَانِهِ تِجَاهِي». وَقَدْ تَأَثَّرَتْ خُصُوصًا بِٱلْفِكْرَةِ ٱلتَّالِيَةِ: «عِنْدَمَا يَغْفِرُ يَهْوَهُ خَطَايَانَا، لَا يَنْبَغِي أَنْ نَشْعُرَ بِأَنَّنَا سَنَحْمِلُ وَصْمَةَ هٰذِهِ ٱلْخَطَايَا بَاقِيَ حَيَاتِنَا».b تَذْكُرُ: «أَدْرَكْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ وَاثِقَةً أَنَّ يَهْوَهَ يُمْكِنُ أَنْ يَغْفِرَ لِي كَامِلًا، وَٱعْتَقَدْتُ أَنَّنِي سَأَحْمِلُ هٰذَا ٱلْعِبْءَ مَدَى عُمْرِي. اَلْآنَ بَدَأْتُ أَشْعُرُ أَنِّي أَسْتَطِيعُ ٱلِٱقْتِرَابَ مِنْ يَهْوَهَ، وَأَنَّ ثِقْلًا كَبِيرًا أُزِيحَ عَنْ كَاهِلِي. لٰكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ يَلْزَمُنِي ٱلْوَقْتُ كَيْ أَرْتَاحَ كُلِّيًّا». فَيَا لَيَهْوَهَ مِنْ أَبٍ مُحِبٍّ وَغَفُورٍ! — مز ١٠٣:٩.
اِقْتَدِ بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ
١٥ كَيْفَ نَقْتَدِي بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ؟
١٥ نَحْنُ نَقْتَدِي بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ حِينَ نَغْفِرُ لِلْآخَرِينَ كُلَّمَا أَعْرَبُوا عَنْ تَوْبَةٍ صَادِقَةٍ. (اقرأ لوقا ١٧:٣، ٤.) تَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ يَنْسَى خَطَايَانَا عِنْدَمَا يَعْفُو عَنْهَا بِمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَتَّخِذُ إِجْرَاءً ضِدَّنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِسَبَبِهَا. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، حِينَ نَغْفِرُ لِلْآخَرِينَ عَلَيْنَا أَنْ نَنْسَى خَطَايَاهُمْ، أَيْ أَنْ نَطْرَحَهَا وَرَاءَ ظَهْرِنَا وَأَلَّا نُثِيرَهَا مُجَدَّدًا.
١٦ (أ) مَاذَا لَا يَعْنِيهِ ٱلْغُفْرَانُ؟ (ب) مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ كَيْ نَحْظَى بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ؟
١٦ لَا يَعْنِي ٱلْغُفْرَانُ لِلْآخَرِينَ أَنْ نَتَغَاضَى عَنْ إِسَاءَتِهِمْ أَوْ نَسْمَحَ لَهُمْ بِٱسْتِغْلَالِنَا، بَلْ أَلَّا نُضْمِرَ ٱلِٱسْتِيَاءَ نَحْوَهُمْ. لٰكِنْ مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّنَا لَنْ نَنَالَ غُفْرَانَ يَهْوَهَ مَا لَمْ نَقْتَدِ بِهِ وَنُسَامِحِ ٱلْآخَرِينَ. (مت ٦:١٤، ١٥) فَيَهْوَهُ يَتَعَاطَفُ مَعَنَا وَيَتَذَكَّرُ «أَنَّنَا تُرَابٌ». (مز ١٠٣:١٤) كَذٰلِكَ ٱلْأَمْرُ، حِينَ يُسِيءُ إِلَيْنَا ٱلْآخَرُونَ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَعَاطَفَ مَعَهُمْ وَنَتَذَكَّرَ أَنَّهُمْ نَاقِصُونَ مِثْلَنَا، مَا يَدْفَعُنَا إِلَى مُسَامَحَتِهِمْ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا. — اف ٤:٣٢؛ كو ٣:١٣.
لِنُصَلِّ بِإِخْلَاصٍ مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِينَ أَخْطَأُوا إِلَيْنَا (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧.)
١٧ مَاذَا يُسَاعِدُنَا إِذَا آذَانَا أَحَدُ إِخْوَتِنَا؟
١٧ طَبْعًا، لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نُسَامِحَ ٱلْآخَرِينَ. حَتَّى بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱسْتَصْعَبُوا تَسْوِيَةَ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلَّتِي نَشَأَتْ بَيْنَهُمْ. (في ٤:٢) فَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا آذَاكَ أَحَدُ إِخْوَتِكَ؟ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ أَيُّوبَ. فَقَدْ تَأَلَّمَ جِدًّا حِينَ ٱنْهَالَ عَلَيْهِ أَصْدِقَاؤُهُ ٱلْمَزْعُومُونَ، أَلِيفَازُ وَبِلْدَدُ وَصُوفَرُ، بِوَابِلٍ مِنَ ٱلتُّهَمِ ٱلْعَارِيَةِ عَنِ ٱلصِّحَّةِ. (اي ١٠:١؛ ١٩:٢) فَوَبَّخَهُمْ يَهْوَهُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ لِٱتِّهَامِهِمْ أَيُّوبَ زُورًا، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَذْهَبُوا إِلَيْهِ وَيُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً تَكْفِيرًا عَنْ خَطَايَاهُمْ. (اي ٤٢:٧-٩) لٰكِنَّهُ طَلَبَ أَيْضًا مِنْ أَيُّوبَ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا. وَمَا هُوَ؟ أَنْ يُصَلِّيَ لِأَجْلِهِمْ. وَقَدْ نَفَّذَ أَيُّوبُ مَا طُلِبَ مِنْهُ. فَبَارَكَهُ يَهْوَهُ لِتَحَلِّيهِ بِرُوحِ ٱلْغُفْرَانِ. (اقرأ ايوب ٤٢:١٠، ١٢، ١٦، ١٧.) وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ؟ إِنَّ ٱلصَّلَاةَ ٱلصَّادِقَةَ لِأَجْلِ شَخْصٍ أَسَاءَ إِلَيْنَا قَدْ تُسَاعِدُنَا أَلَّا نُضْمِرَ ٱلِٱسْتِيَاءَ نَحْوَهُ.
اِسْتَمِرَّ فِي تَقْدِيرِ صِفَاتِ يَهْوَهَ تَقْدِيرًا عَمِيقًا
١٨، ١٩ كَيْفَ نَسْتَمِرُّ فِي تَعْمِيقِ تَقْدِيرِنَا لِشَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ ٱلْمُحَبَّبَةِ؟
١٨ لَا شَكَّ أَنَّنَا تَمَتَّعْنَا كَثِيرًا بِٱلتَّأَمُّلِ فِي نَوَاحٍ عَدِيدَةٍ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ. فَقَدْ رَأَيْنَا أَنَّهُ إِلٰهٌ سَهْلُ ٱلِٱقْتِرَابِ، عَدِيمُ ٱلْمُحَابَاةِ، كَرِيمٌ، مُتَعَقِّلٌ، وَلِيٌّ، وَغَفُورٌ. وَهٰذَا لَيْسَ سِوَى ٱلْيَسِيرِ مِنْ صِفَاتِهِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي نَتَطَلَّعُ إِلَى ٱلتَّعَلُّمِ عَنْهَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ طَوَالَ ٱلْأَبَدِيَّةِ. (جا ٣:١١) حَقًّا، «يَا لَعُمْقِ غِنَى ٱللّٰهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ»، وَكَذٰلِكَ أَوْجُهِ شَخْصِيَّتِهِ ٱلْأُخْرَى كَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلصِّفَاتِ ٱلسِّتِّ ٱلَّتِي تَفَحَّصْنَاهَا! — رو ١١:٣٣.
١٩ فَلْنَسْتَمِرَّ جَمِيعًا فِي تَعْمِيقِ تَقْدِيرِنَا لِشَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ ٱلْمُحَبَّبَةِ. وَيُمْكِنُنَا ذٰلِكَ مِنْ خِلَالِ ٱلتَّعَرُّفِ بِصِفَاتِهِ، ٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا، وَٱلِٱقْتِدَاءِ بِهَا. (اف ٥:١) وَكُلَّمَا فَعَلْنَا ذٰلِكَ، ٱزْدَدْنَا ٱقْتِنَاعًا بِصِحَّةِ كَلِمَاتِ ٱلْمُرَنِّمِ ٱلْمُلْهَمِ ٱلَّذِي قَالَ: «أَمَّا أَنَا فَٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى ٱللّٰهِ حَسَنٌ لِي». — مز ٧٣:٢٨.
a مِنْ أَجْلِ ٱقْتِرَاحَاتٍ مُسَاعِدَةٍ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ، ٱنْظُرْ مَقَالَةَ «هَلْ شَجَّعْتُمْ شَخْصًا مَا مُؤَخَّرًا؟» فِي عَدَدِ ١٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ١٩٩٥ وَمَقَالَةَ «حَرِّضُوا عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ — كَيْفَ؟» فِي عَدَدِ ١ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ١٩٩٥ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ.
b اُنْظُرْ كِتَابَ اِقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَهَ، ٱلْفَصْلَ ٢٦، ٱلْفِقْرَةَ ١٠.
-