مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • العدل يسم جميع طرق اللّٰه
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • العدل يسم جميع طرق اللّٰه

      ‏«هو الصخر الكامل صنيعه.‏ ان جميع سبله عدل.‏ اله امانة لا جور فيه (‏بارّ)‏ وعادل هو.‏» —‏ تثنية ٣٢:‏٤‏.‏

      ١ اية صفات ليهوه ابرزها موسى في ترنيمته لبني اسرائيل قبل مماته،‏ ولماذا كان مؤهلا ليتكلم هكذا؟‏

      يهوه،‏ القاضي الاسمى،‏ المشترع،‏ والملك،‏ «يحب البر والعدل.‏» (‏مزمور ٣٣:‏٥؛‏ اشعياء ٣٣:‏٢٢‏)‏ وموسى،‏ وسيط عهد الناموس ونبي «عرفه (‏يهوه)‏ وجها لوجه،‏» صار عارفا على نحو حميم بطرق يهوه العادلة.‏ (‏تثنية ٣٤:‏١٠؛‏ يوحنا ١:‏١٢‏)‏ وقبيل موته ابرز موسى الصفة الفائقة لعدل يهوه.‏ وفي مسامع كل جماعة اسرائيل نادى بكلمات هذه الترنيمة:‏ «انصتي ايتها السموات فاتكلم ولتسمع الارض اقوال فمي.‏ .‏ .‏ .‏ اني باسم (‏يهوه)‏ انادي.‏ أعطوا عظمة لالهنا.‏ هو الصخر الكامل صنيعه.‏ ان جميع سبله عدل.‏ اله امانة لا جور فيه (‏بارّ)‏ وعادل هو.‏» —‏ تثنية ٣٢:‏١،‏ ٣،‏ ٤‏.‏

      ٢ كيف وسم العدل دائما جميع نشاطات يهوه،‏ ولماذا ذلك مهم؟‏

      ٢ العدل يسم جميع نشاطات يهوه،‏ وتجري ممارسته دائما في انسجام كامل مع حكمته،‏ محبته،‏ وقدرته.‏ وفي ايوب ٣٧:‏٢٣ ذكَّر خادم اللّٰه أليهو ايوب:‏ «القدير لا ندركه.‏ عظيم القوة (‏والعدل)‏ وكثير البر.‏ لا يجاوِب.‏» والملك داود كتب:‏ «(‏يهوه)‏ يحب (‏العدل)‏ ولا يتخلَّى عن اتقيائه.‏» (‏مزمور ٣٧:‏٢٨‏)‏ فيا للتأكيد المعزّي!‏ في جميع طرق اللّٰه لا يتخلى ابدا لحظة واحدة عن اولئك الأولياء له.‏ وعدل اللّٰه يضمن ذلك!‏

      لماذا العدل مفقود

      ٣ ما هو المفقود بين الناس اليوم،‏ وكيف أثَّر ذلك في علاقة الانسان باللّٰه؟‏

      ٣ بما ان يهوه هو اله العدل،‏ الشخص الذي يحب العدل،‏ و «خالق اطراف الارض،‏» لماذا العدل مفقود الى هذا الحدّ بين الناس اليوم؟‏ (‏اشعياء ٤٠:‏٢٨‏)‏ يجيب موسى في تثنية ٣٢:‏٥‏:‏ «افسد له الذين ليسوا اولاده عيبهم.‏ جيل اعوج ملتوٍ.‏» فنشاط الانسان المخرِّب قد ابعده جدا عن خالقه بحيث يجري وصف افكار اللّٰه وطرقه بأنها اعلى من تلك التي للانسان «كما علت السموات عن الارض.‏» —‏ اشعياء ٥٥:‏٨،‏ ٩‏.‏

      ٤ اي مسلك اختار الانسان اتخاذه،‏ والى ماذا قاده ذلك؟‏

      ٤ لا تنسوا ابدا ان الانسان لم يصمِّمه خالقه ليعمل باستقلال عنه.‏ وارميا يقيِّم الوضع لنا على نحو صائب اذ يقول:‏ «عرفت يا (‏يهوه)‏ انه ليس للانسان طريقه.‏ ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته.‏» (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ ورفض الانسان لطرق اللّٰه وحكمه العادلين وضعه تحت قوى غير منظورة مختلفة كليا وقديرة جدا،‏ الشيطان ابليس وشركائه الابالسة.‏ والرسول يوحنا يذكُر بتشديد:‏ «العالم كله قد وُضع في الشرير.‏» وهذه القوى الابليسية لا تهتم مطلقا بدعم العدل بين الجنس البشري.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

      ٥ أعطِ امثلة على فقدان العدل في العالم اليوم.‏

      ٥ والمثال على فقدان العدل في الايام الختامية لنظام الاشياء هذا ابرزه في عام ١٩٨٤ النائب العام للولايات المتحدة،‏ وليام فرانش سميث.‏ واذ علَّق على استعراض احكام بالسجن في ١٢ ولاية اميركية بين ١٩٧٧ و ١٩٨٣ قال سميث:‏ «يفترض عامة الشعب ان المذنبين الاردأ —‏ القتلة،‏ المغتصبين،‏ تجَّار المخدِّرات —‏ يقضون فترات حبس غير قليلة.‏ أما دراسة الدائرة الرسمية .‏ .‏ .‏ فتُظهر كم هو هيِّن على المجرمين المتقسّين ان يعودوا الى الشوارع ليرتكبوا جرائم جديدة.‏» فلا عجب ان قال پول كامينار من مؤسسة واشنطن القانونية:‏ «ان نظام العدل متراخٍ غالبا.‏»‏

      ٦ (‏أ)‏ ماذا كانت حالة يهوذا الادبية قبل سبيها؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة طرحها حبقوق،‏ وهل تنطبق اليوم؟‏

      ٦ والعدل كان متراخيا في كل انحاء امة يهوذا قبل سقوطها في يد الجيوش البابلية في ٦٠٧ ق‌م.‏ لذلك اوحى اللّٰه الى نبيه حبقوق بأن يقول:‏ «لذلك جمدت الشريعة ولا يخرج (‏العدل)‏ بتة لان الشرير يحيط بالصدِّيق فلذلك يخرج (‏العدل)‏ مُعْوَجّا.‏» (‏حبقوق ١:‏٤‏)‏ وهذا الوضع غير العادل دفع النبي الى ان يسأل يهوه:‏ «لمَ تنظر الى الناهبين وتصمت حين يبلع الشرير من هو أبرّ منه.‏» (‏حبقوق ١:‏١٣‏)‏ واليوم فان الناس المتأثرين من ممارسة الظلم في كل مجالات النشاط البشري قد يسألون ايضا:‏ لماذا يستمر اله العدل في النظر الى الظلم الجاري في الارض؟‏ لماذا يسمح بأن «يخرج (‏العدل)‏ مُعْوَجّا»؟‏ ولماذا ‹يصمت›؟‏ انها اسئلة مهمة،‏ وكلمة اللّٰه الثمينة وحدها،‏ الكتاب المقدس،‏ تعطي الاجوبة الصحيحة والمانحة الاكتفاء.‏

      لماذا سمح اللّٰه بالظلم

      ٧ (‏أ)‏ لماذا خسر الانسان الفردوس الذي اعطاه اياه اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ اية قضايا نشأت في عدن،‏ وكيف تجاوب معها عدل اللّٰه؟‏

      ٧ ان اعمال اللّٰه كاملة،‏ كما شهد لها موسى.‏ وقد صح ذلك في ما يتعلق بالزوجين البشريين الكاملين اللذين وضعهما اللّٰه في جنة عدن.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦،‏ ٢٧؛‏ ٢:‏٧‏)‏ وذلك الترتيب كله كان كاملا لخير الجنس البشري وسعادته.‏ يخبرنا السجل الالهي:‏ «رأى اللّٰه كل ما عمله فاذا هو حسن جدا.‏» (‏تكوين ١:‏٣١‏)‏ ولكنّ الهدوء العدني لم يدم طويلا.‏ فتحت تأثير مخلوق روحاني متمرد جُرَّت حواء وزوجها آدم الى مواجهة مع يهوه حول طريقته للحكم عليهما.‏ والآن جرى الشك في صواب وصايا اللّٰه لهما.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٦‏)‏ وتحدّي عدل حكم اللّٰه هذا انشأ قضايا ادبية حيوية.‏ والسجل التاريخي للرجل الامين ايوب يدل على ان استقامة جميع خلائق اللّٰه قد وضعت الآن موضع شك.‏ فتطلَّب العدل ان يُمنح الوقت لبتّ هذه القضايا ذات الاهمية الكونية.‏ —‏ ايوب ١:‏٦-‏١١؛‏ ٢:‏١-‏٥‏؛‏ انظروا ايضا لوقا ٢٢:‏٣١‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ في اية حالة مفجعة وجد الانسان نفسه الآن؟‏ (‏ب)‏ اي شعاع امل يُرى في ترنيمة موسى؟‏

      ٨ ان الحالة المفجعة للجنس البشري،‏ الناتجة من طرح طرق اللّٰه العادلة جانبا،‏ يلخِّصها بولس في رومية ٨:‏٢٢‏.‏ فهنا كتب الرسول:‏ «كل الخليقة تئن وتتمخَّض معا الى الآن.‏» والكثير من هذا ‹الأنين› و ‹التمخّض› يُنسب الى فقدان العدل بين البشر فيما «يتسلط انسان على انسان لضرر نفسه.‏» (‏جامعة ٨:‏٩‏)‏ ولكن الشكر للّٰه القادر على كل شيء اذ انه لن يسمح لمهزلة العدل هذه بأن تستمر الى ما لا نهاية!‏ ومن هذا القبيل لاحظوا ما ذكره موسى ايضا في ترنيمته،‏ في تثنية ٣٢:‏٤٠،‏ ٤١‏:‏ «حي انا الى الابد.‏ اذا سننتُ [يهوه] سيفي البارق وامسكتْ بالقضاء يدي اردّ نقمة على اضدادي واجازي مبغضيَّ.‏»‏

      ٩ اشرح كيف «امسكتْ بالقضاء» يد يهوه عندما تمرد الانسان؟‏

      ٩ ان يد يهوه «امسكتْ بالقضاء» هناك في عدن.‏ فدون تأخير حكم اللّٰه بعدل على الانسان بالموت لعصيانه العمدي على وصاياه.‏ قال لآدم:‏ «لانك تراب والى تراب تعود.‏» (‏تكوين ٣:‏١٩‏)‏ وبعد قرون لخَّص الرسول بولس العواقب الأليمة لكامل العائلة البشرية بسبب مسلك آدم الخاطئ.‏ فكتب:‏ «كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع.‏» —‏ رومية ٥:‏١٢‏.‏

      ١٠ اي نسلين تطوَّرا منذ تمرد آدم،‏ وكيف كانت ردة فعل يهوه؟‏

      ١٠ وبعد نشوء تمرّد الانسان ذكر اللّٰه ايضا:‏ «اضع عداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلكِ ونسلها.‏ هو يسحق رأسكِ وانتِ تسحقين عقبه.‏» (‏تكوين ٣:‏١٥،‏ ١٧-‏١٩‏)‏ وتطوُّر هذين النسلين استمر طوال ٠٠٠‏,٦ سنة،‏ وقد وُجدت ‹العداوة› بينهما دائما.‏ ولكن في كل المشاهد المتغيرة على الارض لم تتغير طرق يهوه العادلة.‏ يقول بواسطة نبيه ملاخي:‏ «انا (‏يهوه)‏ لا اتغيَّر.‏» (‏ملاخي ٣:‏٦‏)‏ وقد اكَّد ذلك ان طرق اللّٰه للتعامل مع الجنس البشري الناقص والمتمرد اتسمت دائما بالعدل.‏ ولم ينحرف يهوه مرة عن مبادئه الرفيعة،‏ البارة،‏ فيما كانت تنسجم مع صفاته البديعة للحكمة،‏ المحبة،‏ والقدرة.‏

      اللّٰه يأتي لانقاذ الانسان

      ١١ و ١٢ كيف يصف المزمور ٤٩ بوضوح ورطة الانسان؟‏

      ١١ ومثل لامسات اخطبوط ضخم امتد تأثير الشيطان الشرير ليطوِّق كامل العائلة البشرية.‏ ويا لحاجة البشر الماسة الى الانقاذ ليس فقط من حكم الموت الجاثم عليهم ولكن ايضا من الانظمة غير العادلة للحكم البشري الناقص!‏

      ١٢ والورطة المخيفة التي وجد الانسان نفسه فيها منذ النطق بحكم الموت عليه مذكورة بوضوح في المزمور التالي لبني قورح:‏ «اسمعوا هذا يا جميع الشعوب.‏ أصغوا يا جميع سكان الدنيا عالٍ ودونٍ اغنياء وفقراء سواء.‏ الاخ لن يفدي الانسان فداء ولا يعطي اللّٰه كفارة عنه.‏ وكريمة هي فدية نفوسهم فغلِقت الى الدهر.‏ حتى يحيا الى الابد فلا يرى القبر.‏» (‏مزمور ٤٩:‏١،‏ ٢،‏ ٧-‏٩‏)‏ كل ذلك حدث بسبب عدل اللّٰه المعبَّر عنه!‏

      ١٣ و ١٤ (‏أ)‏ مَن وحده يستطيع انقاذ الانسان،‏ ولماذا كان المختار من اللّٰه ملائما جدا؟‏ (‏ب)‏ كيف صار يسوع «النَّعَم» لكل مواعيد اللّٰه؟‏

      ١٣ اذاً من اين يمكن ان يأتي العون؟‏ ومن يستطيع انقاذ الانسان من سلطة الموت؟‏ يجيب المزمور:‏ «اللّٰه يفدي نفسي من يد الهاوية.‏» (‏مزمور ٤٩:‏١٥‏)‏ ان محبة اللّٰه العظيمة وحدها،‏ اذ تعمل بانسجام مع عدله،‏ يمكن ان تنقذ الانسان من «يد الهاوية.‏» وسؤالانا جرت الاجابة عنهما ايضا خلال محادثة ليلية بين يسوع والفريسي الحذر نيقوديموس.‏ قال له يسوع:‏ «هكذا احب اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏» (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وقبل مجيء ابن اللّٰه الى الارض كان يعيش مع ابيه في السماء.‏ وفي هذا الوجود السابق لبشريته قيل عنه ان ‹لذّاته مع بني آدم.‏› (‏امثال ٨:‏٣١‏)‏ فكم هو ملائم اذاً ان يختار يهوه هذا المخلوق الروحاني الخصوصي —‏ ابنه الوحيد —‏ ليفدي الجنس البشري!‏

      ١٤ وفي ما يتعلق بيسوع قال بولس:‏ «مهما كانت مواعيد اللّٰه فهو فيه النَّعَم.‏» (‏٢ كورنثوس ١:‏٢٠‏)‏ وأحد هذه المواعيد التي سجَّلها النبي اشعياء مشار اليه في متى ١٢:‏١٨،‏ ٢١‏،‏ حيث نقرأ عن يسوع:‏ «هوذا فتاي الذي اخترته.‏ حبيبي الذي سُرّت به نفسي.‏ اضع روحي عليه فيخبر الامم (‏بالعدل)‏.‏ وعلى اسمه يكون رجاء الامم.‏» —‏ انظروا اشعياء ٤٢:‏١-‏٤‏.‏

      ١٥ و ١٦ كيف امكن ليسوع ان يصير ‹الأب الابدي› لذرية آدم؟‏

      ١٥ وخلال خدمة يسوع الارضية اخبر ان اناسا من جميع الامم يمكن ان يرجوا اسمه اخيرا وبالتالي يتمتعوا بفوائد عدل اللّٰه.‏ قال يسوع:‏ «ابن الانسان لم يأتِ ليُخدم بل ليَخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين.‏» (‏متى ٢٠:‏٢٨‏)‏ وناموس اللّٰه الكامل المعطى لامة اسرائيل ذكر:‏ «نفس بنفس.‏» (‏تثنية ١٩:‏٢١‏)‏ لذلك،‏ بعد ان بذل يسوع حياته الكاملة في الموت وأُقيم بقوة اللّٰه ليصعد الى السماء،‏ كان في وضع يمكّنه من تقديم قيمة حياته البشرية الكاملة ليهوه مقابل حقوق حياة آدم.‏ وبهذه الطريقة صار يسوع «آدم الاخير [او الثاني]» وهو الآن ممنوح سلطة العمل ‹كأب ابدي› لجميع ذرية آدم المؤمنة.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٤٥؛‏ اشعياء ٩:‏٦‏.‏

      ١٦ وهكذا ‹أُخبرت الامم› بطريقة اللّٰه للخلاص بواسطة تدبيره الحبي للذبيحة الفدائية لابنه،‏ يسوع المسيح.‏ وهي متَّسمة فعلا بالعدل الالهي.‏ فكم يجب ان نكون شاكرين اذ زوَّد اللّٰه طريقة ‹لفداء نفسنا من يد الهاوية›!‏

      دعم الفدية

      ١٧ و ١٨ اية شركة دخل فيها ت.‏ ت.‏ رصل في سبعينات الـ‍ ١٨٠٠،‏ ولكن كيف فاجأه بربور في سنة ١٨٧٨؟‏

      ١٧ كمسيحيي القرن الاول،‏ كان شهود يهوه في الازمنة العصرية يدعمون دائما تعليم الذبيحة الفدائية ليسوع المسيح.‏ ومن المثير للاهتمام ان نذكر ان اول رئيس لجمعية برج المراقبة،‏ تشارلز تاز رصل،‏ كان ذات مرة مساعدا لرئيس التحرير وداعما ماليا لمجلة دينية دُعيت بشير الصباح.‏ وهذه المجلة كان ينشرها في الاصل سبتي،‏ ن.‏ ه‍ .‏ بربور من روتشستر،‏ نيويورك،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وكان رصل في عشريناته،‏ أما بربور فكان اكبر بكثير.‏

      ١٨ بدا ان الشركة تسير حسنا حتى سنة ١٨٧٨ حين نشر بربور بصورة مفاجئة مقالة منكرا عقيدة الفدية.‏ واذ وصف ما حدث قال رصل:‏ «السيد بربور .‏ .‏ .‏ كتب مقالة لمجلة البشير منكرا عقيدة التكفير —‏ منكرا ان موت المسيح كان الثمن الفدائي لآدم وذريته،‏ قائلا ان موت ربنا لا يمكن ان ينفع لدفع جزاء خطايا الانسان اكثر من اعتبار اب ارضي وخْز دبوس في جسم ذبابة وجعْلها تتألم وتموت بتًّا عادلا لجنحة في ولده.‏»‏

      ١٩ (‏أ)‏ ماذا كان رد فعل رصل تجاه نظرة بربور الى الفدية؟‏ (‏ب)‏ هل تحققت رغبة رصل في ما يتعلق ببرج المراقبة؟‏

      ١٩ كان يمكن ان يُستمال رصل من قبل شريكه الاكبر سنا،‏ ولكنّ ذلك لم يحصل.‏ واستمر الجدال عدة شهور في صفحات المجلة،‏ بربور ينكر الفدية ورصل يكتب مؤيدا لها.‏ وأخيرا انسحب رصل من اية شركة مع بربور وشرع ينشر هذه المجلة التي دُعيت آنذاك برج مراقبة زيون وبشير حضور المسيح.‏ وقد عبَّر ت.‏ ت.‏ رصل عن هذه المشاعر ازاء المجلة الجديدة:‏ «من البداية كانت مدافعا خصوصيا عن الفدية؛‏ وبنعمة اللّٰه نأمل ان تكون كذلك حتى النهاية.‏» فهل تحقق امل رئيس التحرير رصل؟‏ نعم بالتأكيد!‏ وللتوضيح تقول الصفحة ٢ من هذا العدد نفسه ان المجلة «تشجع على الايمان بالملك الحاكم الآن،‏ يسوع المسيح،‏ الذي دمه المسفوك يفسح المجال لنيل الجنس البشري الحياة الابدية.‏»‏

      ٢٠ اية اسئلة تبقى دون جواب؟‏

      ٢٠ في مناقشتنا حتى الآن تابعنا مسلك عدل اللّٰه في طلب وسيلة لانقاذ الجنس البشري من حكم الخطية والموت الجاثم على العائلة البشرية.‏ والمحبة زوَّدت هذه الوسيلة.‏ ولكن ثمة اسئلة كهذه تبقى دون جواب:‏ كيف صارت فوائد ذبيحة يسوع المسيح الفدائية متوافرة؟‏ وكيف يمكنكم ان تستفيدوا منها،‏ ومتى؟‏ المقالة التالية تزوِّد اجوبة تزيد ثقتكم حتما بأن العدل يسم جميع طرق اللّٰه.‏

  • العدل قريبا لجميع الامم
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • العدل قريبا لجميع الامم

      ‏«العدل العدل تَتَّبِع لكي تحيا وتمتلك الارض التي يعطيك الرب الهك.‏» —‏ تثنية ١٦:‏٢٠‏.‏

      ١ ماذا كان قصد اللّٰه الاصلي لاجل الانسان،‏ وكيف فقط يمكنه ان يتمِّمه؟‏

      كان قصد يهوه اللّٰه في خلق الرجل والمرأة ان تمتلئ الارض من خلائق كاملة.‏ جميعهم يسبِّحونه ويقومون بدورهم في إخضاع الارض.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ وبما ان الانسان صُنع على صورة اللّٰه ومثاله فقد وُهب صفات الحكمة،‏ العدل،‏ المحبة،‏ والقدرة.‏ وفقط بالممارسة المتزنة لهذه الصفات يمكن للانسان ان يتمم قصد خالقه لأجله.‏

      ٢ كم كان مهما اتِّباع العدل لبني اسرائيل؟‏

      ٢ كما ذُكر في المقالة السابقة،‏ تمرَّد الانسان على طريقة اللّٰه لفعل الامور وحُكم عليه بالموت.‏ والآن بسبب النقص صار مستحيلا عليه انجاز قصد اللّٰه الاصلي لاجل الجنس البشري.‏ وعجْز الانسان عن الاعراب عن العدل الكامل كان عاملا مهما في هذا الفشل.‏ فلا عجب ان يذكِّر موسى بني اسرائيل:‏ «العدل العدل تَتَّبِع»!‏ فحياتهم وامكانية امتلاك ارض الموعد كانتا تتوقفان على اتِّباعهم العدل.‏ —‏ تثنية ١٦:‏٢٠‏.‏

      ظل الخيرات العتيدة

      ٣ لماذا فحص تعاملات يهوه مع اسرائيل مهم لنا اليوم؟‏

      ٣ ان تعاملات يهوه مع امة اسرائيل تقوي ثقتنا بأنه سيخبر فعلا جميع الامم بعدله بواسطة خادمه المختار،‏ يسوع المسيح.‏ والرسول بولس يشرح الامور بهذه الطريقة:‏ «لان كل ما سبق فكُتب كُتب لاجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء.‏» (‏رومية ١٥:‏٤‏)‏ وبما ان اللّٰه «يحب البر والعدل» فقد تطلَّب ان يقتدي به الاسرائيليون في جميع تعاملاتهم بعضهم مع بعض.‏ (‏مزمور ٣٣:‏٥‏)‏ ويمكن رؤية ذلك بوضوح بفحص القليل من الشرائع الـ‍ ٦٠٠ المعطاة لاسرائيل.‏

      ٤ كيف جرت معالجة مشاكل الحقوق المدنية تحت الناموس الموسوي؟‏

      ٤ ان مشاكل الحقوق المدنية لم تكن موجودة عندما جرى اتِّباع الناموس الموسوي.‏ واذ تتناول حالة غير الاسرائيلي الذي جاء ليعيش في الارض تذكر لاويين ١٩:‏٣٤‏:‏ «كالوطني منكم يكون لكم الغريب النازل عندكم وتحبه كنفسك.‏» فيا للترتيب العادل والحبي!‏ وأيضا جرى حث القضاة والشهود على السواء:‏ «لا تُجب في دعوى مائلا وراء الكثيرين (‏لتحريف العدل.‏)‏ ولا تحابِ مع المسكين في دعواه.‏» (‏خروج ٢٣:‏٢،‏ ٣‏)‏ فكِّروا في ذلك —‏ أُقيم العدل للاغنياء والفقراء على السواء!‏

      ٥ قارنوا القوانين الجنائية تحت الناموس الموسوي بتلك الموجودة اليوم.‏

      ٥ وتحت مجموعة شرائع الناموس الموسوي كانت القوانين الجنائية اسمى من مجموعة قوانين الامم اليوم.‏ مثلا،‏ لم يكن السارق يُسجن لئلا يُفرض عبء على الناس الكادحين الذين يطيعون الشريعة.‏ فكان عليه ان يعمل ويدفع ضعف ما سرقه او اكثر.‏ وهكذا لا تعاني الضحية خسارة.‏ ولنفرض ان السارق رفض ان يعمل ويدفع.‏ في هذه الحالة كان يُباع للعبودية حتى يُصنع التعويض.‏ واذا استمر في اظهار موقف عنيد كان يُقتل.‏ وبهذه الطريقة كان يجري انجاز العدل للضحية،‏ وكان ذلك رادعا قويا للآخرين الذين قد يميلون الى السرقة.‏ (‏خروج ٢٢:‏١،‏ ٣،‏ ٤،‏ ٧؛‏ تثنية ١٧:‏١٢‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ بما ان الحياة مقدسة في عيني اللّٰه فقد كان القاتل يُقتل.‏ وقد ازال ذلك من الامة الشخص الشرير القاتل.‏ ومع ذلك أُظهرت الرحمة للقتلة غير المتعمِّدين.‏ —‏ عدد ٣٥:‏٩-‏١٥،‏ ٢٢-‏٢٩،‏ ٣٣‏.‏

      ٦ الى اي استنتاج يقودنا فحص الشرائع الاسرائيلية؟‏

      ٦ اذاً،‏ مَن يمكنه ان ينكر ان العدل وسم جميع تعاملات اللّٰه القضائية مع امة اسرائيل؟‏ لذلك،‏ يا للتعزية،‏ يا للرجاء الذي يملأنا عندما نتأمل كيف سيُنفَّذ وعد اللّٰه في اشعياء ٤٢:‏١ بواسطة المسيح يسوع!‏ هنا نُعطى التأكيد:‏ «فيخرج (‏العدل)‏ للامم.‏»‏

      توازن العدل مع الرحمة

      ٧ صفوا تعاملات يهوه الرحيمة مع اسرائيل.‏

      ٧ عدل اللّٰه متوازن مع الرحمة.‏ وقد جرى الاعراب عن ذلك بوضوح عندما بدأ الاسرائيليون يتمردون على طرق اللّٰه البارة.‏ أصغوا الى وصف موسى لعناية يهوه الرحيمة بهم خلال سنواتهم الـ‍ ٤٠ في البرية:‏ «وجده في ارض قفر وفي خلاء مستوحش خرب.‏ احاط به ولاحظه وصانه كحدقة عينه.‏ كما يحرِّك النسرعشَّه وعلى فراخه يرفّ ويبسط جناحيه ويأخذها ويحملها على مناكبه هكذا الرب وحده اقتاده.‏» (‏تثنية ٣٢:‏١٠-‏١٢‏)‏ ولاحقا،‏ عندما صارت الامة مرتدة،‏ ناشد يهوه:‏ «ارجعوا عن طرقكم الشريرة وعن اعمالكم الشريرة.‏» —‏ زكريا ١:‏٤ أ.‏

      ٨ و ٩ (‏أ)‏ الى اي حد اظهر اللّٰه عدله الرحيم لليهود؟‏ (‏ب)‏ اية كارثة اخيرة باغتتهم،‏ ولكن ماذا يمكن القول عن طريقة اللّٰه للتعامل معهم؟‏

      ٨ وقع عرض يهوه للرحمة في آذان صمّاء.‏ فقال اللّٰه بواسطة النبي زكريا:‏ «لم يسمعوا ولم يصغوا اليّ.‏» (‏زكريا ١:‏٤ ب)‏ لذلك فان عدل اللّٰه الرحيم حضَّه على ارسال ابنه الوحيد ليساعدهم على الرجوع اليه.‏ ويوحنا المعمدان قدَّم ابن اللّٰه قائلا:‏ «هوذا حَمل اللّٰه الذي يرفع خطية العالم.‏» (‏يوحنا ١:‏٢٩‏)‏ ولسنين عديدة دون كلالة علَّم يسوع اليهود طرق اللّٰه الصائبة،‏ منجزا عجائب لا تُعدّ ومبرهنا بالتالي على انه المنقذ المنبأ به.‏ (‏لوقا ٢٤:‏٢٧؛‏ يوحنا ٥:‏٣٦‏)‏ ولكنّ الناس لم يصغوا او يؤمنوا.‏ لذلك اندفع يسوع الى الاعلان بقوة:‏ «يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا.‏ هوذا بيتكم يُترك لكم خرابا.‏» —‏ متى ٢٣:‏٣٧،‏ ٣٨‏.‏

      ٩ أخَّر اللّٰه تنفيذ دينونته المضادة نحو ٣٧ سنة اخرى،‏ حتى سنة ٧٠ ب‌م.‏ حينئذ سمح للرومان بأن يدمِّروا اورشليم ويأخذوا آلاف اليهود الى السبي.‏ وعندما نتأمل في طول أناة يهوه وصبره طوال قرون عديدة،‏ مَن يمكن ان يفشل في رؤية سمة العدل في جميع تعاملاته مع بيت اسرائيل؟‏

      العدل لجميع الامم

      ١٠ كيف امتد عدل اللّٰه الى جميع الامم؟‏

      ١٠ بعد رفض اسرائيل ليسوع قال يعقوب:‏ «افتقد اللّٰه اولا الامم ليأخذ منهم شعبا على اسمه.‏» (‏اعمال ١٥:‏١٤‏)‏ وهذا ‹الشعب،‏› بمن فيهم اولئك اليهود القليلون الذين قبلوا يسوع بصفته المسيّا،‏ يشكلون معا «اسرائيل اللّٰه [الروحي]» وهو مؤلَّف من أتباع يسوع المسيح الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ المولودين من الروح.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦؛‏ رؤيا ٧:‏١-‏٨؛‏ ١٤:‏١-‏٥‏)‏ وأول مؤمن اممي غير مختون كان كرنيليوس.‏ وعندما قَبِل كرنيليوس وأهل بيته طريقة اللّٰه للخلاص قال بطرس:‏ «بالحق انا اجد ان اللّٰه لا يقبل الوجوه.‏ بل في كل امة الذي يتَّقيه ويصنع البر مقبول عنده.‏» (‏اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وبولس يعظِّم عدل عدم محاباة يهوه اذ يقول:‏ «ليس يهودي ولا يوناني.‏ ليس عبد ولا حر.‏ ليس ذكر وأنثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع.‏ فان كنتم للمسيح فأنتم اذاً نسل ابرهيم وحسب الموعد ورثة.‏» —‏ غلاطية ٣:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      ١١ اي وعد أُعطي لابرهيم،‏ وكيف سيجري اتمامه؟‏

      ١١ هنا يجري تذكيرنا بالوعد البديع الذي اعطاه يهوه لابرهيم.‏ وعلى اساس طوعية الأب الجليل في التضحية بابنه الحبيب اسحق قال له اللّٰه:‏ «من اجل انك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك اباركك مباركة .‏ .‏ .‏ ويتبارك في نسلك جميع امم الارض.‏» (‏تكوين ٢٢:‏١٦-‏١٨‏)‏ وكيف سيتم هذا الوعد؟‏ ان «نسل ابرهيم،‏» المؤلف من يسوع المسيح وأتباعه الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الممسوحين الذين برهنوا على الامانة حتى الموت،‏ سيحكمون على الجنس البشري من السماء ألف سنة.‏ (‏رؤيا ٢:‏١٠،‏ ٢٦؛‏ ٢٠:‏٦‏)‏ وفي ما يتعلق بذلك الوقت المبارك يؤكِّد لنا يهوه:‏ «لنمو رياسته وللسلام لا نهاية.‏» ولماذا؟‏ لان «رياسة» ذلك الملكوت المسيّاني ‹ستُعضد (‏بالعدل)‏ والبر من الآن الى الابد.‏› —‏ اشعياء ٩:‏٧‏.‏

      ١٢ الى اي حد يجري الآن اختبار بركات العهد الابرهيمي؟‏

      ١٢ ولكن ليست هنالك حاجة الى الانتظار حتى يبدأ مُلك يسوع المسيح ألف سنة للتمتع ببركات العهد الابرهيمي.‏ فهذه البركات يختبرها الآن «جمع كثير» من الناس «من كل الامم والقبائل والشعوب والألسنة.‏» و ‹بتغسيل ثيابهم وتبييضها في دم الخروف،‏› يسوع المسيح،‏ مجازيا،‏ نالوا موقفا بارا امام يهوه.‏ وكإبرهيم،‏ صاروا اصدقاء يهوه!‏ ان العدل يسم فعلا طريقة اللّٰه لخلاص الملايين من كل الامم.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤‏.‏

      هل تتجاوبون مع طرق اللّٰه العادلة؟‏

      ١٣ و ١٤ (‏أ)‏ اي فحص قلبي شخصي يجب ان نقوم به جميعا؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن التعبير عن شكرنا ليهوه؟‏

      ١٣ هل تأثَّر قلبكم واندفع بعمق بطريق اللّٰه للعدل والمحبة في بذل ابنه الوحيد فدية لاجلكم؟‏ تصوَّروا مشاعر ابرهيم عندما طلب اليه يهوه ان يضحي بابنه،‏ الشخص الذي احبه كثيرا!‏ ولكنّ مشاعر اللّٰه اعمق بكثير.‏ فكِّروا في مشاعره عندما كان ابنه الحبيب يعاني الاهانات،‏ الكلام البذيء من المارّين،‏ الوجع الشديد لخشبة الآلام.‏ تصوَّروا رد فعل يهوه ازاء صراخ يسوع:‏ «الهي الهي لماذا تركتني.‏» (‏متى ٢٧:‏٣٩،‏ ٤٦‏)‏ ومع ذلك،‏ تطلَّب العدل ان يسمح يهوه اللّٰه بأن يموت ابنه بطريقة تبرهن على استقامته في تبرئة بر اللّٰه.‏ وفضلا عن ذلك،‏ بالسماح بأن يموت ابنه فتح يهوه طريقا لخلاصنا.‏

      ١٤ اذاً،‏ بالتأكيد،‏ يجب ان يدفعنا شكرنا ليهوه وابنه الى الاعتراف علنا:‏ «الخلاص لالهنا .‏ .‏ .‏ وللخروف.‏» (‏رؤيا ٧:‏١٠‏)‏ وبتجاوبنا ايجابيا على هذا النحو نُظهر اننا نؤمن بكلمات موسى:‏ «جميع سبل [يهوه] عدل.‏» (‏تثنية ٣٢:‏٤‏)‏ ويا للسعادة التي لا بد اننا نجلبها لقلبَي يهوه وابنه اذ نعترف ومن ثم نتَّبِع طرق اللّٰه العادلة لاجل خلاص الانسان!‏

      ١٥ كلمات يسوع لنيقوديموس لها اي مغزى لنا؟‏

      ١٥ ألسنا سعداء باتخاذ رفقائنا المؤمنين في سبعينات الـ‍ ١٨٠٠ موقفا ثابتا حيال قضية الذبيحة الفدائية؟‏ ألسنا مسرورين بانتمائنا اليوم الى هيئة لها التصميم عينه على التمسك بطريقة اللّٰه العادلة والحبية لاجل خلاص الانسان؟‏ اذا كنا كذلك،‏ يجب علينا اذاً ان ننتبه انتباها خصوصيا لما قاله يسوع لنيقوديموس:‏ «لم يرسل اللّٰه ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلُص به العالم.‏ الذي يؤمن به لا يُدان .‏ .‏ .‏ أما مَن يفعل الحق فيُقبِل الى النور لكي تظهر اعماله أنها (‏معمولة بانسجام مع اللّٰه)‏.‏» فللنجاة من دينونة اللّٰه المضادة يجب ان نبرهن على ايماننا بالابن بالقيام ‹بأعمال تنسجم مع اللّٰه.‏› —‏ يوحنا ٣:‏١٧،‏ ١٨،‏ ٢١‏.‏

      ١٦ كيف يمكن لتلاميذ يسوع ان يمجِّدوا الأب السماوي؟‏

      ١٦ قال يسوع:‏ «بهذا يتمجَّد ابي ان تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي.‏ ان حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما أني انا قد حفظت وصايا ابي وأثبت في محبته.‏» (‏يوحنا ١٥:‏٨،‏ ١٠‏)‏ وما هي بعض هذه الوصايا؟‏ نجد إحداها في يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏،‏ حيث قال يسوع لتلاميذه:‏ «وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا .‏ .‏ .‏ بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضا لبعض.‏» وثمر المحبة واضح بين شهود يهوه.‏ وأوصى يسوع ايضا:‏ «فاذهبوا وتلمذوا (‏أناسا من)‏ جميع الامم وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.‏» (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فهل تقومون شخصيا بهذه ‹الاعمال المنسجمة مع اللّٰه›؟‏

      ١٧ اية نتيجة تُظهر ان عمل الكرازة والتعليم هو اعراب عن عدل يهوه؟‏

      ١٧ وعدل طريق يهوه في السماح لأتباع يسوع بالقيام بأعمال الكرازة والتعليم هذه يصير واضحا عندما نتأمل في ما انجزه شهود يهوه في مجرد سنة واحدة.‏ فخلال ١٩٨٨ كان هنالك ٢٦٨‏,٢٣٩ تلميذا معتمدا جديدا!‏ ألا يجلب ذلك الفرح لقلبكم؟‏

      اله العدل سيعمل سريعا

      ١٨ اي سؤالين قد ينشأان بالنظر الى اضطهاد شعب يهوه؟‏

      ١٨ ان عمل الشهادة لم يواصل سيره دون مقاومة.‏ قال يسوع لأتباعه:‏ «ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم.‏» (‏يوحنا ١٥:‏٢٠‏)‏ وتاريخ شهود يهوه الحديث يشهد لصدق هذا القول.‏ فالحظر،‏ السجن،‏ الضرب،‏ وحتى التعذيب اختبره الشهود في بلد بعد آخر.‏ وكلمات حبقوق النبوية ترد ثانية الى ذهننا:‏ «جمدت الشريعة ولا يخرج (‏العدل)‏ بتة.‏» لذلك فان شعب يهوه ايضا قد يسألون احيانا:‏ ‹لِمَ ينظر يهوه الى الناهبين؟‏ لمَ يصمت حين يبلع الشرير من هو أبر منه›؟‏ —‏ حبقوق ١:‏٤،‏ ١٣‏.‏

      ١٩ اي مثل اعطاه يسوع ليساعدنا على فهم الامور من وجهة نظر اللّٰه؟‏

      ١٩ اعطى يسوع مثلا يساعد على الاجابة عن مثل هذين السؤالين ويمكِّننا من رؤية الامور من وجهة نظر اللّٰه.‏ ففي لوقا ١٧:‏٢٢-‏٣٧ وصف يسوع الاحوال العنيفة التي تسم نهاية نظام الاشياء هذا.‏ وقال انها تشبه تلك التي سبقت الطوفان ايام نوح ودمار سدوم وعمورة ايام لوط.‏ ثم،‏ كما هو موصوف في لوقا ١٨:‏١-‏٥‏،‏ التفت يسوع الى تلاميذه «وقال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يُصلَّى كل حين ولا يُملّ.‏» فأخبر يسوع عن ارملة في حاجة ماسة وعن «قاضٍ» في مركز يمكِّنه من سدّ حاجاتها.‏ فداومت الارملة على التوسل:‏ «أنصفني من خصمي.‏» وبسبب مثابرتها ‹أنصفها› القاضي اخيرا.‏

      ٢٠ اي درس يقدمه لنا مثل يسوع؟‏

      ٢٠ فما هو الدرس لنا اليوم؟‏ وفي اظهار التباين بين ذلك القاضي الظالم ويهوه قال يسوع:‏ «اسمعوا ما يقول قاضي الظلم.‏ أفلا يُنصف اللّٰه مختاريه الصارخين اليه نهارا وليلا وهو متمهِّل عليهم.‏ اقول لكم انه يُنصفهم سريعا.‏» —‏ لوقا ١٨:‏٦-‏٨ أ.‏

      ٢١ كيف يجب ان ننظر الى مشاكلنا الشخصية ونعالجها؟‏

      ٢١ تذكَّروا دائما انه عندما يتعلق الامر بمشاكلنا الشخصية فان ايّ تأخير ظاهري في استجابة طلباتنا لا يكون ناشئا من عدم رغبة من جهة اللّٰه.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٩‏)‏ فاذا حدث ان عانينا نوعا من الاضطهاد او الظلم كتلك الارملة يمكننا ان نؤمن بأن اللّٰه سيهتم بأن يجري العدل اخيرا.‏ وكيف يمكننا ان نُظهر ايمانا كهذا؟‏ بالصلاة على نحو متواصل ودعم صلواتنا بالمحافظة على مسلك امين.‏ (‏متى ١٠:‏٢٢؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٧‏)‏ وبأمانتنا نبرهن ان هنالك ايمانا على الارض،‏ ان هنالك محبّين حقيقيين للعدل،‏ وأننا بينهم.‏ —‏ لوقا ١٨:‏٨ ب.‏

      ‏«تهلَّلوا ايها الامم (‏مع)‏ شعبه»‏

      ٢٢ بأي نداء ظافر انهى موسى ترنيمته؟‏

      ٢٢ منذ قرون عديدة انهى موسى ترنيمته بهذا النداء الظافر:‏ «تهلَّلوا ايها الامم (‏مع)‏ شعبه لانه ينتقم بدم عبيده ويردّ نقمة على اضداده ويصفح عن ارضه عن شعبه.‏» (‏تثنية ٣٢:‏٤٣‏)‏ ان يوم انتقام يهوه يقترب اكثر من ايّ وقت مضى.‏ وكم نحن شاكرون على انه لا يزال يمارس الصبر الى جانب العدل!‏

      ٢٣ اية نتيجة سعيدة تنتظر اولئك الذين يشتركون في التهلل مع شعب اللّٰه؟‏

      ٢٣ لا تزال الطريق مفتوحة للذين هم في جميع الامم ‹ليُقبلوا الى التوبة،‏› ولكن ليس هنالك وقت لاضاعته.‏ حذَّر بطرس:‏ «سيأتي كلص في الليل يوم الرب.‏» (‏٢ بطرس ٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وعدل اللّٰه يتطلَّب تدمير هذا النظام الشرير قريبا.‏ وعندما يحدث ذلك فلنوجد بين اولئك الذين تجاوبوا مع الدعوة المبهجة:‏ «تهلَّلوا ايها الامم (‏مع)‏ شعبه.‏» نعم،‏ فلنكن بين اولئك السعداء الذين رأوا ان العدل يسم جميع طرق اللّٰه!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة