-
العدل يسم جميع طرق اللّٰهبرج المراقبة ١٩٨٩ | ١ آذار (مارس)
-
-
العدل يسم جميع طرق اللّٰه
«هو الصخر الكامل صنيعه. ان جميع سبله عدل. اله امانة لا جور فيه (بارّ) وعادل هو.» — تثنية ٣٢:٤.
١ اية صفات ليهوه ابرزها موسى في ترنيمته لبني اسرائيل قبل مماته، ولماذا كان مؤهلا ليتكلم هكذا؟
يهوه، القاضي الاسمى، المشترع، والملك، «يحب البر والعدل.» (مزمور ٣٣:٥؛ اشعياء ٣٣:٢٢) وموسى، وسيط عهد الناموس ونبي «عرفه (يهوه) وجها لوجه،» صار عارفا على نحو حميم بطرق يهوه العادلة. (تثنية ٣٤:١٠؛ يوحنا ١:١٢) وقبيل موته ابرز موسى الصفة الفائقة لعدل يهوه. وفي مسامع كل جماعة اسرائيل نادى بكلمات هذه الترنيمة: «انصتي ايتها السموات فاتكلم ولتسمع الارض اقوال فمي. . . . اني باسم (يهوه) انادي. أعطوا عظمة لالهنا. هو الصخر الكامل صنيعه. ان جميع سبله عدل. اله امانة لا جور فيه (بارّ) وعادل هو.» — تثنية ٣٢:١، ٣، ٤.
٢ كيف وسم العدل دائما جميع نشاطات يهوه، ولماذا ذلك مهم؟
٢ العدل يسم جميع نشاطات يهوه، وتجري ممارسته دائما في انسجام كامل مع حكمته، محبته، وقدرته. وفي ايوب ٣٧:٢٣ ذكَّر خادم اللّٰه أليهو ايوب: «القدير لا ندركه. عظيم القوة (والعدل) وكثير البر. لا يجاوِب.» والملك داود كتب: «(يهوه) يحب (العدل) ولا يتخلَّى عن اتقيائه.» (مزمور ٣٧:٢٨) فيا للتأكيد المعزّي! في جميع طرق اللّٰه لا يتخلى ابدا لحظة واحدة عن اولئك الأولياء له. وعدل اللّٰه يضمن ذلك!
لماذا العدل مفقود
٣ ما هو المفقود بين الناس اليوم، وكيف أثَّر ذلك في علاقة الانسان باللّٰه؟
٣ بما ان يهوه هو اله العدل، الشخص الذي يحب العدل، و «خالق اطراف الارض،» لماذا العدل مفقود الى هذا الحدّ بين الناس اليوم؟ (اشعياء ٤٠:٢٨) يجيب موسى في تثنية ٣٢:٥: «افسد له الذين ليسوا اولاده عيبهم. جيل اعوج ملتوٍ.» فنشاط الانسان المخرِّب قد ابعده جدا عن خالقه بحيث يجري وصف افكار اللّٰه وطرقه بأنها اعلى من تلك التي للانسان «كما علت السموات عن الارض.» — اشعياء ٥٥:٨، ٩.
٤ اي مسلك اختار الانسان اتخاذه، والى ماذا قاده ذلك؟
٤ لا تنسوا ابدا ان الانسان لم يصمِّمه خالقه ليعمل باستقلال عنه. وارميا يقيِّم الوضع لنا على نحو صائب اذ يقول: «عرفت يا (يهوه) انه ليس للانسان طريقه. ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته.» (ارميا ١٠:٢٣) ورفض الانسان لطرق اللّٰه وحكمه العادلين وضعه تحت قوى غير منظورة مختلفة كليا وقديرة جدا، الشيطان ابليس وشركائه الابالسة. والرسول يوحنا يذكُر بتشديد: «العالم كله قد وُضع في الشرير.» وهذه القوى الابليسية لا تهتم مطلقا بدعم العدل بين الجنس البشري. — ١ يوحنا ٥:١٩.
٥ أعطِ امثلة على فقدان العدل في العالم اليوم.
٥ والمثال على فقدان العدل في الايام الختامية لنظام الاشياء هذا ابرزه في عام ١٩٨٤ النائب العام للولايات المتحدة، وليام فرانش سميث. واذ علَّق على استعراض احكام بالسجن في ١٢ ولاية اميركية بين ١٩٧٧ و ١٩٨٣ قال سميث: «يفترض عامة الشعب ان المذنبين الاردأ — القتلة، المغتصبين، تجَّار المخدِّرات — يقضون فترات حبس غير قليلة. أما دراسة الدائرة الرسمية . . . فتُظهر كم هو هيِّن على المجرمين المتقسّين ان يعودوا الى الشوارع ليرتكبوا جرائم جديدة.» فلا عجب ان قال پول كامينار من مؤسسة واشنطن القانونية: «ان نظام العدل متراخٍ غالبا.»
٦ (أ) ماذا كانت حالة يهوذا الادبية قبل سبيها؟ (ب) اية اسئلة طرحها حبقوق، وهل تنطبق اليوم؟
٦ والعدل كان متراخيا في كل انحاء امة يهوذا قبل سقوطها في يد الجيوش البابلية في ٦٠٧ قم. لذلك اوحى اللّٰه الى نبيه حبقوق بأن يقول: «لذلك جمدت الشريعة ولا يخرج (العدل) بتة لان الشرير يحيط بالصدِّيق فلذلك يخرج (العدل) مُعْوَجّا.» (حبقوق ١:٤) وهذا الوضع غير العادل دفع النبي الى ان يسأل يهوه: «لمَ تنظر الى الناهبين وتصمت حين يبلع الشرير من هو أبرّ منه.» (حبقوق ١:١٣) واليوم فان الناس المتأثرين من ممارسة الظلم في كل مجالات النشاط البشري قد يسألون ايضا: لماذا يستمر اله العدل في النظر الى الظلم الجاري في الارض؟ لماذا يسمح بأن «يخرج (العدل) مُعْوَجّا»؟ ولماذا ‹يصمت›؟ انها اسئلة مهمة، وكلمة اللّٰه الثمينة وحدها، الكتاب المقدس، تعطي الاجوبة الصحيحة والمانحة الاكتفاء.
لماذا سمح اللّٰه بالظلم
٧ (أ) لماذا خسر الانسان الفردوس الذي اعطاه اياه اللّٰه؟ (ب) اية قضايا نشأت في عدن، وكيف تجاوب معها عدل اللّٰه؟
٧ ان اعمال اللّٰه كاملة، كما شهد لها موسى. وقد صح ذلك في ما يتعلق بالزوجين البشريين الكاملين اللذين وضعهما اللّٰه في جنة عدن. (تكوين ١:٢٦، ٢٧؛ ٢:٧) وذلك الترتيب كله كان كاملا لخير الجنس البشري وسعادته. يخبرنا السجل الالهي: «رأى اللّٰه كل ما عمله فاذا هو حسن جدا.» (تكوين ١:٣١) ولكنّ الهدوء العدني لم يدم طويلا. فتحت تأثير مخلوق روحاني متمرد جُرَّت حواء وزوجها آدم الى مواجهة مع يهوه حول طريقته للحكم عليهما. والآن جرى الشك في صواب وصايا اللّٰه لهما. (تكوين ٣:١-٦) وتحدّي عدل حكم اللّٰه هذا انشأ قضايا ادبية حيوية. والسجل التاريخي للرجل الامين ايوب يدل على ان استقامة جميع خلائق اللّٰه قد وضعت الآن موضع شك. فتطلَّب العدل ان يُمنح الوقت لبتّ هذه القضايا ذات الاهمية الكونية. — ايوب ١:٦-١١؛ ٢:١-٥؛ انظروا ايضا لوقا ٢٢:٣١.
٨ (أ) في اية حالة مفجعة وجد الانسان نفسه الآن؟ (ب) اي شعاع امل يُرى في ترنيمة موسى؟
٨ ان الحالة المفجعة للجنس البشري، الناتجة من طرح طرق اللّٰه العادلة جانبا، يلخِّصها بولس في رومية ٨:٢٢. فهنا كتب الرسول: «كل الخليقة تئن وتتمخَّض معا الى الآن.» والكثير من هذا ‹الأنين› و ‹التمخّض› يُنسب الى فقدان العدل بين البشر فيما «يتسلط انسان على انسان لضرر نفسه.» (جامعة ٨:٩) ولكن الشكر للّٰه القادر على كل شيء اذ انه لن يسمح لمهزلة العدل هذه بأن تستمر الى ما لا نهاية! ومن هذا القبيل لاحظوا ما ذكره موسى ايضا في ترنيمته، في تثنية ٣٢:٤٠، ٤١: «حي انا الى الابد. اذا سننتُ [يهوه] سيفي البارق وامسكتْ بالقضاء يدي اردّ نقمة على اضدادي واجازي مبغضيَّ.»
٩ اشرح كيف «امسكتْ بالقضاء» يد يهوه عندما تمرد الانسان؟
٩ ان يد يهوه «امسكتْ بالقضاء» هناك في عدن. فدون تأخير حكم اللّٰه بعدل على الانسان بالموت لعصيانه العمدي على وصاياه. قال لآدم: «لانك تراب والى تراب تعود.» (تكوين ٣:١٩) وبعد قرون لخَّص الرسول بولس العواقب الأليمة لكامل العائلة البشرية بسبب مسلك آدم الخاطئ. فكتب: «كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع.» — رومية ٥:١٢.
١٠ اي نسلين تطوَّرا منذ تمرد آدم، وكيف كانت ردة فعل يهوه؟
١٠ وبعد نشوء تمرّد الانسان ذكر اللّٰه ايضا: «اضع عداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلكِ ونسلها. هو يسحق رأسكِ وانتِ تسحقين عقبه.» (تكوين ٣:١٥، ١٧-١٩) وتطوُّر هذين النسلين استمر طوال ٠٠٠,٦ سنة، وقد وُجدت ‹العداوة› بينهما دائما. ولكن في كل المشاهد المتغيرة على الارض لم تتغير طرق يهوه العادلة. يقول بواسطة نبيه ملاخي: «انا (يهوه) لا اتغيَّر.» (ملاخي ٣:٦) وقد اكَّد ذلك ان طرق اللّٰه للتعامل مع الجنس البشري الناقص والمتمرد اتسمت دائما بالعدل. ولم ينحرف يهوه مرة عن مبادئه الرفيعة، البارة، فيما كانت تنسجم مع صفاته البديعة للحكمة، المحبة، والقدرة.
اللّٰه يأتي لانقاذ الانسان
١١ و ١٢ كيف يصف المزمور ٤٩ بوضوح ورطة الانسان؟
١١ ومثل لامسات اخطبوط ضخم امتد تأثير الشيطان الشرير ليطوِّق كامل العائلة البشرية. ويا لحاجة البشر الماسة الى الانقاذ ليس فقط من حكم الموت الجاثم عليهم ولكن ايضا من الانظمة غير العادلة للحكم البشري الناقص!
١٢ والورطة المخيفة التي وجد الانسان نفسه فيها منذ النطق بحكم الموت عليه مذكورة بوضوح في المزمور التالي لبني قورح: «اسمعوا هذا يا جميع الشعوب. أصغوا يا جميع سكان الدنيا عالٍ ودونٍ اغنياء وفقراء سواء. الاخ لن يفدي الانسان فداء ولا يعطي اللّٰه كفارة عنه. وكريمة هي فدية نفوسهم فغلِقت الى الدهر. حتى يحيا الى الابد فلا يرى القبر.» (مزمور ٤٩:١، ٢، ٧-٩) كل ذلك حدث بسبب عدل اللّٰه المعبَّر عنه!
١٣ و ١٤ (أ) مَن وحده يستطيع انقاذ الانسان، ولماذا كان المختار من اللّٰه ملائما جدا؟ (ب) كيف صار يسوع «النَّعَم» لكل مواعيد اللّٰه؟
١٣ اذاً من اين يمكن ان يأتي العون؟ ومن يستطيع انقاذ الانسان من سلطة الموت؟ يجيب المزمور: «اللّٰه يفدي نفسي من يد الهاوية.» (مزمور ٤٩:١٥) ان محبة اللّٰه العظيمة وحدها، اذ تعمل بانسجام مع عدله، يمكن ان تنقذ الانسان من «يد الهاوية.» وسؤالانا جرت الاجابة عنهما ايضا خلال محادثة ليلية بين يسوع والفريسي الحذر نيقوديموس. قال له يسوع: «هكذا احب اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.» (يوحنا ٣:١٦) وقبل مجيء ابن اللّٰه الى الارض كان يعيش مع ابيه في السماء. وفي هذا الوجود السابق لبشريته قيل عنه ان ‹لذّاته مع بني آدم.› (امثال ٨:٣١) فكم هو ملائم اذاً ان يختار يهوه هذا المخلوق الروحاني الخصوصي — ابنه الوحيد — ليفدي الجنس البشري!
١٤ وفي ما يتعلق بيسوع قال بولس: «مهما كانت مواعيد اللّٰه فهو فيه النَّعَم.» (٢ كورنثوس ١:٢٠) وأحد هذه المواعيد التي سجَّلها النبي اشعياء مشار اليه في متى ١٢:١٨، ٢١، حيث نقرأ عن يسوع: «هوذا فتاي الذي اخترته. حبيبي الذي سُرّت به نفسي. اضع روحي عليه فيخبر الامم (بالعدل). وعلى اسمه يكون رجاء الامم.» — انظروا اشعياء ٤٢:١-٤.
١٥ و ١٦ كيف امكن ليسوع ان يصير ‹الأب الابدي› لذرية آدم؟
١٥ وخلال خدمة يسوع الارضية اخبر ان اناسا من جميع الامم يمكن ان يرجوا اسمه اخيرا وبالتالي يتمتعوا بفوائد عدل اللّٰه. قال يسوع: «ابن الانسان لم يأتِ ليُخدم بل ليَخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين.» (متى ٢٠:٢٨) وناموس اللّٰه الكامل المعطى لامة اسرائيل ذكر: «نفس بنفس.» (تثنية ١٩:٢١) لذلك، بعد ان بذل يسوع حياته الكاملة في الموت وأُقيم بقوة اللّٰه ليصعد الى السماء، كان في وضع يمكّنه من تقديم قيمة حياته البشرية الكاملة ليهوه مقابل حقوق حياة آدم. وبهذه الطريقة صار يسوع «آدم الاخير [او الثاني]» وهو الآن ممنوح سلطة العمل ‹كأب ابدي› لجميع ذرية آدم المؤمنة. — ١ كورنثوس ١٥:٤٥؛ اشعياء ٩:٦.
١٦ وهكذا ‹أُخبرت الامم› بطريقة اللّٰه للخلاص بواسطة تدبيره الحبي للذبيحة الفدائية لابنه، يسوع المسيح. وهي متَّسمة فعلا بالعدل الالهي. فكم يجب ان نكون شاكرين اذ زوَّد اللّٰه طريقة ‹لفداء نفسنا من يد الهاوية›!
دعم الفدية
١٧ و ١٨ اية شركة دخل فيها ت. ت. رصل في سبعينات الـ ١٨٠٠، ولكن كيف فاجأه بربور في سنة ١٨٧٨؟
١٧ كمسيحيي القرن الاول، كان شهود يهوه في الازمنة العصرية يدعمون دائما تعليم الذبيحة الفدائية ليسوع المسيح. ومن المثير للاهتمام ان نذكر ان اول رئيس لجمعية برج المراقبة، تشارلز تاز رصل، كان ذات مرة مساعدا لرئيس التحرير وداعما ماليا لمجلة دينية دُعيت بشير الصباح. وهذه المجلة كان ينشرها في الاصل سبتي، ن. ه . بربور من روتشستر، نيويورك، الولايات المتحدة الاميركية. وكان رصل في عشريناته، أما بربور فكان اكبر بكثير.
١٨ بدا ان الشركة تسير حسنا حتى سنة ١٨٧٨ حين نشر بربور بصورة مفاجئة مقالة منكرا عقيدة الفدية. واذ وصف ما حدث قال رصل: «السيد بربور . . . كتب مقالة لمجلة البشير منكرا عقيدة التكفير — منكرا ان موت المسيح كان الثمن الفدائي لآدم وذريته، قائلا ان موت ربنا لا يمكن ان ينفع لدفع جزاء خطايا الانسان اكثر من اعتبار اب ارضي وخْز دبوس في جسم ذبابة وجعْلها تتألم وتموت بتًّا عادلا لجنحة في ولده.»
١٩ (أ) ماذا كان رد فعل رصل تجاه نظرة بربور الى الفدية؟ (ب) هل تحققت رغبة رصل في ما يتعلق ببرج المراقبة؟
١٩ كان يمكن ان يُستمال رصل من قبل شريكه الاكبر سنا، ولكنّ ذلك لم يحصل. واستمر الجدال عدة شهور في صفحات المجلة، بربور ينكر الفدية ورصل يكتب مؤيدا لها. وأخيرا انسحب رصل من اية شركة مع بربور وشرع ينشر هذه المجلة التي دُعيت آنذاك برج مراقبة زيون وبشير حضور المسيح. وقد عبَّر ت. ت. رصل عن هذه المشاعر ازاء المجلة الجديدة: «من البداية كانت مدافعا خصوصيا عن الفدية؛ وبنعمة اللّٰه نأمل ان تكون كذلك حتى النهاية.» فهل تحقق امل رئيس التحرير رصل؟ نعم بالتأكيد! وللتوضيح تقول الصفحة ٢ من هذا العدد نفسه ان المجلة «تشجع على الايمان بالملك الحاكم الآن، يسوع المسيح، الذي دمه المسفوك يفسح المجال لنيل الجنس البشري الحياة الابدية.»
٢٠ اية اسئلة تبقى دون جواب؟
٢٠ في مناقشتنا حتى الآن تابعنا مسلك عدل اللّٰه في طلب وسيلة لانقاذ الجنس البشري من حكم الخطية والموت الجاثم على العائلة البشرية. والمحبة زوَّدت هذه الوسيلة. ولكن ثمة اسئلة كهذه تبقى دون جواب: كيف صارت فوائد ذبيحة يسوع المسيح الفدائية متوافرة؟ وكيف يمكنكم ان تستفيدوا منها، ومتى؟ المقالة التالية تزوِّد اجوبة تزيد ثقتكم حتما بأن العدل يسم جميع طرق اللّٰه.
-
-
العدل قريبا لجميع الاممبرج المراقبة ١٩٨٩ | ١ آذار (مارس)
-
-
العدل قريبا لجميع الامم
«العدل العدل تَتَّبِع لكي تحيا وتمتلك الارض التي يعطيك الرب الهك.» — تثنية ١٦:٢٠.
١ ماذا كان قصد اللّٰه الاصلي لاجل الانسان، وكيف فقط يمكنه ان يتمِّمه؟
كان قصد يهوه اللّٰه في خلق الرجل والمرأة ان تمتلئ الارض من خلائق كاملة. جميعهم يسبِّحونه ويقومون بدورهم في إخضاع الارض. (تكوين ١:٢٦-٢٨) وبما ان الانسان صُنع على صورة اللّٰه ومثاله فقد وُهب صفات الحكمة، العدل، المحبة، والقدرة. وفقط بالممارسة المتزنة لهذه الصفات يمكن للانسان ان يتمم قصد خالقه لأجله.
٢ كم كان مهما اتِّباع العدل لبني اسرائيل؟
٢ كما ذُكر في المقالة السابقة، تمرَّد الانسان على طريقة اللّٰه لفعل الامور وحُكم عليه بالموت. والآن بسبب النقص صار مستحيلا عليه انجاز قصد اللّٰه الاصلي لاجل الجنس البشري. وعجْز الانسان عن الاعراب عن العدل الكامل كان عاملا مهما في هذا الفشل. فلا عجب ان يذكِّر موسى بني اسرائيل: «العدل العدل تَتَّبِع»! فحياتهم وامكانية امتلاك ارض الموعد كانتا تتوقفان على اتِّباعهم العدل. — تثنية ١٦:٢٠.
ظل الخيرات العتيدة
٣ لماذا فحص تعاملات يهوه مع اسرائيل مهم لنا اليوم؟
٣ ان تعاملات يهوه مع امة اسرائيل تقوي ثقتنا بأنه سيخبر فعلا جميع الامم بعدله بواسطة خادمه المختار، يسوع المسيح. والرسول بولس يشرح الامور بهذه الطريقة: «لان كل ما سبق فكُتب كُتب لاجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء.» (رومية ١٥:٤) وبما ان اللّٰه «يحب البر والعدل» فقد تطلَّب ان يقتدي به الاسرائيليون في جميع تعاملاتهم بعضهم مع بعض. (مزمور ٣٣:٥) ويمكن رؤية ذلك بوضوح بفحص القليل من الشرائع الـ ٦٠٠ المعطاة لاسرائيل.
٤ كيف جرت معالجة مشاكل الحقوق المدنية تحت الناموس الموسوي؟
٤ ان مشاكل الحقوق المدنية لم تكن موجودة عندما جرى اتِّباع الناموس الموسوي. واذ تتناول حالة غير الاسرائيلي الذي جاء ليعيش في الارض تذكر لاويين ١٩:٣٤: «كالوطني منكم يكون لكم الغريب النازل عندكم وتحبه كنفسك.» فيا للترتيب العادل والحبي! وأيضا جرى حث القضاة والشهود على السواء: «لا تُجب في دعوى مائلا وراء الكثيرين (لتحريف العدل.) ولا تحابِ مع المسكين في دعواه.» (خروج ٢٣:٢، ٣) فكِّروا في ذلك — أُقيم العدل للاغنياء والفقراء على السواء!
٥ قارنوا القوانين الجنائية تحت الناموس الموسوي بتلك الموجودة اليوم.
٥ وتحت مجموعة شرائع الناموس الموسوي كانت القوانين الجنائية اسمى من مجموعة قوانين الامم اليوم. مثلا، لم يكن السارق يُسجن لئلا يُفرض عبء على الناس الكادحين الذين يطيعون الشريعة. فكان عليه ان يعمل ويدفع ضعف ما سرقه او اكثر. وهكذا لا تعاني الضحية خسارة. ولنفرض ان السارق رفض ان يعمل ويدفع. في هذه الحالة كان يُباع للعبودية حتى يُصنع التعويض. واذا استمر في اظهار موقف عنيد كان يُقتل. وبهذه الطريقة كان يجري انجاز العدل للضحية، وكان ذلك رادعا قويا للآخرين الذين قد يميلون الى السرقة. (خروج ٢٢:١، ٣، ٤، ٧؛ تثنية ١٧:١٢) وفضلا عن ذلك، بما ان الحياة مقدسة في عيني اللّٰه فقد كان القاتل يُقتل. وقد ازال ذلك من الامة الشخص الشرير القاتل. ومع ذلك أُظهرت الرحمة للقتلة غير المتعمِّدين. — عدد ٣٥:٩-١٥، ٢٢-٢٩، ٣٣.
٦ الى اي استنتاج يقودنا فحص الشرائع الاسرائيلية؟
٦ اذاً، مَن يمكنه ان ينكر ان العدل وسم جميع تعاملات اللّٰه القضائية مع امة اسرائيل؟ لذلك، يا للتعزية، يا للرجاء الذي يملأنا عندما نتأمل كيف سيُنفَّذ وعد اللّٰه في اشعياء ٤٢:١ بواسطة المسيح يسوع! هنا نُعطى التأكيد: «فيخرج (العدل) للامم.»
توازن العدل مع الرحمة
٧ صفوا تعاملات يهوه الرحيمة مع اسرائيل.
٧ عدل اللّٰه متوازن مع الرحمة. وقد جرى الاعراب عن ذلك بوضوح عندما بدأ الاسرائيليون يتمردون على طرق اللّٰه البارة. أصغوا الى وصف موسى لعناية يهوه الرحيمة بهم خلال سنواتهم الـ ٤٠ في البرية: «وجده في ارض قفر وفي خلاء مستوحش خرب. احاط به ولاحظه وصانه كحدقة عينه. كما يحرِّك النسرعشَّه وعلى فراخه يرفّ ويبسط جناحيه ويأخذها ويحملها على مناكبه هكذا الرب وحده اقتاده.» (تثنية ٣٢:١٠-١٢) ولاحقا، عندما صارت الامة مرتدة، ناشد يهوه: «ارجعوا عن طرقكم الشريرة وعن اعمالكم الشريرة.» — زكريا ١:٤ أ.
٨ و ٩ (أ) الى اي حد اظهر اللّٰه عدله الرحيم لليهود؟ (ب) اية كارثة اخيرة باغتتهم، ولكن ماذا يمكن القول عن طريقة اللّٰه للتعامل معهم؟
٨ وقع عرض يهوه للرحمة في آذان صمّاء. فقال اللّٰه بواسطة النبي زكريا: «لم يسمعوا ولم يصغوا اليّ.» (زكريا ١:٤ ب) لذلك فان عدل اللّٰه الرحيم حضَّه على ارسال ابنه الوحيد ليساعدهم على الرجوع اليه. ويوحنا المعمدان قدَّم ابن اللّٰه قائلا: «هوذا حَمل اللّٰه الذي يرفع خطية العالم.» (يوحنا ١:٢٩) ولسنين عديدة دون كلالة علَّم يسوع اليهود طرق اللّٰه الصائبة، منجزا عجائب لا تُعدّ ومبرهنا بالتالي على انه المنقذ المنبأ به. (لوقا ٢٤:٢٧؛ يوحنا ٥:٣٦) ولكنّ الناس لم يصغوا او يؤمنوا. لذلك اندفع يسوع الى الاعلان بقوة: «يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. هوذا بيتكم يُترك لكم خرابا.» — متى ٢٣:٣٧، ٣٨.
٩ أخَّر اللّٰه تنفيذ دينونته المضادة نحو ٣٧ سنة اخرى، حتى سنة ٧٠ بم. حينئذ سمح للرومان بأن يدمِّروا اورشليم ويأخذوا آلاف اليهود الى السبي. وعندما نتأمل في طول أناة يهوه وصبره طوال قرون عديدة، مَن يمكن ان يفشل في رؤية سمة العدل في جميع تعاملاته مع بيت اسرائيل؟
العدل لجميع الامم
١٠ كيف امتد عدل اللّٰه الى جميع الامم؟
١٠ بعد رفض اسرائيل ليسوع قال يعقوب: «افتقد اللّٰه اولا الامم ليأخذ منهم شعبا على اسمه.» (اعمال ١٥:١٤) وهذا ‹الشعب،› بمن فيهم اولئك اليهود القليلون الذين قبلوا يسوع بصفته المسيّا، يشكلون معا «اسرائيل اللّٰه [الروحي]» وهو مؤلَّف من أتباع يسوع المسيح الـ ٠٠٠,١٤٤ المولودين من الروح. (غلاطية ٦:١٦؛ رؤيا ٧:١-٨؛ ١٤:١-٥) وأول مؤمن اممي غير مختون كان كرنيليوس. وعندما قَبِل كرنيليوس وأهل بيته طريقة اللّٰه للخلاص قال بطرس: «بالحق انا اجد ان اللّٰه لا يقبل الوجوه. بل في كل امة الذي يتَّقيه ويصنع البر مقبول عنده.» (اعمال ١٠:٣٤، ٣٥) وبولس يعظِّم عدل عدم محاباة يهوه اذ يقول: «ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وأنثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع. فان كنتم للمسيح فأنتم اذاً نسل ابرهيم وحسب الموعد ورثة.» — غلاطية ٣:٢٨، ٢٩.
١١ اي وعد أُعطي لابرهيم، وكيف سيجري اتمامه؟
١١ هنا يجري تذكيرنا بالوعد البديع الذي اعطاه يهوه لابرهيم. وعلى اساس طوعية الأب الجليل في التضحية بابنه الحبيب اسحق قال له اللّٰه: «من اجل انك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك اباركك مباركة . . . ويتبارك في نسلك جميع امم الارض.» (تكوين ٢٢:١٦-١٨) وكيف سيتم هذا الوعد؟ ان «نسل ابرهيم،» المؤلف من يسوع المسيح وأتباعه الـ ٠٠٠,١٤٤ الممسوحين الذين برهنوا على الامانة حتى الموت، سيحكمون على الجنس البشري من السماء ألف سنة. (رؤيا ٢:١٠، ٢٦؛ ٢٠:٦) وفي ما يتعلق بذلك الوقت المبارك يؤكِّد لنا يهوه: «لنمو رياسته وللسلام لا نهاية.» ولماذا؟ لان «رياسة» ذلك الملكوت المسيّاني ‹ستُعضد (بالعدل) والبر من الآن الى الابد.› — اشعياء ٩:٧.
١٢ الى اي حد يجري الآن اختبار بركات العهد الابرهيمي؟
١٢ ولكن ليست هنالك حاجة الى الانتظار حتى يبدأ مُلك يسوع المسيح ألف سنة للتمتع ببركات العهد الابرهيمي. فهذه البركات يختبرها الآن «جمع كثير» من الناس «من كل الامم والقبائل والشعوب والألسنة.» و ‹بتغسيل ثيابهم وتبييضها في دم الخروف،› يسوع المسيح، مجازيا، نالوا موقفا بارا امام يهوه. وكإبرهيم، صاروا اصدقاء يهوه! ان العدل يسم فعلا طريقة اللّٰه لخلاص الملايين من كل الامم. — رؤيا ٧:٩، ١٤.
هل تتجاوبون مع طرق اللّٰه العادلة؟
١٣ و ١٤ (أ) اي فحص قلبي شخصي يجب ان نقوم به جميعا؟ (ب) كيف يمكن التعبير عن شكرنا ليهوه؟
١٣ هل تأثَّر قلبكم واندفع بعمق بطريق اللّٰه للعدل والمحبة في بذل ابنه الوحيد فدية لاجلكم؟ تصوَّروا مشاعر ابرهيم عندما طلب اليه يهوه ان يضحي بابنه، الشخص الذي احبه كثيرا! ولكنّ مشاعر اللّٰه اعمق بكثير. فكِّروا في مشاعره عندما كان ابنه الحبيب يعاني الاهانات، الكلام البذيء من المارّين، الوجع الشديد لخشبة الآلام. تصوَّروا رد فعل يهوه ازاء صراخ يسوع: «الهي الهي لماذا تركتني.» (متى ٢٧:٣٩، ٤٦) ومع ذلك، تطلَّب العدل ان يسمح يهوه اللّٰه بأن يموت ابنه بطريقة تبرهن على استقامته في تبرئة بر اللّٰه. وفضلا عن ذلك، بالسماح بأن يموت ابنه فتح يهوه طريقا لخلاصنا.
١٤ اذاً، بالتأكيد، يجب ان يدفعنا شكرنا ليهوه وابنه الى الاعتراف علنا: «الخلاص لالهنا . . . وللخروف.» (رؤيا ٧:١٠) وبتجاوبنا ايجابيا على هذا النحو نُظهر اننا نؤمن بكلمات موسى: «جميع سبل [يهوه] عدل.» (تثنية ٣٢:٤) ويا للسعادة التي لا بد اننا نجلبها لقلبَي يهوه وابنه اذ نعترف ومن ثم نتَّبِع طرق اللّٰه العادلة لاجل خلاص الانسان!
١٥ كلمات يسوع لنيقوديموس لها اي مغزى لنا؟
١٥ ألسنا سعداء باتخاذ رفقائنا المؤمنين في سبعينات الـ ١٨٠٠ موقفا ثابتا حيال قضية الذبيحة الفدائية؟ ألسنا مسرورين بانتمائنا اليوم الى هيئة لها التصميم عينه على التمسك بطريقة اللّٰه العادلة والحبية لاجل خلاص الانسان؟ اذا كنا كذلك، يجب علينا اذاً ان ننتبه انتباها خصوصيا لما قاله يسوع لنيقوديموس: «لم يرسل اللّٰه ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلُص به العالم. الذي يؤمن به لا يُدان . . . أما مَن يفعل الحق فيُقبِل الى النور لكي تظهر اعماله أنها (معمولة بانسجام مع اللّٰه).» فللنجاة من دينونة اللّٰه المضادة يجب ان نبرهن على ايماننا بالابن بالقيام ‹بأعمال تنسجم مع اللّٰه.› — يوحنا ٣:١٧، ١٨، ٢١.
١٦ كيف يمكن لتلاميذ يسوع ان يمجِّدوا الأب السماوي؟
١٦ قال يسوع: «بهذا يتمجَّد ابي ان تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي. ان حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما أني انا قد حفظت وصايا ابي وأثبت في محبته.» (يوحنا ١٥:٨، ١٠) وما هي بعض هذه الوصايا؟ نجد إحداها في يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥، حيث قال يسوع لتلاميذه: «وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا . . . بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضا لبعض.» وثمر المحبة واضح بين شهود يهوه. وأوصى يسوع ايضا: «فاذهبوا وتلمذوا (أناسا من) جميع الامم وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.» (متى ٢٨:١٩، ٢٠) فهل تقومون شخصيا بهذه ‹الاعمال المنسجمة مع اللّٰه›؟
١٧ اية نتيجة تُظهر ان عمل الكرازة والتعليم هو اعراب عن عدل يهوه؟
١٧ وعدل طريق يهوه في السماح لأتباع يسوع بالقيام بأعمال الكرازة والتعليم هذه يصير واضحا عندما نتأمل في ما انجزه شهود يهوه في مجرد سنة واحدة. فخلال ١٩٨٨ كان هنالك ٢٦٨,٢٣٩ تلميذا معتمدا جديدا! ألا يجلب ذلك الفرح لقلبكم؟
اله العدل سيعمل سريعا
١٨ اي سؤالين قد ينشأان بالنظر الى اضطهاد شعب يهوه؟
١٨ ان عمل الشهادة لم يواصل سيره دون مقاومة. قال يسوع لأتباعه: «ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم.» (يوحنا ١٥:٢٠) وتاريخ شهود يهوه الحديث يشهد لصدق هذا القول. فالحظر، السجن، الضرب، وحتى التعذيب اختبره الشهود في بلد بعد آخر. وكلمات حبقوق النبوية ترد ثانية الى ذهننا: «جمدت الشريعة ولا يخرج (العدل) بتة.» لذلك فان شعب يهوه ايضا قد يسألون احيانا: ‹لِمَ ينظر يهوه الى الناهبين؟ لمَ يصمت حين يبلع الشرير من هو أبر منه›؟ — حبقوق ١:٤، ١٣.
١٩ اي مثل اعطاه يسوع ليساعدنا على فهم الامور من وجهة نظر اللّٰه؟
١٩ اعطى يسوع مثلا يساعد على الاجابة عن مثل هذين السؤالين ويمكِّننا من رؤية الامور من وجهة نظر اللّٰه. ففي لوقا ١٧:٢٢-٣٧ وصف يسوع الاحوال العنيفة التي تسم نهاية نظام الاشياء هذا. وقال انها تشبه تلك التي سبقت الطوفان ايام نوح ودمار سدوم وعمورة ايام لوط. ثم، كما هو موصوف في لوقا ١٨:١-٥، التفت يسوع الى تلاميذه «وقال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يُصلَّى كل حين ولا يُملّ.» فأخبر يسوع عن ارملة في حاجة ماسة وعن «قاضٍ» في مركز يمكِّنه من سدّ حاجاتها. فداومت الارملة على التوسل: «أنصفني من خصمي.» وبسبب مثابرتها ‹أنصفها› القاضي اخيرا.
٢٠ اي درس يقدمه لنا مثل يسوع؟
٢٠ فما هو الدرس لنا اليوم؟ وفي اظهار التباين بين ذلك القاضي الظالم ويهوه قال يسوع: «اسمعوا ما يقول قاضي الظلم. أفلا يُنصف اللّٰه مختاريه الصارخين اليه نهارا وليلا وهو متمهِّل عليهم. اقول لكم انه يُنصفهم سريعا.» — لوقا ١٨:٦-٨ أ.
٢١ كيف يجب ان ننظر الى مشاكلنا الشخصية ونعالجها؟
٢١ تذكَّروا دائما انه عندما يتعلق الامر بمشاكلنا الشخصية فان ايّ تأخير ظاهري في استجابة طلباتنا لا يكون ناشئا من عدم رغبة من جهة اللّٰه. (٢ بطرس ٣:٩) فاذا حدث ان عانينا نوعا من الاضطهاد او الظلم كتلك الارملة يمكننا ان نؤمن بأن اللّٰه سيهتم بأن يجري العدل اخيرا. وكيف يمكننا ان نُظهر ايمانا كهذا؟ بالصلاة على نحو متواصل ودعم صلواتنا بالمحافظة على مسلك امين. (متى ١٠:٢٢؛ ١ تسالونيكي ٥:١٧) وبأمانتنا نبرهن ان هنالك ايمانا على الارض، ان هنالك محبّين حقيقيين للعدل، وأننا بينهم. — لوقا ١٨:٨ ب.
«تهلَّلوا ايها الامم (مع) شعبه»
٢٢ بأي نداء ظافر انهى موسى ترنيمته؟
٢٢ منذ قرون عديدة انهى موسى ترنيمته بهذا النداء الظافر: «تهلَّلوا ايها الامم (مع) شعبه لانه ينتقم بدم عبيده ويردّ نقمة على اضداده ويصفح عن ارضه عن شعبه.» (تثنية ٣٢:٤٣) ان يوم انتقام يهوه يقترب اكثر من ايّ وقت مضى. وكم نحن شاكرون على انه لا يزال يمارس الصبر الى جانب العدل!
٢٣ اية نتيجة سعيدة تنتظر اولئك الذين يشتركون في التهلل مع شعب اللّٰه؟
٢٣ لا تزال الطريق مفتوحة للذين هم في جميع الامم ‹ليُقبلوا الى التوبة،› ولكن ليس هنالك وقت لاضاعته. حذَّر بطرس: «سيأتي كلص في الليل يوم الرب.» (٢ بطرس ٣:٩، ١٠) وعدل اللّٰه يتطلَّب تدمير هذا النظام الشرير قريبا. وعندما يحدث ذلك فلنوجد بين اولئك الذين تجاوبوا مع الدعوة المبهجة: «تهلَّلوا ايها الامم (مع) شعبه.» نعم، فلنكن بين اولئك السعداء الذين رأوا ان العدل يسم جميع طرق اللّٰه!
-