مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • القدرة على الإهلاك —‏ ‹يهوه رجل الحرب›‏
    اقترب الى يهوه
    • يهوه اللّٰه يهلك فرعون المتعجرف والجيش المصري في البحر الاحمر

      الفصل ٦

      القدرة على الإهلاك —‏ ‹يهوه رجل الحرب›‏

      ١-‏٣ (‏أ)‏ ايّ خطر واجهه الاسرائيليون على يد المصريين؟‏ (‏ب)‏ كيف قاتل يهوه عن شعبه؟‏

      كان الاسرائيليون في ورطة،‏ فقد علقوا بين جروف جبلية خطرة وبحر يستحيل عليهم عبوره.‏ وكان الجيش المصري،‏ المندفع بروحِ قتلٍ وحشية،‏ يسعى وراءهم في مطاردة حثيثة،‏ عاقدا العزم على إبادتهم.‏a لكنَّ موسى حثَّ شعب اللّٰه ألا يفقدوا الامل.‏ فقد اكد لهم:‏ «الرب يقاتل عنكم».‏ —‏ خروج ١٤:‏١٤‏.‏

      ٢ رغم ذلك دعا موسى يهوه كما يَظهر،‏ فأجابه اللّٰه:‏ «ما لك تصرخ اليَّ.‏ .‏ .‏ .‏ ارفع انت عصاك ومُدَّ يدك على البحر وشُقَّه».‏ (‏خروج ١٤:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ تخيَّل ما حدث بعد ذلك.‏ على الفور اعطى يهوه امرا الى ملاكه،‏ وانتقل عمود سحاب ووقف وراء اسرائيل،‏ ربما منبسطا كسور يمنع المصريين من القيام بهجوم.‏ (‏خروج ١٤:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ مزمور ١٠٥:‏٣٩‏)‏ ثم مدَّ موسى يده.‏ فاندفعت ريح شديدة وانشقَّ البحر.‏ وبطريقة ما تراكمت المياه وانتصبت كأسوار،‏ فاتحةً طريقا عريضة امام كامل الامة لتعبر!‏ —‏ خروج ١٤:‏٢١؛‏ ١٥:‏٨‏.‏

      ٣ كان ينبغي لفرعون ان يأمر جنوده بالانسحاب بعد مشاهدة هذا الجبروت.‏ لكنَّ فرعون المتكبر امرهم بالهجوم.‏ (‏خروج ١٤:‏٢٣‏)‏ فاندفع المصريون وراء الاسرائيليين ودخلوا قاع البحر.‏ ولكن سرعان ما عمَّت الفوضى بين صفوفهم حين انخلعت بَكَر مركباتهم.‏ وعندما بلغ الاسرائيليون شطَّ الامان في الجانب الآخر،‏ امر يهوه موسى:‏ «مُدَّ يدك على البحر ليرجع الماء على المصريين على مركباتهم وفرسانهم».‏ فانهارت المياه المنتصبة كأسوار وطمرت فرعون وقواته!‏ —‏ خروج ١٤:‏​٢٤-‏٢٨؛‏ مزمور ١٣٦:‏١٥‏.‏

      اظهر يهوه عند البحر الاحمر انه ‹رجل حرب›‏

      ٤ (‏أ)‏ ماذا اظهر يهوه عن نفسه عند البحر الاحمر؟‏ (‏ب)‏ ما هو رد فعل البعض لهذا الوصف المذكور عن يهوه؟‏

      ٤ كان انقاذ امة اسرائيل عند البحر الاحمر حدثا عظيما في تاريخ تعاملات اللّٰه مع الجنس البشري.‏ فهناك اظهر يهوه انه ‹رجل حرب›.‏ (‏خروج ١٥:‏٣‏)‏ ولكن ما هو رد فعلك لهذا الوصف المذكور عن يهوه؟‏ لا يمكن لأحد ان ينكر كم تسبِّب الحروب الالم والبؤس للجنس البشري.‏ فهل يبدو لك ان استعمال اللّٰه القدرة على الإهلاك هو عائق لا حافز للاقتراب اليه؟‏

      الحروب الالهية مقارنةً بالصراعات البشرية

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ لماذا يدعى اللّٰه بالصواب «يهوه الجنود»؟‏ (‏ب)‏ كيف تختلف الحروب الالهية عن الحروب البشرية؟‏

      ٥ يُطلَق على اللّٰه لقب «يهوه الجنود» نحو ثلاثمئة مرة في الاسفار العبرانية ومرتين في الاسفار اليونانية المسيحية.‏ (‏١ صموئيل ١:‏١١‏،‏ ع‌ج‏)‏ فيهوه،‏ بصفته الحاكم الاسمى،‏ يترأس على جُند كثير العدد من القوى الملائكية.‏ (‏يشوع ٥:‏​١٣-‏١٥؛‏ ١ ملوك ٢٢:‏١٩‏)‏ ولهذا الجُند قدرة مخيفة على الإهلاك.‏ (‏اشعياء ٣٧:‏٣٦‏)‏ صحيح ان إهلاك البشر ليس بالامر المبهج،‏ ولكن يجب ألا ننسى ان حروب اللّٰه مختلفة عن صراعات البشر المشينة.‏ فقد يحاول القادة العسكريون والسياسيون نسب دوافع نبيلة الى اعمالهم العدوانية.‏ لكنَّ حروب الانسان تحمل دائما في طياتها جشعا وأنانية.‏

      ٦ بالتباين،‏ لا ينقاد يهوه لانفعالات متهورة.‏ تذكر التثنية ٣٢:‏٤‏:‏ «هو الصخر الكامل صنيعه.‏ ان جميع سبله عدل.‏ اله امانة لا جَور فيه صدِّيق وعادل هو».‏ كما ان كلمة اللّٰه تدين الغضب غير المكبوح الجماح والوحشية والعنف.‏ (‏تكوين ٤٩:‏٧؛‏ مزمور ١١:‏٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ لذلك لا يفعل يهوه شيئا لا مبرِّر له.‏ وهو يستخدم قدرته على الإهلاك في حالات قليلة،‏ وحين لا يبقى حلٌّ سوى الإهلاك.‏ وينسجم ذلك مع ما قاله بواسطة النبي حزقيال:‏ «هل مسرةً أُسَرّ بموت الشرير يقول السيد الرب.‏ ألا برجوعه عن طرقه فيحيا».‏ —‏ حزقيال ١٨:‏٢٣‏.‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ ايّ استنتاج خاطئ توصل اليه ايوب عن معاناته؟‏ (‏ب)‏ كيف قوَّم أليهو تفكير ايوب في هذا الشأن؟‏ (‏ج)‏ ايّ درس نتعلمه مما حدث مع ايوب؟‏

      ٧ ولكن لماذا يستخدم يهوه القدرة على الإهلاك؟‏ قبل الاجابة،‏ ربما يحسن بنا ان نتذكر ايوب البار.‏ فقد اثار الشيطان تحدِّيا حين قال ان ايوب —‏ وفي الواقع ايّ انسان —‏ لن يحافظ على استقامته تحت المحن.‏ وكردٍّ على هذا التحدي سمح يهوه للشيطان بأن يمتحن استقامة ايوب.‏ ونتيجة لذلك أصيب ايوب بمرض،‏ خسر ثروته،‏ وفقدَ اولاده في الموت.‏ (‏ايوب ١:‏١–‏٢:‏٨‏)‏ ولأنه لم يكن يعلم بالقضايا المثارة،‏ استنتج خطأً ان معاناته هي بسبب عقاب غير عادل من اللّٰه.‏ لذلك سأل ايوب اللّٰه عن سبب جعله «هدفا» و «عدوا» له.‏ —‏ ايوب ٧:‏٢٠‏،‏ الترجمة العربية الجديدة؛‏ ايوب ١٣:‏٢٤‏.‏

      ٨ كشف شاب يدعى أليهو الخطأ في طريقة تفكير ايوب وقال:‏ «قلتَ انا ابر من اللّٰه».‏ (‏ايوب ٣٥:‏٢‏)‏ نعم،‏ فمن غير الحكمة الاعتقاد اننا نعرف اكثر من اللّٰه او الافتراض انه لم يكن منصفا في ما يفعله.‏ قال أليهو:‏ «حاشا للّٰه من الشر وللقدير من الظلم».‏ ثم ذكر لاحقا:‏ «القدير فوق متناول فهمنا،‏ عظيم القدرة والرأي السديد،‏ والكثير العدل الذي لا يجور».‏ (‏ايوب ٣٤:‏١٠؛‏ ٣٦:‏​٢٢،‏ ٢٣؛‏ ٣٧:‏​٢٣‏،‏ جد‏)‏ لذلك يمكننا التيقن انه عندما يقاتل اللّٰه،‏ يملك دون شك سببا وجيها لذلك.‏ فلنُبقِ ذلك في البال فيما نستكشف بعض الاسباب التي تجعل اله السلام يشهر احيانا سيف الحرب.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٤:‏٣٣‏.‏

      ما يدفع اله السلام الى القتال

      ٩ لماذا يقاتل اله السلام؟‏

      ٩ بعد تسبيح اللّٰه والقول عنه انه ‹رجل حرب›،‏ ذكر موسى:‏ «مَن مثلك بين الآلهة يا رب.‏ مَن مثلك معتزًّا في القداسة».‏ (‏خروج ١٥:‏١١‏)‏ وكتب النبي حبقوق شيئا مماثلا:‏ «عيناك اطهر من ان تنظرا الشر ولا تستطيع النظر الى الجَور».‏ (‏حبقوق ١:‏١٣‏)‏ صحيح ان يهوه هو اله المحبة،‏ لكنه ايضا اله القداسة والبر والعدل.‏ وهذه الصفات تدفعه احيانا الى استخدام قدرته على الإهلاك.‏ (‏اشعياء ٥٩:‏​١٥-‏١٩؛‏ لوقا ١٨:‏٧‏)‏ والقتال لا ينتقص من قداسة اللّٰه،‏ بل هو يقاتل لأنه قدوس.‏ —‏ خروج ٣٩:‏٣٠‏،‏ ع‌ج.‏

      ١٠ (‏أ)‏ متى وكيف نشأت الحاجة الى ان يصنع اللّٰه الحرب؟‏ (‏ب)‏ ما الطريقة الوحيدة لحلّ العداوة المنبإ بها في التكوين ٣:‏١٥‏،‏ وبأية فوائد للجنس البشري البار؟‏

      ١٠ تأمل في الحالة التي نشأت بعدما تمرَّد الزوجان البشريان الاولان،‏ آدم وحواء،‏ على اللّٰه.‏ (‏تكوين ٣:‏​١-‏٦‏)‏ فلو اظهر يهوه التساهل نحو اثمهما،‏ لَقوَّض بذلك مركزه بصفته سيد الكون.‏ ولكن لأنه اله بار،‏ كان ملزما ان يحكم عليهما بالموت.‏ (‏روما ٦:‏٢٣‏)‏ وفي اول نبوة مذكورة في الكتاب المقدس،‏ انبأ بأن عداوة ستوجد بين خدامه وبين أتباع «الحية»،‏ الشيطان.‏ (‏كشف ١٢:‏٩؛‏ تكوين ٣:‏١٥‏)‏ وهذه العداوة لن تُحَلَّ في النهاية إلا بسحق الشيطان.‏ (‏روما ١٦:‏٢٠‏)‏ لكنَّ هذه الدينونة ستؤدي الى بركات عظيمة للجنس البشري البار،‏ اذ انها ستريح الارض من نفوذ الشيطان وتمهِّد الطريق لإحلال فردوس عالمي.‏ ‏(‏متى ١٩:‏٢٨‏)‏ وحتى ذلك الوقت،‏ يشكّل مَن يصطفون الى جانب الشيطان تهديدا متواصلا لخير شعب اللّٰه،‏ جسديا وروحيا.‏ لذلك يضطر يهوه في بعض الاحيان الى التدخل.‏

      اللّٰه يتدخل لإزالة الشر

      ١١ لماذا شعر اللّٰه انه ملزم بجلب طوفان عالمي؟‏

      ١١ كان الطوفان في ايام نوح احد الامثلة لتدخل اللّٰه.‏ تقول التكوين ٦:‏​١١،‏ ١٢‏:‏ «فسدت الارض امام اللّٰه وامتلأت الارض ظلما [«عنفا»،‏ ع‌ج‏].‏ ورأى اللّٰه الارض فإذا هي قد فسدت.‏ اذ كان كل بشر قد افسد طريقه على الارض».‏ فهل كان اللّٰه سيسمح للاشرار بأن يمحوا آخر اثر باقٍ للأخلاق على الارض؟‏ كلا.‏ فقد شعر يهوه انه ملزم بجلب طوفان عالمي ليريح الارض من المصممين على نشر العنف والفساد الادبي فيها.‏

      ١٢ (‏أ)‏ ماذا انبأ به يهوه عن «نسل» ابراهيم؟‏ (‏ب)‏ لماذا أُبيد الاموريون؟‏

      ١٢ وحدث امر مماثل في قضية دينونة اللّٰه على الكنعانيين.‏ فقد كشف يهوه انه من ابراهيم سيأتي «نسل» تتبارك فيه جميع قبائل الارض.‏ وانسجاما مع هذا القصد،‏ قضى اللّٰه ان تُعطى ارض كنعان،‏ التي يسكنها شعب يدعى الاموريين،‏ لذرية ابراهيم.‏ فكيف يمكن ان يبرَّر اللّٰه اذا طرد بالقوة هذا الشعب من ارضه؟‏ لقد انبأ يهوه ان هذا الطرد لن يتم الا بعد نحو ٤٠٠ سنة —‏ الى ان يصير ‹ذنب الاموريين كاملا›.‏b (‏تكوين ١٢:‏​١-‏٣؛‏ ١٣:‏​١٤،‏ ١٥؛‏ ١٥:‏​١٣،‏ ١٦؛‏ ٢٢:‏١٨‏)‏ وخلال هذه الفترة،‏ انغمس الاموريون اكثر فأكثر في الفساد الادبي.‏ فقد صارت كنعان ارض الصنمية وسفك الدم والممارسات الجنسية المنحطة.‏ ‏(‏خروج ٢٣:‏٢٤؛‏ ٣٤:‏​١٢،‏ ١٣؛‏ عدد ٣٣:‏٥٢‏)‏ حتى ان سكان الارض كانوا يحرقون اولادهم ذبيحة.‏ فهل يرضى الاله القدوس ان يعرّض شعبه لهذا الشر؟‏ كلا!‏ لذلك اعلن:‏ «تنجست الارض.‏ فأجتزي ذنبها منها فتقذف الارض سكانها».‏ (‏لاويين ١٨:‏​٢١-‏٢٥‏)‏ لكنَّ يهوه لم يقتل الناس دون تمييز.‏ فالكنعانيون ذوو الميول الصائبة،‏ مثل راحاب والجبعونيين،‏ بقوا احياء.‏ —‏ يشوع ٦:‏٢٥؛‏ ٩:‏​٣-‏٢٧‏.‏

      اللّٰه يقاتل من اجل اسمه

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ لماذا لزم يهوه ان يقدس اسمه؟‏ (‏ب)‏ كيف ازال يهوه التعيير عن اسمه في ما يتعلق بالاسرائيليين؟‏

      ١٣ بما ان يهوه قدوس،‏ فاسمه هو قدوس.‏ (‏لاويين ٢٢:‏٣٢‏)‏ وقد علَّم يسوع تلاميذه ان يصلّوا:‏ «ليتقدس اسمك».‏ (‏متى ٦:‏٩‏)‏ فالتمرد في عدن دنَّس اسم اللّٰه،‏ اذ اثار الشكوك في سمعة اللّٰه وطريقة حكمه.‏ ولم يكن يهوه ليتغاضى قط عن هذا الافتراء والعصيان،‏ بل لزمه ان يزيل التعيير عن اسمه.‏ —‏ اشعياء ٤٨:‏١١‏.‏

      ١٤ تأمل من جديد في حالة الاسرائيليين.‏ فوعْد اللّٰه لإبراهيم بأن قبائل الارض ستتبارك في نسله بدا لهم فارغا طوال فترة وجودهم عبيدا في مصر.‏ ولكن بإنقاذهم وجعْلهم امة،‏ ازال يهوه التعيير عن اسمه.‏ وقد تذكَّر دانيال هذا الامر في صلاته:‏ «ايها السيد الهنا .‏ .‏ .‏ [انت] اخرجت شعبك من ارض مصر بيد قوية وجعلت لنفسك اسما».‏ —‏ دانيال ٩:‏١٥‏.‏

      ١٥ لماذا انقذ يهوه اليهود من الاسر في بابل؟‏

      ١٥ لاحظ ان دانيال صلى هذه الكلمات في وقت كان اليهود بحاجة الى ان يعمل يهوه من جديد من اجل اسمه.‏ فقد كان اليهود العصاة اسرى،‏ وهذه المرة في بابل،‏ وعاصمتهم اورشليم خربة.‏ وكان دانيال يعرف ان رد اليهود الى ارضهم سيعظّم اسم يهوه.‏ لذلك صلى قائلا:‏ «يا سيد اسمع يا سيد اغفر يا سيد اصغِ واصنع.‏ لا تؤخر من اجل نفسك يا الهي لأن اسمك دُعي على مدينتك وعلى شعبك».‏ —‏ دانيال ٩:‏​١٨،‏ ١٩ (‏إمالة الحروف لنا)‏.‏

      اللّٰه يقاتل من اجل شعبه

      ١٦ اوضح لماذا اهتمام يهوه بالدفاع عن اسمه لا يعني انه يتصرف بأنانية ودون مبالاة بالآخرين.‏

      ١٦ بما ان يهوه يهتم بالدفاع عن اسمه،‏ فهل يعني ذلك انه يتصرف بأنانية ودون مبالاة بالآخرين؟‏ كلا،‏ فعندما يتصرف بحسب ما تقتضيه قداسته ومحبته للعدل،‏ يقوم بحماية شعبه.‏ تأمل في الاصحاح ١٤ من سفر التكوين‏.‏ يُذكر هناك ان اربعة ملوك غزاة خطفوا لوطا،‏ ابن اخي ابراهيم،‏ هو وعائلته.‏ وبمساعدة اللّٰه،‏ ألحق ابراهيم هزيمة نكراء بالجيوش التي كانت تفوقه قوة!‏ وعلى الارجح كانت رواية هذا الانتصار اول ما دُوِّن في «كتاب حروب الرب»،‏ كتاب تضمَّن ايضا كما يَظهر بعض المواجهات العسكرية غير المسجلة في الكتاب المقدس.‏ (‏عدد ٢١:‏١٤‏)‏ وكانت انتصارات كثيرة ستتبع هذا الانتصار.‏

      ١٧ ماذا يُظهر ان يهوه حارب عن الاسرائيليين بعد دخولهم ارض كنعان؟‏ أعطِ امثلة.‏

      ١٧ بُعيد دخول الاسرائيليين ارض كنعان،‏ اكد لهم موسى:‏ «الرب الهكم السائر امامكم هو يحارب عنكم حسب كل ما فعل معكم في مصر».‏ (‏تثنية ١:‏٣٠؛‏ ٢٠:‏١‏)‏ وابتداء من يشوع خَلَفِ موسى،‏ مرورا بفترة القضاة وحكم ملوك يهوذا الامناء،‏ حارب يهوه فعلا عن شعبه.‏ وبفضله احرزوا انتصارات باهرة على اعدائهم.‏ —‏ يشوع ١٠:‏​١-‏١٤؛‏ قضاة ٤:‏​١٢-‏١٧؛‏ ٢ صموئيل ٥:‏​١٧-‏٢١‏.‏

      ١٨ (‏أ)‏ لماذا نحن شاكرون لأن يهوه لم يتغير؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيحدث عندما تبلغ العداوة الموصوفة في التكوين ٣:‏١٥ ذروتها؟‏

      ١٨ ان يهوه لم يتغير،‏ وقصده ان يحوِّل هذه الارض الى فردوس سلمي لم يتغير ايضا.‏ (‏تكوين ١:‏​٢٧،‏ ٢٨‏)‏ ولا يزال اللّٰه يكره الشر.‏ وهو في الوقت نفسه يحب شعبه جدا،‏ وسيتدخل قريبا من اجلهم.‏ (‏مزمور ١١:‏٧‏)‏ حتى انه يُتوقع ان تبلغ العداوة الموصوفة في التكوين ٣:‏١٥ نقطة تحول مذهلة وعنيفة في المستقبل القريب.‏ فيهوه،‏ من اجل تقديس اسمه وحماية شعبه،‏ سيصير من جديد ‹رجل حرب›!‏ —‏ زكريا ١٤:‏٣؛‏ كشف ١٦:‏​١٤،‏ ١٦‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ أعطِ مثلا يوضح كيف يمكن لاستعمال اللّٰه قدرته على الإهلاك ان يقرِّبنا اليه.‏ (‏ب)‏ ايّ تأثير ينبغي ان يتركه فينا استعداد اللّٰه للقتال؟‏

      ١٩ فكِّر في هذا المثل:‏ لنفترض ان حيوانا ضاريا هاجم عائلة رجل،‏ فانقضَّ الرجل على الوحش وقتله.‏ هل تتوقع ان تنفر زوجته وأولاده من عمله هذا؟‏ على العكس،‏ فأنت تتوقع ان يتأثروا بمحبته غير الانانية لهم.‏ كذلك ينبغي ألا ننفر من استعمال يهوه لقدرته على الإهلاك.‏ فاستعداده للقتال من اجل حمايتنا ينبغي ان يزيد محبتنا له.‏ كما ينبغي ان يعمق احترامنا لقدرته غير المحدودة هذه.‏ وهكذا يمكننا ان «نؤدي للّٰه خدمة مقدسة .‏ .‏ .‏ بتقوى ومهابة».‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏٢٨‏.‏

      اقترب الى «رجل الحرب»‏

      ٢٠ عندما نقرأ في الكتاب المقدس روايات عن حروب الهية لا نفهمها تماما،‏ كيف ينبغي ان نتجاوب،‏ ولماذا؟‏

      ٢٠ طبعا،‏ لا يورد الكتاب المقدس دائما جميع التفاصيل عن قرارات يهوه في حروبه.‏ ولكن بإمكاننا دائما التيقن من هذا الامر:‏ يهوه لا يستخدم ابدا قدرته على الإهلاك بطريقة ظالمة او غير مبررة او وحشية.‏ وفي اغلب الاحيان يمكن ان تساعدنا قرينة الرواية في الكتاب المقدس او بعض المعلومات حول خلفية الموضوع ان نرى الامور في اطارها الصحيح.‏ (‏امثال ١٨:‏١٣‏)‏ ولكن حتى لو لم نكن نملك كل التفاصيل،‏ يمكن ان يساعدنا التعلم اكثر عن يهوه والتأمل في صفاته الجليلة على تبديد اية شكوك قد تنشأ لدينا.‏ وعندما نفعل ذلك،‏ نرى انه يوجد سبب كافٍ لنثق بإلهنا يهوه.‏ —‏ ايوب ٣٤:‏١٢‏.‏

      ٢١ مع ان يهوه يتحول الى ‹رجل حرب› في بعض الاحيان،‏ كيف هو فعليا في صميمه؟‏

      ٢١ مع ان يهوه يتحول الى ‹رجل حرب› حين يستلزم الوضع ذلك،‏ لا يعني الامر انه اله مولع بالحرب في صميمه.‏ صحيح ان يهوه،‏ في رؤيا حزقيال عن المركبة السماوية،‏ يُصوَّر كما له انه مستعد ليقاتل اعداءه.‏ لكنَّ حزقيال رأى اللّٰه محاطا بقوس قزح،‏ الذي هو رمز الى السلام.‏ (‏تكوين ٩:‏١٣؛‏ حزقيال ١:‏٢٨؛‏ كشف ٤:‏٣‏)‏ فمن الواضح ان يهوه وديع ومسالم.‏ كتب الرسول يوحنا:‏ «اللّٰه محبة».‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ وكل صفات يهوه هي في توازن تام.‏ فيا للامتياز الرفيع الذي نملكه،‏ اذ يمكننا ان نقترب الى هذا الاله القوي،‏ ولكن المحب!‏

      a بحسب المؤرخ اليهودي يوسيفوس،‏ «طاردت [العبرانيين] ٦٠٠ مركبة و ٠٠٠‏,٥٠ فارس،‏ ووصل عدد المشاة المدججين بالسلاح الى ٠٠٠‏,٢٠٠».‏ —‏ العاديات اليهودية،‏ ٢،‏ ٣٢٤ ‏[١٥،‏ ٣]،‏ بالانكليزية.‏

      b من الواضح ان كلمة «الاموريين» تشمل هنا كل شعوب كنعان.‏ —‏ تثنية ١:‏​٦-‏٨،‏ ١٩-‏٢١،‏ ٢٧؛‏ يشوع ٢٤:‏​١٥،‏ ١٨‏.‏

      اسئلة للتأمل فيها

      • ٢ ملوك ٦:‏​٨-‏١٧ كيف يمكن لدور اللّٰه بصفته «يهوه الجنود» ان يدعمنا في اوقات الشدة؟‏

      • حزقيال ٣٣:‏​١٠-‏٢٠ قبل ان يستعمل يهوه قدرته على الإهلاك،‏ اية فرصة يقدمها برحمة للذين يتعدّون على شريعته؟‏

      • ٢ تسالونيكي ١:‏​٦-‏١٠ كيف سيجلب الهلاك المقبل للاشرار الراحة لخدام اللّٰه الامناء؟‏

      • ٢ بطرس ٢:‏​٤-‏١٣ ماذا يدفع يهوه الى استعمال قدرته على الإهلاك،‏ وأية دروس يتعلمها جميع البشر من ذلك؟‏

  • القدرة على الإهلاك —‏ ‹يهوه رجل الحرب›‏
    اقترب الى يهوه
المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة