مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل يطلب منا يهوه اكثر من طاقتنا؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • هل يطلب منا يهوه اكثر من طاقتنا؟‏

      ‏«ماذا يطلبه منك الرب إلا ان تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك».‏ —‏ ميخا ٦:‏٨‏.‏

      ١ ماذا قد يكون سبب عدم خدمة البعض يهوه؟‏

      هنالك امور يطلبها يهوه من شعبه.‏ وقد تستنتجون بعد قراءة الكلمات اعلاه المقتبسة من نبوة ملاخي ان مطالب اللّٰه منطقية.‏ إلا ان كثيرين لا يخدمون خالقنا العظيم،‏ وبعض الذين خدموه ذات مرة توقفوا الآن.‏ ولماذا؟‏ لأنهم يعتقدون ان اللّٰه يطلب منا اكثر من طاقتنا.‏ فهل هذا صحيح؟‏ ام ان موقف المرء مما يطلبه اللّٰه قد يكون خاطئا؟‏ تزوِّدنا رواية تاريخية بالبصيرة في هذه المسألة.‏

      ٢ مَن كان نعمان،‏ وماذا طلب منه نبي اللّٰه ان يفعل؟‏

      ٢ كان القائد العسكري الارامي نعمان ابرص،‏ فقيل له ان هنالك نبيًّا ليهوه في اسرائيل يمكنه ان يشفيه.‏ فذهب نعمان وحاشيته الى اسرائيل ووصلوا اخيرا الى بيت نبي اللّٰه اليشع.‏ وبدلا من ان يغادر اليشع بيته لاستقبال زائره المميَّز،‏ ارسل خادما ليقول لنعمان:‏ «اغتسل سبع مرات في الاردن فيرجع لحمك اليك وتطهر».‏ —‏ ٢ ملوك ٥:‏١٠‏.‏

      ٣ لماذا رفض نعمان في البداية ان يفعل ما طلبه يهوه؟‏

      ٣ كانت إطاعة نعمان لمطلب نبي اللّٰه ستعني شفاءه من مرضه المثير للاشمئزاز.‏ فهل كان يهوه يطلب منه اكثر من طاقته؟‏ كلا.‏ ولكنَّ نعمان لم يرد ان يفعل ما طلبه يهوه.‏ فقد احتجّ:‏ «أليس ابانة وفرفر نهرا دمشق احسن من جميع مياه اسرائيل.‏ أمَا كنت اغتسل بهما فأطهر».‏ ثم مضى بغيظ.‏ —‏ ٢ ملوك ٥:‏١٢‏.‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ ماذا كانت المكافأة على طاعة نعمان،‏ وكيف تجاوب عندما نالها؟‏ (‏ب)‏ فيمَ سنتأمل الآن؟‏

      ٤ فماذا كانت مشكلة نعمان الحقيقية؟‏ لم تكن المشكلة ان المطلب صعب التنفيذ.‏ فخدامه قالوا له بلباقة:‏ «لو قال لك النبي امرا عظيما أمَا كنت تعمله فكم بالحري اذا قال لك اغتسل واطهر».‏ (‏٢ ملوك ٥:‏١٣‏)‏ لقد كانت المشكلة في موقفه.‏ فكان يشعر انه لم يُعطَ الكرامة التي يستحقها وأنه قد طُلب منه فعل امر اعتبره كما يبدو غير مُجدٍ ومذلا.‏ لكنه تجاوب مع مشورة خدّامه اللبقة وغطس في نهر الاردن سبع مرات.‏ تخيَّلوا فرحه عندما «رجع لحمه كلحم صبي صغير وطهر»!‏ فقد طفح قلبه بالشكر.‏ وعلاوة على ذلك،‏ اعلن انه مذّاك فصاعدا لن يعبد الها آخر غير يهوه.‏ —‏ ٢ ملوك ٥:‏١٤-‏١٧‏.‏

      ٥ على مرّ التاريخ البشري،‏ طلب يهوه من شعبه ان يتمموا فرائض متنوعة.‏ ونحن ندعوكم الى التأمل في عدد منها.‏ وفيما انتم تتأملون،‏ اسألوا نفسكم كيف كنتم ستتجاوبون لو طلب منكم يهوه ان تفعلوا هذه الامور.‏ ولاحقا،‏ سنعالج ما يطلبه منا يهوه اليوم.‏

      ما طلبه يهوه في الماضي

      ٦ ماذا طُلب من الزوجين البشريين الاولين ان يفعلا،‏ وكيف كنتم ستتجاوبون مع ارشادات كهذه؟‏

      ٦ قال يهوه للزوجين البشريين الاولين،‏ آدم وحواء،‏ ان ينجبا الاولاد ويُخضعا الارض ويتسلطا على الحيوانات.‏ وبورك الرجل وامرأته ايضا بموطن رحب اشبه بمتنزه.‏ (‏تكوين ١:‏٢٧،‏ ٢٨؛‏ ٢:‏٩-‏١٥‏)‏ ولكن كان هنالك شرط.‏ فكان ممنوعا ان يأكلا من شجرة معيَّنة،‏ احدى الاشجار المثمرة الكثيرة في جنة عدن.‏ (‏تكوين ٢:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ أوليس هذا طلبا معقولا؟‏ أما كنتم ستتمتعون بالقيام بتعيين كهذا،‏ مع الرجاء بالعيش الى الابد بصحة كاملة؟‏ ورغم ظهور مجرِّب في الجنة،‏ أما كنتم سترفضون حججه؟‏ أما كنتم ستوافقون ان يهوه له الحق في فرض هذا الشرط البسيط الوحيد؟‏ —‏ تكوين ٣:‏١-‏٥‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ ايّ تعيين أُعطي لنوح،‏ وأية مقاومة واجهها؟‏ (‏ب)‏ كيف تنظرون الى ما طلبه يهوه من نوح؟‏

      ٧ لاحقا،‏ طلب يهوه من نوح ان يبني فلكا كوسيلة للنجاة من طوفان عالمي.‏ ونظرا الى حجم الفلك الهائل،‏ لم تكن المهمة سهلة وقد نُفِّذت على الارجح في وجه الكثير من السخرية والعداء.‏ ولكن ما اعظم الامتياز الذي حظي به نوح ان يخلِّص اهل بيته،‏ بالاضافة الى الكثير من الحيوانات!‏ (‏تكوين ٦:‏١-‏٨،‏ ١٤-‏١٦؛‏ عبرانيين ١١:‏٧؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٥‏)‏ فلو أُعطيتم تعيينا كهذا،‏ فهل كنتم ستبذلون جهدكم لإتمامه؟‏ أم هل كنتم ستستنتجون ان يهوه يطلب منكم اكثر من طاقتكم؟‏

      ٨ ماذا طُلب من ابراهيم ان يفعل،‏ وإلامَ رمز ذلك؟‏

      ٨ طلب اللّٰه من ابراهيم ان يقوم بأمر صعب للغاية،‏ قائلا له:‏ «خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحاق واذهب الى ارض المريا وأصعده هناك محرقة».‏ (‏تكوين ٢٢:‏٢‏)‏ وبما ان يهوه كان قد وعد ان اسحاق الذي كان بلا اولاد آنذاك سينجب ذرية،‏ فقد وُضع على المحك ايمان ابراهيم بقدرة اللّٰه على إعادة اسحاق الى الحياة.‏ وعندما حاول ابراهيم ان يقدِّم اسحاق ذبيحة،‏ حفظ اللّٰه حياة الشاب.‏ وقد رمزت هذه الحادثة الى ان اللّٰه سيقدِّم ابنه من اجل الجنس البشري ثم سيقيمه لاحقا.‏ ‏—‏ تكوين ١٧:‏١٩؛‏ ٢٢:‏٩-‏١٨؛‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ اعمال ٢:‏٢٣،‏ ٢٤،‏ ٢٩-‏٣٢؛‏ عبرانيين ١١:‏١٧-‏١٩‏.‏

      ٩ لماذا لم يكن يهوه يطلب من ابراهيم اكثر من طاقته؟‏

      ٩ قد يعتقد البعض ان يهوه اللّٰه طلب من ابراهيم اكثر من طاقته.‏ ولكن هل هذا صحيح؟‏ هل يكون خالقنا القادر على إقامة الاموات عديم المحبة اذا طلب منا ان نطيعه،‏ حتى لو جعلنا ذلك نرقد مؤقتا في الموت؟‏ لم يكن هذا ما اعتقده يسوع المسيح وأتباعه الاولون.‏ فقد كانوا على استعداد لمعاناة الاساءة الجسدية،‏ حتى الموت نفسه،‏ من اجل فعل مشيئة اللّٰه.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١١،‏ ١٧،‏ ١٨؛‏ اعمال ٥:‏٤٠-‏٤٢؛‏ ٢١:‏١٣‏)‏ فهل انتم على استعداد للقيام بالامر عينه اذا اقتضت الظروف؟‏ تأملوا في بعض الامور التي طلبها يهوه ممَّن قبلوا ان يكونوا شعبه.‏

      شريعة يهوه لاسرائيل

      ١٠ مَن هم الذين وعدوا بفعل كل ما يطلبه يهوه،‏ وماذا أعطاهم؟‏

      ١٠ نما عدد المتحدرين من ابراهيم بواسطة ابنه اسحاق ثم حفيده يعقوب،‏ او اسرائيل،‏ ليصيروا امة اسرائيل.‏ وقد انقذ يهوه الاسرائيليين من العبودية في مصر.‏ (‏تكوين ٣٢:‏٢٨؛‏ ٤٦:‏١-‏٣؛‏ ٢ صموئيل ٧:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ بعيد ذلك،‏ وعدوا ان يفعلوا كل ما يطلبه اللّٰه منهم،‏ قائلين:‏ «كل ما تكلم به الرب نفعل».‏ (‏خروج ١٩:‏٨‏)‏ وانسجاما مع رغبتهم في ان يحكم يهوه الامة،‏ زوَّدهم بأكثر من ٦٠٠ شريعة،‏ بما في ذلك الوصايا العشر.‏ وبمرور الوقت،‏ صارت شرائع اللّٰه هذه،‏ التي أُعطيت بواسطة موسى،‏ تُعرَف بـ‍ «الشريعة».‏ —‏ عزرا ٧:‏٦؛‏ لوقا ١٠:‏٢٥-‏٢٧؛‏ يوحنا ١:‏١٧‏.‏

      ١١ ماذا كان احد اهداف الشريعة،‏ وما هي بعض الفرائض التي ساهمت في تحقيق هذا الهدف؟‏

      ١١ كان احد اهداف الشريعة حماية الاسرائيليين بتزويد فرائض مفيدة تضبط مسائل مثل الآداب الجنسية،‏ الصفقات التجارية،‏ والاعتناء بالاولاد.‏ (‏خروج ٢٠:‏١٤؛‏ لاويين ١٨:‏٦-‏١٨،‏ ٢٢-‏٢٤؛‏ ١٩:‏٣٥،‏ ٣٦؛‏ تثنية ٦:‏٦-‏٩‏)‏ وزوِّدت القواعد حول معاملة الرفقاء البشر والحيوانات التي يملكها الشخص ايضا.‏ (‏لاويين ١٩:‏١٨؛‏ تثنية ٢٢:‏٤،‏ ١٠‏)‏ وساعدت المطالب المتعلقة بالاعياد السنوية والاجتماع معا للعبادة على حماية الشعب روحيا.‏ —‏ لاويين ٢٣:‏١-‏٤٣؛‏ تثنية ٣١:‏١٠-‏١٣‏.‏

      ١٢ ماذا كان احد الاهداف الرئيسية للشريعة؟‏

      ١٢ ذكر الرسول بولس احد الاهداف الرئيسية للشريعة عندما كتب:‏ «قد زيدت إظهارا للتعديات،‏ الى ان يجيء النسل [المسيح] الذي جُعِل الوعد له».‏ (‏غلاطية ٣:‏١٩‏)‏ فقد ذكَّرت الشريعة الاسرائيليين انهم ناقصون.‏ لذلك كانوا منطقيا بحاجة الى ذبيحة كاملة يمكنها ان تزيل خطاياهم كاملا.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏١-‏٤‏)‏ فكان المُراد من الشريعة إعداد الشعب لقبول يسوع،‏ الذي كان المسيّا،‏ او المسيح.‏ كتب بولس:‏ «الشريعة صارت لنا مربيًا يقودنا الى المسيح،‏ لكي نتبرر بالايمان».‏ —‏ غلاطية ٣:‏٢٤‏.‏

      هل كانت شريعة يهوه عبئا؟‏

      ١٣ (‏أ)‏ كيف اعتبر البشر الناقصون الشريعة،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ هل كانت الشريعة حقا عبئا؟‏

      ١٣ رغم ان الشريعة كانت «مقدسة وبارة وصالحة»،‏ فقد اعتبرها كثيرون عبئا.‏ (‏روما ٧:‏١٢‏)‏ فلأن الشريعة كاملة،‏ لم يستطع الاسرائيليون ان يبلغوا مقياسها السامي.‏ (‏مزمور ١٩:‏٧‏)‏ لذلك دعاها الرسول بطرس ‹نيرا لم يقدر اجدادنا ولا نحن ان نحمله›.‏ (‏اعمال ١٥:‏١٠‏)‏ طبعا،‏ لم تكن الشريعة بحدّ ذاتها عبئا،‏ وقد جلبت إطاعتها الفوائد للشعب.‏

      ١٤ ما هي بعض الامثلة التي تُظهِر ان الشريعة حققت هدفا مفيدا جدا للاسرائيليين؟‏

      ١٤ مثلا،‏ تحت الشريعة،‏ لم يكن السارق يُسجَن بل كان عليه ان يعمل ليردّ ضعف ما سرقه او اكثر.‏ فالضحية لم تكن تتكبد الخسارة،‏ ولم يكن يُفرَض على العمال المجتهدين ان يتحملوا عبء دعم نفقات نظام السجن.‏ (‏خروج ٢٢:‏١،‏ ٣،‏ ٤،‏ ٧‏)‏ وكانت الاطعمة الخطرة محرَّمة.‏ فلحم الخنزير يمكن ان ينقل داء التريخينيا اذا لم يُطهَ جيدا،‏ ولحم الارنب يمكن ان ينقل حمّى الارانب.‏ (‏لاويين ١١:‏٤-‏١٢‏)‏ كما ان الشريعة شكلت حماية اذ منعت لمس الجثث.‏ فإذا مسّ احد جثة،‏ كان يُطلَب منه ان يغتسل ويغسل ثيابه.‏ (‏لاويين ١١:‏٣١-‏٣٦؛‏ عدد ١٩:‏١١-‏٢٢‏)‏ وكان يجب طمر البراز،‏ مما حمى الشعب من انتشار الجراثيم،‏ التي لم يكتشف العلماء وجودها إلا في القرون الاخيرة.‏ —‏ تثنية ٢٣:‏١٣‏.‏

      ١٥ ماذا شكَّل عبئا على الاسرائيليين؟‏

      ١٥ والشريعة لم تطلب من الشعب اكثر من طاقتهم.‏ ولكن لا يمكن ان يُقال الامر عينه عن الذين انتحلوا دور مفسِّري الشريعة.‏ يذكر قاموس للكتاب المقدس (‏بالانكليزية)‏،‏ الذي حرَّره جيمس هايستنڠز،‏ عن القواعد التي فرضوها:‏ «كل وصية من الكتاب المقدس كانت محاطة بشبكة من الفرائض الثانوية.‏ .‏ .‏ .‏ وكان ذلك في محاولة لجعل الشريعة تغطي كل حالة يمكن تخيلها،‏ ولاستنباط احكام خاصة صارمة هدفها ضبط جميع التصرفات البشرية،‏ وذلك عن طريق المنطق العديم الرحمة.‏ .‏ .‏ .‏ فخُنِق صوت الضمير،‏ وأُبطِلت القوة الحية للكلمة الالهية وطُمرت تحت كومة من القواعد التي لا تنتهي».‏

      ١٦ ماذا قال يسوع عن قواعد وتقاليد القادة الدينيين التي تشكِّل عبئا؟‏

      ١٦ شهَّر يسوع المسيح القادة الدينيين الذين فرضوا كومة من القواعد،‏ قائلا:‏ «يربطون احمالا ثقيلة ويضعونها على اكتاف الناس،‏ ولا يريدون هم ان يحركوها بإصبعهم».‏ (‏متى ٢٣:‏٢،‏ ٤‏)‏ وأشار الى ان قواعدهم وتقاليدهم البشرية الصنع التي تشكِّل عبئا،‏ بما في ذلك عادات التطهير المعقدة،‏ ‹ابطلت كلمة اللّٰه›.‏ (‏مرقس ٧:‏١-‏١٣؛‏ متى ٢٣:‏١٣،‏ ٢٤-‏٢٦‏)‏ ولكن حتى قبل مجيء يسوع الى الارض،‏ كان المعلمون الدينيون في اسرائيل يسيئون تمثيل ما يطلبه اللّٰه حقا.‏

      ما يطلبه اللّٰه حقا

      ١٧ لماذا لم يُسرّ يهوه بمحرقات الاسرائيليين غير الامناء؟‏

      ١٧ قال يهوه بفم النبي اشعيا:‏ «اتَّخمتُ من محرقات كباش وشحم مسمنات.‏ وبدم عجول وخرفان وتيوس ما أُسَرّ».‏ (‏اشعياء ١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فلماذا لم يُسرّ اللّٰه بتقدمات طلبها هو نفسه في الشريعة؟‏ (‏لاويين ١:‏١–‏٤:‏٣٥‏)‏ لأن الشعب عاملوه بعدم احترام.‏ لذلك جرى حضهم:‏ «اغتسلوا تنقوا اعزلوا شر افعالكم من امام عينيَّ كفوا عن فعل الشر تعلموا فعل الخير.‏ اطلبوا الحق انصفوا المظلوم اقضوا لليتيم حاموا عن الارملة».‏ (‏اشعياء ١:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ أفلا يساعدنا ذلك ان نقدِّر ما يريده يهوه من خدّامه؟‏

      ١٨ ماذا كان يهوه يطلب حقا من الاسرائيليين؟‏

      ١٨ اظهر يسوع ما يريده اللّٰه حقا.‏ فعندما سئل:‏ «اية وصية هي العظمى في الشريعة؟‏»،‏ اجاب:‏ «‹تحب يهوه الهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل عقلك›.‏ هذه هي الوصية العظمى والاولى.‏ والثانية مثلها،‏ وهي هذه:‏ ‹تحب قريبك كنفسك›.‏ بهاتين الوصيتين تتعلق الشريعة كلها والانبياء».‏ (‏متى ٢٢:‏٣٦-‏٤٠؛‏ لاويين ١٩:‏١٨؛‏ تثنية ٦:‏٤-‏٦‏)‏ وقد اوضح النبي موسى الامر عينه عندما سأل:‏ «ماذا يطلب منك الرب الهك الا ان تتقي الرب الهك لتسلك في كل طرقه وتحبه وتعبد الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك وتحفظ وصايا الرب وفرائضه».‏ —‏ تثنية ١٠:‏١٢،‏ ١٣؛‏ ١٥:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ١٩ كيف حاول الاسرائيليون ان يُظهِروا انهم اتقياء،‏ ولكن ماذا قال لهم يهوه؟‏

      ١٩ كان الاسرائيليون يريدون ان يُظهِروا انهم اتقياء،‏ بالرغم من افعالهم الخاطئة.‏ فرغم ان الشريعة اقتضت الصوم في يوم الكفارة السنوي فقط،‏ فقد ابتدأوا يصومون مرات عديدة.‏ (‏لاويين ١٦:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ لكنَّ يهوه وبَّخهم قائلا:‏ «أليس هذا صوما اختاره حلَّ قيود الشر.‏ فكَّ عُقَد النير وإطلاق المسحوقين احرارا وقطْع كل نير.‏ أليس ان تكسر للجائع خبزك وأن تُدخِل المساكين التائهين الى بيتك.‏ اذا رأيت عريانا ان تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك».‏ —‏ اشعياء ٥٨:‏٣-‏٧‏.‏

      ٢٠ علامَ وبَّخ يسوع المرائين الدينيين؟‏

      ٢٠ كانت لدى هؤلاء الاسرائيليين ذوي البرّ الذاتي المشكلة نفسها التي كانت لدى المرائين الدينيين الذين قال لهم يسوع:‏ «تقدِّمون عشر النعنع والشبث والكمون،‏ وتجاهلتم اثقل ما في الشريعة،‏ اي العدل والرحمة والامانة.‏ كان يجب ان تعملوا هذه،‏ ولا تتجاهلوا تلك».‏ (‏متى ٢٣:‏٢٣؛‏ لاويين ٢٧:‏٣٠‏)‏ أفلا تساعدنا كلمات يسوع ان نقدِّر ما يريده يهوه منا حقا؟‏

      ٢١ كيف لخَّص النبي ميخا ما يطلبه وما لا يطلبه يهوه منا؟‏

      ٢١ لإيضاح ما يطلبه وما لا يطلبه يهوه منا،‏ سأل نبي اللّٰه ميخا:‏ «بمَ أتقدم الى الرب وأنحني للاله العلي.‏ هل اتقدم بمحرقات بعجول ابناء سنة.‏ هل يسرّ الرب بألوف الكباش بربوات انهار زيت هل اعطي بكري عن معصيتي ثمرة جسدي عن خطية نفسي.‏ قد أَخبرَك ايها الانسان ما هو صالح.‏ وماذا يطلبه منك الرب إلا ان تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك».‏ —‏ ميخا ٦:‏٦-‏٨‏.‏

      ٢٢ ماذا اراد يهوه بالتخصيص من الذين تحت الشريعة؟‏

      ٢٢ فماذا كان يهوه يطلب بالتخصيص من الذين عاشوا تحت الشريعة؟‏ طبعا،‏ كان عليهم ان يحبوا يهوه اللّٰه.‏ إضافة الى ذلك،‏ قال الرسول بولس:‏ «الشريعة كلها تتم في قول واحد،‏ وهو:‏ ‹تحب قريبك كنفسك›».‏ (‏غلاطية ٥:‏١٤‏)‏ وقال بولس للمسيحيين في روما ايضا:‏ «مَن احب رفيقه الانسان فقد تمَّم الشريعة.‏ .‏ .‏ .‏ المحبة .‏ .‏ .‏ هي تتميم الشريعة».‏ —‏ روما ١٣:‏٨-‏١٠‏.‏

      ليس اكثر من طاقتنا

      ٢٣،‏ ٢٤ (‏أ)‏ لماذا لا ينبغي ابدا ان نعتبر فعل ما يطلبه يهوه منا اكثر من طاقتنا؟‏ (‏ب)‏ فيمَ سنتأمل لاحقا؟‏

      ٢٣ ألا يؤثر فينا كون يهوه الها محبا،‏ كثير الاهتمام،‏ ورحيما؟‏ فقد اتى ابنه الوحيد،‏ يسوع المسيح،‏ الى الارض ليعظِّم محبة اللّٰه —‏ ليعرِّف الناس كم هم اعزاء على قلب يهوه.‏ قال يسوع عن العصفورَين الدوريَّين العديمَي القيمة وهو يوضح محبة اللّٰه:‏ «لا يسقط واحد منهما على الارض بدون علم ابيكم».‏ ثم استنتج:‏ «لا تخافوا:‏ انتم اثمن من عصافير دورية كثيرة».‏ (‏متى ١٠:‏٢٩-‏٣١‏)‏ طبعا،‏ لا ينبغي ابدا ان نعتبر فعل كل ما يطلبه اله محب كهذا اكثر من طاقتنا!‏

      ٢٤ ولكن ماذا يطلب يهوه منا اليوم؟‏ ولماذا يبدو ان البعض يعتقدون ان اللّٰه يطلب منهم اكثر من طاقتهم؟‏ بفحص هذين السؤالين،‏ ينبغي ان نتمكن من معرفة لماذا يكون فعل كل ما يطلبه اللّٰه امتيازا رائعا.‏

  • ماذا يطلب يهوه منا اليوم؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • ماذا يطلب يهوه منا اليوم؟‏

      ‏«[قال] صوت من السحابة:‏ ‹هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت؛‏ له اسمعوا›».‏ —‏ متى ١٧:‏٥‏.‏

      ١ متى حققت الشريعة هدفها؟‏

      اعطى يهوه امة اسرائيل الشريعة،‏ بأوجهها العديدة.‏ كتب الرسول بولس عن هذه الاوجه:‏ «انها مطالب شرعية تتعلق بالجسد وقد فُرضت حتى الوقت المعيَّن لتقويم الامور».‏ (‏عبرانيين ٩:‏١٠‏)‏ وعندما قادت الشريعة بقية من الاسرائيليين الى قبول يسوع بصفته المسيّا،‏ او المسيح،‏ كانت قد حققت هدفها.‏ لذلك اعلن بولس:‏ «المسيح هو نهاية الشريعة».‏ —‏ روما ١٠:‏٤؛‏ غلاطية ٣:‏١٩-‏٢٥؛‏ ٤:‏٤،‏ ٥‏.‏

      ٢ مَن كانوا تحت الشريعة،‏ ومتى تحرروا منها؟‏

      ٢ فهل يعني ذلك ان الشريعة ليست ملزِمة لنا اليوم؟‏ ان الغالبية العظمى من الجنس البشري لم تكن في الواقع تحت الشريعة،‏ كما اوضح صاحب المزمور:‏ «يخبر [يهوه] يعقوب بكلمته وإسرائيل بفرائضه وأحكامه.‏ لم يصنع هكذا بإحدى الامم.‏ وأحكامه لم يعرفوها».‏ (‏مزمور ١٤٧:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وعندما اسَّس اللّٰه العهد الجديد على اساس ذبيحة يسوع،‏ لم تعد حتى امة اسرائيل تحت التزام إطاعة الشريعة.‏ (‏غلاطية ٣:‏١٣؛‏ افسس ٢:‏١٥؛‏ كولوسي ٢:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٦‏)‏ فإذا لم تعد الشريعة ملزِمة،‏ فماذا يطلب يهوه من الذين يرغبون في خدمته اليوم؟‏

      ما يطلبه يهوه

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ ماذا يطلب يهوه منا اليوم من حيث الاساس؟‏ (‏ب)‏ لماذا ينبغي ان نتَّبع خطوات يسوع بدقة؟‏

      ٣ خلال السنة الاخيرة من خدمة يسوع،‏ رافقه رسله بطرس ويعقوب ويوحنا الى جبل عالٍ،‏ ربما نتوء صخري في جبل حرمون.‏ وهناك شاهدوا رؤيا نبوية عن يسوع في مجد عظيم وسمعوا صوت اللّٰه يعلن:‏ «هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت؛‏ له اسمعوا».‏ (‏متى ١٧:‏١-‏٥‏)‏ من حيث الاساس،‏ هذا هو ما يطلبه يهوه منا:‏ ان نسمع لابنه ونتبع مثاله وتعاليمه.‏ (‏متى ١٦:‏٢٤‏)‏ لذلك كتب الرسول بطرس:‏ «المسيح تألم لأجلكم،‏ تاركا لكم قدوة لتتَّبعوا خطواته بدقة».‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏

      ٤ ولماذا ينبغي ان نتَّبع خطوات يسوع بدقة؟‏ لأن الاقتداء به هو بمثابة الاقتداء بيهوه اللّٰه.‏ فقد كان يسوع يعرف الآب معرفة وثيقة،‏ لأنه قضى معه في السماء عددا لا يحصى من السنين قبل مجيئه الى الارض.‏ (‏امثال ٨:‏٢٢-‏٣١؛‏ يوحنا ٨:‏٢٣؛‏ ١٧:‏٥؛‏ كولوسي ١:‏١٥-‏١٧‏)‏ وعندما كان على الارض،‏ كان ممثِّلا وليا عن ابيه.‏ اوضح:‏ «كما علَّمني الاب بهذا اتكلم».‏ فقد اقتدى يسوع بيهوه بدقة كبيرة حتى انه تمكن من القول:‏ «مَن رآني فقد رأى الآب ايضا».‏ —‏ يوحنا ٨:‏٢٨؛‏ ١٤:‏٩‏.‏

      ٥ تحت اية شريعة هم المسيحيون،‏ ومتى تأسست هذه الشريعة؟‏

      ٥ وماذا يشمله الاستماع ليسوع والاقتداء به؟‏ هل يعني ان نكون تحت الشريعة؟‏ كتب بولس:‏ «شخصيا لست تحت الشريعة».‏ وكان يشير هنا الى «العهد الذي هو قديم»،‏ عهد الشريعة الذي قُطع مع اسرائيل.‏ وقد اعترف بولس انه «تحت شريعة تجاه المسيح».‏ (‏١ كورنثوس ٩:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ٢ كورنثوس ٣:‏١٤‏)‏ فبنهاية عهد الشريعة القديم،‏ تأسس ‹عهد جديد›،‏ يتضمن «شريعة المسيح» التي يجب ان يطيعها كل خدام يهوه اليوم.‏ —‏ لوقا ٢٢:‏٢٠؛‏ غلاطية ٦:‏٢؛‏ عبرانيين ٨:‏٧-‏١٣‏.‏

      ٦ كيف يمكن ان توصف «شريعة المسيح»،‏ وكيف نطيعها؟‏

      ٦ لم يعطِ يهوه «شريعة المسيح» في شكل مجموعة شرائع،‏ مبوِّبا اياها،‏ كما كان عهد الشريعة القديم.‏ فهذه الشريعة الجديدة المعطاة لأتباع المسيح لا تتضمن لائحة شاملة بالمسموحات والممنوعات.‏ لكنَّ يهوه حفظ في كلمته اربع روايات شاملة عن حياة وتعاليم ابنه.‏ وعلاوة على ذلك،‏ اوحى اللّٰه الى بعض أتباع يسوع الاولين ان يزوِّدوا ارشادات مكتوبة حول التصرفات الشخصية،‏ شؤون الجماعة،‏ التصرفات ضمن العائلة،‏ ومسائل اخرى.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏١٨؛‏ ١٤:‏٢٦-‏٣٥؛‏ افسس ٥:‏٢١-‏٣٣؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وعندما نجعل حياتنا على انسجام مع مثال وتعاليم يسوع المسيح ونتبع مشورة كتبة الكتاب المقدس الملهمين من القرن الاول،‏ نكون طائعين لـ‍ «شريعة المسيح».‏ فهذا ما يطلبه يهوه من خدامه اليوم.‏

      اهمية المحبة

      ٧ كيف شدَّد يسوع على مغزى شريعته خلال احتفاله بالفصح الاخير مع رسله؟‏

      ٧ في حين ان المحبة كانت لها اهميتها في الشريعة الموسوية،‏ إلا انها جوهر،‏ او روح،‏ شريعة المسيح.‏ وقد شدَّد يسوع على ذلك عندما اجتمع مع تلاميذه للاحتفال بفصح سنة ٣٣ ب‌م.‏ فاستنادا الى الخلاصة التي اعطاها الرسول يوحنا عمّا حدث تلك الليلة،‏ شملت كلمات يسوع النابعة من قلبه ٢٨ اشارة الى المحبة.‏ وهذا ما شدَّد لرسله على مغزى،‏ او روح،‏ شريعته.‏ والجدير بالملاحظة هو ان يوحنا افتتح تغطيته لحوادث تلك الليلة البالغة الاهمية بالقول:‏ «لأن يسوع كان يعرف قبل عيد الفصح ان ساعته قد اتت لينتقل من هذا العالم الى الآب،‏ اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم،‏ احبهم الى النهاية».‏ —‏ يوحنا ١٣:‏١‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ ايّ دليل هنالك انه كان يوجد جدال مستمر بين الرسل؟‏ (‏ب)‏ كيف لقَّن يسوع رسله درسا في الاتِّضاع؟‏

      ٨ لقد احب يسوع رسله،‏ رغم انه كان قد حاول دون اي نجاح ظاهر مساعدتهم على التغلب على رغبتهم الجامحة في السلطة والمركز.‏ فقبل اشهر من وصولهم الى اورشليم،‏ ‹تحاجوا بعضهم مع بعض في مَن هو الاعظم›.‏ وقبيل مجيئهم الى المدينة من اجل الاحتفال بالفصح،‏ احتدم الجدال على المركز مرة ثانية.‏ (‏مرقس ٩:‏٣٣-‏٣٧؛‏ ١٠:‏٣٥-‏٤٥‏)‏ أما ان هذه المشكلة كانت دائمة،‏ فيدل على ذلك ما حدث بعيد دخول الرسل العلية للاحتفال بما كان سيصير آخر احتفال لهم بالفصح معا.‏ فآ‌نذاك لم يستغل احد منهم الفرصة ليقدِّم الخدمة المعتادة التي تعبِّر عن روح الضيافة:‏ غسل ارجل الآخرين.‏ فغسل يسوع نفسه ارجلهم ليلقِّنهم درسا في الاتِّضاع.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٢-‏١٥؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ٩ كيف عالج يسوع الوضع الذي نشأ عقب الفصح الاخير؟‏

      ٩ رغم هذا الدرس،‏ بعد الاحتفال بالفصح وتأسيس يسوع ذكرى موته الوشيك،‏ لاحظوا ما حدث مجددا.‏ تقول رواية انجيل لوقا:‏ «حدث ايضا بينهم جدال حامٍ في ايّهم يبدو انه الاعظم».‏ وبدلا من ان يغضب يسوع على الرسل ويعنِّفهم،‏ اعطاهم مشورة لطيفة عن ضرورة كونهم مختلفين عن حكام العالم المتعطشين الى السلطة.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٤-‏٢٧‏)‏ ثم زوَّد ما يمكن ان يُدعى اساس شريعة المسيح،‏ قائلا:‏ «اني اعطيكم وصية جديدة:‏ ان تحبوا بعضكم بعضا؛‏ كما احببتكم انا،‏ تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا».‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٣٤‏.‏

      ١٠ اية وصية اعطاها يسوع لتلاميذه،‏ وماذا شملت؟‏

      ١٠ اشار يسوع لاحقا في تلك الليلة الى ايّ مدى يجب ان تصل المحبة الشبيهة بمحبته،‏ قائلا:‏ «هذه هي وصيتي:‏ ان تحبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم.‏ ليس لأحد محبة اعظم من هذه:‏ ان يبذل احد نفسه عن اصدقائه».‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فهل كان يسوع يقول ان أتباعه ينبغي ان يكونوا على استعداد للموت من اجل الرفقاء المؤمنين اذا اقتضى الامر؟‏ هذا ما فهمه يوحنا،‏ شاهد عيان على هذه الحادثة،‏ لأنه كتب لاحقا:‏ «بهذا قد عرفنا المحبة،‏ لأن ذاك [يسوع المسيح] بذل نفسه لأجلنا؛‏ فنحن ملزمون ان نبذل نفوسنا لأجل اخوتنا».‏ —‏ ١ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ كيف نتمم شريعة المسيح؟‏ (‏ب)‏ ايّ مثال رسمه يسوع؟‏

      ١١ لذلك،‏ فإننا لا نتمم شريعة المسيح فقط بتعليمها للآخرين.‏ فيجب ايضا ان نعيش ونتصرف كيسوع.‏ صحيح ان يسوع استعمل كلمات جميلة مختارة جيدا في محاضراته،‏ إلا انه علّم ايضا بواسطة المثال.‏ ورغم انه كان مخلوقا روحانيا قويا في السماء،‏ انتهز الفرصة ليخدم مصالح ابيه على الارض وليُظهِر لنا كيف ينبغي ان نعيش.‏ فقد كان متواضعا،‏ لطيفا،‏ يراعي مشاعر الآخرين،‏ ويساعد المثقَلين والمظلومين.‏ (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠؛‏ ٢٠:‏٢٨؛‏ فيلبي ٢:‏٥-‏٨؛‏ ١ يوحنا ٣:‏٨‏)‏ وحثّ أتباعه ان يحبوا بعضهم بعضا،‏ كما احبهم هو.‏

      ١٢ لماذا يمكن القول ان شريعة المسيح لا تقلِّل من ضرورة محبة يهوه؟‏

      ١٢ وأية مرتبة تحتلها محبة يهوه —‏ اعظم وصية في الشريعة —‏ في شريعة المسيح؟‏ (‏متى ٢٢:‏٣٧،‏ ٣٨؛‏ غلاطية ٦:‏٢‏)‏ هل تحتل المرتبة الثانية؟‏ كلا،‏ على الاطلاق!‏ فمحبة يهوه ومحبة رفقائنا المسيحيين مرتبطتان ارتباطا وثيقا.‏ فلا يمكن لأحد ان يحب يهوه حقا دون ان يحب اخاه ايضا،‏ لأن الرسول يوحنا ذكر:‏ «إنْ قال احد:‏ ‹اني احب اللّٰه›،‏ ولكنه يبغض اخاه،‏ فهو كاذب.‏ لأن من لا يحب اخاه الذي رآه،‏ لا يقدر ان يحب اللّٰه الذي لم يره».‏ —‏ ١ يوحنا ٤:‏٢٠‏؛‏ قارنوا ١ يوحنا ٣:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ١٣ ايّ اثر كان لطاعة التلاميذ لوصية يسوع الجديدة؟‏

      ١٣ عندما اعطى يسوع تلاميذه الوصية الجديدة ان يحبوا بعضهم بعضا كما احبهم،‏ وصف ايّ اثر سيكون لذلك.‏ قال:‏ «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي،‏ إنْ كان لكم محبة بعضا لبعض».‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٥‏)‏ وبحسب ترتليانوس،‏ الذي عاش بعد اكثر من مئة سنة من موت يسوع،‏ كان للمحبة الاخوية التي اظهرها المسيحيون الاولون هذا الاثر عينه.‏ فقد اقتبس ترتليانوس قول غير المسيحيين عن أتباع المسيح:‏ ‹انظروا كيف يحبون بعضهم بعضا وكيف هم على استعداد ليموتوا واحدهم من اجل الآخر›.‏ ويمكن ان نسأل انفسنا:‏ ‹هل أُظهر محبة كهذه للرفقاء المسيحيين،‏ مما يثبت اني تلميذ ليسوع؟‏›.‏

      البرهان على محبتنا

      ١٤،‏ ١٥ ماذا قد يصعِّب إطاعة شريعة المسيح،‏ ولكن ماذا يمكن ان يساعدنا؟‏

      ١٤ من الحيوي ان يُظهِر خدام يهوه محبة كمحبة المسيح.‏ ولكن هل تجدون انه من الصعب محبة الرفقاء المسيحيين الذين يعربون عن صفات انانية؟‏ كما رأينا،‏ حتى الرسل تشاجروا وحاولوا ترويج مصالحهم الخاصة.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٠-‏٢٤‏)‏ كما ان اهل غلاطية ايضا تخاصموا في ما بينهم.‏ فبعد الاشارة الى ان محبة القريب تتمم الشريعة،‏ حذَّرهم بولس:‏ «أما اذا كنتم ستتابعون نهش والتهام بعضكم بعضا،‏ فاحذروا ان يفني بعضكم بعضا».‏ وبعد مقارنة اعمال الجسد بثمر روح اللّٰه،‏ اضاف بولس الحضّ:‏ «لا نصرْ ذوي عُجْب،‏ ننافس بعضنا بعضا ونحسد بعضنا بعضا».‏ ثم حثَّ الرسول:‏ «ليواصل بعضكم حمل اعباء البعض،‏ وهكذا تمموا شريعة المسيح».‏ —‏ غلاطية ٥:‏١٤–‏٦:‏٢‏.‏

      ١٥ وهل يطلب يهوه منا اكثر من طاقتنا اذا كان يطلب إطاعة شريعة المسيح؟‏ رغم انه قد يكون صعبا ان نكون لطفاء مع الذين وجهوا الينا كلمات لاذعة وجرحوا شعورنا،‏ نحن ملزمون ان ‹نقتدي باللّٰه،‏ كأولاد احباء،‏ ونواصل السير في المحبة›.‏ (‏افسس ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ ويلزم ان نستمر في النظر الى مثال اللّٰه الذي «يبيِّن لنا فضل محبته بأنه اذ كنا بعد خطاة مات المسيح عنا».‏ (‏روما ٥:‏٨‏)‏ وبأخذ المبادرة في مساعدة الآخرين،‏ بمن فيهم الذين اساءوا معاملتنا،‏ يمكننا ان نشعر بالاكتفاء لأننا نعرف اننا نقتدي باللّٰه ونطيع شريعة المسيح.‏

      ١٦ كيف نعطي البرهان على محبتنا للّٰه والمسيح؟‏

      ١٦ ينبغي ان نتذكر اننا نعطي البرهان على محبتنا بما نفعله،‏ وليس بما نقوله فقط.‏ حتى يسوع لاقى صعوبة ذات مرة في تطبيق احد اوجه مشيئة اللّٰه بسبب ما كان يجري حوله.‏ فقد صلّى:‏ «يا ابتاه،‏ ان شئت،‏ فاصرف عني هذه الكأس».‏ ولكنه سرعان ما اضاف:‏ «ولكن لتكن لا مشيئتي،‏ بل مشيئتك».‏ (‏لوقا ٢٢:‏٤٢‏)‏ وقد فعل مشيئة اللّٰه رغم كل ما عاناه.‏ (‏عبرانيين ٥:‏٧،‏ ٨‏)‏ ان الطاعة هي برهان على محبتنا وهي تُظهِر اننا ندرك ان طريقة اللّٰه هي الفضلى.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «هذا ما تعنيه محبة اللّٰه،‏ ان نحفظ وصاياه».‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ وقال يسوع لرسله:‏ «إنْ كنتم تحبونني تحفظون وصاياي».‏ —‏ يوحنا ١٤:‏١٥‏.‏

      ١٧ اية وصية خصوصية اعطاها يسوع لأتباعه،‏ وكيف نعرف انها تنطبق علينا اليوم؟‏

      ١٧ وأية وصية خصوصية اعطاها يسوع لأتباعه،‏ بالاضافة الى اعطائهم الوصية ان يحبوا بعضهم بعضا؟‏ لقد اوصاهم ان يقوموا بعمل الكرازة الذي درَّبهم عليه.‏ قال بطرس:‏ «اوصانا ان نكرز للشعب ونشهد كاملا».‏ (‏اعمال ١٠:‏٤٢‏)‏ فكان يسوع قد اوصى بالتحديد:‏ «فاذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،‏ وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ اعمال ١:‏٨‏)‏ وكشف يسوع ان هذه الارشادات ستنطبق ايضا على أتباعه الآن في «وقت النهاية»،‏ لأنه قال:‏ «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم؛‏ ثم تأتي النهاية».‏ (‏دانيال ١٢:‏٤؛‏ متى ٢٤:‏١٤‏)‏ طبعا،‏ انها مشيئة اللّٰه ان نكرز.‏ إلا ان البعض قد يعتقدون ان طلب اللّٰه ان نقوم بهذا العمل هو اكثر من طاقتنا.‏ ولكن هل هذا صحيح؟‏

      لماذا قد يبدو صعبا

      ١٨ ماذا ينبغي ان نتذكر عندما نتألم من جراء فعل ما يطلبه يهوه؟‏

      ١٨ كما رأينا،‏ طلب يهوه من الناس ان يطيعوا مطالب متنوعة على مرّ التاريخ.‏ وتماما كما كان المطلوب منهم يتغير،‏ كذلك تغيرت طبيعة المحن التي واجهوها.‏ فقد خضع ابن اللّٰه الحبيب لأصعب المحن،‏ وفي النهاية قُتل بأفظع طريقة بسبب فعله ما طلبه اللّٰه.‏ ولكن عندما نتألم من جراء فعل ما يطلبه يهوه منا،‏ ينبغي ان نتذكر انه ليس المسؤول عن محننا.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٨-‏٢٠؛‏ يعقوب ١:‏١٣-‏١٥‏)‏ فتمرد الشيطان جلب الخطية والالم والموت،‏ والشيطان هو الذي يخلق الظروف التي غالبا ما تصعِّب كثيرا على خدام يهوه فعل ما يطلبه منهم.‏ —‏ ايوب ١:‏٦-‏١٩؛‏ ٢:‏١-‏٨‏.‏

      ١٩ لماذا فعل ما يطلبه اللّٰه منا بواسطة ابنه هو امتياز؟‏

      ١٩ امر يهوه،‏ بواسطة ابنه،‏ ان يقوم خدامه في وقت النهاية هذا بإعلان عالمي النطاق ان حكم الملكوت هو العلاج الوحيد لكل آلام البشر.‏ وحكومة اللّٰه هذه ستزيل كل المشاكل على الارض:‏ الحرب،‏ الجريمة،‏ الفقر،‏ الشيخوخة،‏ المرض،‏ والموت.‏ وسيجلب الملكوت ايضا فردوسا ارضيا مجيدا،‏ حيث سيُقام ايضا الاموات.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ لوقا ٢٣:‏٤٣؛‏ اعمال ٢٤:‏١٥؛‏ كشف ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ فما اعظم الامتياز ان نعلن البشارة عن هذه الامور!‏ فمن الواضح اذًا ان المشكلة ليست في ما يطلب يهوه منا ان نفعله.‏ فنحن نواجه المقاومة،‏ لكنَّ الشيطان ابليس وعالمه هما المسؤولان عن ذلك.‏

      ٢٠ كيف يمكننا ان نواجه ايّ تحدٍّ يقدِّمه ابليس؟‏

      ٢٠ وكيف يمكننا ان نواجه بنجاح ايّ تحدٍّ يقدِّمه الشيطان؟‏ بتذكر هذه الكلمات:‏ «يا ابني كن حكيما وفرِّح قلبي فأجيب مَن يعيِّرني كلمة».‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ لقد اعطى يسوع جوابا ليهوه عن تعيير الشيطان بترك الحياة الهانئة في السماء ليفعل مشيئة ابيه على الارض.‏ (‏اشعياء ٥٣:‏١٢؛‏ عبرانيين ١٠:‏٧‏)‏ وكشخص بشري،‏ احتمل كل المحن التي اتت عليه،‏ حتى الموت على خشبة الآلام.‏ وإذا اتَّبعنا مثاله،‏ يمكننا نحن ايضا ان نحتمل الآلام ونفعل ما يطلبه يهوه منا.‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏١-‏٣‏.‏

      ٢١ ما هو شعوركم حيال المحبة التي اظهرها يهوه وابنه؟‏

      ٢١ ما اعظم المحبة التي اظهرها لنا اللّٰه وابنه!‏ فذبيحة يسوع هي التي اعطت الجنس البشري الطائع رجاء العيش الى الابد في الفردوس.‏ فلا ندعْ شيئا يحجب رجاءنا.‏ وبدلا من ذلك،‏ فلنفكر جديًّا في ما جعله يسوع ممكنا،‏ تماما كما فعل بولس الذي قال:‏ «ابن اللّٰه .‏ .‏ .‏ احبني وسلَّم نفسه لأجلي».‏ (‏غلاطية ٢:‏٢٠‏)‏ ولنُظهِر الشكر من كل قلبنا لإلهنا المحب يهوه الذي لا يطلب منا ابدا اكثر من طاقتنا.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة