-
الخزَّاف العظيم وعملهبرج المراقبة ١٩٩٩ | ١ شباط (فبراير)
-
-
الخزَّاف العظيم وعمله
«[كونوا] اناء لغرض كريم، . . . مُهيَأً لكل عمل صالح». — ٢ تيموثاوس ٢:٢١.
١، ٢ (أ) كيف كان خلق اللّٰه الرجل والمرأة عملا بارزا؟ (ب) ماذا كان قصد الخزَّاف العظيم من خلق آدم وحواء؟
يهوه هو الخزَّاف العظيم. وإحدى روائع خليقته كانت ابانا الاول آدم. يقول لنا الكتاب المقدس: «جبل الرب الاله آدم ترابا من الارض. ونفخ في انفه نسمة حياة. فصار آدم نفسا حية»، اي «مخلوقا يتنفس». (تكوين ٢:٧، حاشية عج) كانت هذه الخليقة البشرية الاولى كاملة، مخلوقة على صورة اللّٰه، دليلا على حكمته الالهية ومحبته للبر والعدل الحقيقيَّين.
٢ وإذ استخدم اللّٰه مواد من ضلع آدم، جبل المرأة ايضا لتكون مكمِّلا ومعينا للرجل. وقد فاقت فتنة حواء التي لا تشوبها شائبة فتنة حتى اجمل الجميلات اليوم. (تكوين ٢:٢١-٢٣) وإضافة الى ذلك، مُنح الزوجان البشريان الاولان جسدَين وقدرات كاملة التصميم لإنجاز المشروع المعيَّن لهما ان يحوِّلا هذه الارض الى فردوس. ومُنحا ايضا القدرة على تنفيذ وصية اللّٰه المذكورة في التكوين ١:٢٨: «أثمروا واكثروا واملأوا الارض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض». وفي النهاية، كانت هذه الحديقة العالمية ستصير آهلة ببلايين البشر السعداء، الذين يربطهم نوع المحبة الذي هو «رباط وحدة كامل». — كولوسي ٣:١٤.
٣ كيف صار ابوانا الاولان آنيتَين لاستعمال مَهين، وبأية نتيجة؟
٣ ولكن من المحزن ان ابوينا الاولين اختارا عمدا التمرد على سلطة خالقهما المتسلط، الخزَّاف العظيم. وتبنَّيا الموقف الموصوف في اشعياء ٢٩:١٥، ١٦: «ويل للذين يتعمقون ليكتموا رأيهم عن الرب فتصير اعمالهم في الظلمة ويقولون مَن يبصرنا ومَن يعرفنا. . . . هل يُحسب الجابل كالطين حتى يقول المصنوع عن صانعه لم يصنعني. او تقول الجبلة عن جابلها لم يفهم». وعصيانهما جلب كارثة: حكما بالموت الابدي. وعلاوة على ذلك، ورث كامل العرق البشري المتحدر منهما الخطية والموت. (روما ٥:١٢، ١٨) فقد تشوَّه جمال خليقة الخزَّاف العظيم كثيرا.
٤ ايّ قصد كريم يمكننا ان ننجزه؟
٤ ولكن حتى في حالتنا الحاضرة الناقصة، يمكننا نحن المتحدرين من آدم الخاطئ ان نسبِّح يهوه بكلمات المزمور ١٣٩:١٤: «احمدك من اجل اني قد امتزت عجبا. عجيبة هي اعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينا». وكم هو محزن ان يشوَّه عمل يدَي الخزَّاف العظيم الى هذا الحد!
الخزَّاف يزيد عمله
٥ كيف كانت ستُستخدم مهارة الخزَّاف العظيم؟
٥ من المفرح ان مهارة خالقنا كخزَّاف كانت ستُستخدم في امور اكثر بكثير من جبْل خليقته البشرية الاولى. يخبرنا الرسول بولس: «بل مَن انت، ايها الانسان، حتى تجاوب اللّٰه؟ هل تقول الجبلة لجابلها: ‹لماذا صنعتني هكذا؟›. أوليس للخزَّاف سلطة على الطين ان يصنع من كتلة واحدة اناء لاستعمال كريم وآخر لاستعمال مَهين؟». — روما ٩:٢٠، ٢١.
٦، ٧ (أ) كيف يختار كثيرون اليوم ان يُجبَلوا من اجل استعمال مَهين؟ (ب) كيف يُجبَل الابرار من اجل استعمال كريم؟
٦ نعم، ان البعض من اعمال الخزَّاف العظيم سيُجبَل لاستعمال كريم، والبعض الآخر لاستعمال مَهين. والذين يختارون المضي مع العالم وهو يغرق اكثر من ايّ وقت مضى في مستنقع الفجور يُجبَلون بطريقة تسمهم للهلاك. وعندما يأتي الملك المجيد المسيح يسوع للدينونة، سيكون بين آنية الاستعمال المَهين هذه كل البشر العنيدين المشبهين بالجداء الذين كما تقول متى ٢٥:٤٦ ‹سيذهبون الى قطع ابدي›. أما «الابرار» المشبهون بالخراف الذين يُجبَلون لاستعمال «كريم» فسيرثون ‹الحياة الابدية›.
٧ وهؤلاء الابرار سيكونون قد سمحوا بتواضع للّٰه بأن يجبلهم. فقد دخلوا طريق اللّٰه للحياة. وقبلوا المشورة الموجودة في ١ تيموثاوس ٦:١٧-١٩ ان «لا يلقوا رجاءهم على الغنى غير الثابت، بل على اللّٰه الذي يزوِّدنا كل شيء بغنى لمتعتنا». وعكفوا على ان يكونوا ساعين «لعمل الصلاح، ويكونوا اغنياء بالاعمال الحسنة، اسخياء، مستعدين للمشاركة، كانزين لأنفسهم في مأمن اساسا حسنا للمستقبل، لكي يمسكوا بإحكام بالحياة الحقيقية». وهم يدَعون الحق الالهي يجبلهم ولهم ايمان لا يتزعزع بتدبير يهوه بواسطة المسيح يسوع، الذي «بذل نفسه فدية معادلة» لردّ كل ما خُسر من جراء خطية آدم. (١ تيموثاوس ٢:٦) فكم ينبغي ان نطيع عن طيب خاطر نصيحة بولس ان نلبس «الشخصية الجديدة، التي تتجدد [تُجبَل] بالمعرفة الدقيقة وفق صورة الذي خلقها»! — كولوسي ٣:١٠.
ايّ نوع من الآنية ستكونون؟
٨ (أ) ماذا يحدِّد ايّ نوع من الآنية يصير المرء؟ (ب) ايّ عاملين يصوغان طريقة جبْل المرء؟
٨ ماذا يحدِّد ايّ نوع من الآنية يصير المرء؟ موقفه وتصرفاته. وهذه تصوغها اولا رغبات وميول القلب. قال الملك الحكيم سليمان: «قلب الانسان يفكر في طريقه والرب يهدي خطوته». (امثال ١٦:٩) وثانيا، يصوغها ما يسمعه المرء ويراه من خلال المعاشرات والاختبارات. فكم هو مهم ان نصغي الى المشورة: «المساير الحكماء يصير حكيما ورفيق الجهال يُضَرّ». (امثال ١٣:٢٠) وكما تحذِّرنا ٢ بطرس ١:١٦، يجب ان نتجنب اتِّباع «قصص باطلة مُختلَقة بدهاء»، او كما تقول ترجمة نكص الكاثوليكية الرومانية «خرافات من اختراع الانسان». وتشمل هذه الكثير من تعاليم وأعياد العالم المسيحي المرتد.
٩ كيف يمكن ان نتجاوب مع جبْل الخزَّاف العظيم؟
٩ اذًا، بحسب ردّ فعلنا، يمكن ان يجبلنا اللّٰه في المسلك الذي اخترناه. ويمكننا بتواضع ان نكرر صلاة داود امام يهوه: «اختبرني يا اللّٰه واعرف قلبي امتحنّي واعرف افكاري. وانظر إن كان فيَّ طريق باطل واهدني طريقا ابديا». (مزمور ١٣٩:٢٣، ٢٤) ان يهوه يجعل رسالة الملكوت يُكرز بها. وقد تجاوبت قلوبنا بتقدير مع البشارة وتوجيهاته الاخرى. ومن خلال هيئته يمنحنا امتيازات متنوعة تتعلق بالكرازة بالبشارة؛ فلنتمسك بها ونعزّها. — فيلبي ١:٩-١١.
١٠ كيف ينبغي ان نبذل كل ما في وسعنا لاتِّباع البرامج الروحية؟
١٠ من المهم جدا ان نولي انتباها مستمرا لكلمة اللّٰه، متَّبعين برنامجا يوميا لقراءة الكتاب المقدس وجاعلين الاسفار المقدسة وخدمة يهوه محور مناقشاتنا مع عائلتنا وأصدقائنا. ففي برنامج العبادة الصباحية عند الفطور في كل بيوت ايل وبيوت المرسلين لشهود يهوه يُخصَّص عادة اسبوع لقراءة وجيزة من الكتاب المقدس وأسبوع آخر لقراءة من الكتاب السنوي للسنة الجارية. فهل يمكن ان يكون في عائلتكم ترتيب مماثل؟ وما اكثر الفوائد ايضا التي نحصدها جميعا من خلال معاشراتنا في الجماعة المسيحية، في اجتماعاتنا، وخصوصا عند اشتراكنا في درس برج المراقبة الاسبوعي!
جبْلنا لاجتياز المحن
١١، ١٢ (أ) كيف يمكننا ان نطبِّق نصيحة يعقوب حول المحن في حياتنا اليومية؟ (ب) كيف يشجِّعنا اختبار ايوب ان نحافظ على الاستقامة؟
١١ في حياتنا اليومية، يسمح اللّٰه بأن تنشأ ظروف معيَّنة قد نجد البعض منها صعبا. فكيف ينبغي ان ننظر اليها؟ كما تنصح يعقوب ٤:٨، دعونا لا نحسّ بالمرارة، بل لنقترب الى اللّٰه، واثقين به بكل قلوبنا، ومتيقنين اننا اذا ‹اقتربنا اليه، يقترب الينا›. صحيح اننا مضطرون ان نحتمل المصاعب والامتحانات، ولكنَّ هذه يُسمح بها لأنها تساهم في جبْلنا، مما يؤدي الى عاقبة سعيدة. تطمئننا يعقوب ١:٢، ٣: «اعتبروه كل فرح يا اخوتي عندما تواجهون محنا متنوعة، عالمين ان نوعية ايمانكم المُمتحَنة هذه تنشئ احتمالا».
١٢ يقول يعقوب ايضا: «لا يقل احد وهو في محنة: ‹ان اللّٰه يمتحنني›. فإن اللّٰه لا يمكن ان يُمتحَن بالسيئات، ولا هو يمتحن احدا. ولكن كل واحد يُمتحَن اذا اجتذبته وأغرته شهوته». (يعقوب ١:١٣، ١٤) قد تكون محننا كثيرة ومتنوعة، ولكن كما حصل لأيوب، تلعب كلها دورا في جبْلنا. فما اعظم الطمأنة التي تعطينا اياها الاسفار المقدسة في يعقوب ٥:١١: «ها نحن نقول: يا لسعادة الذين يحتملون. قد سمعتم باحتمال ايوب ورأيتم عاقبة يهوه، ان يهوه حنون جدا ورحيم». فكآنية بين يدَي الخزَّاف العظيم، لنحافظ دائما على الاستقامة، بثقة بالعاقبة كثقة ايوب! — ايوب ٢:٣، عج، ٩، عج، ١٠؛ ٢٧:٥، عج؛ ٣١:١-٦، عج؛ ٤٢:١٢-١٥ .
جبْل صغارنا
١٣، ١٤ (أ) متى ينبغي ان يبتدئ الوالدون بجبْل اولادهم، وأية عاقبة تنتظرهم؟ (ب) اية نتائج سعيدة يمكن ان تذكروها؟
١٣ يمكن ان يساهم الوالدون في جبْل صغارهم منذ الطفولية، مما يجعل الاحداث يصيرون محافظين على الاستقامة رائعين. (٢ تيموثاوس ٣:١٤، ١٥) وهذا ما صحّ حتى عندما كانت الامتحانات شديدة. فعندما كان الاضطهاد في ذروته في احد البلدان الافريقية منذ عدة سنوات، كانت عائلة هي اهل للثقة تهتم بطبع برج المراقبة سرًّا في كوخ في الفناء الخلفي. وذات يوم، كان جنود يسيرون في الشارع، ذاهبين من بيت الى بيت ليبحثوا عن شبان من اجل التجنيد في الجيش. وكانت لا تزال الفرصة سانحة للشابَّين في هذه العائلة ان يختبئا. ولكن كان بحث الجنود سيؤدي بالتأكيد الى فضح امر المطبعة، مما يمكن ان يؤدي الى تعذيب او ربما قتل العائلة بأسرها. فما العمل؟ دون تردد، تكلم الشابان بجرأة، مقتبسَين يوحنا ١٥:١٣: «ليس لأحد محبة اعظم من هذه: ان يبذل احد نفسه عن اصدقائه». وأصرَّا ان يبقيا في غرفة الجلوس. صحيح ان الجنود كانوا سيجدونهما ولا شك انهم كانوا سيعذِّبونهما او حتى يقتلونهما عندما يرفضان التجند، ولكنهم لن يُكملوا البحث. وبذلك لن تُكتشَف المطبعة وسينجو اعضاء العائلة الآخرون. لكنَّ النتيجة كانت رائعة. فقد تجاوز الجنود هذا المنزل ليذهبوا الى المنازل الاخرى. فنجت هذه الآنية المجبولة لاستعمال كريم مع المطبعة، واستمروا يطبعون الطعام الروحي في حينه. وأحد هذين الشابَّين مع اخته يخدمان الآن في بيت ايل؛ وهو لا يزال يشغِّل المطبعة القديمة.
١٤ ويمكن تعليم الصغار كيف يصلّون، واللّٰه سيستجيب صلواتهم. ومثال بارز لذلك هو ما حدث خلال مذابح رواندا. فعندما هيَّأ الثوّار فتاة في السادسة من عمرها مع والدَيها لإعدامهم بواسطة قنبلة يدوية، صلّت الفتاة بحرارة بصوت عالٍ طالبة ان يُعفى عنهم لكي يخدموا يهوه اكثر. فتأثر الذين كانوا سيقتلونهم وعفوا عنهم، قائلين: «لا نستطيع ان نقتلكم بسبب هذه الفتاة الصغيرة». — ١ بطرس ٣:١٢.
١٥ من اية تأثيرات مفسِدة حذَّر بولس؟
١٥ ان معظم صغارنا لا يواجهون ظروفا صعبة كالموصوفة اعلاه، لكنهم يواجهون امتحانات كثيرة في المدرسة والمجتمع الفاسد اليوم: اللغة البذيئة، الفن الاباحي، التسلية المنحطة، وضغط النظير للاشتراك في الممارسات الخاطئة، وهذه كلها متفشية في اماكن كثيرة. وقد حذَّر الرسول بولس تكرارا من هذه التأثيرات. — ١ كورنثوس ٥:٦؛ ١٥:٣٣، ٣٤؛ افسس ٥:٣-٧.
١٦ كيف يمكن ان يصير الشخص اناء لاستعمال كريم؟
١٦ بعد الاشارة الى آنية يُحفَظ «بعضها لغرض كريم وبعضها لغرض مَهين»، يقول بولس: «فإن بقي احد بعيدا عن هذه الاخيرة، يكون اناء لغرض كريم، مقدسا، نافعا لمالكه، مهيأ لكل عمل صالح». فلنشجِّع احداثنا على مراقبة معاشراتهم. و‹ليهربوا من الشهوات الشبابية، ويسعوا في اثر البر والايمان والمحبة والسلام، مع الذين يدعون الرب من قلب طاهر›. (٢ تيموثاوس ٢:٢٠-٢٢) والبرنامج العائلي ‹لبناء بعضنا بعضا› لا يُثمَّن في جبْل احداثنا. (١ تسالونيكي ٥:١١؛ امثال ٢٢:٦) وقراءة الكتاب المقدس ودرسه يوميا باستخدام مطبوعات الجمعية الملائمة هما مساعد فعّال.
جبْل الجميع
١٧ كيف يجبلنا التأديب، وبأية عاقبة مفرحة؟
١٧ من اجل جبْلنا، يعطي يهوه المشورة من كلمته وبواسطة هيئته. فلا تقاوموا هذه المشورة الالهية. تجاوبوا معها بحكمة، ودعوها تصوغكم من اجل استعمال كريم من يهوه. تنصح الامثال ٣:١١، ١٢: «يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تكره توبيخه. لأن الذي يحبه الرب يؤدبه وكأب بابن يُسر به». وتزوَّد مشورة ابوية اضافية في العبرانيين ١٢:٦-١١: «الذي يحبه يهوه يؤدبه . . . صحيح ان كل تأديب لا يبدو في الحاضر مفرحا، بل محزنا؛ ولكنه بعد ذلك يعطي من تدرَّب به ثمر سلام، اي برًّا». ولا شك ان القناة الرئيسية لهذا التأديب هي كلمة اللّٰه الموحى بها. — ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧.
١٨ ماذا نتعلم عن التوبة من لوقا الاصحاح ١٥؟
١٨ يهوه رحيم ايضا. (خروج ٣٤:٦) فهو يمنح الغفران عند التوبة القلبية حتى عن اخطر الخطايا. وحتى ‹الضالون› العصريون يمكن ان يُجبَلوا ليصيروا آنية لاستعمال كريم. (لوقا ١٥:٢٢-٢٤، ٣٢) صحيح ان خطايانا قد لا تكون خطيرة كخطايا الابن الضال، لكنَّ تجاوبنا بتواضع مع مشورة الاسفار المقدسة سيجعلنا دائما نُجبَل لنصير آنية لاستعمال كريم.
١٩ كيف يمكننا ان نستمر في ان نكون آنية لاستعمال كريم بين يدَي يهوه؟
١٩ عندما ابتدأنا نتعلم الحق، كنا على استعداد لأن ندع يهوه يصوغنا. فقد هجرنا طرق العالم وابتدأنا نلبس الشخصية الجديدة وصرنا مسيحيين منتذرين معتمدين. وأطعنا المشورة في افسس ٤:٢٠-٢٤، اذ ‹طرحنا الشخصية القديمة التي تشاكل سيرتنا السابقة مع شهواتها الخادعة، ولبسنا الشخصية الجديدة التي خُلقَت بحسب مشيئة اللّٰه في البر والولاء الحقيقيَّين›. فلنستمر افراديا في ان نكون طيِّعين بين يدَي الخزَّاف العظيم يهوه، اذ نكون دائما آنية لاستعماله الكريم!
-
-
كنزنا في آنية فخاريةبرج المراقبة ١٩٩٩ | ١ شباط (فبراير)
-
-
كنزنا في آنية فخارية
«لنا هذا الكنز في آنية فخارية، لتكون القدرة التي تفوق ما هو عادي للّٰه لا منا». — ٢ كورنثوس ٤:٧.
١ كيف ينبغي ان يشجِّعنا مثال يسوع؟
فيما كان يسوع يُجبَل بين يدَي يهوه هنا على الارض، لمسَ لمْس اليد ضعفات البشر. فكم هو مشجِّع لنا مثاله في المحافظة على الاستقامة! يقول لنا الرسول: «الواقع هو انكم لهذا المسلك دُعيتم، لأنه حتى المسيح تألم لأجلكم، تاركا لكم قدوة لتتَّبعوا خطواته بدقة». (١ بطرس ٢:٢١) وإذ خضع يسوع لهذا الجبْل، انتصر على العالم. وأعطى الجرأة لرسله ليغلبوا العالم هم ايضا. (اعمال ٤:١٣، ٣١؛ ٩:٢٧، ٢٨؛ ١٤:٣؛ ١٩:٨) وما اعظم التشجيع الذي اعطاه في اختتام حديثه الاخير معهم! قال: «قلت لكم هذا ليكون لكم بي سلام. في العالم تعانون ضيقا، ولكن تشجَّعوا! انا قد غلبت العالم». — يوحنا ١٦:٣٣.
٢ اية انارة لدينا بالتباين مع عمى العالم؟
٢ وكذلك، بعد ان قارن الرسول بولس بين العمى الذي يجلبه «اله نظام الاشياء هذا» و«انارة البشارة المجيدة»، قال عن خدمتنا الثمينة: «لنا هذا الكنز في آنية فخارية، لتكون القدرة التي تفوق ما هو عادي للّٰه لا منا. من كل وجه يُضيَّق علينا، لكن لسنا محصورين؛ حائرون لكن ليس مطلقا دون منفذ؛ مضطهَدون لكن غير مخذولين؛ مطروحون لكن غير هالكين». (٢ كورنثوس ٤:٤، ٧-٩) فرغم اننا «آنية فخارية» ضعيفة، جبلنا اللّٰه بواسطة روحه بطريقة تمكِّننا من الانتصار تماما على عالم الشيطان. — روما ٨:٣٥-٣٩؛ ١ كورنثوس ١٥:٥٧.
جبْل اسرائيل القديمة
٣ كيف وصف اشعياء جبْل امة اسرائيل؟
٣ لا يجبل اللّٰه افرادا فحسب بل امما بكاملها ايضا. مثلا، كانت امة اسرائيل القديمة تشهد الازدهار عندما كانت تخضع لجبْل يهوه. ولكنها تقسَّت بعدئذ وسلكت طريق العصيان. فجلب جابلها ‹الويل› عليها. (اشعياء ٤٥:٩) وفي القرن الثامن قبل الميلاد، قال اشعياء ليهوه عن فداحة خطيتهم: «يا رب انت ابونا. نحن الطين وأنت جابلنا وكلنا عمل يديك. . . . كل مشتهياتنا صارت خرابا». (اشعياء ٦٤:٨-١١) فقد جُبلَت اسرائيل كآنية لا تصلح إلا للهلاك.
٤ ايّ ايضاح مثَّله ارميا؟
٤ بعد قرن، فيما كان يوم الحساب يدنو، قال يهوه لإرميا ان يأخذ ابريقا من فخار ويذهب مع بعض شيوخ اورشليم الى وادي ابن هنوم، وأوصاه: «تكسر الابريق امام اعين القوم الذين يسيرون معك وتقول لهم. هكذا قال رب الجنود. هكذا أكسر هذا الشعب وهذه المدينة كما يُكسر وعاء الفخاري بحيث لا يمكن جبره بعد». — ارميا ١٩:١٠، ١١.
٥ ما مدى دينونة يهوه على اسرائيل؟
٥ وفي سنة ٦٠٧ قم، خرَّب نبوخذنصر اورشليم وهيكلها وأخذ اليهود الناجين الى الاسر في بابل. وبعد ٧٠ سنة من السبي، تمكَّن اليهود التائبون من العودة لإعادة بناء اورشليم وهيكلها. (ارميا ٢٥:١١) ولكن بحلول القرن الاول الميلادي، كانت الامة قد هجرت من جديد الخزَّاف العظيم. وانحطت الى درجة ارتكاب افظع جريمة، جريمة قتل ابن اللّٰه. وفي سنة ٧٠ بم، استخدم اللّٰه الدولة العالمية الرومانية كمنفِّذ لأحكامه لمحو نظام الاشياء اليهودي، بتدمير اورشليم وهيكلها. ولم تكن امة اسرائيل لتُجبَل مرة ثانية بين يدَي يهوه كشيء ‹مقدس وجميل›.a
جبْل امة روحية
٦، ٧ (أ) كيف يصف بولس جبْل اسرائيل الروحي؟ (ب) ما هو العدد الكامل ‹لآنية الرحمة›، وممَّن تألف؟
٦ ان اليهود الذين قبلوا يسوع جُبلوا كأعضاء يشكِّلون الاساس لأمة جديدة، «اسرائيل اللّٰه» الروحي. (غلاطية ٦:١٦) فما اصحّ كلمات بولس: «أَوليس للخزَّاف سلطة على الطين ان يصنع من كتلة واحدة اناء لاستعمال كريم وآخر لاستعمال مَهين؟ . . . اللّٰه وهو يشاء ان يُظهِر سخطه ويُعرِّف بقدرته، احتمل بطول اناة كثيرة وجود آنية سخط مستأهلة الهلاك، لكي يُعرِّف بغنى مجده على آنية رحمة سبق فهيأها للمجد». — روما ٩:٢١-٢٣.
٧ ولاحقا، قال يسوع المُقام ان عدد «آنية الرحمة» هذه سيكون ٠٠٠,١٤٤. (كشف ٧:٤؛ ١٤:١) وبما ان هذا العدد بكامله لم يأتِ من اسرائيل الطبيعي، وسَّع يهوه رحمته لتشمل اشخاصا من الامم. (روما ١١:٢٥، ٢٦) وقد نمت الجماعة المسيحية الحديثة العهد بسرعة. ففي غضون ٣٠ سنة، «كُرز» بالبشارة «في كل الخليقة التي تحت السماء». (كولوسي ١:٢٣) وهذا ما استدعى وضع جماعات محلية عديدة مشتتة تحت اشراف ملائم.
٨ ممَّن تألفت الهيئة الحاكمة الاولى، وكيف تغيرت بنية هذه الهيئة؟
٨ كان يسوع قد هيأ ١٢ رسولا ليصيروا الهيئة الحاكمة الاولى، مدرِّبا اياهم وآخرين ايضا على الخدمة. (لوقا ٨:١؛ ٩:١، ٢؛ ١٠:١، ٢) وفي يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، تأسست الجماعة المسيحية، وبعد فترة توسَّعت هيئتها الحاكمة لتشمل «الرسل والشيوخ في اورشليم». ويبدو ان يعقوب اخا يسوع من امه كان العريف لفترة طويلة، رغم انه لم يكن هو نفسه من الرسل. (اعمال ١٢:١٧؛ ١٥:٢، ٦، ١٣؛ ٢١:١٨) وبحسب المؤرخ اوسابيوس، استهدف الاضطهاد الرسل خصوصا فتشتتوا الى مقاطعات اخرى. فعُدِّلت بنية الهيئة الحاكمة حسبما اقتضت الظروف.
٩ ايّ تطور محزن انبأ يسوع بحدوثه؟
٩ نحو نهاية القرن الاول، ابتدأ ‹العدو ابليس يزرع الزوان› بين ورثة «ملكوت السموات» المشبهين بالحنطة. وكان يسوع قد تنبأ ان هذا التطور المحزن سيستمر حتى وقت الحصاد عند «اختتام نظام الاشياء». عندئذ يعود «الابرار» فيسطعون «كالشمس في ملكوت ابيهم». (متى ١٣:٢٤، ٢٥، ٣٧-٤٣) فمتى يكون ذلك؟
جبْل اسرائيل اللّٰه اليوم
١٠، ١١ (أ) كيف جرى الجبْل العصري لاسرائيل اللّٰه؟ (ب) ايّ تباين كان هنالك بين تعاليم العالم المسيحي وتعاليم تلاميذ الكتاب المقدس المخلصين؟
١٠ في سنة ١٨٧٠، اسَّس تشارلز تاز رصل فريقا لدرس الكتاب المقدس في پيتسبورڠ، پنسلڤانيا، الولايات المتحدة الاميركية. وفي سنة ١٨٧٩، ابتدأ ينشر مجلة شهرية تُعرَف اليوم بمجلة برج المراقبة. وسرعان ما ادرك تلاميذ الكتاب المقدس هؤلاء، كما صاروا يُدعَون، ان العالم المسيحي تبنى تعاليم وثنية غير مؤسسة على الاسفار المقدسة، مثل خلود النفس، نار الهاوية، المطهر، اله هو ثالوث، ومعمودية الاطفال.
١١ ولكنَّ الاهم هو ان محبي حق الكتاب المقدس هؤلاء ردوا تعاليم الكتاب المقدس الاساسية، مثل الفداء بواسطة ذبيحة يسوع الفدائية والقيامة الى الحياة الابدية على ارض فردوسية يعمها السلام في ظل حكم ملكوت اللّٰه. وقبل كل شيء، جرى التشديد على تبرئة يهوه اللّٰه الوشيكة بصفته سيد الكون. فتلاميذ الكتاب المقدس آمنوا ان الصلاة الربانية على وشك ان تُستجاب: «ابانا الذي في السموات، ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض». (متى ٦:٩، ١٠) فقد كانوا يُجبَلون بواسطة روح اللّٰه القدس ليصيروا مجتمعا عالميا يضم مسيحيين محبين للسلام.
١٢ كيف صار تلاميذ الكتاب المقدس يدركون مغزى احد التواريخ المهمة؟
١٢ وقد اقتنع تلاميذ الكتاب المقدس من خلال الدرس العميق لدانيال الاصحاح ٤ والنبوات الاخرى ان حضور يسوع كملك مسيّاني لا بد ان يكون وشيكا. وأدركوا ان سنة ١٩١٤ ستكون تاريخ نهاية «الازمنة المعيَّنة للامم». (لوقا ٢١:٢٤؛ حزقيال ٢١:٢٦، ٢٧) وسرعان ما وسَّعوا نشاطهم، مشكِّلين صفوفا للكتاب المقدس (دُعيت لاحقا جماعات) في كل انحاء الولايات المتحدة. وبحلول بداية القرن العشرين، كان عملهم لتعليم الكتاب المقدس يتوسع ليبلغ اوروپا وأوستراليا وجزر المحيط الهادئ. وأصبح التنظيم الجيد ضروريا.
١٣ ايّ وضع شرعي حصل عليه تلاميذ الكتاب المقدس، وأية خدمة بارزة قدمها رئيس الجمعية الاول؟
١٣ ولكي يكون وضعهم شرعيا، تسجَّلت جمعية برج مراقبة زيون للكراريس سنة ١٨٨٤ في الولايات المتحدة. وكان المركز الرئيسي في پتسبورڠ، پنسلڤانيا. وخدم مديروها كهيئة حاكمة مركزية، مشرفين على الكرازة العالمية بملكوت اللّٰه. وكتب تشارلز ت. رصل، اول رئيس للجمعية، ستة مجلدات من دروس في الاسفار المقدسة وقام برحلات تبشيرية واسعة. وتبرع ايضا لعمل الملكوت العالمي بالثروة التي جمعها قبل ابتداء دروسه في الكتاب المقدس. وفي سنة ١٩١٦، فيما الحرب العظمى مستعرة في اوروپا، مات الاخ رصل المُنهَك القوى خلال جولة كرازية. وكان قد بذل كل موارده وطاقته من اجل توسع الشهادة عن ملكوت اللّٰه.
١٤ كيف ‹جاهد› ج. ف. رذرفورد «الجهاد الحسن»؟ (٢ تيموثاوس ٤:٧)
١٤ صار جوزيف ف. رذرفورد، الذي عمل مؤقتا كقاضٍ في ميسّوري، الرئيس التالي. ونتيجة دفاعه بجرأة عن حق الكتاب المقدس، وحَّد رجال دين العالم المسيحي والسياسيون جهودهم ‹لاختلاق الاثم بواسطة القانون›. وفي ٢١ حزيران (يونيو) ١٩١٨، سُجن الاخ رذرفورد مع سبعة آخرين من تلاميذ الكتاب المقدس البارزين. وقد حُكم على كلّ واحد منهم بعدد من العقوبات المتزامنة التنفيذ التي تبلغ مدة كلٍّ منها ١٠ او ٢٠ سنة. وقد ردّ تلاميذ الكتاب المقدس الهجوم بهجوم آخر. (مزمور ٩٤:٢٠، عج؛ فيلبي ١:٧) فقد استأنفوا الحكم فأُطلق سراحهم في ٢٦ آذار (مارس) ١٩١٩، ولاحقا بُرِّئوا كاملا من التهمة الباطلة للتحريض على الفتنة.b وما جرى لهم ساهم في جبلهم ليصيروا مؤيدين شجعانا للحق. وبمساعدة يهوه، فعلوا كل ما في وسعهم لينتصروا في الحرب الروحية لإعلان البشارة رغم مقاومة بابل العظيمة. وهذه الحرب لا تزال تدور رحاها حتى سنة ١٩٩٩ هذه. — قارنوا متى الاصحاح ٢٣؛ يوحنا ٨:٣٨-٤٧.
١٥ لماذا كانت سنة ١٩٣١ مهمة تاريخيا؟
١٥ خلال عشرينات وثلاثينات هذا القرن، ظل اسرائيل اللّٰه الممسوحون يُجبَلون تحت توجيه الخزَّاف العظيم. وقد اشرق النور النبوي من الاسفار المقدسة وأعطى الاكرام ليهوه وركَّز على ملكوت يسوع المسيّاني. وفي سنة ١٩٣١، ابتهج تلاميذ الكتاب المقدس عندما اتَّخذوا شهود يهوه اسما جديدا لهم. — اشعياء ٤٣:١٠-١٢؛ متى ٦:٩، ١٠؛ ٢٤:١٤.
١٦ والاطار في الصفحة ١٩. متى اكتمل عدد الـ ٠٠٠,١٤٤، وما هو الدليل على ذلك؟
١٦ وفي ثلاثينات هذا القرن، بدا ان عدد ‹المدعوين والمختارين والامناء› الـ ٠٠٠,١٤٤ قد اكتمل. (كشف ١٧:١٤؛ انظروا الاطار في الصفحة ١٩.) نحن لا نعرف عدد الممسوحين الذين جُمعوا من القرن الاول ومن بين «الزوان» خلال القرون المظلمة من الارتداد العظيم في العالم المسيحي. ولكن في سنة ١٩٣٥، عبَّر ما مجموعه ٤٦٥,٥٢ ناشرا حول العالم عن رجائهم السماوي بتناول رمزَي الذِّكرى في حين ان ذروة الناشرين كانت ١٥٣,٥٦. فماذا سيكون مصير الكثيرين الذين كانوا سيُجمعون بعد؟
«وإذا جمع كثير»
١٧ ايّ تطور تاريخي حدث سنة ١٩٣٥؟
١٧ في محفل عُقد من ٣٠ ايار (مايو) الى ٣ حزيران (يونيو) ١٩٣٥، في واشنطن دي. سي.، الولايات المتحدة الاميركية، القى الاخ رذرفورد خطابا بارزا بعنوان «الجمع الكثير». وهذا الفريق، الذي «لم يستطع احد ان يعدّه» كان سيظهر عندما يشرف ختم الـ ٠٠٠,١٤٤ من اسرائيل الروحي على نهايته. وهؤلاء ايضا كانوا سيمارسون الايمان بقدرة «دم الحمل» يسوع على الفداء، وسيؤدون خدمة مقدسة في ترتيب هيكل يهوه للعبادة. وكفريق، كانوا سينجون «من الضيق العظيم» ليرثوا فردوسا ارضيا حيث «الموت لا يكون في ما بعد». ولعدة سنوات قبل هذا المحفل، كان يُشار الى هذا الفريق باسم اليونادابيين. — كشف ٧:٩-١٧؛ ٢١:٤؛ ارميا ٣٥:١٠.
١٨ كيف كانت سنة ١٩٣٨ سنة حاسمة؟
١٨ كانت سنة ١٩٣٨ سنة حاسمة في تحديد هوية الصفَّين بوضوح. فقد اوردت مجلة برج المراقبة في عددَيها ١٥ آذار (مارس) و ١ نيسان (ابريل) ١٩٣٨ الدرس المؤلف من جزءين بعنوان «رعيته»، الذي اوضح ما هو مكان البقية الممسوحة ومكان عشرائهم، الجمع الكثير. وتضمن عددَا ١ و ١٥ حزيران (يونيو) مقالات درس عن «الهيئة» مؤسسة على اشعياء ٦٠:١٧. وطُلب من كل الجماعات ان تطلب من الهيئة الحاكمة تعيين خدام محليين، مما ادخل ترتيبا ثيوقراطيا افضل معطى من اللّٰه. وهذا ما فعلته الجماعات.
١٩ والحاشية. اية وقائع تؤكد ان الدعوة العامة ‹للخراف الاخر› مفتوحة منذ اكثر من ٦٠ سنة؟
١٩ ذكر التقرير في الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٣٩: «ان عدد أتباع المسيح يسوع الممسوحين الذين هم الآن على الارض هو قليل، ولن يكون اكبر ابدا. وهم يُدعون في الاسفار المقدسة ‹البقية› من نسل صهيون، هيئة اللّٰه. (كشف ١٢:١٧) أما الآن فإن الرب يجمع لنفسه ‹خرافه الاخر›، الذين سيؤلفون ‹الجمع الكثير›. (يوحنا ١٠:١٦) والذين يُجمعون الآن هم عشراء البقية ويعملون جنبا الى جنب معهم. ومن الآن فصاعدا سيزداد الذين يؤلفون ‹الخراف الاخر› في العدد حتى يُجمع ‹الجمع الكثير›». وقد جُبلت البقية الممسوحة للاعتناء بتجميع الجمع الكثير. وهؤلاء ايضا يجب ان يُجبَلوا الآن.c
٢٠ اية تغييرات تنظيمية حصلت منذ سنة ١٩٤٢؟
٢٠ في كانون الثاني (يناير) ١٩٤٢، عندما كانت الحرب العالمية الثانية محتدمة، مات جوزيف رذرفورد وخلفه ناثان نور كرئيس. ويجري تذكر رئيس الجمعية الثالث بإعزاز لتأسيسه المدارس الثيوقراطية في الجماعات ومدرسة جلعاد لتدريب المرسلين. وقد اعلن في اجتماع الجمعية السنوي سنة ١٩٤٤ ان ميثاق الجمعية نُقِّح بحيث تكون العضوية مؤسسة على الروحيات، لا على التبرعات المادية. وخلال السنوات الـ ٣٠ التالية، ازداد عدد العمال في الحقل حول العالم من ٢٩٩,١٥٦ الى ٢٥٦,١٧٩,٢. وخلال السنوات ١٩٧١-١٩٧٥ كانت هنالك حاجة الى المزيد من التغييرات التنظيمية. فلم يعد بإمكان شخص واحد يخدم كرئيس ان يشرف اشرافا دقيقا على عمل الملكوت العالمي النطاق. فصار هنالك تناوب على مركز العريف، وجرت زيادة اعضاء الهيئة الحاكمة الى ١٨ عضوا ممسوحا. وحتى الآن، انهى نصفهم تقريبا مسلكهم على الارض.
٢١ ماذا اهَّل اعضاء القطيع الصغير للملكوت؟
٢١ لقد جُبلت البقية من القطيع الصغير خلال عقود من المحن. وهم يملكون الشجاعة لأنهم نالوا على نحو لا يرقى اليه الشك ‹شهادة الروح›. قال لهم يسوع: «انتم من التصق بي في محني؛ وأنا اصنع معكم عهدا، كما صنع ابي معي عهدا، لملكوت، لكي تأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على عروش لتدينوا اسباط اسرائيل الاثني عشر». — روما ٨:١٦، ١٧؛ لوقا ١٢:٣٢؛ ٢٢:٢٨-٣٠.
٢٢، ٢٣ كيف يُجبَل القطيع الصغير والخراف الاخر؟
٢٢ اذ يتناقص عدد البقية الممسوحة بالروح على الارض، أُوكل الاشراف الروحي الى اخوة ناضجين من الجمع الكثير في كل الجماعات تقريبا حول العالم. وعندما ينهي آخر الشهود الممسوحين المسنين مسلكهم الارضي، يكون الرؤساء (بالعبرانية، الساريم) من الخراف الاخر قد تدرَّبوا جيدا لينجزوا مهماتهم الادارية بصفتهم صف الرئيس على الارض. — حزقيال ٤٤:٣؛ اشعياء ٣٢:١، عج.
٢٣ لا يزال القطيع الصغير والخراف الاخر يُجبَلون كآنية لاستعمال كريم. (يوحنا ١٠:١٤-١٦) وسواء كان رجاؤنا العيش في ‹السموات الجديدة› ام في ‹الارض الجديدة›، فلنتجاوب من كل القلب مع دعوة يهوه: «افرحوا وابتهجوا الى الابد في ما انا خالق لأني هأنذا خالق اورشليم [السماوية] بهجة وشعبها فرحا». (اشعياء ٦٥:١٧، ١٨) فلنخدم نحن البشر الضعفاء بتواضع دائما، اذ نُجبَل بواسطة «القدرة التي تفوق ما هو عادي» — قوة اللّٰه، الروح القدس! — ٢ كورنثوس ٤:٧؛ يوحنا ١٦:١٣.
-