-
لنقدِّر يهوه، الخزاف العظيمبرج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٦ | حزيران (يونيو)
-
-
لِنُقَدِّرْ يَهْوَهَ، ٱلْخَزَّافَ ٱلْعَظِيمَ
«يَا يَهْوَهُ، . . . أَنْتَ ٱلْخَزَّافُ، وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ». — اش ٦٤:٨.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٨٩، ٢٦
١ لِمَاذَا يَهْوَهُ هُوَ ٱلْخَزَّافُ ٱلْأَعْظَمُ؟
فِي تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ٢٠١٠، عُرِضَتْ لِلْبَيْعِ فِي مَزَادٍ بِمَدِينَةِ لَنْدَنَ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ مَزْهَرِيَّةٌ مِنَ ٱلْخَزَفِ ٱلصِّينِيِّ تَعُودُ إِلَى ٱلْقَرْنِ ٱلـ ١٨. وَقَدْ وَصَلَ ٱلثَّمَنُ ٱلْمَعْرُوضُ لِشِرَائِهَا إِلَى ٧٠ مَلْيُونَ دُولَارٍ أَمِيرْكِيٍّ تَقْرِيبًا. أَفَلَيْسَ مُدْهِشًا أَنْ يَصْنَعَ ٱلْخَزَّافُ تُحْفَةً جَمِيلَةً وَثَمِينَةً مِنْ مَادَّةٍ عَادِيَّةٍ وَرَخِيصَةٍ كَٱلطِّينِ؟! وَلٰكِنْ، مَا مِنْ خَزَّافٍ بَشَرِيٍّ يُمْكِنُ أَنْ يُقَارَنَ بِيَهْوَهَ. فَفِي آخِرِ ٱلْيَوْمِ ٱلْخَلْقِيِّ ٱلسَّادِسِ، خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلرَّجُلَ ٱلْأَوَّلَ آدَمَ. وَقَدْ جَبَلَهُ إِنْسَانًا كَامِلًا «مِنْ تُرَابِ ٱلْأَرْضِ»، أَيْ مِنَ ٱلطِّينِ، وَأَعْطَاهُ ٱلْمَقْدِرَةَ أَنْ يَعْكِسَ صِفَاتِهِ. (تك ٢:٧) لِذٰلِكَ دُعِيَ هٰذَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ «ٱبْنَ ٱللّٰهِ». — لو ٣:٣٨.
٢، ٣ كَيْفَ نَتَبَنَّى مَوْقِفَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلتَّائِبِينَ؟
٢ غَيْرَ أَنَّ آدَمَ خَسِرَ هٰذِهِ ٱلْعَلَاقَةَ عِنْدَمَا تَمَرَّدَ عَلَى خَالِقِهِ. وَلٰكِنْ عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ، ٱخْتَارَتْ «سَحَابَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا» مِنْ بَنِي آدَمَ تَأْيِيدَ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ. (عب ١٢:١) وَبِإِطَاعَةِ خَالِقِهِمْ بِتَوَاضُعٍ، أَظْهَرُوا أَنَّهُمُ ٱخْتَارُوهُ هُوَ، لَا ٱلشَّيْطَانَ، أَبًا لَهُمْ وَخَزَّافًا. (يو ٨:٤٤) وَيُذَكِّرُنَا وَلَاؤُهُمْ لِلّٰهِ بِمَا قَالَهُ إِشَعْيَا عَنْ لِسَانِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلتَّائِبِينَ: «يَا يَهْوَهُ، أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ ٱلطِّينُ وَأَنْتَ ٱلْخَزَّافُ، وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ». — اش ٦٤:٨.
٣ وَكَأُولٰئِكَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، يَسْعَى ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلْيَوْمَ بِجِدٍّ لِيَكُونُوا مُتَوَاضِعِينَ وَطَائِعِينَ. فَيُشَرِّفُهُمْ أَنْ يَدْعُوا يَهْوَهَ أَبَاهُمْ وَيَخْضَعُوا لَهُ بِصِفَتِهِ ٱلْخَزَّافَ ٱلْعَظِيمَ. فَهَلْ تَعْتَبِرُ نَفْسَكَ عَجِينَةً طَيِّعَةً بَيْنَ يَدَيِ ٱللّٰهِ، وَتَقْبَلُ أَنْ يَجْبُلَكَ وَيَصُوغَكَ إِنَاءً كَرِيمًا فِي نَظَرِهِ؟ وَهَلْ تَعْتَبِرُ إِخْوَتَكَ وَأَخَوَاتِكَ أَيْضًا آنِيَةً غَيْرَ مُكْتَمِلَةٍ يَجْبُلُهَا ٱللّٰهُ ٱلْآنَ؟ لِمُسَاعَدَتِنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ، سَنَتَأَمَّلُ فِي ثَلَاثِ نَوَاحٍ يَشْمُلُهَا عَمَلُ يَهْوَهَ كَخَزَّافٍ: (١) عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَخْتَارُ ٱلْآنِيَةَ ٱلَّتِي يَصُوغُهَا؟ (٢) لِمَ يَصُوغُهَا؟ وَ (٣) كَيْفَ يَفْعَلُ ذٰلِكَ؟
يَهْوَهُ يَخْتَارُ ٱلْآنِيَةَ ٱلَّتِي يَصُوغُهَا
٤ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَخْتَارُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ يَجْتَذِبُهُمْ إِلَيْهِ؟ أَعْطِ أَمْثِلَةً.
٤ لَا يَهْتَمُّ يَهْوَهُ بِٱلْمَظْهَرِ ٱلْخَارِجِيِّ حِينَ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْبَشَرِ. بَلْ يَفْحَصُ بِٱلْأَحْرَى ٱلْقَلْبَ، أَيِ ٱلْإِنْسَانَ ٱلدَّاخِلِيَّ. (اقرأ ١ صموئيل ١٦:٧ب.) وَظَهَرَ ذٰلِكَ بِوُضُوحٍ عِنْدَمَا شَكَّلَ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ. فَقَدِ ٱجْتَذَبَ إِلَيْهِ وَإِلَى ٱبْنِهِ أَشْخَاصًا عَدِيدِينَ ٱعْتَبَرَهُمُ ٱلْبَعْضُ بِلَا قِيمَةٍ. (يو ٦:٤٤) وَأَحَدُ هٰؤُلَاءِ فَرِّيسِيٌّ ٱسْمُهُ شَاوُلُ، كَانَ «مُجَدِّفًا وَمُضْطَهِدًا وَوَقِحًا». (١ تي ١:١٣) لٰكِنَّ «فَاحِصَ ٱلْقُلُوبِ» لَمْ يَعْتَبِرْهُ كُتْلَةَ طِينٍ بِلَا نَفْعٍ. (ام ١٧:٣) بَلْ رَأَى ٱلْإِمْكَانِيَّةَ أَنْ يَجْعَلَ مِنْهُ ‹إِنَاءً مُخْتَارًا› كَرِيمًا لِيُوصِلَ ٱلْبِشَارَةَ «إِلَى ٱلْأُمَمِ وَٱلْمُلُوكِ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ». (اع ٩:١٥) كَذٰلِكَ رَأَى ٱللّٰهُ فِي أَشْخَاصٍ سِكِّيرِينَ وَعَاهِرِينَ وَسَارِقِينَ ٱلْإِمْكَانِيَّةَ أَنْ يُصْبِحُوا آنِيَةً «لِٱسْتِعْمَالٍ كَرِيمٍ». (رو ٩:٢١؛ ١ كو ٦:٩-١١) فَفِيمَا نَالُوا ٱلْمَعْرِفَةَ ٱلدَّقِيقَةَ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، نَمَا إِيمَانُهُمْ بِهِ وَقَبِلُوا أَنْ يَصُوغَهُمْ.
٥، ٦ كَيْفَ تَنْعَكِسُ ثِقَتُنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْخَزَّافُ ٱلْعَظِيمُ عَلَى مَوْقِفِنَا (أ) مِنَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ؟ (ب) مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا؟
٥ وَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِمَّا تَقَدَّمَ؟ إِذَا وَثِقْنَا أَنَّ يَهْوَهَ يَقْرَأُ ٱلْقُلُوبَ وَهُوَ مَنْ يَخْتَارُ ٱلَّذِينَ يَجْتَذِبُهُمْ، فَلَنْ نَحْكُمَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ، لَا فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ وَلَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ كَيْفَ كَانَ رَجُلٌ ٱسْمُهُ مَايْكِل يَتَصَرَّفُ حِينَ يَزُورُهُ شُهُودُ يَهْوَهَ. يَتَذَكَّرُ: «كُنْتُ أُغْلِقُ ٱلْبَابَ فِي وَجْهِهِمْ وَأَتَجَاهَلُهُمْ. كُنْتُ فَظًّا بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ! وَلٰكِنْ لَاحِقًا، نَشَأَ وَضْعٌ مُخْتَلِفٌ. فَقَدِ ٱلْتَقَيْتُ بِعَائِلَةٍ نَالَتْ إِعْجَابِي بِسَبَبِ سُلُوكِهَا ٱلْحَسَنِ. وَكَمْ تَفَاجَأْتُ حِينَ عَلِمْتُ فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ أَنَّهُمْ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ! لٰكِنَّ سُلُوكَهُمْ دَفَعَنِي أَنْ أُعِيدَ ٱلنَّظَرَ فِي مَوْقِفِي. وَسُرْعَانَ مَا أَدْرَكْتُ أَنَّ تَحَامُلِي أَسَاسُهُ ٱلْجَهْلُ وَٱلْإِشَاعَاتُ، لَا ٱلْوَقَائِعُ». وَلِمَعْرِفَةِ ٱلْحَقِيقَةِ، قَبِلَ مَايْكِل دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَبَعْدَ فَتْرَةٍ، ٱعْتَمَدَ ثُمَّ ٱنْضَمَّ إِلَى صُفُوفِ ٱلْخُدَّامِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.
٦ وَٱعْتِرَافُنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْخَزَّافُ ٱلْعَظِيمُ يَنْعَكِسُ أَيْضًا عَلَى مَوْقِفِنَا مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا. فَنَرَاهُمْ كَمَا يَرَاهُمُ ٱللّٰهُ: آنِيَةً غَيْرَ مُكْتَمِلَةٍ بَيْنَ يَدَيْ جَابِلِهَا. فَهُوَ يَرَى صِفَاتِهِمِ ٱلدَّاخِلِيَّةَ، وَكَيْفَ سَيُصْبِحُونَ بَعْدَ أَنْ يَجْبُلَهُمْ بِيَدَيْهِ ٱلْمَاهِرَتَيْنِ. لِذٰلِكَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ بِإِيجَابِيَّةٍ، وَلَا يُرَكِّزُ عَلَى نَقَائِصِهِمِ ٱلْحَالِيَّةِ. (مز ١٣٠:٣) وَتَمَثُّلًا بِيَهْوَهَ، نَنْظُرُ إِلَى إِخْوَانِنَا نَظْرَةً إِيجَابِيَّةً. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، فِي وِسْعِنَا أَنْ نَتَعَاوَنَ مَعَ ٱلْخَزَّافِ ٱلْعَظِيمِ حِينَ نُسَاعِدُهُمْ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا. (١ تس ٥:١٤، ١٥) وَعَلَى ٱلشُّيُوخِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يَأْخُذُوا ٱلْقِيَادَةَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. — اف ٤:٨، ١١-١٣.
لِمَ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ؟
٧ لِمَاذَا تُقَدِّرُ تَأْدِيبَ يَهْوَهَ؟
٧ هَلْ سَمِعْتَ أَحَدًا يَقُولُ: ‹لَمْ أُقَدِّرْ كَامِلًا قِيمَةَ ٱلتَّأْدِيبِ ٱلَّذِي تَلَقَّيْتُهُ مِنْ وَالِدَيَّ حَتَّى صِرْتُ أَبًا أَوْ أُمًّا›؟ فَفِيمَا نَكْتَسِبُ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْخِبْرَةِ فِي ٱلْحَيَاةِ، نَرَى ٱلتَّأْدِيبَ بِمِنْظَارٍ مُخْتَلِفٍ، فَنَعْتَبِرُهُ تَعْبِيرًا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ. (اقرإ العبرانيين ١٢:٥، ٦، ١١.) وَيَهْوَهُ يُحِبُّنَا كَأَوْلَادٍ لَهُ، لِذٰلِكَ يُؤَدِّبُنَا وَيَصُوغُنَا بِصَبْرٍ. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَكُونَ حُكَمَاءَ وَسُعَدَاءَ، وَأَنْ نُبَادِلَهُ ٱلْمَحَبَّةَ. (ام ٢٣:١٥) وَلَا يُحِبُّ أَنْ نَتَأَلَّمَ نَتِيجَةَ ٱتِّبَاعِنَا مَسْلَكًا خَاطِئًا، أَوْ أَنْ نُعَانِيَ مَصِيرَ «أَوْلَادِ ٱلسُّخْطِ» نَتِيجَةَ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْرُوثَةِ مِنْ آدَمَ. — اف ٢:٢، ٣.
٨، ٩ بِأَيَّةِ وَسِيلَةٍ يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ، وَكَيْفَ سَيَسْتَمِرُّ فِي تَعْلِيمِنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
٨ حِينَ كُنَّا «أَوْلَادَ ٱلسُّخْطِ»، أَعْرَبْنَا عَنْ صِفَاتٍ عَدِيدَةٍ لَا تُرْضِي ٱللّٰهَ، وَأَحْيَانًا عَنْ صِفَاتٍ وَحْشِيَّةٍ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ جَبَلَنَا، فَتَغَيَّرْنَا وَأَصْبَحْنَا أَشْبَهَ بِٱلْخِرَافِ. (اش ١١:٦-٨؛ كو ٣:٩، ١٠) وَيُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْبِيئَةَ ٱلَّتِي يَجْبُلُنَا فِيهَا يَهْوَهُ هِيَ فِرْدَوْسٌ رُوحِيٌّ تَتَشَكَّلُ مَعَالِمُهُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ. وَفِيهِ نُحِسُّ بِٱلْأَمْنِ وَٱلطُّمَأْنِينَةِ، رَغْمَ أَنَّنَا مُحَاطُونَ بِعَالَمٍ شِرِّيرٍ. كَمَا نَشْعُرُ بِٱلْمَحَبَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ حَتَّى لَوْ تَرَبَّيْنَا فِي عَائِلَاتٍ خَالِيَةٍ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ. (يو ١٣:٣٥) وَنَحْنُ نَتَعَلَّمُ أَيْضًا أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْآخَرِينَ. وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّنَا نَتَعَلَّمُ عَنْ يَهْوَهَ وَنَنْعَمُ بِمَحَبَّتِهِ ٱلْأَبَوِيَّةِ. — يع ٤:٨.
٩ وَفِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، سَنَنْعَمُ بِبَرَكَاتِ ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلرُّوحِيِّ إِلَى ٱلْحَدِّ ٱلْكَامِلِ. كَمَا أَنَّنَا سَنَعِيشُ فِي فِرْدَوْسٍ حَرْفِيٍّ تَحْتَ حُكْمِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. وَلٰكِنْ حَتَّى فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، سَيَسْتَمِرُّ يَهْوَهُ فِي صَوْغِنَا وَتَعْلِيمِنَا إِلَى حَدٍّ يَفُوقُ ٱلْوَصْفَ. (اش ١١:٩) كَمَا أَنَّهُ سَيَجْعَلُ عُقُولَنَا وَأَجْسَادَنَا كَامِلَةً، كَيْ نَسْتَوْعِبَ تَعَالِيمَهُ وَنُطِيعَ إِرْشَادَاتِهِ بِدِقَّةٍ. فَلْنَقْبَلْ دَائِمًا أَنْ يَصُوغَنَا يَهْوَهُ، مُظْهِرِينَ بِٱلتَّالِي أَنَّنَا نَعْتَبِرُ ذٰلِكَ تَعْبِيرًا عَنْ مَحَبَّتِهِ لَنَا. — ام ٣:١١، ١٢.
كَيْفَ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ؟
١٠ كَيْفَ عَكَسَ يَسُوعُ صَبْرَ وَبَرَاعَةَ ٱلْخَزَّافِ ٱلْعَظِيمِ؟
١٠ مِثْلَ ٱلْخَزَّافِ ٱلْبَارِعِ، يَعْرِفُ يَهْوَهُ نَوْعِيَّةَ «ٱلطِّينِ» ٱلَّذِي أَمَامَهُ، وَيَصُوغُهُ عَلَى هٰذَا ٱلْأَسَاسِ. (اقرإ المزمور ١٠٣:١٠-١٤.) فَهُوَ يَتَعَامَلُ مَعَنَا إِفْرَادِيًّا، آخِذًا فِي ٱلِٱعْتِبَارِ ضَعَفَاتِنَا وَحُدُودَنَا وَمَدَى ٱلتَّقَدُّمِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي أَحْرَزْنَاهُ. وَمَوْقِفُ يَهْوَهَ مِنْ خُدَّامِهِ ٱلنَّاقِصِينَ جَسَّدَهُ ٱبْنُهُ يَسُوعُ فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ رُسُلِهِ. فَأَحْيَانًا تَجَادَلَ ٱلرُّسُلُ حَوْلَ مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ. تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَرَاهُمْ يَتَشَاجَرُونَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ. فَمَاذَا تَقُولُ عَنْهُمْ؟ قَدْ لَا تَعْتَبِرُهُمْ «عَجِينَةً» طَرِيَّةً وَطَيِّعَةً. لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهِمْ نَظْرَةً سَلْبِيَّةً. فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ رُسُلَهُ ٱلْأُمَنَاءَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَغَيَّرُوا إِذَا ٱسْتَمَعُوا إِلَى مَشُورَتِهِ ٱلْمُقَدَّمَةِ بِلُطْفٍ وَصَبْرٍ، وَإِذَا ٱتَّبَعُوا مِثَالَهُ فِي ٱلتَّوَاضُعِ. (مر ٩:٣٣-٣٧؛ ١٠:٣٧، ٤١-٤٥؛ لو ٢٢:٢٤-٢٧) وَبِٱلْفِعْلِ، بَعْدَ قِيَامَةِ يَسُوعَ وَسَكْبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، لَمْ يَعُدْ تَرْكِيزُ ٱلرُّسُلِ عَلَى ٱلْمَرْكَزِ أَوِ ٱلْجَاهِ، بَلْ عَلَى ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِمْ. — اع ٥:٤٢.
١١ كَيْفَ أَثْبَتَ دَاوُدُ أَنَّهُ كَٱلْعَجِينَةِ ٱلطَّرِيَّةِ، وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِمِثَالِهِ؟
١١ وَٱلْيَوْمَ، يَصُوغُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ بِصُورَةٍ رَئِيسِيَّةٍ بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ، رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ، وَٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ يُمْكِنُ أَنْ تَصُوغَنَا حِينَ نَقْرَأُهَا وَنَتَأَمَّلُ فِيهَا وَنَسْأَلُ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى تَطْبِيقِهَا. كَتَبَ دَاوُدُ: «أَذْكُرُكَ عَلَى مَضْجَعِي، فِي هُزُعِ ٱللَّيْلِ أَتَأَمَّلُ فِيكَ». (مز ٦٣:٦) وَكَتَبَ أَيْضًا: «أُبَارِكُ يَهْوَهَ ٱلَّذِي نَصَحَنِي. أَيْضًا فِي ٱللَّيَالِي تُقَوِّمُنِي كُلْيَتَايَ». (مز ١٦:٧) فَقَدْ سَمَحَ دَاوُدُ لِلْمَشُورَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ بِأَنْ تَتَغَلْغَلَ فِي كُلْيَتَيْهِ، أَيْ فِي أَعْمَاقِ ذَاتِهِ، وَتَصُوغَ أَفْكَارَهُ وَمَشَاعِرَهُ، حَتَّى حِينَ تَلَقَّى مَشُورَةً قَوِيَّةً. (٢ صم ١٢:١-١٣) فَمَا أَرْوَعَ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ فِي ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلطَّاعَةِ! فَهَلْ تَتَأَمَّلُ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، سَامِحًا لَهَا بِأَنْ تَنْغَرِسَ فِي أَعْمَاقِكَ؟ وَهَلْ فِي وِسْعِكَ أَنْ تَتَحَسَّنَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟ — مز ١:٢، ٣.
١٢، ١٣ كَيْفَ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
١٢ مِنْ جِهَةٍ ثَانِيَةٍ، يُمْكِنُ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنْ يَصُوغَنَا بِأَكْثَرَ مِنْ طَرِيقَةٍ. فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ وَنُنَمِّيَ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ بِأَوْجُهِهِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ. (غل ٥:٢٢، ٢٣) وَٱلْمَحَبَّةُ هِيَ أَحَدُ هٰذِهِ ٱلْأَوْجُهِ. فَنَحْنُ نُحِبُّ ٱللّٰهَ وَنَرْغَبُ فِي أَنْ نُطِيعَهُ وَنَكُونَ «عَجِينَةً» طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْهِ، عَالِمِينَ أَنَّ وَصَايَاهُ لَا تُشَكِّلُ عِبْئًا. كَمَا أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُقَوِّينَا لِئَلَّا نَسْمَحَ لِلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ بِأَنْ يَصُوغَنَا فِي قَالَبِهِ. (اف ٢:٢) لِنَأْخُذْ مَثَلًا ٱلرَّسُولَ بُولُسَ. فَقَدْ تَأَثَّرَ كَثِيرًا فِي شَبَابِهِ بِرُوحِ ٱلْكِبْرِيَاءِ ٱلسَّائِدَةِ بَيْنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودِ. لٰكِنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ سَاعَدَهُ أَنْ يَتَغَيَّرَ. كَتَبَ لَاحِقًا: «إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ بِذَاكَ ٱلَّذِي يَمْنَحُنِي ٱلْقُوَّةَ». (في ٤:١٣) فَلْنَقْتَدِ بِهِ وَنَسْتَمِرَّ فِي طَلَبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَيَهْوَهُ لَنْ يَتَجَاهَلَ صَلَوَاتِنَا ٱلْمُخْلِصَةَ. — مز ١٠:١٧.
يَصُوغُنَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، وَلٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِدَوْرِنَا (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٢، ١٣.)
١٣ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ أَيْضًا عَلَى صَعِيدٍ شَخْصِيٍّ بِوَاسِطَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلنُّظَّارِ. فَإِذَا لَاحَظَ ٱلشُّيُوخُ أَنَّ لَدَيْنَا ضُعْفًا مَا، يُحَاوِلُونَ مُسَاعَدَتَنَا. لٰكِنَّهُمْ لَا يَعْتَمِدُونَ عَلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. (غل ٦:١) بَلْ يُصَلُّونَ إِلَى ٱللّٰهِ بِتَوَاضُعٍ طَلَبًا لِلْبَصِيرَةِ وَٱلْحِكْمَةِ. ثُمَّ يُجْرُونَ بَحْثًا فِي كَلِمَتِهِ وَفِي مَطْبُوعَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ لِيَجِدُوا مَعْلُومَاتٍ تُفِيدُنَا. لِذٰلِكَ، إِذَا ٱقْتَرَبَ إِلَيْكَ ٱلشُّيُوخُ بِلُطْفٍ وَمَحَبَّةٍ، لِيَنْصَحُوكَ بِخُصُوصِ لِبَاسِكَ مَثَلًا، فَتَذَكَّرْ أَنَّ نَصِيحَتَهُمْ تَعْبِيرٌ عَنْ مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ لَكَ. فَٱقْبَلْهَا وَطَبِّقْهَا لِتَسْتَفِيدَ وَتَكُونَ «عَجِينَةً» طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ.
١٤ مَعَ أَنَّ ٱلْخَزَّافَ لَهُ سُلْطَةٌ عَلَى ٱلطِّينِ، كَيْفَ يَحْتَرِمُ يَهْوَهُ إِرَادَتَنَا ٱلْحُرَّةَ؟
١٤ إِنَّ فَهْمَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يَصُوغُنَا يَهْوَهُ بِهَا يُحَسِّنُ عَلَاقَتَنَا بِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَمَوْقِفَنَا مِنَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ نَدْرُسُ مَعَهُمْ. فَٱلْخَزَّافُ لَا يَأْخُذُ كُتْلَةً مِنَ ٱلطِّينِ وَيَبْدَأُ مُبَاشَرَةً بِجَبْلِهَا. بَلْ يُجَهِّزُهَا أَوَّلًا، فَيُزِيلُ مِنْهَا ٱلْحِجَارَةَ وَٱلشَّوَائِبَ ٱلْأُخْرَى. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يُسَاعِدُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ يَصُوغُهُمْ أَنْ يُطَهِّرُوا حَيَاتَهُمْ، إِذْ يَكْشِفُ لَهُمْ مَقَايِيسَهُ ٱلْبَارَّةَ. لٰكِنَّهُ لَا يُجْبِرُهُمْ عَلَى إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ، بَلْ يُرِيدُ أَنْ يَقُومُوا بِهَا عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ. فَيَهْوَهُ لَا يَجْبُلُنَا إِلَّا إِذَا كُنَّا عَجِينَةً قَابِلَةً لِلْجَبْلِ.
١٥، ١٦ كَيْفَ يُظْهِرُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُوغَهُمْ يَهْوَهُ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
١٥ إِلَيْكَ مِثَالَ أُخْتٍ مِنْ أُوسْتْرَالِيَا ٱسْمُهَا تِسِّي. تَرْوِي ٱلْأُخْتُ ٱلَّتِي دَرَسَتْ مَعَهَا: «كَانَتْ تِسِّي تَتَقَبَّلُ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِسُهُولَةٍ، لٰكِنَّهَا لَمْ تُحْرِزْ أَيَّ تَقَدُّمٍ مَلْحُوظٍ، حَتَّى إِنَّهَا لَمْ تَحْضُرِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ. لِذَا بَعْدَمَا فَكَّرْتُ مَلِيًّا فِي ٱلْمَسْأَلَةِ وَصَلَّيْتُ بِشَأْنِهَا، قَرَّرْتُ أَنْ أَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلدَّرْسِ مَعَهَا. عِنْدَئِذٍ حَدَثَتْ مُفَاجَأَةٌ. فَأَثْنَاءَ عَقْدِ ٱلدَّرْسِ، وَكُنْتُ أَنْوِي أَنْ تَكُونَ ٱلْمَرَّةَ ٱلْأَخِيرَةَ، فَتَحَتْ لِي قَلْبَهَا. فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا تَعْتَبِرُ نَفْسَهَا مُرَائِيَةً لِأَنَّهَا تُحِبُّ ٱلْمُقَامَرَةَ، لٰكِنَّهَا قَرَّرَتْ أَنْ تُقْلِعَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْعَادَةِ».
١٦ وَسُرْعَانَ مَا بَدَأَتْ تِسِّي تَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَتُعْرِبُ عَنِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، رَغْمَ ٱلِٱسْتِهْزَاءِ ٱلَّذِي وَاجَهَتْهُ مِنْ رَفِيقَاتِهَا ٱلسَّابِقَاتِ. وَبَعْدَ فَتْرَةٍ، ٱعْتَمَدَتْ وَأَصْبَحَتْ فَاتِحَةً عَادِيَّةً، مَعَ أَنَّ أَوْلَادَهَا كَانُوا صِغَارًا. فَعِنْدَمَا يَبْدَأُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِتَطْهِيرِ حَيَاتِهِمْ بِهَدَفِ إِرْضَاءِ ٱللّٰهِ، يَقْتَرِبُ إِلَيْهِمْ وَيَصُوغُهُمْ آنِيَةً كَرِيمَةً.
١٧ (أ) لِمَ تَرْغَبُ أَنْ يَصُوغَكَ يَهْوَهُ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٧ لَا يَزَالُ بَعْضُ ٱلْخَزَّافِينَ حَتَّى يَوْمِنَا يَصُوغُونَ ٱلطِّينَ بِعِنَايَةٍ بِأَيْدِيهِمْ وَيَصْنَعُونَ مِنْهُ آنِيَةً جَمِيلَةً. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يَصُوغُنَا يَهْوَهُ إِفْرَادِيًّا، إِذْ يُقَدِّمُ لَنَا ٱلنُّصْحَ بِصَبْرٍ وَيُرَاقِبُ رَدَّةَ فِعْلِنَا. (اقرإ المزمور ٣٢:٨.) فَهَلْ تَشْعُرُ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِكَ شَخْصِيًّا، وَتَرَى كَيْفَ يَصُوغُكَ بِعِنَايَةٍ؟ أَيَّةُ صِفَاتٍ سَتُسَاعِدُكَ أَنْ تَبْقَى عَجِينَةً طَرِيَّةً وَطَيِّعَةً بَيْنَ يَدَيْهِ؟ أَيَّةُ مُيُولٍ عَلَيْكَ أَنْ تَتَجَنَّبَهَا لِئَلَّا تَتَصَلَّبَ وَتَتَقَسَّى؟ وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلْوَالِدِينَ أَنْ يَتَعَاوَنُوا مَعَ يَهْوَهَ فِي صَوْغِ أَوْلَادِهِمْ؟ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.
-
-
هل انت عجينة طرية بين يدي الخزاف العظيم؟برج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٦ | حزيران (يونيو)
-
-
هَلْ أَنْتَ عَجِينَةٌ طَرِيَّةٌ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْخَزَّافِ ٱلْعَظِيمِ؟
«هُوَذَا كَٱلطِّينِ فِي يَدِ ٱلْخَزَّافِ هٰكَذَا أَنْتُمْ فِي يَدِي». — ار ١٨:٦.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٠، ٢٢
١، ٢ لِمَ ٱعْتَبَرَ ٱللّٰهُ دَانِيَالَ ‹مَحْبُوبًا جِدًّا›، وَكَيْفَ نَكُونُ طَائِعِينَ كَدَانِيَالَ؟
عِنْدَمَا وَصَلَ ٱلْيَهُودُ ٱلْمَسْبِيُّونَ إِلَى بَابِلَ، رَأَوْا مَدِينَةً مَلِيئَةً بِٱلْأَصْنَامِ، شَعْبُهَا مُسْتَعْبَدٌ لِلْأَرْوَاحِ ٱلشِّرِّيرَةِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلْأُمَنَاءَ، أَمْثَالَ دَانِيَالَ وَرِفَاقِهِ ٱلثَّلَاثَةِ، لَمْ يَسْمَحُوا لِشَعْبِ بَابِلَ بِأَنْ يُقَوْلِبَهُمْ. (دا ١:٦، ٨، ١٢؛ ٣:١٦-١٨) فَدَانِيَالُ وَرِفَاقُهُ عَقَدُوا ٱلْعَزْمَ أَنْ يُعْطُوا تَعَبُّدَهُمُ ٱلْمُطْلَقَ لِيَهْوَهَ، ٱلْخَزَّافِ ٱلْعَظِيمِ. وَقَدْ نَجَحُوا فِي مَسْعَاهُمْ. فَرَغْمَ أَنَّ دَانِيَالَ عَاشَ مُعْظَمَ حَيَاتِهِ فِي بِيئَةٍ فَاسِدَةٍ، قَالَ مَلَاكُ ٱللّٰهِ إِنَّهُ رَجُلٌ «مَحْبُوبٌ جِدًّا»، أَيْ ذُو قِيمَةٍ كَبِيرَةٍ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ. — دا ١٠:١١، ١٩.
٢ فِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، كَانَ ٱلْخَزَّافُ أَحْيَانًا يَضْغَطُ ٱلطِّينَ فِي قَالَبٍ حَتَّى يَأْخُذَ ٱلشَّكْلَ ٱلْمَطْلُوبَ. وَيَهْوَهُ، بِصِفَتِهِ ٱلْمُتَسَلِّطَ ٱلْكَوْنِيَّ، لَهُ سُلْطَةٌ أَنْ يَجْبُلَ ٱلشُّعُوبَ. (اقرأ ارميا ١٨:٦.) كَمَا أَنَّ لَهُ سُلْطَةً أَنْ يَجْبُلَنَا كَأَفْرَادٍ. لٰكِنَّهُ مَنَحَنَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ، وَيُرِيدُ أَنْ نَخْضَعَ لَهُ طَوْعًا. فَلْنُنَاقِشْ كَيْفَ نَبْقَى عَجِينَةً طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْإِجَابَةِ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: (١) كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْمُيُولَ ٱلَّتِي تَجْعَلُنَا نَرْفُضُ مَشُورَةَ ٱللّٰهِ وَتُقَسِّي قَلْبَنَا؟ (٢) كَيْفَ نُنَمِّي ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى طَيِّعِينَ؟ (٣) كَيْفَ يَتَعَاوَنُ ٱلْوَالِدُونَ مَعَ ٱللّٰهِ فِيمَا يُرَبُّونَ أَوْلَادَهُمْ؟
تَجَنَّبِ ٱلْمُيُولَ ٱلَّتِي تُقَسِّي ٱلْقَلْبَ
٣ أَيَّةُ مُيُولٍ تُقَسِّي ٱلْقَلْبَ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٣ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ٤:٢٣: «صُنْ قَلْبَكَ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ تَصُونُهُ، لِأَنَّ مِنْهُ مَنَابِعَ ٱلْحَيَاةِ». فَثَمَّةَ مُيُولٌ يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ مِنْهَا لِئَلَّا يَتَقَسَّى قَلْبُنَا، وَهِيَ تَشْمُلُ ٱلْكِبْرِيَاءَ وَمُمَارَسَةَ ٱلْخَطِيَّةِ وَقِلَّةَ ٱلْإِيمَانِ. فَيُمْكِنُ لِهٰذِهِ ٱلْمُيُولِ أَنْ تُنَمِّيَ فِينَا رُوحَ ٱلْعِصْيَانِ وَٱلتَّمَرُّدِ. (دا ٥:١، ٢٠؛ عب ٣:١٣، ١٨، ١٩) تَأَمَّلْ كَيْفَ أَفْسَدَتِ ٱلْكِبْرِيَاءُ عُزِّيَّا، مَلِكَ يَهُوذَا. (اقرأ ٢ اخبار الايام ٢٦:٣-٥، ١٦-٢١.) فَفِي ٱلْبِدَايَةِ، «فَعَلَ مَا هُوَ صَائِبٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ» وَ «دَأَبَ عَلَى طَلَبِ ٱللّٰهِ». لِذٰلِكَ مَنَحَهُ ٱلْقُوَّةَ. لٰكِنَّهُ «لَمَّا قَوِيَ، تَكَبَّرَ قَلْبُهُ»، حَتَّى إِنَّهُ حَاوَلَ أَنْ يُحْرِقَ ٱلْبَخُورَ فِي ٱلْهَيْكَلِ، وَهٰذَا ٱمْتِيَازٌ لَا يَحِقُّ إِلَّا لِلْكَهَنَةِ بَنِي هَارُونَ. وَعِنْدَمَا وَقَفَ ٱلْكَهَنَةُ ضِدَّهُ، ٱغْتَاظَ جِدًّا. فَأَذَلَّ يَهْوَهُ كِبْرِيَاءَهُ وَضَرَبَهُ بِٱلْبَرَصِ، وَبَقِيَ أَبْرَصَ حَتَّى مَمَاتِهِ. — ام ١٦:١٨.
٤، ٥ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ لَنَا إِذَا لَمْ نَحْتَرِسْ مِنَ ٱلْكِبْرِيَاءِ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٤ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، إِذَا لَمْ يَحْتَرِسِ ٱلْمَسِيحِيُّ مِنَ ٱلْكِبْرِيَاءِ، فَقَدْ «يُفَكِّرُ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ»، حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يَرْفُضُ ٱلْمَشُورَةَ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (رو ١٢:٣؛ ام ٢٩:١) إِلَيْكَ مَثَلًا مَا حَدَثَ مَعَ شَيْخٍ مَسِيحِيٍّ ٱسْمُهُ جِيم. فَفِي ٱجْتِمَاعِ ٱلشُّيُوخِ، ٱخْتَلَفَ مَعَ رُفَقَائِهِ عَلَى مَسْأَلَةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. يُخْبِرُ جِيم: «قُلْتُ لَهُمْ إِنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَ مَعْنَى ٱلْمَحَبَّةِ، وَغَادَرْتُ ٱلِٱجْتِمَاعَ». ثُمَّ ٱنْتَقَلَ بَعْدَ نَحْوِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ إِلَى جَمَاعَةٍ مُجَاوِرَةٍ، لٰكِنَّهُ أُصِيبَ بِخَيْبَةِ أَمَلٍ حِينَ لَمْ يُعَيَّنْ شَيْخًا هُنَاكَ. وَكَانَ مُقْتَنِعًا جِدًّا بِأَنَّهُ عَلَى حَقٍّ بِحَيْثُ تَوَقَّفَ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَبَقِيَ خَامِلًا طِيلَةَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ. وَهُوَ يَعْتَرِفُ أَنَّ كِبْرِيَاءَهُ جُرِحَتْ وَأَنَّهُ بَدَأَ يَلُومُ يَهْوَهَ عَلَى مَا يَحْدُثُ. وَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، زَارَهُ ٱلْإِخْوَةُ وَحَاوَلُوا مُسَاعَدَتَهُ، لٰكِنَّهُ كَانَ يَصُدُّهُمْ.
٥ يُظْهِرُ هٰذَا ٱلِٱخْتِبَارُ أَنَّ ٱلْكِبْرِيَاءَ يُمْكِنُ أَنْ تَجْعَلَنَا نُبَرِّرُ تَصَرُّفَاتِنَا، فَلَا نَعُودُ عَجِينَةً طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ. (ار ١٧:٩) يَقُولُ جِيم: «كُلُّ مَا كُنْتُ أُفَكِّرُ فِيهِ هُوَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ عَلَى خَطَإٍ». وَمَاذَا عَنْكَ؟ هَلْ سَبَقَ أَنْ آلَمَكَ تَصَرُّفُ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ، أَوْ تَثَبَّطْتَ بِسَبَبِ خَسَارَةِ ٱمْتِيَازٍ مَا؟ كَيْفَ كَانَ رَدُّ فِعْلِكَ؟ هَلْ جُرِحَتْ كِبْرِيَاؤُكَ؟ أَمْ هَلْ كَانَ هَمُّكَ ٱلْأَوْحَدُ أَنْ تُصَالِحَ أَخَاكَ وَتَبْقَى وَلِيًّا لِيَهْوَهَ؟ — اقرإ المزمور ١١٩:١٦٥؛ كولوسي ٣:١٣.
٦ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ إِذَا مَارَسْنَا ٱلْخَطِيَّةَ؟
٦ قَدْ يَصْعُبُ عَلَى ٱلْمَرْءِ أَيْضًا أَنْ يَتَجَاوَبَ مَعَ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ إِذَا كَانَ يُمَارِسُ ٱلْخَطِيَّةَ، وَرُبَّمَا يُحَاوِلُ إِخْفَاءَهَا. فَيُصْبِحُ ٱرْتِكَابُ ٱلْخَطِيَّةِ أَسْهَلَ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ. مَثَلًا، يُخْبِرُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ أَنَّ سُلُوكَهُ ٱلْخَاطِئَ لَمْ يَعُدْ يُزْعِجُهُ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ. (جا ٨:١١) وَٱعْتَرَفَ أَخٌ كَانَ يُشَاهِدُ مَوَادَّ إِبَاحِيَّةً أَنَّهُ بَدَأَ شَيْئًا فَشَيْئًا يَنْتَقِدُ ٱلشُّيُوخَ. وَقَدْ أَفْسَدَتْ تِلْكَ ٱلْعَادَةُ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ. وَلٰكِنْ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ، ٱنْكَشَفَ أَمْرُهُ وَقُدِّمَتْ لَهُ ٱلْمُسَاعَدَةُ. طَبْعًا، مَا مِنْ أَحَدٍ مَعْصُومٌ مِنَ ٱلْخَطَإِ. وَلٰكِنْ إِذَا أَصْبَحْنَا ٱنْتِقَادِيِّينَ، أَوْ رُحْنَا نُبَرِّرُ مَسْلَكَنَا ٱلْخَاطِئَ بَدَلَ أَنْ نَطْلُبَ غُفْرَانَ يَهْوَهَ وَمُسَاعَدَتَهُ، فَهٰذَا يَدُلُّ أَنَّ قَلْبَنَا بَدَأَ يَتَقَسَّى.
٧، ٨ (أ) كَيْفَ يُظْهِرُ مِثَالُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّ قِلَّةَ ٱلْإِيمَانِ تُقَسِّي ٱلْقَلْبَ؟ (ب) مَا ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ ذٰلِكَ؟
٧ وَثَمَّةَ مَيْلٌ آخَرُ يُمْكِنُ أَنْ يُقَسِّيَ قَلْبَنَا، وَهُوَ قِلَّةُ ٱلْإِيمَانِ. وَيَظْهَرُ ذٰلِكَ مِمَّا حَدَثَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ حَرَّرَهُمْ يَهْوَهُ مِنْ مِصْرَ. فَرَغْمَ أَنَّهُمْ رَأَوُا ٱلْعَجَائِبَ ٱلْمُذْهِلَةَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلَّتِي صَنَعَهَا مِنْ أَجْلِهِمْ، أَعْرَبُوا عَنْ قِلَّةِ ٱلْإِيمَانِ فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. فَبَدَلَ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَى يَهْوَهَ، خَافُوا وَتَذَمَّرُوا عَلَى مُوسَى. حَتَّى إِنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى مِصْرَ، حَيْثُ كَانُوا عَبِيدًا! وَهٰذَا آلَمَ يَهْوَهَ كَثِيرًا، فَقَالَ: «إِلَى مَتَى يَسْتَهِينُ بِي هٰذَا ٱلشَّعْبُ؟». (عد ١٤:١-٤، ١١؛ مز ٧٨:٤٠، ٤١) وَبِسَبَبِ قَسَاوَةِ قُلُوبِهِمْ وَقِلَّةِ إِيمَانِهِمْ، هَلَكَ ذٰلِكَ ٱلْجِيلُ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.
٨ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، نَحْنُ ٱلْيَوْمَ عَلَى أَبْوَابِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، وَإِيمَانُنَا عَلَى ٱلْمِحَكِّ. لِذَا يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَتَأَكَّدَ مِنْ قُوَّةِ إِيمَانِهِ. مَثَلًا، مَا مَدَى ثِقَتِكَ بِكَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٦:٣٣؟ اِسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ تَعْكِسُ أَوْلَوِيَّاتِي وَقَرَارَاتِي أَنِّي أُصَدِّقُ فِعْلًا هٰذَا ٱلْوَعْدَ؟ هَلْ أُضَحِّي بِٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أَوْ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ لِأَزِيدَ مَدْخُولِي؟ وَمَاذَا أَفْعَلُ إِذَا بَدَأَ عَمَلِي يَسْتَنْزِفُ وَقْتِي وَطَاقَتِي؟ هَلْ أَسْمَحُ لِلْعَالَمِ بِأَنْ يَضْغَطَنِي فِي قَالَبِهِ، وَرُبَّمَا أَنْ يُبْعِدَنِي عَنِ ٱلْحَقِّ؟›.
٩ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ ‹نَمْتَحِنَ› أَنْفُسَنَا هَلْ نَحْنُ فِي ٱلْإِيمَانِ، وَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ؟
٩ لِنَأْخُذْ مَجَالًا آخَرَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَقَسَّى فِيهِ قَلْبُنَا إِنْ لَمْ نَنْتَبِهْ لِإِيمَانِنَا. فَهَلْ نَتَسَاهَلُ فِي تَطْبِيقِ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ أَوْ مُعَامَلَةِ ٱلْمَفْصُولِينَ أَوِ ٱلتَّسْلِيَةِ؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، يَلْزَمُ أَنْ نَفْحَصَ إِيمَانَنَا دُونَمَا تَأْخِيرٍ! يَحُثُّنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «دَاوِمُوا عَلَى ٱمْتِحَانِ أَنْفُسِكُمْ هَلْ أَنْتُمْ فِي ٱلْإِيمَانِ، دَاوِمُوا عَلَى ٱخْتِبَارِ أَنْفُسِكُمْ». (٢ كو ١٣:٥) فَلْنُقَيِّمْ أَنْفُسَنَا بِمَوْضُوعِيَّةٍ، وَنُصَحِّحْ تَفْكِيرَنَا بِٱسْتِمْرَارٍ عَلَى ضَوْءِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.
اِبْقَ طَيِّعًا بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ
١٠ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَكُونَ عَجِينَةً طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ؟
١٠ أَعَدَّ ٱللّٰهُ تَدَابِيرَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى عَجِينَةً طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمِنْ بَيْنِهَا كَلِمَتُهُ وَٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ وَخِدْمَةُ ٱلْحَقْلِ. فَكَمَا يُطَرِّي ٱلْمَاءُ كُتْلَةَ ٱلطِّينِ، كَذٰلِكَ تُسَاعِدُنَا قِرَاءَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّأَمُّلُ فِيهِ يَوْمِيًّا أَنْ نَكُونَ طَيِّعِينَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ. لَقَدْ أَمَرَ يَهْوَهُ مُلُوكَ إِسْرَائِيلَ أَنْ يَكْتُبُوا لِأَنْفُسِهِمْ نُسْخَةً مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ وَيَقْرَأُوا فِيهَا كُلَّ يَوْمٍ. (تث ١٧:١٨، ١٩) وَأَدْرَكَ ٱلرُّسُلُ أَنَّ قِرَاءَةَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلتَّأَمُّلَ فِيهَا ضَرُورِيَّانِ فِي خِدْمَتِهِمْ. فَفِي كِتَابَاتِهِمْ، ٱقْتَبَسُوا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ وَأَشَارُوا إِلَيْهَا مِئَاتِ ٱلْمَرَّاتِ. وَعِنْدَمَا كَرَزُوا لِلنَّاسِ، شَجَّعُوهُمْ أَنْ يَفْحَصُوا هُمْ أَيْضًا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ. (اع ١٧:١١) وَٱلْيَوْمَ، نَحْنُ نُدْرِكُ مِثْلَهُمْ كَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَقْرَأَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ يَوْمِيًّا وَنَتَأَمَّلَ فِيهَا لِنَبْقَى مُتَوَاضِعِينَ، فَيَجْبُلُنَا يَهْوَهُ كَمَا يَشَاءُ. — ١ تي ٤:١٥.
اِسْتَفِدْ مِنْ تَدَابِيرِ ٱللّٰهِ لِتَبْقَى عَجِينَةً طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْهِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٠-١٣.)
١١، ١٢ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ لِيَصُوغَ كُلًّا مِنَّا حَسَبَ حَاجَتِهِ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
١١ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ أَيْضًا لِيَصُوغَ كُلًّا مِنَّا حَسَبَ حَاجَتِهِ. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ جِيمَ ٱلْمَذْكُورَ آنِفًا. فَقَدْ بَدَأَ مَوْقِفُهُ يَلِينُ عِنْدَمَا أَظْهَرَ لَهُ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ ٱهْتِمَامًا شَخْصِيًّا. يَذْكُرُ: «لَمْ يَلُمْنِي أَوْ يَنْتَقِدْنِي وَلَا مَرَّةً. بَلْ كَانَ إِيجَابِيًّا وَأَبْدَى رَغْبَةً صَادِقَةً فِي مُسَاعَدَتِي». وَبَعْدَ نَحْوِ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، دَعَاهُ ٱلشَّيْخُ إِلَى حُضُورِ أَحَدِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. فَرَحَّبَتْ بِهِ ٱلْجَمَاعَةُ تَرْحِيبًا حَارًّا. يُخْبِرُ جِيم: «كَانَتْ مَحَبَّتُهُمْ نُقْطَةَ ٱلتَّحَوُّلِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيَّ. فَصِرْتُ أُدْرِكُ أَنَّ مَشَاعِرِي لَيْسَتِ ٱلشَّيْءَ ٱلْأَهَمَّ. وَبِفَضْلِ ٱلدَّعْمِ ٱلَّذِي نِلْتُهُ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ، وَمِنْ زَوْجَتِي ٱلْعَزِيزَةِ ٱلَّتِي لَمْ تَضْعُفْ رُوحِيًّا قَطُّ، ٱسْتَعَدْتُ تَدْرِيجِيًّا صِحَّتِي ٱلرُّوحِيَّةَ. كَمَا شَجَّعَتْنِي كَثِيرًا ٱلْمَقَالَتَانِ ‹يَهْوَهُ لَيْسَ ٱلْمَلُومَ› وَ ‹اُخْدُمُوا يَهْوَهَ بِوَلَاءٍ› فِي عَدَدِ ١٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٩٢ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ».
١٢ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، عُيِّنَ جِيم شَيْخًا مِنْ جَدِيدٍ. وَهُوَ مُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ يُسَاعِدُ غَيْرَهُ أَنْ يَتَعَافَوْا رُوحِيًّا إِذَا مَرُّوا بِمَشَاكِلَ مُمَاثِلَةٍ. يَقُولُ جِيم: «كُنْتُ عَلَى خَطَإٍ حِينَ ظَنَنْتُ أَنَّ عَلَاقَتِي بِيَهْوَهَ مَتِينَةٌ. وَأَنَا نَادِمٌ أَنِّي سَمَحْتُ لِلْكِبْرِيَاءِ بِأَنْ تُعْمِيَنِي عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً وَتَجْعَلَ أَخْطَاءَ ٱلْآخَرِينَ تُهَيْمِنُ عَلَى تَفْكِيرِي». — ١ كو ١٠:١٢.
١٣ كَيْفَ تَجْبُلُنَا خِدْمَةُ ٱلْحَقْلِ، وَبِأَيَّةِ فَوَائِدَ؟
١٣ وَكَيْفَ تَجْبُلُنَا خِدْمَةُ ٱلْحَقْلِ وَتُحَسِّنُ شَخْصِيَّتَنَا؟ تُسَاعِدُنَا ٱلْكِرَازَةُ بِٱلْبِشَارَةِ أَنْ نُنَمِّيَ ٱلتَّوَاضُعَ وَمُخْتَلِفَ أَوْجُهِ ثَمَرِ رُوحِ ٱللّٰهِ. (غل ٥:٢٢، ٢٣) فَأَيَّةُ صِفَاتٍ جَيِّدَةٍ نَمَّيْتَهَا أَنْتَ بِفَضْلِ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ؟ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، نَحْنُ نُزَيِّنُ رِسَالَتَنَا حِينَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، وَهٰذَا يَنْعَكِسُ عَلَى مَوْقِفِ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، أَصْغَى شَاهِدَانِ فِي أُوسْتْرَالِيَا بِٱحْتِرَامٍ إِلَى رَبَّةِ مَنْزِلٍ تَحَدَّثَتْ إِلَيْهِمَا بِمُنْتَهَى ٱلْفَظَاظَةِ. لٰكِنَّهَا نَدِمَتْ لَاحِقًا عَلَى تَصَرُّفِهَا، وَكَتَبَتْ رِسَالَةً إِلَى مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ قَالَتْ فِيهَا: «أَوَدُّ أَنْ أُقَدِّمَ ٱعْتِذَارِي إِلَيْهِمَا عَلَى تَصَرُّفِي ٱلْمُتَعَالِي جِدًّا. لَقَدْ تَعَامَلَا مَعِي بِكُلِّ صَبْرٍ وَتَوَاضُعٍ. وَكَانَ مِنَ ٱلْحَمَاقَةِ أَنْ أَقِفَ أَمَامَ شَخْصَيْنِ يَنْشُرَانِ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ وَأَصُدَّهُمَا بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ». فَهَلْ كَانَتْ هٰذِهِ ٱلسَّيِّدَةُ سَتَكْتُبُ ذٰلِكَ لَوْ بَدَتْ عَلَى ٱلنَّاشِرَيْنِ ذَرَّةٌ مِنَ ٱلْغَضَبِ؟ هٰذَا مُسْتَبْعَدٌ جِدًّا. فَهَلْ تَرَى كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلْخِدْمَةُ عَلَى تَحْسِينِ شَخْصِيَّتِنَا، وَتُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ أَيْضًا؟
تَعَاوَنْ مَعَ ٱللّٰهِ فِيمَا تُرَبِّي أَوْلَادَكَ
١٤ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْوَالِدُونَ لِيَنْجَحُوا فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ؟
١٤ اَلْأَوْلَادُ ٱلصِّغَارُ عَادَةً مُتَوَاضِعُونَ وَمُتَلَهِّفُونَ إِلَى ٱلْمَعْرِفَةِ. (مت ١٨:١-٤) لِذَا يَسْعَى ٱلْوَالِدُونَ ٱلْحُكَمَاءُ لِيُسَاعِدُوا أَوْلَادَهُمْ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ وَيُحِبُّوهُ. (٢ تي ٣:١٤، ١٥) وَلٰكِنْ لِكَيْ يَنْجَحُوا فِي هٰذَا ٱلْمَسْعَى، عَلَيْهِمْ أَوَّلًا أَنْ يُحِبُّوا هُمْ أَنْفُسُهُمُ ٱلْحَقَّ وَيَعِيشُوهُ فِي حَيَاتِهِمْ. وَهٰذَا يُسَهِّلُ عَلَى أَوْلَادِهِمْ أَنْ يُحِبُّوا ٱلْحَقَّ، وَيُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَفْهَمُوا أَنَّ ٱلتَّأْدِيبَ تَعْبِيرٌ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ مِنْ وَالِدِيهِمْ وَمِنْ يَهْوَهَ.
١٥، ١٦ كَيْفَ يُعْرِبُ ٱلْوَالِدُونَ عَنْ ثِقَتِهِمْ بِٱللّٰهِ إِذَا فُصِلَ وَلَدُهُمْ؟
١٥ يَتَرَبَّى بَعْضُ ٱلْأَوْلَادِ عَلَى يَدِ وَالِدِينَ مَسِيحِيِّينَ، لٰكِنَّهُمْ يَتْرُكُونَ ٱلْحَقَّ فِي مَا بَعْدُ أَوْ يُفْصَلُونَ، وَهٰذَا يُحْزِنُ ٱلْعَائِلَةَ بِكَامِلِهَا. تَقُولُ أُخْتٌ مِنْ جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا: «عِنْدَمَا فُصِلَ أَخِي، ٱنْسَحَقَ قَلْبُنَا وَشَعَرْنَا كَمَا لَوْ أَنَّهُ مَاتَ». فَمَاذَا فَعَلَتْ هِيَ وَأَبَوَاهَا؟ لَقَدْ أَطَاعُوا إِرْشَادَ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. (اقرأ ١ كورنثوس ٥:١١، ١٣.) يَقُولُ ٱلْأَبَوَانِ: «صَمَّمْنَا أَنْ نُطَبِّقَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، وَاثِقِينَ أَنَّ ٱتِّبَاعَ مَشُورَةِ ٱللّٰهِ سَيُؤَدِّي إِلَى أَفْضَلِ ٱلنَّتَائِجِ. وَٱعْتَبَرْنَا ٱلْفَصْلَ تَأْدِيبًا مِنْ يَهْوَهَ، وَكُنَّا عَلَى يَقِينٍ أَنَّهُ يُقَوِّمُ بِٱعْتِدَالٍ وَأَنَّ ٱلتَّأْدِيبَ تَعْبِيرٌ عَنْ مَحَبَّتِهِ. فَحَصَرْنَا عَلَاقَتَنَا بِٱبْنِنَا فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْعَائِلِيَّةِ ٱلضَّرُورِيَّةِ جِدًّا».
١٦ وَكَيْفَ شَعَرَ ٱلِٱبْنُ؟ قَالَ لَاحِقًا: «كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ عَائِلَتِي لَا تَكْرَهُنِي، بَلْ تُطِيعُ يَهْوَهَ وَهَيْئَتَهُ». وَأَضَافَ: «حِينَ لَا تَجِدُ أَحَدًا تَلْجَأُ إِلَيْهِ سِوَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَٱلْغُفْرَانِ، تُدْرِكُ كَمْ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ». وَيَا لَلْفَرَحِ ٱلَّذِي غَمَرَ ٱلْعَائِلَةَ حِينَ أُعِيدَ هٰذَا ٱلشَّابُّ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ! فَعِنْدَمَا نُطِيعُ ٱللّٰهَ فِي كُلِّ طُرُقِنَا، نَحْصُدُ أَفْضَلَ ٱلنَّتَائِجِ. — ام ٣:٥، ٦؛ ٢٨:٢٦.
١٧ لِمَ يَجِبُ أَنْ نُطِيعَ يَهْوَهَ دَائِمًا، وَأَيَّةُ فَوَائِدَ سَنَجْنِيهَا مِنْ ذٰلِكَ؟
١٧ تَنَبَّأَ ٱلنَّبِيُّ إِشَعْيَا أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلْمَسْبِيِّينَ سَيَتُوبُونَ وَيَقُولُونَ: «يَا يَهْوَهُ، أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ ٱلطِّينُ وَأَنْتَ ٱلْخَزَّافُ، وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ». ثُمَّ يَلْتَمِسُونَ مِنْهُ قَائِلِينَ: «لَا تَذْكُرْ ذُنُوبَنَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. اُنْظُرْ! هَا نَحْنُ كُلُّنَا شَعْبُكَ». (اش ٦٤:٨، ٩) وَنَحْنُ أَيْضًا، إِذَا كُنَّا مُتَوَاضِعِينَ وَأَطَعْنَا يَهْوَهَ دَائِمًا، فَسَنَكُونُ ذَوِي قِيمَةٍ كَبِيرَةٍ فِي نَظَرِهِ كَٱلنَّبِيِّ دَانِيَالَ. وَسَيَظَلُّ يَصُوغُنَا بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ وَرُوحِهِ وَهَيْئَتِهِ، إِلَى أَنْ نُصْبِحَ يَوْمًا مَا «أَوْلَادَ ٱللّٰهِ» ٱلْكَامِلِينَ. — رو ٨:٢١.
-