مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لنقدِّر يهوه،‏ الخزاف العظيم
    برج المراقبة (‏الطبعة الدراسية)‏ ٢٠١٦ | حزيران (‏يونيو)‏
    • خزاف يجبل كتلة طين ويصنع منها اناء

      لِنُقَدِّرْ يَهْوَهَ،‏ ٱلْخَزَّافَ ٱلْعَظِيمَ

      ‏«يَا يَهْوَهُ،‏ .‏ .‏ .‏ أَنْتَ ٱلْخَزَّافُ،‏ وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ».‏ —‏ اش ٦٤:‏٨‏.‏

      اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٨٩،‏ ٢٦

      كَيْفَ نَسْتَفِيدُ حِينَ نَفْهَمُ .‏ .‏ .‏

      • عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَخْتَارُ يَهْوَهُ ٱلْآنِيَةَ ٱلَّتِي يَصُوغُهَا؟‏

      • لِمَ يَصُوغُ يَهْوَهُ شَعْبَهُ؟‏

      • كَيْفَ يَصُوغُ يَهْوَهُ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلطَّيِّعِينَ؟‏

      ١ لِمَاذَا يَهْوَهُ هُوَ ٱلْخَزَّافُ ٱلْأَعْظَمُ؟‏

      فِي تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (‏نُوفَمْبِر)‏ ٢٠١٠،‏ عُرِضَتْ لِلْبَيْعِ فِي مَزَادٍ بِمَدِينَةِ لَنْدَنَ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ مَزْهَرِيَّةٌ مِنَ ٱلْخَزَفِ ٱلصِّينِيِّ تَعُودُ إِلَى ٱلْقَرْنِ ٱلـ‍ ١٨.‏ وَقَدْ وَصَلَ ٱلثَّمَنُ ٱلْمَعْرُوضُ لِشِرَائِهَا إِلَى ٧٠ مَلْيُونَ دُولَارٍ أَمِيرْكِيٍّ تَقْرِيبًا.‏ أَفَلَيْسَ مُدْهِشًا أَنْ يَصْنَعَ ٱلْخَزَّافُ تُحْفَةً جَمِيلَةً وَثَمِينَةً مِنْ مَادَّةٍ عَادِيَّةٍ وَرَخِيصَةٍ كَٱلطِّينِ؟‏!‏ وَلٰكِنْ،‏ مَا مِنْ خَزَّافٍ بَشَرِيٍّ يُمْكِنُ أَنْ يُقَارَنَ بِيَهْوَهَ.‏ فَفِي آخِرِ ٱلْيَوْمِ ٱلْخَلْقِيِّ ٱلسَّادِسِ،‏ خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلرَّجُلَ ٱلْأَوَّلَ آدَمَ.‏ وَقَدْ جَبَلَهُ إِنْسَانًا كَامِلًا «مِنْ تُرَابِ ٱلْأَرْضِ»،‏ أَيْ مِنَ ٱلطِّينِ،‏ وَأَعْطَاهُ ٱلْمَقْدِرَةَ أَنْ يَعْكِسَ صِفَاتِهِ.‏ (‏تك ٢:‏٧‏)‏ لِذٰلِكَ دُعِيَ هٰذَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ «ٱبْنَ ٱللّٰهِ».‏ —‏ لو ٣:‏٣٨‏.‏

      ٢،‏ ٣ كَيْفَ نَتَبَنَّى مَوْقِفَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلتَّائِبِينَ؟‏

      ٢ غَيْرَ أَنَّ آدَمَ خَسِرَ هٰذِهِ ٱلْعَلَاقَةَ عِنْدَمَا تَمَرَّدَ عَلَى خَالِقِهِ.‏ وَلٰكِنْ عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ،‏ ٱخْتَارَتْ «سَحَابَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا» مِنْ بَنِي آدَمَ تَأْيِيدَ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ.‏ (‏عب ١٢:‏١‏)‏ وَبِإِطَاعَةِ خَالِقِهِمْ بِتَوَاضُعٍ،‏ أَظْهَرُوا أَنَّهُمُ ٱخْتَارُوهُ هُوَ،‏ لَا ٱلشَّيْطَانَ،‏ أَبًا لَهُمْ وَخَزَّافًا.‏ (‏يو ٨:‏٤٤‏)‏ وَيُذَكِّرُنَا وَلَاؤُهُمْ لِلّٰهِ بِمَا قَالَهُ إِشَعْيَا عَنْ لِسَانِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلتَّائِبِينَ:‏ «يَا يَهْوَهُ،‏ أَنْتَ أَبُونَا.‏ نَحْنُ ٱلطِّينُ وَأَنْتَ ٱلْخَزَّافُ،‏ وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ».‏ —‏ اش ٦٤:‏٨‏.‏

      ٣ وَكَأُولٰئِكَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ،‏ يَسْعَى ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلْيَوْمَ بِجِدٍّ لِيَكُونُوا مُتَوَاضِعِينَ وَطَائِعِينَ.‏ فَيُشَرِّفُهُمْ أَنْ يَدْعُوا يَهْوَهَ أَبَاهُمْ وَيَخْضَعُوا لَهُ بِصِفَتِهِ ٱلْخَزَّافَ ٱلْعَظِيمَ.‏ فَهَلْ تَعْتَبِرُ نَفْسَكَ عَجِينَةً طَيِّعَةً بَيْنَ يَدَيِ ٱللّٰهِ،‏ وَتَقْبَلُ أَنْ يَجْبُلَكَ وَيَصُوغَكَ إِنَاءً كَرِيمًا فِي نَظَرِهِ؟‏ وَهَلْ تَعْتَبِرُ إِخْوَتَكَ وَأَخَوَاتِكَ أَيْضًا آنِيَةً غَيْرَ مُكْتَمِلَةٍ يَجْبُلُهَا ٱللّٰهُ ٱلْآنَ؟‏ لِمُسَاعَدَتِنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ،‏ سَنَتَأَمَّلُ فِي ثَلَاثِ نَوَاحٍ يَشْمُلُهَا عَمَلُ يَهْوَهَ كَخَزَّافٍ:‏ (‏١)‏ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَخْتَارُ ٱلْآنِيَةَ ٱلَّتِي يَصُوغُهَا؟‏ (‏٢)‏ لِمَ يَصُوغُهَا؟‏ وَ (‏٣)‏ كَيْفَ يَفْعَلُ ذٰلِكَ؟‏

      يَهْوَهُ يَخْتَارُ ٱلْآنِيَةَ ٱلَّتِي يَصُوغُهَا

      ٤ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَخْتَارُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ يَجْتَذِبُهُمْ إِلَيْهِ؟‏ أَعْطِ أَمْثِلَةً.‏

      ٤ لَا يَهْتَمُّ يَهْوَهُ بِٱلْمَظْهَرِ ٱلْخَارِجِيِّ حِينَ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْبَشَرِ.‏ بَلْ يَفْحَصُ بِٱلْأَحْرَى ٱلْقَلْبَ،‏ أَيِ ٱلْإِنْسَانَ ٱلدَّاخِلِيَّ.‏ ‏(‏اقرأ ١ صموئيل ١٦:‏٧ب‏.‏)‏ وَظَهَرَ ذٰلِكَ بِوُضُوحٍ عِنْدَمَا شَكَّلَ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ.‏ فَقَدِ ٱجْتَذَبَ إِلَيْهِ وَإِلَى ٱبْنِهِ أَشْخَاصًا عَدِيدِينَ ٱعْتَبَرَهُمُ ٱلْبَعْضُ بِلَا قِيمَةٍ.‏ (‏يو ٦:‏٤٤‏)‏ وَأَحَدُ هٰؤُلَاءِ فَرِّيسِيٌّ ٱسْمُهُ شَاوُلُ،‏ كَانَ «مُجَدِّفًا وَمُضْطَهِدًا وَوَقِحًا».‏ (‏١ تي ١:‏١٣‏)‏ لٰكِنَّ «فَاحِصَ ٱلْقُلُوبِ» لَمْ يَعْتَبِرْهُ كُتْلَةَ طِينٍ بِلَا نَفْعٍ.‏ (‏ام ١٧:‏٣‏)‏ بَلْ رَأَى ٱلْإِمْكَانِيَّةَ أَنْ يَجْعَلَ مِنْهُ ‹إِنَاءً مُخْتَارًا› كَرِيمًا لِيُوصِلَ ٱلْبِشَارَةَ «إِلَى ٱلْأُمَمِ وَٱلْمُلُوكِ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ».‏ (‏اع ٩:‏١٥‏)‏ كَذٰلِكَ رَأَى ٱللّٰهُ فِي أَشْخَاصٍ سِكِّيرِينَ وَعَاهِرِينَ وَسَارِقِينَ ٱلْإِمْكَانِيَّةَ أَنْ يُصْبِحُوا آنِيَةً «لِٱسْتِعْمَالٍ كَرِيمٍ».‏ (‏رو ٩:‏٢١؛‏ ١ كو ٦:‏٩-‏١١‏)‏ فَفِيمَا نَالُوا ٱلْمَعْرِفَةَ ٱلدَّقِيقَةَ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ،‏ نَمَا إِيمَانُهُمْ بِهِ وَقَبِلُوا أَنْ يَصُوغَهُمْ.‏

      ٥،‏ ٦ كَيْفَ تَنْعَكِسُ ثِقَتُنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْخَزَّافُ ٱلْعَظِيمُ عَلَى مَوْقِفِنَا (‏أ)‏ مِنَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ؟‏ (‏ب)‏ مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا؟‏

      ٥ وَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِمَّا تَقَدَّمَ؟‏ إِذَا وَثِقْنَا أَنَّ يَهْوَهَ يَقْرَأُ ٱلْقُلُوبَ وَهُوَ مَنْ يَخْتَارُ ٱلَّذِينَ يَجْتَذِبُهُمْ،‏ فَلَنْ نَحْكُمَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ،‏ لَا فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ وَلَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ كَيْفَ كَانَ رَجُلٌ ٱسْمُهُ مَايْكِل يَتَصَرَّفُ حِينَ يَزُورُهُ شُهُودُ يَهْوَهَ.‏ يَتَذَكَّرُ:‏ «كُنْتُ أُغْلِقُ ٱلْبَابَ فِي وَجْهِهِمْ وَأَتَجَاهَلُهُمْ.‏ كُنْتُ فَظًّا بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ!‏ وَلٰكِنْ لَاحِقًا،‏ نَشَأَ وَضْعٌ مُخْتَلِفٌ.‏ فَقَدِ ٱلْتَقَيْتُ بِعَائِلَةٍ نَالَتْ إِعْجَابِي بِسَبَبِ سُلُوكِهَا ٱلْحَسَنِ.‏ وَكَمْ تَفَاجَأْتُ حِينَ عَلِمْتُ فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ أَنَّهُمْ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ!‏ لٰكِنَّ سُلُوكَهُمْ دَفَعَنِي أَنْ أُعِيدَ ٱلنَّظَرَ فِي مَوْقِفِي.‏ وَسُرْعَانَ مَا أَدْرَكْتُ أَنَّ تَحَامُلِي أَسَاسُهُ ٱلْجَهْلُ وَٱلْإِشَاعَاتُ،‏ لَا ٱلْوَقَائِعُ».‏ وَلِمَعْرِفَةِ ٱلْحَقِيقَةِ،‏ قَبِلَ مَايْكِل دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَبَعْدَ فَتْرَةٍ،‏ ٱعْتَمَدَ ثُمَّ ٱنْضَمَّ إِلَى صُفُوفِ ٱلْخُدَّامِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏

      ٦ وَٱعْتِرَافُنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْخَزَّافُ ٱلْعَظِيمُ يَنْعَكِسُ أَيْضًا عَلَى مَوْقِفِنَا مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا.‏ فَنَرَاهُمْ كَمَا يَرَاهُمُ ٱللّٰهُ:‏ آنِيَةً غَيْرَ مُكْتَمِلَةٍ بَيْنَ يَدَيْ جَابِلِهَا.‏ فَهُوَ يَرَى صِفَاتِهِمِ ٱلدَّاخِلِيَّةَ،‏ وَكَيْفَ سَيُصْبِحُونَ بَعْدَ أَنْ يَجْبُلَهُمْ بِيَدَيْهِ ٱلْمَاهِرَتَيْنِ.‏ لِذٰلِكَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ بِإِيجَابِيَّةٍ،‏ وَلَا يُرَكِّزُ عَلَى نَقَائِصِهِمِ ٱلْحَالِيَّةِ.‏ (‏مز ١٣٠:‏٣‏)‏ وَتَمَثُّلًا بِيَهْوَهَ،‏ نَنْظُرُ إِلَى إِخْوَانِنَا نَظْرَةً إِيجَابِيَّةً.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ فِي وِسْعِنَا أَنْ نَتَعَاوَنَ مَعَ ٱلْخَزَّافِ ٱلْعَظِيمِ حِينَ نُسَاعِدُهُمْ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا.‏ ‏(‏١ تس ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَعَلَى ٱلشُّيُوخِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يَأْخُذُوا ٱلْقِيَادَةَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏ —‏ اف ٤:‏٨،‏ ١١-‏١٣‏.‏

      لِمَ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ؟‏

      ٧ لِمَاذَا تُقَدِّرُ تَأْدِيبَ يَهْوَهَ؟‏

      ٧ هَلْ سَمِعْتَ أَحَدًا يَقُولُ:‏ ‹لَمْ أُقَدِّرْ كَامِلًا قِيمَةَ ٱلتَّأْدِيبِ ٱلَّذِي تَلَقَّيْتُهُ مِنْ وَالِدَيَّ حَتَّى صِرْتُ أَبًا أَوْ أُمًّا›؟‏ فَفِيمَا نَكْتَسِبُ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْخِبْرَةِ فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ نَرَى ٱلتَّأْدِيبَ بِمِنْظَارٍ مُخْتَلِفٍ،‏ فَنَعْتَبِرُهُ تَعْبِيرًا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ١٢:‏٥،‏ ٦،‏ ١١‏.‏)‏ وَيَهْوَهُ يُحِبُّنَا كَأَوْلَادٍ لَهُ،‏ لِذٰلِكَ يُؤَدِّبُنَا وَيَصُوغُنَا بِصَبْرٍ.‏ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَكُونَ حُكَمَاءَ وَسُعَدَاءَ،‏ وَأَنْ نُبَادِلَهُ ٱلْمَحَبَّةَ.‏ (‏ام ٢٣:‏١٥‏)‏ وَلَا يُحِبُّ أَنْ نَتَأَلَّمَ نَتِيجَةَ ٱتِّبَاعِنَا مَسْلَكًا خَاطِئًا،‏ أَوْ أَنْ نُعَانِيَ مَصِيرَ «أَوْلَادِ ٱلسُّخْطِ» نَتِيجَةَ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْرُوثَةِ مِنْ آدَمَ.‏ —‏ اف ٢:‏٢،‏ ٣‏.‏

      ٨،‏ ٩ بِأَيَّةِ وَسِيلَةٍ يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ،‏ وَكَيْفَ سَيَسْتَمِرُّ فِي تَعْلِيمِنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏

      ٨ حِينَ كُنَّا «أَوْلَادَ ٱلسُّخْطِ»،‏ أَعْرَبْنَا عَنْ صِفَاتٍ عَدِيدَةٍ لَا تُرْضِي ٱللّٰهَ،‏ وَأَحْيَانًا عَنْ صِفَاتٍ وَحْشِيَّةٍ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ جَبَلَنَا،‏ فَتَغَيَّرْنَا وَأَصْبَحْنَا أَشْبَهَ بِٱلْخِرَافِ.‏ (‏اش ١١:‏٦-‏٨؛‏ كو ٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَيُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْبِيئَةَ ٱلَّتِي يَجْبُلُنَا فِيهَا يَهْوَهُ هِيَ فِرْدَوْسٌ رُوحِيٌّ تَتَشَكَّلُ مَعَالِمُهُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ.‏ وَفِيهِ نُحِسُّ بِٱلْأَمْنِ وَٱلطُّمَأْنِينَةِ،‏ رَغْمَ أَنَّنَا مُحَاطُونَ بِعَالَمٍ شِرِّيرٍ.‏ كَمَا نَشْعُرُ بِٱلْمَحَبَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ حَتَّى لَوْ تَرَبَّيْنَا فِي عَائِلَاتٍ خَالِيَةٍ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ (‏يو ١٣:‏٣٥‏)‏ وَنَحْنُ نَتَعَلَّمُ أَيْضًا أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْآخَرِينَ.‏ وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّنَا نَتَعَلَّمُ عَنْ يَهْوَهَ وَنَنْعَمُ بِمَحَبَّتِهِ ٱلْأَبَوِيَّةِ.‏ —‏ يع ٤:‏٨‏.‏

      ٩ وَفِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ سَنَنْعَمُ بِبَرَكَاتِ ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلرُّوحِيِّ إِلَى ٱلْحَدِّ ٱلْكَامِلِ.‏ كَمَا أَنَّنَا سَنَعِيشُ فِي فِرْدَوْسٍ حَرْفِيٍّ تَحْتَ حُكْمِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏ وَلٰكِنْ حَتَّى فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ سَيَسْتَمِرُّ يَهْوَهُ فِي صَوْغِنَا وَتَعْلِيمِنَا إِلَى حَدٍّ يَفُوقُ ٱلْوَصْفَ.‏ (‏اش ١١:‏٩‏)‏ كَمَا أَنَّهُ سَيَجْعَلُ عُقُولَنَا وَأَجْسَادَنَا كَامِلَةً،‏ كَيْ نَسْتَوْعِبَ تَعَالِيمَهُ وَنُطِيعَ إِرْشَادَاتِهِ بِدِقَّةٍ.‏ فَلْنَقْبَلْ دَائِمًا أَنْ يَصُوغَنَا يَهْوَهُ،‏ مُظْهِرِينَ بِٱلتَّالِي أَنَّنَا نَعْتَبِرُ ذٰلِكَ تَعْبِيرًا عَنْ مَحَبَّتِهِ لَنَا.‏ —‏ ام ٣:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      كَيْفَ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ؟‏

      ١٠ كَيْفَ عَكَسَ يَسُوعُ صَبْرَ وَبَرَاعَةَ ٱلْخَزَّافِ ٱلْعَظِيمِ؟‏

      ١٠ مِثْلَ ٱلْخَزَّافِ ٱلْبَارِعِ،‏ يَعْرِفُ يَهْوَهُ نَوْعِيَّةَ «ٱلطِّينِ» ٱلَّذِي أَمَامَهُ،‏ وَيَصُوغُهُ عَلَى هٰذَا ٱلْأَسَاسِ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ١٠٣:‏١٠-‏١٤‏.‏)‏ فَهُوَ يَتَعَامَلُ مَعَنَا إِفْرَادِيًّا،‏ آخِذًا فِي ٱلِٱعْتِبَارِ ضَعَفَاتِنَا وَحُدُودَنَا وَمَدَى ٱلتَّقَدُّمِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي أَحْرَزْنَاهُ.‏ وَمَوْقِفُ يَهْوَهَ مِنْ خُدَّامِهِ ٱلنَّاقِصِينَ جَسَّدَهُ ٱبْنُهُ يَسُوعُ فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ رُسُلِهِ.‏ فَأَحْيَانًا تَجَادَلَ ٱلرُّسُلُ حَوْلَ مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ.‏ تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَرَاهُمْ يَتَشَاجَرُونَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ.‏ فَمَاذَا تَقُولُ عَنْهُمْ؟‏ قَدْ لَا تَعْتَبِرُهُمْ «عَجِينَةً» طَرِيَّةً وَطَيِّعَةً.‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهِمْ نَظْرَةً سَلْبِيَّةً.‏ فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ رُسُلَهُ ٱلْأُمَنَاءَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَغَيَّرُوا إِذَا ٱسْتَمَعُوا إِلَى مَشُورَتِهِ ٱلْمُقَدَّمَةِ بِلُطْفٍ وَصَبْرٍ،‏ وَإِذَا ٱتَّبَعُوا مِثَالَهُ فِي ٱلتَّوَاضُعِ.‏ (‏مر ٩:‏٣٣-‏٣٧؛‏ ١٠:‏٣٧،‏ ٤١-‏٤٥؛‏ لو ٢٢:‏٢٤-‏٢٧‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ بَعْدَ قِيَامَةِ يَسُوعَ وَسَكْبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ لَمْ يَعُدْ تَرْكِيزُ ٱلرُّسُلِ عَلَى ٱلْمَرْكَزِ أَوِ ٱلْجَاهِ،‏ بَلْ عَلَى ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِمْ.‏ —‏ اع ٥:‏٤٢‏.‏

      ١١ كَيْفَ أَثْبَتَ دَاوُدُ أَنَّهُ كَٱلْعَجِينَةِ ٱلطَّرِيَّةِ،‏ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِمِثَالِهِ؟‏

      ١١ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَصُوغُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ بِصُورَةٍ رَئِيسِيَّةٍ بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ،‏ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ،‏ وَٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ يُمْكِنُ أَنْ تَصُوغَنَا حِينَ نَقْرَأُهَا وَنَتَأَمَّلُ فِيهَا وَنَسْأَلُ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى تَطْبِيقِهَا.‏ كَتَبَ دَاوُدُ:‏ «أَذْكُرُكَ عَلَى مَضْجَعِي،‏ فِي هُزُعِ ٱللَّيْلِ أَتَأَمَّلُ فِيكَ».‏ (‏مز ٦٣:‏٦‏)‏ وَكَتَبَ أَيْضًا:‏ «أُبَارِكُ يَهْوَهَ ٱلَّذِي نَصَحَنِي.‏ أَيْضًا فِي ٱللَّيَالِي تُقَوِّمُنِي كُلْيَتَايَ».‏ (‏مز ١٦:‏٧‏)‏ فَقَدْ سَمَحَ دَاوُدُ لِلْمَشُورَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ بِأَنْ تَتَغَلْغَلَ فِي كُلْيَتَيْهِ،‏ أَيْ فِي أَعْمَاقِ ذَاتِهِ،‏ وَتَصُوغَ أَفْكَارَهُ وَمَشَاعِرَهُ،‏ حَتَّى حِينَ تَلَقَّى مَشُورَةً قَوِيَّةً.‏ (‏٢ صم ١٢:‏١-‏١٣‏)‏ فَمَا أَرْوَعَ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ فِي ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلطَّاعَةِ!‏ فَهَلْ تَتَأَمَّلُ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ،‏ سَامِحًا لَهَا بِأَنْ تَنْغَرِسَ فِي أَعْمَاقِكَ؟‏ وَهَلْ فِي وِسْعِكَ أَنْ تَتَحَسَّنَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟‏ —‏ مز ١:‏٢،‏ ٣‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ كَيْفَ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏

      ١٢ مِنْ جِهَةٍ ثَانِيَةٍ،‏ يُمْكِنُ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنْ يَصُوغَنَا بِأَكْثَرَ مِنْ طَرِيقَةٍ.‏ فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ وَنُنَمِّيَ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ بِأَوْجُهِهِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَٱلْمَحَبَّةُ هِيَ أَحَدُ هٰذِهِ ٱلْأَوْجُهِ.‏ فَنَحْنُ نُحِبُّ ٱللّٰهَ وَنَرْغَبُ فِي أَنْ نُطِيعَهُ وَنَكُونَ «عَجِينَةً» طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْهِ،‏ عَالِمِينَ أَنَّ وَصَايَاهُ لَا تُشَكِّلُ عِبْئًا.‏ كَمَا أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُقَوِّينَا لِئَلَّا نَسْمَحَ لِلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ بِأَنْ يَصُوغَنَا فِي قَالَبِهِ.‏ (‏اف ٢:‏٢‏)‏ لِنَأْخُذْ مَثَلًا ٱلرَّسُولَ بُولُسَ.‏ فَقَدْ تَأَثَّرَ كَثِيرًا فِي شَبَابِهِ بِرُوحِ ٱلْكِبْرِيَاءِ ٱلسَّائِدَةِ بَيْنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودِ.‏ لٰكِنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ سَاعَدَهُ أَنْ يَتَغَيَّرَ.‏ كَتَبَ لَاحِقًا:‏ «إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ بِذَاكَ ٱلَّذِي يَمْنَحُنِي ٱلْقُوَّةَ».‏ (‏في ٤:‏١٣‏)‏ فَلْنَقْتَدِ بِهِ وَنَسْتَمِرَّ فِي طَلَبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ وَيَهْوَهُ لَنْ يَتَجَاهَلَ صَلَوَاتِنَا ٱلْمُخْلِصَةَ.‏ —‏ مز ١٠:‏١٧‏.‏

      شيخان يجريان بحثا في الاسفار المقدسة،‏ ثم ينصحان اخا،‏ ولاحقا يقوم الاخ بدرس شخصي

      يَصُوغُنَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ وَلٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِدَوْرِنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٢،‏ ١٣.‏)‏

      ١٣ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ أَيْضًا عَلَى صَعِيدٍ شَخْصِيٍّ بِوَاسِطَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلنُّظَّارِ.‏ فَإِذَا لَاحَظَ ٱلشُّيُوخُ أَنَّ لَدَيْنَا ضُعْفًا مَا،‏ يُحَاوِلُونَ مُسَاعَدَتَنَا.‏ لٰكِنَّهُمْ لَا يَعْتَمِدُونَ عَلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ (‏غل ٦:‏١‏)‏ بَلْ يُصَلُّونَ إِلَى ٱللّٰهِ بِتَوَاضُعٍ طَلَبًا لِلْبَصِيرَةِ وَٱلْحِكْمَةِ.‏ ثُمَّ يُجْرُونَ بَحْثًا فِي كَلِمَتِهِ وَفِي مَطْبُوعَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ لِيَجِدُوا مَعْلُومَاتٍ تُفِيدُنَا.‏ لِذٰلِكَ،‏ إِذَا ٱقْتَرَبَ إِلَيْكَ ٱلشُّيُوخُ بِلُطْفٍ وَمَحَبَّةٍ،‏ لِيَنْصَحُوكَ بِخُصُوصِ لِبَاسِكَ مَثَلًا،‏ فَتَذَكَّرْ أَنَّ نَصِيحَتَهُمْ تَعْبِيرٌ عَنْ مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ لَكَ.‏ فَٱقْبَلْهَا وَطَبِّقْهَا لِتَسْتَفِيدَ وَتَكُونَ «عَجِينَةً» طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ.‏

      ١٤ مَعَ أَنَّ ٱلْخَزَّافَ لَهُ سُلْطَةٌ عَلَى ٱلطِّينِ،‏ كَيْفَ يَحْتَرِمُ يَهْوَهُ إِرَادَتَنَا ٱلْحُرَّةَ؟‏

      ١٤ إِنَّ فَهْمَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يَصُوغُنَا يَهْوَهُ بِهَا يُحَسِّنُ عَلَاقَتَنَا بِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَمَوْقِفَنَا مِنَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ نَدْرُسُ مَعَهُمْ.‏ فَٱلْخَزَّافُ لَا يَأْخُذُ كُتْلَةً مِنَ ٱلطِّينِ وَيَبْدَأُ مُبَاشَرَةً بِجَبْلِهَا.‏ بَلْ يُجَهِّزُهَا أَوَّلًا،‏ فَيُزِيلُ مِنْهَا ٱلْحِجَارَةَ وَٱلشَّوَائِبَ ٱلْأُخْرَى.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يُسَاعِدُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ يَصُوغُهُمْ أَنْ يُطَهِّرُوا حَيَاتَهُمْ،‏ إِذْ يَكْشِفُ لَهُمْ مَقَايِيسَهُ ٱلْبَارَّةَ.‏ لٰكِنَّهُ لَا يُجْبِرُهُمْ عَلَى إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ،‏ بَلْ يُرِيدُ أَنْ يَقُومُوا بِهَا عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ.‏ فَيَهْوَهُ لَا يَجْبُلُنَا إِلَّا إِذَا كُنَّا عَجِينَةً قَابِلَةً لِلْجَبْلِ.‏

      ١٥،‏ ١٦ كَيْفَ يُظْهِرُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُوغَهُمْ يَهْوَهُ؟‏ أَعْطِ مِثَالًا.‏

      ١٥ إِلَيْكَ مِثَالَ أُخْتٍ مِنْ أُوسْتْرَالِيَا ٱسْمُهَا تِسِّي.‏ تَرْوِي ٱلْأُخْتُ ٱلَّتِي دَرَسَتْ مَعَهَا:‏ «كَانَتْ تِسِّي تَتَقَبَّلُ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِسُهُولَةٍ،‏ لٰكِنَّهَا لَمْ تُحْرِزْ أَيَّ تَقَدُّمٍ مَلْحُوظٍ،‏ حَتَّى إِنَّهَا لَمْ تَحْضُرِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ.‏ لِذَا بَعْدَمَا فَكَّرْتُ مَلِيًّا فِي ٱلْمَسْأَلَةِ وَصَلَّيْتُ بِشَأْنِهَا،‏ قَرَّرْتُ أَنْ أَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلدَّرْسِ مَعَهَا.‏ عِنْدَئِذٍ حَدَثَتْ مُفَاجَأَةٌ.‏ فَأَثْنَاءَ عَقْدِ ٱلدَّرْسِ،‏ وَكُنْتُ أَنْوِي أَنْ تَكُونَ ٱلْمَرَّةَ ٱلْأَخِيرَةَ،‏ فَتَحَتْ لِي قَلْبَهَا.‏ فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا تَعْتَبِرُ نَفْسَهَا مُرَائِيَةً لِأَنَّهَا تُحِبُّ ٱلْمُقَامَرَةَ،‏ لٰكِنَّهَا قَرَّرَتْ أَنْ تُقْلِعَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْعَادَةِ».‏

      ١٦ وَسُرْعَانَ مَا بَدَأَتْ تِسِّي تَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَتُعْرِبُ عَنِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ رَغْمَ ٱلِٱسْتِهْزَاءِ ٱلَّذِي وَاجَهَتْهُ مِنْ رَفِيقَاتِهَا ٱلسَّابِقَاتِ.‏ وَبَعْدَ فَتْرَةٍ،‏ ٱعْتَمَدَتْ وَأَصْبَحَتْ فَاتِحَةً عَادِيَّةً،‏ مَعَ أَنَّ أَوْلَادَهَا كَانُوا صِغَارًا.‏ فَعِنْدَمَا يَبْدَأُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِتَطْهِيرِ حَيَاتِهِمْ بِهَدَفِ إِرْضَاءِ ٱللّٰهِ،‏ يَقْتَرِبُ إِلَيْهِمْ وَيَصُوغُهُمْ آنِيَةً كَرِيمَةً.‏

      ١٧ (‏أ)‏ لِمَ تَرْغَبُ أَنْ يَصُوغَكَ يَهْوَهُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٧ لَا يَزَالُ بَعْضُ ٱلْخَزَّافِينَ حَتَّى يَوْمِنَا يَصُوغُونَ ٱلطِّينَ بِعِنَايَةٍ بِأَيْدِيهِمْ وَيَصْنَعُونَ مِنْهُ آنِيَةً جَمِيلَةً.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ إِفْرَادِيًّا،‏ إِذْ يُقَدِّمُ لَنَا ٱلنُّصْحَ بِصَبْرٍ وَيُرَاقِبُ رَدَّةَ فِعْلِنَا.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٣٢:‏٨‏.‏)‏ فَهَلْ تَشْعُرُ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِكَ شَخْصِيًّا،‏ وَتَرَى كَيْفَ يَصُوغُكَ بِعِنَايَةٍ؟‏ أَيَّةُ صِفَاتٍ سَتُسَاعِدُكَ أَنْ تَبْقَى عَجِينَةً طَرِيَّةً وَطَيِّعَةً بَيْنَ يَدَيْهِ؟‏ أَيَّةُ مُيُولٍ عَلَيْكَ أَنْ تَتَجَنَّبَهَا لِئَلَّا تَتَصَلَّبَ وَتَتَقَسَّى؟‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلْوَالِدِينَ أَنْ يَتَعَاوَنُوا مَعَ يَهْوَهَ فِي صَوْغِ أَوْلَادِهِمْ؟‏ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.‏

  • هل انت عجينة طرية بين يدي الخزاف العظيم؟‏
    برج المراقبة (‏الطبعة الدراسية)‏ ٢٠١٦ | حزيران (‏يونيو)‏
    • مثال يظهر كيف يصوغنا الخزاف العظيم:‏ اخ يدير ظهره لشيخين،‏ لكنه يعود لاحقا ويتحدث اليهما

      هَلْ أَنْتَ عَجِينَةٌ طَرِيَّةٌ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْخَزَّافِ ٱلْعَظِيمِ؟‏

      ‏«هُوَذَا كَٱلطِّينِ فِي يَدِ ٱلْخَزَّافِ هٰكَذَا أَنْتُمْ فِي يَدِي».‏ —‏ ار ١٨:‏٦‏.‏

      اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٦٠،‏ ٢٢

      بِمَ تُجِيبُ؟‏

      • أَيَّةُ مُيُولٍ تَجْعَلُنَا نَرْفُضُ مَشُورَةَ يَهْوَهَ وَتُقَسِّي قَلْبَنَا؟‏

      • مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى عَجِينَةً طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيِ ٱللّٰهِ؟‏

      • كَيْفَ يُطِيعُ ٱلْوَالِدُونَ ٱللّٰهَ فِيمَا يُرَبُّونَ أَوْلَادَهُمْ؟‏

      ١،‏ ٢ لِمَ ٱعْتَبَرَ ٱللّٰهُ دَانِيَالَ ‹مَحْبُوبًا جِدًّا›،‏ وَكَيْفَ نَكُونُ طَائِعِينَ كَدَانِيَالَ؟‏

      عِنْدَمَا وَصَلَ ٱلْيَهُودُ ٱلْمَسْبِيُّونَ إِلَى بَابِلَ،‏ رَأَوْا مَدِينَةً مَلِيئَةً بِٱلْأَصْنَامِ،‏ شَعْبُهَا مُسْتَعْبَدٌ لِلْأَرْوَاحِ ٱلشِّرِّيرَةِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلْأُمَنَاءَ،‏ أَمْثَالَ دَانِيَالَ وَرِفَاقِهِ ٱلثَّلَاثَةِ،‏ لَمْ يَسْمَحُوا لِشَعْبِ بَابِلَ بِأَنْ يُقَوْلِبَهُمْ.‏ (‏دا ١:‏٦،‏ ٨،‏ ١٢؛‏ ٣:‏١٦-‏١٨‏)‏ فَدَانِيَالُ وَرِفَاقُهُ عَقَدُوا ٱلْعَزْمَ أَنْ يُعْطُوا تَعَبُّدَهُمُ ٱلْمُطْلَقَ لِيَهْوَهَ،‏ ٱلْخَزَّافِ ٱلْعَظِيمِ.‏ وَقَدْ نَجَحُوا فِي مَسْعَاهُمْ.‏ فَرَغْمَ أَنَّ دَانِيَالَ عَاشَ مُعْظَمَ حَيَاتِهِ فِي بِيئَةٍ فَاسِدَةٍ،‏ قَالَ مَلَاكُ ٱللّٰهِ إِنَّهُ رَجُلٌ «مَحْبُوبٌ جِدًّا»،‏ أَيْ ذُو قِيمَةٍ كَبِيرَةٍ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ.‏ —‏ دا ١٠:‏١١،‏ ١٩‏.‏

      ٢ فِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ كَانَ ٱلْخَزَّافُ أَحْيَانًا يَضْغَطُ ٱلطِّينَ فِي قَالَبٍ حَتَّى يَأْخُذَ ٱلشَّكْلَ ٱلْمَطْلُوبَ.‏ وَيَهْوَهُ،‏ بِصِفَتِهِ ٱلْمُتَسَلِّطَ ٱلْكَوْنِيَّ،‏ لَهُ سُلْطَةٌ أَنْ يَجْبُلَ ٱلشُّعُوبَ.‏ ‏(‏اقرأ ارميا ١٨:‏٦‏.‏)‏ كَمَا أَنَّ لَهُ سُلْطَةً أَنْ يَجْبُلَنَا كَأَفْرَادٍ.‏ لٰكِنَّهُ مَنَحَنَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ،‏ وَيُرِيدُ أَنْ نَخْضَعَ لَهُ طَوْعًا.‏ فَلْنُنَاقِشْ كَيْفَ نَبْقَى عَجِينَةً طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْإِجَابَةِ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ (‏١)‏ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْمُيُولَ ٱلَّتِي تَجْعَلُنَا نَرْفُضُ مَشُورَةَ ٱللّٰهِ وَتُقَسِّي قَلْبَنَا؟‏ (‏٢)‏ كَيْفَ نُنَمِّي ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى طَيِّعِينَ؟‏ (‏٣)‏ كَيْفَ يَتَعَاوَنُ ٱلْوَالِدُونَ مَعَ ٱللّٰهِ فِيمَا يُرَبُّونَ أَوْلَادَهُمْ؟‏

      تَجَنَّبِ ٱلْمُيُولَ ٱلَّتِي تُقَسِّي ٱلْقَلْبَ

      ٣ أَيَّةُ مُيُولٍ تُقَسِّي ٱلْقَلْبَ؟‏ أَعْطِ مِثَالًا.‏

      ٣ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ٤:‏٢٣‏:‏ «صُنْ قَلْبَكَ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ تَصُونُهُ،‏ لِأَنَّ مِنْهُ مَنَابِعَ ٱلْحَيَاةِ».‏ فَثَمَّةَ مُيُولٌ يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ مِنْهَا لِئَلَّا يَتَقَسَّى قَلْبُنَا،‏ وَهِيَ تَشْمُلُ ٱلْكِبْرِيَاءَ وَمُمَارَسَةَ ٱلْخَطِيَّةِ وَقِلَّةَ ٱلْإِيمَانِ.‏ فَيُمْكِنُ لِهٰذِهِ ٱلْمُيُولِ أَنْ تُنَمِّيَ فِينَا رُوحَ ٱلْعِصْيَانِ وَٱلتَّمَرُّدِ.‏ (‏دا ٥:‏١،‏ ٢٠؛‏ عب ٣:‏١٣،‏ ١٨،‏ ١٩‏)‏ تَأَمَّلْ كَيْفَ أَفْسَدَتِ ٱلْكِبْرِيَاءُ عُزِّيَّا،‏ مَلِكَ يَهُوذَا.‏ ‏(‏اقرأ ٢ اخبار الايام ٢٦:‏٣-‏٥،‏ ١٦-‏٢١‏.‏)‏ فَفِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ «فَعَلَ مَا هُوَ صَائِبٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ» وَ «دَأَبَ عَلَى طَلَبِ ٱللّٰهِ».‏ لِذٰلِكَ مَنَحَهُ ٱلْقُوَّةَ.‏ لٰكِنَّهُ «لَمَّا قَوِيَ،‏ تَكَبَّرَ قَلْبُهُ»،‏ حَتَّى إِنَّهُ حَاوَلَ أَنْ يُحْرِقَ ٱلْبَخُورَ فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏ وَهٰذَا ٱمْتِيَازٌ لَا يَحِقُّ إِلَّا لِلْكَهَنَةِ بَنِي هَارُونَ.‏ وَعِنْدَمَا وَقَفَ ٱلْكَهَنَةُ ضِدَّهُ،‏ ٱغْتَاظَ جِدًّا.‏ فَأَذَلَّ يَهْوَهُ كِبْرِيَاءَهُ وَضَرَبَهُ بِٱلْبَرَصِ،‏ وَبَقِيَ أَبْرَصَ حَتَّى مَمَاتِهِ.‏ —‏ ام ١٦:‏١٨‏.‏

      ٤،‏ ٥ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ لَنَا إِذَا لَمْ نَحْتَرِسْ مِنَ ٱلْكِبْرِيَاءِ؟‏ أَعْطِ مِثَالًا.‏

      ٤ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ إِذَا لَمْ يَحْتَرِسِ ٱلْمَسِيحِيُّ مِنَ ٱلْكِبْرِيَاءِ،‏ فَقَدْ «يُفَكِّرُ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ»،‏ حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يَرْفُضُ ٱلْمَشُورَةَ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ (‏رو ١٢:‏٣؛‏ ام ٢٩:‏١‏)‏ إِلَيْكَ مَثَلًا مَا حَدَثَ مَعَ شَيْخٍ مَسِيحِيٍّ ٱسْمُهُ جِيم.‏ فَفِي ٱجْتِمَاعِ ٱلشُّيُوخِ،‏ ٱخْتَلَفَ مَعَ رُفَقَائِهِ عَلَى مَسْأَلَةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ يُخْبِرُ جِيم:‏ «قُلْتُ لَهُمْ إِنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَ مَعْنَى ٱلْمَحَبَّةِ،‏ وَغَادَرْتُ ٱلِٱجْتِمَاعَ».‏ ثُمَّ ٱنْتَقَلَ بَعْدَ نَحْوِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ إِلَى جَمَاعَةٍ مُجَاوِرَةٍ،‏ لٰكِنَّهُ أُصِيبَ بِخَيْبَةِ أَمَلٍ حِينَ لَمْ يُعَيَّنْ شَيْخًا هُنَاكَ.‏ وَكَانَ مُقْتَنِعًا جِدًّا بِأَنَّهُ عَلَى حَقٍّ بِحَيْثُ تَوَقَّفَ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَبَقِيَ خَامِلًا طِيلَةَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ.‏ وَهُوَ يَعْتَرِفُ أَنَّ كِبْرِيَاءَهُ جُرِحَتْ وَأَنَّهُ بَدَأَ يَلُومُ يَهْوَهَ عَلَى مَا يَحْدُثُ.‏ وَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ،‏ زَارَهُ ٱلْإِخْوَةُ وَحَاوَلُوا مُسَاعَدَتَهُ،‏ لٰكِنَّهُ كَانَ يَصُدُّهُمْ.‏

      ٥ يُظْهِرُ هٰذَا ٱلِٱخْتِبَارُ أَنَّ ٱلْكِبْرِيَاءَ يُمْكِنُ أَنْ تَجْعَلَنَا نُبَرِّرُ تَصَرُّفَاتِنَا،‏ فَلَا نَعُودُ عَجِينَةً طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ.‏ (‏ار ١٧:‏٩‏)‏ يَقُولُ جِيم:‏ «كُلُّ مَا كُنْتُ أُفَكِّرُ فِيهِ هُوَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ عَلَى خَطَإٍ».‏ وَمَاذَا عَنْكَ؟‏ هَلْ سَبَقَ أَنْ آلَمَكَ تَصَرُّفُ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ،‏ أَوْ تَثَبَّطْتَ بِسَبَبِ خَسَارَةِ ٱمْتِيَازٍ مَا؟‏ كَيْفَ كَانَ رَدُّ فِعْلِكَ؟‏ هَلْ جُرِحَتْ كِبْرِيَاؤُكَ؟‏ أَمْ هَلْ كَانَ هَمُّكَ ٱلْأَوْحَدُ أَنْ تُصَالِحَ أَخَاكَ وَتَبْقَى وَلِيًّا لِيَهْوَهَ؟‏ —‏ اقرإ المزمور ١١٩:‏١٦٥؛‏ كولوسي ٣:‏١٣‏.‏

      ٦ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ إِذَا مَارَسْنَا ٱلْخَطِيَّةَ؟‏

      ٦ قَدْ يَصْعُبُ عَلَى ٱلْمَرْءِ أَيْضًا أَنْ يَتَجَاوَبَ مَعَ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ إِذَا كَانَ يُمَارِسُ ٱلْخَطِيَّةَ،‏ وَرُبَّمَا يُحَاوِلُ إِخْفَاءَهَا.‏ فَيُصْبِحُ ٱرْتِكَابُ ٱلْخَطِيَّةِ أَسْهَلَ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ.‏ مَثَلًا،‏ يُخْبِرُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ أَنَّ سُلُوكَهُ ٱلْخَاطِئَ لَمْ يَعُدْ يُزْعِجُهُ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ.‏ (‏جا ٨:‏١١‏)‏ وَٱعْتَرَفَ أَخٌ كَانَ يُشَاهِدُ مَوَادَّ إِبَاحِيَّةً أَنَّهُ بَدَأَ شَيْئًا فَشَيْئًا يَنْتَقِدُ ٱلشُّيُوخَ.‏ وَقَدْ أَفْسَدَتْ تِلْكَ ٱلْعَادَةُ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ.‏ وَلٰكِنْ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ،‏ ٱنْكَشَفَ أَمْرُهُ وَقُدِّمَتْ لَهُ ٱلْمُسَاعَدَةُ.‏ طَبْعًا،‏ مَا مِنْ أَحَدٍ مَعْصُومٌ مِنَ ٱلْخَطَإِ.‏ وَلٰكِنْ إِذَا أَصْبَحْنَا ٱنْتِقَادِيِّينَ،‏ أَوْ رُحْنَا نُبَرِّرُ مَسْلَكَنَا ٱلْخَاطِئَ بَدَلَ أَنْ نَطْلُبَ غُفْرَانَ يَهْوَهَ وَمُسَاعَدَتَهُ،‏ فَهٰذَا يَدُلُّ أَنَّ قَلْبَنَا بَدَأَ يَتَقَسَّى.‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ كَيْفَ يُظْهِرُ مِثَالُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّ قِلَّةَ ٱلْإِيمَانِ تُقَسِّي ٱلْقَلْبَ؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ ذٰلِكَ؟‏

      ٧ وَثَمَّةَ مَيْلٌ آخَرُ يُمْكِنُ أَنْ يُقَسِّيَ قَلْبَنَا،‏ وَهُوَ قِلَّةُ ٱلْإِيمَانِ.‏ وَيَظْهَرُ ذٰلِكَ مِمَّا حَدَثَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ حَرَّرَهُمْ يَهْوَهُ مِنْ مِصْرَ.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُمْ رَأَوُا ٱلْعَجَائِبَ ٱلْمُذْهِلَةَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلَّتِي صَنَعَهَا مِنْ أَجْلِهِمْ،‏ أَعْرَبُوا عَنْ قِلَّةِ ٱلْإِيمَانِ فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ.‏ فَبَدَلَ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَى يَهْوَهَ،‏ خَافُوا وَتَذَمَّرُوا عَلَى مُوسَى.‏ حَتَّى إِنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى مِصْرَ،‏ حَيْثُ كَانُوا عَبِيدًا!‏ وَهٰذَا آلَمَ يَهْوَهَ كَثِيرًا،‏ فَقَالَ:‏ «إِلَى مَتَى يَسْتَهِينُ بِي هٰذَا ٱلشَّعْبُ؟‏».‏ (‏عد ١٤:‏١-‏٤،‏ ١١؛‏ مز ٧٨:‏٤٠،‏ ٤١‏)‏ وَبِسَبَبِ قَسَاوَةِ قُلُوبِهِمْ وَقِلَّةِ إِيمَانِهِمْ،‏ هَلَكَ ذٰلِكَ ٱلْجِيلُ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏

      ٨ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ عَلَى أَبْوَابِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ وَإِيمَانُنَا عَلَى ٱلْمِحَكِّ.‏ لِذَا يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَتَأَكَّدَ مِنْ قُوَّةِ إِيمَانِهِ.‏ مَثَلًا،‏ مَا مَدَى ثِقَتِكَ بِكَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٦:‏٣٣‏؟‏ اِسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ تَعْكِسُ أَوْلَوِيَّاتِي وَقَرَارَاتِي أَنِّي أُصَدِّقُ فِعْلًا هٰذَا ٱلْوَعْدَ؟‏ هَلْ أُضَحِّي بِٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أَوْ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ لِأَزِيدَ مَدْخُولِي؟‏ وَمَاذَا أَفْعَلُ إِذَا بَدَأَ عَمَلِي يَسْتَنْزِفُ وَقْتِي وَطَاقَتِي؟‏ هَلْ أَسْمَحُ لِلْعَالَمِ بِأَنْ يَضْغَطَنِي فِي قَالَبِهِ،‏ وَرُبَّمَا أَنْ يُبْعِدَنِي عَنِ ٱلْحَقِّ؟‏›.‏

      ٩ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ ‹نَمْتَحِنَ› أَنْفُسَنَا هَلْ نَحْنُ فِي ٱلْإِيمَانِ،‏ وَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ؟‏

      ٩ لِنَأْخُذْ مَجَالًا آخَرَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَقَسَّى فِيهِ قَلْبُنَا إِنْ لَمْ نَنْتَبِهْ لِإِيمَانِنَا.‏ فَهَلْ نَتَسَاهَلُ فِي تَطْبِيقِ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ أَوْ مُعَامَلَةِ ٱلْمَفْصُولِينَ أَوِ ٱلتَّسْلِيَةِ؟‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَفْحَصَ إِيمَانَنَا دُونَمَا تَأْخِيرٍ!‏ يَحُثُّنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «دَاوِمُوا عَلَى ٱمْتِحَانِ أَنْفُسِكُمْ هَلْ أَنْتُمْ فِي ٱلْإِيمَانِ،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱخْتِبَارِ أَنْفُسِكُمْ».‏ (‏٢ كو ١٣:‏٥‏)‏ فَلْنُقَيِّمْ أَنْفُسَنَا بِمَوْضُوعِيَّةٍ،‏ وَنُصَحِّحْ تَفْكِيرَنَا بِٱسْتِمْرَارٍ عَلَى ضَوْءِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏

      اِبْقَ طَيِّعًا بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ

      ١٠ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَكُونَ عَجِينَةً طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ؟‏

      ١٠ أَعَدَّ ٱللّٰهُ تَدَابِيرَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى عَجِينَةً طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْهِ،‏ وَمِنْ بَيْنِهَا كَلِمَتُهُ وَٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ وَخِدْمَةُ ٱلْحَقْلِ.‏ فَكَمَا يُطَرِّي ٱلْمَاءُ كُتْلَةَ ٱلطِّينِ،‏ كَذٰلِكَ تُسَاعِدُنَا قِرَاءَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّأَمُّلُ فِيهِ يَوْمِيًّا أَنْ نَكُونَ طَيِّعِينَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ.‏ لَقَدْ أَمَرَ يَهْوَهُ مُلُوكَ إِسْرَائِيلَ أَنْ يَكْتُبُوا لِأَنْفُسِهِمْ نُسْخَةً مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ وَيَقْرَأُوا فِيهَا كُلَّ يَوْمٍ.‏ (‏تث ١٧:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وَأَدْرَكَ ٱلرُّسُلُ أَنَّ قِرَاءَةَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلتَّأَمُّلَ فِيهَا ضَرُورِيَّانِ فِي خِدْمَتِهِمْ.‏ فَفِي كِتَابَاتِهِمْ،‏ ٱقْتَبَسُوا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ وَأَشَارُوا إِلَيْهَا مِئَاتِ ٱلْمَرَّاتِ.‏ وَعِنْدَمَا كَرَزُوا لِلنَّاسِ،‏ شَجَّعُوهُمْ أَنْ يَفْحَصُوا هُمْ أَيْضًا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ.‏ (‏اع ١٧:‏١١‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ نَحْنُ نُدْرِكُ مِثْلَهُمْ كَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَقْرَأَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ يَوْمِيًّا وَنَتَأَمَّلَ فِيهَا لِنَبْقَى مُتَوَاضِعِينَ،‏ فَيَجْبُلُنَا يَهْوَهُ كَمَا يَشَاءُ.‏ —‏ ١ تي ٤:‏١٥‏.‏

      اخت يصوغها الخزاف العظيم فيما تقرأ الكتاب المقدس،‏ تصلي،‏ تحضر اجتماعا،‏ وتكرز

      اِسْتَفِدْ مِنْ تَدَابِيرِ ٱللّٰهِ لِتَبْقَى عَجِينَةً طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْهِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٠-‏١٣.‏)‏

      ١١،‏ ١٢ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ لِيَصُوغَ كُلًّا مِنَّا حَسَبَ حَاجَتِهِ؟‏ أَعْطِ مِثَالًا.‏

      ١١ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ أَيْضًا لِيَصُوغَ كُلًّا مِنَّا حَسَبَ حَاجَتِهِ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ جِيمَ ٱلْمَذْكُورَ آنِفًا.‏ فَقَدْ بَدَأَ مَوْقِفُهُ يَلِينُ عِنْدَمَا أَظْهَرَ لَهُ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ ٱهْتِمَامًا شَخْصِيًّا.‏ يَذْكُرُ:‏ «لَمْ يَلُمْنِي أَوْ يَنْتَقِدْنِي وَلَا مَرَّةً.‏ بَلْ كَانَ إِيجَابِيًّا وَأَبْدَى رَغْبَةً صَادِقَةً فِي مُسَاعَدَتِي».‏ وَبَعْدَ نَحْوِ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ،‏ دَعَاهُ ٱلشَّيْخُ إِلَى حُضُورِ أَحَدِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ فَرَحَّبَتْ بِهِ ٱلْجَمَاعَةُ تَرْحِيبًا حَارًّا.‏ يُخْبِرُ جِيم:‏ «كَانَتْ مَحَبَّتُهُمْ نُقْطَةَ ٱلتَّحَوُّلِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيَّ.‏ فَصِرْتُ أُدْرِكُ أَنَّ مَشَاعِرِي لَيْسَتِ ٱلشَّيْءَ ٱلْأَهَمَّ.‏ وَبِفَضْلِ ٱلدَّعْمِ ٱلَّذِي نِلْتُهُ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ،‏ وَمِنْ زَوْجَتِي ٱلْعَزِيزَةِ ٱلَّتِي لَمْ تَضْعُفْ رُوحِيًّا قَطُّ،‏ ٱسْتَعَدْتُ تَدْرِيجِيًّا صِحَّتِي ٱلرُّوحِيَّةَ.‏ كَمَا شَجَّعَتْنِي كَثِيرًا ٱلْمَقَالَتَانِ ‹‏يَهْوَهُ لَيْسَ ٱلْمَلُومَ‏› وَ ‹‏اُخْدُمُوا يَهْوَهَ بِوَلَاءٍ‏› فِي عَدَدِ ١٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (‏نُوفَمْبِر)‏ ١٩٩٢ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ».‏

      ١٢ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ عُيِّنَ جِيم شَيْخًا مِنْ جَدِيدٍ.‏ وَهُوَ مُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ يُسَاعِدُ غَيْرَهُ أَنْ يَتَعَافَوْا رُوحِيًّا إِذَا مَرُّوا بِمَشَاكِلَ مُمَاثِلَةٍ.‏ يَقُولُ جِيم:‏ «كُنْتُ عَلَى خَطَإٍ حِينَ ظَنَنْتُ أَنَّ عَلَاقَتِي بِيَهْوَهَ مَتِينَةٌ.‏ وَأَنَا نَادِمٌ أَنِّي سَمَحْتُ لِلْكِبْرِيَاءِ بِأَنْ تُعْمِيَنِي عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً وَتَجْعَلَ أَخْطَاءَ ٱلْآخَرِينَ تُهَيْمِنُ عَلَى تَفْكِيرِي».‏ —‏ ١ كو ١٠:‏١٢‏.‏

      ١٣ كَيْفَ تَجْبُلُنَا خِدْمَةُ ٱلْحَقْلِ،‏ وَبِأَيَّةِ فَوَائِدَ؟‏

      ١٣ وَكَيْفَ تَجْبُلُنَا خِدْمَةُ ٱلْحَقْلِ وَتُحَسِّنُ شَخْصِيَّتَنَا؟‏ تُسَاعِدُنَا ٱلْكِرَازَةُ بِٱلْبِشَارَةِ أَنْ نُنَمِّيَ ٱلتَّوَاضُعَ وَمُخْتَلِفَ أَوْجُهِ ثَمَرِ رُوحِ ٱللّٰهِ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فَأَيَّةُ صِفَاتٍ جَيِّدَةٍ نَمَّيْتَهَا أَنْتَ بِفَضْلِ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ؟‏ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ نَحْنُ نُزَيِّنُ رِسَالَتَنَا حِينَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ وَهٰذَا يَنْعَكِسُ عَلَى مَوْقِفِ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ أَصْغَى شَاهِدَانِ فِي أُوسْتْرَالِيَا بِٱحْتِرَامٍ إِلَى رَبَّةِ مَنْزِلٍ تَحَدَّثَتْ إِلَيْهِمَا بِمُنْتَهَى ٱلْفَظَاظَةِ.‏ لٰكِنَّهَا نَدِمَتْ لَاحِقًا عَلَى تَصَرُّفِهَا،‏ وَكَتَبَتْ رِسَالَةً إِلَى مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ قَالَتْ فِيهَا:‏ «أَوَدُّ أَنْ أُقَدِّمَ ٱعْتِذَارِي إِلَيْهِمَا عَلَى تَصَرُّفِي ٱلْمُتَعَالِي جِدًّا.‏ لَقَدْ تَعَامَلَا مَعِي بِكُلِّ صَبْرٍ وَتَوَاضُعٍ.‏ وَكَانَ مِنَ ٱلْحَمَاقَةِ أَنْ أَقِفَ أَمَامَ شَخْصَيْنِ يَنْشُرَانِ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ وَأَصُدَّهُمَا بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ».‏ فَهَلْ كَانَتْ هٰذِهِ ٱلسَّيِّدَةُ سَتَكْتُبُ ذٰلِكَ لَوْ بَدَتْ عَلَى ٱلنَّاشِرَيْنِ ذَرَّةٌ مِنَ ٱلْغَضَبِ؟‏ هٰذَا مُسْتَبْعَدٌ جِدًّا.‏ فَهَلْ تَرَى كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلْخِدْمَةُ عَلَى تَحْسِينِ شَخْصِيَّتِنَا،‏ وَتُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ أَيْضًا؟‏

      تَعَاوَنْ مَعَ ٱللّٰهِ فِيمَا تُرَبِّي أَوْلَادَكَ

      ١٤ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْوَالِدُونَ لِيَنْجَحُوا فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ؟‏

      ١٤ اَلْأَوْلَادُ ٱلصِّغَارُ عَادَةً مُتَوَاضِعُونَ وَمُتَلَهِّفُونَ إِلَى ٱلْمَعْرِفَةِ.‏ (‏مت ١٨:‏١-‏٤‏)‏ لِذَا يَسْعَى ٱلْوَالِدُونَ ٱلْحُكَمَاءُ لِيُسَاعِدُوا أَوْلَادَهُمْ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ وَيُحِبُّوهُ.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَلٰكِنْ لِكَيْ يَنْجَحُوا فِي هٰذَا ٱلْمَسْعَى،‏ عَلَيْهِمْ أَوَّلًا أَنْ يُحِبُّوا هُمْ أَنْفُسُهُمُ ٱلْحَقَّ وَيَعِيشُوهُ فِي حَيَاتِهِمْ.‏ وَهٰذَا يُسَهِّلُ عَلَى أَوْلَادِهِمْ أَنْ يُحِبُّوا ٱلْحَقَّ،‏ وَيُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَفْهَمُوا أَنَّ ٱلتَّأْدِيبَ تَعْبِيرٌ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ مِنْ وَالِدِيهِمْ وَمِنْ يَهْوَهَ.‏

      ١٥،‏ ١٦ كَيْفَ يُعْرِبُ ٱلْوَالِدُونَ عَنْ ثِقَتِهِمْ بِٱللّٰهِ إِذَا فُصِلَ وَلَدُهُمْ؟‏

      ١٥ يَتَرَبَّى بَعْضُ ٱلْأَوْلَادِ عَلَى يَدِ وَالِدِينَ مَسِيحِيِّينَ،‏ لٰكِنَّهُمْ يَتْرُكُونَ ٱلْحَقَّ فِي مَا بَعْدُ أَوْ يُفْصَلُونَ،‏ وَهٰذَا يُحْزِنُ ٱلْعَائِلَةَ بِكَامِلِهَا.‏ تَقُولُ أُخْتٌ مِنْ جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا:‏ «عِنْدَمَا فُصِلَ أَخِي،‏ ٱنْسَحَقَ قَلْبُنَا وَشَعَرْنَا كَمَا لَوْ أَنَّهُ مَاتَ».‏ فَمَاذَا فَعَلَتْ هِيَ وَأَبَوَاهَا؟‏ لَقَدْ أَطَاعُوا إِرْشَادَ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏ ‏(‏اقرأ ١ كورنثوس ٥:‏١١،‏ ١٣‏.‏)‏ يَقُولُ ٱلْأَبَوَانِ:‏ «صَمَّمْنَا أَنْ نُطَبِّقَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ،‏ وَاثِقِينَ أَنَّ ٱتِّبَاعَ مَشُورَةِ ٱللّٰهِ سَيُؤَدِّي إِلَى أَفْضَلِ ٱلنَّتَائِجِ.‏ وَٱعْتَبَرْنَا ٱلْفَصْلَ تَأْدِيبًا مِنْ يَهْوَهَ،‏ وَكُنَّا عَلَى يَقِينٍ أَنَّهُ يُقَوِّمُ بِٱعْتِدَالٍ وَأَنَّ ٱلتَّأْدِيبَ تَعْبِيرٌ عَنْ مَحَبَّتِهِ.‏ فَحَصَرْنَا عَلَاقَتَنَا بِٱبْنِنَا فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْعَائِلِيَّةِ ٱلضَّرُورِيَّةِ جِدًّا».‏

      ١٦ وَكَيْفَ شَعَرَ ٱلِٱبْنُ؟‏ قَالَ لَاحِقًا:‏ «كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ عَائِلَتِي لَا تَكْرَهُنِي،‏ بَلْ تُطِيعُ يَهْوَهَ وَهَيْئَتَهُ».‏ وَأَضَافَ:‏ «حِينَ لَا تَجِدُ أَحَدًا تَلْجَأُ إِلَيْهِ سِوَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَٱلْغُفْرَانِ،‏ تُدْرِكُ كَمْ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ».‏ وَيَا لَلْفَرَحِ ٱلَّذِي غَمَرَ ٱلْعَائِلَةَ حِينَ أُعِيدَ هٰذَا ٱلشَّابُّ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ!‏ فَعِنْدَمَا نُطِيعُ ٱللّٰهَ فِي كُلِّ طُرُقِنَا،‏ نَحْصُدُ أَفْضَلَ ٱلنَّتَائِجِ.‏ —‏ ام ٣:‏٥،‏ ٦؛‏ ٢٨:‏٢٦‏.‏

      ١٧ لِمَ يَجِبُ أَنْ نُطِيعَ يَهْوَهَ دَائِمًا،‏ وَأَيَّةُ فَوَائِدَ سَنَجْنِيهَا مِنْ ذٰلِكَ؟‏

      ١٧ تَنَبَّأَ ٱلنَّبِيُّ إِشَعْيَا أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلْمَسْبِيِّينَ سَيَتُوبُونَ وَيَقُولُونَ:‏ «يَا يَهْوَهُ،‏ أَنْتَ أَبُونَا.‏ نَحْنُ ٱلطِّينُ وَأَنْتَ ٱلْخَزَّافُ،‏ وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ».‏ ثُمَّ يَلْتَمِسُونَ مِنْهُ قَائِلِينَ:‏ «لَا تَذْكُرْ ذُنُوبَنَا إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ اُنْظُرْ!‏ هَا نَحْنُ كُلُّنَا شَعْبُكَ».‏ (‏اش ٦٤:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَنَحْنُ أَيْضًا،‏ إِذَا كُنَّا مُتَوَاضِعِينَ وَأَطَعْنَا يَهْوَهَ دَائِمًا،‏ فَسَنَكُونُ ذَوِي قِيمَةٍ كَبِيرَةٍ فِي نَظَرِهِ كَٱلنَّبِيِّ دَانِيَالَ.‏ وَسَيَظَلُّ يَصُوغُنَا بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ وَرُوحِهِ وَهَيْئَتِهِ،‏ إِلَى أَنْ نُصْبِحَ يَوْمًا مَا «أَوْلَادَ ٱللّٰهِ» ٱلْكَامِلِينَ.‏ —‏ رو ٨:‏٢١‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة