مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • تعلُّم ايجاد اللذة في مخافة يهوه
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • تعلُّم ايجاد اللذة في مخافة يهوه

      ‏«هلمَّ ايها البنون استمعوا اليَّ فأعلِّمكم مخافة (‏يهوه)‏.‏» —‏ مزمور ٣٤:‏١١‏.‏

      ١ كيف سيزيل ملكوت اللّٰه الخوف،‏ ولكن هل يعني ذلك كل خوف؟‏

      يتوق الناس في كل مكان الى التحرُّر من الخوف —‏ الخوف من الجريمة والعنف،‏ الخوف من البطالة،‏ الخوف من المرض الخطير.‏ فيا لليوم العظيم الذي سيكون عندما تصير هذه الحرية حقيقةً في ظل ملكوت اللّٰه!‏ (‏اشعياء ٣٣:‏٢٤؛‏ ٦٥:‏٢١-‏٢٣؛‏ ميخا ٤:‏٤‏)‏ ولكن لن يُزال كل خوف آنذاك،‏ ولا يجب ان نسعى الى طرد كل خوف من حياتنا الآن.‏ فهنالك خوف جيد وخوف رديء.‏

      ٢ (‏أ)‏ ايّ نوع من الخوف هو رديء،‏ وأيّ نوع مرغوب فيه؟‏ (‏ب)‏ ما هو الخوف التقوي،‏ وكيف تدلّ الآيات المشار اليها على ذلك؟‏

      ٢ يمكن ان يكون الخوف سمًّا عقليا،‏ يشلّ قدرة الشخص على التفكير المنطقي.‏ ويمكن ان يُضعف الشجاعة ويدمِّر الرجاء.‏ ومثل هذا الخوف قد يختبره شخص مهدَّد جسديا من عدو.‏ (‏ارميا ٥١:‏٣٠‏)‏ وقد يختبره شخص يعلِّق اهمية اكثر من اللازم على حيازة رضى اناس معيَّنين ذوي نفوذ.‏ (‏امثال ٢٩:‏٢٥‏)‏ ولكن هنالك ايضا خوف سليم،‏ نوع يمنعنا من فعل ايّ شيء بتهوُّر،‏ من ايذاء انفسنا.‏ والخوف التقوي يشمل اكثر من ذلك ايضا.‏ انه مهابة يهوه،‏ توقير عميق له،‏ مع خوف سليم من عدم ارضائه.‏ (‏مزمور ٨٩:‏٧‏)‏ وهذا الخوف من ان نجلب على انفسنا عدم رضى اللّٰه ينجم عن التقدير للطفه الحبي وصلاحه.‏ (‏مزمور ٥:‏٧؛‏ هوشع ٣:‏٥‏)‏ ويشمل ايضا الادراك ان يهوه هو القاضي الاسمى والكلي القدرة،‏ الذي له قدرة على إنزال العقوبة،‏ وحتى الموت،‏ بأولئك الذين يرفضون اطاعته.‏ —‏ رومية ١٤:‏١٠-‏١٢‏.‏

      ٣ كيف يتباين خوف يهوه مع ذاك الذي يقترن ببعض الآلهة الوثنية؟‏

      ٣ ان الخوف التقوي سليم،‏ لا مَرَضيّ.‏ ويحثّ المرء ان يكون ثابتا الى جانب ما هو صواب،‏ لا ان يساير بفعل ما هو خطأ.‏ وهو ليس كالخوف المقترن بالاله اليوناني القديم فوبوس،‏ الموصوف بإله شرير يوحي بالرعب.‏ وليس كالخوف المقترن بالالاهة الهندوسية كالي،‏ التي تُصوَّر احيانا متعطشة الى الدم،‏ مستعملةً الجثث،‏ الحيّات،‏ والجماجم كأدوات للزينة.‏ الخوف التقوي يجذب؛‏ ولا ينفّر.‏ انه مشبوك في المحبة والتقدير.‏ لذلك يجذبنا الخوف التقوي الى يهوه.‏ —‏ تثنية ١٠:‏١٢،‏ ١٣؛‏ مزمور ٢:‏١١‏.‏

      لماذا يملكه البعض والآخرون لا يملكونه

      ٤ كما اظهر الرسول بولس،‏ الى اية حالة وصل الجنس البشري،‏ وما سبب ذلك؟‏

      ٤ ان الجنس البشري ككل لا تدفعه صفة الخوف التقوي.‏ وفي رومية ٣:‏٩-‏١٨‏،‏ يصف الرسول بولس مدى انحدار البشر من الكمال الاصلي.‏ فبعد ان يذكر بولس ان الجميع هم تحت الخطية،‏ يقتبس من المزامير،‏ قائلا:‏ «ليس بار ولا واحد.‏» (‏انظروا المزمور ١٤:‏١‏.‏)‏ ثم يزوِّد تفاصيل بالاشارة الى امور كإهمال الجنس البشري طلب اللّٰه،‏ انعدام الصلاح فيهم،‏ كلامهم الماكر،‏ لعنهم،‏ وسفكهم الدم.‏ وكم يصف ذلك بدقة العالم اليوم!‏ فغالبية الناس لا تهتم باللّٰه ومقاصده.‏ وغالبا ما يُحفظ ايّ مظهر للطف لمناسبات يجري فيها نيل شيء ما بواسطته.‏ والكلام الكاذب والبذيء شيء مألوف.‏ وسفك الدم يُبرَز ليس فقط في الاخبار بل في التسلية ايضا.‏ فما هو سبب حالة كهذه؟‏ صحيح اننا جميعا متحدِّرون من آدم الخاطئ،‏ ولكن عندما يتبنَّى الناس كطريقة حياة لهم الامور التي وصفها الرسول بولس،‏ يكون شيء اكثر من ذلك مشمولا.‏ ويوضح العدد ١٨ ما هو،‏ قائلا:‏ «ليس خوف اللّٰه قدام عيونهم.‏» —‏ انظروا المزمور ٣٦:‏١‏.‏

      ٥ لماذا يملك بعض الناس الخوف التقوي،‏ في حين ان الآخرين لا يملكونه؟‏

      ٥ ومع ذلك،‏ لماذا يملك بعض الناس الخوف التقوي في حين ان الآخرين لا يملكونه؟‏ بعبارة بسيطة،‏ لأن بعض الناس ينمُّونه،‏ في حين ان الآخرين لا يفعلون ذلك.‏ ولا احد منا وُلد به،‏ لكننا جميعا لدينا المقدرة على اكتسابه.‏ فالخوف التقوي شيء يجب ان نتعلَّمه.‏ وبعد ذلك،‏ كي يكون قوة دافعة فعَّالة في حياتنا،‏ يلزم ان ننمِّيه.‏

      دعوة التماس

      ٦ مَن يقدِّم لنا الدعوة المسجَّلة في المزمور ٣٤:‏١١‏،‏ وكيف تظهر هذه الآية انه يجب تعلُّم الخوف التقوي؟‏

      ٦ تُقدَّم لنا دعوة التماس لتعلُّم مخافة يهوه في المزمور ٣٤‏.‏ انه مزمور لداود.‏ وإلى من رمز داود؟‏ ليس الى احد سوى الرب يسوع المسيح.‏ والنبوة التي طبقها الرسول يوحنا خصوصا على يسوع مسجَّلة في العدد ٢٠ من هذا المزمور.‏ (‏يوحنا ١٩:‏٣٦‏)‏ وفي ايامنا،‏ يسوع هو الذي يقدِّم دعوة كتلك التي في العدد ١١‏:‏ «هلمَّ ايها البنون استمعوا اليَّ فأعلِّمكم مخافة (‏يهوه)‏.‏» ويُظهر ذلك بوضوح ان الخوف التقوي امر يمكن تعلُّمه،‏ ويسوع المسيح مؤهل بشكل ممتاز ليعلِّمنا.‏ ولماذا الامر كذلك؟‏

      ٧ لماذا يسوع هو خصوصا الشخص الذي يجب تعلُّم الخوف التقوي منه؟‏

      ٧ يعرف يسوع المسيح اهمية الخوف التقوي.‏ تقول عنه العبرانيين ٥:‏٧‏:‏ «الذي في ايام جسده اذ قدَّم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلِّصه من الموت وسمع له من اجل (‏خوفه التقوي)‏.‏» وخوف تقوي كهذا هو صفة اظهرها يسوع المسيح حتى قبل ان يواجه الموت على خشبة الآلام.‏ تذكَّروا انه،‏ في الامثال الاصحاح ٨‏،‏ يوصف ابن اللّٰه بمجسَّم الحكمة.‏ وفي الامثال ٩:‏١٠‏،‏ يجري اخبارنا:‏ «بدء الحكمة مخافة الرب.‏» وهكذا فإن هذا الخوف التقوي هو جزء رئيسي من شخصية ابن اللّٰه قبل زمن طويل من مجيئه الى الارض.‏

      ٨ في اشعياء ١١:‏٢،‏ ٣‏،‏ ماذا نتعلَّم عن مخافة يهوه؟‏

      ٨ وعلاوة على ذلك،‏ في ما يتعلق بيسوع كملك مسيَّاني،‏ تذكر اشعياء ١١:‏٢،‏ ٣‏:‏ «يحلّ عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب.‏ ولذّته تكون في مخافة الرب.‏» كم يجري التعبير عن ذلك بشكل جميل!‏ فمخافة يهوه ليست امرا بغيضا.‏ انها ايجابية وبنَّاءة.‏ وهي صفة ستعمّ كامل الحيّز الذي سيحكم عليه المسيح كملك.‏ وهو يحكم الآن،‏ ويعطي جميع الذين يتجمَّعون كرعايا له الارشادَ في مخافة يهوه.‏ كيف؟‏

      ٩ كيف يعلِّمنا يسوع المسيح مخافة يهوه،‏ وماذا يريد ان نتعلَّم عنها؟‏

      ٩ بواسطة اجتماعاتنا الجماعية،‏ محافلنا الدائرية،‏ ومحافلنا الكورية،‏ يساعدنا يسوع،‏ بصفته رأس الجماعة المعيَّن والملك المسيَّاني،‏ ان نفهم بوضوح ماهية الخوف التقوي وسبب كونه مفيدا جدا.‏ وهكذا يسعى الى تعميق تقديرنا لمخافة يهوه بحيث نتعلَّم ان نجد اللذة فيها،‏ تماما كما يجد هو.‏

      هل تبذلون الجهد؟‏

      ١٠ عند حضور الاجتماعات المسيحية،‏ ماذا يلزم ان نفعل اذا اردنا ان نفهم مخافة يهوه؟‏

      ١٠ طبعا،‏ ان مجرد قراءتنا الكتاب المقدس او حضورنا الاجتماعات في قاعة الملكوت لن يضمن حيازتنا الخوف التقوي.‏ لاحظوا ما يلزم ان نفعله اذا اردنا ان نفهم حقا مخافة يهوه.‏ تقول الامثال ٢:‏١-‏٥‏:‏ «يا ابني إن قبلْتَ كلامي وخبأت وصاياي عندك حتى تميل اذنك الى الحكمة وتعطِّف قلبك على الفهم إن دعوت المعرفة ورفعت صوتك الى الفهم إن طلبتها كالفضة وبحثت عنها كالكنوز فحينئذ تفهم مخافة الرب وتجد معرفة اللّٰه.‏» لذلك عند حضور الاجتماعات،‏ يلزم ان ننتبه لما يقال،‏ نبذل جهدا جدّيا للتركيز على الافكار الرئيسية وتذكُّرها،‏ نفكِّر بعمق كيف ينبغي لطريقة شعورنا تجاه يهوه ان تؤثِّر في موقفنا من المشورة المقدَّمة لنا —‏ نعم،‏ تفتح قلوبنا.‏ حينئذ سنفهم مخافة يهوه.‏

      ١١ لتنمية الخوف التقوي،‏ ماذا يجب ان نفعل بإخلاص وتكرارا؟‏

      ١١ يلفت المزمور ٨٦:‏١١ الانتباه الى عامل مهم آخر،‏ ذاك الذي للصلاة.‏ «علِّمني يا رب طريقك أسلك في حقك،‏» صلّى المرنم الملهم.‏ «وحِّد قلبي لخوف اسمك.‏» قَبِل يهوه هذه الصلاة،‏ لأنه جعلها تُسجَّل في الكتاب المقدس.‏ ولتنمية الخوف التقوي،‏ يلزمنا نحن ايضا ان نصلّي الى يهوه من اجل مساعدته،‏ وسنستفيد بالصلاة بإخلاص وتكرارا.‏ —‏ لوقا ١٨:‏١-‏٨‏.‏

      قلبكم مشمول

      ١٢ لماذا يجب ان يُمنح القلب انتباها خصوصيا،‏ وماذا يشمل ذلك؟‏

      ١٢ هنالك شيء آخر ينبغي لنا ان نلاحظه في المزمور ٨٦:‏١١‏.‏ فالمرنم الملهم لم يطلب فقط الفهم العقلي لمخافة اللّٰه.‏ انه يذكر قلبه.‏ وتنمية الخوف التقوي تشمل القلب المجازي،‏ الذي يتطلَّب انتباها خصوصيا لأنه الانسان الداخلي كما يظهر في كل نشاطاتنا في الحياة ويشمل افكارنا،‏ مواقفنا،‏ رغباتنا،‏ دوافعنا،‏ اهدافنا.‏

      ١٣ (‏أ)‏ ماذا قد يدلّ ان قلب الشخص منقسم؟‏ (‏ب)‏ اذ ننمِّي الخوف التقوي،‏ نحو ايّ هدف يجب ان نعمل؟‏

      ١٣ يحذِّرنا الكتاب المقدس ان قلب الشخص قد يكون منقسما.‏ ويمكن ان يكون خدّاعا.‏ (‏مزمور ١٢:‏٢؛‏ ارميا ١٧:‏٩‏)‏ فقد يدفعنا الى الاشتراك في نشاطات سليمة —‏ الذهاب الى اجتماعات الجماعة والخروج في خدمة الحقل —‏ ولكن قد يحبّ ايضا اوجها معيَّنة من طريقة حياة العالم.‏ وهذا قد يمنعنا من العمل حقا من كل النفس في ترويج مصالح الملكوت.‏ ثم قد يحاول القلب الخدّاع ان يقنعنا بأننا،‏ رغم كل شيء،‏ نفعل قدر ما يفعل آخرون كثيرون.‏ او ربما في المدرسة او في مكان عملنا الدنيوي،‏ قد يتأثر القلب بخوف الانسان.‏ ونتيجة لذلك،‏ في هذين المحيطين،‏ قد نتردَّد في تحديد هويتنا كشهود ليهوه وقد نفعل ايضا امورا لا تليق بالمسيحيين.‏ ولكن بعد ذلك يزعجنا ضميرنا.‏ وليس هذا نوع الشخص الذي نريد ان نكون.‏ ولذلك نصلّي مع المرنم الملهم الى يهوه:‏ «وحِّد قلبي لخوف اسمك.‏» فنحن نريد ان يقدِّم الانسان الداخلي بكامله،‏ كما يظهر في كل نشاطاتنا في الحياة،‏ الدليل على اننا ‹نتَّقي اللّٰه ونحفظ وصاياه.‏› —‏ جامعة ١٢:‏١٣‏.‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ عند الإنباء بردّ اسرائيل من الاسر في بابل،‏ ماذا وعد يهوه بأن يعطي شعبه؟‏ (‏ب)‏ ماذا فعل يهوه بهدف غرس مخافة اللّٰه في قلوب شعبه؟‏ (‏ج)‏ لماذا حاد اسرائيل عن طرق يهوه؟‏

      ١٤ وعد يهوه بأنه سيعطي شعبه مثل هذا القلب الذي يخاف اللّٰه.‏ وأنبأ بردّ اسرائيل وقال،‏ كما نقرأ في ارميا ٣٢:‏٣٧-‏٣٩‏:‏ «اردّهم الى هذا الموضع وأسكِّنهم آمنين.‏ ويكونون لي شعبا وأنا اكون لهم الها.‏ وأعطيهم قلبا واحدا وطريقا واحدا ليخافوني كل الايام لخيرهم وخير اولادهم بعدهم.‏» وفي العدد ٤٠ يُعزَّز وعد اللّٰه:‏ «اجعل مخافتي في قلوبهم فلا يحيدون عني.‏» وفي السنة ٥٣٧ ق‌م اعادهم يهوه فعلا الى اورشليم كما وعد.‏ ولكن ماذا عن باقي هذا الوعد —‏ ان يعطيهم ‹قلبا واحدا ليخافوه كل الايام›؟‏ لماذا حادت امة اسرائيل القديمة عن يهوه بعد ان اعادها من بابل،‏ حتى ان هيكلهم دُمِّر في السنة ٧٠ ب‌م،‏ لئلا يُبنى مرة اخرى ابدا؟‏

      ١٥ لم يكن ذلك بسبب ايّ فشل من جهة يهوه.‏ لقد اتَّخذ يهوه،‏ في الواقع،‏ خطوات لجعل خوفه في قلوب شعبه.‏ فبالرحمة التي اظهرها في تحريرهم من بابل وردّهم الى موطنهم،‏ اعطاهم كل سبب للنظر اليه بتوقير عميق.‏ وعزَّز اللّٰه كل ذلك بالتذكيرات،‏ المشورة،‏ والتوبيخ بواسطة الانبياء حجَّي،‏ زكريا،‏ وملاخي؛‏ بواسطة عزرا،‏ الذي أُرسل اليهم كمعلِّم؛‏ بواسطة الوالي نحميا؛‏ وبواسطة ابن اللّٰه نفسه.‏ وفي بعض الاحيان كان الشعب يصغون.‏ وقد فعلوا ذلك عندما اعادوا بناء هيكل يهوه بحثٍّ من حجَّي وزكريا وعندما صرفوا نساءهم الغريبات في ايام عزرا.‏ (‏عزرا ٥:‏١،‏ ٢؛‏ ١٠:‏١-‏٤‏)‏ ولكن في اغلب الاحيان لم يطيعوا.‏ ولم ينتبهوا دائما؛‏ لم يستمروا في تقبُّل المشورة؛‏ لم يُبقوا قلوبهم مفتوحة.‏ فالاسرائيليون لم ينمّوا الخوف التقوي،‏ ونتيجة لذلك لم يكن القوة الدافعة الفعَّالة في حياتهم.‏ —‏ ملاخي ١:‏٦؛‏ متى ١٥:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ١٦ في قلوب مَن غرس يهوه الخوف التقوي؟‏

      ١٦ ومع ذلك لم يفشل وعد يهوه ان يجعل الخوف التقوي في قلوب شعبه.‏ فقد قطع عهدا جديدا مع اسرائيل الروحي،‏ اولئك المسيحيين الذين وضع امامهم رجاء سماويا.‏ (‏ارميا ٣١:‏٣٣؛‏ غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ وفي السنة ١٩١٩ ردّهم اللّٰه من اسر بابل العظيمة،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ وغرس في قلوبهم بشكل راسخ مخافته.‏ وهذا جلب فوائد غنية لهم و ‹للجمع الكثير،‏› الذين لديهم رجاء الحياة كرعايا ارضيين للملكوت.‏ (‏ارميا ٣٢:‏٣٩؛‏ رؤيا ٧:‏٩‏)‏ ومخافة يهوه قد صارت في قلوبهم ايضا.‏

      كيفية غرس الخوف التقوي في قلوبنا

      ١٧ كيف يضع يهوه الخوف التقوي في قلوبنا؟‏

      ١٧ كيف يغرس يهوه هذا الخوف التقوي في قلوبنا؟‏ بعمل روحه.‏ وماذا لدينا من نتاج الروح القدس؟‏ الكتاب المقدس،‏ كلمة اللّٰه الموحى بها.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فبما فعله في الماضي،‏ بتعاملاته مع خدامه الآن اتماما لكلمته النبوية،‏ وبالنبوات عن الامور الآتية،‏ يزوِّد يهوه اساسا سليما لنطوِّر جميعنا الخوف التقوي.‏ —‏ يشوع ٢٤:‏٢-‏١٥؛‏ عبرانيين ١٠:‏٣٠،‏ ٣١‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ كيف تساعدنا المحافل الكورية،‏ المحافل الدائرية،‏ والاجتماعات الجماعية على حيازة الخوف التقوي؟‏

      ١٨ وجدير بالملاحظة ان يهوه قال لموسى،‏ كما هو مذكور في تثنية ٤:‏١٠‏:‏ «اجمع لي الشعب فأُسمعهم كلامي لكي يتعلَّموا ان يخافوني كل الايام التي هم فيها احياء على الارض ويعلِّموا اولادهم.‏» وبشكل مماثل اليوم،‏ صنع يهوه تدابير وافرة لمساعدة شعبه على تعلُّم مخافته.‏ ففي المحافل الكورية،‏ المحافل الدائرية،‏ والاجتماعات الجماعية،‏ نسرد الدليل على لطف يهوه الحبي وصلاحه.‏ هذا ما كنا نفعله عند درسنا كتاب اعظم انسان عاش على الاطلاق.‏ فكيف اثَّر هذا الدرس فيكم وفي موقفكم من يهوه؟‏ وإذ رأيتم انعكاس الاوجه المتنوعة لشخصية الآب العظيمة السماوية في ابنه،‏ ألم يقوِّي ذلك رغبتكم ان لا تكونوا ابدا غير مَرْضيِّين عند اللّٰه؟‏ —‏ كولوسي ١:‏١٥‏.‏

      ١٩ وفي اجتماعاتنا ندرس ايضا روايات عن انقاذ يهوه لشعبه في الازمنة الماضية.‏ (‏٢ صموئيل ٧:‏٢٣‏)‏ وإذ ندرس سفر الرؤيا للكتاب المقدس بمساعدة كتاب الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏،‏ نتعلَّم عن الرؤى النبوية التي تمَّت في هذا القرن الـ‍ ٢٠ وعن حوادث توحي بالرهبة ستأتي بعد.‏ وفي ما يتعلق بأعمال اللّٰه هذه جميعها،‏ يذكر المزمور ٦٦:‏٥‏:‏ «هلمَّ انظروا اعمال اللّٰه.‏ فعله المرهب نحو بني آدم.‏» نعم،‏ اذا نظرنا اليها بشكل لائق،‏ تغرس اعمال اللّٰه هذه في قلوبنا خوف يهوه،‏ توقيرا عميقا.‏ وهكذا يمكننا ان نرى كيف يتمِّم يهوه اللّٰه وعده:‏ «اجعل مخافتي في قلوبهم فلا يحيدون عني.‏» —‏ ارميا ٣٢:‏٤٠‏.‏

      ٢٠ لكي يصير الخوف التقوي مغروسا عميقا في قلوبنا،‏ ماذا يلزم من جهتنا؟‏

      ٢٠ ولكن من الواضح ان الخوف التقوي لا يصير في قلوبنا دون جهد من جهتنا.‏ والنتائج ليست آلية.‏ فيهوه يقوم بدوره.‏ ونحن يجب ان نقوم بدورنا بتنمية الخوف التقوي.‏ (‏تثنية ٥:‏٢٩‏)‏ لقد فشل اسرائيل الطبيعي في ذلك.‏ ولكن بالاتكال على يهوه يختبر الاسرائيليون الروحيون ورفقاؤهم الآن الكثير من الفوائد التي يحصل عليها اولئك الذين يخافون اللّٰه.‏ وسنتأمل في بعض هذه الفوائد في المقالة التالية.‏

  • فوائد خوف الاله الحقيقي
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • فوائد خوف الاله الحقيقي

      ‏«انا الرب الهك معلِّمك لتنتفع وأمشيك في طريق تسلك فيه.‏» —‏ اشعياء ٤٨:‏١٧‏.‏

      ١ اية كوارث كان يمكن تجنبها بالخوف التقوي؟‏

      لو نمَّى آدم الخوف التقوي،‏ لمنعه ذلك من الخطية التي ادَّت الى موته الابدي وإلى آلاف السنين من الاسى لذريته.‏ لو اصغت امة اسرائيل القديمة الى مشورة يهوه ان تخافه وتحبَّه،‏ لما أُخذت هذه الامة الى الاسر في بابل،‏ ولما رفضت ابن اللّٰه وصارت مذنبة بسفك دمه.‏ لو كان العالم اليوم يخاف اللّٰه،‏ لما كان هنالك فساد في الحكومة او في التجارة،‏ ولا جريمة،‏ ولا حرب.‏ —‏ امثال ٣:‏٧‏.‏

      ٢ رغم الاحوال في العالم حولنا،‏ لماذا يجب ان ننمِّي مخافة يهوه؟‏

      ٢ ولكن بصرف النظر عما يفعله العالم حولنا،‏ يمكننا كأفراد،‏ عائلات،‏ وجماعات من خدام يهوه ان نستفيد من تنمية مخافة الاله الحقيقي.‏ وينسجم ذلك مع المذكِّر الذي اعطاه موسى لامة اسرائيل:‏ «ماذا يطلب منك الرب الهك إلا ان تتقي الرب الهك لتسلك في كل طرقه وتحبَّه وتعبد الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك وتحفظ وصايا الرب .‏ .‏ .‏ لخيرك.‏» (‏تثنية ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وما هي بعض الفوائد التي نحصل عليها عندما نخاف يهوه،‏ الاله الحقيقي؟‏

      الحكمة —‏ اثمن من الذهب

      ٣ (‏أ)‏ ما هي الفائدة الرئيسية التي يمكننا نيلها؟‏ (‏ب)‏ ما هو معنى المزمور ١١١:‏١٠‏؟‏

      ٣ الفائدة الرئيسية هي الحكمة الحقيقية.‏ يعلن المزمور ١١١:‏١٠‏:‏ «رأس الحكمة مخافة الرب.‏» وماذا يعني ذلك؟‏ الحكمة هي المقدرة على استعمال المعرفة بنجاح لحل المشاكل،‏ الحيدان عن الخطر،‏ وتحقيق اهداف معيَّنة.‏ وتشمل التفكير السليم.‏ ورأس حكمة كهذه،‏ اوَّلها،‏ اساسها،‏ هو مخافة يهوه.‏ ولماذا؟‏ لأن كل الخليقة هي عمل يديه.‏ وهي تعتمد عليه.‏ وقد منح الجنس البشري الارادة الحرة لا المقدرة على توجيه خطواتهم بنجاح بمعزل عن ارشاده.‏ (‏يشوع ٢٤:‏١٥؛‏ ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ ولا يمكننا ان نحرز النجاح الدائم إلا اذا قدَّرنا هذه الوقائع الاساسية عن الحياة وعشنا بانسجام معها.‏ وإذا منحتنا معرفتنا ليهوه اقتناعا راسخا بأن مشيئة اللّٰه ستنجح بالتأكيد وأن وعده ومقدرته على مكافأة الامانة هما اكيدان،‏ فحينئذ سيدفعنا الخوف التقوي الى العمل بحكمة.‏ —‏ امثال ٣:‏٢١-‏٢٦؛‏ عبرانيين ١١:‏٦‏.‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ لماذا ترك التعليمُ الجامعي شابا دون حكمة حقيقية؟‏ (‏ب)‏ كيف اكتسب لاحقا هذا الشاب وزوجته الحكمة الحقيقية،‏ وبأية طريقة غيَّر ذلك حياتهما؟‏

      ٤ تأملوا في احد الامثلة.‏ قبل عقود كان هنالك شاب يذهب الى جامعة ساسْكاتشيوان في كندا.‏ وكان منهاج الدراسة يشمل علم الاحياء،‏ فعلَّموه نظرية التطور.‏ وبعد التخرُّج تخصَّص في الفيزياء الذَّرِّية،‏ وحصل على منحة دراسية لمتابعة دروسه في جامعة تورونتو.‏ وفيما كان يدرس رأى الدليل المدهش على النظام والتصميم في البُنى الذَّرِّية.‏ ولكن لم تُعطَ اجوبة عن الاسئلة:‏ مَن صمَّم كل ذلك؟‏ متى؟‏ ولماذا؟‏ ودون هذه الاجوبة،‏ هل كان يمكن ان يستعمل معرفته بحكمة في عالم كان آنذاك في حرب؟‏ ماذا كان سيوجِّهه؟‏ القومية؟‏ الرغبة في المكافآ‌ت المادية؟‏ هل اكتسب حقا الحكمة الحقيقية؟‏

      ٥ بعد تخرُّجه بوقت غير طويل،‏ ابتدأ هذا الشاب وزوجته يدرسان الكتاب المقدس مع شهود يهوه.‏ ومن كلمة اللّٰه ابتدأا يحصلان على الاجوبة التي لم يحصلا عليها من قبل.‏ وصارا يعرفان الخالق،‏ يهوه اللّٰه.‏ وإذ درسا عن موسى في البحر الاحمر وعن دانيال ورفقائه في بابل،‏ تعلَّما اهمية مخافة اللّٰه لا الناس.‏ (‏خروج ١٤:‏١٠-‏٣١؛‏ دانيال ٣:‏٨-‏٣٠‏)‏ ومثل هذا الخوف التقوي المقترن بالمحبة الحقيقية ليهوه ابتدأ يحرِّكهما.‏ وسرعان ما تغيَّر مسلك حياتهما بكامله.‏ وأخيرا عرف الشاب ذاك الذي كان قد درس عمل يديه في علم الاحياء.‏ وابتدأ يفهم قصد ذاك الذي كان قد رأى حكمته تنعكس في دراسته للفيزياء.‏ وبدلا من استعمال معرفته لانتاج ادوات تهلك رفيقه الانسان،‏ اراد وزوجته ان يساعدا الآخرين على محبة اللّٰه وجيرانهم.‏ فانخرطا في الخدمة كامل الوقت كمناديَين بملكوت اللّٰه.‏ ولاحقا حضرا مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس وبُعثا كمرسلَين.‏

      ٦ اذا كنا نملك الحكمة المتأصلة في مخافة يهوه،‏ فأية مساعٍ لا تتَّسم ببُعد النظر سنتجنبها،‏ وماذا سنفعل بدلا من ذلك؟‏

      ٦ طبعا،‏ لا يمكن ان يكون كل شخص مرسلا.‏ ولكن يمكننا جميعا ان نتمتَّع بالحكمة المتأصلة في مخافة يهوه.‏ واذا نمَّينا هذه الحكمة،‏ فلن نتشرَّب بتوق فلسفات البشر الذين في الواقع يخمِّنون فقط ماهية الحياة.‏ وسننكبّ على درس الكتاب المقدس،‏ الموحى به من ينبوع الحياة،‏ يهوه اللّٰه،‏ ذاك الذي يمكنه ان يمنحنا الحياة الابدية.‏ (‏مزمور ٣٦:‏٩؛‏ كولوسي ٢:‏٨‏)‏ وبدلا من ان نصير عبيدا للنظام التجاري الذي يترنَّح وهو على شفير الدمار،‏ سنصغي الى مشورة يهوه ان نكون مكتفين بالقوت والكسوة،‏ فيما نجعل علاقتنا باللّٰه الشيء الرئيسي في الحياة.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏٨-‏١٢‏)‏ وعوضا عن التصرف كما لو ان مستقبلنا يعتمد على كوننا في وضع جيد في هذا العالم،‏ سنصدِّق كلمة يهوه عندما تخبرنا ان العالم يمضي وكذلك شهوته،‏ أما الذي يفعل مشيئة اللّٰه فيثبت الى الابد.‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٧‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ كيف تساعدنا الامثال ١٦:‏١٦ على امتلاك احساس بالقيم متَّزن؟‏ (‏ب)‏ اية مكافأة تأتي من جعل مشيئة اللّٰه النقطة المركزية في حياتنا؟‏

      ٧ تشجعنا الامثال ١٦:‏١٦ اذ تذكر بصدق:‏ «قنية الحكمة [الحكمة التي تبتدئ بمخافة يهوه] كم هي خير من الذهب وقنية الفهم تُختار على الفضة.‏» وحكمة وفهم كهذين سيدفعاننا الى جعل فعل مشيئة اللّٰه النقطة المركزية في حياتنا.‏ وما هو العمل الذي اوكله اللّٰه الى شهوده لهذه الفترة من التاريخ البشري؟‏ الكرازة بملكوته ومساعدة المستقيمي القلب على الصيرورة تلاميذ حقيقيين ليسوع المسيح.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وهذا عمل يمنح مكافآ‌ت الاكتفاء الحقيقي والكثير من السعادة.‏ اذًا لسبب وجيه يقول الكتاب المقدس:‏ «طوبى للانسان الذي يجد الحكمة.‏» —‏ امثال ٣:‏١٣‏.‏

      الحماية من فعل الخطإ

      ٨ (‏أ)‏ اذكروا فائدة ثانية تأتي من مخافة اللّٰه.‏ (‏ب)‏ ما هو الشر الذي نكون محميّين منه؟‏ (‏ج)‏ كيف يصير الخوف التقوي قوة دافعة فعَّالة؟‏

      ٨ والفائدة الثانية من مخافة اللّٰه هي اننا نكون بها محميّين من فعل ما هو شر.‏ وأولئك الذين يحترمون اللّٰه بعمق لا يقرِّرون لأنفسهم ما هو خير وما هو شر.‏ وهم لا يعتبرون شرا ما يقول اللّٰه انه خير،‏ ولا يعتبرون خيرا الامور التي يقول اللّٰه انها شر.‏ (‏مزمور ٣٧:‏١،‏ ٢٧؛‏ اشعياء ٥:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ فإن الشخص الذي يدفعه الخوف التقوي لا يكتفي بمجرد معرفة ما يقول يهوه انه خير وما يقول انه شر.‏ فمثل هذا الشخص يحبّ ما يحبه يهوه ويكره ما يكرهه يهوه.‏ ونتيجة لذلك،‏ يعمل بانسجام مع مقاييس اللّٰه.‏ وهكذا،‏ كما هو مذكور في الامثال ١٦:‏٦‏،‏ «في مخافة الرب الحيدان عن الشر.‏» ومثل هذا الخوف التقوي يصير قوة دافعة فعَّالة لانجاز ما قد لا يتمكَّن الشخص من فعله بقوته الخاصة.‏

      ٩ كيف اثَّرت الرغبة القوية في عدم إغضاب اللّٰه في قرار امرأة في المكسيك،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ٩ وحتى اذا كان الخوف التقوي فقط في بداية نموِّه في الشخص،‏ فقد يقوّيه لتجنب فعل شيء يمكن ان يندم عليه باقي حياته.‏ مثلا،‏ سألت امرأة حامل في المكسيك واحدة من شهود يهوه عن الاجهاض.‏ فقرأت الشاهدة على المرأة عدة آيات وبعد ذلك استنتجت:‏ «الحياة مهمة جدا بالنسبة الى الخالق،‏ وحتى حياة اولئك الذين لم يولدوا بعد.‏» (‏خروج ٢١:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ مزمور ١٣٩:‏١٣-‏١٦‏)‏ وكان فحص سريري قد اقترح ان طفلها قد يكون غير طبيعي.‏ ولكن الآن،‏ اذ دفعها ما رأته في كلمة اللّٰه،‏ قرَّرت المرأة ان تنجب طفلها.‏ فرفض طبيبها ان يراها ثانية،‏ وهدَّد زوجها بتركها،‏ لكنها كانت ثابتة.‏ وفي الوقت المعيَّن،‏ انجبت طفلة —‏ طبيعية،‏ سليمة،‏ وجميلة.‏ وبدافع الاقرار بالفضل فتَّشت عن الشهود،‏ وابتدأوا يدرسون كلمة اللّٰه معها.‏ وفي اقل من سنة اعتمدت هي وزوجها.‏ وفي محفل كوري،‏ بعد سنوات قليلة،‏ سرَّهما ان يلتقيا الشاهدة الاولى مرة ثانية وعرَّفاها بابنتهما الجميلة البالغة من العمر اربع سنوات.‏ ان الاحترام اللائق للّٰه والرغبة القوية في عدم إغضابه يمارسان بالتأكيد تأثيرات قوية في حياة المرء.‏

      ١٠ يمكن ان يقوِّي الخوف التقوي الناس على التحرر من اية اشكال لفعل الشر؟‏

      ١٠ يقوِّينا الخوف التقوي ازاء الكثير من فعل الشر.‏ (‏٢ كورنثوس ٧:‏١‏)‏ وعند تنميته بشكل لائق،‏ يمكن ان يساعد الشخص على التوقف عن ارتكاب الخطايا السرية التي لا يعرفها إلا هو ويهوه.‏ ويمكن ان يساعده على التحرر من عبودية اساءة استعمال الكحول او اساءة استعمال المخدِّرات.‏ اوضح مدمن سابق على المخدِّرات في جنوب افريقيا:‏ «اذ كنت اتلقى المعرفة عن اللّٰه كنت اطوِّر ايضا خوفا من الاساءة اليه او عدم ارضائه.‏ عرفت انه يراقب،‏ وكان لي اشتياق ان اكون مقبولا في نظره.‏ فدفعني ذلك الى اتلاف المخدِّرات التي كانت معي بصبّ الماء عليها في المرحاض.‏» والخوف التقوي ساعد آلافا آخرين بطرائق مماثلة.‏ —‏ امثال ٥:‏٢١؛‏ ١٥:‏٣‏.‏

      الحماية من خشية الانسان

      ١١ من ايّ شرك شائع يمكن ان تحمينا مخافة يهوه السليمة؟‏

      ١١ ومخافة اللّٰه السليمة تحمينا ايضا من خوف الانسان.‏ فمعظم الناس يُبتلون بخوف الانسان الى درجة اكبر او اصغر.‏ وحتى رسل يسوع المسيح تركوه وفرّوا عندما قبض عليه الجنود في بستان جثسيماني.‏ ولاحقا،‏ في دار رئيس الكهنة،‏ اذ فقد بطرس اتِّزانه ووقع في قبضة الخوف،‏ انكر انه واحد من تلاميذ يسوع وأنه يعرفه ايضا.‏ (‏مرقس ١٤:‏٤٨-‏٥٠،‏ ٦٦-‏٧٢؛‏ يوحنا ١٨:‏١٥-‏٢٧‏)‏ ولكن جرت مساعدة الرسل على استعادة اتِّزانهم الروحي.‏ ومن جهة اخرى،‏ في ايام الملك يهوياقيم،‏ تغلَّب الخوف على اوريا بن شِمعيا بحيث ترك خدمته كنبي ليهوه وهرب من البلد،‏ ولكن ليُقبض عليه ويُقتل على اية حال.‏ —‏ ارميا ٢٦:‏٢٠-‏٢٣‏.‏

      ١٢ (‏أ)‏ الى اية حماية من خوف الانسان تشير الامثال ٢٩:‏٢٥‏؟‏ (‏ب)‏ كيف يتطور الاتكال على اللّٰه؟‏

      ١٢ ماذا يمكن ان يساعد الشخص على التغلب على خوف الانسان؟‏ بعد التحذير من ان «خشية الانسان تضع شركا،‏» تضيف الامثال ٢٩:‏٢٥‏:‏ «المتَّكل على الرب يُرفع.‏» فالاتكال على يهوه هو المفتاح.‏ واتكال كهذا يتأسس على المعرفة والاختبار.‏ وبدرس كلمته نرى الدليل على صواب طرق يهوه.‏ ونصير عارفين بالحوادث التي تُظهر امكانية الاعتماد عليه،‏ يقينية وعوده (‏بما فيها وعد القيامة)‏،‏ محبته وقدرته الكلية.‏ ثم عندما نعمل وفق هذه المعرفة،‏ فاعلين الامور التي يأمر بها يهوه ورافضين بثبات ما يحذِّرنا منه،‏ نبتدئ باختبار عنايته الحبية وامكانية الاعتماد عليه مباشرة.‏ ونرى شخصيا الدليل على ان قوته تعمل على اتمام مشيئته.‏ وثقتنا به تنمو ومعها تنمو محبتنا له ورغبتنا المخلصة في تجنب إغضابه.‏ واتكال كهذا يُبنى على اساس متين.‏ ويخدم كحصن من خوف الانسان.‏

      ١٣ كيف يمكن ان يساعدنا الخوف التقوي في عملنا الدنيوي،‏ في البيت،‏ وفي المدرسة؟‏

      ١٣ ان اتكالنا على يهوه،‏ المقترن بالخوف التقوي،‏ سيجعلنا ثابتين الى جانب ما هو صواب اذا هدَّدنا مستخدِم بخسارة عملنا لرفضنا الاشتراك في ممارسة العمل غير المستقيمة.‏ (‏قارنوا ميخا ٦:‏١١،‏ ١٢‏.‏)‏ ومثل هذا الخوف التقوي يمكِّن آلافا عديدة من المسيحيين من المثابرة على العبادة الحقة في وجه المقاومة من اعضاء العائلة غير المؤمنين.‏ ويعطي الاحداث ايضا الذين يذهبون الى المدارس الشجاعة لتحديد هويتهم كشهود ليهوه،‏ ويحصِّنهم لمواجهة السخرية من قبل رفقاء الصف الذين يهزأون بمقاييس الكتاب المقدس.‏ وهكذا،‏ قالت شاهدة مراهقة:‏ «ان ما يفكرون فيه حقا غير مهم.‏ وما يفكر فيه يهوه هو المهم.‏»‏

      ١٤ كيف يتمكَّن خدام يهوه من الانتصار حتى عندما تكون حياتهم مهدَّدة؟‏

      ١٤ وهذا الاقتناع نفسه يقوِّي المسيحيين الحقيقيين على التمسُّك بثبات بطرق يهوه حتى عندما تكون حياتهم مهدَّدة.‏ فهم يعرفون انه يجب ان يتوقَّعوا الاضطهاد من العالم.‏ ويدركون ان الاشرار جلدوا الرسل وضربوا يسوع المسيح نفسه وقتلوه.‏ (‏مرقس ١٤:‏٦٥؛‏ ١٥:‏١٥-‏٣٩؛‏ اعمال ٥:‏٤٠‏؛‏ قارنوا دانيال ٣:‏١٦-‏١٨‏.‏)‏ لكنَّ خدام يهوه لديهم ملء الثقة أنه يستطيع ان يقوِّيهم على الاحتمال؛‏ أنهم بمساعدة اللّٰه يمكن ان ينتصروا؛‏ أن يهوه سيكافئ حتما اولئك الامناء —‏ حتى بإقامتهم اذا لزم الامر الى الحياة في عالمه الجديد.‏ ومحبتهم للّٰه المقترنة بالخوف التقوي تدفعهم بقوة الى تجنُّب فعل ايّ شيء يجعله يستاء.‏

      ١٥ ماذا مكَّن شهود يهوه من المحافظة على استقامتهم في معسكرات الاعتقال النازية؟‏

      ١٥ وهذا الدافع مكَّن شهود يهوه من الثبات في وجه اهوال معسكرات الاعتقال النازية خلال ثلاثينات وأربعينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ لقد فكروا جدّيا في مشورة يسوع الموجودة في لوقا ١٢:‏٤،‏ ٥‏:‏ «اقول لكم يا احبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر.‏ بل أُريكم ممَّن تخافون.‏ خافوا من الذي بعد ما يقتل له سلطان ان يلقي في جهنم.‏ نعم اقول لكم من هذا خافوا.‏» وهكذا كتب لاحقا ڠوستاڤ أوشنر،‏ شاهد كان في معسكر اعتقال زاكسنهاوزن:‏ ‹قتلت وحدات الحماية الـ‍ SS اوغست ديكمان بالرصاص وهدَّدت برمي الباقين منا بالرصاص ان لم نوقِّع ورقة ننكر فيها ايماننا.‏ ولم يوقِّع احد منا.‏ لقد كنا نخاف من عدم ارضاء يهوه اكثر من رصاصهم.‏› يقود خوف الانسان الى المسايرة،‏ لكنَّ خوف اللّٰه يجعل المرء ثابتا الى جانب ما هو صواب.‏

      حفظ الحياة

      ١٦ ماذا مكَّن نوحا من المحافظة على مسلك صائب عقدا بعد عقد حتى الطوفان،‏ وماذا كانت النتيجة له ولأهل بيته؟‏

      ١٦ عاش نوح في الايام الاخيرة لعالم ما قبل الطوفان.‏ وكان يهوه قد قرَّر ان يهلك العالم الشرير لذلك الوقت بسبب شر الانسان.‏ ولكن،‏ في تلك الاثناء،‏ كان نوح موجودا في ذلك العالم الذي كان ملآنا عنفا،‏ فسادا ادبيا جسيما،‏ وعدم اكتراث بالمشيئة الالهية.‏ وعلى الرغم من كرازة نوح بالبر،‏ «لم (‏يبالوا)‏ حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع.‏» (‏متى ٢٤:‏٣٩‏)‏ ومع ذلك لم يتوقف نوح عن القيام بالعمل الذي وضعه اللّٰه امامه.‏ فقد فعل «حسب كل ما امره به اللّٰه.‏ هكذا فعل.‏» (‏تكوين ٦:‏٢٢‏)‏ فماذا مكَّن نوحا من المحافظة على مسلك لائق سنة بعد سنة حتى الطوفان؟‏ تجيب العبرانيين ١١:‏٧‏:‏ «بالايمان نوح لمّا أُوحي اليه عن امور لم تُرَ بعد (‏اظهر خوفا تقويا)‏.‏» ونتيجة لذلك،‏ حُفظ هو وزوجته وبنوه وزوجاتهم عبر الطوفان.‏

      ١٧ (‏أ)‏ بصرف النظر عما يفعله الآخرون،‏ ماذا يجب ان نفعل؟‏ (‏ب)‏ لماذا متَّقو يهوه هم الشعب السعيد حقا؟‏

      ١٧ نحن نعيش في فترة تشبه من نواحٍ عديدة زمن نوح.‏ (‏لوقا ١٧:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ ومن جديد يجري اعطاء التحذير.‏ وتخبرنا الرؤيا ١٤:‏٦،‏ ٧ عن ملاك طائر في وسط السماء يحثّ الناس من كل امة وقبيلة ولسان ان ‹يخافوا اللّٰه ويعطوه مجدا.‏› وبصرف النظر عما يفعله العالم حولكم،‏ أَصغوا الى هذه الكلمات،‏ ثم قدِّموا الدعوة للآخرين.‏ ومثل نوح،‏ اعملوا بإيمان وأَظهروا الخوف التقوي.‏ وفعلكم ذلك يمكن ان يؤدي الى حفظ حياتكم وحياة آخرين كثيرين.‏ وإذ نتأمل في الفوائد التي يتمتَّع بها اولئك الذين يخافون الاله الحقيقي،‏ لا يمكننا إلا ان نتَّفق مع المرنم الملهم الذي رنَّم:‏ «طوبى للرجل المتقي الرب المسرور جدا بوصاياه.‏» —‏ مزمور ١١٢:‏١‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة