-
كُنْ حكيما وخَفْ يهوهبرج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ آب (اغسطس)
-
-
كُنْ حَكِيمًا وَخَفْ يَهْوَه
«مَخَافَةُ يَهْوَه بِدَايَةُ ٱلْحِكْمَةِ». — امثال ٩:١٠.
١ لِمَاذَا يَسْتَصْعِبُ كَثِيرُونَ فَهْمَ فِكْرَةِ خَوْفِ ٱللّٰهِ؟
فِي ٱلْمَاضِي، كَانَ وَصْفُ ٱلشَّخْصِ أَنَّهُ خَائِفٌ للّٰهِ يُعْتَبَرُ مَدِيحًا. أَمَّا ٱلْيَوْمَ فَكَثِيرُونَ يَعْتَبِرُونَ فِكْرَةَ خَوْفِ ٱللّٰهِ عَتِيقَةَ ٱلطِّرَازِ وَيَسْتَصْعِبُونَ فَهْمَهَا. وَقَدْ يَسْأَلُونَ: ‹إِذَا كَانَ ٱللّٰهُ مَحَبَّةً، فَلِمَاذَا أَخَافُهُ؟›. فَٱلْخَوْفُ فِي نَظَرِهِمْ هُوَ شُعُورٌ سَلْبِيٌّ يَشُلُّ ٱلشَّخْصَ أَحْيَانًا. لكِنَّ ٱلْخَوْفَ ٱلصَّحِيحَ مِنَ ٱللّٰهِ لَهُ مَعْنًى أَوْسَعُ. فَهُوَ لَيْسَ مُجَرَّدَ شُعُورٍ أَوْ إِحْسَاسٍ، كَمَا سَنَرَى فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ.
٢، ٣ مَاذَا يَشْمُلُ خَوْفُ ٱللّٰهِ؟
٢ يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ إِيجَابِيَّةٌ. (اشعيا ١١:٣) فَهذَا ٱلْخَوْفُ هُوَ تَوْقِيرٌ شَدِيدٌ وَٱحْتِرَامٌ عَمِيقٌ للّٰهِ، رَغْبَةٌ قَوِيَّةٌ فِي إِرْضَائِهِ. (مزمور ١١٥:١١) وَهُوَ يَشْمُلُ قُبُولَ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ وَٱلِٱلْتِصَاقَ بِهَا بِدِقَّةٍ وَٱلرَّغْبَةَ فِي ٱلْعَيْشِ بِمُوجِبِ مِقْيَاسِ ٱللّٰهِ لِلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ. وَيُشِيرُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ أَنَّ هذَا ٱلْخَوْفَ ٱلسَّلِيمَ يَعْكِسُ «مَوْقِفًا مِنَ ٱللّٰهِ يَجِبُ أَنْ يَتَّخِذَهُ ٱلْمَرْءُ لِكَيْ يَتَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ وَيَتَجَنَّبَ شَتَّى أَنْوَاعِ ٱلشُّرُورِ». لِذلِكَ تَقُولُ لَنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «مَخَافَةُ يَهْوَهَ بِدَايَةُ ٱلْحِكْمَةِ». — امثال ٩:١٠.
٣ إِذًا، لِخَوْفِ ٱللّٰهِ عَلَاقَةٌ بِمَجَالَاتٍ عَدِيدَةٍ فِي حَيَاتِنَا. فَهُوَ لَا يَرْتَبِطُ بِٱلْحِكْمَةِ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا بِٱلْفَرَحِ، ٱلسَّلَامِ، ٱلِٱزْدِهَارِ، طُولِ ٱلْأَيَّامِ، ٱلرَّجَاءِ، وَٱلثِّقَةِ. (مزمور ٢:١١؛ امثال ١:٧؛ ١٠:٢٧؛ ١٤:٢٦؛ ٢٢:٤؛ ٢٣:١٧، ١٨؛ اعمال ٩:٣١) وَهُوَ وَثِيقُ ٱلصِّلَةِ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ، وَيَرْتَبِطُ بِعَلَاقَتِنَا بِٱللّٰهِ وَرُفَقَائِنَا ٱلْبَشَرِ. (تثنية ١٠:١٢؛ ايوب ٦:١٤؛ عبرانيين ١١:٧) وَخَوْفُ ٱللّٰهِ يَشْمُلُ ٱلِٱقْتِنَاعَ ٱلرَّاسِخَ بِأَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ يَهْتَمُّ بِنَا شَخْصِيًّا وَأَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ لِغُفْرَانِ تَعَدِّيَاتِنَا. (مزمور ١٣٠:٤) فَوَحْدَهُمُ ٱلْأَشْرَارُ غَيْرُ ٱلتَّائِبِينَ لَدَيْهِمْ سَبَبٌ لِيَرْتَعِبُوا مِنَ ٱللّٰهِ.a — عبرانيين ١٠:٢٦-٣١.
كَيْفَ نَتَعَلَّمُ أَنْ نَخَافَ يَهْوَه
٤ مَاذَا يُسَاعِدُنَا ‹لِنَتَعَلَّمَ أَنْ نَخَافَ يَهْوَه›؟
٤ بِمَا أَنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ أَمْرٌ ضَرُورِيٌّ لِٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ وَنَيْلِ بَرَكَاتِ ٱللّٰهِ، فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ ‹نَتَعَلَّمَ أَنْ نَخَافَ يَهْوَه› خَوْفًا سَلِيمًا؟ (تثنية ١٧:١٩) تَذْكُرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَمْثِلَةً عَدِيدَةً لِرِجَالٍ وَنِسَاءٍ خَائِفِينَ ٱللّٰهَ بُغْيَةَ «إِرْشَادِنَا». (روما ١٥:٤) لِذلِكَ لِنَفْهَمَ مَا يَعْنِيهِ فِعْلًا خَوْفُ ٱللّٰهِ، لِنَتَأَمَّلْ فِي حَيَاةِ أَحَدِ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ: دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ.
٥ كَيْفَ سَاعَدَتْ رِعَايَةُ ٱلْغَنَمِ دَاوُدَ لِيَتَعَلَّمَ أَنْ يَخَافَ يَهْوَه؟
٥ رَفَضَ يَهْوَه شَاوُلَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلْأَوَّلَ بِسَبَبِ خَوْفِهِ مِنَ ٱلشَّعْبِ وَٱفْتِقَارِهِ إِلَى خَوْفِ ٱللّٰهِ. (١ صموئيل ١٥:٢٤-٢٦) مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَإِنَّ مَسْلَكَ حَيَاةِ دَاوُدَ وَعَلَاقَتَهُ ٱللَّصِيقَةَ بِيَهْوَه أَظْهَرَا أَنَّهُ رَجُلٌ يَخَافُ ٱللّٰهَ حَقًّا. فَفِي حَدَاثَتِهِ، غَالِبًا مَا كَانَ يَرْعَى غَنَمَ أَبِيهِ. (١ صموئيل ١٦:١١) وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱللَّيَالِيَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلَّتِي قَضَاهَا وَهُوَ يَرْعَى ٱلْغَنَمَ فِي ٱلْعَرَاءِ قَدْ سَاعَدَتْهُ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَعْنِيهِ خَوْفُ يَهْوَه. فَرَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرَى سِوَى جُزْءٍ ضَئِيلٍ مِنْ هذَا ٱلْكَوْنِ ٱلْفَسِيحِ، تَوَصَّلَ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ ٱلصَّحِيحِ: يَسْتَحِقُّ ٱللّٰهُ أَنْ نُعْطِيَهُ ٱلِٱحْتِرَامَ وَٱلتَّوْقِيرَ. كَتَبَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ: «حِينَ أَرَى سَمٰوَاتِكَ، عَمَلَ أَصَابِعِكَ، ٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ ٱلَّتِي هَيَّأْتَهَا، مَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْفَانِي حَتَّى تَذْكُرَهُ، وَٱبْنُ آدَمَ حَتَّى تَعْتَنِيَ بِهِ؟». — مزمور ٨:٣، ٤.
٦ كَيْفَ شَعَرَ دَاوُدُ حِينَ أَدْرَكَ عَظَمَةَ يَهْوَه؟
٦ لِسَبَبٍ وَجِيهٍ إِذًا تَأَثَّرَ دَاوُدُ عِنْدَمَا قَارَنَ صِغَرَهُ بِٱلسَّمَاءِ ٱلْوَاسِعَةِ ٱلْمُرَصَّعَةِ بِٱلنُّجُومِ. وَهذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ لَمْ تُفْزِعْهُ بَلْ دَفَعَتْهُ إِلَى تَسْبِيحِ يَهْوَه وَٱلْقَوْلِ: «اَلسَّمٰوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ ٱللّٰهِ، وَٱلْجَلَدُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ». (مزمور ١٩:١) وَتَوْقِيرُ دَاوُدَ للّٰهِ قَرَّبَهُ إِلَيْهِ وَنَمَّى فِيهِ رَغْبَةَ أَنْ يَتَعَلَّمَ عَنْهُ وَيَقْتَدِيَ بِمِثَالِهِ ٱلْكَامِلِ. تَخَيَّلْ كَيْفَ شَعَرَ حِينَ رَنَّمَ لِيَهْوَه: «إِنَّكَ عَظِيمٌ وَصَانِعٌ أُمُورًا عَجِيبَةً، أَنْتَ ٱللّٰهُ وَحْدَكَ. عَلِّمْنِي يَا يَهْوَهُ طَرِيقَكَ. فَسَأَسْلُكُ فِي حَقِّكَ. وَحِّدْ قَلْبِي لِيَخَافَ ٱسْمَكَ». — مزمور ٨٦:١٠، ١١.
٧ كَيْفَ سَاعَدَ خَوْفُ ٱللّٰهِ دَاوُدَ عَلَى مُحَارَبَةِ جُلْيَاتَ؟
٧ عِنْدَمَا ٱجْتَاحَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ أَرْضَ إِسْرَائِيلَ، عَيَّرَ بَطَلُهُمْ جُلْيَاتُ (ٱلْبَالِغُ طُولُهُ نَحْوَ ثَلَاثَةِ أَمْتَارٍ) ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَائِلًا بِمَا مَعْنَاهُ: ‹اِخْتَارُوا رَجُلًا لِيُحَارِبَنِي. فَإِنِ ٱنْتَصَرَ، صِرْنَا لَكُمْ خُدَّامًا›. (١ صموئيل ١٧:٤-١٠) فَٱرْتَاعَ شَاوُلُ وَكُلُّ جَيْشِهِ. لكِنَّ دَاوُدَ لَمْ يَخَفْ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ يُخَافَ مِنْهُ، وَلَيْسَ أَيُّ إِنْسَانٍ مَهْمَا كَانَ قَوِيًّا. لِذلِكَ قَالَ لِجُلْيَاتَ: ‹أَنَا آتِيكَ بِٱسْمِ يَهْوَهِ ٱلْجُنُودِ، فَتَعْرِفُ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِٱلسَّيْفِ وَلَا بِٱلرُّمْحِ يُخَلِّصُ يَهْوَهُ، لِأَنَّ ٱلْحَرْبَ لِيَهْوَهَ›. وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه، ضَرَبَ دَاوُدُ ٱلْعِمْلَاقَ بِحَجَرٍ وَاحِدٍ مِنْ مِقْلَاعِهِ فَقَتَلَهُ. — ١ صموئيل ١٧:٤٥-٤٧.
٨ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْخَائِفِينَ ٱللّٰهَ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٨ رُبَّمَا نُوَاجِهُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ أَعْدَاءً أَقْوِيَاءَ أَوْ عَوَائِقَ هَائِلَةً تَمَامًا كَمَا وَاجَهَ دَاوُدُ قَدِيمًا. فَمَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ؟ بِإِمْكَانِنَا ٱسْتِخْدَامُ ٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا دَاوُدُ وَٱلْأُمَنَاءُ ٱلْآخَرُونَ لِمُجَابَهَةِ ٱلْأَعْدَاءِ وَٱلْعَوَائِقِ: اِمْتِلَاكِ خَوْفِ ٱللّٰهِ. فَهذَا ٱلْخَوْفُ يَهْزِمُ خَوْفَ ٱلْإِنْسَانِ. مَثَلًا، حَثَّ خَادِمُ ٱللّٰهِ ٱلْأَمِينُ نَحَمْيَا رُفَقَاءَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَتَعَرَّضُونَ لِضَغْطٍ مِنَ ٱلْمُقَاوِمِينَ: «لَا تَخَافُوا مِنْهُمْ. اُذْكُرُوا يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَ ٱلْمَخُوفَ». (نحميا ٤:١٤) فَبِدَعْمِ يَهْوَه، تَمَكَّنَ دَاوُدُ وَنَحَمْيَا وَغَيْرُهُمَا مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْأُمَنَاءِ مِنْ إِتْمَامِ تَعْيِينَاتِهِمِ ٱلْمُعْطَاةِ مِنَ ٱللّٰهِ. نَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُنَا ذلِكَ إِذَا ٱمْتَلَكْنَا خَوْفَ ٱللّٰهِ.
إِظْهَارُ خَوْفِ ٱللّٰهِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ
٩ فِي أَيَّةِ ظُرُوفٍ أَعْرَبَ دَاوُدُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ؟
٩ بَعْدَمَا قَتَلَ دَاوُدُ جُلْيَاتَ، سَاعَدَهُ يَهْوَه لِيُحَقِّقَ ٱنْتِصَارَاتٍ أُخْرَى. لكِنَّ شَاوُلَ ٱلْحَسُودَ حَاوَلَ قَتْلَهُ فِي ٱلْبِدَايَةِ بِطَرِيقَةٍ عَشْوَائِيَّةٍ، ثُمَّ ٱسْتَخْدَمَ أُسْلُوبًا مَاكِرًا، وَأَخِيرًا ٱسْتَعَانَ بِجَيْشٍ. وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَه كَانَ قَدْ أَكَّدَ لِدَاوُدَ أَنَّهُ سَيُنَصَّبُ مَلِكًا، فَقَدِ ٱضْطُرَّ لِسَنَوَاتٍ إِلَى ٱلْهَرَبِ، ٱلْمُحَارَبَةِ، وَٱنْتِظَارِ وَقْتِ يَهْوَه ٱلْمُعَيَّنِ لِيَتَسَلَّمَ مَقَالِيدَ ٱلْحُكْمِ. وَخِلَالَ كُلِّ هذِهِ ٱلْمَرَاحِلِ، أَظْهَرَ دَاوُدُ أَنَّ لَدَيْهِ خَوْفَ ٱللّٰهِ. — ١ صموئيل ١٨:٩، ١١، ١٧؛ ٢٤:٢.
١٠ كَيْفَ أَظْهَرَ دَاوُدُ أَنَّهُ يَخَافُ ٱللّٰهَ عِنْدَمَا تَعَرَّضَ لِلْخَطَرِ؟
١٠ ذَاتَ مَرَّةٍ، لَجَأَ دَاوُدُ إِلَى أَخِيشَ مَلِكِ مَدِينَةِ جَتَّ ٱلْفِلِسْطِيَّةِ، مَوْطِنِ جُلْيَاتَ. (١ صموئيل ٢١:١٠-١٥) فَفَضَحَ خُدَّامُ أَخِيشَ أَمْرَ دَاوُدَ وَكَشَفُوا أَنَّهُ عَدُوُّ أُمَّتِهِمْ. فَمَاذَا فَعَلَ دَاوُدُ فِي هذَا ٱلْوَضْعِ ٱلْخَطِرِ؟ صَلَّى إِلَى يَهْوَه وَبَاحَ لَهُ بِمَكْنُونَاتِ قَلْبِهِ. (مزمور ٥٦:١-٤، ١١-١٣) وَرَغْمَ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ إِلَى ٱلتَّظَاهُرِ بِٱلْجُنُونِ، عَرَفَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلَّذِي أَنْقَذَهُ وَبَارَكَ جُهُودَهُ. وَٱتِّكَالُ دَاوُدَ ٱلتَّامُّ عَلَى يَهْوَه وَثِقَتُهُ بِهِ أَظْهَرَا أَنَّهُ حَقًّا شَخْصٌ يَخَافُ ٱللّٰهَ. — مزمور ٣٤:٤-٦، ٩-١١.
١١ أُسْوَةً بِدَاوُدَ، كَيْفَ نُظْهِرُ خَوْفَ ٱللّٰهِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ؟
١١ أُسْوَةً بِدَاوُدَ، يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ خَوْفِ ٱللّٰهِ حِينَ نَثِقُ بِوَعْدِهِ أَنَّهُ سَيُسَاعِدُنَا عَلَى مُجَابَهَةِ مَشَاكِلِنَا. قَالَ دَاوُدُ: «سَلِّمْ لِيَهْوَهَ طَرِيقَكَ، وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ، وَهُوَ يُدَبِّرُ». (مزمور ٣٧:٥) لكِنَّ هذَا لَا يَعْنِي أَنْ نُلْقِيَ مَشَاكِلَنَا عَلَى يَهْوَه دُونَ بَذْلِ كُلِّ مَا فِي وُسْعِنَا لِفِعْلِ شَيْءٍ حِيَالَهَا وَأَنْ نَتَوَقَّعَ مِنْهُ أَنْ يَحُلَّهَا بَدَلًا مِنَّا. فَدَاوُدُ لَمْ يُصَلِّ إِلَى ٱللّٰهِ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَيَقِفْ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ، بَلِ ٱسْتَخْدَمَ مَقْدِرَاتِهِ ٱلْجَسَدِيَّةَ وَٱلْفِكْرِيَّةَ ٱلَّتِي وَهَبَهُ إِيَّاهَا يَهْوَه وَعَالَجَ ٱلْمُشْكِلَةَ. إِلَّا أَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ ٱلْجُهُودَ ٱلْبَشَرِيَّةَ وَحْدَهَا لَا تَؤُولُ إِلَى ٱلنَّجَاحِ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَجِبُ أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِحَلِّ مُشْكِلَتِنَا، ثُمَّ أَنْ نَتْرُكَ ٱلْبَاقِيَ عَلَى يَهْوَه. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، نَادِرًا مَا يَكُونُ هُنَالِكَ شَيْءٌ لِنَفْعَلَهُ غَيْرَ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَه. فَهذَا هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنُعْرِبَ إِفْرَادِيًّا عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ. وَكَمْ نَتَعَزَّى حِينَ نَقْرَأُ كَلِمَاتِ دَاوُدَ ٱلنَّابِعَةَ مِنَ ٱلْقَلْبِ: «صَدَاقَةُ يَهْوَهَ هِيَ لِخَائِفِيهِ»! — مزمور ٢٥:١٤.
١٢ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَحْمِلَ صَلَوَاتِنَا مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ، وَأَيُّ مَوْقِفٍ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَمْتَلِكَهُ أَبَدًا؟
١٢ لِذلِكَ يَنْبَغِي أَنْ نَحْمِلَ صَلَوَاتِنَا وَعَلَاقَتَنَا بِٱللّٰهِ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ. فَعِنْدَمَا نَقْتَرِبُ إِلَى يَهْوَه، يَجِبُ أَنْ ‹نُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ›. (عبرانيين ١١:٦؛ يعقوب ١:٥-٨) وَعِنْدَمَا يُسَاعِدُنَا يَنْبَغِي أَنْ ‹نُظْهِرَ أَنَّنَا شَاكِرُونَ›، كَمَا نَصَحَنَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ. (كولوسي ٣:١٥، ١٧) وَلَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ نَكُونَ كَأُولئِكَ ٱلَّذِينَ وَصَفَهُمْ مَسِيحِيٌّ مَمْسُوحٌ ذُو خِبْرَةٍ، قَائِلًا: «اَللّٰهُ فِي نَظَرِهِمْ خَادِمٌ سَمَاوِيٌّ حَاضِرٌ دَائِمًا لِيُلَبِّيَ طَلَبَاتِهِمْ عِنْدَ أَيَّةِ إِشَارَةٍ مِنْهُمْ وَبِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَصْرِفُوهُ حَالَمَا يَنَالُونَ مُرَادَهُمْ». فَهذَا ٱلْمَوْقِفُ يَكْشِفُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ لَا يَمْلِكُ خَوْفَ ٱللّٰهِ.
مُنَاسَبَاتٌ لَمْ يُعْرِبْ فِيهَا دَاوُدُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ
١٣ مَتَى لَمْ يُظْهِرْ دَاوُدُ ٱلِٱحْتِرَامَ لِشَرِيعَةِ ٱللّٰهِ؟
١٣ عِنْدَمَا كَانَ دَاوُدُ يَلْمُسُ لَمْسَ ٱلْيَدِ مُسَاعَدَةَ يَهْوَه خِلَالَ ٱلشَّدَائِدِ، كَانَ ذلِكَ يُعَمِّقُ خَوْفَهُ للّٰهِ وَيُرَسِّخُ ثِقَتَهُ بِهِ. (مزمور ٣١:٢٢-٢٤) لكِنَّ دَاوُدَ لَمْ يُعْرِبْ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ فِي ثَلَاثِ مُنَاسَبَاتٍ بَارِزَةٍ، مِمَّا أَدَّى إِلَى عَوَاقِبَ وَخِيمَةٍ. فِي ٱلْمُنَاسَبَةِ ٱلْأُولَى، رَتَّبَ دَاوُدُ نَقْلَ تَابُوتِ عَهْدِ يَهْوَه إِلَى أُورُشَلِيمَ عَلَى عَجَلَةٍ بَدَلَ حَمْلِهِ عَلَى أَكْتَافِ ٱللَّاوِيِّينَ، كَمَا أَوْصَتْ شَرِيعَةُ ٱللّٰهِ. وَعِنْدَمَا كَانَ ٱلتَّابُوتُ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَقَعَ، أَمْسَكَهُ عُزَّةُ ٱلَّذِي كَانَ يَسُوقُ ٱلْعَجَلَةَ. فَمَاتَ عَلَى ٱلْفَوْرِ بِسَبَبِ «ٱسْتِهَانَتِهِ». وَلكِنْ رَغْمَ أَنَّ عُزَّةَ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا، فَإِنَّ عَدَمَ إِظْهَارِ دَاوُدَ ٱلِٱحْتِرَامَ ٱلْوَاجِبَ لِشَرِيعَةِ ٱللّٰهِ هُوَ مَا أَدَّى إِلَى هذِهِ ٱلنَّتِيجَةِ ٱلْمَأْسَاوِيَّةِ. فَخَوْفُ ٱللّٰهِ يَعْنِي فِعْلَ ٱلْأُمُورِ وَفْقَ طَرِيقَتِهِ هُوَ. — ٢ صموئيل ٦:٢-٩؛ عدد ٤:١٥؛ ٧:٩.
١٤ عَمَّ أَسْفَرَ عَدُّ دَاوُدَ لِإِسْرَائِيلَ؟
١٤ لَاحِقًا، حَرَّضَ ٱلشَّيْطَانُ دَاوُدَ أَنْ يَعُدَّ ٱلْمُحَارِبِينَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. (١ اخبار الايام ٢١:١) وَقَدْ أَظْهَرَ ذلِكَ أَنَّهُ يَفْتَقِرُ إِلَى خَوْفِ ٱللّٰهِ، مِمَّا أَسْفَرَ عَنْ مَوْتِ ٠٠٠,٧٠ إِسْرَائِيلِيٍّ. وَرَغْمَ أَنَّ دَاوُدَ عَبَّرَ عَنِ ٱلتَّوْبَةِ أَمَامَ يَهْوَه، حَصَدَ هُوَ وَٱلشَّعْبُ نَتَائِجَ خَطِيرَةً. — ٢ صموئيل ٢٤:١-١٦.
١٥ مَاذَا أَدَّى إِلَى وُقُوعِ دَاوُدَ فِي خَطِيَّةِ ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ ٱلْجِنْسِيِّ؟
١٥ أَمَّا ٱلْمُنَاسَبَةُ ٱلثَّالِثَةُ ٱلَّتِي لَمْ يُعْرِبْ فِيهَا دَاوُدُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ فَكَانَتْ حِينَ أَقَامَ عَلَاقَةً فَاسِدَةً أَدَبِيًّا مَعَ بَثْشَبَعَ زَوْجَةِ أُورِيَّا. كَانَ دَاوُدُ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلزِّنَى أَوْ حَتَّى ٱشْتِهَاءَ رَفِيقِ زَوَاجِ شَخْصٍ آخَرَ هُوَ أَمْرٌ خَاطِئٌ. (خروج ٢٠:١٤، ١٧) غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُشْكِلَةَ ٱبْتَدَأَتْ عِنْدَمَا رَأَى بَثْشَبَعَ وَهِيَ تَسْتَحِمُّ. فَٱلْخَوْفُ ٱلسَّلِيمُ مِنَ ٱللّٰهِ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَهُ فَوْرًا إِلَى إِبْعَادِ نَظَرِهِ وَٱلتَّفْكِيرِ فِي أَمْرٍ آخَرَ. وَلكِنْ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ دَاوُدَ ‹دَاوَمَ عَلَى ٱلنَّظَرِ› إِلَيْهَا حَتَّى طَغَتْ رَغْبَتُهُ عَلَى خَوْفِ ٱللّٰهِ. (متى ٥:٢٨؛ ٢ صموئيل ١١:١-٤) فَقَدْ نَسِيَ أَنَّ لِيَهْوَه دَوْرًا بَارِزًا فِي كُلِّ مَجَالَاتِ حَيَاتِهِ. — مزمور ١٣٩:١-٧.
١٦ مَا هِيَ ٱلْعَوَاقِبُ ٱلَّتِي حَصَدَهَا دَاوُدُ نَتِيجَةَ خَطَئِهِ؟
١٦ أَدَّتْ عَلَاقَةُ دَاوُدَ ٱلْفَاسِدَةُ بِبَثْشَبَعَ إِلَى وِلَادَةِ ٱبْنٍ لَهُ. بُعَيْدَ ذلِكَ، أَرْسَلَ يَهْوَه نَبِيَّهُ نَاثَانَ لِيَفْضَحَ خَطِيَّتَهُ. وَلكِنْ بَعْدَمَا رَجَعَ دَاوُدُ إِلَى رُشْدِهِ، ٱسْتَعَادَ خَوْفَهُ للّٰهِ وَتَابَ. وَتَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَه أَلَّا يَطْرَحَهُ او يَنْزِعَ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ مِنْهُ. (مزمور ٥١:٧، ١١) فَسَامَحَهُ يَهْوَه وَخَفَّفَ ٱلْعِقَابَ، لكِنَّهُ لَمْ يَحْمِهِ مِنْ كُلِّ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْوَخِيمَةِ لِتَصَرُّفَاتِهِ. فَقَدْ مَاتَ ٱبْنُهُ وَحَلَّتِ ٱلْأَحْزَانُ وَٱلْمَآسِي بِعَائِلَتِهِ مِنْ ذلِكَ ٱلْحِينِ فَصَاعِدًا. فَيَا لَلثَّمَنِ ٱلْبَاهِظِ ٱلَّذِي ٱضْطُرَّ إِلَى دَفْعِهِ لِأَنَّهُ لَمْ يُعْرِبْ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ! — ٢ صموئيل ١٢:١٠-١٤؛ ١٣:١٠-١٤؛ ١٥:١٤.
١٧ أَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ كَيْفَ يُسَبِّبُ ٱرْتِكَابُ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْأَحْزَانَ؟
١٧ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يُمْكِنُ أَنْ يُسْفِرَ عَدَمُ إِظْهَارِ خَوْفِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْأَدَبِيَّةِ عَنْ نَتَائِجَ خَطِيرَةٍ وَطَوِيلَةِ ٱلْأَمَدِ. مَثَلًا، تَخَيَّلِ ٱلْأَلَمَ ٱلْعَاطِفِيَّ ٱلْفَظِيعَ ٱلَّذِي أَحَسَّتْ بِهِ زَوْجَةٌ شَابَّةٌ حِينَ عَلِمَتْ أَنَّ زَوْجَهَا ٱلْمَسِيحِيَّ خَانَهَا عِنْدَمَا سَافَرَ خَارِجَ ٱلْبَلَدِ لِلْعَمَلِ. فَتَحْتَ وَطْأَةِ ٱلصَّدْمَةِ وَٱلْأَلَمِ، أَخْفَتْ وَجْهَهَا بِيَدَيْهَا وَٱنْفَجَرَتْ بِٱلْبُكَاءِ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ سَيَمُرُّ وَقْتٌ طَوِيلٌ قَبْلَ أَنْ تَسْتَعِيدَ هذِهِ ٱلْأُخْتُ ثِقَتَهَا بِزَوْجِهَا وَٱحْتِرَامَهَا لَهُ. حَقًّا، إِنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ يُجَنِّبُنَا حَصْدَ هذِهِ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْمَأْسَاوِيَّةِ. — ١ كورنثوس ٦:١٨.
خَوْفُ ٱللّٰهِ يَمْنَعُنَا مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ
١٨ مَا هُوَ هَدَفُ ٱلشَّيْطَانِ وَٱلْأُسْلُوبُ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُهُ؟
١٨ تُحْدِثُ جُهُودُ ٱلشَّيْطَانِ تَدَهْوُرًا سَرِيعًا فِي قِيَمِ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ. وَهُوَ يَهْدِفُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ إِلَى إِفْسَادِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. لِهذِهِ ٱلْغَايَةِ، يَسْتَخْدِمُ أَقْصَرَ طَرِيقٍ إِلَى قُلُوبِنَا وَعُقُولِنَا: حَوَاسَّنَا، وَخُصُوصًا عُيُونَنَا وَآذَانَنَا. (افسس ٤:١٧-١٩) فَمَاذَا تَفْعَلُ إِذَا رَأَيْتَ عَلَى نَحْوٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعٍ صُوَرًا فَاسِدَةً أَوْ سَمِعْتَ كَلِمَاتٍ بَذِيئَةً أَوِ ٱلْتَقَيْتَ فَجْأَةً أَشْخَاصًا فَاسِقِينَ؟
١٩ كَيْفَ سَاعَدَ خَوْفُ ٱللّٰهِ أَحَدَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لِيَصْمُدَ فِي وَجْهِ ٱلتَّجْرِبَةِ؟
١٩ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ حَالَةَ أندرِيه،b وَهُوَ شَيْخٌ مَسِيحِيٌّ وَأَبٌ وَطَبِيبٌ مِنْ أُورُوبا. فَعِنْدَمَا كَانَ يَعْمَلُ فِي ٱلْمُسْتَشْفَى دَوَامًا لَيْلِيًّا، كَانَتْ زَمِيلَاتُهُ يُثَبِّتْنَ عَلَى وِسَادَتِهِ أَوْرَاقًا مُزَيَّنَةً بِٱلْقُلُوبِ يَدْعُونَهُ فِيهَا إِلَى مُمَارَسَةِ ٱلْجِنْسِ مَعَهُنَّ. لكِنَّهُ كَانَ يَأْبَى ٱلتَّفْكِيرَ فِي عُرُوضِهِنَّ. كَمَا أَنَّهُ ٱنْتَقَلَ إِلَى ٱلْعَمَلِ فِي مَكَانٍ آخَرَ لِكَيْ يَبْتَعِدَ عَنْ هذَا ٱلْجَوِّ ٱلْفَاسِدِ. وَقَدْ تَبَرْهَنَ أَنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ هُوَ مَسْلَكُ حِكْمَةٍ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْبَرَكَاتِ لِأَنَّ أَندرِيه يَخْدُمُ حَالِيًّا بِدَوَامٍ جُزْئِيٍّ فِي مَكْتَبِ فَرْعِ شُهُودِ يَهْوَه فِي بَلَدِهِ.
٢٠، ٢١ (أ) كَيْفَ يُمْكِنُ لِخَوْفِ ٱللّٰهِ أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى تَجَنُّبِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٢٠ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي ٱلْأَفْكَارِ ٱلْخَاطِئَةِ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ بِٱلْمَرْءِ إِلَى حَالَةٍ يَكُونُ فِيهَا مُسْتَعِدًّا لِلتَّخَلِّي عَنْ عَلَاقَتِهِ ٱلثَّمِينَةِ بِيَهْوَه مِنْ أَجْلِ ٱلْحُصُولِ عَلَى شَيْءٍ لَا يَحِقُّ لَهُ. (يعقوب ١:١٤، ١٥) أَمَّا إِذَا كَانَ لَدَيْنَا خَوْفُ يَهْوَه، فَسَنَتَجَنَّبُ أَوْ حَتَّى نَهْرُبُ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ وَٱلْأَمَاكِنِ وَٱلنَّشَاطَاتِ وَٱلتَّسْلِيَةِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُضْعِفَ مَنَاعَتَنَا ٱلْأَدَبِيَّةَ. (امثال ٢٢:٣) فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، مَهْمَا كَانَ ٱلْإِحْرَاجُ ٱلَّذِي نَتَعَرَّضُ لَهُ أَوِ ٱلتَّضْحِيَةُ ٱلَّتِي نَقُومُ بِهَا، فَهذَا أَمْرٌ تَافِهٌ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ خَسَارَةِ رِضَى ٱللّٰهِ. (متى ٥:٢٩، ٣٠) كَمَا أَنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ يَشْمُلُ عَدَمَ تَعْرِيضِ أَنْفُسِنَا عَمْدًا لِأَيِّ شَيْءٍ فَاسِدٍ، بِمَا فِي ذلِكَ ٱلْفَنُّ ٱلْإِبَاحِيُّ بِكُلِّ أَشْكَالِهِ. بَلْ يَجِبُ أَنْ ‹نُحَوِّلَ عَيْنَنَا عَنِ ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱلْبَاطِلِ›. وَإِذَا فَعَلْنَا ذلِكَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ أَنَّ يَهْوَه ‹سَيُحْيِينَا› وَيُزَوِّدُنَا بِكُلِّ حَاجَاتِنَا. — مزمور ٨٤:١١؛ ١١٩:٣٧.
٢١ حَقًّا، إِنَّ إِظْهَارَ خَوْفِ ٱللّٰهِ هُوَ دَائِمًا مَسْلَكُ حِكْمَةٍ. كَمَا أَنَّهُ مَسْلَكٌ يَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ. (مزمور ٣٤:٩) وَهذَا مَا سَنُوضِحُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
[الحاشيتان]
a انظر مقالةَ «وجهة نظر الكتاب المقدس: كيف يمكنُ ان تخافوا إلهَ محبة؟» في عدد ٨ كانون الثاني (يناير) ١٩٩٨ من استيقظ!، اصدار شهود يهوه.
b جَرَى تَغْيِيرُ ٱلِٱسْمِ.
-
-
خَفْ يهوه وكُنْ سعيدابرج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ آب (اغسطس)
-
-
خَفْ يَهْوَه وَكُنْ سَعِيدًا
«سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْخَائِفُ يَهْوَهَ». — مزمور ١١٢:١.
١، ٢ مَاذَا يُنْتِجُ خَوْفُ يَهْوَه؟
مَا أَصْعَبَ إِحْرَازَ ٱلسَّعَادَةِ! فَٱلسَّعَادَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ تَعْتَمِدُ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِٱلْخِيَارَاتِ ٱلصَّحِيحَةِ، فِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ، وَتَجَنُّبِ مَا هُوَ خَطَأٌ. وَقَدْ أَعْطَانَا صَانِعُنَا يَهْوَه كَلِمَتَهُ، ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، لِيُعَلِّمَنَا كَيْفَ نَسْلُكُ أَفْضَلَ طَرِيقٍ فِي حَيَاتِنَا. فَعِنْدَمَا نَطْلُبُ إِرْشَادَ يَهْوَه وَنَتَّبِعُهُ، وَبِٱلتَّالِي نُعْرِبُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ، نَنَالُ ٱلسَّعَادَةَ وَٱلِٱكْتِفَاءَ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ. — مزمور ٢٣:١؛ امثال ١٤:٢٦.
٢ وَفِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَسْتَعْرِضُ أَمْثِلَةً عَصْرِيَّةً وَمِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ كَيْفَ يُقَوِّي ٱلْخَوْفُ ٱلسَّلِيمُ مِنَ ٱللّٰهِ ٱلْمَرْءَ عَلَى مُقَاوَمَةِ ٱلضَّغْطِ لِفِعْلِ مَا هُوَ خَاطِئٌ وَيَمْنَحُهُ ٱلْجُرْأَةَ لِفِعْلِ مَا هُوَ صَائِبٌ. وَسَنَعْرِفُ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَجْلُبَ لَنَا خَوْفُ ٱللّٰهِ ٱلسَّعَادَةَ بِدَفْعِنَا إِلَى تَصْحِيحِ مَسْلَكٍ خَاطِئٍ، كَمَا فَعَلَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ. وَسَنَرَى أَيْضًا أَنَّ خَوْفَ يَهْوَه هُوَ فِعْلًا مِيرَاثٌ ثَمِينٌ يُمْكِنُ لِلْوَالِدِينَ أَنْ يُعْطُوهُ لِأَوْلَادِهِمْ. فَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ تُؤَكِّدُ لَنَا: «سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْخَائِفُ يَهْوَهَ». — مزمور ١١٢:١.
اِسْتِرْجَاعُ ٱلسَّعَادَةِ ٱلضَّائِعَةِ
٣ مَاذَا سَاعَدَ دَاوُدَ عَلَى ٱلشِّفَاءِ مِنْ خَطَايَاهُ؟
٣ كَمَا تَعَلَّمْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، لَمْ يُعْرِبْ دَاوُدُ عَنْ خَوْفٍ سَلِيمٍ مِنَ ٱللّٰهِ فِي ثَلَاثِ مُنَاسَبَاتٍ بَارِزَةٍ، مِمَّا أَدَّى بِهِ إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ. لكِنَّ تَجَاوُبَهُ مَعَ تَأْدِيبِ يَهْوَه أَظْهَرَ أَنَّهُ شَخْصٌ لَدَيْهِ فِي ٱلْأَسَاسِ خَوْفُ ٱللّٰهِ. فَتَوْقِيرُهُ للّٰهِ وَٱحْتِرَامُهُ لَهُ دَفَعَاهُ إِلَى ٱلِٱعْتِرَافِ بِذَنْبِهِ، تَصْحِيحِ مَسْلَكِهِ، وَٱسْتِعَادَةِ عَلَاقَتِهِ ٱلْجَيِّدَةِ بِيَهْوَه. وَرَغْمَ أَنَّ أَخْطَاءَهُ أَنْتَجَتْ لَهُ وَلِلْآخَرِينَ ٱلْأَلَمَ، فَإِنَّ تَوْبَتَهُ ٱلْأَصِيلَةَ جَعَلَتْهُ يَنَالُ بِٱسْتِمْرَارٍ دَعْمَ يَهْوَه وَبَرَكَتَهُ. وَلَا شَكَّ أَنَّ مِثَالَ دَاوُدَ يُمْكِنُ أَنْ يُشَجِّعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَيَّامِنَا ٱلَّذِينَ يَرْتَكِبُونَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً.
٤ كَيْفَ يُسَاعِدُ خَوْفُ ٱللّٰهِ ٱلْمَرْءَ عَلَى ٱسْتِرْجَاعِ ٱلسَّعَادَةِ؟
٤ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ حَالَةَ صُونيَا.a فَرَغْمَ أَنَّهَا كَانَتْ مُبَشِّرَةً كَامِلَ ٱلْوَقْتِ، ٱبْتَدَأَتْ تُعَاشِرُ أَشْخَاصًا أَرْدِيَاءَ، ٱنْهَمَكَتْ فِي سُلُوكٍ غَيْرِ مَسِيحِيٍّ، وَفُصِلَتْ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَلكِنْ بَعْدَمَا رَجَعَتْ إِلَى رُشْدِهَا، قَامَتْ بِكُلِّ مَا يَلْزَمُ لِٱسْتِرْجَاعِ عَلَاقَتِهَا بِيَهْوَه وَأُعِيدَتْ بَعْدَ فَتْرَةٍ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ. وَرَغْمَ كُلِّ مَا مَرَّ بِهَا، لَمْ تَتَخَلَّ صُونيَا عَنْ رَغْبَتِهَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَه. لِذلِكَ عَادَتْ فَٱنْخَرَطَتْ فِي صُفُوفِ ٱلْفَاتِحِينَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. وَلَاحِقًا، تَزَوَّجَتْ شَيْخًا مَسِيحِيًّا يَتَحَلَّى بِصِفَاتٍ رَائِعَةٍ، وَهِيَ حَالِيًّا تَخْدُمُ يَهْوَه بِفَرَحٍ مَعَهُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَمَعَ أَنَّهَا نَادِمَةٌ لِأَنَّهَا ضَلَّتْ وَقْتِيًّا عَنِ ٱلسَّبِيلِ ٱلْمَسِيحِيِّ، فَهِيَ سَعِيدَةٌ لِأَنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ سَاعَدَهَا عَلَى ٱلرُّجُوعِ إِلَى يَهْوَه.
تَحَمُّلُ ٱلْأَلَمِ أَفْضَلُ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ
٥، ٦ كَيْفَ وَلِمَاذَا أَبْقَى دَاوُدُ شَاوُلَ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ مَرَّتَيْنِ؟
٥ طَبْعًا، مِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ يُعْرِبَ ٱلْمَرْءُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ وَيَتَجَنَّبَ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ ٱلْوُقُوعَ فِي ٱلْخَطَإِ. وَهذَا مَا حَصَلَ مَعَ دَاوُدَ. فَذَاتَ مَرَّةٍ، كَانَ شَاوُلُ وَثَلَاثَةُ آلَافِ جُنْدِيٍّ يُطَارِدُونَ دَاوُدَ. وَقَدْ دَخَلَ إِلَى مَغَارَةٍ صَادَفَ أَنَّهَا ٱلْمَغَارَةُ نَفْسُهَا ٱلَّتِي كَانَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ مُخْتَبِئِينَ فِيهَا. فَأَلَحَّ رِجَالُ دَاوُدَ عَلَيْهِ لِيَقْتُلَ شَاوُلَ قَائِلِينَ لَهُ إِنَّ يَهْوَه يُسَلِّمُ عَدُوَّهُ ٱللَّدُودَ إِلَى يَدِهِ. لِذلِكَ زَحَفَ دَاوُدُ بِهُدُوءٍ إِلَى شَاوُلَ وَقَطَعَ ذَيْلَ جُبَّتِهِ. وَلكِنْ لِأَنَّهُ كَانَ يَخَافُ ٱللّٰهَ، سَبَّبَ لَهُ قِيَامُهُ بِهذَا ٱلْعَمَلِ غَيْرِ ٱلْمُؤْذِي نِسْبِيًّا عَذَابَ ٱلضَّمِيرِ. فَفَرَّقَ رِجَالَهُ ٱلْمُهْتَاجِينَ قَائِلًا: «حَاشَا لِي، مِنْ قِبَلِ يَهْوَهَ، أَنْ أَفْعَلَ هٰذَا ٱلْأَمْرَ لِسَيِّدِي، مَسِيحِ يَهْوَهَ».b — ١ صموئيل ٢٤:١-٧.
٦ مَرَّةً أُخْرَى، كَانَ شَاوُلُ وَرِجَالُهُ مُعَسْكِرِينَ لَيْلًا وَقَدْ نَامُوا جَمِيعُهُمْ «نَوْمًا عَمِيقًا مِنْ يَهْوَهَ». فَتَسَلَّلَ دَاوُدُ وَٱبْنُ أُخْتِهِ أَبِيشَايُ إِلَى ٱلْمُعَسْكَرِ وَوَقَفَا بِجَانِبِ شَاوُلَ ٱلْغَارِقِ فِي ٱلنَّوْمِ. وَكَانَ أَبِيشَايُ يُرِيدُ قَتْلَهُ لِلتَّخَلُّصِ مِنْهُ نِهَائِيًّا. لكِنَّ دَاوُدَ مَنَعَهُ قَائِلًا: «مَنِ ٱلَّذِي يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى مَسِيحِ يَهْوَهَ وَيَبْقَى بَرِيئًا؟». — ١ صموئيل ٢٦:٩، ١٢.
٧ مَاذَا مَنَعَ دَاوُدَ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ؟
٧ فَلِمَاذَا لَمْ يَقْتُلْ دَاوُدُ شَاوُلَ حِينَ سَنَحَتْ لَهُ ٱلْفُرْصَةُ مَرَّتَيْنِ؟ لِأَنَّهُ خَافَ يَهْوَه أَكْثَرَ مِمَّا خَافَ مِنْ شَاوُلَ. فَبِسَبَبِ خَوْفِهِ ٱلسَّلِيمِ مِنَ ٱللّٰهِ، فَضَّلَ تَحَمُّلَ ٱلْأَلَمِ عَلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ. (عبرانيين ١١:٢٥) وَكَانَتْ لَدَيْهِ ثِقَةٌ مُطْلَقَةٌ بِأَنَّ يَهْوَه يَهْتَمُّ بِشَعْبِهِ وَبِهِ شَخْصِيًّا. وَقَدْ عَرَفَ أَنَّ إِطَاعَةَ ٱللّٰهِ وَٱلثِّقَةَ بِهِ تُنْتِجَانِ ٱلسَّعَادَةَ وَٱلْبَرَكَاتِ فِي حِينِ أَنَّ تَجَاهُلَ ٱللّٰهِ يُؤَدِّي إِلَى عَدَمِ رِضَاهُ. (مزمور ٦٥:٤) كَمَا عَرَفَ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيُتَمِّمُ وَعْدَهُ بِأَنْ يَجْعَلَهُ مَلِكًا وَيَعْزِلَ شَاوُلَ عَنْ مَنْصِبِهِ فِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ وَطَرِيقَتِهِ ٱلْخَاصَّةِ. — ١ صموئيل ٢٦:١٠.
خَوْفُ ٱللّٰهِ يُنْتِجُ ٱلسَّعَادَةَ
٨ كَيْفَ رَسَمَ لَنَا دَاوُدُ ٱلْمِثَالَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِكَيْفِيَّةِ ٱلتَّصَرُّفِ تَحْتَ ٱلضَّغْطِ؟
٨ نَتَوَقَّعُ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ نُوَاجِهَ ٱلِٱسْتِهْزَاءَ، ٱلِٱضْطِهَادَ، وَٱلْمِحَنَ ٱلْأُخْرَى. (متى ٢٤:٩؛ ٢ بطرس ٣:٣) حَتَّى إِنَّ ٱلْمَشَاكِلَ قَدْ تَنْشَأُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْعُبَّادِ. لكِنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه يَرَى كُلَّ شَيْءٍ وَيَسْمَعُ صَلَوَاتِنَا وَسَيُقَوِّمُ ٱلْأُمُورَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ حَسَبَ مَشِيئَتِهِ. (روما ١٢:١٧-٢١؛ عبرانيين ٤:١٦) لِذلِكَ بَدَلًا مِنْ أَنْ نَخَافَ مُقَاوِمِينَا، نَحْنُ نَخَافُ ٱللّٰهَ وَنَلْتَجِئُ إِلَيْهِ لِيُنْقِذَنَا. وَٱقْتِدَاءً بِدَاوُدَ، نَحْنُ لَا نَنْتَقِمُ لِأَنْفُسِنَا وَلَا نُسَايِرُ عَلَى حِسَابِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْبَارَّةِ لِتَجَنُّبِ ٱلْمُعَانَاةِ. وَهذَا مَا سَيَجْلُبُ لَنَا ٱلسَّعَادَةَ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ. فَكَيْفَ ذلِكَ؟
٩ أَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ أَنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ يُنْتِجُ ٱلسَّعَادَةَ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ؟
٩ يَرْوِي مُرْسَلٌ مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ فِي إِفْرِيقيَا: «أُفَكِّرُ فِي مِثَالِ أُمٍّ وَٱبْنَتِهَا ٱلْمُرَاهِقَةِ ٱللَّتَيْنِ رَفَضَتَا شِرَاءَ بِطَاقَةِ حِزْبٍ سِيَاسِيٍّ بِسَبَبِ حِيَادِهِمَا ٱلْمَسِيحِيِّ». وَيَمْضِي قَائِلًا: «لَقَدْ تَعَرَّضَتَا لِلضَّرْبِ ٱلْمُبَرِّحِ عَلَى أَيْدِي مَجْمُوعَةٍ مِنَ ٱلرِّجَالِ. بَعْدَ ذلِكَ، قِيلَ لَهُمَا أَنْ تَعُودَا إِلَى ٱلْمَنْزِلِ. وَفِيمَا هُمَا سَائِرَتَانِ، حَاوَلَتِ ٱلْأُمُّ تَشْجِيعَ ٱبْنَتِهَا ٱلَّتِي كَانَتْ تَبْكِي لِأَنَّهَا لَمْ تَفْهَمْ سَبَبَ حُدُوثِ ذلِكَ. وَرَغْمَ أَنَّهُمَا لَمْ تَكُونَا فَرِحَتَيْنِ آنَذَاكَ، فَضَمِيرُهُمَا كَانَ طَاهِرًا. وَلَاحِقًا، غَمَرَتْهُمَا ٱلسَّعَادَةُ لِأَنَّهُمَا أَطَاعَتَا ٱللّٰهَ. فَلَوِ ٱشْتَرَتَا بِطَاقَةَ ٱلْحِزْبِ، لَفَرِحَ ٱلرِّجَالُ وَأَعْطَوْهُمَا مَشْرُوبَاتٍ غَازِيَّةً وَرَقَصُوا حَوْلَهُمَا حَتَّى وُصُولِهِمَا إِلَى ٱلْبَيْتِ. أَمَّا ٱلْفَتَاةُ وَأُمُّهَا فَسَتَكُونَانِ عِنْدَئِذٍ أَتْعَسَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْعَالَمِ لِأَنَّهُمَا سَايَرَتَا عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِهِمَا». فَخَوْفُ ٱللّٰهِ جَنَّبَهُمَا هذَا ٱلشُّعُورَ ٱلْمُرِيعَ.
١٠، ١١ أَيَّةُ نَتَائِجَ جَيِّدَةٍ أَسْفَرَ عَنْهَا خَوْفُ ٱللّٰهِ لَدَى إِحْدَى ٱلنِّسَاءِ؟
١٠ إِنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ يُنْتِجُ ٱلسَّعَادَةَ أَيْضًا عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلتَّجَارِبِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِقَدَاسَةِ ٱلْحَيَاةِ. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ مَارِي. فَعِنْدَمَا كَانَتْ حَامِلًا بِوَلَدِهَا ٱلثَّالِثِ، شَجَّعَهَا ٱلطَّبِيبُ أَنْ تُجْهِضَ. فَقَدْ قَالَ لَهَا: «أَنْتِ فِي حَالَةٍ خَطِرَةٍ، إِذْ يُمْكِنُ أَنْ تَحْدُثَ لَكِ مُضَاعَفَاتٌ فِي أَيِّ وَقْتٍ وَتَمُوتِي خِلَالَ ٢٤ سَاعَةً وَيَمُوتَ ٱلْجَنِينُ أَيْضًا. عَلَى أَيَّةِ حَالٍ، مَا مِنْ ضَمَانَةٍ تُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلطِّفْلَ سَيَكُونُ طَبِيعِيًّا». كَانَتْ مَارِي آنَذَاكَ تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَه لكِنَّهَا لَمْ تَكُنْ مُعْتَمِدَةً. تَقُولُ: «رَغْمَ ذلِكَ، قَرَّرْتُ أَنْ أَخْدُمَ يَهْوَه وَصَمَّمْتُ أَنْ أَبْقَى طَائِعَةً لَهُ مَهْمَا حَصَلَ». — خروج ٢١:٢٢، ٢٣.
١١ خِلَالَ ٱلْحَمْلِ، شَغَلَتْ مَارِي نَفْسَهَا بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلِٱهْتِمَامِ بِعَائِلَتِهَا، وَبَعْدَ فَتْرَةٍ وُلِدَ ٱلطِّفْلُ. وَهِيَ تَرْوِي مَا حَدَثَ قَائِلَةً: «كَانَتِ ٱلْوِلَادَةُ هذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَصْعَبَ مِنَ ٱلْمَرَّتَيْنِ ٱلسَّابِقَتَيْنِ، لكِنْ لَمْ تَحْدُثْ مُضَاعَفَاتٌ خَطِيرَةٌ». لَقَدْ سَاعَدَ خَوْفُ ٱللّٰهِ مَارِي أَنْ تُحَافِظَ عَلَى ضَمِيرٍ طَاهِرٍ، وَسُرْعَانَ مَا ٱعْتَمَدَتْ. كَمَا أَنَّهَا عَلَّمَتِ ٱبْنَهَا أَنْ يَخَافَ يَهْوَه، وَهُوَ ٱلْآنَ يَخْدُمُ فِي أَحَدِ مَكَاتِبِ فُرُوعِ شُهُودِ يَهْوَه.
‹تَقَوَّ بِيَهْوَه›
١٢ كَيْفَ قَوَّى خَوْفُ ٱللّٰهِ دَاوُدَ؟
١٢ إِنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ لَمْ يَمْنَعْ دَاوُدَ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ فَقَطْ، بَلْ قَوَّاهُ أَيْضًا عَلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ حَاسِمٍ وَحَكِيمٍ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ. مَثَلًا، طَوَالَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ٱخْتَبَأَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ مِنْ شَاوُلَ فِي صِقْلَغَ فِي أَرْيَافِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ. (١ صموئيل ٢٧:٥-٧) وَذَاتَ مَرَّةٍ، حِينَ كَانَ ٱلرِّجَالُ غَائِبِينَ، أَحْرَقَ ٱلْعَمَالِيقِيُّونَ ٱلْغُزَاةُ ٱلْمَدِينَةَ وَأَسَرُوا كُلَّ ٱلنِّسَاءِ، ٱلْأَوْلَادِ، وَٱلْمَاشِيَةِ. وَعِنْدَمَا عَادَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ وَرَأَوْا مَا حَدَثَ، رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ وَبَكَوْا. وَسُرْعَانَ مَا تَحَوَّلَ ٱلْحُزْنُ إِلَى مَرَارَةِ نَفْسٍ وَأَثَارَ رِجَالُ دَاوُدَ مَوْضُوعَ رَجْمِهِ. لكِنَّ دَاوُدَ لَمْ يَيْأَسْ مَعَ أَنَّهُ كَانَ حَزِينًا جِدًّا. (امثال ٢٤:١٠) فَخَوْفُ ٱللّٰهِ دَفَعَهُ إِلَى ٱلِٱلْتِجَاءِ إِلَيْهِ، ‹فَتَقَوَّى بِيَهْوَهَ›. وَبِمُسَاعَدَةِ ٱللّٰهِ، أَدْرَكَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ وَٱسْتَرَدُّوا كُلَّ شَيْءٍ. — ١ صموئيل ٣٠:١-٢٠.
١٣، ١٤ كَيْفَ سَاعَدَ خَوْفُ ٱللّٰهِ إِحْدَى ٱلْمَسِيحِيَّاتِ عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ؟
١٣ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يُوَاجِهُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ حَالَاتٍ تَتَطَلَّبُ ٱلثِّقَةَ بِيَهْوَه وَٱلشَّجَاعَةَ لِٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ حَاسِمٍ. فَلْنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱخْتِبَارَ كرِيستِينَا. فَقَدْ دَرَسَتْ كرِيستِينَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَه عِنْدَمَا كَانَتْ صَغِيرَةً. لكِنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَصِيرَ عَازِفَةَ بيَانُو، وَلَمْ تَأْلُ جُهْدًا لِتَحْقِيقِ هَدَفِهَا هذَا. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، كَانَتْ قَلِقَةً وَمُتَرَدِّدَةً بِشَأْنِ ٱلْكِرَازَةِ وَخَائِفَةً مِنْ قُبُولِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلَّتِي تُرَافِقُ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ. وَلكِنْ فِيمَا تَابَعَتْ دَرْسَهَا لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ، ٱبْتَدَأَتْ تَشْعُرُ بِٱلتَّأْثِيرِ ٱلَّذِي تَتْرُكُهُ فِي حَيَاتِهَا. فَكَانَتْ تَتَعَلَّمُ خَوْفَ يَهْوَه، وَأَدْرَكَتْ أَنَّهُ يَتَوَقَّعُ مِنْ خُدَّامِهِ أَنْ يُحِبُّوهُ بِكُلِّ قَلْبِهِمْ وَبِكُلِّ عَقْلِهِمْ وَبِكُلِّ نَفْسِهِمْ وَبِكُلِّ قُوَّتِهِمْ. (مرقس ١٢:٣٠) وَهذَا مَا دَفَعَهَا إِلَى نَذْرِ نَفْسِهَا لِيَهْوَه وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ.
١٤ وَقَدْ طَلَبَتْ كرِيستِينَا مِنْ يَهْوَه أَنْ يُسَاعِدَهَا لِتُحْرِزَ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا. تَقُولُ: «عَرَفْتُ أَنَّ حَيَاةَ عَازِفِي البيَانُو تَتَطَلَّبُ ٱلسَّفَرَ ٱلْمُسْتَمِرَّ وَإِبْرَامَ ٱلْعُقُودِ لِلْعَزْفِ فِي ٤٠٠ حَفْلَةٍ مُوسِيقِيَّةٍ سَنَوِيًّا. لِذلِكَ قَرَّرْتُ بَدَلًا مِنْ ذلِكَ أَنْ أَصِيرَ مُعَلِّمَةً لِأُعِيلَ نَفْسِي وَأَخْدُمَ مُبَشِّرَةً كَامِلَ ٱلْوَقْتِ». فِي ذلِكَ ٱلْوَقْتِ، كَانَتْ كرِيستِينَا مُلْتَزِمَةً بِأَنْ تُقَدِّمَ أَوَّلَ عَرْضٍ لَهَا فِي أَفْضَلِ قَاعَةِ حَفَلَاتٍ فِي ٱلْبَلَدِ. تَرْوِي: «كَانَتِ ٱنْطِلَاقَتِي ٱلْفَنِّيَّةُ آخِرَ إِطْلَالَةٍ لِي». بَعْدَ ذلِكَ، تَزَوَّجَتْ كرِيستِينَا مِنْ شَيْخٍ مَسِيحِيٍّ وَهُمَا يَخْدُمَانِ ٱلْآنَ فِي أَحَدِ مَكَاتِبِ فُرُوعِ شُهُودِ يَهْوَه. وَهِيَ سَعِيدَةٌ لِأَنَّ يَهْوَه قَوَّاهَا لِتَتَّخِذَ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّائِبَةَ وَلِأَنَّ بِإِمْكَانِهَا ٱلْآنَ أَنْ تَسْتَثْمِرَ وَقْتَهَا وَطَاقَتَهَا فِي خِدْمَتِهِ.
مِيرَاثٌ ثَمِينٌ
١٥ مَاذَا أَرَادَ دَاوُدُ أَنْ يَنْقُلَ إِلَى أَوْلَادِهِ، وَكَيْفَ فَعَلَ ذلِكَ؟
١٥ كَتَبَ دَاوُدُ: «تَعَالَوْا أَيُّهَا ٱلْبَنُونَ ٱسْتَمِعُوا إِلَيَّ، فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ يَهْوَهَ». (مزمور ٣٤:١١) فَكَأَبٍ، كَانَ مُصَمِّمًا أَنْ يَنْقُلَ إِلَى أَوْلَادِهِ مِيرَاثًا ثَمِينًا: خَوْفَ يَهْوَه ٱلسَّلِيمَ وَٱلْمُتَّزِنَ. لِذلِكَ بِٱلْقَوْلِ وَٱلْعَمَلِ، أَعْطَى ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّ يَهْوَه لَيْسَ إِلهًا مُتَطَلِّبًا وَمُخِيفًا يُرَاقِبُ كُلَّ مُخَالَفَةٍ لِشَرِيعَتِهِ، بَلْ هُوَ أَبٌ مُحِبٌّ وَحَنُونٌ وَغَفُورٌ مَعَ أَوْلَادِهِ ٱلْأَرْضِيِّينَ. سَأَلَ دَاوُدُ: «مَنْ يَتَنَبَّهُ إِلَى سَهَوَاتِهِ؟». ثُمَّ أَشَارَ إِلَى ثِقَتِهِ بِأَنَّ يَهْوَه لَا يُدَقِّقُ فِي أَخْطَائِنَا بِٱسْتِمْرَارٍ، قَائِلًا: «مِنَ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَفِيَّةِ خَلِّصْنِي». فَكَانَ أَكِيدًا أَنَّهُ إِذَا بَذَل قُصَارَى جُهْدِهِ، تَكُونُ كَلِمَاتُهُ وَأَفْكَارُهُ مَقْبُولَةً لَدَى يَهْوَه. — مزمور ١٩:١٢، ١٤، ترجمة تفسيرية.
١٦، ١٧ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْوَالِدِينَ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَهُمْ خَوْفَ يَهْوَه؟
١٦ رَسَمَ دَاوُدُ مِثَالًا رَائِعًا لِلْوَالِدِينَ ٱلْيَوْمَ. لِنَأْخُذْ مَثَلًا رَالْف ٱلَّذِي يَخْدُمُ هُوَ وَأَخُوهُ فِي أَحَدِ مَكَاتِبِ فُرُوعِ شُهُودِ يَهْوَه. يَقُولُ عَنْ وَالِدَيْهِ: «رَبَّانَا وَالِدَانَا بِطَرِيقَةٍ جَعَلَتْنَا نَشْعُرُ أَنَّ ٱلْحَقَّ هُوَ طَرِيقَةُ حَيَاةٍ مُفْرِحَةٍ». وَيُتَابِعُ قَائِلًا: «عِنْدَمَا كُنَّا صَغِيرَيْنِ، كَانَا يُشْرِكَانِنَا فِي أَحَادِيثِهِمَا عَنْ نَشَاطَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ، فَصِرْنَا غَيُورَينَ لِلْحَقِّ مِثْلَهُمَا. وَقَدْ رَبَّيَانَا عَلَى ٱلْفِكْرَةِ أَنَّ بِإِمْكَانِنَا ٱلْقِيَامَ بِأُمُورٍ مُفِيدَةٍ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه. حَتَّى إِنَّ عَائِلَتَنَا عَاشَتْ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ فِي بَلَدٍ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ لِمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ وَسَاعَدَتْ عَلَى تَأْسِيسِ جَمَاعَاتٍ جَدِيدَةٍ.
١٧ «إِنَّ مَا أَبْقَانَا فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلصَّحِيحِ لَيْسَ مَجْمُوعَةً مِنَ ٱلْقَوَانِينِ ٱلصَّارِمَةِ، بَلْ لِأَنَّ يَهْوَه كَانَ فِي نَظَرِ وَالِدَيْنَا شَخْصًا حَقِيقِيًّا وَلَطِيفًا وَصَالِحًا جِدًّا. فَقَدْ سَعَيَا إِلَى ٱلتَّعَرُّفِ بِهِ أَكْثَرَ وَإِلَى إِرْضَائِهِ. وَنَحْنُ تَعَلَّمْنَا مِنْ خَوْفِهِمَا ٱلسَّلِيمِ مِنْ يَهْوَه وَمَحَبَّتِهِمَا لَهُ. حَتَّى عِنْدَمَا كُنَّا نَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ، لَمْ يَجْعَلَانَا نَشْعُرُ أَنَّ يَهْوَه لَمْ يَعُدْ يُحِبُّنَا وَلَمْ يَثُورَا غَضَبًا وَيَضَعَا عَلَيْنَا قُيُودًا ٱعْتِبَاطِيَّةً. وَغَالِبًا مَا تَحَدَّثَا مَعَنَا بِهُدُوءٍ بِهَدَفِ بُلُوغِ قُلُوبِنَا، حَتَّى إِنَّ عَيْنَيْ أُمِّي كَانَتَا تَغْرَوْرِقَانِ بِٱلدُّمُوعِ أَحْيَانًا. وَأُسْلُوبُهُمَا هذَا كَانَ نَاجِحًا. فَقَدْ تَعَلَّمْنَا مِنْ كَلِمَاتِهِمَا وَتَصَرُّفَاتِهِمَا أَنَّ خَوْفَ يَهْوَه أَمْرٌ رَائِعٌ وَأَنَّ كَوْنَ ٱلْمَرْءِ وَاحِدًا مِنْ شُهُودِهِ مُفْرِحٌ وَمُمْتِعٌ وَلَيْسَ عِبْئًا». — ١ يوحنا ٥:٣.
١٨ مَاذَا نَنَالُ إِذَا ٱمْتَلَكْنَا خَوْفَ ٱللّٰهِ؟
١٨ تَتَضَمَّنُ «كَلِمَاتُ دَاوُدَ ٱلْأَخِيرَةُ» مَا يَلِي: «إِذَا حَكَمَ عَلَى ٱلْبَشَرِ بَارٌّ، وَحَكَمَ بِمَخَافَةِ ٱللّٰهِ، يَكُونُ حُكْمُهُ كَنُورِ ٱلصَّبَاحِ عِنْدَ شُرُوقِ ٱلشَّمْسِ». (٢ صموئيل ٢٣:١، ٣، ٤) وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ سُلَيْمَانَ، ٱبْنَ دَاوُدَ وَخَلَفَهُ، فَهِمَ ٱلْقَصْدَ مِنْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ. فَقَدْ طَلَبَ مِنْ يَهْوَه أَنْ يَمْنَحَهُ «قَلْبًا طَائِعًا» وَقُدْرَةً لِكَيْ «يُمَيِّزَ بَيْنَ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ». (١ ملوك ٣:٩) كَمَا أَنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ خَوْفَ يَهْوَه هُوَ مَسْلَكُ حِكْمَةٍ وَيُنْتِجُ ٱلسَّعَادَةَ. وَلَاحِقًا، لَخَّصَ سِفْرَ ٱلْجَامِعَةِ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ: «أَمَا وَقَدْ سَمِعْنَا كُلَّ شَيْءٍ، فَخِتَامُ ٱلْأَمْرِ: خَفِ ٱللّٰهَ وَٱحْفَظْ وَصَايَاهُ؛ لِأَنَّ هذَا هُوَ وَاجِبُ ٱلْإِنْسَانِ. فَإِنَّ ٱللّٰهَ سَيُحْضِرُ إِلَى ٱلدَّيْنُونَةِ كُلَّ عَمَلٍ مَعَ كُلِّ خَفِيٍّ، لِيَرَى هَلْ هُوَ صَالِحٌ أَمْ رَدِيءٌ». (جامعة ١٢:١٣، ١٤) فَإِذَا أَصْغَيْنَا إِلَى هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ، نَجِدُ فِعْلًا أَنَّ «عَاقِبَةَ ٱلتَّوَاضُعِ وَمَخَافَةِ يَهْوَهَ» لَيْسَتْ فَقَطِ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلسَّعَادَةَ، بَلْ أَيْضًا ‹ٱلْغِنَى وَٱلْمَجْدُ وٱلْحَيَاةُ›. — امثال ٢٢:٤.
١٩ مَاذَا سَيُمَكِّنُنَا مِنْ فَهْمِ «مَخَافَةِ يَهْوَهَ»؟
١٩ تُشِيرُ ٱلْأَمْثِلَةُ ٱلْعَصْرِيَّةُ وَٱلْمُسْتَمَدَّةُ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱلْخَوْفَ ٱلسَّلِيمَ مِنَ ٱللّٰهِ لَهُ دَوْرٌ إِيجَابِيٌّ فِي حَيَاةِ خُدَّامِ يَهْوَه ٱلْحَقِيقِيِّينَ. فَهذَا ٱلْخَوْفُ لَا يَمْنَعُنَا مِنْ فِعْلِ مَا يُغْضِبُ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ فَحَسْبُ، بَلْ يَمْنَحُنَا أَيْضًا ٱلشَّجَاعَةَ لِلصُّمُودِ فِي وَجْهِ أَعْدَائِنَا وَٱلْقُوَّةَ لِٱحْتِمَالِ ٱلْمِحَنِ وَٱلصُّعُوبَاتِ. لِذلِكَ سَوَاءٌ كُنَّا صِغَارًا أَوْ كِبَارًا، لِنَدْرُسْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِدَأَبٍ، لِنَتَأَمَّلْ فِي مَا نَتَعَلَّمُهُ، وَلْنَقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَه فِي صَلَوَاتٍ نَابِعَةٍ مِنَ ٱلْقَلْبِ. وَهكَذَا، لَنْ نَجِدَ «مَعْرِفَةَ ٱللّٰهِ» فَقَطْ، بَلْ سَنَفْهَمُ أَيْضًا «مَخَافَةَ يَهْوَهَ». — امثال ٢:١-٥.
[الحاشيتان]
a جَرَى تَغْيِيرُ ٱلْأَسْمَاءِ.
b رُبَّمَا كَانَتْ هذِهِ إِحْدَى ٱلْحَوَادِثِ ٱلَّتِي دَفَعَتْ دَاوُدَ إِلَى نَظْمِ ٱلْمَزْمُورَيْنِ ٥٧ و ١٤٢.
-