مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ليحفظ «سلام اللّٰه» قلبكم
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • ليحفظ «سلام اللّٰه» قلبكم

      ‏«يرفع الرب وجهه عليكَ ويمنحكَ سلاما.‏» —‏ عدد ٦:‏٢٦‏.‏

      ١ قبل موته بوقت قصير،‏ ماذا كتب بولس الى تيموثاوس،‏ كاشفا عن ماذا؟‏

      في السنة ٦٥ ب‌م،‏ كان الرسول بولس سجينا في رومية.‏ وعلى الرغم من انه كان سيموت قريبا على نحو عنيف على يدي جلاد روماني،‏ كان بولس في حالة سلام.‏ وذلك واضح من الكلمات التي كتبها الى صديقه الاصغر تيموثاوس،‏ عندما قال:‏ «قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظت الايمان واخيرا قد وُضع لي اكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ٢ ماذا حفظ قلب بولس طوال حياته الحافلة بالاحداث حتى موته؟‏

      ٢ فكيف تمكن بولس من ان يكون هادئا جدا في وجه الموت؟‏ كان ذلك لأن «سلام اللّٰه الذي يفوق كل عقل» يحفظ قلبه.‏ (‏فيلبي ٤:‏٧‏)‏ وهذا السلام نفسه حماه خلال كل السنوات الملآنة بالعمل منذ اهتدائه الابكر الى المسيحية.‏ ودعمه في اثناء عمل الرعاع،‏ السَّجن،‏ الجلد،‏ والرجم.‏ وقوَّاه فيما حارب الارتداد وتأثيرات المتهوّدين.‏ وساعده على مصارعة القوى الابليسية غير المنظورة.‏ وعلى نحو واضح،‏ قواه حتى النهاية.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٠:‏٤،‏ ٥؛‏ ١١:‏٢١-‏٢٧؛‏ افسس ٦:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      ٣ اي سؤالين تجري اثارتهما حول سلام اللّٰه؟‏

      ٣ يا للقوة الفعالة التي وجدها بولس في هذا السلام!‏ فهل يمكننا اليوم ان نتعلم ما هو؟‏ وهل سيساعدنا على حفظ قلوبنا وتقويتنا اذ ‹نجاهد جهاد الايمان الحسن› خلال هذه ‹الازمنة الصعبة،‏› العسِرة؟‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١‏.‏

      السلام مع اللّٰه —‏ كيف فُقد

      ٤ ما هي بعض المعاني للكلمة «سلام» في الكتاب المقدس؟‏

      ٤ في الكتاب المقدس للكلمة «سلام» معانٍ كثيرة.‏ وما يلي بعض المعاني،‏ كما أُدرجت في القاموس الاممي الجديد للاهوت العهد الجديد:‏ «في كل مكان من العهد القديم،‏ [‏شالوم‏] (‏سلام)‏ تشمل الخير في المعنى الاوسع للكلمة (‏قض ١٩:‏٢٠‏)‏؛‏ الازدهار (‏مز ٧٣:‏٣‏)‏،‏ حتى في ما يتعلق بالملحد؛‏ الصحة الجسدية (‏اش ٥٧:‏١٨ [،‏ ١٩]؛‏ مز ٣٨:‏٣‏)‏؛‏ القناعة .‏ .‏ .‏ (‏تك ١٥:‏١٥ الخ.‏)‏؛‏ العلاقات الجيدة بين الامم والناس (‏.‏ .‏ .‏ قض ٤:‏١٧؛‏ ١ أخ ١٢:‏١٧،‏ ١٨‏)‏؛‏ الخلاص (‏.‏ .‏ .‏ ار ٢٩:‏١١‏؛‏ قارنوا ار ١٤:‏١٣‏)‏.‏» والاكثر اهمية هو العلاقات السلمية بيهوه،‏ التي بدونها اي سلام آخر هو،‏ في احسن الاحوال،‏ وقتي ومحدود فقط.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٣:‏١١‏.‏

      ٥ كيف جرى الاخلال بسلام خليقة اللّٰه في الاصل؟‏

      ٥ في الاصل،‏ كانت كل الخليقة في حالة سلام تام مع يهوه.‏ ولسبب وجيه،‏ اعلن اللّٰه ان كل اعماله الخلقية حسنة جدا.‏ وفي الواقع،‏ هتف الملائكة السماويون عند رؤيتها.‏ (‏تكوين ١:‏٣١؛‏ ايوب ٣٨:‏٤-‏٧‏)‏ ولكن من المحزن ان ذلك السلام العالمي لم يدم.‏ فقد تحطَّم عندما اضلَّ المخلوق الروحاني المعروف الآن بالشيطان احدث مخلوقات اللّٰه الذكية،‏ حواء،‏ عن الطاعة للّٰه.‏ وزوج حواء،‏ آدم،‏ تبعها،‏ وبثلاثة متمردين بصورة عامة،‏ كان هنالك نزاع في الكون.‏ —‏ تكوين ٣:‏١-‏٦‏.‏

      ٦ ماذا انتجت خسارة السلام مع اللّٰه للجنس البشري؟‏

      ٦ ان خسارة السلام مع اللّٰه كانت فادحة لآدم وحواء،‏ اللذين بدأا الآن بتدهور جسدي بطيء انتهى بهما الى الموت.‏ وعوضا عن التمتع بالسلام في الفردوس،‏ كان على آدم ان يتصارع مع التربة غير المعدَّة خارج عدن ليُطعم عائلته المتزايدة.‏ وبدلا من ولادة جنس بشري كامل بقناعة،‏ انجبت حواء ذرية ناقصة بالتعب والالم.‏ وقادت خسارة السلام مع اللّٰه الى الحسد والعنف بين البشر.‏ فقايين قتل اخاه هابيل،‏ وبحلول وقت الطوفان،‏ كانت كل الارض قد امتلأت عنفا.‏ (‏تكوين ٣:‏٧-‏٤:‏١٦؛‏ ٥:‏٥؛‏ ٦:‏١١‏،‏ ع‌ج،‏ ١٢‏)‏ وعندما مات ابوانا الاولان لم يذهبا بالتأكيد الى مدفنيهما مكتفيين،‏ «بسلام،‏» كما فعل ابرهيم بعد مئات كثيرة من السنين.‏ —‏ تكوين ١٥:‏١٥‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ اية نبوة تفوه بها اللّٰه اشارت الى رد السلام التام؟‏ (‏ب)‏ الى اي حد صار عدو اللّٰه الشيطان ذا تأثير؟‏

      ٧ وبعد خسارة آدم وحواء السلام،‏ نجد الاشارة الاولى الى العداوة في الكتاب المقدس.‏ فقد تكلم اللّٰه الى الشيطان وقال:‏ «اضع عداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلكِ ونسلها.‏ هو يسحق رأسكِ وانت تسحقين عقبه.‏» (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ ومع مرور الوقت،‏ ازداد تأثير الشيطان الى حد ان الرسول يوحنا تمكن من القول:‏ «العالم كله قد وُضع في الشرير.‏» (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ ان عالما تحت سلطة الشيطان بالتأكيد ليس في حالة سلام مع اللّٰه.‏ اذًا،‏ على نحو ملائم،‏ حذر التلميذ يعقوب المسيحيين:‏ «اما تعلمون ان محبة العالم عداوة للّٰه.‏» —‏ يعقوب ٤:‏٤‏.‏

      في حالة سلام وسط عالم معادٍ

      ٨ و ٩ بعد ان اخطأ آدم،‏ كيف تمكن البشر من ان يكونوا في حالة سلام مع اللّٰه؟‏

      ٨ قديما في عدن،‏ عندما ذكر اللّٰه للمرة الاولى الكلمة «عداوة» انبأ ايضا بالطريقة التي سيجري بها رد السلام التام الى الخليقة.‏ فنسل المرأة المنتمية الى اللّٰه الموعود به سيسحق رأس محطِّم السلام الاصلي.‏ ومن عدن فصاعدا،‏ تمتع اولئك الذين مارسوا الايمان بهذا الوعد بعلاقات سلمية مع اللّٰه.‏ وبالنسبة الى ابرهيم،‏ تطور ذلك الى صداقة.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٠:‏٧؛‏ يعقوب ٢:‏٢٣‏،‏ ع‌ج.‏

      ٩ وفي زمن موسى،‏ جعل يهوه اولاد اسرائيل،‏ حفيد ابرهيم،‏ امة.‏ وقدَّم سلامه لهذه الامة،‏ كما يُرى في البركة التي تلفظ بها هرون،‏ رئيس الكهنة،‏ عليها:‏ «يبارككَ الرب ويحرسكَ.‏ يُضيءُ الرب بوجهه عليكَ ويرحمكَ.‏ يرفع الرب وجهه عليكَ ويمنحكَ سلاما.‏» (‏عدد ٦:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ كان سلام يهوه سيجلب مكافآ‌ت سخية،‏ إلا انه قُدِّم مع شروط.‏

      ١٠ و ١١ بالنسبة الى اسرائيل،‏ على ماذا كان السلام مع اللّٰه مشروطا،‏ وماذا ينتج ذلك؟‏

      ١٠ قال يهوه للامة:‏ «اذا سلكتم في فرائضي وحفظتم وصاياي وعملتم بها اعطي مطركم في حينه وتعطي الارض غلَّتها وتعطي اشجار الحقل اثمارها.‏ واجعل سلاما في الارض فتنامون وليس من يزعجكم.‏ وأُبيد الوحوش الرديئة من الارض ولا يعبر سيف في ارضكم.‏ واسير بينكم واكون لكم الها وانتم تكونون لي شعبا.‏» (‏لاويين ٢٦:‏٣،‏ ٤،‏ ٦،‏ ١٢‏)‏ وتمكنت اسرائيل من التمتع بالسلام لأنهم كانوا يملكون امنا من اعدائهم،‏ وفرة مادية،‏ وعلاقة وثيقة بيهوه.‏ ولكنَّ ذلك كان سيعتمد على التصاقهم بشريعة يهوه.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏١٦٥‏.‏

      ١١ طوال تاريخ الامة،‏ تمتع الاسرائيليون الذين حاولوا بأمانة المحافظة على تشريعات يهوه بالسلام معه،‏ وغالبا ما جلب ذلك بركات اخرى كثيرة.‏ فخلال السنوات الباكرة لحكم الملك سليمان،‏ جلب السلام مع اللّٰه ازدهارا ماديا بالاضافة الى راحة من الحروب مع جيران اسرائيل.‏ واذ يصف ذلك الوقت،‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «سكن يهوذا واسرائيل آمنين كل واحد تحت كرمته وتحت تينته من دان الى بئر سبع كل ايام سليمان.‏» (‏١ ملوك ٤:‏٢٥‏)‏ وحتى عندما كانت الحرب تندلع مع الشعوب المجاورة،‏ كان الاسرائيليون الامناء لا يزالون يملكون السلام الذي يهم حقا،‏ السلام مع اللّٰه.‏ وهكذا،‏ كتب الملك داود،‏ محارب شهير:‏ «بسلامة اضطجع بل ايضا انام.‏ لأنك انت يا رب منفردا في طمأنينة تُسكِّنني.‏» —‏ مزمور ٤:‏٨‏.‏

      اساس افضل للسلام

      ١٢ كيف رفضت اسرائيل اخيرا السلام مع اللّٰه؟‏

      ١٢ واخيرا،‏ وصل النسل الذي كان سيرد السلام التام في شخص يسوع،‏ وعند ولادته رنمت الملائكة:‏ «المجد للّٰه في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرَّة.‏» (‏لوقا ٢:‏١٤‏)‏ لقد ظهر يسوع في اسرائيل،‏ ولكن على الرغم من كونها تحت عهد اللّٰه،‏ رفضته هذه الامة ككل وسلَّمته الى الرومانيين ليقتلوه.‏ وقبل موته بوقت قصير،‏ بكى يسوع على اورشليم،‏ قائلا:‏ «انكِ لو علمتِ انتِ ايضا حتى في يومكِ هذا ما هو لسلامكِ.‏ ولكن الآن قد أُخفي عن عينيكِ.‏» (‏لوقا ١٩:‏٤٢؛‏ يوحنا ١:‏١١‏)‏ فبسبب رفض يسوع،‏ خسرت اسرائيل سلامها مع اللّٰه على نحو تام.‏

      ١٣ ما هي الطريقة الجديدة التي اسسها يهوه للانسان لايجاد السلام معه؟‏

      ١٣ ومع ذلك،‏ لم تُحبط مقاصد اللّٰه.‏ فيسوع أُقيم من الموت وقدَّم ليهوه قيمة حياته الكاملة فدية لاجل البشر المستقيمي القلوب.‏ (‏عبرانيين ٩:‏١١-‏١٤‏)‏ وصارت ذبيحة يسوع طريقة جديدة وافضل للبشر —‏ الاسرائيليين الطبيعيين والامم على السواء —‏ لايجاد السلام مع اللّٰه.‏ وقال بولس في رسالته الى المسيحيين في رومية:‏ «كنَّا ونحن اعداء قد صولحنا مع اللّٰه بموت ابنه.‏» (‏رومية ٥:‏١٠‏)‏ وفي القرن الاول،‏ مُسح اولئك الذين صنعوا السلام بهذه الطريقة بالروح القدس ليجري تبنيهم كأبناء للّٰه واعضاء في امة روحية جديدة تدعى «اسرائيل اللّٰه.‏» —‏ غلاطية ٦:‏١٦؛‏ يوحنا ١:‏١٢،‏ ١٣؛‏ ٢ كورنثوس ١:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩‏.‏

      ١٤ و ١٥ صفوا سلام اللّٰه،‏ وأوضحوا كيف يحمي المسيحيين حتى عندما يكونون هدفا لعداء الشيطان.‏

      ١٤ وهؤلاء الاسرائيليون الروحيون الجدد هم هدف للعداء من الشيطان وعالمه.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٤‏)‏ لكنهم يملكون ‹السلام من اللّٰه الآب والمسيح يسوع ربنا.‏› (‏٢ تيموثاوس ١:‏٢‏)‏ ويسوع قال لهم:‏ «قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام.‏ في العالم سيكون لكم ضيق.‏ ولكن ثقوا.‏ انا قد غلبت العالم.‏» —‏ يوحنا ١٦:‏٣٣‏.‏

      ١٥ هذا هو السلام الذي ساعد بولسَ ورفقاءه المسيحيين على الاحتمال على الرغم من كل المشقات التي واجهتهم.‏ انه يعكس علاقة باللّٰه هادئة منسجمة جعلتها ذبيحة يسوع ممكنة.‏ ويعطي مالكه سلام العقل المُطمئن اذ يصير مدركا اهتمام يهوه.‏ والولد الذي يُحضَن بين ذراعي اب محب لديه شعور مماثل بالسلام،‏ يقين مطلق انه تجري رعايته من قبل شخص يهتم بأمره.‏ شجع بولس اهل فيلبي:‏ «لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُعلَم طلباتكم لدى اللّٰه.‏ وسلام اللّٰه الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع.‏» —‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ١٦ كيف اثر السلام مع اللّٰه في علاقة مسيحيي القرن الاول واحدهم بالآخر؟‏

      ١٦ ان احدى نتائج خسارة الانسان السلام مع اللّٰه كانت البغض والنزاع.‏ وبالنسبة الى مسيحيي القرن الاول،‏ انتج ايجاد السلام مع اللّٰه العكس تماما:‏ السلام والوحدة بينهم،‏ ما دعاه بولس «رباط السلام الموحِّد.‏» (‏افسس ٤:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ فقد ‹اهتموا اهتماما واحدا وعاشوا بالسلام واله المحبة والسلام كان معهم.‏› وفضلا عن ذلك،‏ كرزوا ‹ببشارة السلام،‏› التي كانت،‏ من حيث الجوهر،‏ بشارة الخلاص ‹لابناء السلام،‏› اولئك الذين يتجاوبون مع البشارة.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٣:‏١١؛‏ اعمال ١٠:‏٣٦؛‏ لوقا ١٠:‏٥،‏ ٦‏.‏

      عهد سلام

      ١٧ ماذا قطع اللّٰه مع شعبه في ايامنا؟‏

      ١٧ وهل يمكن ايجاد سلام كهذا اليوم؟‏ نعم،‏ يمكن ذلك.‏ فمنذ تأسيس ملكوت اللّٰه برئاسة يسوع المسيح الممجد في السنة ١٩١٤،‏ جمع يهوه الاشخاص الباقين من اسرائيل اللّٰه من هذا العالم وقطع عهد سلام معهم.‏ وهكذا تمم وعده الذي صنعه بواسطة النبي حزقيال:‏ «اقطع معهم عهد سلام فيكون معهم عهدا مؤبدا وأُقرُّهم وأُكثِّرُهم واجعل مقدسي في وسطهم الى الابد.‏» (‏حزقيال ٣٧:‏٢٦‏)‏ لقد قطع يهوه هذا العهد مع المسيحيين الممسوحين الذين،‏ كإخوتهم في القرن الاول،‏ يمارسون الايمان بذبيحة يسوع.‏ واذ تطهروا من التلوث الروحي،‏ نذروا انفسهم لابيهم السماوي واجتهدوا في اتباع وصاياه،‏ على الاخص بالكينونة في المقدمة في الكرازة العالمية النطاق ببشارة ملكوت اللّٰه المؤسس.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      ١٨ كيف تجاوب البعض بين الامم عندما ميزوا ان اسم اللّٰه هو على اسرائيل اللّٰه؟‏

      ١٨ تتابع النبوة:‏ «ويكون مسكني فوقهم واكون لهم الها ويكونون لي شعبا.‏ فتعلم الامم اني انا (‏يهوه)‏ مُقدِّس اسرائيل.‏» (‏حزقيال ٣٧:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ وانسجاما مع ذلك،‏ يعترف مئات الآلاف،‏ اجل،‏ الملايين،‏ من «الامم» بأن اسم يهوه هو على اسرائيل اللّٰه.‏ (‏زكريا ٨:‏٢٣‏)‏ ومن كل الامم،‏ يحتشدون ليخدموا يهوه مع هذه الامة الروحية،‏ مشكلين ‹الجمع الكثير› المنبأ به في سفر الرؤيا.‏ واذ ‹يغسِّلون ثيابهم ويبيِّضون ثيابهم في دم الخروف،‏› ينجون من الضيقة العظيمة الى عالم جديد سلمي.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤‏.‏

      ١٩ اي سلام يتمتع به شعب اللّٰه اليوم؟‏

      ١٩ ومعا،‏ يتمتع اسرائيل اللّٰه والجمع الكثير بالسلام الروحي المشابه للسلام الذي تمتع به اسرائيل تحت حكم الملك سليمان.‏ وعنهم تنبأ ميخا:‏ «يطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل.‏ لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلَّمون الحرب في ما بعد.‏ بل يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون مَن يُرعب.‏» (‏ميخا ٤:‏٣،‏ ٤؛‏ اشعياء ٢:‏٢-‏٤‏)‏ وانسجاما مع ذلك،‏ يُعرضون عن الحرب والنزاع،‏ اذ يطبعون رمزيا سيوفهم سككا ورماحهم مناجل.‏ وهكذا،‏ يتمتعون بأخوَّة سلمية في كل مكان من مجتمعهم الاممي،‏ مهما تكن قوميتهم،‏ لغتهم،‏ عرقهم،‏ او خلفيتهم الاجتماعية.‏ ويبتهجون بيقينية عناية يهوه الواقية فوقهم.‏ ‹ليس مَن يرعب.‏› حقا،‏ ‹الرب اعطى عزًّا لشعبه.‏ الرب بارك شعبه بالسلام.‏› —‏ مزمور ٢٩:‏١١‏.‏

      ٢٠ و ٢١ (‏أ)‏ لماذا يجب ان نعمل على المحافظة على سلامنا مع اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكننا ان نقول عن جهود الشيطان في تحطيم سلام شعب اللّٰه؟‏

      ٢٠ ولكن،‏ كما في القرن الاول ب‌م يثير سلامُ خدام اللّٰه عداءَ الشيطان.‏ واذ طُرد من السماء بعد تأسيس ملكوت اللّٰه في السنة ١٩١٤،‏ صنع الشيطان منذ ذلك الحين حربا «مع باقي نسل [المرأة].‏» (‏رؤيا ١٢:‏١٧‏)‏ وايضا في ايامه،‏ حذر بولس:‏ «ان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع .‏ .‏ .‏ اجناد الشر الروحية في السماويات.‏» (‏افسس ٦:‏١٢‏)‏ واذ يُحصَر الشيطان الآن في جوار الارض،‏ يكون هذا التحذير ملحّا.‏

      ٢١ يستخدم الشيطان كل وسيلة تحت تصرفه في محاولته لتدمير سلام شعب اللّٰه،‏ لكنه يفشل.‏ وقديما في سنة ١٩١٩،‏ لم يكن هنالك حتى ٠٠٠‏,١٠ ممن اجتهدوا في خدمة اللّٰه بأمانة.‏ واليوم،‏ هنالك اكثر من اربعة ملايين يغلبون العالم بايمانهم.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٤‏)‏ وبالنسبة الى هؤلاء،‏ السلام مع اللّٰه والسلام واحدهم مع الآخر هو حقيقة،‏ تماما كما يتحملون عداء الشيطان ونسله.‏ ولكن نظرا الى هذا العداء،‏ واذ نأخذ بعين الاعتبار نقصنا و ‹الازمنة الصعبة› التي نعيش فيها،‏ يجب ان نعمل بجد لنحافظ على سلامنا.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ وفي المقالة التالية،‏ سنرى ماذا يشمل ذلك.‏

  • ‏‹اطلبوا السلام وجدُّوا في اثره›‏
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • ‏‹اطلبوا السلام وجدُّوا في اثره›‏

      ‏«ليتعظم الرب المسرور (‏بسلام)‏ عبده.‏» —‏ مزمور ٣٥:‏٢٧‏.‏

      ١ اي سلام نتمتع به اليوم؟‏

      يا له من فرح في هذا العالم المنقسم ان نكون في حالة سلام!‏ ويا له من سرور ان نعبد يهوه،‏ «اله السلام نفسه،‏» وان نشترك في بركات ‹عهده للسلام›!‏ وكم يكون منعشا،‏ في وسط ضغوط الحياة،‏ ان نعرف «سلام اللّٰه الذي يفوق كل عقل» وان نختبر «رباط السلام» الذي يوحِّد شعب اللّٰه مهما كانت قوميتهم،‏ لغتهم،‏ عرقهم،‏ او خلفيتهم الاجتماعية!‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏٢٣؛‏ حزقيال ٣٧:‏٢٦؛‏ فيلبي ٤:‏٧؛‏ افسس ٤:‏٣‏.‏

      ٢ و ٣ (‏أ)‏ فيما يحتمل شعب اللّٰه ككل،‏ ماذا قد يحدث للافراد المسيحيين؟‏ (‏ب)‏ ماذا يحثنا الكتاب المقدس على فعله؟‏

      ٢ كشهود ليهوه،‏ نحن نقدِّر هذا السلام.‏ ومع ذلك،‏ لا يمكننا ان نستهين به.‏ فالسلام لا تجري المحافظة عليه آليا فقط لأننا نقترن بجماعة مسيحية او يتفق ان نكون جزءا من عائلة مسيحية.‏ وفيما تحتمل البقية الممسوحة ورفقاؤهم ‹الخراف الاخر› بصفتهم رعية واحدة الى المنتهى،‏ قد يفقد الافراد سلامهم ويرتدّون.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ متى ٢٤:‏١٣‏،‏ ع‌ج؛‏ رومية ١١:‏٢٢؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٢‏.‏

      ٣ حذر الرسول بولس المسيحيين الممسوحين لايامه:‏ «انظروا ايها الاخوة ان لا يكون في احدكم قلب شرير بعدم ايمان في الارتداد عن اللّٰه الحي.‏» (‏عبرانيين ٣:‏١٢‏)‏ وينطبق هذا التحذير ايضا على الجمع الكثير.‏ لذلك،‏ يحث الكتاب المقدس المسيحيين:‏ ‹اطلبوا السلام وجدُّوا في اثره.‏ لأن عيني الرب على الابرار وأذنيه الى طلبتهم.‏ ولكنّ وجه الرب ضد فاعلي الشر.‏› —‏ ١ بطرس ٣:‏١٠-‏١٢؛‏ مزمور ٣٤:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ‏«اهتمام الجسد»‏

      ٤ ماذا يمكن ان يزعج سلامنا مع اللّٰه؟‏

      ٤ وماذا يمكن ان يعيق اتِّباعنا السلام؟‏ يذكر بولس امرا واحدا اذ يقول:‏ «اهتمام الجسد هو موت ولكنّ اهتمام الروح هو حياة وسلام.‏ لأن اهتمام الجسد هو عداوة للّٰه.‏» (‏رومية ٨:‏٦،‏ ٧‏)‏ يشير بولس ‹بالجسد› الى حالتنا الساقطة كبشر ناقصين ذوي ميول خاطئة موروثة.‏ فالاستسلام لميول الجسد الساقط يدمر سلامنا.‏ واذا ارتكب مسيحي على نحو غير تائب الفساد الادبي،‏ الكذب،‏ السرقة،‏ تعاطي المخدرات،‏ او كسر بطريقة اخرى الشريعة الالهية،‏ فإنه يعيق السلام مع يهوه الذي تمتع به في ما مضى.‏ (‏امثال ١٥:‏٨،‏ ٢٩؛‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ رؤيا ٢١:‏٨‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ اذا سمح للامور المادية بأن تصير اكثر اهمية بالنسبة اليه من الامور الروحية،‏ فسلامه مع اللّٰه مهدَّد على نحو خطير.‏ —‏ متى ٦:‏٢٤؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ٥ ماذا يجري شمله في اتِّباع السلام؟‏

      ٥ ومن ناحية اخرى،‏ قال بولس:‏ «اهتمام الروح هو حياة وسلام.‏» والسلام هو جزء من ثمر الروح،‏ واذا درَّبنا قلبنا على تقدير الامور الروحية،‏ مصلِّين ان يساعدنا روح اللّٰه في ذلك،‏ فحينئذ نتجنب «اهتمام الجسد.‏» (‏غلاطية ٥:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ وفي ١ بطرس ٣:‏١٠-‏١٢ يجري ربط السلام بالبر.‏ (‏رومية ٥:‏١‏)‏ فيقول بطرس ان اتّباع السلام يشمل ‹الإعراض عن الشر وصنع الخير.‏› ويمكن لروح اللّٰه ان يساعدنا على ‹اتّباع البر› وهكذا نحفظ سلامنا مع اللّٰه.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      ٦ ما هي احدى مسؤوليات الشيوخ في ما يتعلق بسلام الجماعة؟‏

      ٦ ان اتّباع السلام هو اهتمام رئيسي للشيوخ في الجماعة.‏ مثلا،‏ اذا حاول شخص ما ان يُدخل ممارسات نجسة،‏ فالشيوخ هم المسؤولون عن حماية الجماعة بمحاولة توبيخ الخاطئ.‏ فاذا قبل التوبيخ،‏ يسترد سلامه.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏١١‏)‏ واذا لم يقبل،‏ فقد يلزم ان يُطرد بحيث يمكن حفظ علاقة الجماعة السلمية بيهوه.‏ —‏ ١ كورنثوس ٥:‏١-‏٥‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة