-
سلطان يهوه وملكوت اللّٰهبرج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
سُلْطَانُ يَهْوَه وَمَلَكُوتُ ٱللّٰهِ
«لَكَ، يَا يَهْوَهُ، ٱلْعَظَمَةُ وَٱلْقُدْرَةُ وَٱلْبَهَاءُ وَٱلسُّمُوُّ وَٱلْوَقَارُ . . . لَكَ ٱلْمَلَكُوتُ يَا يَهْوَهُ». — ١ اخبار الايام ٢٩:١١.
١ لِمَاذَا يَهْوَه هُوَ صَاحِبُ ٱلسُّلْطَانِ ٱلشَّرْعِيِّ فِي ٱلْكَوْنِ؟
«يَهْوَهُ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ ثَبَّتَ عَرْشَهُ، وَمَمْلَكَتُهُ عَلَى ٱلْكُلِّ تَتَسَلَّطُ». (مزمور ١٠٣:١٩) بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ عَبَّرَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ عَنْ حَقِيقَةٍ جَوْهَرِيَّةٍ فِي مَسْأَلَةِ ٱلْحُكْمِ: أَنَّ يَهْوَه ٱللّٰهَ، ٱلْخَالِقَ، هُوَ صَاحِبُ ٱلسُّلْطَانِ ٱلشَّرْعِيِّ فِي ٱلْكَوْنِ.
٢ كَيْفَ وَصَفَ دَانِيَالُ حَيِّزَ سُلْطَانِ يَهْوَه ٱلرُّوحِيَّ؟
٢ وَبِٱلطَّبْعِ، لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِكُلِّ حَاكِمٍ رَعَايَا يَبْسُطُ سُلْطَانَهُ عَلَيْهِمْ. وَأَوَّلُ ٱلرَّعَايَا ٱلَّذِينَ تَسَلَّطَ يَهْوَه عَلَيْهِمْ هُمُ ٱلْمَخْلُوقَاتُ ٱلرُّوحَانِيَّةُ ٱلَّتِي أَوْجَدَهَا: اِبْنُهُ ٱلْوَحِيدُ أَوَّلًا، ثُمَّ ٱلْحُشُودُ ٱلْمَلَائِكِيَّةُ. (كولوسي ١:١٥-١٧) فَبَعْدَ حِقْبَةٍ مَدِيدَةٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ، رَأَى ٱلنَّبِيُّ دَانِيَالُ رُؤْيَا وَصَفَ فِيهَا حَيِّزَ سُلْطَانِ يَهْوَه فِي ٱلسَّمَاءِ قَائِلًا: «بَقِيتُ أَنْظُرُ إِلَى أَنْ وُضِعَتْ عُرُوشٌ، وَجَلَسَ ٱلْقَدِيمُ ٱلْأَيَّامِ. . . . أَلْفُ أَلْفٍ فِي خِدْمَتِهِ، وَعَشَرَةُ آلَافِ رِبْوَةٍ وُقُوفٌ قُدَّامَهُ». (دانيال ٧:٩، ١٠) فَطَوَالَ دُهُورٍ كَانَ يَهْوَه، «ٱلْقَدِيمُ ٱلْأَيَّامِ»، يَرْأَسُ عَائِلَتَهُ ٱلْمُنَظَّمَةَ ٱلَّتِي تَضُمُّ عَدَدًا هَائِلًا مِنَ ٱلْأَبْنَاءِ ٱلرُّوحَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ ‹يَخْدُمُونَهُ عَامِلِينَ مَشِيئَتَهُ›. — مزمور ١٠٣:٢٠، ٢١.
٣ كَيْفَ وَسَّعَ يَهْوَه نِطَاقَ حُكْمِهِ؟
٣ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، وَسَّعَ يَهْوَه نِطَاقَ حُكْمِهِ حِينَ أَوْجَدَ ٱلْكَوْنَ ٱلْمَادِّيَّ ٱلرَّحْبَ وَٱلْمُعَقَّدَ ٱلَّذِي يَضُمُّ كَوْكَبَنَا ٱلْأَرْضَ. (ايوب ٣٨:٤، ٧) وَمَعَ أَنَّ ٱلْأَجْرَامَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ تَسِيرُ بِتَنْظِيمٍ وَدِقَّةٍ لَامُتَنَاهِيَةٍ بِحَيْثُ يَخَالُ ٱلنَّاظِرُ إِلَيْهَا أَنْ لَا حَاجَةَ إِلَى مَنْ يُوَجِّهُهَا أَوْ يَضْبُطُهَا، يُخْبِرُنَا ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ أَنَّ يَهْوَه «أَمَرَ فَخُلِقَتْ. وَأَقَامَهَا أَبَدَ ٱلدَّهْرِ. وَضَعَ فَرِيضَةً فَلَنْ تَزُولَ». (مزمور ١٤٨:٥، ٦) فَلَطَالَمَا مَارَسَ يَهْوَه سُلْطَانَهُ عَلَى ٱلْحَيِّزِ ٱلرُّوحِيِّ وَٱلْكَوْنِ ٱلْمَادِّيِّ بِتَوْجِيهِ وَتَنْظِيمِ وَضَبْطِ كُلِّ مَا يَجْرِي فِيهِمَا. — نحميا ٩:٦.
٤ بِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ يُمَارِسُ يَهْوَه سُلْطَانَهُ عَلَى ٱلْبَشَرِ؟
٤ وَبِخَلْقِ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلْبَشَرِيَّيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ، بَدَأَ ٱللّٰهُ يُمَارِسُ سُلْطَانَهُ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى. فَبِٱلْإِضَافَةِ إِلَى مَنْحِ ٱلْبَشَرِ كُلَّ مَا يَحْتَاجُونَهُ لِيَحْيَوْا حَيَاةً هَنِيئَةً وَذَاتَ قَصْدٍ، فَوَّضَ يَهْوَه إِلَيْهِمْ مِقْدَارًا مِنَ ٱلسُّلْطَةِ إِذْ أَخْضَعَ لَهُمْ مَخْلُوقَاتِ ٱلْأَرْضِ ٱلدُّنْيَا. (تكوين ١:٢٦-٢٨؛ ٢:٨، ٩) وَهكَذَا بَدَا وَاضِحًا أَنَّ حُكْمَ ٱللّٰهِ لَيْسَ خَيِّرًا وَصَالِحًا فَحَسْبُ، بَلْ يَمْنَحُ أَيْضًا رَعَايَاهُ ٱلْكَرَامَةَ وَٱلِٱعْتِبَارَ. وَكَانَ آدَمُ وَحَوَّاءُ سَيَعِيشَانِ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ مَا دَامَا خَاضِعَيْنِ لِسُلْطَانِ يَهْوَه. — تكوين ٢:١٥-١٧.
٥ مَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ عَنْ مُمَارَسَةِ يَهْوَه سُلْطَانَهُ؟
٥ مَاذَا نَسْتَخْلِصُ مِنْ كُلِّ مَا وَرَدَ آنِفًا؟ أَوَّلًا، لَطَالَمَا مَارَسَ يَهْوَه سُلْطَانَهُ عَلَى كُلِّ خَلِيقَتِهِ. ثَانِيًا، إِنَّ حُكْمَ ٱللّٰهِ خَيِّرٌ وَيَحْفَظُ كَرَامَةَ رَعَايَاهُ. وَأَخِيرًا، إِنَّ إِطَاعَتَنَا حُكْمَ ٱللّٰهِ وَتَأْيِيدَهُ يَعُودَانِ عَلَيْنَا بِفَوَائِدَ أَبَدِيَّةٍ. فَلَا عَجَبَ أَنَّ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ ٱنْدَفَعَ إِلَى ٱلْقَوْلِ: «لَكَ، يَا يَهْوَهُ، ٱلْعَظَمَةُ وَٱلْقُدْرَةُ وَٱلْبَهَاءُ وَٱلسُّمُوُّ وَٱلْوَقَارُ، لِأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ. لَكَ ٱلْمَلَكُوتُ يَا يَهْوَهُ، وَقَدِ ٱرْتَفَعْتَ رَأْسًا عَلَى ٱلْجَمِيعِ». — ١ اخبار الايام ٢٩:١١.
لِمَاذَا نَشَأَتِ ٱلْحَاجَةُ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟
٦ مَا ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ وَمَلَكُوتِهِ؟
٦ بِمَا أَنَّ يَهْوَه، ٱلْمُتَسَلِّطَ ٱلْكَوْنِيَّ، يُمَارِسُ سُلْطَانَهُ وَقُدْرَتَهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ، فَمِنْ أَيْنَ نَشَأَتِ ٱلْحَاجَةُ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟ عَادَةً، يُمَارِسُ ٱلْحَاكِمُ سُلْطَانَهُ عَلَى رَعَايَاهُ مِنْ خِلَالِ وَسِيلَةٍ أَوْ وَاسِطَةٍ مَا. لِذلِكَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ هُوَ تَعْبِيرٌ عَنْ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ ٱلْكَوْنِيِّ عَلَى خَلَائِقِهِ، أَيِ ٱلْوَاسِطَةُ ٱلَّتِي يُمَارِسُ بِهَا هذَا ٱلسُّلْطَانَ.
٧ لِمَاذَا أَقَامَ يَهْوَه ٱلْمَلَكُوتَ كَتَعْبِيرٍ جَدِيدٍ عَنْ سُلْطَانِهِ؟
٧ عَلَى مَرِّ ٱلْأَزْمِنَةِ، مَارَسَ يَهْوَه سُلْطَانَهُ بِطَرَائِقَ مُخْتَلِفَةٍ. وَقَدْ أَقَامَ ٱلْمَلَكُوتَ كَتَعْبِيرٍ جَدِيدٍ عَنْ هذَا ٱلسُّلْطَانِ نَتِيجَةَ تَطَوُّرَاتٍ حَصَلَتْ. فَٱلشَّيْطَانُ، ٱلَّذِي عَصَى ٱللّٰهَ بَعْدَ أَنْ كَانَ أَحَدَ أَبْنَائِهِ ٱلرُّوحَانِيِّينَ، نَجَحَ فِي إِقْنَاعِ آدَمَ وَحَوَّاءَ بِٱلتَّمَرُّدِ عَلَى حُكْمِ يَهْوَه. وَهذَا ٱلتَّمَرُّدُ شَكَّلَ تَحَدِّيًا لِسُلْطَانِ ٱللّٰهِ. كَيْفَ ذلِكَ؟ لَقَدْ قَالَ ٱلشَّيْطَانُ لِحَوَّاءَ إِنَّهَا «لَنْ تَمُوتَ» إِذَا أَكَلَتْ مِنَ ٱلثَّمَرِ ٱلْمُحَرَّمِ، مُلَمِّحًا أَنَّ يَهْوَه كَاذِبٌ وَبِٱلتَّالِي غَيْرُ جَدِيرٍ بِٱلثِّقَةِ. وَأَضَافَ: «اَللّٰهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَصِيرَانِ كَٱللّٰهِ، عَارِفَيْنِ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ». وَعَنَى بِذلِكَ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ سَيَكُونَانِ فِي حَالٍ أَفْضَلَ إِنْ هُمَا تَجَاهَلَا وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ وَٱسْتَقَلَّا عَنْهُ. (تكوين ٣:١-٦) وَكَانَ هذَا تَحَدِّيًا صَرِيحًا لِصَوَابِ وَشَرْعِيَّةِ حُكْمِ ٱللّٰهِ. فَمَاذَا فَعَلَ يَهْوَه؟
٨، ٩ (أ) مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْحَاكِمُ ٱلْبَشَرِيُّ إِذَا نَشَأَ تَمَرُّدٌ فِي حَيِّزِ سُلْطَانِهِ؟ (ب) مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ يَهْوَه إِزَاءَ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ؟
٨ مَاذَا نَتَوَقَّعُ أَنْ يَفْعَلَ أَيُّ حَاكِمٍ إِذَا نَشَأَ تَمَرُّدٌ سَافِرٌ فِي حَيِّزِ سُلْطَانِهِ؟ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمُطَّلِعِينَ عَلَى ٱلتَّارِيخِ يَتَذَكَّرُونَ حَوَادِثَ مِنْ هذَا ٱلنَّوْعِ. فَعَادَةً، لَا يَتَغَاضَى ٱلْحَاكِمُ عَنِ ٱلْمَسْأَلَةِ حَتَّى لَوْ كَانَ خَيِّرًا، بَلْ يُصْدِرُ حُكْمًا فِي حَقِّ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ وَيُدِينُهُمْ بِتُهْمَةِ ٱلْخِيَانَةِ ٱلْعُظْمَى. ثُمَّ يُفَوِّضُ إِلَى شَخْصٍ مَا أَنْ يَقْمَعَ ٱلتَّمَرُّدَ وَيَرُدَّ ٱلسَّلَامَ إِلَى سَابِقِ عَهْدِهِ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، أَظْهَرَ يَهْوَه أَنَّهُ يَتَوَلَّى زِمَامَ ٱلْأُمُورِ حِينَ ٱتَّخَذَ إِجْرَاءً فَوْرِيًّا وَأَصْدَرَ حُكْمًا فِي حَقِّ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ. فَقَدْ أَعْلَنَ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ لَا يَسْتَحِقَّانِ هِبَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ وَطَرَدَهُمَا مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ. — تكوين ٣:١٦-١٩، ٢٢-٢٤.
٩ وَعِنْدَ إِصْدَارِ ٱلْحُكْمِ فِي حَقِّ ٱلشَّيْطَانِ، كَشَفَ يَهْوَه تَعْبِيرًا جَدِيدًا عَنْ سُلْطَانِهِ، وَسِيلَةً يَرُدُّ مِنْ خِلَالِهَا ٱلسَّلَامَ وَٱلنِّظَامَ إِلَى كَامِلِ حَيِّزِ حُكْمِهِ. فَقَدْ قَالَ لِلْحَيَّةِ، أَيِ ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ: «أَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». (تكوين ٣:١٥) وَهكَذَا كَشَفَ يَهْوَه قَصْدَهُ أَنْ يُفَوِّضَ إِلَى «نَسْلٍ» أَنْ يَسْحَقَ ٱلشَّيْطَانَ وَأَعْوَانَهُ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ وَيُثْبِتَ صَوَابَ وَشَرْعِيَّةَ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ. — مزمور ٢:٧-٩؛ ١١٠:١، ٢.
١٠ (أ) مَنْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ ‹ٱلنَّسْلُ›؟ (ب) مَاذَا قَالَ بُولُسُ عَنْ إِتْمَامِ ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْأُولَى؟
١٠ وَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ هذَا ‹ٱلنَّسْلَ› هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى فَرِيقٍ مِنَ ٱلْحُكَّامِ ٱلْمُعَاوِنِينَ لَهُ. وَهُمْ يُؤَلِّفُونَ مَعًا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ ٱلْمَسِيَّانِيَّ. (دانيال ٧:١٣، ١٤، ٢٧؛ متى ١٩:٢٨؛ لوقا ١٢:٣٢؛ ٢٢:٢٨-٣٠) لكِنَّ هذِهِ ٱلْحَقَائِقَ لَمْ تُكْشَفْ عَلَى ٱلْفَوْرِ، بَلْ ظَلَّ إِتْمَامُ ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْأُولَى ‹سِرًّا مُقَدَّسًا مَكْتُومًا طَوَالَ أَزْمِنَةٍ دَهْرِيَّةٍ›. (روما ١٦:٢٥) وَقَدْ بَقِيَ رِجَالُ ٱلْإِيمَانِ طَوَالَ قُرُونٍ يَتَطَلَّعُونَ إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يُكْشَفُ فِيهِ «ٱلسِّرُّ ٱلْمُقَدَّسُ» وَتَتِمُّ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلْأُولَى تَبْرِئَةً لِسُلْطَانِ يَهْوَه. — روما ٨:١٩-٢١.
كَشْفُ «ٱلسِّرِّ ٱلْمُقَدَّسِ» تَدْرِيجِيًّا
١١ عَلَامَ أَطْلَعَ يَهْوَه إِبْرَاهِيمَ؟
١١ مَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ، كَشَفَ يَهْوَه تَدْرِيجِيًّا أَوْجُهَ «ٱلسِّرِّ ٱلْمُقَدَّسِ، سِرِّ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ». (مرقس ٤:١١) وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ٱلَّذِي دُعِيَ «صَدِيقَ يَهْوَهَ» بَيْنَ ٱلَّذِينَ أَطْلَعَهُمُ ٱللّٰهُ عَلَى بَعْضِ هذِهِ ٱلْأَوْجُهِ. (يعقوب ٢:٢٣) فَقَدْ وَعَدَهُ: «أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً». كَمَا أَخْبَرَهُ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ: «مُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ» وَ «تَتَبَارَكُ بِنَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ». — تكوين ١٢:٢، ٣؛ ١٧:٦؛ ٢٢:١٧، ١٨.
١٢ كَيْفَ ظَهَرَ نَسْلُ ٱلشَّيْطَانِ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ؟
١٢ بِحُلُولِ زَمَنِ إِبْرَاهِيمَ، كَانَ ٱلْبَشَرُ قَدْ حَاوَلُوا أَنْ يَتَوَلَّوْا زِمَامَ ٱلْحُكْمِ وَيَبْسُطُوا سُلْطَتَهُمْ عَلَى ٱلْآخَرِينَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ نِمْرُودَ ٱلْمُتَحَدِّرِ مِنْ نُوحٍ: «اِبْتَدَأَ يَكُونُ جَبَّارًا فِي ٱلْأَرْضِ. وَشَهَرَ نَفْسَهُ صَيَّادًا جَبَّارًا مُقَاوِمًا لِيَهْوَهَ». (تكوين ١٠:٨، ٩) وَلَا رَيْبَ أَنَّ نِمْرُودَ وَأَمْثَالَهُ مِمَّنْ نَصَّبُوا أَنْفُسَهُمْ حُكَّامًا كَانُوا دُمًى بَيْنَ يَدَيِ ٱلشَّيْطَانِ. فَصَارُوا هُمْ وَمُنَاصِرُوهُمْ جُزْءًا مِنْ نَسْلِهِ. — ١ يوحنا ٥:١٩.
١٣ بِمَ أَنْبَأَ يَهْوَه بِفَمِ يَعْقُوبَ؟
١٣ رَغْمَ سَعْيِ ٱلشَّيْطَانِ إِلَى ٱسْتِخْدَامِ ٱلْحُكَّامِ ٱلْبَشَرِ لِتَحْقِيقِ مَآرِبِهِ، وَاصَلَ قَصْدُ ٱللّٰهِ ٱلتَّقَدُّمَ نَحْوَ إِتْمَامِهِ. فَقَدْ كَشَفَ يَهْوَه بِفَمِ يَعْقُوبَ حَفِيدِ إِبْرَاهِيمَ وَجْهًا آخَرَ مِنْ أَوْجُهِ ٱلسِّرِّ ٱلْمُقَدَّسِ، قَائِلًا: «لَا يَزُولُ ٱلصَّوْلَجَانُ مِنْ يَهُوذَا وَلَا عَصَا ٱلْقِيَادَةِ مِنْ بَيْنِ قَدَمَيْهِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ شِيلُوهُ، وَلَهُ تَكُونُ طَاعَةُ ٱلشُّعُوبِ». (تكوين ٤٩:١٠) إِنَّ كَلِمَةَ «شِيلُوهَ» تَعْنِي «ذَاكَ ٱلَّذِي لَهُ؛ ذَاكَ ٱلَّذِي يَنْتَمِي إِلَيْهِ». وَهكَذَا أَظْهَرَتْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلنَّبَوِيَّةُ أَنَّهُ سَيَأْتِي مَنْ لَهُ ٱلْحَقُّ ٱلشَّرْعِيُّ أَنْ يَتَسَلَّمَ «ٱلصَّوْلَجَانَ» وَ «عَصَا ٱلْقِيَادَةِ»، أَيِ ٱلسُّلْطَانَ وَٱلْحُكْمَ عَلَى «ٱلشُّعُوبِ»، أَيْ عَلَى كَامِلِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. فَمَنْ هُوَ شِيلُوهُ؟
«إِلَى أَنْ يَأْتِيَ شِيلُوهُ»
١٤ مَا هُوَ ٱلْعَهْدُ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَه مَعَ دَاوُدَ؟
١٤ كَانَ دَاوُدُ ٱلرَّاعِي ٱبْنُ يَسَّى أَوَّلَ مَلِكٍ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا ٱخْتَارَهُ يَهْوَه لِيَحْكُمَ عَلَى شَعْبِهِ.a (١ صموئيل ١٦:١-١٣) وَرَغْمَ خَطَايَاهُ وَذُنُوبِهِ، نَالَ دَاوُدُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْ يَهْوَه بِسَبَبِ وَلَائِهِ لِسُلْطَانِ ٱللّٰهِ. وَقَدْ صَنَعَ يَهْوَه عَهْدًا مَعَهُ مُلْقِيًا بِذلِكَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلضَّوْءِ عَلَى ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْعَدْنِيَّةِ. قَالَ لَهُ: «إِنِّي أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ ٱلَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ، وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ». وَلَمْ يَشْمُلْ هذَا ٱلْعَهْدُ سُلَيْمَانَ — ٱبْنَ دَاوُدَ وَوَرِيثَهُ — فَحَسْبُ، لِأَنَّ يَهْوَه قَالَ أَيْضًا: «أُثَبِّتُ عَرْشَ مَمْلَكَتِهِ إِلَى ٱلدَّهْرِ». فَقَدْ بَاتَ وَاضِحًا مِنْ خِلَالِ هذَا ٱلْعَهْدِ ٱلدَّاوُدِيِّ أَنَّ «نَسْلَ» ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ سَيَأْتِي فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ مِنْ سُلَالَةِ دَاوُدَ. — ٢ صموئيل ٧:١٢، ١٣.
١٥ لِمَاذَا أَمْكَنَ ٱعْتِبَارُ مَمْلَكَةِ يَهُوذَا رَمْزًا إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟
١٥ بِتَنْصِيبِ دَاوُدَ مَلِكًا، ٱبْتَدَأَتْ سُلَالَةٌ مِنَ ٱلْمُلُوكِ مُسِحُوا بِٱلزَّيْتِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى يَدِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ. لِذَا أَمْكَنَ ٱلْقَوْلُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِنَّهُ مَمْسُوحٌ أَوْ مَسِيَّا. (١ صموئيل ١٦:١٣؛ ٢ صموئيل ٢:٤؛ ٥:٣؛ ١ ملوك ١:٣٩) كَمَا قِيلَ إِنَّهُمْ جَلَسُوا عَلَى عَرْشِ يَهْوَه وَحَكَمُوا كَمُلُوكٍ لِيَهْوَه فِي أُورُشَلِيمَ. (٢ اخبار الايام ٩:٨) وَبِهذَا ٱلْمَعْنَى، رَمَزَتْ مَمْلَكَةُ يَهُوذَا إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، وَكَانَتْ بِٱلتَّالِي تَعْبِيرًا عَنْ سُلْطَانِ يَهْوَه.
١٦ مَاذَا كَانَتْ عَوَاقِبُ حُكْمِ مُلُوكِ يَهُوذَا؟
١٦ نَعِمَ ٱلْمَلِكُ وَٱلشَّعْبُ بِحِمَايَةِ يَهْوَه وَبَرَكَتِهِ حِينَ كَانُوا يَخْضَعُونَ لِسُلْطَانِهِ. وَقَدْ كَانَ حُكْمُ سُلَيْمَانَ خُصُوصًا فَتْرَةَ سَلَامٍ وَٱزْدِهَارٍ لَا مَثِيلَ لَهَا، مُزَوِّدًا بِٱلتَّالِي لَمْحَةً نَبَوِيَّةً عَنْ حُكْمِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي سَيُزِيلُ كُلَّ تَأْثِيرَاتِ ٱلشَّيْطَانِ وَيُبَرِّئُ سُلْطَانَ يَهْوَه. (١ ملوك ٤:٢٠، ٢٥) وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْمُلُوكِ فِي ٱلسُّلَالَةِ ٱلدَّاوُدِيَّةِ لَمْ يَبْلُغُوا مَطَالِبَ يَهْوَه، وَٱنْغَمَسَ ٱلشَّعْبُ فِي ٱلصَّنَمِيَّةِ وَٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ. لِذلِكَ سَمَحَ يَهْوَه أَخِيرًا بِتَدْمِيرِ ٱلْمَمْلَكَةِ عَلَى يَدِ ٱلْبَابِلِيِّينَ سَنَةَ ٦٠٧ قم. فَبَدَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ تَوَلَّى زِمَامَ ٱلْأُمُورِ وَٱسْتَطَاعَ أَنْ يُشَكِّكَ فِي سُلْطَانِ يَهْوَه.
١٧ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَه كَانَ لَا يَزَالُ يَتَوَلَّى زِمَامَ ٱلْأُمُورِ رَغْمَ قَلْبِ ٱلْمَمْلَكَةِ ٱلدَّاوُدِيَّةِ؟
١٧ لكِنَّ قَلْبَ ٱلْمَمْلَكَةِ ٱلدَّاوُدِيَّةِ، وَمَمْلَكَةِ إِسْرَائِيلَ ٱلشَّمَالِيَّةِ قَبْلَهَا، لَمْ يَكُنْ دَلِيلًا عَلَى عَجْزِ أَوْ فَشَلِ سُلْطَانِ يَهْوَه، بَلْ عَلَى ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْوَخِيمَةِ لِنُفُوذِ ٱلشَّيْطَانِ وَٱسْتِقْلَالِ ٱلْبَشَرِ عَنِ ٱللّٰهِ. (امثال ١٦:٢٥؛ ارميا ١٠:٢٣) وَلِكَيْ يُظْهِرَ يَهْوَه أَنَّهُ مَا زَالَ يُمَارِسُ سُلْطَانَهُ، أَعْلَنَ بِفَمِ ٱلنَّبِيِّ حَزْقِيَالَ: «اِنْزِعِ ٱلْعِمَامَةَ وَٱرْفَعِ ٱلتَّاجَ. . . . خَرَابًا خَرَابًا خَرَابًا أَجْعَلُهُ. هٰذَا أَيْضًا لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ حَتَّى يَأْتِيَ ٱلَّذِي لَهُ ٱلْحَقُّ ٱلشَّرْعِيُّ فَأُعْطِيَهُ إِيَّاهُ». (حزقيال ٢١:٢٦، ٢٧) إِنَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ تُشِيرُ أَنَّ ‹ٱلنَّسْلَ› ٱلْمَوْعُودَ بِهِ، «ٱلَّذِي لَهُ ٱلْحَقُّ ٱلشَّرْعِيُّ»، كَانَ سَيَأْتِي فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
١٨ مَاذَا أَخْبَرَ ٱلْمَلَاكُ جِبْرَائِيلُ مَرْيَمَ؟
١٨ لِنَنْتَقِلِ ٱلْآنَ إِلَى ٱلسَّنَةِ ٢ قم تَقْرِيبًا. فَقَدْ أُرْسِلَ ٱلْمَلَاكُ جِبْرَائِيلُ إِلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ تُدْعَى مَرْيَمَ تَعِيشُ فِي ٱلنَّاصِرَةِ، إِحْدَى مُدُنِ ٱلْجَلِيلِ ٱلْوَاقِعَةِ فِي شَمَالِ فِلَسْطِينَ. فَقَالَ لَهَا: «هَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ٱبْنًا، فَتَدْعِينَ ٱسْمَهُ يَسُوعَ. هٰذَا يَكُونُ عَظِيمًا وَيُدْعَى ٱبْنَ ٱلْعَلِيِّ، وَيُعْطِيهِ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، وَلَا يَكُونُ لِمَمْلَكَتِهِ نِهَايَةٌ». — لوقا ١:٣١-٣٣.
١٩ أَيُّ حَدَثٍ مُفْرِحٍ دَنَا وَقْتُهُ بِوِلَادَةِ يَسُوعَ؟
١٩ وَأَخِيرًا دَنَا ٱلْوَقْتُ لِلْكَشْفِ عَنِ «ٱلسِّرِّ ٱلْمُقَدَّسِ»! فَقَدْ كَانَ ٱلْجُزْءُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنَ ‹ٱلنَّسْلِ› ٱلْمَوْعُودِ بِهِ سَيَظْهَرُ قَرِيبًا. (غلاطية ٤:٤؛ ١ تيموثاوس ٣:١٦) وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ سَيَسْحَقُ عَقِبَهُ، لكِنَّ ‹ٱلنَّسْلَ› سَيَسْحَقُ بِدَوْرِهِ رَأْسَ ٱلشَّيْطَانِ بِإِبَادَتِهِ هُوَ وَكُلِّ أَعْوَانِهِ. وَكَانَ ‹ٱلنَّسْلُ› أَيْضًا سَيَشْهَدُ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ سَوْفَ يُبْطِلُ كُلَّ ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ ٱلشَّيْطَانُ وَيُبَرِّئُ سُلْطَانَ يَهْوَه. (عبرانيين ٢:١٤؛ ١ يوحنا ٣:٨) وَلكِنْ كَيْفَ كَانَ يَسُوعُ سَيُحَقِّقُ ذلِكَ؟ وَأَيَّ مِثَالٍ تَرَكَهُ لَنَا فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ؟ سَتَجِدُ ٱلْجَوَابَ عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
[الحاشية]
a كَانَ شَاوُلُ، أَوَّلُ مَلِكٍ ٱخْتَارَهُ ٱللّٰهُ لِيَحْكُمَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ. — ١ صموئيل ٩:١٥، ١٦؛ ١٠:١.
-
-
هل تؤيد سلطان يهوه؟برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
هَلْ تُؤَيِّدُ سُلْطَانَ يَهْوَه؟
«قُولُوا بَيْنَ ٱلْأُمَمِ: ‹يَهْوَهُ قَدْ مَلَكَ›». — مزمور ٩٦:١٠.
١، ٢ (أ) أَيُّ حَدَثٍ بَالِغِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ حَصَلَ قُرَابَةَ شَهْرِ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (اكتوبر) سَنَةَ ٢٩ بم؟ (ب) مَاذَا عَنَى هذَا ٱلْحَدَثُ لِيَسُوعَ؟
قُرَابَةَ شَهْرِ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (اكتوبر) سَنَةَ ٢٩ بم، حَصَلَ حَدَثٌ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لَمْ يَسْبِقْ أَنْ رَأَتْهُ عَيْنُ إِنْسَانٍ. وَعَنْ هذَا ٱلْحَدَثِ يُخْبِرُنَا مَتَّى، أَحَدُ كَتَبَةِ ٱلْأَنَاجِيلِ، قَائِلًا: «لَمَّا ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ فِي ٱلْحَالِ مِنَ ٱلْمَاءِ، وَإِذَا ٱلسَّمٰوَاتُ قَدِ ٱنْفَتَحَتْ، فَرَأَى يُوحَنَّا رُوحَ ٱللّٰهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَى يَسُوعَ. وَإِذَا صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ يَقُولُ: ‹هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ›». وَمَا حَصَلَ آنَذَاكَ هُوَ مِنَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْقَلِيلَةِ ٱلَّتِي سَجَّلَهَا كَتَبَةُ ٱلْأَنَاجِيلِ ٱلْأَرْبَعَةِ جَمِيعًا. — متى ٣:١٦، ١٧؛ مرقس ١:٩-١١؛ لوقا ٣:٢١، ٢٢؛ يوحنا ١:٣٢-٣٤.
٢ كَانَ سَكْبُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ عَلَى يَسُوعَ بِهَيْئَةٍ مَنْظُورَةٍ دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا أَوِ ٱلْمَسِيحُ، أَيِ ٱلْمُعَيَّنُ مِنَ ٱللّٰهِ. (يوحنا ١:٣٣) وَهكَذَا بَعْدَ طُولِ ٱنْتِظَارٍ، ظَهَرَ ‹ٱلنَّسْلُ› ٱلْمَوْعُودُ بِهِ! فَكَانَ أَمَامَ يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدِ ‹ٱلنَّسْلُ› ٱلَّذِي سَيَسْحَقُ ٱلشَّيْطَانُ عَقِبَهُ، ثُمَّ يَسْحَقُ هُوَ رَأْسَ هذَا ٱلْعَدُوِّ ٱلْأَكْبَرِ لِيَهْوَه وَسُلْطَانِهِ. (تكوين ٣:١٥) وَمُذَّاكَ، أَدْرَكَ يَسُوعُ كَامِلًا أَنَّ عَلَيْهِ إِتْمَامَ قَصْدِ يَهْوَه ٱلْمُرْتَبِطِ بِسُلْطَانِهِ وَبِٱلْمَلَكُوتِ.
٣ كَيْفَ ٱسْتَعَدَّ يَسُوعُ لِدَوْرِهِ فِي تَأْيِيدِ سُلْطَانِ يَهْوَه؟
٣ وَٱسْتِعْدَادًا لِلْمُهِمَّةِ ٱلْمُلْقَاةِ عَلَى عَاتِقِهِ، «ٱنْصَرَفَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْأُرْدُنِّ مَلْآنًا رُوحًا قُدُسًا، فَٱقْتَادَهُ ٱلرُّوحُ فِي أَرْجَاءِ ٱلْبَرِّيَّةِ». (لوقا ٤:١؛ مرقس ١:١٢) وَهُنَاكَ تَسَنَّى لَهُ طَوَالَ ٤٠ يَوْمًا أَنْ يُفَكِّرَ مَلِيًّا فِي قَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلَّتِي أَثَارَهَا ٱلشَّيْطَانُ وَفِي ٱلْمَسْلَكِ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱتِّخَاذُهُ تَأْيِيدًا لِسُلْطَانِ يَهْوَه. وَبِمَا أَنَّ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةَ تَمَسُّ كُلَّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْعَاقِلَةِ فِي ٱلْحَيِّزِ ٱلسَّمَاوِيِّ وَٱلْأَرْضِيِّ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَفَحَّصَ مَسْلَكَ يَسُوعَ ٱلْأَمِينَ وَنَرَى مَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ لِكَيْ نُعْرِبَ نَحْنُ أَيْضًا عَنْ رَغْبَتِنَا فِي تَأْيِيدِ سُلْطَانِ يَهْوَه. — ايوب ١:٦-١٢؛ ٢:٢-٦.
تَسْلِيطُ ٱلضَّوْءِ عَلَى قَضِيَّةِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ
٤ مَاذَا فَعَلَ ٱلشَّيْطَانُ مِمَّا سَلَّطَ ٱلضَّوْءَ عَلَى قَضِيَّةِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ؟
٤ لَاحَظَ ٱلشَّيْطَانُ دُونَ شَكٍّ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلَّتِي سَبَقَ ذِكْرُهَا وَلَمْ يُضَيِّعِ ٱلْوَقْتَ، بَلْ شَنَّ هُجُومًا عَلَى ‹ٱلنَّسْلِ› ٱلرَّئِيسِيِّ ‹لِٱمْرَأَةِ› ٱللّٰهِ. (تكوين ٣:١٥) فَجَرَّبَ ٱلشَّيْطَانُ يَسُوعَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَشَجَّعَهُ أَنْ يَفْعَلَ مَا بَدَا لِمَصْلَحَتِهِ، بَدَلَ أَنْ يَمْتَثِلَ لِإِرَادَةِ أَبِيهِ. وَٱلتَّجْرِبَةُ ٱلثَّالِثَةُ خُصُوصًا سَلَّطَتِ ٱلضَّوْءَ عَلَى سُلْطَانِ يَهْوَه حِينَ أَرَى ٱلشَّيْطَانُ يَسُوعَ «جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ وَمَجْدَهَا»، ثُمَّ قَالَ لَهُ بِوَقَاحَةٍ: «أُعْطِيكَ هٰذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَقُمْتَ بِعَمَلِ عِبَادَةٍ لِي». كَانَ يَسُوعُ يُدْرِكُ تَمَامًا أَنَّ إِبْلِيسَ يَتَحَكَّمُ فِعْلًا فِي «جَمِيعِ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ»، فَعَكَسَ جَوَابُهُ مَوْقِفَهُ مِنْ قَضِيَّةِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ. فَقَالَ لَهُ: «اِذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: ‹يَهْوَهَ إِلٰهَكَ تَعْبُدُ، وَلَهُ وَحْدَهُ تُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً›». — متى ٤:٨-١٠.
٥ أَيَّةُ مُهِمَّةٍ صَعْبَةٍ كَانَ يَسُوعُ سَيُتَمِّمُهَا؟
٥ أَظْهَرَتْ حَيَاةُ يَسُوعَ بِوُضُوحٍ تَامٍّ أَنَّ تَأْيِيدَ سُلْطَانِ يَهْوَه يَحْتَلُّ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى لَدَيْهِ. فَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ عَلَيْهِ إِثْبَاتَ شَرْعِيَّةِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ بِٱلْبَقَاءِ أَمِينًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ عَلَى يَدِ ٱلشَّيْطَانِ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي أَشَارَتِ ٱلنُّبُوَّةُ أَنَّهُ سَحْقٌ لِعَقِبِ «نَسْلِ» ٱلْمَرْأَةِ. (متى ١٦:٢١؛ ١٧:١٢) وَكَانَ عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ يَشْهَدَ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ هُوَ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلَّتِي سَيَقْمَعُ بِهَا يَهْوَه تَمَرُّدَ ٱلشَّيْطَانِ وَيَرُدُّ ٱلسَّلَامَ وَٱلنِّظَامَ إِلَى كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ. (متى ٦:٩، ١٠) فَمَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ إِتْمَامًا لِمُهِمَّتِهِ ٱلصَّعْبَةِ؟
«اِقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ»
٦ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ هُوَ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلَّتِي ‹سَيُحْبِطُ بِهَا ٱللّٰهُ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ›؟
٦ فِي ٱلْبِدَايَةِ، «جَاءَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ ٱللّٰهِ وَيَقُولُ: ‹قَدْ تَمَّ ٱلزَّمَانُ ٱلْمُعَيَّنُ، وَٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ›». (مرقس ١:١٤، ١٥) حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: «لَا بُدَّ لِي أَنْ أُبَشِّرَ ٱلْمُدُنَ ٱلْأُخْرَى أَيْضًا بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، لِأَنِّي لِهٰذَا أُرْسِلْتُ». (لوقا ٤:١٨-٢١، ٤٣) وَبِٱلْفِعْلِ، جَابَ يَسُوعُ ٱلْبِلَادَ طُولَهَا وَعَرْضَهَا «يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ». (لوقا ٨:١) كَمَا أَنَّهُ صَنَعَ قُوَّاتٍ عَدِيدَةً — مِثْلَ إِطْعَامِ ٱلْجُمُوعِ، ضَبْطِ ٱلْعَوَامِلِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ، شِفَاءِ ٱلْمَرْضَى، وَإِقَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ — أَثْبَتَتْ أَنَّ ٱللّٰهَ قَادِرٌ عَلَى إِزَالَةِ كُلِّ ٱلضَّرَرِ وَٱلْأَلَمِ ٱلَّذِي تَأَتَّى عَنِ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ، ‹مُحْبِطًا بِٱلتَّالِي أَعْمَالَ إِبْلِيسَ›. — ١ يوحنا ٣:٨.
٧ أَيَّةُ تَعْلِيمَاتٍ أَعْطَاهَا يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟
٧ وَبِهَدَفِ تَوْسِيعِ نِطَاقِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ، جَمَعَ يَسُوعُ فَرِيقًا مِنْ أَتْبَاعِهِ ٱلْأُمَنَاءِ وَدَرَّبَهُمْ عَلَى هذَا ٱلْعَمَلِ. فِي ٱلْبِدَايَةِ، أَعْطَى ٱلتَّفْوِيضَ لِرُسُلِهِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ «وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ». (لوقا ٩:١، ٢) ثُمَّ أَرْسَلَ ٧٠ آخَرِينَ لِكَيْ يُعْلِنُوا ٱلرِّسَالَةَ: «قَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ». (لوقا ١٠:١، ٨، ٩) وَحِينَ عَادَ هؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذُ وَأَخْبَرُوا يَسُوعَ عَنْ نَجَاحِهِمْ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ، قَالَ لَهُمْ: «اِبْتَدَأْتُ أَرَى ٱلشَّيْطَانَ وَقَدْ سَقَطَ مِثْلَ ٱلْبَرْقِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ». — لوقا ١٠:١٧، ١٨.
٨ مَاذَا أَظْهَرَ كَامِلُ مَسْلَكِ حَيَاةِ يَسُوعَ؟
٨ وَلَمْ يَأْلُ يَسُوعُ جُهْدًا وَلَمْ يُفَوِّتْ فُرْصَةً لِلشَّهَادَةِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَقَدْ عَمِلَ بِدَأَبٍ لَيْلَ نَهَارَ، حَتَّى إِنَّهُ تَخَلَّى عَنْ أَبْسَطِ وَسَائِلِ ٱلرَّاحَةِ. قَالَ مَرَّةً: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَوْكَارٌ، أَمَّا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يَضَعُ رَأْسَهُ». (لوقا ٩:٥٨؛ مرقس ٦:٣١؛ يوحنا ٤:٣١-٣٤) وَقُبَيْلَ مَوْتِهِ، أَعْلَنَ بِجُرْأَةٍ أَمَامَ بُنْطِيُوسَ بِيلَاطُسَ: «لِهٰذَا أَتَيْتُ إِلَى ٱلْعَالَمِ، لِأَشْهَدَ لِلْحَقِّ». (يوحنا ١٨:٣٧) وَقَدْ أَظْهَرَ كَامِلُ مَسْلَكِ حَيَاتِهِ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِيَكُونَ مُعَلِّمًا كَبِيرًا أَوْ صَانِعَ عَجَائِبَ فَحَسْبُ، أَوْ حَتَّى مُخَلِّصًا يُضَحِّي بِنَفْسِهِ، بَلْ لِيُؤَيِّدَ مَشِيئَةَ ٱلْمُتَسَلِّطِ ٱلْكَوْنِيِّ يَهْوَه وَيَشْهَدَ أَنَّ ٱللّٰهَ قَادِرٌ عَلَى إِتْمَامِ هذِهِ ٱلْمَشِيئَةِ مِنْ خِلَالِ ٱلْمَلَكُوتِ. — يوحنا ١٤:٦.
«قَدْ تَمَّ!»
٩ كَيْفَ نَجَحَ ٱلشَّيْطَانُ فِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ فِي سَحْقِ عَقِبِ «نَسْلِ» ٱمْرَأةِ ٱللّٰهِ؟
٩ لَمْ يَرُقْ كُلُّ مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ مِنْ أَجْلِ ٱلْمَلَكُوتِ عَدُوَّ ٱللّٰهِ، ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ. لِذلِكَ حَاوَلَ مِرَارًا وَتَكْرَارًا أَنْ يُسْكِتَ «نَسْلَ» ٱمْرَأَةِ ٱللّٰهِ، مُسْتَعِينًا بِٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ ٱلسِّيَاسِيِّ وَٱلدِّينِيِّ مِنْ ‹نَسْلِهِ›. فَكَانَ يَسُوعُ مِنْ وِلَادَتِهِ حَتَّى نِهَايَةِ حَيَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ هَدَفَ ٱلشَّيْطَانِ وَأَعْوَانِهِ. وَفِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ، فِي رَبِيعِ سَنَةِ ٣٣ بم، حَانَ ٱلْوَقْتُ لِيُسَلَّمَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ إِلَى يَدِ عَدُوِّهِ كَيْ يَسْحَقَ عَقِبَهُ. (متى ٢٠:١٨، ١٩؛ لوقا ١٨:٣١-٣٣) وَتَكْشِفُ رِوَايَاتُ ٱلْأَنَاجِيلِ بِوُضُوحٍ كَيْفَ ٱسْتَعْمَلَ ٱلشَّيْطَانُ عَدَدًا مِنَ ٱلنَّاسِ، مِنْ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِيسِيِّينَ وَٱلرُّومَانِ، لِإِدَانَةِ يَسُوعَ وَٱلتَّسَبُّبِ بِمَوْتِهِ مِيتَةً أَلِيمَةً عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ. — اعمال ٢:٢٢، ٢٣.
١٠ مَا أَهَمُّ إِنْجَازٍ تَمَّ بِمَوْتِ يَسُوعَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ؟
١٠ مَاذَا يَخْطُرُ فِي بَالِكَ حِينَ تَتَخَيَّلُ يَسُوعَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ يُعَانِي بِبُطْءٍ آلَامَ ٱلْمَوْتِ ٱلْمُبَرِّحَةَ؟ رُبَّمَا تَتَذَكَّرُ ٱلذَّبِيحَةَ ٱلْفِدَائِيَّةَ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا بِغَيْرِ أَنَانِيَّةٍ مِنْ أَجْلِ ٱلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ. (متى ٢٠:٢٨؛ يوحنا ١٥:١٣) وَقَدْ تَعْظُمُ فِي عَيْنَيْكَ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا يَهْوَه بِتَزْوِيدِ هذِهِ ٱلذَّبِيحَةِ. (يوحنا ٣:١٦) وَرُبَّمَا تَشْعُرُ كَمَا شَعَرَ ٱلضَّابِطُ ٱلرُّومَانِيُّ ٱلَّذِي ٱنْدَفَعَ إِلَى ٱلْقَوْلِ: «حَقًّا كَانَ هٰذَا ٱبْنَ ٱللّٰهِ». (متى ٢٧:٥٤) إِنَّ كُلَّ هذِهِ ٱلْأَفْكَارِ فِي مَحَلِّهَا. وَلكِنْ لَا تَنْسَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلْأَخِيرَةَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ: «قَدْ تَمَّ!». (يوحنا ١٩:٣٠) فَمَا ٱلَّذِي تَمَّ؟ صَحِيحٌ أَنَّ يَسُوعَ تَمَّمَ أُمُورًا عَدِيدَةً بِحَيَاتِهِ وَمَوْتِهِ، وَلكِنْ أَلَمْ يَكُنِ ٱلْهَدَفُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ بَتَّ قَضِيَّةِ سُلْطَانِ يَهْوَه؟ أَوَلَمْ تَذْكُرِ ٱلنُّبُوَّاتُ أَنَّ يَسُوعَ، بِصِفَتِهِ ‹ٱلنَّسْلَ›، سَوْفَ يُمْتَحَنُ أَشَدَّ ٱمْتِحَانٍ عَلَى يَدِ ٱلشَّيْطَانِ بِهَدَفِ إِزَالَةِ كُلِّ ٱلتَّعْيِيرِ عَنِ ٱسْمِ يَهْوَه؟ (اشعيا ٥٣:٣-٧) وَمَعَ أَنَّ هذِهِ ٱلْمُهِمَّةَ كَانَتْ ثَقِيلَةً، قَامَ بِهَا يَسُوعُ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ. فَيَا لَلْإِنْجَازِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي تَمَّ بِمَوْتِهِ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ!
١١ مَاذَا سَيَفْعَلُ يَسُوعُ لِيُتَمِّمَ كَامِلًا ٱلنُّبُوَّةَ ٱلْعَدْنِيَّةَ؟
١١ وَكَمُكَافَأَةٍ عَلَى أَمَانَةِ يَسُوعَ وَوَلَائِهِ، أَقَامَهُ ٱللّٰهُ لَا إِنْسَانًا مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ بَلْ «رُوحًا مُحْيِيًا». (١ كورنثوس ١٥:٤٥؛ ١ بطرس ٣:١٨) وَقَدْ وَعَدَ يَهْوَه ٱبْنَهُ ٱلْمُمَجَّدَ: «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي إِلَى أَنْ أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ». (مزمور ١١٠:١) وَهؤُلَاءِ ‹ٱلْأَعْدَاءُ› يَشْمُلُونَ ٱلْمُجْرِمَ ٱلْأَكْبَرَ، ٱلشَّيْطَانَ، وَكُلَّ ٱلَّذِينَ يُشَكِّلُونَ جُزْءًا مِنْ ‹نَسْلِهِ›. وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ مَلِكُ مَلَكُوتِ يَهْوَه ٱلْمَسِيَّانِيِّ، فَسَيَأْخُذُ ٱلْقِيَادَةَ فِي إِبَادَةِ كُلِّ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ فِي ٱلْحَيِّزِ ٱلسَّمَاوِيِّ وَٱلْأَرْضِيِّ. (رؤيا ١٢:٧-٩؛ ١٩:١١-١٦؛ ٢٠:١-٣، ١٠) وَآنَذَاكَ سَتَتِمُّ كَامِلًا نُبُوَّةُ ٱلتَّكْوِينِ ٣:١٥، وَكَذلِكَ ٱلصَّلَاةُ ٱلَّتِي عَلَّمَهَا يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ قَائِلًا: «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ». — متى ٦:١٠؛ فيلبي ٢:٨-١١.
قُدْوَةٌ لِٱتِّبَاعِهَا
١٢، ١٣ (أ) أَيُّ تَجَاوُبٍ تَلْقَاهُ بِشَارَةُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْيَوْمَ؟ (ب) أَيَّةُ نَاحِيَةٍ يَلْزَمُ أَنْ نُفَكِّرَ فِيهَا إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَتْبَعَ خُطُوَاتِ ٱلْمَسِيحِ؟
١٢ يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي أَيَّامِنَا فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ، تَمَامًا كَمَا أَنْبَأَ يَسُوعُ. (متى ٢٤:١٤) وَنَتِيجَةً لِذلِكَ، نَذَرَ ٱلْمَلَايِينُ حَيَاتَهُمْ لِلّٰهِ. وَهُمْ يَتَطَلَّعُونَ بِشَوْقٍ إِلَى بَرَكَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي تَشْمُلُ ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي سَلَامٍ وَأَمَانٍ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ، وَيُخْبِرُونَ ٱلْآخَرِينَ بِفَرَحٍ عَنْ رَجَائِهِمْ هذَا. (مزمور ٣٧:١١؛ ٢ بطرس ٣:١٣) فَهَلْ أَنْتَ أَحَدُ هؤُلَاءِ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ؟ إِذًا أَنْتَ جَدِيرٌ بِٱلْمَدْحِ. وَلكِنْ ثَمَّةَ نَاحِيَةٌ أُخْرَى يَلْزَمُ أَنْ يُفَكِّرَ فِيهَا كُلٌّ مِنَّا.
١٣ لَقَدْ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «اَلْمَسِيحُ تَأَلَّمَ لِأَجْلِكُمْ، تَارِكًا لَكُمْ قُدْوَةً لِتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ». (١ بطرس ٢:٢١) لَاحِظْ أَنَّ بُطْرُسَ لَمْ يُشِرْ فِي هذِهِ ٱلْآيَةِ إِلَى غَيْرَةِ يَسُوعَ فِي ٱلْكِرَازَةِ وَلَا مَهَارَتِهِ فِي ٱلتَّعْلِيمِ، بَلْ إِلَى ٱلْأَلَمِ ٱلَّذِي عَانَاهُ. وَكَشَاهِدِ عِيَانٍ، لَا شَكَّ أَنَّ بُطْرُسَ عَرَفَ جَيِّدًا إِلَى أَيِّ حَدٍّ كَانَ يَسُوعُ مُسْتَعِدًّا أَنْ يَتَأَلَّمَ فِي سَبِيلِ ٱلْخُضُوعِ لِسُلْطَانِ يَهْوَه وَإِثْبَاتِ كَذِبِ ٱلشَّيْطَانِ. فَمَاذَا عَنَّا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَتَّبِعَ خُطُوَاتِ يَسُوعَ؟ يَلْزَمُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹إِلَى أَيِّ حَدٍّ أَنَا مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَتَأَلَّمَ فِي سَبِيلِ دَعْمِ وَإِجْلَالِ سُلْطَانِ يَهْوَه؟ هَلْ تُظْهِرُ سِيرَةُ حَيَاتِي وَخِدْمَتِي أَنَّ تَأْيِيدَ سُلْطَانِ يَهْوَه يَحْتَلُّ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى فِي قَائِمَةِ أَوْلَوِيَّاتِي؟›. — كولوسي ٣:١٧.
١٤، ١٥ (أ) مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ حِينَ قُدِّمَتْ لَهُ ٱقْتِرَاحَاتٌ وَعُرُوضٌ فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا، وَمَا ٱلسَّبَبُ؟ (ب) أَيَّةُ قَضِيَّةٍ يَلْزَمُ أَنْ نُبْقِيَهَا دَائِمًا فِي بَالِنَا؟ (اُشْمُلُوا تَعْلِيقَاتٍ مِنَ ٱلْإِطَارِ: «اَلْوُقُوفُ إِلَى جَانِبِ يَهْوَه».)
١٤ فِي كُلِّ يَوْمٍ، نُوَاجِهُ مِحَنًا وَقَرَارَاتٍ كَبِيرَةً وَصَغِيرَةً. فَعَلَى أَيِّ أَسَاسٍ نُقَرِّرُ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَصَرَّفَ؟ مَثَلًا، حِينَ نُغْرَى بِفِعْلِ أَمْرٍ يُمْكِنُ أَنْ يُعَرِّضَ مَوْقِفَنَا ٱلْمَسِيحِيَّ لِلْخَطَرِ، مَاذَا نَفْعَلُ؟ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ حِينَ طَلَبَ مِنْهُ بُطْرُسُ أَنْ يَلْطُفَ بِنَفْسِهِ؟ لَقَدْ قَالَ لَهُ بِحَزْمٍ: «اِذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ . . . لَا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللّٰهِ، بَلْ تَفْكِيرَ ٱلنَّاسِ». (متى ١٦:٢١-٢٣) وَكَيْفَ نَتَصَرَّفُ أَيْضًا إِذَا أُتِيحَتْ لَنَا فُرَصٌ لِتَحْسِينِ أَوْضَاعِنَا ٱلْمَالِيَّةِ أَوِ ٱلتَّقَدُّمِ مِهَنِيًّا عَلَى حِسَابِ خَيْرِنَا ٱلرُّوحِيِّ؟ هَلْ نَقْتَدِي بِمِثَالِ يَسُوعَ؟ فَلَمَّا شَعَرَ أَنَّ ٱلنَّاسَ ٱلَّذِينَ رَأَوْا عَجَائِبَهُ كَانُوا «عَلَى وَشْكِ أَنْ يَأْتُوا وَيَأْخُذُوهُ عَنْوَةً لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا»، ٱنْصَرَفَ عَلَى ٱلْفَوْرِ. — يوحنا ٦:١٥.
١٥ وَلكِنْ لِمَاذَا كَانَ يَسُوعُ حَازِمًا إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ فِي هَاتَيْنِ ٱلْمُنَاسَبَتَيْنِ وَغَيْرِهِمَا؟ لِأَنَّهُ عَرَفَ جَيِّدًا أَنَّ ثَمَّةَ أَمْرًا أَهَمَّ مِنْ سَلَامَتِهِ أَوْ مَصْلَحَتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. فَقَدْ كَانَ مُصَمِّمًا أَنْ يَفْعَلَ مَشِيئَةَ أَبِيهِ وَيُؤَيِّدَ سُلْطَانَ يَهْوَه مَهْمَا كَانَ ٱلثَّمَنُ. (متى ٢٦:٥٠-٥٤) لِذلِكَ إِنْ لَمْ تَكُنْ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ ٱلْعُظْمَى وَاضِحَةً فِي ذِهْنِنَا كُلَّ حِينٍ كَمَا كَانَتْ فِي ذِهْنِ يَسُوعَ، فَمِنَ ٱلْوَارِدِ فِي أَيَّةِ لَحْظَةٍ أَنْ نُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِنَا أَوْ نَرْتَكِبَ ٱلْأَخْطَاءَ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّنَا قَدْ نَقَعُ بِسُهُولَةٍ ضَحِيَّةَ مَكَايِدِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْبَارِعِ فِي تَزْيِينِ ٱلْخَطَإِ فِي أَعْيُنِنَا، تَمَامًا كَمَا زَيَّنَهُ فِي عَيْنَيْ حَوَّاءِ. — ٢ كورنثوس ١١:١٤؛ ١ تيموثاوس ٢:١٤.
١٦ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَدَفُنَا ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ مُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ؟
١٦ نَحْنُ نَسْعَى أَثْنَاءَ ٱشْتِرَاكِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ إِلَى ٱلتَّحَدُّثِ مَعَ ٱلنَّاسِ عَنْ مَشَاكِلِهِمْ وَإِخْبَارِهِمْ عَنِ ٱلْحُلُولِ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. وَلَا شَكَّ أَنَّ هذِهِ طَرِيقَةٌ فَعَّالَةٌ لِإِثَارَةِ ٱهْتِمَامِهِمْ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لكِنَّ هَدَفَنَا ٱلرَّئِيسِيَّ لَيْسَ مُسَاعَدَةَ ٱلنَّاسِ أَنْ يُدْرِكُوا مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَوْ مَا هِيَ بَرَكَاتُ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، بَلْ مُسَاعَدَتُهُمْ أَنْ يَفْهَمُوا قَضِيَّةَ سُلْطَانِ يَهْوَه. فَهَلْ يُرِيدُونَ أَنْ يَصِيرُوا مَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ وَيَحْمِلُوا ‹خَشَبَةَ آلَامِهِمْ› مِنْ أَجْلِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ (مرقس ٨:٣٤) هَلْ هُمْ مُسْتَعِدُّونَ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى صُفُوفِ ٱلَّذِينَ يُؤَيِّدُونَ سُلْطَانَ يَهْوَه وَيُثْبِتُوا بِٱلتَّالِي أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ وَمُفْتَرٍ؟ (امثال ٢٧:١١) إِنَّهُ ٱمْتِيَازُنَا أَنْ نُسَاعِدَ أَنْفُسَنَا وَٱلْآخَرِينَ عَلَى فِعْلِ ذلِكَ. — ١ تيموثاوس ٤:١٦.
حِينَ يَصِيرُ ٱللّٰهُ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ»
١٧، ١٨ إِلَى أَيِّ وَقْتٍ رَائِعٍ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَطَلَّعَ إِذَا كُنَّا نُؤَيِّدُ سُلْطَانَ يَهْوَه؟
١٧ إِذَا كُنَّا نَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِنَا ٱلْآنَ لِكَيْ نُظْهِرَ بِسُلُوكِنَا وَخِدْمَتِنَا أَنَّنَا نُؤَيِّدُ سُلْطَانَ يَهْوَه، يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَطَلَّعَ بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْوَقْتِ حِينَ «يُسَلِّمُ [يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ] ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى إِلٰهِهِ وَأَبِيهِ». وَمَتَى سَيَحْصُلُ ذلِكَ؟ يُوضِحُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «مَتَى أَبَادَ كُلَّ حُكْمٍ وَكُلَّ سُلْطَةٍ وَقُوَّةٍ. فَلَا بُدَّ لَهُ أَنْ يَمْلِكَ إِلَى أَنْ يَضَعَ ٱللّٰهُ كُلَّ ٱلْأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. . . . حِينَئِذٍ سَيَخْضَعُ [ٱلِٱبْنُ] نَفْسُهُ أَيْضًا لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ، لِيَكُونَ ٱللّٰهُ كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ». — ١ كورنثوس ١٥:٢٤، ٢٥، ٢٨.
١٨ مَا أَرْوَعَ ٱلْوَقْتَ حِينَ يَصِيرُ ٱللّٰهُ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ»! آنَذَاكَ سَيَكُونُ ٱلْمَلَكُوتُ قَدْ حَقَّقَ ٱلْغَايَةَ مِنْهُ. فَسَيَكُونُ كُلُّ أَعْدَاءِ سُلْطَانِ يَهْوَه قَدْ أُزِيلُوا، وَرُدَّ ٱلسَّلَامُ وَٱلنِّظَامُ إِلَى كُلِّ ٱلْكَوْنِ. وَسَتُرَنِّمُ كُلُّ ٱلْخَلِيقَةِ كَلِمَاتِ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ: «اِنْسِبُوا لِيَهْوَهَ مَجْدَ ٱسْمِهِ . . . قُولُوا بَيْنَ ٱلْأُمَمِ: ‹يَهْوَهُ قَدْ مَلَكَ›». — مزمور ٩٦:٨، ١٠.
-