مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • القضية التي يجب على كل الخليقة ان تواجهها
    متحدين في عبادة الاله الحقيقي الوحيد
    • الفصل ٦

      القضية التي يجب على كل الخليقة ان تواجهها

      ١ (‏أ)‏ اية قضية انشأها الشيطان في عدن؟‏ (‏ب)‏ كيف دل ضمنا ما قاله على هذه القضية؟‏

      عندما ابتدأ التمرد في عدن نشأت قضية خطيرة تؤثر في كل الخليقة.‏ واذ اقترب الشيطان من حواء دل ضمنا انها وزوجها آدم محرومان بشكل خطير.‏ فقد سأل:‏ «أحقّا قال اللّٰه لا تأكلا من كل شجر الجنة.‏» فأجابت حواء انه عن شجرة واحدة فقط قال اللّٰه:‏ «لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلا تموتا.‏» وعند ذلك اتَّهم الشيطان يهوه مباشرة بالكذب قائلا انه لا حياة حواء ولا تلك التي لآدم تتوقف على الطاعة للّٰه.‏ وادعى ان اللّٰه يمنع عن خلائقه شيئا صالحا —‏ القدرة على وضع مقاييسهم الخاصة في الحياة.‏ «لن تموتا،‏» زعم الشيطان.‏ «بل اللّٰه عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كاللّٰه عارفين الخير والشر.‏» (‏تكوين ٣:‏​١-‏٥‏)‏ فقاد الشيطان حواء الى الاعتقاد انها تكون أحسن حالا اذا اتخذت قراراتها الخاصة.‏ وبالتضمين تحدى هنالك حق اللّٰه في الحكم وطريقة حكمه.‏ والقضية الناشئة شملت في الواقع السلطان الكوني.‏

      ٢ ماذا كان يمكن ان يحمي الزوجين البشريين الاولين؟‏

      ٢ والمحبة ليهوه كان يمكن ان تحمي حواء.‏ والاحترام لرئاسة زوجها كان يمكن ان يمنعها ايضا عن ارتكاب الخطأ.‏ ولكنها فكرت فقط في ما يبدو فائدة مباشرة.‏ وما كان محرَّما صار في عينيها مرغوبا فيه.‏ واذ انخدعت كاملا بحجة الشيطان خالفت شريعة اللّٰه.‏ ثم ورطت آدم.‏ ورغم انه لم ينخدع بكذب الشيطان اظهر هو ايضا نقصا كبيرا في التقدير لمحبة اللّٰه.‏ واستهان برئاسة يهوه واختار ان يلقي نصيبه مع زوجته المتمردة.‏ —‏ تكوين ٣:‏٦؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏​١٣،‏ ١٤‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ اية قضية اضافية هي ذات علاقة لصيقة بهجوم الشيطان على سلطان يهوه؟‏ (‏ب)‏ من يتأثرون بذلك؟‏

      ٣ وهجوم الشيطان على سلطان يهوه لم يتوقف بما حدث في عدن.‏ فنجاحه الظاهري هناك تبعه وضعه الولاء ليهوه من جهة الآخرين موضع شك.‏ فصار ذلك بعدئذ قضية ثانوية ذات علاقة لصيقة.‏ وامتد تحديه ليشمل ذرية آدم،‏ وكذلك جميع بني اللّٰه الروحانيين،‏ وحتى ابن يهوه البكر المحبوب كثيرا.‏ وفي ايام ايوب ادعى الشيطان ان اولئك الذين يخدمون يهوه يفعلون ذلك،‏ لا لانهم يحبون اللّٰه وطريقة حكمه،‏ بل لاسباب انانية.‏ واحتج بأنهم عند اخضاعهم للمشقة يستسلمون جميعا للرغبات الانانية.‏ فهل كان على صواب؟‏ —‏ ايوب ١:‏​٦-‏١٢؛‏ ٢:‏​١-‏٦؛‏ رؤيا ١٢:‏١٠‏.‏

      كيف تجاوبوا مع القضية

      ٤ لماذا لم يؤيد كثيرون من البشر سلطان يهوه؟‏

      ٤ لم ينف يهوه امكانية انضمام الآخرين الى الشيطان في التمرد.‏ وفي الواقع،‏ عند اصدار الحكم في عدن،‏ اشار اللّٰه الى اولئك الذين يؤلفون نسل الحية.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ والفريسيون الذين دبروا موت يسوع،‏ ويهوذا الاسخريوطي الذي خان المسيح،‏ هم بين هؤلاء.‏ فهم لم يتخذوا مجرد خطوة خاطئة قبل ان يدروا بها.‏ لقد عرفوا ما هو صواب،‏ ومع ذلك اتخذوا عمدا موقفا ضد يهوه وخدامه.‏ ولكنّ آخرين لا يحصى لهم عدد ممن لم يعملوا بموجب مطالب يهوه تصرفوا عن جهل.‏ —‏ اعمال ١٧:‏​٢٩،‏ ٣٠‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ بخلاف حواء كيف كان اولئك الذين بقوا اولياء ليهوه ينظرون الى كلمته؟‏ (‏ب)‏ كيف برهن نوح على ولائه،‏ وكيف يمكننا ان نستفيد من مثاله؟‏

      ٥ وفي تباين مع هؤلاء جميعا هم رجال ونساء الايمان الذين تعلموا عن خالقهم وبرهنوا على ولائهم له كمتسلط.‏ لقد آمنوا باللّٰه.‏ وعرفوا ان حياتهم تتوقف على الاصغاء اليه واطاعته.‏ كان نوح رجلا كهذا.‏ ولذلك عندما قال اللّٰه لنوح،‏ «نهاية كل بشر قد اتت امامي .‏ .‏ .‏ اصنع لنفسك فلكا،‏» اذعن نوح لتوجيه يهوه.‏ والناس الآخرون في تلك الايام،‏ رغم تحذيرهم،‏ شرعوا في طريقة حياتهم الطبيعية كما لو انه لا شيء غير عادي سيحدث.‏ ولكنّ نوحا بنى فلكا ضخما واستمر ينهمك في الكرازة للآخرين عن طرق يهوه البارة.‏ وكما يقول السجل،‏ «فعل نوح حسب كل ما امره به اللّٰه.‏ هكذا فعل.‏» —‏ تكوين ٦:‏​١٣-‏٢٢‏؛‏ انظر ايضا عبرانيين ١١:‏٧ و ٢ بطرس ٢:‏٥‏.‏

      ٦ (‏أ)‏ ماذا ايضا كان يميز المحافظين على الاستقامة؟‏ (‏ب)‏ كيف اعربت سارة عن هاتين الصفتين،‏ وبأية طريقة يمكننا ان نستفيد من مثالها؟‏

      ٦ والاعتبار الرفيع لمبدأ الرئاسة الى جانب المحبة الشخصية ليهوه كانا ايضا بارزين بين المحافظين على الاستقامة.‏ فلم يكونوا كحواء،‏ التي تقدمت زوجها.‏ ولا كآ‌دم،‏ الذي تجاهل شريعة يهوه.‏ وسارة،‏ زوجة ابرهيم،‏ اعربت عن هاتين الصفتين الممتازتين.‏ فليس فقط في كلامها بل ايضا في قلبها كان ابرهيم «سيدها.‏» وفضلا عن ذلك كانت تحب يهوه شخصيا وكانت من نساء الايمان.‏ ومع ابرهيم كانت تنتظر «المدينة (‏ملكوت اللّٰه)‏ التي لها الاساسات التي صانعها وبارئها اللّٰه.‏» —‏ ١ بطرس ٣:‏​٥،‏ ٦؛‏ عبرانيين ١١:‏​١٠-‏١٦‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ في اية ظروف ايَّد موسى سلطان يهوه؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن لمثاله ان يفيدنا؟‏

      ٧ بعد ان ترك ابرهيم موطنه بنحو ٤٣٠ سنة ايَّد موسى سلطان يهوه في مجابهة وجها لوجه مع فرعون مصر.‏ ليس ان موسى كان واثقا بنفسه.‏ على الضد من ذلك فقد شك في قدرته على التكلم حسنا بشكل كاف.‏ ولكنه اطاع يهوه.‏ وبدعم يهوه ومساعدة اخيه هرون ابلغ موسى تكرارا كلمة يهوه الى فرعون.‏ وكان فرعون عنيدا.‏ وحتى بعض بني اسرائيل كانوا انتقاديين لموسى بشكل قاس.‏ ولكنّ موسى بولاء فعل كل ما امره به يهوه،‏ وبواسطته أُنقذ اسرائيل من مصر.‏ —‏ خروج ٧:‏٦؛‏ ١٢:‏​٥٠،‏ ٥١‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ ماذا يظهر ان الولاء ليهوه يشمل اكثر من فعل ما ذكره اللّٰه خطيا بصورة خاصة؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان يساعدنا التقدير لهذا النوع من الولاء على تطبيق ١ يوحنا ٢:‏١٥‏؟‏

      ٨ واولئك الذين كانوا اولياء ليهوه لم يفكروا ان كل ما كان مطلوبا هو ان يعملوا بموجب حرف الشريعة،‏ ان يطيعوا فقط ما وضعه اللّٰه خطيا.‏ فعندما حاولت زوجة فوطيفار ان تغري يوسف بنيل علائق زناوية بها لم تكن هنالك وصية خطية من اللّٰه تحرم الزنا بصورة خاصة.‏ ولكن على اساس ما عرفه يوسف عن ترتيب الزواج الذي اسسه يهوه في عدن كان يدرك ان نيل علائق جنسية بزوجة رجل آخر يُسخط اللّٰه.‏ ولم يكن يوسف مهتما باختبار الحدود التي اليها يدعه اللّٰه يكون كالمصريين.‏ فأيَّد طرق يهوه اذ تأمل في تعاملات اللّٰه مع الجنس البشري ثم طبق بضمير حي ما ميَّز انه مشيئة اللّٰه.‏ —‏ تكوين ٣٩:‏​٧-‏١٢‏؛‏ قارن مزمور ٧٧:‏​١١،‏ ١٢‏.‏

      ٩ كيف تبرهن تكرارا كذب ابليس في التهمة التي اثارها في ايام ايوب؟‏

      ٩ وحتى اذا وضعوا بشدة تحت الامتحان فان الذين يعرفون يهوه حقا لا يتحولون عنه.‏ واتَّهم الشيطان انه اذا خسر ايوب ممتلكاته او اسيء اليه جسديا فحتى هذا الذي عنه تكلم يهوه حسنا يهجر اللّٰه.‏ ولكنّ ايوب برهن على كذب ابليس،‏ وفعل ذلك رغم انه لم يعرف ماذا سبَّب كل الكارثة المحيطة به.‏ (‏ايوب ٢:‏​٣،‏ ٩،‏ ١٠‏)‏ وفي محاولة للبرهان ايضا على نقطته جعل الشيطان بعد ذلك ملك بابل المغتاظ يهدد ثلاثة شبان عبرانيين بالموت في اتون النار ان لم ينحنوا في العبادة امام التمثال الذي نصبه الملك.‏ واذ اضطروا الى الاختيار بين امر الملك وشريعة يهوه ضد الصنمية اعلنوا بثبات انهم يخدمون يهوه وأنه المتسلط الاسمى عليهم.‏ فكانت الامانة للّٰه اثمن لديهم من الحياة.‏ —‏ دانيال ٣:‏​١٤-‏١٨‏.‏

      ١٠ كيف يمكننا نحن البشر الناقصين ان نبرهن اننا حقا ذوو ولاء ليهوه؟‏

      ١٠ هل يجب ان نستنتج من ذلك أنّ الشخص لكي يكون ذا ولاء ليهوه يجب ان يكون كاملا،‏ أنّ الذي يرتكب خطأ قد فشل تماما؟‏ كلا،‏ على الاطلاق!‏ فالكتاب المقدس يخبرنا بالتخصيص عن اوقات قصَّر فيها موسى.‏ لقد استاء يهوه،‏ ولكنه لم يرفض موسى.‏ والرسل،‏ رغم كونهم مثاليين من نواح عديدة،‏ كانت لديهم ضعفاتهم.‏ والولاء يتطلب الطاعة المستمرة من القلب.‏ ولكنّ يهوه،‏ اذ يأخذ بعين الاعتبار ميراث نقصنا،‏ يسرّ ان لم نتجاهل عمدا مشيئته من اية ناحية.‏ واذا تورطنا لسبب الضعف في خطأ فمن المهم ان نتوب باخلاص ولا نجعل من ذلك بالتالي ممارسة.‏ وهكذا نظهر اننا حقا نحب ما يقول يهوه انه خير ونبغض ما يُظهر انه شر.‏ وعلى اساس ايماننا بالقيمة الكفارية لذبيحة يسوع يمكننا ان نتمتع بموقف طاهر امام اللّٰه.‏ —‏ عاموس ٥:‏١٥؛‏ اعمال ٣:‏١٩؛‏ عبرانيين ٩:‏١٤‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ مَن بين الناس حافظ على التعبد التقوي الكامل،‏ وعلى ماذا برهن ذلك؟‏ (‏ب)‏ كيف يساعدنا ما فعله؟‏

      ١١ ومع ذلك هل يمكن ان يكون التعبد التقوي الكامل مجرد شيء مستحيل على البشر؟‏ لنحو ٠٠٠‏,٤ سنة كان الجواب على ذلك «سرا مقدسا.‏» (‏١ تيموثاوس ٣:‏١٦‏،‏ ع‌ج‏)‏ وآدم،‏ رغم خلقه كاملا،‏ لم يرسم مثالا كاملا على التعبد الالهي.‏ فمن يستطيع؟‏ بالتأكيد لا احد من ذريته الخاطئة.‏ وكان يسوع المسيح الانسان الوحيد ليفعل ذلك.‏ وما انجزه يسوع برهن ان آدم،‏ الذي كانت لديه ظروف مؤاتية اكثر،‏ كان يستطيع ان يحافظ على الاستقامة الكاملة لو اراد ذلك.‏ فلم يكن العيب في عمل اللّٰه الخلقي.‏ ولذلك فان يسوع المسيح هو المثال الذي نطلب التمثل به في الاعراب ليس فقط عن الطاعة للشريعة الالهية بل ايضا عن التعبد الشخصي ليهوه،‏ المتسلط الكوني.‏

      ما هو جوابنا الشخصي؟‏

      ١٢ لماذا يجب ان نكون دائما متيقظين في ما يتعلق بموقفنا من سلطان يهوه؟‏

      ١٢ يجب على كل فرد منا اليوم ان يواجه القضية الكونية.‏ ولا يمكننا ان نتجنب ذلك.‏ فاذا اعلنّا صراحة اننا الى جانب يهوه يجعلنا الشيطان هدفا.‏ ويجلب الضغط من كل اتجاه يمكن تصوره،‏ وسيستمر في ذلك الى نهاية نظامه الشرير.‏ فلا يجب ان نخفف احترازنا.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ وسلوكنا يظهر اين نقف بالنسبة الى القضية العليا.‏

      ١٣ (‏أ)‏ ماذا هنالك عن اصل الكذب والسرقة مما يجب ان يجعلنا نتجنبهما؟‏ (‏ب)‏ اجب عن الاسئلة في نهاية هذه الفقرة واحدا فواحدا في ما يتعلق بالحالات التي تُميل بعض الناس الى ارتكاب الخطأ.‏

      ١٣ لا يمكننا ان نعتبر السلوك العديم الولاء شيئا غير مهم لمجرد كونه شائعا في العالم.‏ فالمحافظة على الاستقامة تتطلب ان نطبق طرق يهوه البارة في كل امر من امور الحياة.‏ وعلى سبيل الايضاح تأملوا في ما يلي:‏

      ‏(‏١‏)‏ استخدم الشيطان الكذب لكي يقود ابوينا الاولين الى الخطية.‏ فصار «أبا الكذب.‏»‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏،‏ ع‌ج‏)‏

      في اية ظروف يفشل الصغار احيانا في ان يكونوا صادقين مع آبائهم؟‏ ولماذا من المهم ان يتجنب الاحداث المسيحيون ذلك؟‏ (‏امثال ٦:‏​١٦-‏١٩‏)‏

      اية ممارسات عمل دنيوي يمكن ان تثبت هوية الشخص مع «أبي الكذب» عوض اله الحق؟‏ (‏ميخا ٦:‏​١١،‏ ١٢‏)‏

      اذا قلنا امورا تعطي عن انفسنا انطباعا افضل من الشيء الواقعي هل ذلك خطأ اذا كان لا يؤذي شخصا آخر؟‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٦٣‏؛‏ قارن اعمال ٥:‏​١-‏١١‏.‏)‏

      اذا تورط احد في خطأ خطير لماذا من المهم عدم محاولة ستره باللجوء الى الكذب؟‏ (‏امثال ٢٨:‏١٣‏)‏

      ‏(‏٢‏)‏ عندما عملت حواء ثم آدم بموجب حث الشيطان على اتخاذ قراراتهما الخاصة في ما يتعلق بالخير والشر كان اول ما فعلاه اخذ شيء ليس لهما.‏ فصارا سارقين.‏

      هل السرقة مبرَّرة اذا كان الشخص في حاجة او اذا كان الفرد الذي منه تؤخذ المواد يملك الكثير؟‏ (‏امثال ٦:‏​٣٠،‏ ٣١؛‏ ١ بطرس ٤:‏١٥‏)‏

      هل ذلك معترض عليه اقل اذا كان ممارسة شائعة حيث نعيش او اذا كان ما يؤخذ صغيرا؟‏ (‏رومية ١٢:‏٢؛‏ افسس ٤:‏٢٨؛‏ لوقا ١٦:‏١٠‏)‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ عند نهاية ملك المسيح الالفي اي امتحان سيأتي على كل الجنس البشري؟‏ (‏ب)‏ كيف سيؤثر ما نفعله الآن في النتيجة لنا آنذاك؟‏

      ١٤ في اثناء ملك المسيح الالفي سيكون الشيطان وأبالسته في المهواة،‏ غير قادرين على التأثير في الجنس البشري.‏ فيا لها من راحة!‏ ولكن بعد الالف السنة سيُحلّون زمانا يسيرا.‏ والشيطان واولئك الذين يتبعونه سيجلبون ضغطا على «القديسين،‏» افراد الجنس البشري المسترد الذين يحافظون على استقامتهم.‏ وسيتقدم كما لو انه في حرب ضد «المدينة المحبوبة،‏» اورشليم الجديدة السماوية،‏ بمحاولة محو البر الذي اسسته على الارض.‏ —‏ رؤيا ٢٠:‏​٧-‏١٠‏.‏

      ١٥ وعلى الارجح،‏ كما في الماضي،‏ سيستعمل الشيطان الخداع الى جانب ما يروق للانانية والكبرياء لاغراء البشر بأعمال الخيانة ليهوه.‏ فاذا كان امتيازنا ان نحيا آنذاك كيف سنتجاوب شخصيا؟‏ اين ستكون قلوبنا في ما يتعلق بالقضية الكونية؟‏ وبما ان كل الجنس البشري آنذاك سيكون كاملا فان ايّ عمل خيانة سيكون عمدا وسينتج الهلاك الابدي.‏ فلكي نبرهن على الولاء آنذاك كم هو ضروري ان نطور الآن عادة التجاوب بشكل سريع وايجابي مع كل توجيه يعطينا اياه يهوه،‏ سواء كان ذلك بواسطة كلمته او بواسطة هيئته!‏ واذ نفعل ذلك نظهر تعبدنا الاصيل له كمتسلط كوني.‏

  • ما نتعلمه من سماح اللّٰه بالشر
    متحدين في عبادة الاله الحقيقي الوحيد
    • من اجل اسمه العظيم

      ٣ ماذا كان على كفة الميزان في ما يتعلق باتمام قصد يهوه للارض والجنس البشري؟‏

      ٣ ان اسم يهوه،‏ صيته بصفته المتسلط الكوني واله الحق،‏ كان يشتبك في اتمام قصده المتعلق بالارض والجنس البشري.‏ ولسبب مركز يهوه يتطلب سلام وخير كل الكون ان ينال اسمه الاحترام التام الذي يستحقه وأن يكون الجميع طائعين له.‏

      ٤ ماذا شمل هذا القصد تماما؟‏

      ٤ بعد خلق آدم وحواء اعطاهما تعيينا لاتمامه.‏ وأوضح ان قصده لم يكن مجرد اخضاع كل الارض،‏ وبالتالي توسيع حدود الفردوس،‏ بل جعلها آهلة بالمتحدرين من الرجل والمرأة الاولين،‏ آدم وحواء.‏ (‏تكوين ١:‏٢٨‏)‏ فهل كان هذا القصد سيفشل لسبب خطيتهما،‏ منتجا التعيير لاسم اللّٰه؟‏

      ٥ (‏أ)‏ حسب التكوين ٢:‏١٧ متى يموت كل من يأكل من شجرة معرفة الخير والشر؟‏ (‏ب)‏ كيف تمم يهوه ذلك محترما ايضا قصده في ما يتعلق بجعل الارض آهلة بالسكان؟‏

      ٥ حذر يهوه آدم من انه اذا اكل بعصيان من شجرة معرفة الخير والشر موتا يموت ‏«يوم»‏ اكله.‏ (‏تكوين ٢:‏١٧‏)‏ وحسب كلمة اللّٰه،‏ في نفس اليوم الذي اخطأ فيه آدم حاسب يهوه المتعديين وتلفظ بالحكم بالموت.‏ وكان العقاب لا بد منه.‏ فقضائيا،‏ من وجهة نظر اللّٰه،‏ مات آدم وحواء في ذلك اليوم.‏ (‏قارن لوقا ٢٠:‏٣٧،‏ ٣٨‏.‏)‏ ولكن بغية انجاز قصده المعلن في ما يتعلق بجعل الارض آهلة بالسكان سمح يهوه لهما بانتاج عائلة قبل ان يموتا حرفيا.‏ ومع ذلك،‏ من وجهة نظر اعتبار اللّٰه ٠٠٠‏,١ سنة يوما واحدا،‏ فعندما انتهت حياة آدم بعمر ٩٣٠ سنة كان ذلك ضمن «يوم» واحد.‏ (‏تكوين ٥:‏​٣-‏٥‏؛‏ قارن مزمور ٩٠:‏٤؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٨‏.‏)‏ وهكذا جرى تأييد صدق يهوه في ما يتعلق بوقت تنفيذ العقاب،‏ وقصده ان يجعل الارض آهلة بذرية آدم لم يُحبط.‏ ولكنّ ذلك عنى انه لفترة من الوقت سُمح للناس الخطاة بأن يحيوا.‏

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ على ماذا تدل الخروج ٩:‏١٥،‏ ١٦ في ما يتعلق بسبب سماح يهوه للاشرار بالاستمرار لفترة من الوقت؟‏ (‏ب)‏ في قضية فرعون كيف ظهرت قوة يهوه وكيف صار اسمه معروفا؟‏ (‏ج)‏ ولذلك ماذا ستكون النتيجة عند نهاية النظام الشرير الحاضر؟‏

      ٦ وما قاله يهوه لحاكم مصر في ايام موسى يدل اكثر على سبب سماح اللّٰه للاشرار بالاستمرار لفترة من الوقت.‏ فعندما منع فرعون اطلاق بني اسرائيل من مصر لم يهلكه يهوه حالا.‏ فأتت عشر ضربات على البلد،‏ مظهرة قوة يهوه بطرائق مدهشة ومتنوعة.‏ وعند التحذير من السابعة قال يهوه لفرعون انه كان يستطيع بسهولة ان يبيد فرعون وشعبه من الارض.‏ «ولكن،‏» قال يهوه،‏ «لاجل هذا اقمتك لكي اريك قوتي ولكي يُخبر باسمي في كل الارض.‏» —‏ خروج ٩:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      ٧ وعندما انقذ يهوه اسرائيل صار اسمه حقا معروفا بشكل واسع.‏ واليوم،‏ بعد نحو ٥٠٠‏,٣ سنة،‏ فان ما فعله لم يُنسَ.‏ فلم يُخبر فقط بالاسم الشخصي يهوه،‏ بل ايضا بالحق عن ذاك الذي يحمل هذا الاسم.‏ فأثبت ذلك صيت يهوه كاله يحفظ عهوده ويتخذ الاجراء لمصلحة خدامه.‏ وأظهر انه لسبب قوته الكلية لا شيء يستطيع ان يمنع قصده.‏ والهلاك القريب لكامل النظام الشرير،‏ المنظور وغير المنظور،‏ سيكون مؤثرا اكثر ايضا.‏ وهذا الاعراب عن القوة الكلية والمجد الذي يجلبه لاسم يهوه لن يُنسى ابدا في التاريخ الكوني.‏ ولن تكون لفوائده نهاية!‏ —‏ حزقيال ٣٨:‏٢٣؛‏ رؤيا ١٩:‏١،‏ ٢‏.‏

      يا لعمق حكمة اللّٰه!‏

      ٨ اية عوامل اضافية يحثنا بولس على التأمل فيها؟‏

      ٨ في رسالته الى اهل رومية يثير الرسول بولس السؤال:‏ «ألعل عند اللّٰه ظلما.‏» ثم يجيب مشددا على رحمة اللّٰه ومشيرا الى ما قاله يهوه لفرعون.‏ ويذكّر ايضا بأننا نحن البشر كالطين بين يدي خزّاف.‏ فهل يتذمر الطين ازاء الاستعمال الذي يعيَّن له؟‏ يضيف بولس:‏ «فماذا ان كان اللّٰه وهو يريد ان يُظهر غضبه ويبيّن قوته احتمل بأناة كثيرة آنية غضب مهيَّأة للهلاك.‏ ولكي يبيّن غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدَّها للمجد.‏ التي ايضا دعانا نحن اياها ليس من اليهود فقط بل من الامم ايضا.‏» —‏ رومية ٩:‏​١٤-‏٢٤‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ من هم آنية الغضب المهيَّأة للهلاك؟‏ (‏ب)‏ لماذا اظهر يهوه أناة كثيرة في وجه عداوتهم،‏ وكيف ستكون النتيجة الاخيرة لخير الذين يحبونه؟‏

      ٩ منذ ان تلفظ يهوه بالعبارة النبوية المسجلة في التكوين ٣:‏١٥ كان الشيطان ونسله «آنية غضب مهيَّأة للهلاك.‏» وفي اثناء كل هذا الوقت مارس يهوه الاناة.‏ لقد استهزأ الاشرار بطرقه.‏ واضطهدوا خدامه،‏ وقتلوا ايضا ابنه.‏ ولكنّ يهوه اظهر كبحا عظيما بفائدة دائمة لخدامه.‏ فكل الخليقة حصلت على فرصة رؤية النتائج الرهيبة للتمرد على اللّٰه.‏ وفي الوقت ذاته زوّد موت يسوع الوسيلة لانقاذ البشر الطائعين ونقض اعمال ابليس.‏ —‏ ١ يوحنا ٣:‏٨؛‏ عبرانيين ٢:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ١٠ لماذا استمر يهوه في احتمال الاشرار في اثناء السنوات الـ‍ ٩٠٠‏,١ الماضية؟‏

      ١٠ وفي اثناء السنوات التي تزيد على ٩٠٠‏,١ منذ قيامة يسوع احتمل يهوه اكثر «آنية الغضب،‏» مانعا هلاكهم.‏ ولماذا؟‏ لانه كان يعدّ الجزء الثانوي من نسل المرأة،‏ اولئك الذين سيقترنون بيسوع المسيح في ملكوته السماوي.‏ (‏غلاطية ٣:‏٢٩‏)‏ وهؤلاء،‏ الذين يبلغ عددهم ٠٠٠‏,١٤٤،‏ هم «آنية الرحمة» الذين تحدث عنهم الرسول بولس.‏ اولا،‏ دُعي افراد من بين اليهود لتأليف هذا الصف.‏ ثم أُضيف السامريون المختونون،‏ وأخيرا اناس من الشعوب الاممية.‏ فبأناة كثيرة حقق يهوه قصده،‏ غير مجبر احدا على خدمته،‏ ومانحا بركات عظمى للذين يتجاوبون بتقدير مع تدابيره الحبية.‏ واعداد هذا الصف السماوي الآن قد كمل تقريبا.‏

      ١١ اي فريق آخر يستفيد الآن من اناة يهوه؟‏

      ١١ ولكن ما القول في سكان الارض؟‏ في وقت اللّٰه المعيَّن سيقام البلايين كرعايا ارضيين للملكوت.‏ وأيضا،‏ خصوصا منذ السنة ١٩٣٥ ب‌م،‏ تجعل اناة يهوه تجميع «جمع كثير» معا من كل الامم ممكنا بهدف خلاصهم.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

      ١٢ (‏أ)‏ نتيجة ذلك ماذا تعلمنا عن يهوه نفسه؟‏ (‏ب)‏ كيف تتجاوبون مع كيفية معالجة يهوه لهذه الامور؟‏

      ١٢ فهل كان هنالك ظلم في كل ذلك؟‏ بالتأكيد لا!‏ واذا منع اللّٰه هلاك الاشرار،‏ «آنية الغضب،‏» ليتمكن من اظهار الرأفة للآخرين انسجاما مع قصده كيف يمكن لاحد بالصواب ان يتذمر؟‏ وعوض ذلك اذ نلاحظ الكشف عن قصده نتعلم الكثير عن يهوه نفسه.‏ ونتعجب من اوجه شخصيته التي صارت معروفة —‏ عدله ورحمته وأناته وتنوع حكمته.‏ ومعالجة يهوه الحكيمة للقضية ستبقى الى الابد شهادة للواقع القائل ان طريقة حكمه هي افضل.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة