مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • سعداء لأن يهوه يُرينا طريقه
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ ايار (‏مايو)‏
    • سعداء لأن يهوه يُرينا طريقه

      ‏«اللّٰه طريقه كامل وقول الرب نقي».‏ —‏ ٢ صموئيل ٢٢:‏٣١‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ اية حاجة اساسية عند جميع البشر؟‏ (‏ب)‏ بمَن يحسن بنا ان نتمثَّل؟‏

      عند جميع البشر حاجة اساسية الى الارشاد.‏ فنحن بحاجة الى المساعدة لكي نشقَّ طريقنا في الحياة.‏ صحيح ان يهوه وهبَنا مقدارا من الذكاء وضميرا لكي نتمكّن من التمييز بين الصواب والخطإ،‏ لكنَّ ضميرنا يحتاج الى التدريب لكي يُعتمد عليه في منح الارشاد.‏ (‏عبرانيين ٥:‏١٤‏)‏ ويحتاج عقلنا الى المعلومات الصحيحة —‏ بالاضافة الى التدريب على تقييم هذه المعلومات —‏ لكي نتمكّن من اتخاذ القرارات الصائبة.‏ (‏امثال ٢:‏١-‏٥‏)‏ ولكن حتى في هذه الحال،‏ قد لا تحقِّق قراراتنا النتائج المرجوَّة بسبب عدم استقرار الاوضاع في الحياة.‏ (‏جامعة ٩:‏١١‏)‏ فنحن لا نملك في ذاتنا وسيلة يُعتمد عليها لمعرفة ما يخبئه المستقبل.‏

      ٢ لهذه الاسباب،‏ ولأسباب كثيرة اخرى،‏ كتب النبي ارميا:‏ «عرفت يا رب انه ليس للانسان طريقه.‏ ليس لإنسان يمشي ان يهدي خطواته».‏ (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ ويسوع المسيح،‏ اعظم انسان عاش على الاطلاق،‏ قبِل التوجيه.‏ فقد قال:‏ «لا يقدر الابن ان يعمل شيئا من تلقاء ذاته،‏ الا ما يرى الآب يعمله.‏ لأنْ مهما عمل ذاك،‏ فهذا يعمله الابن ايضا على مثاله».‏ (‏يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ فكم هو حكيم ان نتمثَّل بيسوع ونتطلع الى يهوه ليساعدنا على توجيه خطواتنا!‏ رنَّم الملك داود:‏ «اللّٰه طريقه كامل وقول الرب نقي.‏ ترس هو لجميع المحتمين به».‏ (‏٢ صموئيل ٢٢:‏٣١‏)‏ وإذا سعينا الى السلوك في طريق يهوه ولم نتبع حكمتنا الخاصة،‏ فسننال الارشاد الكامل.‏ أما رفض طريق اللّٰه فسيؤدي الى كارثة.‏

      يهوه يُري الطريق

      ٣ كيف ارشد يهوه آدم وحواء،‏ وأية آمال وضعها امامهما؟‏

      ٣ تأملوا في حالة آدم وحواء.‏ لقد كانا بحاجة الى التوجيه مع انهما كانا بلا خطية.‏ فلم يترك يهوه آدم يخطِّط هو بنفسه لكل شيء في جنة عدن الجميلة،‏ بل اعطاه عملا ليقوم به.‏ اولا،‏ كان على آدم ان يسمّي الحيوانات.‏ ثم وضع يهوه امام آدم وحواء اهدافا طويلة الامد.‏ فكان يجب ان يُخضِعا الارض ويملآها من نسلهما ويعتنيا بالكائنات الحيوانية على الارض.‏ (‏تكوين ١:‏٢٨‏)‏ ولم تكن هذه المهمة سهلة،‏ ولكن كان سينجم عنها فردوس عالمي مليء بجنس بشري كامل يعيش في انسجام مع الخليقة الحيوانية.‏ وما اروع هذا الامل!‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كان آدم وحواء يتمتعان باتصال بيهوه ما داما سالكَين بأمانة في طريقه.‏ (‏قارنوا تكوين ٣:‏٨‏.‏)‏ ويا له من امتياز بديع:‏ امتلاك علاقة شخصية ومستمرة بالخالق!‏

      ٤ كيف اظهر آدم وحواء افتقارا الى الثقة والولاء،‏ وإلى اية نتائج مأساوية ادى ذلك؟‏

      ٤ حرَّم يهوه على البشرَين الاولَين الاكل من شجرة معرفة الخير والشر الموجودة في عدن،‏ وبذلك سنحت لهما فرصة مباشرة ان يُعربا عن طاعتهما —‏ عن رغبتهما في السلوك في طريق يهوه.‏ (‏تكوين ٢:‏١٧‏)‏ ولكن سرعان ما امتُحنت هذه الطاعة.‏ فعندما اتى الشيطان بكلامه المعسول،‏ لزم ان يُظهر آدم وحواء الولاء ليهوه ويثقا بوعوده لكي يبقيا طائعَين.‏ ولكن،‏ للأسف،‏ كانا يفتقران الى الولاء والثقة.‏ فعندما عرض الشيطان على حواء الاستقلال واتهم يهوه باطلا بالكذب،‏ انخدعت وعصت اللّٰه.‏ وتبعها آدم في الخطية.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٦؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏١٤‏)‏ وكانت النتيجة خسارة فادحة.‏ لقد كان السلوك في طريق يهوه سيمنحهما فرحا يزداد اكثر فأكثر كلما تقدَّما في تحقيق ارادته.‏ لكنَّ حياتهما صارت مليئة بالخيبات والآلام،‏ الى ان ادركهما الموت.‏ —‏ تكوين ٣:‏١٦-‏١٩؛‏ ٥:‏١-‏٥‏.‏

      ٥ ما هو قصد يهوه على المدى البعيد،‏ وكيف يساعد البشر الامناء على رؤية اتمامه؟‏

      ٥ لكنَّ يهوه لم يغيِّر قصده ان تصير الارض يوما ما موطنا فردوسيا لبشر كاملين غير خاطئين.‏ (‏مزمور ٣٧:‏١١،‏ ٢٩‏)‏ ولم يمتنع قط عن منح الارشاد الكامل للذين يسلكون في طريقه ويرجون رؤية اتمام هذا الوعد.‏ ومَن منا له اذنان للسمع،‏ فليسمع صوت يهوه خلفنا يقول:‏ «هذه هي الطريق اسلكوا فيها».‏ —‏ اشعياء ٣٠:‏٢١‏.‏

      البعض سلكوا في طريق يهوه

      ٦ ايّ رجلَين من الازمنة الباكرة سلكا في طريق يهوه،‏ وبأية نتائج؟‏

      ٦ وفقا لسجل الكتاب المقدس،‏ لم تسلك في طريق يهوه سوى اقليّة من ذرية آدم وحواء.‏ وكان هابيل اول هؤلاء.‏ ومع انه مات قبل الاوان،‏ فقد كان يحظى برضى يهوه عندما قُتل،‏ لذلك من المؤكد ان له نصيبا في ‹قيامة الابرار› في وقت اللّٰه المعيَّن.‏ (‏اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ وسوف يرى الاتمام النهائي لقصد يهوه العظيم نحو الارض والجنس البشري.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٤‏)‏ وكان اخنوخ شخصا آخر سلك في طريق يهوه،‏ ونبوته عن نهاية نظام الاشياء هذا محفوظة في سفر يهوذا.‏ (‏يهوذا ١٤،‏ ١٥‏)‏ وأخنوخ ايضا لم يعش مدة حياته المتوقعة.‏ (‏تكوين ٥:‏٢١-‏٢٤‏)‏ ولكن «شُهد له .‏ .‏ .‏ بأنه قد ارضى اللّٰه».‏ (‏عبرانيين ١١:‏٥‏)‏ وعندما غادر المسرح الارضي،‏ كان له كهابيل رجاء اكيد بأنه سيقوم وسيكون بين الذين سيرون مقاصد يهوه تتم.‏

      ٧ كيف اعرب نوح وعائلته عن الولاء ليهوه والثقة به؟‏

      ٧ عندما صار العالم قبل الطوفان يزداد انغماسا في الشر،‏ اصبحت اطاعة يهوه تشكّل اكثر فأكثر امتحانا للولاء.‏ وقُبيل نهاية ذلك العالم،‏ وُجدت مجموعة صغيرة واحدة فقط تسلك في طريق يهوه.‏ فقد اصغى نوح وعائلته الى اللّٰه ووثقوا بكلامه.‏ وأنجزوا بأمانة المهمات الموكلة اليهم،‏ ورفضوا الانجراف في الممارسات الشريرة التي تميَّز بها العالم في تلك الايام.‏ (‏تكوين ٦:‏٥-‏٧،‏ ١٣-‏١٦؛‏ عبرانيين ١١:‏٧؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٥‏)‏ ونحن شاكرون لهم على اطاعتهم اللّٰه بولاء وثقة.‏ فبسببها نجوا من الطوفان وتحدَّرنا نحن منهم.‏ —‏ تكوين ٦:‏٢٢؛‏ ١ بطرس ٣:‏٢٠‏.‏

      ٨ ماذا كان يشمل السلوك في طريق يهوه بالنسبة الى امة اسرائيل؟‏

      ٨ وعلى مرّ الوقت،‏ صنع يهوه عهدا مع المتحدِّرين من يعقوب الامين،‏ وصاروا له امة خصوصية.‏ (‏خروج ١٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ ووجَّه يهوه شعب عهده بواسطة شريعة مكتوبة،‏ وكهنوت،‏ وإرشاد متواصل من الانبياء.‏ ولكن كان قرار اتِّباع هذا التوجيه يعود الى الاسرائيليين.‏ فقد جعل يهوه نبيَّه يقول للاسرائيليين:‏ «انظر.‏ انا واضع امامكم اليوم بركة ولعنة.‏ البركة اذا سمعتم لوصايا الرب الهكم التي انا اوصيكم بها اليوم.‏ واللعنة اذا لم تسمعوا لوصايا الرب الهكم وزغتم عن الطريق التي انا اوصيكم بها اليوم لتذهبوا وراء آلهة اخرى لم تعرفوها».‏ —‏ تثنية ١١:‏٢٦-‏٢٨‏.‏

      لماذا هجر البعض طريق يهوه

      ٩،‏ ١٠ بسبب ايّ وضع لزم ان يثق الاسرائيليون بيهوه وينموا الولاء له؟‏

      ٩ كما في حالة آدم وحواء،‏ لزم الاسرائيليين الثقة بيهوه والولاء له لكي يبقوا طائعين.‏ وكانت اسرائيل امة صغيرة تحيط بها امم محارِبة.‏ فإلى الجنوب الغربي كانت تقع مصر والحبشة،‏ وإلى الشمال الشرقي ارام وأشور.‏ وكانت تجاورها فِلِسْطِيَة وعمون وموآب وأدوم.‏ وكل هذه الامم اظهرت العداء لإسرائيل في وقت من الاوقات.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كانت جميعها تمارس دينا باطلا يتميَّز بعبادة الآلهة الصنمية،‏ التنجيم،‏ وفي بعض الحالات الشعائر الجنسية الفاحشة والذبائح الوحشية التي يقدَّم فيها الاولاد.‏ وكان جيران اسرائيل يتطلعون الى آلهتهم لينعموا بعائلات كبيرة وغلال وافرة،‏ وكذلك لينتصروا في الحروب.‏

      ١٠ أما اسرائيل فكانت تنفرد بعبادة اله واحد:‏ يهوه.‏ وقد وعدهم ببركات العائلات الكبيرة والغلال الوافرة وبالحماية من اعدائهم اذا اطاعوا شرائعه.‏ (‏تثنية ٢٨:‏١-‏١٤‏)‏ ولكن من المؤسف ان كثيرين في اسرائيل لم يطيعوها.‏ ومن الذين سلكوا فعلا في طريق يهوه،‏ عانى كثيرون الامرَّين بسبب ولائهم.‏ حتى ان البعض عُذِّبوا،‏ سُخر منهم،‏ جُلدوا،‏ سُجنوا،‏ رُجموا،‏ وقُتلوا على يد رفقائهم الاسرائيليين.‏ (‏اعمال ٧:‏٥١،‏ ٥٢؛‏ عبرانيين ١١:‏٣٥-‏٣٨‏)‏ وكم كان هذا الامتحان صعبا دون شك على الامناء!‏ ولكن لماذا ضلَّ كثيرون عن طريق يهوه؟‏ سيساعدنا مثالان من تاريخ اسرائيل على رؤية تفكيرهم الخاطئ.‏

      مثال آحاز الرديء

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ عندما هدَّدت ارام آحاز،‏ ماذا رفض ان يفعل؟‏ (‏ب)‏ الى ايّ مصدرَين تطلّع آحاز من اجل الامان؟‏

      ١١ حكم آحاز مملكة يهوذا الجنوبية في القرن الثامن قبل الميلاد.‏ ولم يتميَّز حكمه بالسلام.‏ ففي احدى المناسبات اتَّحدت ارام ومملكة اسرائيل الشمالية لمحاربته،‏ «فرجف قلبه وقلوب شعبه».‏ (‏اشعياء ٧:‏١،‏ ٢‏)‏ ولكن عندما عرض يهوه الدعم ودعا آحاز الى امتحانه،‏ رفض هذا الاخير رفضا قاطعا!‏ (‏اشعياء ٧:‏١٠-‏١٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ ونتيجةً لذلك خسرت يهوذا الحرب وتكبَّدت خسائر بشرية فادحة.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٨:‏١-‏٨‏.‏

      ١٢ وفي حين رفض آحاز ان يمتحن يهوه،‏ لم يمنعه تجبُّره من طلب المساعدة من ملك اشور.‏ ومع ذلك،‏ استمرت يهوذا تتعرَّض للهجمات من جيرانها.‏ وعندما انقلبت اشور ايضا على آحاز و ‹ضايقته›،‏ بدأ الملك ‹يذبح لآلهة دمشق الذين ضاربوه وقال لأن آلهة ملوك ارام تساعدهم انا اذبح لهم فيساعدونني›.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٨:‏٢٠،‏ ٢٣‏.‏

      ١٣ ماذا اظهر آحاز بالتفاته الى آلهة ارام؟‏

      ١٣ في وقت لاحق قال يهوه لإسرائيل:‏ «انا الرب الهك معلمك لتنتفع وأمشّيك في طريق تسلك فيه.‏ ليتك اصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر».‏ (‏اشعياء ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وبالالتفات الى آلهة ارام،‏ اظهر آحاز كم هو بعيد عن ‹المشي في الطريق الذي ينبغي ان يسلك فيه›.‏ لقد ضلّله كليا تفكير الامم،‏ وتطلّع الى مصادر امنها الباطلة ولم يتطلّع الى يهوه.‏

      ١٤ لماذا لم يكن آحاز معذورا عندما التفت الى آلهة باطلة؟‏

      ١٤ كان قد تَبرهن قبل وقت طويل ان آلهة الامم،‏ بما فيها ارام،‏ ليست سوى ‹آلهة عديمة القيمة›.‏ (‏اشعياء ٢:‏٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ ففي تاريخ ابكر،‏ خلال حكم الملك داود،‏ تجلّى تفوُّق يهوه على آلهة ارام عندما صار الاراميون عبيدا لداود.‏ (‏١ أخبار الايام ١٨:‏٥،‏ ٦‏)‏ فيهوه وحده،‏ «اله الآلهة ورب الارباب الاله العظيم الجبار المهيب»،‏ قادر على توفير الامن الحقيقي.‏ (‏تثنية ١٠:‏١٧‏)‏ لكنَّ آحاز رفض يهوه وتطلّع الى آلهة الامم طلبا للامان.‏ وكانت النتيجة كارثة ليهوذا.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٨:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

      اليهود مع ارميا في مصر

      ١٥ بأية طريقة اخطأ اليهود في مصر في ايام ارميا؟‏

      ١٥ بسبب إخلال الشعب الفادح بولائه ليهوه،‏ سمح للبابليين بأن يدمروا اورشليم وهيكلها سنة ٦٠٧ ق‌م.‏ فسُبيت الامة بمعظمها الى بابل.‏ لكنَّ البعض تُركوا هناك،‏ وكان النبي ارميا بين هؤلاء.‏ وعندما اغتيل الوالي جدليا،‏ هربت هذه المجموعة الى مصر وأخذوا ارميا معهم.‏ (‏٢ ملوك ٢٥:‏٢٢-‏٢٦؛‏ ارميا ٤٣:‏٥-‏٧‏)‏ وبدأوا هناك يذبحون لآلهة باطلة.‏ فاحتجَّ ارميا على تصرُّف اليهود غير الامناء،‏ لكنهم كانوا معاندين.‏ ورفضوا الالتفات الى يهوه وأصرُّوا على مواصلة التبخير «لملكة السموات».‏ ولماذا؟‏ لأن هذا ما كانوا يفعلونه هم وآباؤهم ‹في ارض يهوذا وفي شوارع اورشليم،‏ حين كانوا بخير يشبعون خبزا ولا يرون شرًّا›.‏ (‏ارميا ٤٤:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وزعم اليهود ايضا:‏ «من حين كففنا عن التبخير لملكة السموات وسكب سكائب لها احتجنا الى كلٍّ وفنينا بالسيف والجوع».‏ —‏ ارميا ٤٤:‏١٨‏.‏

      ١٦ لماذا كان اليهود في مصر مخطئين تماما في تفكيرهم؟‏

      ١٦ عجيب امر الذاكرة كيف تنتقي اشياء وتغفل عن اخرى!‏ فماذا كانت الوقائع تقول؟‏ لقد قدَّم اليهود فعلا ذبائح للآلهة الباطلة في الارض التي اعطاها يهوه لهم.‏ وأحيانا،‏ كما في ايام آحاز،‏ تألموا بسبب هذا الارتداد.‏ لكنَّ يهوه كان «بطيء الغضب» مع شعب عهده.‏ (‏خروج ٣٤:‏٦؛‏ مزمور ٨٦:‏١٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ فكان يرسل انبياءه ليحثوهم على التوبة.‏ وفي بعض الاحيان،‏ حين يُعرب الملك عن الامانة،‏ كان يهوه يباركه والشعب يستفيد من هذه البركة،‏ مع ان معظمهم لم يكن امينا.‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٠:‏٢٩-‏٣٣؛‏ ٢٧:‏١-‏٦‏)‏ فكم كان اولئك اليهود في مصر مخطئين عندما ادَّعوا ان ايّ ازدهار تمتعوا به في موطنهم آتٍ من آلهتهم الباطلة!‏

      ١٧ لماذا خسرت يهوذا ارضها وهيكلها؟‏

      ١٧ قبل سنة ٦٠٧ ق‌م،‏ حثَّ يهوه شعب يهوذا قائلا:‏ «اسمعوا صوتي فأكون لكم الها وأنتم تكونون لي شعبا وسيروا في كل الطريق الذي اوصيكم به ليُحسَن اليكم».‏ (‏ارميا ٧:‏٢٣‏)‏ لكنَّ اليهود خسروا هيكلهم وأرضهم لأنهم رفضوا السير ‹في كل الطريق الذي اوصاهم به يهوه›.‏ فلنحرص على تجنب هذا الخطإ المميت.‏

      يهوه يبارك الذين يسلكون في طريقه

      ١٨ ماذا يجب ان يفعل السالكون في طريق يهوه؟‏

      ١٨ واليوم،‏ كما في الماضي،‏ يتطلب السلوك في طريق يهوه الولاء —‏ التصميم على خدمته هو وحده.‏ ويتطلب الثقة —‏ الايمان الكامل بأن وعود يهوه يُعتمد عليها وستتحقَّق.‏ ويتطلب السلوك في طريق يهوه الطاعة —‏ اتِّباع شرائعه دون زيغان وحفظ مقاييسه السامية.‏ ‹فيهوه بار؛‏ وهو يحب الاعمال البارة›.‏ —‏ مزمور ١١:‏٧‏،‏ ع‌ج.‏

      ١٩ اية آلهة يعبدها كثيرون اليوم،‏ وبأية نتائج؟‏

      ١٩ تطلّع آحاز الى آلهة ارام من اجل الامان.‏ وأمل الاسرائيليون في مصر ان تجلب لهم «ملكة السموات»،‏ إلاهة كانت تُعبد على نطاق واسع قديما في الشرق الاوسط،‏ الازدهار المادي.‏ أما اليوم،‏ فالكثير من الآلهة ليس اصناما حرفية.‏ وقد حذَّر يسوع من خدمة «المال» لا يهوه.‏ (‏متى ٦:‏٢٤‏)‏ وتحدَّث الرسول بولس عن «الطمع،‏ الذي هو صنمية».‏ (‏كولوسي ٣:‏٥‏)‏ وتكلم ايضا عن الذين «الههم بطنهم».‏ (‏فيلبي ٣:‏١٩‏)‏ نعم،‏ فالمال والاشياء المادية هي بين الآلهة الرئيسية التي تُعبد اليوم.‏ وفي الواقع،‏ معظم الناس —‏ بمَن فيهم كثيرون ممَّن لديهم انتماءات دينية —‏ ‹يلقون رجاءهم على الغنى غير الثابت›.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٧‏)‏ وكثيرون يكدّون ويتعبون في عملهم في خدمة هذه الآلهة،‏ وبعضهم يحصدون المكافآ‌ت،‏ اذ يعيشون في افضل البيوت ويقتنون اغلى الاشياء ويأكلون افخر الوجبات.‏ ولكن لا يتمتع الجميع بهذه البحبوحة.‏ حتى الذين يتمتعون بها يجدون في النهاية ان هذه الامور لا تجلب الاكتفاء.‏ فهي غير ثابتة،‏ وقتية،‏ ولا تُشبع الحاجات الروحية.‏ —‏ متى ٥:‏٣‏.‏

      ٢٠ ايّ موقف متَّزن يجب ان نحافظ عليه؟‏

      ٢٠ صحيح انه لا بد من امتلاك الحكمة العملية ما دمنا نعيش في الايام الاخيرة لنظام الاشياء هذا.‏ فيجب ان نتخذ خطوات منطقية لنعيل عائلاتنا ماديا.‏ ولكن اذا اعطينا مستوى المعيشة العالي او السعي وراء المال،‏ او اية امور مماثلة اخرى،‏ اهمية اكبر من خدمة اللّٰه،‏ نكون قد سقطنا في فخ نوع من الصنمية وابتعدنا عن السلوك في طريق يهوه.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ولكن ماذا لو واجهتنا مشاكل صحية او مالية او ما شابه؟‏ لا نكن كاليهود في مصر الذين اعتبروا خدمة اللّٰه سبب مشاكلهم،‏ بل لنمتحن يهوه،‏ الامر الذي لم يفعله آحاز.‏ التفتوا بولاء الى يهوه اللّٰه طلبا للارشاد.‏ طبِّقوا ارشاده بثقة،‏ وصلّوا لامتلاك القوة والحكمة عند معالجة كل وضع.‏ وعندئذ انتظروا بثقة بركة يهوه.‏

      ٢١ اية بركات تحلّ على الذين يسلكون في طريق يهوه؟‏

      ٢١ في كل تاريخ امة اسرائيل،‏ بارك يهوه بسخاء مَن سلكوا في طريقه.‏ رنَّم الملك داود:‏ «يا رب اهدني الى برِّك بسبب اعدائي».‏ (‏مزمور ٥:‏٨‏)‏ فقد جعله يهوه ينتصر عسكريا على الامم المجاورة التي ضايقت آحاز لاحقا.‏ وفي ظل حكم سليمان،‏ بوركت اسرائيل بسلام وازدهار تاق اليهما اليهود في مصر بعد سنين.‏ حتى ان يهوه جعل حزقيا بن آحاز يحقق الانتصار على اشور القوية.‏ (‏اشعياء ٥٩:‏١‏)‏ نعم،‏ لم تقصر يد يهوه نحو اوليائه الذين لم يقفوا «في طريق الخطاة» بل سرُّوا بشريعة اللّٰه.‏ (‏مزمور ١:‏١،‏ ٢‏)‏ وهذه الحقيقة لم تتغيَّر.‏ ولكن كيف نتأكد اليوم اننا نسلك في طريق يهوه؟‏ هذا ما ستناقشه المقالة التالية.‏

  • داوموا على السلوك في طريق يهوه
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ ايار (‏مايو)‏
    • داوموا على السلوك في طريق يهوه

      ‏«انتظر الرب واحفظ طريقه فيرفعك لترث الارض».‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٣٤‏.‏

      ١،‏ ٢ ماذا شمل السلوك في طريق يهوه بالنسبة الى الملك داود،‏ وماذا يتطلبه ذلك منا اليوم؟‏

      ‏«عرِّفني الطريق التي اسلك فيها لأني اليك رفعت نفسي».‏ (‏مزمور ١٤٣:‏٨‏)‏ واليوم يردِّد المسيحيون من كل قلبهم كلمات الملك داود هذه.‏ فهم يريدون بإخلاص ان يرضوا يهوه ويسلكوا في طريقه.‏ وماذا يشمل ذلك؟‏ بالنسبة الى داود،‏ عنى ذلك حفظ شريعة اللّٰه.‏ وشمل الثقة بيهوه لا بالتحالفات مع الامم.‏ وعنى خدمة يهوه بولاء لا خدمة آلهة الشعوب المجاورة.‏ أما بالنسبة الى المسيحيين،‏ فيشمل السلوك في طريق يهوه امورا اخرى ايضا.‏

      ٢ احدها هو ان السلوك في طريق يهوه اليوم يعني ممارسة الايمان بذبيحة يسوع المسيح الفدائية،‏ مع الاعتراف بأنه هو «الطريق والحق والحياة».‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٤:‏٦؛‏ عبرانيين ٥:‏٩‏)‏ ويعني ايضا تتميم «شريعة المسيح» التي تشمل اظهار المحبة واحدنا للآخر،‏ وخصوصا لإخوة يسوع الممسوحين.‏ (‏غلاطية ٦:‏٢؛‏ متى ٢٥:‏٣٤-‏٤٠‏)‏ والذين يسلكون في طريق يهوه يحبون مبادئه ووصاياه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩٧؛‏ امثال ٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ ويعزُّون الامتياز الثمين الذي لديهم:‏ الاشتراك في الخدمة المسيحية.‏ (‏كولوسي ٤:‏١٧؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٥‏)‏ ويواظبون على الصلاة طوال حياتهم.‏ (‏روما ١٢:‏١٢‏)‏ و ‹يبقون منتبهين بدقة كيف يسيرون،‏ لا كجهلاء بل كحكماء›.‏ (‏افسس ٥:‏١٥‏)‏ ولا يضحّون طبعا بالغنى الروحي من اجل التمتع بفوائد مادية وقتية او بملذَّات جسدية محرَّمة.‏ (‏متى ٦:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ من الضروري الاعراب عن الولاء ليهوه والثقة به.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٩؛‏ ١٠:‏٥؛‏ افسس ٤:‏٢٤‏)‏ ولماذا؟‏ لأن حالتنا تشبه كثيرا حالة اسرائيل القديمة.‏

      الحاجة الى الثقة والولاء

      ٣ لماذا يساعدنا الولاء والايمان والثقة على البقاء سالكين في طريق يهوه؟‏

      ٣ كانت اسرائيل امة صغيرة تجاورها امم معادية تمارس شعائر فاسقة عند عبادة الآلهة الصنمية.‏ (‏١ أخبار الايام ١٦:‏٢٦‏)‏ لكنَّ اسرائيل كانت وحدها تخدم يهوه،‏ الاله الحقيقي الوحيد وغير المنظور الذي تطلَّب منهم ان يحافظوا على مقاييس ادبية سامية.‏ (‏تثنية ٦:‏٤‏)‏ وبشكل مماثل اليوم،‏ تعبد يهوه ملايين قليلة من البشر.‏ وهم يعيشون في عالم يناهز عدد سكانه ستة بلايين نسمة وله مقاييس ومواقف دينية مختلفة كثيرا عن مقاييسهم ومواقفهم.‏ وإذا كنا بين هؤلاء الملايين القلائل،‏ يجب ان نحترز من التأثر بطريقة خاطئة.‏ وكيف نحترز؟‏ يساعدنا على ذلك الولاء ليهوه اللّٰه،‏ الايمان به،‏ والثقة المتينة بأنه سيتمِّم وعوده.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ وسيمنعنا ذلك من الوثوق بأمور يرجوها العالم.‏ —‏ امثال ٢٠:‏٢٢؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٧‏.‏

      ٤ لماذا الامم «في ظلام عقلي»؟‏

      ٤ اظهر الرسول بولس كيف يجب ان يكون المسيحيون مختلفين عن العالم عندما كتب:‏ «اقول هذا اذًا وأشهد في الرب:‏ ألا تستمروا بعد في السير كما يسير الامم ايضا في بُطل اذهانهم،‏ وهم في ظلام عقلي،‏ ومُبعَدون عن حياة اللّٰه،‏ بسبب الجهل الذي فيهم،‏ بسبب تصلب قلوبهم».‏ (‏افسس ٤:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ فيسوع هو «النور الحق».‏ (‏يوحنا ١:‏٩‏)‏ وكل الذين يرفضونه او يدَّعون انهم يؤمنون به ولكنهم لا يطيعون «شريعة المسيح» هم «في ظلام عقلي».‏ وبدلا من السلوك في طريق يهوه،‏ ‹يُبعَدون عن حياة اللّٰه›.‏ ومهما ظنوا انهم حكماء من جهة العالم،‏ فعندهم «جهل» للمعرفة الوحيدة التي تؤدي الى الحياة،‏ معرفة يهوه اللّٰه ويسوع المسيح.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣؛‏ ١ كورنثوس ٣:‏١٩‏.‏

      ٥ مع ان نور الحق يضيء في العالم،‏ لماذا لا تتجاوب قلوب كثيرين؟‏

      ٥ ومع ذلك،‏ يضيء نور الحق في العالم.‏ (‏مزمور ٤٣:‏٣؛‏ فيلبي ٢:‏١٥‏)‏ و «الحكمة تنادي في الخارج».‏ (‏امثال ١:‏٢٠‏)‏ ففي السنة الماضية صرف شهود يهوه اكثر من بليون ساعة في إخبار جيرانهم عن يهوه اللّٰه ويسوع المسيح.‏ ومئات الآلاف تجاوبوا.‏ ولكن هل ينبغي ان يفاجئنا عدم تجاوب الكثيرين؟‏ كلا.‏ فقد تحدَّث بولس عن «تصلب قلوبهم».‏ فالبعض لا تتجاوب قلوبهم بسبب الانانية او محبة المال.‏ وآخرون متأثرون بالدين الباطل او الموقف العلماني السائد كثيرا اليوم.‏ وجعلت تجارب الحياة القاسية كثيرين يبتعدون عن اللّٰه.‏ ويرفض آخرون العيش وفق مقاييس يهوه الادبية السامية.‏ (‏يوحنا ٣:‏٢٠‏)‏ ولكن هل يمكن ان يصير قلب السالك في طريق يهوه متصلبا في مجالات كهذه؟‏

      ٦،‏ ٧ مع ان الاسرائيليين كانوا يعبدون يهوه اللّٰه،‏ في اية مناسبتَين سقطوا،‏ ولماذا؟‏

      ٦ هذا ما حدث لإسرائيل القديمة،‏ كما اظهر بولس.‏ فقد كتب:‏ «هذه الامور صارت لنا امثلة،‏ حتى لا نكون مشتهين الامور المؤذية،‏ كما اشتهاها اولئك.‏ فلا تصيروا عبدة اصنام،‏ كما صار بعض منهم،‏ كما هو مكتوب:‏ ‹جلس الشعب للاكل والشرب،‏ وقاموا للهو›.‏ ولا نمارس العهارة،‏ كما عهر بعض منهم،‏ فسقط ثلاثة وعشرون الفا في يوم واحد».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٦-‏٨‏.‏

      ٧ يشير بولس اولا الى المناسبة التي فيها عبد الاسرائيليون عجلا ذهبيا عند سفح جبل سيناء.‏ (‏خروج ٣٢:‏٥،‏ ٦‏)‏ وكان ذلك انتهاكا مباشرا للوصية الالهية التي وافقوا قبل اسابيع قليلة فقط على اطاعتها.‏ (‏خروج ٢٠:‏٤-‏٦؛‏ ٢٤:‏٣‏)‏ ثم يشير بولس الى الوقت الذي فيه سجد الاسرائيليون لبعل مع بنات موآب.‏ (‏عدد ٢٥:‏١-‏٩‏)‏ كانت عبادة العجل تتميَّز بانغماس فاحش في الملذَّات،‏ ‹قيام للَّهو›.‏a وكانت عبادة بعل يرافقها فساد ادبي جنسي فاضح.‏ (‏كشف ٢:‏١٤‏)‏ ولماذا ارتكب الاسرائيليون هذه الخطايا؟‏ لأنهم سمحوا لقلوبهم بأن ‹تشتهي امورا مؤذية› —‏ سواء كانت الصنمية او الممارسات الفاسقة التي ترافقها.‏

      ٨ ماذا نتعلم من اختبارَي الاسرائيليين؟‏

      ٨ ذكر بولس انه ينبغي ان نتعلم من هاتين الحادثتَين.‏ نتعلم ماذا؟‏ لا يمكن ان نتخيَّل مسيحيا يسجد لعجل ذهبي او لإله موآبي قديم.‏ ولكن ماذا عن الفساد الادبي او الانغماس غير المكبوح في الملذَّات؟‏ هذان الامران شائعان اليوم،‏ وإذا سمحنا لاشتهائهما بأن ينمو في قلوبنا،‏ فسيقفان بيننا وبين يهوه.‏ وستكون النتيجة مماثلة لارتكابنا الصنمية:‏ الابتعاد عن اللّٰه.‏ (‏قارنوا كولوسي ٣:‏٥؛‏ فيلبي ٣:‏١٩‏.‏)‏ لذلك يختتم بولس مناقشته لهاتين الحادثتَين بمناشدة الرفقاء المؤمنين:‏ «اهربوا من الصنمية».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٤‏.‏

      مساعدة على السلوك في طريق اللّٰه

      ٩ (‏أ)‏ اية مساعدة نتلقاها لنبقى سالكين في طريق يهوه؟‏ (‏ب)‏ ما هي احدى الطرائق التي نسمع بها ‹كلمة خلفنا›؟‏

      ٩ اذا كنا مصمِّمين على مواصلة السلوك في طريق يهوه،‏ فلسنا متروكين بلا مساعدة.‏ تنبأ اشعياء قائلا:‏ «أذناك تسمعان كلمة خلفك قائلة هذه هي الطريق اسلكوا فيها حينما تميلون الى اليمين وحينما تميلون الى اليسار».‏ (‏اشعياء ٣٠:‏٢١‏)‏ فكيف تسمع ‹أذنانا› هذه ‹الكلمة خلفنا›؟‏ لا احد اليوم يسمع صوتا حرفيا او يتلقى رسالة شخصية من اللّٰه.‏ و ‹الكلمة› التي تُسمع تصل الينا جميعا بالطرائق نفسها.‏ الطريقة الاولى والابرز هي بواسطة الاسفار الملهمة،‏ الكتاب المقدس،‏ التي تحتوي على افكار اللّٰه وعلى سجل تعاملاته مع البشر.‏ وبما اننا نتعرَّض كل يوم لأفكار تأتي من مصادر ‹مُبعَدة عن حياة اللّٰه›،‏ يلزمنا ان نحافظ على صحتنا الروحية بقراءة الكتاب المقدس والتأمل فيه بانتظام.‏ وسيساعد ذلك كل واحد منا ان يتجنب «الاباطيل» ويكون «ذا كفاءة تامة،‏ مجهَّزا كاملا لكل عمل صالح».‏ (‏اعمال ١٤:‏١٤،‏ ١٥؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وسيقوِّينا ويشدِّدنا ويساعدنا ذلك على ‹إصلاح طريقنا›.‏ (‏يشوع ١:‏٧،‏ ٨‏)‏ لذلك تحثُّنا كلمة يهوه قائلة:‏ «الآن ايها البنون اسمعوا لي.‏ فطوبى للذين يحفظون طرقي.‏ اسمعوا التعليم وكونوا حكماء ولا ترفضوه».‏ —‏ امثال ٨:‏٣٢،‏ ٣٣‏.‏

      ١٠ ما هي الطريقة الثانية التي نسمع بها ‹كلمة خلفنا›؟‏

      ١٠ و ‹الكلمة خلفنا› تأتي ايضا بواسطة «العبد الامين الفطين» الذي يزوِّد ‹الطعام في حينه›.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ وإحدى الطرائق التي بها يُزوَّد هذا الطعام هي من خلال المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس،‏ وقد كان هذا الطعام وافرا في السنوات الاخيرة.‏ مثلا،‏ من خلال مجلة برج المراقبة،‏ تحسَّن فهمنا للنبوة.‏ وفي هذه المجلة نلنا التشجيع على المواظبة على عمل الكرازة والتلمذة رغم اللامبالاة المتزايدة،‏ ونلنا المساعدة على تجنُّب الاشراك،‏ وجرى حثُّنا على تنمية الصفات المسيحية الجيدة.‏ فكم نعزُّ هذا الطعام المعطى في حينه!‏

      ١١ اوضحوا الطريقة الثالثة التي بها نسمع ‹كلمة خلفنا›.‏

      ١١ يزوِّد العبد الامين الفطين الطعام ايضا من خلال اجتماعاتنا المنتظمة.‏ وهي تشمل اجتماعات الجماعات المحلية،‏ الاجتماعات التي تُعقد مرتين في السنة على مستوى الدائرة،‏ والمحافل الكورية السنوية الاكبر.‏ وأيّ مسيحي امين لا يقدِّر هذه التجمُّعات؟‏!‏ فهي خير مساعد وداعم لنا عند السلوك في طريق يهوه.‏ وبما ان كثيرين يضطرون الى قضاء وقت طويل في العمل او في المدرسة برفقة اشخاص لا يشاركونهم في ايمانهم،‏ فإن المعاشرة المسيحية المنتظمة تنقذ الحياة فعليا.‏ وتمنحنا الاجتماعات فرصة جيدة ‹لنحرِّض بعضنا بعضا على المحبة والاعمال الحسنة›.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤‏)‏ ونحن نحب اخوتنا،‏ ونحب ان نعاشرهم.‏ —‏ مزمور ١٣٣:‏١‏.‏

      ١٢ على ماذا شهود يهوه مصمِّمون،‏ وكيف عبَّروا عن ذلك مؤخرا؟‏

      ١٢ يتقوَّى نحو ستة ملايين شخص بهذا الطعام الروحي،‏ وهم يسلكون اليوم في طريق يهوه.‏ وملايين آخرون يدرسون الكتاب المقدس ليتعلموا كيف يسلكون هم ايضا.‏ وهل يتثبَّطون ويضعفون لأن عددهم قليل بالمقارنة مع عدد سكان الارض الذي يبلغ البلايين؟‏ كلا!‏ فهم مصمِّمون على مواصلة الاصغاء الى ‹الكلمة خلفهم›،‏ فاعلين مشيئة يهوه بولاء.‏ وكبرهان علني على هذا التصميم،‏ تبنَّى المندوبون في محافل «طريق اللّٰه للحياة» الكورية والاممية لعام ١٩٩٨/‏١٩٩٩ قرارا يعبِّر عن موقفهم القلبي.‏ وإليكم نص هذا القرار.‏

      القرار

      ١٣،‏ ١٤ اية نظرة واقعية الى حالة العالم يملكها شهود يهوه؟‏

      ١٣ «نحن،‏ شهود يهوه المجتمعين في محفل ‹طريق اللّٰه للحياة›،‏ نوافق من كل القلب على ان طريق اللّٰه هو افضل طريق للحياة.‏ لكننا ندرك ان غالبية الجنس البشري اليوم يشعرون بخلاف ذلك.‏ فالمجتمع البشري جرَّب مفاهيم،‏ فلسفات،‏ وأفكارا دينية عديدة حول ما يشكّل افضل طريق للحياة.‏ ان نظرة صادقة الى التاريخ البشري وأحوال العالم اليوم تؤكد صحة الاعلان الالهي المسجَّل في ارميا ١٠:‏٢٣‏:‏ ‹ليس لإنسان يمشي ان يهدي خطواته›.‏

      ١٤ «نرى كل يوم دليلا اوضح يؤكد صدق هذه الكلمات.‏ ففي معظم الحالات،‏ يتجاهل المجتمع البشري طريق اللّٰه للحياة.‏ ويتبع الناس ما يبدو انه حق في نظرهم،‏ مما آل الى نتائج مأساوية —‏ تحطُّم الحياة العائلية،‏ مما يترك الاولاد دون ارشاد؛‏ السعي كاملا الى المادية،‏ مما يؤدي الى الفراغ والتثبُّط؛‏ الجريمة والعنف اللذين لا مبرِّر لهما،‏ واللذين يحصدان ضحايا لا تحصى؛‏ النزاع والحرب العرقيين،‏ اللذين يأخذان ضريبة كبيرة في الارواح؛‏ الفساد الادبي المنتشر،‏ الذي يزيد من سوء جائحة الامراض المنتقلة جنسيا.‏ وذلك ليس الا القليل من الكثير من المشاكل المعقدة التي تتعارض مع السعي وراء السعادة،‏ السلام،‏ والامن.‏

      ١٥،‏ ١٦ على ماذا صُمِّم،‏ كما جاء في القرار،‏ بشأن طريق اللّٰه للحياة؟‏

      ١٥ «ونظرا الى ورطة الجنس البشري المحزنة واقتراب ‹حرب اليوم العظيم،‏ يوم اللّٰه القادر على كل شيء› المدعوة هرمجدون،‏ (‏كشف ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏)‏ نقرِّر نحن شهود يهوه ما يلي:‏

      ١٦ «اولا:‏ نعتبر انفسنا ملكا ليهوه اللّٰه،‏ اذ قد نذرنا انفسنا له فرديا دون قيد او شرط،‏ وسنحافظ على ايمان لا يتزعزع بتدبير يهوه للفدية بواسطة ابنه يسوع المسيح.‏ ونحن مصمِّمون على السلوك في طريق اللّٰه للحياة،‏ خادمين كشهود له وخاضعين لسلطانه الممثَّل بحكم يسوع المسيح.‏

      ١٧،‏ ١٨ ايّ موقف سيحافظ شهود يهوه عليه في ما يتعلق بالمقاييس الادبية والاخوّة المسيحية؟‏

      ١٧ «ثانيا:‏ سنستمر في الالتصاق بمقاييس الكتاب المقدس الادبية والروحية السامية.‏ ونحن مصمِّمون ألّا نسير كما يسير الامم في بُطل اذهانهم.‏ (‏افسس ٤:‏١٧-‏١٩‏)‏ وقرارُنا هو ان نبقى طاهرين امام يهوه وبلا وصمة من العالم.‏ —‏ يعقوب ١:‏٢٧‏.‏

      ١٨ «ثالثا:‏ سنتمسك بموقفنا المؤسس على الاسفار المقدسة كمعشر اخوة مسيحي عالمي.‏ وسنحافظ على الحياد المسيحي بين الامم،‏ غير سامحين لأنفسنا بالوقوع في شرك البغض او الانقسام العنصري،‏ القومي،‏ او العرقي.‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ ماذا سيفعل الوالدون المسيحيون؟‏ (‏ب)‏ كيف سيستمر جميع المسيحيين الحقيقيين في تحديد هويتهم كتلاميذ للمسيح؟‏

      ١٩ «رابعا:‏ سنغرس نحن الوالدين طريق اللّٰه في اولادنا.‏ وسنكون مثالا في العيش المسيحي،‏ الذي يشمل قراءة الكتاب المقدس قانونيا،‏ الدرس العائلي،‏ والاشتراك من كل النفس في نشاطات الجماعة المسيحية وفي خدمة الحقل.‏

      ٢٠ «خامسا:‏ سنجاهد كلنا لننمي الصفات الالهية التي يظهرها خالقنا،‏ وسنحاول ان نقتدي بشخصيته وطرقه،‏ كما فعل يسوع.‏ (‏افسس ٥:‏١‏)‏ اننا مصمِّمون ان نعمل كل شيء بمحبة،‏ محدِّدين بالتالي هويتنا كتلاميذ للمسيح.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٣٥‏.‏

      ٢١-‏٢٣ ماذا سيستمر شهود يهوه في فعله،‏ وبمَ هم مقتنعون؟‏

      ٢١ «سادسا:‏ سنستمر دون انقطاع في الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه،‏ التلمذة،‏ وتعليم الناس طريق اللّٰه للحياة وسنشجعهم على نيل تدريب اضافي في اجتماعات الجماعة.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

      ٢٢ «سابعا:‏ كأفراد وكهيئة دينية،‏ سنستمر في وضع مشيئة اللّٰه اولا في حياتنا.‏ وباستخدام كلمته،‏ الكتاب المقدس،‏ كمرشد لنا،‏ لن نحيد يمينا او يسارا،‏ مؤكدين بالتالي ان طريق اللّٰه هو اسمى بكثير من طرق العالم.‏ ونحن مصمِّمون على اتِّباع طريق اللّٰه للحياة —‏ بثبات وولاء،‏ الآن وإلى الابد!‏

      ٢٣ «اننا نتخذ هذا القرار لأننا نضع ملء ثقتنا بوعد يهوه الحبي ان الذي يصنع مشيئة اللّٰه يبقى الى الابد.‏ ونتَّخذ هذا القرار لأننا مقتنعون ان العيش وفق مبادئ الاسفار المقدسة،‏ مشورتها،‏ وتحذيرها يؤدي الى طريق الحياة الافضل اليوم ويضع اساسا حسنا للمستقبل،‏ بحيث يمكننا ان نمسك بإحكام بالحياة الحقيقية.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٩؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٧ب،‏ ٨‏)‏ وقبل كل شيء،‏ نتخذ هذا القرار لأننا نحب يهوه اللّٰه من كل قلبنا،‏ نفسنا،‏ فكرنا،‏ وقدرتنا.‏

      ٢٤،‏ ٢٥ ماذا كان التجاوب مع القرار المقترَح،‏ وعلى ماذا يصمِّم السالكون في طريق يهوه؟‏

      ٢٤ «انتم يا جميع الحاضرين في هذا المحفل الذين تؤيدون تبني هذا القرار،‏ من فضلكم قولوا نعم!‏»‏

      ٢٥ مئات الملاعب حول العالم ارتجَّت عندما اجاب جميع الحاضرين بـ‍ ‏«نعم»‏ مدوِّية!‏ فشهود يهوه سيستمرون بالتأكيد في السلوك في طريق يهوه.‏ ولهم ملء الثقة بيهوه،‏ وهم يؤمنون بأنه سيتمِّم وعوده.‏ ويحافظون على ولائهم له مهما حدث.‏ وهم مصمِّمون على فعل مشيئته.‏

      ‏«اللّٰه معنا»‏

      ٢٦ اية حالة سعيدة ينعم بها السالكون في طريق يهوه؟‏

      ٢٦ يتذكر شهود يهوه مناشدة صاحب المزمور:‏ «انتظر الرب واحفظ طريقه فيرفعك لترث الارض».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٣٤‏)‏ ولا ينسون كلمات بولس المشجعة:‏ «إن كان اللّٰه معنا،‏ فمَن يكون علينا؟‏ الذي لم يمسك عنا ابنه،‏ بل سلَّمه عنا جميعا،‏ لِمَ لا ينعم علينا ايضا معه بسائر الاشياء؟‏».‏ (‏روما ٨:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ نعم،‏ اذا داومنا على السلوك في طريق يهوه،‏ فسيزوِّدنا «كل شيء بغنى لمتعتنا».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٧‏)‏ وأيّ مكان افضل من المكان الذي نحن فيه الآن —‏ سالكين في طريق يهوه مع اخوتنا وأخواتنا الاعزاء؟‏!‏ وما دام يهوه الى جانبنا،‏ فلنصمِّم على البقاء هنا والاحتمال الى النهاية،‏ ولنا ملء الثقة اننا سنراه في وقته المعيَّن يتمِّم وعوده الى الآخِر.‏ —‏ تيطس ١:‏٢‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة