-
سعداء لأن يهوه يُرينا طريقهبرج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
سعداء لأن يهوه يُرينا طريقه
«اللّٰه طريقه كامل وقول الرب نقي». — ٢ صموئيل ٢٢:٣١.
١، ٢ (أ) اية حاجة اساسية عند جميع البشر؟ (ب) بمَن يحسن بنا ان نتمثَّل؟
عند جميع البشر حاجة اساسية الى الارشاد. فنحن بحاجة الى المساعدة لكي نشقَّ طريقنا في الحياة. صحيح ان يهوه وهبَنا مقدارا من الذكاء وضميرا لكي نتمكّن من التمييز بين الصواب والخطإ، لكنَّ ضميرنا يحتاج الى التدريب لكي يُعتمد عليه في منح الارشاد. (عبرانيين ٥:١٤) ويحتاج عقلنا الى المعلومات الصحيحة — بالاضافة الى التدريب على تقييم هذه المعلومات — لكي نتمكّن من اتخاذ القرارات الصائبة. (امثال ٢:١-٥) ولكن حتى في هذه الحال، قد لا تحقِّق قراراتنا النتائج المرجوَّة بسبب عدم استقرار الاوضاع في الحياة. (جامعة ٩:١١) فنحن لا نملك في ذاتنا وسيلة يُعتمد عليها لمعرفة ما يخبئه المستقبل.
٢ لهذه الاسباب، ولأسباب كثيرة اخرى، كتب النبي ارميا: «عرفت يا رب انه ليس للانسان طريقه. ليس لإنسان يمشي ان يهدي خطواته». (ارميا ١٠:٢٣) ويسوع المسيح، اعظم انسان عاش على الاطلاق، قبِل التوجيه. فقد قال: «لا يقدر الابن ان يعمل شيئا من تلقاء ذاته، الا ما يرى الآب يعمله. لأنْ مهما عمل ذاك، فهذا يعمله الابن ايضا على مثاله». (يوحنا ٥:١٩) فكم هو حكيم ان نتمثَّل بيسوع ونتطلع الى يهوه ليساعدنا على توجيه خطواتنا! رنَّم الملك داود: «اللّٰه طريقه كامل وقول الرب نقي. ترس هو لجميع المحتمين به». (٢ صموئيل ٢٢:٣١) وإذا سعينا الى السلوك في طريق يهوه ولم نتبع حكمتنا الخاصة، فسننال الارشاد الكامل. أما رفض طريق اللّٰه فسيؤدي الى كارثة.
يهوه يُري الطريق
٣ كيف ارشد يهوه آدم وحواء، وأية آمال وضعها امامهما؟
٣ تأملوا في حالة آدم وحواء. لقد كانا بحاجة الى التوجيه مع انهما كانا بلا خطية. فلم يترك يهوه آدم يخطِّط هو بنفسه لكل شيء في جنة عدن الجميلة، بل اعطاه عملا ليقوم به. اولا، كان على آدم ان يسمّي الحيوانات. ثم وضع يهوه امام آدم وحواء اهدافا طويلة الامد. فكان يجب ان يُخضِعا الارض ويملآها من نسلهما ويعتنيا بالكائنات الحيوانية على الارض. (تكوين ١:٢٨) ولم تكن هذه المهمة سهلة، ولكن كان سينجم عنها فردوس عالمي مليء بجنس بشري كامل يعيش في انسجام مع الخليقة الحيوانية. وما اروع هذا الامل! وبالاضافة الى ذلك، كان آدم وحواء يتمتعان باتصال بيهوه ما داما سالكَين بأمانة في طريقه. (قارنوا تكوين ٣:٨.) ويا له من امتياز بديع: امتلاك علاقة شخصية ومستمرة بالخالق!
٤ كيف اظهر آدم وحواء افتقارا الى الثقة والولاء، وإلى اية نتائج مأساوية ادى ذلك؟
٤ حرَّم يهوه على البشرَين الاولَين الاكل من شجرة معرفة الخير والشر الموجودة في عدن، وبذلك سنحت لهما فرصة مباشرة ان يُعربا عن طاعتهما — عن رغبتهما في السلوك في طريق يهوه. (تكوين ٢:١٧) ولكن سرعان ما امتُحنت هذه الطاعة. فعندما اتى الشيطان بكلامه المعسول، لزم ان يُظهر آدم وحواء الولاء ليهوه ويثقا بوعوده لكي يبقيا طائعَين. ولكن، للأسف، كانا يفتقران الى الولاء والثقة. فعندما عرض الشيطان على حواء الاستقلال واتهم يهوه باطلا بالكذب، انخدعت وعصت اللّٰه. وتبعها آدم في الخطية. (تكوين ٣:١-٦؛ ١ تيموثاوس ٢:١٤) وكانت النتيجة خسارة فادحة. لقد كان السلوك في طريق يهوه سيمنحهما فرحا يزداد اكثر فأكثر كلما تقدَّما في تحقيق ارادته. لكنَّ حياتهما صارت مليئة بالخيبات والآلام، الى ان ادركهما الموت. — تكوين ٣:١٦-١٩؛ ٥:١-٥.
٥ ما هو قصد يهوه على المدى البعيد، وكيف يساعد البشر الامناء على رؤية اتمامه؟
٥ لكنَّ يهوه لم يغيِّر قصده ان تصير الارض يوما ما موطنا فردوسيا لبشر كاملين غير خاطئين. (مزمور ٣٧:١١، ٢٩) ولم يمتنع قط عن منح الارشاد الكامل للذين يسلكون في طريقه ويرجون رؤية اتمام هذا الوعد. ومَن منا له اذنان للسمع، فليسمع صوت يهوه خلفنا يقول: «هذه هي الطريق اسلكوا فيها». — اشعياء ٣٠:٢١.
البعض سلكوا في طريق يهوه
٦ ايّ رجلَين من الازمنة الباكرة سلكا في طريق يهوه، وبأية نتائج؟
٦ وفقا لسجل الكتاب المقدس، لم تسلك في طريق يهوه سوى اقليّة من ذرية آدم وحواء. وكان هابيل اول هؤلاء. ومع انه مات قبل الاوان، فقد كان يحظى برضى يهوه عندما قُتل، لذلك من المؤكد ان له نصيبا في ‹قيامة الابرار› في وقت اللّٰه المعيَّن. (اعمال ٢٤:١٥) وسوف يرى الاتمام النهائي لقصد يهوه العظيم نحو الارض والجنس البشري. (عبرانيين ١١:٤) وكان اخنوخ شخصا آخر سلك في طريق يهوه، ونبوته عن نهاية نظام الاشياء هذا محفوظة في سفر يهوذا. (يهوذا ١٤، ١٥) وأخنوخ ايضا لم يعش مدة حياته المتوقعة. (تكوين ٥:٢١-٢٤) ولكن «شُهد له . . . بأنه قد ارضى اللّٰه». (عبرانيين ١١:٥) وعندما غادر المسرح الارضي، كان له كهابيل رجاء اكيد بأنه سيقوم وسيكون بين الذين سيرون مقاصد يهوه تتم.
٧ كيف اعرب نوح وعائلته عن الولاء ليهوه والثقة به؟
٧ عندما صار العالم قبل الطوفان يزداد انغماسا في الشر، اصبحت اطاعة يهوه تشكّل اكثر فأكثر امتحانا للولاء. وقُبيل نهاية ذلك العالم، وُجدت مجموعة صغيرة واحدة فقط تسلك في طريق يهوه. فقد اصغى نوح وعائلته الى اللّٰه ووثقوا بكلامه. وأنجزوا بأمانة المهمات الموكلة اليهم، ورفضوا الانجراف في الممارسات الشريرة التي تميَّز بها العالم في تلك الايام. (تكوين ٦:٥-٧، ١٣-١٦؛ عبرانيين ١١:٧؛ ٢ بطرس ٢:٥) ونحن شاكرون لهم على اطاعتهم اللّٰه بولاء وثقة. فبسببها نجوا من الطوفان وتحدَّرنا نحن منهم. — تكوين ٦:٢٢؛ ١ بطرس ٣:٢٠.
٨ ماذا كان يشمل السلوك في طريق يهوه بالنسبة الى امة اسرائيل؟
٨ وعلى مرّ الوقت، صنع يهوه عهدا مع المتحدِّرين من يعقوب الامين، وصاروا له امة خصوصية. (خروج ١٩:٥، ٦) ووجَّه يهوه شعب عهده بواسطة شريعة مكتوبة، وكهنوت، وإرشاد متواصل من الانبياء. ولكن كان قرار اتِّباع هذا التوجيه يعود الى الاسرائيليين. فقد جعل يهوه نبيَّه يقول للاسرائيليين: «انظر. انا واضع امامكم اليوم بركة ولعنة. البركة اذا سمعتم لوصايا الرب الهكم التي انا اوصيكم بها اليوم. واللعنة اذا لم تسمعوا لوصايا الرب الهكم وزغتم عن الطريق التي انا اوصيكم بها اليوم لتذهبوا وراء آلهة اخرى لم تعرفوها». — تثنية ١١:٢٦-٢٨.
لماذا هجر البعض طريق يهوه
٩، ١٠ بسبب ايّ وضع لزم ان يثق الاسرائيليون بيهوه وينموا الولاء له؟
٩ كما في حالة آدم وحواء، لزم الاسرائيليين الثقة بيهوه والولاء له لكي يبقوا طائعين. وكانت اسرائيل امة صغيرة تحيط بها امم محارِبة. فإلى الجنوب الغربي كانت تقع مصر والحبشة، وإلى الشمال الشرقي ارام وأشور. وكانت تجاورها فِلِسْطِيَة وعمون وموآب وأدوم. وكل هذه الامم اظهرت العداء لإسرائيل في وقت من الاوقات. وبالاضافة الى ذلك، كانت جميعها تمارس دينا باطلا يتميَّز بعبادة الآلهة الصنمية، التنجيم، وفي بعض الحالات الشعائر الجنسية الفاحشة والذبائح الوحشية التي يقدَّم فيها الاولاد. وكان جيران اسرائيل يتطلعون الى آلهتهم لينعموا بعائلات كبيرة وغلال وافرة، وكذلك لينتصروا في الحروب.
١٠ أما اسرائيل فكانت تنفرد بعبادة اله واحد: يهوه. وقد وعدهم ببركات العائلات الكبيرة والغلال الوافرة وبالحماية من اعدائهم اذا اطاعوا شرائعه. (تثنية ٢٨:١-١٤) ولكن من المؤسف ان كثيرين في اسرائيل لم يطيعوها. ومن الذين سلكوا فعلا في طريق يهوه، عانى كثيرون الامرَّين بسبب ولائهم. حتى ان البعض عُذِّبوا، سُخر منهم، جُلدوا، سُجنوا، رُجموا، وقُتلوا على يد رفقائهم الاسرائيليين. (اعمال ٧:٥١، ٥٢؛ عبرانيين ١١:٣٥-٣٨) وكم كان هذا الامتحان صعبا دون شك على الامناء! ولكن لماذا ضلَّ كثيرون عن طريق يهوه؟ سيساعدنا مثالان من تاريخ اسرائيل على رؤية تفكيرهم الخاطئ.
مثال آحاز الرديء
١١، ١٢ (أ) عندما هدَّدت ارام آحاز، ماذا رفض ان يفعل؟ (ب) الى ايّ مصدرَين تطلّع آحاز من اجل الامان؟
١١ حكم آحاز مملكة يهوذا الجنوبية في القرن الثامن قبل الميلاد. ولم يتميَّز حكمه بالسلام. ففي احدى المناسبات اتَّحدت ارام ومملكة اسرائيل الشمالية لمحاربته، «فرجف قلبه وقلوب شعبه». (اشعياء ٧:١، ٢) ولكن عندما عرض يهوه الدعم ودعا آحاز الى امتحانه، رفض هذا الاخير رفضا قاطعا! (اشعياء ٧:١٠-١٢، عج) ونتيجةً لذلك خسرت يهوذا الحرب وتكبَّدت خسائر بشرية فادحة. — ٢ أخبار الايام ٢٨:١-٨.
١٢ وفي حين رفض آحاز ان يمتحن يهوه، لم يمنعه تجبُّره من طلب المساعدة من ملك اشور. ومع ذلك، استمرت يهوذا تتعرَّض للهجمات من جيرانها. وعندما انقلبت اشور ايضا على آحاز و ‹ضايقته›، بدأ الملك ‹يذبح لآلهة دمشق الذين ضاربوه وقال لأن آلهة ملوك ارام تساعدهم انا اذبح لهم فيساعدونني›. — ٢ أخبار الايام ٢٨:٢٠، ٢٣.
١٣ ماذا اظهر آحاز بالتفاته الى آلهة ارام؟
١٣ في وقت لاحق قال يهوه لإسرائيل: «انا الرب الهك معلمك لتنتفع وأمشّيك في طريق تسلك فيه. ليتك اصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر». (اشعياء ٤٨:١٧، ١٨) وبالالتفات الى آلهة ارام، اظهر آحاز كم هو بعيد عن ‹المشي في الطريق الذي ينبغي ان يسلك فيه›. لقد ضلّله كليا تفكير الامم، وتطلّع الى مصادر امنها الباطلة ولم يتطلّع الى يهوه.
١٤ لماذا لم يكن آحاز معذورا عندما التفت الى آلهة باطلة؟
١٤ كان قد تَبرهن قبل وقت طويل ان آلهة الامم، بما فيها ارام، ليست سوى ‹آلهة عديمة القيمة›. (اشعياء ٢:٨، عج) ففي تاريخ ابكر، خلال حكم الملك داود، تجلّى تفوُّق يهوه على آلهة ارام عندما صار الاراميون عبيدا لداود. (١ أخبار الايام ١٨:٥، ٦) فيهوه وحده، «اله الآلهة ورب الارباب الاله العظيم الجبار المهيب»، قادر على توفير الامن الحقيقي. (تثنية ١٠:١٧) لكنَّ آحاز رفض يهوه وتطلّع الى آلهة الامم طلبا للامان. وكانت النتيجة كارثة ليهوذا. — ٢ أخبار الايام ٢٨:٢٤، ٢٥.
اليهود مع ارميا في مصر
١٥ بأية طريقة اخطأ اليهود في مصر في ايام ارميا؟
١٥ بسبب إخلال الشعب الفادح بولائه ليهوه، سمح للبابليين بأن يدمروا اورشليم وهيكلها سنة ٦٠٧ قم. فسُبيت الامة بمعظمها الى بابل. لكنَّ البعض تُركوا هناك، وكان النبي ارميا بين هؤلاء. وعندما اغتيل الوالي جدليا، هربت هذه المجموعة الى مصر وأخذوا ارميا معهم. (٢ ملوك ٢٥:٢٢-٢٦؛ ارميا ٤٣:٥-٧) وبدأوا هناك يذبحون لآلهة باطلة. فاحتجَّ ارميا على تصرُّف اليهود غير الامناء، لكنهم كانوا معاندين. ورفضوا الالتفات الى يهوه وأصرُّوا على مواصلة التبخير «لملكة السموات». ولماذا؟ لأن هذا ما كانوا يفعلونه هم وآباؤهم ‹في ارض يهوذا وفي شوارع اورشليم، حين كانوا بخير يشبعون خبزا ولا يرون شرًّا›. (ارميا ٤٤:١٦، ١٧) وزعم اليهود ايضا: «من حين كففنا عن التبخير لملكة السموات وسكب سكائب لها احتجنا الى كلٍّ وفنينا بالسيف والجوع». — ارميا ٤٤:١٨.
١٦ لماذا كان اليهود في مصر مخطئين تماما في تفكيرهم؟
١٦ عجيب امر الذاكرة كيف تنتقي اشياء وتغفل عن اخرى! فماذا كانت الوقائع تقول؟ لقد قدَّم اليهود فعلا ذبائح للآلهة الباطلة في الارض التي اعطاها يهوه لهم. وأحيانا، كما في ايام آحاز، تألموا بسبب هذا الارتداد. لكنَّ يهوه كان «بطيء الغضب» مع شعب عهده. (خروج ٣٤:٦؛ مزمور ٨٦:١٥، عج) فكان يرسل انبياءه ليحثوهم على التوبة. وفي بعض الاحيان، حين يُعرب الملك عن الامانة، كان يهوه يباركه والشعب يستفيد من هذه البركة، مع ان معظمهم لم يكن امينا. (٢ أخبار الايام ٢٠:٢٩-٣٣؛ ٢٧:١-٦) فكم كان اولئك اليهود في مصر مخطئين عندما ادَّعوا ان ايّ ازدهار تمتعوا به في موطنهم آتٍ من آلهتهم الباطلة!
١٧ لماذا خسرت يهوذا ارضها وهيكلها؟
١٧ قبل سنة ٦٠٧ قم، حثَّ يهوه شعب يهوذا قائلا: «اسمعوا صوتي فأكون لكم الها وأنتم تكونون لي شعبا وسيروا في كل الطريق الذي اوصيكم به ليُحسَن اليكم». (ارميا ٧:٢٣) لكنَّ اليهود خسروا هيكلهم وأرضهم لأنهم رفضوا السير ‹في كل الطريق الذي اوصاهم به يهوه›. فلنحرص على تجنب هذا الخطإ المميت.
يهوه يبارك الذين يسلكون في طريقه
١٨ ماذا يجب ان يفعل السالكون في طريق يهوه؟
١٨ واليوم، كما في الماضي، يتطلب السلوك في طريق يهوه الولاء — التصميم على خدمته هو وحده. ويتطلب الثقة — الايمان الكامل بأن وعود يهوه يُعتمد عليها وستتحقَّق. ويتطلب السلوك في طريق يهوه الطاعة — اتِّباع شرائعه دون زيغان وحفظ مقاييسه السامية. ‹فيهوه بار؛ وهو يحب الاعمال البارة›. — مزمور ١١:٧، عج.
١٩ اية آلهة يعبدها كثيرون اليوم، وبأية نتائج؟
١٩ تطلّع آحاز الى آلهة ارام من اجل الامان. وأمل الاسرائيليون في مصر ان تجلب لهم «ملكة السموات»، إلاهة كانت تُعبد على نطاق واسع قديما في الشرق الاوسط، الازدهار المادي. أما اليوم، فالكثير من الآلهة ليس اصناما حرفية. وقد حذَّر يسوع من خدمة «المال» لا يهوه. (متى ٦:٢٤) وتحدَّث الرسول بولس عن «الطمع، الذي هو صنمية». (كولوسي ٣:٥) وتكلم ايضا عن الذين «الههم بطنهم». (فيلبي ٣:١٩) نعم، فالمال والاشياء المادية هي بين الآلهة الرئيسية التي تُعبد اليوم. وفي الواقع، معظم الناس — بمَن فيهم كثيرون ممَّن لديهم انتماءات دينية — ‹يلقون رجاءهم على الغنى غير الثابت›. (١ تيموثاوس ٦:١٧) وكثيرون يكدّون ويتعبون في عملهم في خدمة هذه الآلهة، وبعضهم يحصدون المكافآت، اذ يعيشون في افضل البيوت ويقتنون اغلى الاشياء ويأكلون افخر الوجبات. ولكن لا يتمتع الجميع بهذه البحبوحة. حتى الذين يتمتعون بها يجدون في النهاية ان هذه الامور لا تجلب الاكتفاء. فهي غير ثابتة، وقتية، ولا تُشبع الحاجات الروحية. — متى ٥:٣.
٢٠ ايّ موقف متَّزن يجب ان نحافظ عليه؟
٢٠ صحيح انه لا بد من امتلاك الحكمة العملية ما دمنا نعيش في الايام الاخيرة لنظام الاشياء هذا. فيجب ان نتخذ خطوات منطقية لنعيل عائلاتنا ماديا. ولكن اذا اعطينا مستوى المعيشة العالي او السعي وراء المال، او اية امور مماثلة اخرى، اهمية اكبر من خدمة اللّٰه، نكون قد سقطنا في فخ نوع من الصنمية وابتعدنا عن السلوك في طريق يهوه. (١ تيموثاوس ٦:٩، ١٠) ولكن ماذا لو واجهتنا مشاكل صحية او مالية او ما شابه؟ لا نكن كاليهود في مصر الذين اعتبروا خدمة اللّٰه سبب مشاكلهم، بل لنمتحن يهوه، الامر الذي لم يفعله آحاز. التفتوا بولاء الى يهوه اللّٰه طلبا للارشاد. طبِّقوا ارشاده بثقة، وصلّوا لامتلاك القوة والحكمة عند معالجة كل وضع. وعندئذ انتظروا بثقة بركة يهوه.
٢١ اية بركات تحلّ على الذين يسلكون في طريق يهوه؟
٢١ في كل تاريخ امة اسرائيل، بارك يهوه بسخاء مَن سلكوا في طريقه. رنَّم الملك داود: «يا رب اهدني الى برِّك بسبب اعدائي». (مزمور ٥:٨) فقد جعله يهوه ينتصر عسكريا على الامم المجاورة التي ضايقت آحاز لاحقا. وفي ظل حكم سليمان، بوركت اسرائيل بسلام وازدهار تاق اليهما اليهود في مصر بعد سنين. حتى ان يهوه جعل حزقيا بن آحاز يحقق الانتصار على اشور القوية. (اشعياء ٥٩:١) نعم، لم تقصر يد يهوه نحو اوليائه الذين لم يقفوا «في طريق الخطاة» بل سرُّوا بشريعة اللّٰه. (مزمور ١:١، ٢) وهذه الحقيقة لم تتغيَّر. ولكن كيف نتأكد اليوم اننا نسلك في طريق يهوه؟ هذا ما ستناقشه المقالة التالية.
-
-
داوموا على السلوك في طريق يهوهبرج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
داوموا على السلوك في طريق يهوه
«انتظر الرب واحفظ طريقه فيرفعك لترث الارض». — مزمور ٣٧:٣٤.
١، ٢ ماذا شمل السلوك في طريق يهوه بالنسبة الى الملك داود، وماذا يتطلبه ذلك منا اليوم؟
«عرِّفني الطريق التي اسلك فيها لأني اليك رفعت نفسي». (مزمور ١٤٣:٨) واليوم يردِّد المسيحيون من كل قلبهم كلمات الملك داود هذه. فهم يريدون بإخلاص ان يرضوا يهوه ويسلكوا في طريقه. وماذا يشمل ذلك؟ بالنسبة الى داود، عنى ذلك حفظ شريعة اللّٰه. وشمل الثقة بيهوه لا بالتحالفات مع الامم. وعنى خدمة يهوه بولاء لا خدمة آلهة الشعوب المجاورة. أما بالنسبة الى المسيحيين، فيشمل السلوك في طريق يهوه امورا اخرى ايضا.
٢ احدها هو ان السلوك في طريق يهوه اليوم يعني ممارسة الايمان بذبيحة يسوع المسيح الفدائية، مع الاعتراف بأنه هو «الطريق والحق والحياة». (يوحنا ٣:١٦؛ ١٤:٦؛ عبرانيين ٥:٩) ويعني ايضا تتميم «شريعة المسيح» التي تشمل اظهار المحبة واحدنا للآخر، وخصوصا لإخوة يسوع الممسوحين. (غلاطية ٦:٢؛ متى ٢٥:٣٤-٤٠) والذين يسلكون في طريق يهوه يحبون مبادئه ووصاياه. (مزمور ١١٩:٩٧؛ امثال ٤:٥، ٦) ويعزُّون الامتياز الثمين الذي لديهم: الاشتراك في الخدمة المسيحية. (كولوسي ٤:١٧؛ ٢ تيموثاوس ٤:٥) ويواظبون على الصلاة طوال حياتهم. (روما ١٢:١٢) و ‹يبقون منتبهين بدقة كيف يسيرون، لا كجهلاء بل كحكماء›. (افسس ٥:١٥) ولا يضحّون طبعا بالغنى الروحي من اجل التمتع بفوائد مادية وقتية او بملذَّات جسدية محرَّمة. (متى ٦:١٩، ٢٠؛ ١ يوحنا ٢:١٥-١٧) وبالاضافة الى ذلك، من الضروري الاعراب عن الولاء ليهوه والثقة به. (٢ كورنثوس ١:٩؛ ١٠:٥؛ افسس ٤:٢٤) ولماذا؟ لأن حالتنا تشبه كثيرا حالة اسرائيل القديمة.
الحاجة الى الثقة والولاء
٣ لماذا يساعدنا الولاء والايمان والثقة على البقاء سالكين في طريق يهوه؟
٣ كانت اسرائيل امة صغيرة تجاورها امم معادية تمارس شعائر فاسقة عند عبادة الآلهة الصنمية. (١ أخبار الايام ١٦:٢٦) لكنَّ اسرائيل كانت وحدها تخدم يهوه، الاله الحقيقي الوحيد وغير المنظور الذي تطلَّب منهم ان يحافظوا على مقاييس ادبية سامية. (تثنية ٦:٤) وبشكل مماثل اليوم، تعبد يهوه ملايين قليلة من البشر. وهم يعيشون في عالم يناهز عدد سكانه ستة بلايين نسمة وله مقاييس ومواقف دينية مختلفة كثيرا عن مقاييسهم ومواقفهم. وإذا كنا بين هؤلاء الملايين القلائل، يجب ان نحترز من التأثر بطريقة خاطئة. وكيف نحترز؟ يساعدنا على ذلك الولاء ليهوه اللّٰه، الايمان به، والثقة المتينة بأنه سيتمِّم وعوده. (عبرانيين ١١:٦) وسيمنعنا ذلك من الوثوق بأمور يرجوها العالم. — امثال ٢٠:٢٢؛ ١ تيموثاوس ٦:١٧.
٤ لماذا الامم «في ظلام عقلي»؟
٤ اظهر الرسول بولس كيف يجب ان يكون المسيحيون مختلفين عن العالم عندما كتب: «اقول هذا اذًا وأشهد في الرب: ألا تستمروا بعد في السير كما يسير الامم ايضا في بُطل اذهانهم، وهم في ظلام عقلي، ومُبعَدون عن حياة اللّٰه، بسبب الجهل الذي فيهم، بسبب تصلب قلوبهم». (افسس ٤:١٧، ١٨) فيسوع هو «النور الحق». (يوحنا ١:٩) وكل الذين يرفضونه او يدَّعون انهم يؤمنون به ولكنهم لا يطيعون «شريعة المسيح» هم «في ظلام عقلي». وبدلا من السلوك في طريق يهوه، ‹يُبعَدون عن حياة اللّٰه›. ومهما ظنوا انهم حكماء من جهة العالم، فعندهم «جهل» للمعرفة الوحيدة التي تؤدي الى الحياة، معرفة يهوه اللّٰه ويسوع المسيح. — يوحنا ١٧:٣؛ ١ كورنثوس ٣:١٩.
٥ مع ان نور الحق يضيء في العالم، لماذا لا تتجاوب قلوب كثيرين؟
٥ ومع ذلك، يضيء نور الحق في العالم. (مزمور ٤٣:٣؛ فيلبي ٢:١٥) و «الحكمة تنادي في الخارج». (امثال ١:٢٠) ففي السنة الماضية صرف شهود يهوه اكثر من بليون ساعة في إخبار جيرانهم عن يهوه اللّٰه ويسوع المسيح. ومئات الآلاف تجاوبوا. ولكن هل ينبغي ان يفاجئنا عدم تجاوب الكثيرين؟ كلا. فقد تحدَّث بولس عن «تصلب قلوبهم». فالبعض لا تتجاوب قلوبهم بسبب الانانية او محبة المال. وآخرون متأثرون بالدين الباطل او الموقف العلماني السائد كثيرا اليوم. وجعلت تجارب الحياة القاسية كثيرين يبتعدون عن اللّٰه. ويرفض آخرون العيش وفق مقاييس يهوه الادبية السامية. (يوحنا ٣:٢٠) ولكن هل يمكن ان يصير قلب السالك في طريق يهوه متصلبا في مجالات كهذه؟
٦، ٧ مع ان الاسرائيليين كانوا يعبدون يهوه اللّٰه، في اية مناسبتَين سقطوا، ولماذا؟
٦ هذا ما حدث لإسرائيل القديمة، كما اظهر بولس. فقد كتب: «هذه الامور صارت لنا امثلة، حتى لا نكون مشتهين الامور المؤذية، كما اشتهاها اولئك. فلا تصيروا عبدة اصنام، كما صار بعض منهم، كما هو مكتوب: ‹جلس الشعب للاكل والشرب، وقاموا للهو›. ولا نمارس العهارة، كما عهر بعض منهم، فسقط ثلاثة وعشرون الفا في يوم واحد». — ١ كورنثوس ١٠:٦-٨.
٧ يشير بولس اولا الى المناسبة التي فيها عبد الاسرائيليون عجلا ذهبيا عند سفح جبل سيناء. (خروج ٣٢:٥، ٦) وكان ذلك انتهاكا مباشرا للوصية الالهية التي وافقوا قبل اسابيع قليلة فقط على اطاعتها. (خروج ٢٠:٤-٦؛ ٢٤:٣) ثم يشير بولس الى الوقت الذي فيه سجد الاسرائيليون لبعل مع بنات موآب. (عدد ٢٥:١-٩) كانت عبادة العجل تتميَّز بانغماس فاحش في الملذَّات، ‹قيام للَّهو›.a وكانت عبادة بعل يرافقها فساد ادبي جنسي فاضح. (كشف ٢:١٤) ولماذا ارتكب الاسرائيليون هذه الخطايا؟ لأنهم سمحوا لقلوبهم بأن ‹تشتهي امورا مؤذية› — سواء كانت الصنمية او الممارسات الفاسقة التي ترافقها.
٨ ماذا نتعلم من اختبارَي الاسرائيليين؟
٨ ذكر بولس انه ينبغي ان نتعلم من هاتين الحادثتَين. نتعلم ماذا؟ لا يمكن ان نتخيَّل مسيحيا يسجد لعجل ذهبي او لإله موآبي قديم. ولكن ماذا عن الفساد الادبي او الانغماس غير المكبوح في الملذَّات؟ هذان الامران شائعان اليوم، وإذا سمحنا لاشتهائهما بأن ينمو في قلوبنا، فسيقفان بيننا وبين يهوه. وستكون النتيجة مماثلة لارتكابنا الصنمية: الابتعاد عن اللّٰه. (قارنوا كولوسي ٣:٥؛ فيلبي ٣:١٩.) لذلك يختتم بولس مناقشته لهاتين الحادثتَين بمناشدة الرفقاء المؤمنين: «اهربوا من الصنمية». — ١ كورنثوس ١٠:١٤.
مساعدة على السلوك في طريق اللّٰه
٩ (أ) اية مساعدة نتلقاها لنبقى سالكين في طريق يهوه؟ (ب) ما هي احدى الطرائق التي نسمع بها ‹كلمة خلفنا›؟
٩ اذا كنا مصمِّمين على مواصلة السلوك في طريق يهوه، فلسنا متروكين بلا مساعدة. تنبأ اشعياء قائلا: «أذناك تسمعان كلمة خلفك قائلة هذه هي الطريق اسلكوا فيها حينما تميلون الى اليمين وحينما تميلون الى اليسار». (اشعياء ٣٠:٢١) فكيف تسمع ‹أذنانا› هذه ‹الكلمة خلفنا›؟ لا احد اليوم يسمع صوتا حرفيا او يتلقى رسالة شخصية من اللّٰه. و ‹الكلمة› التي تُسمع تصل الينا جميعا بالطرائق نفسها. الطريقة الاولى والابرز هي بواسطة الاسفار الملهمة، الكتاب المقدس، التي تحتوي على افكار اللّٰه وعلى سجل تعاملاته مع البشر. وبما اننا نتعرَّض كل يوم لأفكار تأتي من مصادر ‹مُبعَدة عن حياة اللّٰه›، يلزمنا ان نحافظ على صحتنا الروحية بقراءة الكتاب المقدس والتأمل فيه بانتظام. وسيساعد ذلك كل واحد منا ان يتجنب «الاباطيل» ويكون «ذا كفاءة تامة، مجهَّزا كاملا لكل عمل صالح». (اعمال ١٤:١٤، ١٥؛ ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧) وسيقوِّينا ويشدِّدنا ويساعدنا ذلك على ‹إصلاح طريقنا›. (يشوع ١:٧، ٨) لذلك تحثُّنا كلمة يهوه قائلة: «الآن ايها البنون اسمعوا لي. فطوبى للذين يحفظون طرقي. اسمعوا التعليم وكونوا حكماء ولا ترفضوه». — امثال ٨:٣٢، ٣٣.
١٠ ما هي الطريقة الثانية التي نسمع بها ‹كلمة خلفنا›؟
١٠ و ‹الكلمة خلفنا› تأتي ايضا بواسطة «العبد الامين الفطين» الذي يزوِّد ‹الطعام في حينه›. (متى ٢٤:٤٥-٤٧) وإحدى الطرائق التي بها يُزوَّد هذا الطعام هي من خلال المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس، وقد كان هذا الطعام وافرا في السنوات الاخيرة. مثلا، من خلال مجلة برج المراقبة، تحسَّن فهمنا للنبوة. وفي هذه المجلة نلنا التشجيع على المواظبة على عمل الكرازة والتلمذة رغم اللامبالاة المتزايدة، ونلنا المساعدة على تجنُّب الاشراك، وجرى حثُّنا على تنمية الصفات المسيحية الجيدة. فكم نعزُّ هذا الطعام المعطى في حينه!
١١ اوضحوا الطريقة الثالثة التي بها نسمع ‹كلمة خلفنا›.
١١ يزوِّد العبد الامين الفطين الطعام ايضا من خلال اجتماعاتنا المنتظمة. وهي تشمل اجتماعات الجماعات المحلية، الاجتماعات التي تُعقد مرتين في السنة على مستوى الدائرة، والمحافل الكورية السنوية الاكبر. وأيّ مسيحي امين لا يقدِّر هذه التجمُّعات؟! فهي خير مساعد وداعم لنا عند السلوك في طريق يهوه. وبما ان كثيرين يضطرون الى قضاء وقت طويل في العمل او في المدرسة برفقة اشخاص لا يشاركونهم في ايمانهم، فإن المعاشرة المسيحية المنتظمة تنقذ الحياة فعليا. وتمنحنا الاجتماعات فرصة جيدة ‹لنحرِّض بعضنا بعضا على المحبة والاعمال الحسنة›. (عبرانيين ١٠:٢٤) ونحن نحب اخوتنا، ونحب ان نعاشرهم. — مزمور ١٣٣:١.
١٢ على ماذا شهود يهوه مصمِّمون، وكيف عبَّروا عن ذلك مؤخرا؟
١٢ يتقوَّى نحو ستة ملايين شخص بهذا الطعام الروحي، وهم يسلكون اليوم في طريق يهوه. وملايين آخرون يدرسون الكتاب المقدس ليتعلموا كيف يسلكون هم ايضا. وهل يتثبَّطون ويضعفون لأن عددهم قليل بالمقارنة مع عدد سكان الارض الذي يبلغ البلايين؟ كلا! فهم مصمِّمون على مواصلة الاصغاء الى ‹الكلمة خلفهم›، فاعلين مشيئة يهوه بولاء. وكبرهان علني على هذا التصميم، تبنَّى المندوبون في محافل «طريق اللّٰه للحياة» الكورية والاممية لعام ١٩٩٨/١٩٩٩ قرارا يعبِّر عن موقفهم القلبي. وإليكم نص هذا القرار.
القرار
١٣، ١٤ اية نظرة واقعية الى حالة العالم يملكها شهود يهوه؟
١٣ «نحن، شهود يهوه المجتمعين في محفل ‹طريق اللّٰه للحياة›، نوافق من كل القلب على ان طريق اللّٰه هو افضل طريق للحياة. لكننا ندرك ان غالبية الجنس البشري اليوم يشعرون بخلاف ذلك. فالمجتمع البشري جرَّب مفاهيم، فلسفات، وأفكارا دينية عديدة حول ما يشكّل افضل طريق للحياة. ان نظرة صادقة الى التاريخ البشري وأحوال العالم اليوم تؤكد صحة الاعلان الالهي المسجَّل في ارميا ١٠:٢٣: ‹ليس لإنسان يمشي ان يهدي خطواته›.
١٤ «نرى كل يوم دليلا اوضح يؤكد صدق هذه الكلمات. ففي معظم الحالات، يتجاهل المجتمع البشري طريق اللّٰه للحياة. ويتبع الناس ما يبدو انه حق في نظرهم، مما آل الى نتائج مأساوية — تحطُّم الحياة العائلية، مما يترك الاولاد دون ارشاد؛ السعي كاملا الى المادية، مما يؤدي الى الفراغ والتثبُّط؛ الجريمة والعنف اللذين لا مبرِّر لهما، واللذين يحصدان ضحايا لا تحصى؛ النزاع والحرب العرقيين، اللذين يأخذان ضريبة كبيرة في الارواح؛ الفساد الادبي المنتشر، الذي يزيد من سوء جائحة الامراض المنتقلة جنسيا. وذلك ليس الا القليل من الكثير من المشاكل المعقدة التي تتعارض مع السعي وراء السعادة، السلام، والامن.
١٥، ١٦ على ماذا صُمِّم، كما جاء في القرار، بشأن طريق اللّٰه للحياة؟
١٥ «ونظرا الى ورطة الجنس البشري المحزنة واقتراب ‹حرب اليوم العظيم، يوم اللّٰه القادر على كل شيء› المدعوة هرمجدون، (كشف ١٦:١٤، ١٦) نقرِّر نحن شهود يهوه ما يلي:
١٦ «اولا: نعتبر انفسنا ملكا ليهوه اللّٰه، اذ قد نذرنا انفسنا له فرديا دون قيد او شرط، وسنحافظ على ايمان لا يتزعزع بتدبير يهوه للفدية بواسطة ابنه يسوع المسيح. ونحن مصمِّمون على السلوك في طريق اللّٰه للحياة، خادمين كشهود له وخاضعين لسلطانه الممثَّل بحكم يسوع المسيح.
١٧، ١٨ ايّ موقف سيحافظ شهود يهوه عليه في ما يتعلق بالمقاييس الادبية والاخوّة المسيحية؟
١٧ «ثانيا: سنستمر في الالتصاق بمقاييس الكتاب المقدس الادبية والروحية السامية. ونحن مصمِّمون ألّا نسير كما يسير الامم في بُطل اذهانهم. (افسس ٤:١٧-١٩) وقرارُنا هو ان نبقى طاهرين امام يهوه وبلا وصمة من العالم. — يعقوب ١:٢٧.
١٨ «ثالثا: سنتمسك بموقفنا المؤسس على الاسفار المقدسة كمعشر اخوة مسيحي عالمي. وسنحافظ على الحياد المسيحي بين الامم، غير سامحين لأنفسنا بالوقوع في شرك البغض او الانقسام العنصري، القومي، او العرقي.
١٩، ٢٠ (أ) ماذا سيفعل الوالدون المسيحيون؟ (ب) كيف سيستمر جميع المسيحيين الحقيقيين في تحديد هويتهم كتلاميذ للمسيح؟
١٩ «رابعا: سنغرس نحن الوالدين طريق اللّٰه في اولادنا. وسنكون مثالا في العيش المسيحي، الذي يشمل قراءة الكتاب المقدس قانونيا، الدرس العائلي، والاشتراك من كل النفس في نشاطات الجماعة المسيحية وفي خدمة الحقل.
٢٠ «خامسا: سنجاهد كلنا لننمي الصفات الالهية التي يظهرها خالقنا، وسنحاول ان نقتدي بشخصيته وطرقه، كما فعل يسوع. (افسس ٥:١) اننا مصمِّمون ان نعمل كل شيء بمحبة، محدِّدين بالتالي هويتنا كتلاميذ للمسيح. — يوحنا ١٣:٣٥.
٢١-٢٣ ماذا سيستمر شهود يهوه في فعله، وبمَ هم مقتنعون؟
٢١ «سادسا: سنستمر دون انقطاع في الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه، التلمذة، وتعليم الناس طريق اللّٰه للحياة وسنشجعهم على نيل تدريب اضافي في اجتماعات الجماعة. — متى ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩، ٢٠؛ عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.
٢٢ «سابعا: كأفراد وكهيئة دينية، سنستمر في وضع مشيئة اللّٰه اولا في حياتنا. وباستخدام كلمته، الكتاب المقدس، كمرشد لنا، لن نحيد يمينا او يسارا، مؤكدين بالتالي ان طريق اللّٰه هو اسمى بكثير من طرق العالم. ونحن مصمِّمون على اتِّباع طريق اللّٰه للحياة — بثبات وولاء، الآن وإلى الابد!
٢٣ «اننا نتخذ هذا القرار لأننا نضع ملء ثقتنا بوعد يهوه الحبي ان الذي يصنع مشيئة اللّٰه يبقى الى الابد. ونتَّخذ هذا القرار لأننا مقتنعون ان العيش وفق مبادئ الاسفار المقدسة، مشورتها، وتحذيرها يؤدي الى طريق الحياة الافضل اليوم ويضع اساسا حسنا للمستقبل، بحيث يمكننا ان نمسك بإحكام بالحياة الحقيقية. (١ تيموثاوس ٦:١٩؛ ٢ تيموثاوس ٤:٧ب، ٨) وقبل كل شيء، نتخذ هذا القرار لأننا نحب يهوه اللّٰه من كل قلبنا، نفسنا، فكرنا، وقدرتنا.
٢٤، ٢٥ ماذا كان التجاوب مع القرار المقترَح، وعلى ماذا يصمِّم السالكون في طريق يهوه؟
٢٤ «انتم يا جميع الحاضرين في هذا المحفل الذين تؤيدون تبني هذا القرار، من فضلكم قولوا نعم!»
٢٥ مئات الملاعب حول العالم ارتجَّت عندما اجاب جميع الحاضرين بـ «نعم» مدوِّية! فشهود يهوه سيستمرون بالتأكيد في السلوك في طريق يهوه. ولهم ملء الثقة بيهوه، وهم يؤمنون بأنه سيتمِّم وعوده. ويحافظون على ولائهم له مهما حدث. وهم مصمِّمون على فعل مشيئته.
«اللّٰه معنا»
٢٦ اية حالة سعيدة ينعم بها السالكون في طريق يهوه؟
٢٦ يتذكر شهود يهوه مناشدة صاحب المزمور: «انتظر الرب واحفظ طريقه فيرفعك لترث الارض». (مزمور ٣٧:٣٤) ولا ينسون كلمات بولس المشجعة: «إن كان اللّٰه معنا، فمَن يكون علينا؟ الذي لم يمسك عنا ابنه، بل سلَّمه عنا جميعا، لِمَ لا ينعم علينا ايضا معه بسائر الاشياء؟». (روما ٨:٣١، ٣٢) نعم، اذا داومنا على السلوك في طريق يهوه، فسيزوِّدنا «كل شيء بغنى لمتعتنا». (١ تيموثاوس ٦:١٧) وأيّ مكان افضل من المكان الذي نحن فيه الآن — سالكين في طريق يهوه مع اخوتنا وأخواتنا الاعزاء؟! وما دام يهوه الى جانبنا، فلنصمِّم على البقاء هنا والاحتمال الى النهاية، ولنا ملء الثقة اننا سنراه في وقته المعيَّن يتمِّم وعوده الى الآخِر. — تيطس ١:٢.
-