-
فرصة الحداثة الاعظمبرج المراقبة ١٩٨٦ | ١ ايار (مايو)
-
-
فرصة الحداثة الاعظم
«أما التعبد التقوي فنافع لكل شيء، اذ يقدم الوعد بالحياة الآن وتلك التي ستأتي. امينة ومستحقة كل قبول هي هذه الكلمة.» — ١ تيموثاوس ٤:٨، ٩ عج.
١، ٢ (أ) ماذا يعتبره كثيرون من الاحداث فرصا مهمة، وأية اسئلة تجري اثارتها؟ (ب) لماذا توجد ضغوط خاصة على احداث اليوم؟
ما هي الفرصة الاعظم التي تقدمها لك الحياة؟ كشفت الاستطلاعات الحديثة لقطاعات متنوعة من الاحداث ان الغالبية تعتبر «الحصول على عمل اتمتع به» و «ان اكون كثير الثراء ماليا» من اهدافهم الاكثر اهمية. ان اعدادا متزايدة من الاحداث ميّالة الى المهن، وفي بعض الاماكن يدخلون الى الجامعات بأعداد قياسية سعيا وراء وظائف جيدة الاجور. فالكثيرون يتطلعون الى فرص مادية كهذه ليجدوا الامن والقوة والانجاز في الحياة. فاذا كنت حدثا، هل تشعر هكذا؟ وكيف تنظرون حقا، انتم الراشدين، وخاصة الآباء، الى فرص كهذه؟ هل هي مفتاح «الحياة الجيدة»؟
٢ واذا ما احتاج الاحداث في وقت ما الى القوة والانجاز فانه الآن في اثناء «الايام الاخيرة» هذه حيث الازمنة «صعبة.» (٢ تيموثاوس ٣:١-٥) وقد ترعرعت زمرة احداث اليوم تحت وطأة ضغوط لم يكن ممكنا تصورها منذ جيل. فالتغييرات السريعة في المجتمع، كالانحطاط في الحياة العائلية والآداب، سببت اضطرابا عاطفيا كبيرا.
الحاجة الى القوة والانجاز
٣، ٤ اي دليل يظهر ان احداثا كثيرين تنقصهم القوة الداخلية، ولماذا لا تزود الفوائد المادية مثل هذه القوة؟
٣ يجد عدد اكبر فأكبر من الاحداث انه تنقصهم القوة الداخلية ليتغلبوا على ضغوط الحياة. (قارن افسس ٣:١٦.) ويستنتج تقرير حديث «للمؤسسة القومية للصحة العقلية» ان واحدا من كل خمسة احداث مصاب بالكآبة بشكل خطير.a ومن ١٩٦١ الى ١٩٧٥ زاد معدل انتحار الاحداث في الولايات المتحدة اكثر من الضعف! ففي هذا البلد الواحد يموت تقريبا ٠٠٠,٨ حدث سنويا بأياديهم، ومع ذلك يبلغ عدد الذين يحاولون الانتحار ٥٠ مرة اكثر. وتدعو بعض المراجع المسألة وباء. وتظهر التقارير ايضا ان عددا مذهلا من الاحداث يجري قبولهم في المستشفيات العقلية.b
٤ طبعا لا يعيش كل الاحداث في ظروف تقدم الفرص المادية. ولكن عندما تأخذون بعين الاعتبار ان التقارير المذكورة آنفا تشمل بلدا رئيسيا حيث تكثر الفرص المادية يتضح ان مثل هذا الامر وحده لا يساعد الاحداث لكي ينزعوا الغم من قلبهم والشر من لحمهم. (جامعة ١١:٩، ١٠) فالفوائد المادية تزود القليل من القوة لشخص ابتُلي قلبه بالشكوك الذاتية المثبطة وعدم الامن او الشعور بالذنب. ويبدي الكتاب المقدس الملاحظة: «ان ارتخيت في يوم الضيق ضاقت قوتك.» — امثال ٢٤:١٠.
٥، ٦ هل يجلب ربح الامور المادية «الحياة الجيدة» في المستقبل؟ اوضح.
٥ ولكن هل يجلب التمسك بالامور المادية في النهاية الاكتفاء، «الحياة الجيدة»؟ اعترف الملك الثري سليمان: «ثم التفتُّ انا الى كل اعمالي التي عملتها يداي وإلى التعب الذي تعبته في عمله فإذا الكل باطل وقبض الريح.» (جامعة ٢:٣-١١) وبالرغم من ان مكتسباته جلبت له بعض المتعة، فقد استمر يشعر بالفراغ، بالباطل.
٦ ينادي كثيرون اليوم بالثقافة العليا كأحد مفاتيح «الحياة الجيدة» المستقبلة. حتى ان حاكم ولاية سابقا في الولايات المتحدة دعا مثل هذا التعليم «ضرورة للقوة والانجاز والنجاة.» فهل هذا صحيح؟ حسنا، لقد قام ٨٤٦ متخرجا من جامعة معتبرة بتجميع «تقرير صف» حول ما آلت اليه احوالهم بعد عشرة اعوام من تخرجهم. لاحظ احد اعضاء الصف: «فيما تنتشر البهجة الجيّدة الى حد بعيد عبر التقرير يوجد وراء ذلك شعور بالتشاؤم والمرارة وحتى اليأس.» وبعد ٢٥ عاما كان احد المتخرجين قد انجز «بعض الاهداف المالية،» لكنه اعترف: «ان الاخفاقات في حياتي الشخصية الخاصة تفوق النجاحات عددا حتى ان كلتيهما برحمة لن تُذكرا.» فهل هذا هو افضل ما تقدمه الحياة؟
الفرصة العظمى
٧ اية مهن كان بامكان تيموثاوس التدرب عليها، ولكن بماذا اوصى بولس؟
٧ في رسالتيه الملهمتين الى التلميذ المسيحي تيموثاوس اشار الرسول بولس الى شيء افضل بكثير. فقد جرى تعيين هذا الحدث ليخدم في افسس، احد اكبر المراكز التجارية في الازمنة القديمة. فيا للمهن التي لا بد انه رآها! وهو نفسه كان بامكانه ان يجاهد ليصبح تاجرا مزدهرا او ان يطلب الشهرة، اما في مدرسة تيرانُّس، واما في المسرح المحلي. (١ تيموثاوس ١:٣؛ اعمال ١٩:١، ٩، ٢٩) وقد كان بامكان تيموثاوس دون شك التدرب على مهنة دنيوية مُربحة، لكنّ بولس كتب: «درّب نفسك بالتعبد التقوي كهدف لك. لانّ التدريب الجسدي نافع لقليل. وأما التعبد التقوي فنافع لكل شيء، اذ يقدم الوعد بالحياة الآن وتلك التي ستأتي.» نعم، ان التعبد التقوي «نافع لكل شيء.» ولم يكن ذلك مجرد تخمين، لان بولس اضاف: «امينة ومستحقة كل قبول هي هذه الكلمة.» فمن الاختبار الشخصي عرف بولس ما يفتح الطريق الافضل للحياة. — ١ تيموثاوس ٤:٧-٩، عج؛ ٢ كورنثوس ٦:١٠.
٨، ٩ (أ) ما هو التعبد التقوي؟ (ب) ما هي فرصتكم العظمى، ولماذا يلزم الجهد للاستفادة منها؟
٨ فما هو هذا التعبد التقوي؟ انه التعلق الشخصي باللّٰه النابع من قلب حرَّكه التقدير العميق لصفاته الجذابة. وفي حين ان «الخوف التقوي» (عبرانيين ١٢:٢٨، عج) يعني بشكل رئيسي الخوف التوقيري من فعل شيء لا يرضي اللّٰه فان «التعبد التقوي» هو تجاوب القلب الذي يدفعكم لتعيشوا بطريقة ترضي اللّٰه لانكم تحبونه.c ان صفة للقلب كهذه تقود الى «العلاقة الحميمة مع اللّٰه،» العلاقة الشخصية التي تشعرون فيها برضاه وعونه. (ايوب ٢٩:٤، عج) وفرصة نيل هذه الصداقة الشخصية مع اللّٰه اثمن من ايّ شيء آخر يمكن تقديمه لكم. — قارن ارميا ٩:٢٣، ٢٤.
٩ فهل امتلاك آباء اتقياء او الاعتماد كمسيحي يفضي آليا الى هذه العلاقة مع اللّٰه؟ كلا، لانه يجب تنمية اخلاص القلب مع الفضائل المسيحية الاخرى. (٢ بطرس ١:٥-٨) ويجب ان تصبح انسانا يُنهضه قلبه ليؤدي «افعال التعبد التقوي.» (قارن خروج ٣٦:٢؛ ٢ بطرس ٣:١١، عج؛ كولوسي ٣:٢٢.) وتيموثاوس، مع انه تربى منذ الطفولية في طريق الحق، فقد كان عليه ان يطور التعبد التقوي. واليوم ايضا فان الجهد الشديد ضروري، ولكنّ هذا التعبد التقوي سيتبرهن انه «وسيلة لربح عظيم.» (١ تيموثاوس ٦:٦، عج) كيف؟
طريقة سامية للحياة
١٠، ١١ كيف سما التعبد التقوي بحياة تيموثاوس؟
١٠ وفي افسس اتبع تيموثاوس التعبد التقوي وسط اناس كانوا سالكين «ببطل ذهنهم.» (افسس ٤:١٧) فما ملأ اذهانهم لم يكن ذا فائدة حقيقية بل كان باطلا. «يا لها من صورة!» يذكر عالم الكتاب المقدس ر. س. ه. لنسكي بشأن افسس ٤:١٧. «رجال بعقول مفكرة واعية، مخلوقات عاقلة، سائرون وسائرون بدون انقطاع عبر الحياة، متبعون اوامر ذهن يقودهم في كل خطوة وفي النهاية الى لا شيء، الى فشل ذريع مأساوي!»
١١ استطاع تيموثاوس ان يرى ان سيرة حياة الافسسيين كانت باطلة ومنحطة. فالكثيرون عبدوا الالاهة ارطاميس، لكنّ عبادتهم التعصبية كانت موجهة الى تمثال بلا حياة. وقد اشتملت على العربدة المتهورة والعهارة الطقسية. (اعمال ١٩:٢٣-٣٤) ومع ذلك كانت طريقة حياة تيموثاوس سامية فوق تلك التي للامم الذين كانوا متجنبين «عن حياة اللّٰه . . . (و) قد فقدوا الحس.» (افسس ٢:٦؛ ٤:١٨، ١٩) ان سيرته التقوية في عيش «حياة اللّٰه» كانت قد منحته اعظم صديق في الكون! والفرصة لتطوير هذه العلاقة مع الاله الحي بواسطة التعبد التقوي ثمينة للغاية حقا! فهل يمكنكم التمسك بها؟
١٢ ماذا قال حدث مسيحي عن «الربح العظيم» للتعبد التقوي؟ وكيف تشعرون بخصوص ذلك؟
١٢ كثيرون اليوم يعبدون الجنس، المتعة، الغنى والثقافة العليا بنفس القوة التي عبد بها الافسسيون القدامى ارطاميس. (متى ٦:٢٤؛ افسس ٥:٣-٥؛ فيلبي ٣:١٩) أما الذين يتبعون التعبد التقوي فيتمتعون بحياة ذات نوعية فائقة. يروي مسيحي عمره ٢٤ سنة: «انظر الى الاولاد الذين كنت اجول معهم قبل ما ابتدأت ادرس الكتاب المقدس. نصفهم في السجن. معظمهم يتعاطى المخدرات، والكثير من الفتيات لديهن اطفال غير شرعيين. حياتهم فوضى. حتى ان العديد منهم موتى. وأنا شاكر جدا اذ استطيع ان انظر الى حياتي واكون فخورا بما ارى.» وبحماسة يوافق على ذلك احداث مسيحيون آخرون!
١٣ لماذا اتّباع الوصية في ٢ تيموثاوس ٤:٥ يضيف معنى الى الحياة؟
١٣ والذين يعيشون بالتعبد التقوي لديهم كنز الخدمة. (٢ كورنثوس ٤:١، ٧؛ ٢ تيموثاوس ٤:٥) وهذا يمنح قصدا حقيقيا وتحديا. وبدلا من الاثارة الكاذبة لبعض القصص التلفزيونية او المسرحيات السينمائية الخيالية، يزور المسيحيون المنهمكون في الخدمة بيوت اناس حقيقيين ليساعدوهم. انهم يعالجون ايضا مشاكل حقيقية. فيا للفرح الذي لا يوصف اذ يرون الناس الذين عاشوا حياة غير ادبية او عنيفة او دون رجاء يتجاوبون مع ارشاد الكتاب المقدس وينبذون العادات الرديئة السابقة ويطورون احترام الذات ويخدمون يهوه. فما من مهنة اخرى لديها نفس المعنى او تنتج خيرا دائما كهذا!
الاكتفاء والضمير الطاهر
١٤، ١٥ كيف يؤدي الاكتفاء التقوي بالنسبة الى المال الى حياة افضل؟
١٤ «(حقا، انه وسيلة لربح عظيم هذا التعبد التقوي مع الاكتفاء الذاتي) . . . فان كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما. وأما الذين يريدون ان يكونوا اغنياء . . . طعنوا انفسهم بأوجاع كثيرة.» (١ تيموثاوس ٦:٦-١٠) وقد اظهر استطلاع قامت به مجلة «علم النفس اليوم» سنة ١٩٨١ أن الاحداث يفكرون في المال «اكثر بكثير» من اية فئة عمر اخرى. الا ان نصف الفئة المستجوبة التي كانت مهتمة جدا بالمال (ومن بينهم الاغنياء والفقراء) تشكّت من «الهم والقلق الدائمين.»
١٥ لقد نجح حدث في اليابان في الانتقال من العوز الى الغنى، لكنه بذلك اتلف صحته. وفي ما بعد، بمساعدة درس الكتاب المقدس، طور التعبد التقوي. وهو يستنتج: «عندما اعود بفكري الى حيث كان هدفي الرئيسي في الحياة ان اصير غنيا، لا توجد مقارنة بالنسبة الى مقدار صيرورتي اكثر سعادة منذ ما غيرت هدفي. حقا لا يوجد شيء يمكنه مساواة الاكتفاء والرضى اللذين يأتيان من استعمال الانسان حياته في خدمة الخالق العظيم.»d — امثال ١٠:٢٢؛ جامعة ٥:١٠-١٢.
١٦ ما هي النتيجة لاولئك الذين يفشلون في التمسك «بضمير صالح»؟
١٦ حث بولس تيموثاوس على التمسك «بضمير صالح.» كيف؟ احدى الطرائق كانت ان يعامل النساء «بكل طهارة.» (١ تيموثاوس ١:١٩؛ ٥:٢) الا ان الطهارة قد اختفت تقريبا من بين كثيرين من الاحداث اذ اصبحت ضمائرهم مكوية. (١ تيموثاوس ٤:٢) لكن الفساد الادبي لا يجلب السلام الداخلي والرضا. وقد بحثت احدى الدراسات في المواقف والسلوك الجنسي لعدة مئات من المراهقين. وبخصوص الذين كانوا الاكثر اختلاطا جنسيا ذكر التقرير: «انهم يؤمنون بأنهم يعملون بقليل من الهدف والاكتفاء الذاتي.» وما يقارب نصف هؤلاء شعروا: «بالطريقة التي احيا بها الآن سيتبدد معظم قدراتي.»
١٧ لماذا تساعدنا المحبة من ضمير صالح لننال افضل ما في الحياة؟
١٧ وفي حينه اذا اتبع زوجان زواجا مكرَّما فانهما سيستفيدان باظهار «المحبة من قلب طاهر وضمير صالح.» (١ تيموثاوس ١:٥) ففي سنة ١٩٨٤ أوردت «جريدة الزواج والعائلة» ان الدراسة عن ٣٠٩ زيجات حديثة اظهرت ان الجنس قبل الزواج كان مقترنا «برضا زوجي ادنى على نحو هام لكلا الزوجين.» ولكن يا للتباين مع اولئك الذين هم اطهار! «انه لشعور جميل ان ألتفت الى الوراء وأدرك انني طاهرة،» تذكر زوجة مسيحية شابة مضى الآن على زواجها السعيد سبع سنين. نعم، ان الضمير الطاهر مكافأة سخية للاحداث الذين يصبحون «قدوة . . . في الطهارة.» — ١ تيموثاوس ٤:١٢.
القوة الداخلية
١٨، ١٩ (أ) اية ضغوط كان على تيموثاوس ان يعالجها؟ (ب) كيف ساعده اللّٰه؟
١٨ لا شك ان تيموثاوس واجه العديد من الضغوط في افسس. فاغراءات المدينة المزدهرة والفاسدة ادبيا بتشديدها على اللهو والالعاب كانت قادرة على جلب ضغط خارجي. وحياء تيموثاوس الظاهر وكذلك «أسقامه الكثيرة» خلقت بالتأكيد ضغوطا داخله. (١ تيموثاوس ٥:٢٣) لكنّ بولس ذكّره: «ما اعطانا اللّٰه روح الخوف، بل روح القوة والمحبة والفطنة.» — ٢ تيموثاوس ١:٧، ترجمة عربية جديدة.
١٩ وفي الواقع، كم من نظرائكم يتوقون الى قوة كهذه! واحدى النساء الشابات تغلبت تماما على حياة العهارة وادمان المخدرات. «كان ذلك بعون يهوه فقط،» قالت. «توجد اوقات حين استعيد تلك المشاعر القديمة، ولكنني عند ذلك اباشر الصلاة — توّا. والمقدرة على التغلب على هذه المشاكل اكثر تشويقا من ايّ شيء انجزته في حياتي على الاطلاق!» لا شك في ذلك فان اللّٰه يستطيع ان يُمدكم بالقدرة وان يعطيكم القوة الداخلية لتكافحوا ايّ ضغط وتصنعوا القرارات الصائبة. — ٢ تيموثاوس ٤:١٧.
٢٠، ٢١ (أ) اذكر بعض فوائد التعبد التقوي. (ب) ماذا سيجري بحثه في المقالة التالية؟
٢٠ وهكذا يجلب لكم التعبد التقوي وفرة من الفوائد. وتتخذ سيرة حياتكم قصدا يسمو فوق اهداف اولئك الذين يبتغون مجرد الفرص المادية. (٢ تيموثاوس ٣:١٠) وكما عبّر حدث مسيحي تخلى عن منحة جامعية واصبح مبشرا كامل الوقت: «لديّ افضل مهنة يمكن ان يبتغيها انسان، ان اكون معلما للبشارة ومساعدا للآخرين ليتعلموا عن ابينا المحب! والفائدة الاضافية — شخصيتي المتحسنة — افضل من ايّ شيء يمكن ان يقدمه انسان. اضف الى ذلك جائزة العيش في فردوس الى الابد دون اية احزان. والآن سلوا نفسكم: اية حياة افضل يستطيع انسان ان يطلبها على الاطلاق؟»
٢١ وقد تقولون، كيف يمكنني تطوير التعبد التقوي؟ من اجل الجواب، اقرأوا المقالة التالية.
[الحواشي]
a تذكر المؤلفة كاثلين ماكوي في كتابها «التغلب على كآبة المراهقين»: «ينظر عدد من الخبراء بنمو وسلوك المراهقين الى كآبة كهذه بصفتها العامل الاكثر مساهمة في مشاكل الاحداث الخطيرة كالتغيب والمتاعب في المدرسة، واساءة استعمال المخدرات والكحول، والمجاهدة بممارسة الجنس، والحبل، والهرب من البيت والانتحار.»
b فيما انخفض في الولايات المتحدة عدد المقبولين من كل فئات الاعمال خلال فترة ١٣ سنة، فقد ازداد ١٩ في المئة بالنسبة الى فئة عمر ١٥-٢٤، وفئة ما دون الـ ١٥ سنة ازداد ١٥٨ في المئة!
c «الشعور العفوي للقلب (تجاه اللّٰه)،» هكذا يحدد «المعجم» لواضعه ادوارد روبنسون الكلمة اليونانية الاصلية «اوزيبيا.» ويضيف ج. أ. ه. تيتمان في كتابه «ملاحظات حول مترادفات العهد الجديد»: «(التعبد التقوي) يعبّر عن ذلك التوقير للّٰه الذي يعرب عن نفسه بالاعمال، . . . أما (الخوف التقوي) فيشير الى ذلك الميل، الذي يخاف ويتجنب القيام بأي شيء مناقض للصواب، . . . (التعبد التقوي) هو القوة المحركة للورع في الحياة.»
d اقرأوا قصة حياة شوزو ميما، «ايجاد شيء افضل من الغنى،» في «برج المراقبة» عدد ١ آذار ١٩٧٨، بالانكليزية.
-
-
تدرب بالتعبد التقوي كهدف لكبرج المراقبة ١٩٨٦ | ١ ايار (مايو)
-
-
تدرب بالتعبد التقوي كهدف لك
«درب نفسك بالتعبد التقوي كهدف لك.» — ١ تيموثاوس ٤:٧، عج.
١ لماذا فشلت عدّاءة ماهرة في الفوز؟
كانت افضل عداءة في الفريق في مسابقتها. وانتصاراتها السابقة كانت قد منحتها تقديرا وطنيا. وهكذا فقد كان متوقعا ان تفوز في لقاء الحلبة المميز هذا. ولكنها، لخيبة مدربها وزملائها ونفسها، خاضت اسوأ سباق في مهنتها. ولماذا؟ «لقد تراخيت في التمرن وتوقفت عن التدريب الشاق،» اقرّت المرأة الشابة، المنزعجة بعمق. «لقد حاول مدربي دفعي الى القيام بتدريبات اصعب وقد حذرني، لكنني لم اصغ.» ففشلها في التدرب بلياقة كلفها النصر الذي كانت تهدف اليه.
٢ بأية طريقة يجب على المسيحيين ان يتدربوا، ولماذا يلزم الجميع ان يريدوا معرفتها؟
٢ وكمسيحي، خاصة اذا كنت حدثا، لديك انت ايضا تدريب حيوي. «درب نفسك بالتعبد التقوي كهدف لك.» (١ تيموثاوس ٤:٧، عج) والكلمة اليونانية المنقولة الى «درب» (جيمنازو) وصفت التمارين الشاقة والمؤلمة في كثير من الاحيان التي كان الرياضيون ينجزونها في مبنى الالعاب الرياضية. ولذلك، بالنظر الى التعبد التقوي ومكافآته، اضاف الرسول بولس: «فاننا لهذه الغاية نعمل بكدّ ونجهد انفسنا.» (١ تيموثاوس ٤:١٠، عج) وهذه الصفة الاساسية ليست شيئا يأتي طبيعيا او ينتقل بالاحتكاك من الآباء الاتقياء. ولكن اية خطوات يجب عليكم اتخاذها؟ ان المسيحيين من كل الاعمار يلزمهم ان يريدوا معرفتها.
الاتصال الجيد باللّٰه
٣ (أ) لماذا الدرس الشخصي مهم جدا؟ (ب) اية صفات للّٰه تجذبكم اليه؟
٣ بما ان التعبد التقوي يشمل التقدير القلبي لصفات يهوه فأنتم تحتاجون الى معرفة ما هو عليه بالحقيقة. ويظهر يهوه ذلك في الكتاب المقدس. ولكن يجب عليكم ان تدرسوا باعتناء كلمته والمطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس، وهكذا تكونون متغذين «بكلام الايمان والتعليم الحسن.» (١ تيموثاوس ٤:٦) ودرس كهذا سيساعدكم على رؤية «جمال (يهوه).» — مزمور ٢٧:٤.
٤ اية اختبارات تظهر قيمة الدرس الشخصي، وأية اسئلة يجب ان تتأملوا فيها جديا؟
٤ يذكر مبشر كامل الوقت (فاتح) عمره ٢٢ سنة: «تشعر بأنك اكثر اقترابا الى يهوه كلما ازددت تعلما عنه. فعندما اقرأ النبوات وأرى كيفية اتمامها اقف في رهبة منه. والدرس الشخصي هو الذي ساعدني حقا.» وكتب حدث عمره ١٦ سنة، كان قد مر بحالة كآبة شديدة، عن احدى المقالات في سلسلة «الاحداث يسألون» التي تظهر قانونيا في مجلة «استيقظ!»: «عندما تخليت تماما عن كل رجاء نُشرت هذه المقالة. وقد اثارتني حتى انني لم استطع وضعها جانبا! لقد جعلتني اشعر بأنني اقرب جدا الى يهوه، وقد ادركت انه يتفهم ويهتم كثيرا. وأشعر الآن بأنني استطيع المكافحة.a» فهل تجعلونه هدفا ان تقرأوا كل عدد من مجلاتنا؟ ومع ان ذلك يتطلب الاجتهاد، هل تخصصون الوقت لتغذوا عقلكم وقلبكم بالدرس الشخصي للكتاب المقدس؟ وبالقيام ببحثكم الخاص تستطيعون ان تبرهنوا لذاتكم فعلا انكم تملكون الحق. وعندما تبلغ مثل هذه المعرفة القلب ستحرككم على الارجح لانها «التعليم الذي هو حسب (التعبد التقوي).» — ١ تيموثاوس ٦:٣؛ رومية ١٢:٢.
٥، ٦ اية انواع صلوات تقربكم اكثر الى اللّٰه؟ اوضحوا.
٥ والاتصال الجيد باللّٰه يشتمل ايضا على الصلوات القلبية والمحددة. وهذه تساعد نحو بناء صداقة شخصية مع يهوه. وعندما ترتكبون الاخطاء كونوا على استعداد للتوسل كما فعل داود: «لا تذكر خطايا صباي ولا معاصيَّ.» (مزمور ٢٥:٧، ١١) واعلموا انه سيسامحكم اذا كنتم تائبين. تعلموا التأني في الصلاة، ساكبين قلبكم. واحدى الحدثات، رغم ترعرعها في بيت تقي، سمحت لعائق النطق بأن يمنعها من الانهماك في الدين الحق. «ثم، في احدى الليالي،» اوضحت هذه الحدثة بعمر ٢٢ سنة، «تضرعت الى يهوه: ساعدني لكي ابتغي خدمتك، وليس لمجرد ان الشيوخ او اهلي يريدون ذلك مني.» وكم بدأت حياتها بالتغيّر! فبالرغم من تأتأتها، اصبحت منهمكة تماما في الخدمة. وبفرح تعلن: «اثق الآن بيهوه بقدر كامل اذ اعلم انه يخرج دائما منتصرا.» — مزمور ٦٢:٨.
٦ واحدى الحدثات المسيحيات صلَّت بالتحديد بشأن خططها للفتح. وعندما استجيبت صلواتها صرحت: «علمت ان يهوه حقيقي وأنه يهتم بنا! قبل هذا كنت اظن ان لديّ علاقة معه، أما الآن فهو اشبه بصديق — افضلهم لديّ.» لا يستجيب يهوه دائما بطريقة مثيرة، ولكنكم اذا كنتم جدّيين وعملتم بانسجام مع صلواتكم ستأتون الى تقدير قيادته الحبية. — مزمور ١٤٥:١٨.
تمسكوا بضمير صالح
٧ ما هو الضمير، ولماذا يجب عليكم التمسك بضمير صالح؟
٧ عندما حضّ بولس تيموثاوس على الاستمرار في التمسك «بضمير صالح» ادرك الرسول ان ذلك سيتطلب جهدا ذا عزيمة. (١ تيموثاوس ١:١٩) ولماذا؟ ان ضميرنا هو القدرة المعطاة لنا من اللّٰه لفحص انفسنا واصدار الحكم في ما فعلناه او نتأمل في فعله. وهو يستطيع اما ان يتهمنا، اذ يدين بألم مسلكنا، واما ان يبررنا مستحسنا ما نفعله بصفته صائبا. (رومية ٢:١٥) أما اذا امسى ملتويا فبامكانه اصدار رسائل معيبة. والبعض بضمائر معيبة قد يتصرفون مثل حيوانات عديمة الشفقة، ومع ذلك فان الصوت الداخلي لا يتهمهم. حتى انهم «يعترفون بأنهم يعرفون اللّٰه» ولكن «بالاعمال ينكرونه.» فكيف يمكنكم ان تحذروا تطوير ضمير معيب؟ — تيطس ١:١٠-١٦.
٨ كيف «رفض» البعض في القرن الاول الضمير الصالح؟
٨ كان بولس قد اخبر تيموثاوس ان بعض المسيحيين «رفضوا» ضميرهم الصالح اذ اصغوا الى «الخرافات» و «الكلام الباطل الدنس.» (١ تيموثاوس ١:٤، ١٩، ٢٠؛ ٦:٢٠؛ ٢ تيموثاوس ٢:١٦-١٨) ولسبب اصغائهم الى هذه الاشياء فقد انقلب ايمانهم، وهذا انتج انكسار السفينة روحيا. إلا ان بولس اظهر ان امورا اخرى عدا تعاليم الارتداد كانت تقاوم «التعليم الصحيح.» ففي ١ تيموثاوس ١:٩، ١٠ يعدد امورا كالقتل والعهارة ومضاجعة النظير.
٩، ١٠ (أ) ماذا يمكن تعلمه من مثال الزوجين المسيحيين اللذين فشلا في التمسك بضمير صالح؟ (ب) كيف يمكننا ان نحول دون صيرورة ضميرنا موسوما؟
٩ واليوم فان العنف والفساد الادبي الجنسي يعمّان العرض السينمائي والتلفزيوني وكذلك الصفحة المطبوعة. فاذا غذينا عقلنا بمثل هذه الامور قد يصير ضميرنا موسوما تدريجيا. وهذا ما حدث لزوجين مسيحيين شابين ارتكبا العهارة قبيل يوم زفافهما. «اظن ان لذلك علاقة بما كنا نشاهده في التلفزيون،» اعترفت المرأة الشابة. «فانت ترى كل الوقت اناسا يعانقون ويقبلون حتى انه لا يبدو خطيرا. وتصبح معتادا ذلك. وهكذا ابتدأنا بفعل ذلك. ليتني فكرت اكثر كم كان خطيرا!» وقبل ان تدرك ذلك فقدت ضميرها الصالح. وأضاف الشاب: «انا ايضا كانت لديّ مشكلة مع العادة السرية، وهذا يسم ضميرك حتى انه لا يصعب عليك ان تنغمس في المعانقة والتقبيل ومن ثم اخيرا في العهارة.» ومع انهما ظهرا وكأنهما يضعان مثالا جيدا امام الآخرين فان ما شاهداه على سبيل التسلية، بالاضافة الى ممارسة نجسة سرية، عمل على اماتة الضمير تماما كما يجري كيّ الجلد باللمسات المتكررة لمكواة متوهجة الحرارة. — ١ تيموثاوس ٤:٢.
١٠ فهل يمكن لضميركم بطريقة مماثلة ان يموت بما تشاهدون او تقرأون على سبيل التسلية؟ هل تعملون حقا بكدّ لتتغلبوا على اية عادة رديئة قد تدنس ضميركم؟ لحمايتكم يمكنكم اتخاذ اجراء ايجابي بقراءة — واعادة قراءة — المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس التي تعالج خاصة مشكلتكم او بمناقشة المشكلة مع احد الشيوخ. فالضمير الصالح الطاهر هبة ثمينة من اللّٰه تساعدكم على تطوير التعبد التقوي. فلا تدعوا ايّ شيء يسبب لكم خسارته!
اختاروا العشراء الملائمين
١١، ١٢ (أ) اي تحذير معطى في ٢ تيموثاوس ٢:٢٠، ٢١؟ (ب) كيف يمكنكم اطاعة هذا التحذير؟
١١ يكتب الرسول بولس: «في بيت كبير (الجماعة) ليس آنية من ذهب وفضة فقط بل من خشب وخزف ايضا وتلك للكرامة وهذه للهوان. فإن طهَّر احد نفسه من هذه يكون اناء للكرامة مقدسا نافعا للسيد مستعدا لكل عمل صالح.» (٢ تيموثاوس ٢:٢٠، ٢١) فعواطفنا وتصرفنا تتأثر بشكل كبير بالذين نختارهم كأصدقاء. ومن الواضح ان غير المؤمنين ليسوا افضل العشراء. لكنّ بولس يظهر هنا صراحة انه حتى داخل الجماعة يمكن ان يوجد اشخاص يكونون عشراء غير مرغوب فيهم. صحيح انكم قد تجدون من المسلي ان تكونوا مع امثال هؤلاء، لكنّ تأثيرهم لن يساعدكم ابدا على الهرب من «الشهوات الشبابية» او تطوير التعبد التقوي. فابتغوا العشراء البنائين داخل الجماعة. ويمضي بولس في العدد ٢٢ قائلا: «اتبع البر والايمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي.» — قارن فيلبي ٤:٨، ٩.
١٢ خذوا قضية احدى الحدثات المسيحيات التي رغم تدربها التقوي كانت دائما تقع في المشاكل. «كان ذلك بشكل رئيسي بسبب الاشخاص الذين كنت اعاشرهم،» قالت. وعندما رأت ان حياتها امست فشلا غيّرت اصدقاءها. وتستنتج: «اذا كان يوجد حولك اصدقاء يحبون يهوه يساعدك ذلك على المحافظة على ضمير حساس والبقاء بعيدا عن المشاكل. فعندما يعبرون عن الاشمئزاز من الاثم يجعلك ذلك تشعر بنفس الطريقة.» وببقائها منفصلة عن العشراء المشكوك فيهم اصبحت اناءً «نافعا للسيد مستعدا لكل عمل صالح.» واذ خدمت كفاتحة لعشر سنين تضيف: «اجد ان يهوه قد استخدمني الآن لمساعدة الآخرين.» — ٢ تيموثاوس ٢:٢١؛ امثال ١٥:٣١.
١٣ كيف يمكنكم ان تعرفوا من هم العشراء الصالحون، وكيف يمكن ان يؤثروا فيكم؟
١٣ لذلك تأملوا في عشرائكم واقعيا. هل يتبعون البر والايمان والمحبة المؤسسة على مبدأ والسلام؟ هل هم ممتلئون بالغيرة المسيحية؟ وبجعل مثل هؤلاء الاشخاص اصحابكم اللصيقين تصبحون انتم نفسكم قدوة في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الايمان، في الطهارة، تماما كما كان تيموثاوس، العشير اللصيق لبولس. وهذا لا يعني انكم يجب ان تصيروا باردين او غير وديين تجاه الاشخاص الاقل مثالية. فمثالكم المفرح قد يحرّض هؤلاء ايضا ليصنعوا لارجلهم مسالك مستقيمة. — ١ تيموثاوس ٤:١٢؛ عبرانيين ١٢:١٢-١٥.
اصنعوا التضحيات من اجل اللّٰه
١٤، ١٥ (أ) ماذا كان مطلوبا من الرياضيين القدامى في اثناء التدريب؟ (ب) اي عمل يتطلب التضحية، وأية امثلة جيدة لدينا؟
١٤ في ايام تيموثاوس كان الرياضيون، في اثناء تدريبهم، يمارسون ضبط النفس «في كل شيء،» حارمين انفسهم العديد من المتع الشرعية. (١ كورنثوس ٩:٢٥) فقد اتبعوا نظاما غذائيا صارما. وحسب هوراسيوس، شاعر من القرن الاول قم، فقد «امتنعوا عن النساء والخمر» لكي «يبلغوا الهدف الذي يتوقون اليه.» وعلى نحو مشابه، أن تتدرب بالتعبد التقوي كهدف لك يتطلب التضحية. قال بولس عن تيموثاوس: «ليس لي احد آخر نظير نفسي . . . اذ الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح. وأما . . . (هو) خدم معي لأجل الانجيل.» — فيلبي ٢:١٩-٢٢.
١٥ وامر تيموثاوس: «اعمل عمل المبشر. تمم خدمتك.» (٢ تيموثاوس ٤:٥) وبصرف النظر عن مقدار كون اية من مصالحه الشخصية جذابة فقد ضحى بها ليتمم عمل اللّٰه. فهل انتم على استعداد لفعل الامر نفسه؟ ان بعض الاحداث المسيحيين اليوم الذين هم احرار من المسؤوليات الثقيلة المؤسسة على الاسفار المقدسة قد اتبعوا ثقافة عليا او وظائف بدوام كامل جيدة الاجور بدلا من جعل الخدمة المسيحية مهنتهم. وأحد هؤلاء كان ينتظر بشوق وظيفة كهذه. إلا انه، قبل ان يباشر العمل، قبل الدعوة الى العمل مع زوجين فاتحين في خدمة الحقل طوال الصيف. فأحب ذلك. وكنتيجة، ضحى بتلك الوظيفة المشتهاة بدوام كامل واتخذ عملا بدوام جزئي اقل متعة لكي يخدم كفاتح. وبنفس هذه الروح الشبيهة بتلك التي لتيموثاوس فانه يخدم الآن في المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه. وكما وجد فان الاستعداد للتضحية دليل على المحبة الاصيلة، والتضحيات تُعمّق هذه المحبة.
١٦ ما هي بعض التضحيات التي قد يلزم الاحداث ان يصنعوها؟
١٦ وبصفته «كارزا ورسولا» شدد بولس على اهمية الرغبة في الحشمة في اللباس. فهل تكونون على استعداد للتضحية ببعض ازياء اللباس او الزينة التي قد تزعج الآخرين او تعيق فعاليتكم ككارز؟ (١ تيموثاوس ٢:٧-١٠) كتب بولس: «جميع الذين يريدون ان يعيشوا (بالتعبد التقوي) . . . يُضطهَدون.» (٢ تيموثاوس ٣:١٢) فهل انتم على استعداد للثبات بجانب الحق حين يمكن ان يعني ذلك السخرية او التضحية بمركز مفضل لدى رفقاء صفكم؟ كل هذه التضحيات الجارية بالدافع الصائب ستساعدكم على تطوير التعبد التقوي وتعلمكم في الوقت نفسه الاتكال على يهوه واعتبار مشاعره قبل كل شيء آخر.
داوموا على التقدم
١٧ في صنع التقدم كيف كان تيموثاوس مثالا للخدام الاحداث اليوم؟
١٧ وتنمية التعبد التقوي عملية دائمة التطور. قال بولس لتيموثاوس: «اهتم بهذا. كن فيه لكي يكون تقدمك ظاهرا (لجميع الاشخاص).» (١ تيموثاوس ٤:١٥) فالبعض، لكونهم اصغر من ان يكونوا خادما مساعدا او شيخا، قد يشعرون بعدم القدرة على التقدم، معتقدين ان التقدم يقاس فقط بالمسؤوليات والامتيازات الجماعية. صحيح ان تيموثاوس كان اهلا ليخدم كشيخ، ليس فقط في التطور الروحي، بل ايضا في السنين. ولكن كان على تيموثاوس ان يستمر مواظبا، وبهذا وضع مثالا بارزا ليتبعه كل الخدام الاحداث في ايّ حقل قد ينفتح لهم. — ١ تيموثاوس ٤:١٢، ١٣.
١٨ بأية طرائق يستطيع المسيحيون الاحداث ان يصنعوا التقدم؟
١٨ وهكذا، مثل تيموثاوس تستطيعون، انتم يا خادم يهوه الناضج ان تكونوا «قدوة للمؤمنين» بأن تدعوا الحق يؤثر عميقا في الطريقة التي تحيون بها وتتحسنوا في خدمتكم. ومن هذه اللحظة يمكنكم ان تجاهدوا لتتقدموا بتعلمكم تنمية صفات ككونكم معتدلين في العادات، منظمين، مضيافين، وجدّيين. وبجعل نفسكم متوافرين للشيوخ، وأخذكم جديا اية مهمة يطلبون منكم اتمامها، تستطيعون ان تعملوا على اثبات اهليتكم تحت الاختبار. (١ تيموثاوس ٣:١، ٢، ٨-١٠) وحتى لو لم يدرك الآخرون تقدمكم سريعا كونوا على يقين من ان يهوه يرى. وفي حينه سيرى الآخرون ايضا. — ١ تيموثاوس ٥:٢٥.
١٩ على الرغم من الجهد لماذا يجب ان تتدرب بالتعبد التقوي كهدف لك؟
١٩ لا تنسوا ابدا انه بتطويركم التعبد التقوي يمكنكم بلوغ علاقة شخصية مرضية مع يهوه. والنقص في التدريب الروحي ينتج خسارة اكبر بكثير من تلك التي للعدّاءة المرتبكة المذكورة في بداية هذه المقالة. ان تطوير التعبد التقوي عمل شاق. ولكن حول العالم تدوّي جموع اصوات شابة فرحة: يستأهل ذلك كل الجهد! فربح هذه الصفة يقود الى طريقة حياة مانحة الاكتفاء الآن، دون ايّ ندم، ويفتح رجاء السعادة الابدية. لذلك داوموا على التدريب. استمروا في بذل قصارى جهدكم حتى عندما يكون ذلك صعبا. تعزّوا بأن «اله كل نعمة . . . هو (يكمّل تدريبكم) ويثبِّتكم ويقوِّيكم ويمكّنكم له المجد والسلطان الى ابد الآبدين. آمين.» — ١ بطرس ٥:١٠، ١١.
[الحاشية]
a «لماذا انا مكتئب جدا؟» في عدد ٢٢ آب ١٩٨٢ (بالانكليزية) من مجلة «استيقظ!» المرافقة لمجلة «برج المراقبة.»
-