-
قصد يهوه سيتم بالتأكيدبرج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٧ | شباط (فبراير)
-
-
قَصْدُ يَهْوَهَ سَيَتِمُّ بِٱلتَّأْكِيدِ
«قَدْ تَكَلَّمْتُ بِذٰلِكَ وَسَآتِي بِهِ. قَدْ رَسَمْتُهُ وَسَأَفْعَلُهُ». — اش ٤٦:١١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٤٧، ١٤٩
١، ٢ (أ) مَاذَا كَشَفَ لَنَا يَهْوَهُ؟ (ب) مَاذَا تُؤَكِّدُ لَنَا إِشَعْيَا ٤٦:١٠، ١١ وَ ٥٥:١١؟
يَبْدَأُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِعِبَارَةٍ بَسِيطَةٍ وَلٰكِنْ غَنِيَّةٌ بِٱلْمَعَانِي: «فِي ٱلْبَدْءِ خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضَ». (تك ١:١) طَبْعًا، نَحْنُ لَا نَرَى سِوَى جُزْءٍ صَغِيرٍ مِنَ ٱلْكَوْنِ ٱلْوَاسِعِ، وَلَا نَعْرِفُ سِوَى ٱلْقَلِيلِ عَنْ أُمُورٍ مِثْلِ ٱلْفَضَاءِ وَٱلضَّوْءِ وَٱلْجَاذِبِيَّةِ. (جا ٣:١١) لٰكِنَّنَا نَعْرِفُ قَصْدَ يَهْوَهَ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ لِأَنَّهُ كَشَفَهُ لَنَا. فَهُوَ خَلَقَ ٱلْبَشَرَ عَلَى صُورَتِهِ وَأَرَادَ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِٱلْحَيَاةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (تك ١:٢٦) كَمَا أَرَادَ أَنْ يَكُونُوا أَوْلَادًا لَهُ وَأَنْ يَكُونَ هُوَ أَبًا لَهُمْ.
٢ غَيْرَ أَنَّ ٱلْإِصْحَاحَ ٱلثَّالِثَ مِنْ سِفْرِ ٱلتَّكْوِينِ يُخْبِرُ أَنَّ هُنَالِكَ عَقَبَةً وَقَفَتْ فِي طَرِيقِ قَصْدِ يَهْوَهَ. (تك ٣:١-٧) وَلٰكِنْ لَا شَيْءَ يَمْنَعُ يَهْوَهَ أَنْ يَفْعَلَ مَا يُرِيدُ. (اش ٤٦:١٠، ١١؛ ٥٥:١١) لِذٰلِكَ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ قَصْدَهُ سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ ٱلْمُحَدَّدِ.
٣ (أ) أَيَّةُ حَقَائِقَ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ لِنَفْهَمَ رِسَالَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ (ب) لِمَاذَا نُرَاجِعُ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقَ ٱلْآنَ؟ (ج) أَيُّ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَعْرِفُ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ قَصْدِ يَهْوَهَ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ وَعَنْ دَوْرِ يَسُوعَ ٱلْأَسَاسِيِّ فِي إِتْمَامِ هٰذَا ٱلْقَصْدِ. فَهٰذِهِ ٱلْحَقَائِقُ مُهِمَّةٌ جِدًّا وَهِيَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنْ أُولَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَعَلَّمْنَاهَا عِنْدَمَا بَدَأْنَا نَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ. لِذَا يَجِبُ أَنْ نُسَاعِدَ نَحْنُ بِدَوْرِنَا ٱلْمُخْلِصِينَ أَنْ يَعْرِفُوا هٰذِهِ ٱلتَّعَالِيمَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ. وَهٰذِهِ ٱلْفَتْرَةُ مِنَ ٱلسَّنَةِ تُتِيحُ لَنَا فُرْصَةً رَائِعَةً لِنُحَقِّقَ هٰذَا ٱلْهَدَفَ. فَحَالِيًّا نَحْنُ نَدْعُو ٱلنَّاسَ إِلَى حُضُورِ ذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ. (لو ٢٢:١٩، ٢٠) وَٱلْحَاضِرُونَ سَيَتَعَلَّمُونَ ٱلْكَثِيرَ عَنْ قَصْدِ ٱللّٰهِ. لِذَا خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْقَلِيلَةِ ٱلْمُتَبَقِّيَةِ قَبْلَ ٱلذِّكْرَى، مِنَ ٱلْمُنَاسِبِ أَنْ نُفَكِّرَ فِي أَسْئِلَةٍ تُشَجِّعُ دُرُوسَنَا وَٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمُهْتَمِّينَ أَنْ يَحْضُرُوا هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةَ. وَسَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ: مَا هُوَ قَصْدُ ٱللّٰهِ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ؟ لِمَاذَا لَمْ يَتِمَّ بَعْدُ؟ وَكَيْفَ تَفْتَحُ فِدْيَةُ يَسُوعَ ٱلطَّرِيقَ لِإِتْمَامِ قَصْدِ ٱللّٰهِ؟
مَا هُوَ قَصْدُ ٱللّٰهِ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ؟
٤ كَيْفَ تُحَدِّثُ ٱلْخَلِيقَةُ بِمَجْدِ يَهْوَهَ؟
٤ يَهْوَهُ خَالِقٌ عَظِيمٌ. فَكُلُّ مَا خَلَقَهُ كَامِلٌ وَرَائِعٌ جِدًّا. (تك ١:٣١؛ ار ١٠:١٢) وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ جَمَالِ وَتَنْظِيمِ ٱلْخَلِيقَةِ؟ نَتَعَلَّمُ أَنَّ كُلَّ مَخْلُوقَاتِ يَهْوَهَ ٱلصَّغِيرَةِ وَٱلْكَبِيرَةِ لَهَا دَوْرٌ مُفِيدٌ. فَمَنْ مِنَّا لَا يَقِفُ مَذْهُولًا أَمَامَ تَعْقِيدِ ٱلْخَلِيَّةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ، جَاذِبِيَّةِ وَرِقَّةِ ٱلْمَوْلُودِ ٱلْجَدِيدِ، أَوْ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ ٱلرَّائِعِ؟! وَنَحْنُ نَتَمَتَّعُ بِرُؤْيَةِ هٰذِهِ ٱلْمَخْلُوقَاتِ لِأَنَّ يَهْوَهَ خَلَقَ فِينَا إِحْسَاسًا بِٱلْجَمَالِ. — اقرإ المزمور ١٩:١؛ ١٠٤:٢٤.
٥ كَيْفَ جَعَلَ يَهْوَهُ ٱلْخَلِيقَةَ تَعْمَلُ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ؟
٥ وَبِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ، وَضَعَ يَهْوَهُ ٱلْقَوَانِينَ ٱلطَّبِيعِيَّةَ وَٱلْمَقَايِيسَ ٱلْأَخْلَاقِيَّةَ كَيْ تَعْمَلَ كُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ مَعًا بِنِظَامٍ وَٱنْسِجَامٍ. (مز ١٩:٧-٩) فَكُلُّ مَا فِي ٱلْكَوْنِ لَهُ مَكَانٌ مُحَدَّدٌ وَعَمَلٌ مُحَدَّدٌ. مَثَلًا، يُبْقِي قَانُونُ ٱلْجَاذِبِيَّةِ ٱلْغِلَافَ ٱلْجَوِّيَّ قَرِيبًا مِنَ ٱلْأَرْضِ، وَيَضْبُطُ حَرَكَةَ ٱلْمَدِّ وَٱلْجَزْرِ وَٱلْمُحِيطَاتِ. وَلَوْلَا ٱلْجَاذِبِيَّةُ لَكَانَتِ ٱلْحَيَاةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ مُسْتَحِيلَةً. وَبِفَضْلِ كُلِّ هٰذِهِ ٱلضَّوَابِطِ، نَرَى ٱلْكَوْنَ مُنَظَّمًا بِشَكْلٍ رَائِعٍ. وَهٰذَا ٱلتَّنْظِيمُ يُؤَكِّدُ أَنَّ ٱللّٰهَ لَدَيْهِ قَصْدٌ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ. فَهَلْ نَلْفِتُ ٱنْتِبَاهَ ٱلنَّاسِ فِي خِدْمَتِنَا إِلَى خَالِقِ هٰذَا ٱلْكَوْنِ ٱلْمُذْهِلِ؟ — رؤ ٤:١١.
٦، ٧ مَا بَعْضُ ٱلْعَطَايَا ٱلَّتِي مَنَحَهَا يَهْوَهُ لآِدَمَ وَحَوَّاءَ؟
٦ قَصَدَ يَهْوَهُ أَنْ يَعِيشَ ٱلنَّاسُ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (تك ١:٢٨؛ مز ٣٧:٢٩) وَأَعْطَى آدَمَ وَحَوَّاءَ عَطَايَا قَيِّمَةً كَثِيرَةً كَيْ يَتَمَتَّعَا بِٱلْحَيَاةِ. (اقرأ يعقوب ١:١٧.) فَمَنَحَهُمَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ وَٱلْقُدْرَةَ أَنْ يُفَكِّرَا وَيُحِبَّا ٱلْغَيْرَ وَيَتَمَتَّعَا بِٱلصَّدَاقَاتِ. كَمَا تَكَلَّمَ ٱلْخَالِقُ مَعَ آدَمَ وَعَلَّمَهُ كَيْفَ يُطِيعُهُ. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، تَعَلَّمَ آدَمُ كَيْفَ يَهْتَمُّ بِحَاجَاتِهِ وَيَعْتَنِي بِٱلْأَرْضِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ. (تك ٢:١٥-١٧، ١٩، ٢٠) وَأَعْطَى يَهْوَهُ أَيْضًا آدَمَ وَحَوَّاءَ حَاسَّةَ ٱلْبَصَرِ وَٱلسَّمَعِ وَٱلشَّمِّ وَٱلذَّوْقِ وَٱللَّمْسِ. لِذٰلِكَ كَانَا قَادِرَيْنِ أَنْ يَتَمَتَّعَا كَامِلًا بِجَمَالِ مَوْطِنِهِمَا ٱلْفِرْدَوْسِيِّ وَمَا فِيهِ مِنْ خَيْرَاتٍ كَثِيرَةٍ. نَعَمْ، كَانَ لَدَى ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ مَجَالَاتٌ كَثِيرَةٌ لَا تُعَدُّ لِلْعَمَلِ وَٱلتَّعَلُّمِ وَٱكْتِشَافِ أَشْيَاءَ جَدِيدَةٍ.
٧ وَشَمَلَ قَصْدُ يَهْوَهَ أَيْضًا أَنْ يُنْجِبَ آدَمُ وَحَوَّاءُ أَوْلَادًا كَامِلِينَ، وَيُنْجِبَ أَوْلَادُهُمَا أَوْلَادًا حَتَّى تَمْتَلِئَ ٱلْأَرْضُ. وَأَرَادَ يَهْوَهُ مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَكُلِّ ٱلْوَالِدِينَ أَنْ يُحِبُّوا أَوْلَادَهُمْ مِثْلَمَا أَحَبَّ هُوَ وَلَدَيْهِ ٱلْكَامِلَيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ. وَهٰكَذَا كَانَ ٱلْبَشَرُ سَيَعِيشُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَيَسْتَفِيدُونَ مِنْ خَيْرَاتِهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. — مز ١١٥:١٦.
لِمَاذَا لَمْ يَتِمَّ قَصْدُ يَهْوَهَ بَعْدُ؟
٨ لِمَاذَا أَعْطَى يَهْوَهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ ٱلْوَصِيَّةَ فِي ٱلتَّكْوِين ٢:١٦، ١٧؟
٨ إِنَّ قَصْدَ ٱللّٰهِ لَمْ يَتِمَّ فَوْرًا. لِمَاذَا؟ لَقَدْ أَعْطَى يَهْوَهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَصِيَّةً بَسِيطَةً تُظْهِرُ هَلْ يَعْرِفَانِ حُدُودَ حُرِّيَّتِهِمَا أَمْ لَا. قَالَ لآِدَمَ: «مِنْ كُلِّ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا. أَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا، لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا تَمُوتُ مَوْتًا». (تك ٢:١٦، ١٧) لَمْ يَكُنْ صَعْبًا عَلَى آدَمَ وَحَوَّاءَ أَنْ يَفْهَمَا هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ وَلَا أَنْ يُطِيعَاهَا. فَقَدْ كَانَ لَدَيْهِمَا طَعَامٌ كَثِيرٌ يَفُوقُ حَاجَاتِهِمَا.
٩، ١٠ (أ) بِمَاذَا ٱتَّهَمَ ٱلشَّيْطَانُ يَهْوَهَ؟ (ب) مَاذَا ٱخْتَارَ آدَمُ وَحَوَّاءُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٩ لٰكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ خَدَعَ حَوَّاءَ بِوَاسِطَةِ حَيَّةٍ وَجَعَلَهَا تَتَمَرَّدُ عَلَى أَبِيهَا يَهْوَهَ. (اقرإ التكوين ٣:١-٥؛ رؤ ١٢:٩) فَسَأَلَهَا: «أَحَقًّا قَالَ ٱللّٰهُ: ‹لَيْسَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلَانِ›؟». وَهٰكَذَا ٱسْتَغَلَّ وَصِيَّةَ يَهْوَهَ لِيَخْلُقَ مِنْهَا مُشْكِلَةً. فَكَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: ‹هَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّكُمَا لَا تَقْدِرَانِ أَنْ تَفْعَلَا مَا تُرِيدَانِ؟›. ثُمَّ كَذَبَ عَلَيْهَا قَائِلًا: «لَنْ تَمُوتَا». وَحَاوَلَ أَنْ يُقْنِعَهَا أَنَّهُ لَا دَاعِيَ أَنْ تُطِيعَ ٱللّٰهَ. قَالَ: «اَللّٰهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ [ثَمَرِ ٱلشَّجَرَةِ] تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا». وَقَدْ لَمَّحَ بِكَلَامِهِ هٰذَا أَنَّ يَهْوَهَ مَنَعَهُمَا مِنَ ٱلْأَكْلِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ لِأَنَّ ذٰلِكَ سَيُوَسِّعُ مَعْرِفَتَهُمَا وَفَهْمَهُمَا. ثُمَّ أَعْطَاهَا ٱلشَّيْطَانُ هٰذَا ٱلْوَعْدَ ٱلْكَاذِبَ: «تَصِيرَانِ كَٱللّٰهِ، عَارِفَيْنِ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ».
١٠ وَٱلْآنَ لَزِمَ أَنْ يُقَرِّرَ آدَمُ وَحَوَّاءُ هَلْ يَسْمَعَانِ لِيَهْوَهَ أَمِ ٱلْحَيَّةِ. وَلِلْأَسَفِ، ٱخْتَارَا أَنْ يَتَمَرَّدَا عَلَى ٱللّٰهِ. وَهٰكَذَا رَفَضَا يَهْوَهَ أَبًا لَهُمَا وَٱنْضَمَّا إِلَى ٱلشَّيْطَانِ. فَخَسِرَا ٱلْحِمَايَةَ ٱلَّتِي تَمَتَّعَا بِهَا تَحْتَ حُكْمِ يَهْوَهَ. — تك ٣:٦-١٣.
١١ لِمَاذَا لَمْ يَتَجَاهَلْ يَهْوَهُ خَطِيَّةَ آدَمَ وَحَوَّاءَ؟
١١ وَنَتِيجَةَ هٰذَا ٱلتَّمَرُّدِ، لَمْ يَعُدْ آدَمُ وَحَوَّاءُ كَامِلَيْنِ. كَمَا أَنَّهُمَا صَارَا عَدُوَّيْنِ لِيَهْوَهَ، فَهُوَ لَا يَتَحَمَّلُ أَبَدًا رُؤْيَةَ ٱلشَّرِّ. (حب ١:١٣) وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ تَجَاهَلَ يَهْوَهُ خَطِيَّتَهُمَا؟ كَانَ سَيُعَرِّضُ خَيْرَ كُلِّ مَخْلُوقَاتِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ لِلْخَطَرِ. وَٱلْأَهَمُّ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ وَٱلْبَشَرَ كَانُوا سَيُشَكِّكُونَ فِي مِصْدَاقِيَّتِهِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ يَلْتَزِمُ دَائِمًا بِمَقَايِيسِهِ. (مز ١١٩:١٤٢) إِذًا، لَمْ تُعْطِ ٱلْإِرَادَةُ ٱلْحُرَّةُ ٱلْحَقَّ لآِدَمَ وَحَوَّاءَ أَنْ يُخَالِفَا وَصِيَّةَ يَهْوَهَ. وَبِسَبَبِ تَمَرُّدِهِمَا مَاتَا وَعَادَا إِلَى ٱلتُّرَابِ ٱلَّذِي خُلِقَا مِنْهُ. — تك ٣:١٩.
١٢ مَاذَا حَصَلَ لِأَوْلَادِ آدَمَ؟
١٢ عِنْدَمَا أَكَلَ آدَمُ وَحَوَّاءُ مِنَ ٱلثَّمَرَةِ، لَمْ يَعُدْ يَهْوَهُ يَقْبَلُهُمَا ضِمْنَ عَائِلَتِهِ ٱلْكَوْنِيَّةِ. وَطَرَدَهُمَا مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ دُونَ أَيِّ أَمَلٍ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَيْهَا. (تك ٣:٢٣، ٢٤) وَهٰكَذَا نَفَّذَ فِيهِمَا حُكْمَهُ ٱلْعَادِلَ، فَحَصَدَا عَوَاقِبَ قَرَارِهِمَا. (اقرإ التثنية ٣٢:٤، ٥.) وَبِمَا أَنَّهُمَا خَسِرَا كَمَالَهُمَا، لَمْ يَعُدْ بِإِمْكَانِهِمَا أَنْ يَعْكِسَا صِفَاتِ ٱللّٰهِ كَامِلًا. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، لَمْ يَخْسَرْ آدَمُ مُسْتَقْبَلَهُ ٱلرَّائِعَ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَوْرَثَ أَوْلَادَهُ ٱلنَّقْصَ وَٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ. (رو ٥:١٢) وَهٰكَذَا حَرَمَهُمْ فُرْصَةَ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَلَمْ يَعُدْ بِإِمْكَانِ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَلَا أَوْلَادِهِمَا أَنْ يُنْجِبُوا أَوْلَادًا كَامِلِينَ. وَمُنْذُ أَبْعَدَ ٱلشَّيْطَانُ آدَمَ وَحَوَّاءَ عَنْ يَهْوَهَ، لَا يَزَالُ يَخْدَعُ ٱلْبَشَرَ حَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا. — يو ٨:٤٤.
اَلْفِدْيَةُ تُصْلِحُ عَلَاقَتَنَا مَعَ يَهْوَهَ
١٣ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَزَالُ يُحِبُّ ٱلْبَشَرَ كَثِيرًا؟
١٣ لَا يَزَالُ يَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْبَشَرَ كَثِيرًا. فَمَعَ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ تَمَرَّدَا عَلَيْهِ، يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ ٱلْبَشَرُ أَصْدِقَاءَهُ وَأَنْ يَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ. (٢ بط ٣:٩) لِذٰلِكَ بَعْدَ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ، رَتَّبَ فَوْرًا أَنْ يَسْتَعِيدَ ٱلْبَشَرُ صَدَاقَتَهُمْ مَعَهُ. فَكَيْفَ فَعَلَ ذٰلِكَ دُونَ أَنْ يُخَالِفَ مَقَايِيسَهُ ٱلْبَارَّةَ؟
١٤ (أ) بِحَسَبِ يُوحَنَّا ٣:١٦، مَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ لِيُخَلِّصَ ٱلْبَشَرَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ؟ (ب) أَيُّ سُؤَالٍ يُمْكِنُ أَنْ نُنَاقِشَهُ مَعَ ٱلْمُهْتَمِّينَ؟
١٤ اقرأ يوحنا ٣:١٦. قَدْ يَعْرِفُ بَعْضُ ٱلَّذِينَ يَحْضُرُونَ ٱلذِّكْرَى هٰذِهِ ٱلْآيَةَ. لٰكِنَّ ٱلسُّؤَالَ ٱلْمُهِمَّ هُوَ: كَيْفَ تَفْتَحُ لَنَا ذَبِيحَةُ يَسُوعَ ٱلطَّرِيقَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟ يُمْكِنُنَا أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْمُهْتَمِّينَ أَنْ يَجِدُوا ٱلْجَوَابَ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ حِينَ نَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلذِّكْرَى، حِينَ يَحْضُرُونَ هٰذِهِ ٱلْمُنُاسَبَةَ، وَحِينَ نَزُورُهُمْ لَاحِقًا. وَقَدْ يَتَأَثَّرُونَ كَثِيرًا عِنْدَمَا يَفْهَمُونَ بِوُضُوحٍ كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلْفِدْيَةُ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ وَحِكْمَتَهُ. فَمَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُخْبِرَهُمْ عَنِ ٱلْفِدْيَةِ؟
١٥ كَيْفَ كَانَ يَسُوعُ مُخْتَلِفًا عَنْ آدَمَ؟
١٥ رَتَّبَ يَهْوَهُ أَنْ يُقَدِّمَ رَجُلٌ كَامِلٌ حَيَاتَهُ فِدْيَةً عَنَّا. وَلَزِمَ أَنْ يَكُونَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْكَامِلُ وَلِيًّا لَهُ وَمُسْتَعِدًّا أَنْ يُضَحِّيَ بِحَيَاتِهِ لِيُخَلِّصَ ٱلْبَشَرَ ٱلْمَحْكُومَ عَلَيْهِمْ بِٱلْمَوْتِ. (رو ٥:١٧-١٩) لِذٰلِكَ نَقَلَ يَهْوَهُ حَيَاةَ يَسُوعَ، أَوَّلِ مَخْلُوقَاتِهِ، مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ. (يو ١:١٤) وَهٰكَذَا صَارَ يَسُوعُ إِنْسَانًا كَامِلًا، تَمَامًا كَمَا كَانَ آدَمُ. لٰكِنَّهُ بِعَكْسِ آدَمَ، عَاشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلْمَقَايِيسِ ٱلَّتِي وَضَعَهَا يَهْوَهُ لِلْإِنْسَانِ ٱلْكَامِلِ. فَهُوَ لَمْ يُخْطِئْ إِطْلَاقًا وَلَمْ يُخَالِفْ وَصَايَا يَهْوَهَ تَحْتَ أَصْعَبِ ٱلْمِحَنِ.
١٦ لِمَاذَا ٱلْفِدْيَةُ عَطِيَّةٌ قَيِّمَةٌ جِدًّا؟
١٦ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ كَانَ رَجُلًا كَامِلًا، ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُضَحِّيَ بِحَيَاتِهِ لِيُخَلِّصَ ٱلْبَشَرَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. وَهُوَ ٱمْتَلَكَ كُلَّ ٱلْمِيزَاتِ ٱلَّتِي كَانَ يُفْتَرَضُ أَنْ تَتَوَفَّرَ فِي آدَمَ. فَلَمْ يَكُنْ رَجُلًا كَامِلًا فَقَطْ، بَلْ كَانَ أَيْضًا طَائِعًا وَوَلِيًّا لِلّٰهِ. (١ تي ٢:٦) وَقَدْ أَتَاحَتْ فِدْيَةُ يَسُوعَ ٱلْفُرْصَةَ ‹لِكَثِيرِينَ›، رِجَالًا وَنِسَاءً وَأَطْفَالًا، كَيْ يَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ. (مت ٢٠:٢٨) وَهِيَ بِذٰلِكَ فَتَحَتِ ٱلطَّرِيقَ لِإِتْمَامِ قَصْدِ ٱللّٰهِ. — ٢ كو ١:١٩، ٢٠.
يَهْوَهُ فَتَحَ لَنَا ٱلطَّرِيقَ لِنَعُودَ إِلَيْهِ
١٧ أَيَّةُ فُرْصَةٍ تُتِيحُهَا لَنَا فِدْيَةُ يَسُوعَ؟
١٧ لَقَدْ زَوَّدَ يَهْوَهُ ٱلْفِدْيَةَ مَعَ أَنَّهَا كَلَّفَتْهُ غَالِيًا. (١ بط ١:١٩) فَنَحْنُ قَيِّمُونَ جِدًّا فِي نَظَرِهِ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ ضَحَّى بِٱبْنِهِ ٱلْوَحِيدِ مِنْ أَجْلِنَا. (١ يو ٤:٩، ١٠) وَيُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَسُوعَ حَلَّ مَحَلَّ أَبِينَا ٱلْأَوَّلِ آدَمَ. (١ كو ١٥:٤٥) وَهُوَ لَمْ يُعْطِنَا بِذٰلِكَ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ نَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فَقَطْ، بَلْ أَنْ نَصِيرَ مِنْ جَدِيدٍ جُزْءًا مِنْ عَائِلَةِ ٱللّٰهِ. فَبِفَضْلِ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ، يَقْدِرُ يَهْوَهُ أَنْ يُعِيدَ ٱلْبَشَرَ إِلَى عَائِلَتِهِ دُونَ أَنْ يُخَالِفَ مَقَايِيسَهُ ٱلْبَارَّةَ. أَلَا نَفْرَحُ عِنْدَمَا نُفَكِّرُ فِي ٱلْوَقْتِ عِنْدَمَا يَصِيرُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ ٱلْأَوْلِيَاءِ كَامِلِينَ؟! فَكُلُّ مَنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ سَيَصِيرُونَ عَائِلَةً وَاحِدَةً. وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، سَنَكُونُ أَوْلَادَ ٱللّٰهِ بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ. — رو ٨:٢١.
١٨ مَتَى يَصِيرُ يَهْوَهُ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ»؟
١٨ لَمْ يَقْدِرِ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَمْنَعَ يَهْوَهَ مِنْ إِظْهَارِ مَحَبَّتِهِ لِلْبَشَرِ، وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَمْنَعَنَا مِنَ ٱلْبَقَاءِ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ رَغْمَ أَنَّنَا نَاقِصُونَ. وَبِوَاسِطَةِ ٱلْفِدْيَةِ، سَيُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَصِيرَ أَبْرَارًا تَمَامًا. تَخَيَّلْ كَمْ سَتَكُونُ ٱلْحَيَاةُ رَائِعَةً عِنْدَمَا يَعِيشُ كُلُّ مَنْ ‹يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِٱلِٱبْنِ› إِلَى ٱلْأَبَدِ! (يو ٦:٤٠) فَإِلٰهُنَا ٱلْمُحِبُّ وَٱلْحَكِيمُ يَهْوَهُ سَيُعِيدُ ٱلْكَمَالَ إِلَى ٱلْبَشَرِ كَمَا قَصَدَ فِي ٱلْبِدَايَةِ. وَبَعْدَئِذٍ سَيَصِيرُ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ». — ١ كو ١٥:٢٨.
١٩ (أ) كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِلْفِدْيَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «وَاصِلِ ٱلْبَحْثَ عَنِ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ».) (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٩ يَدْفَعُنَا تَقْدِيرُنَا لِلْفِدْيَةِ أَنْ نَبْذُلَ كُلَّ جُهْدِنَا لِنُخْبِرَ ٱلْآخَرِينَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةِ ٱلثَّمِينَةِ. فَٱلنَّاسُ يَجِبُ أَنْ يَعْرِفُوا أَنَّ إِلٰهَنَا ٱلْمُحِبَّ يَهْوَهَ زَوَّدَ ٱلْفِدْيَةَ لِيُعْطِيَ ٱلنَّاسَ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ. لٰكِنَّ فَوَائِدَ ٱلْفِدْيَةِ هِيَ أَكْثَرُ مِنْ ذٰلِكَ بِكَثِيرٍ. فَهِيَ تُعَالِجُ ٱلْمَسَائِلَ ٱلَّتِي أَثَارَهَا ٱلشَّيْطَانُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ. وَهٰذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
-
-
الفدية هبة كاملة من الآببرج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٧ | شباط (فبراير)
-
-
اَلْفِدْيَةُ هِبَةٌ كَامِلَةٌ مِنَ ٱلْآبِ
‹كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ هِيَ مِنَ ٱلْآبِ›. — يع ١:١٧.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٤٨، ١٠٩
١ أَيُّ بَرَكَاتٍ تَجْلُبُهَا ٱلْفِدْيَةُ؟
كَثِيرَةٌ هِيَ ٱلْبَرَكَاتُ ٱلَّتِي تَجْلُبُهَا فِدْيَةُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. فَهِيَ تَفْتَحُ ٱلطَّرِيقَ لِأَبْنَاءِ آدَمَ ٱلطَّائِعِينَ كَيْ يَصِيرُوا فِي ٱلنِّهَايَةِ جُزْءًا مِنْ عَائِلَةِ ٱللّٰهِ، وَيَعِيشُوا بِسَعَادَةٍ إِلَى ٱلْأَبَدِ. لٰكِنَّ فِدْيَةَ يَسُوعَ لَا تَجْلُبُ ٱلْبَرَكَاتِ لِلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ فَقَطْ، بَلْ تُعَالِجُ أَيْضًا مَسَائِلَ تَهُمُّ كُلَّ مَنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ. — عب ١:٨، ٩.
٢ (أ) أَيُّ مَسَائِلَ ذَكَرَهَا يَسُوعُ فِي صَلَاتِهِ تَهُمُّ كُلَّ مَنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) مَاذَا سَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٢ قَبْلَ نَحْوِ سَنَتَيْنِ مِنْ مَوْتِ يَسُوعَ وَتَقْدِيمِهِ ٱلْفِدْيَةَ، عَلَّمَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُصَلُّوا قَائِلِينَ: «أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ». (مت ٦:٩، ١٠) وَسَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ عَلَاقَةَ ٱلْفِدْيَةِ بِتَقْدِيسِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ، مَلَكُوتِهِ، وَإِتْمَامِ قَصْدِهِ. وَهٰذَا سَيَزِيدُ تَقْدِيرَنَا لَهَا.
«لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ»
٣ مَاذَا يُمَثِّلُ ٱسْمُ يَهْوَهَ، وَكَيْفَ أَسَاءَ ٱلشَّيْطَانُ إِلَيْهِ؟
٣ فِي بِدَايَةِ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ، طَلَبَ يَسُوعُ أَنْ يَتَقَدَّسَ ٱسْمُ يَهْوَهَ. وَهٰذَا ٱلِٱسْمُ يُمَثِّلُ يَهْوَهَ بِحَدِّ ذَاتِهِ بِمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَعَظَمَةٍ وَقَدَاسَةٍ. وَفِي صَلَاةٍ أُخْرَى، دَعَاهُ يَسُوعُ «ٱلْآبَ ٱلْقُدُّوسَ». (يو ١٧:١١) وَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ قُدُّوسٌ، فَكُلُّ مَبَادِئِهِ وَشَرَائِعِهِ بَارَّةٌ وَمُقَدَّسَةٌ. وَلٰكِنْ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، شَكَّكَ ٱلشَّيْطَانُ بِمَكْرٍ فِي حَقِّ يَهْوَهَ أَنْ يَضَعَ ٱلْمَقَايِيسَ لِلْبَشَرِ. وَقَالَ أَكَاذِيبَ تُسِيءُ إِلَى ٱسْمِهِ أَوْ سُمْعَتِهِ. — تك ٣:١-٥.
٤ كَيْفَ سَاهَمَ يَسُوعُ فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ؟
٤ بِٱلْمُقَابِلِ، أَحَبَّ يَسُوعُ ٱسْمَ يَهْوَهَ كَثِيرًا وَسَاهَمَ فِي تَقْدِيسِهِ. (يو ١٧:٢٥، ٢٦) فَمِنْ خِلَالِ تَعَالِيمِهِ وَتَصَرُّفَاتِهِ، سَاعَدَ ٱلنَّاسَ لِيَعْرِفُوا أَنَّ مَقَايِيسَ يَهْوَهَ بَارَّةٌ وَأَنَّ كُلَّ مَا يَطْلُبُهُ مِنَّا هُوَ لِخَيْرِنَا. (اقرإ المزمور ٤٠:٨-١٠.) وَمَعَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ عَرَّضَ يَسُوعَ لِلتَّعْذِيبِ وَٱلْمَوْتِ ٱلْمُؤْلِمِ، بَقِيَ يَسُوعُ وَلِيًّا لِأَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ. وَهٰكَذَا بَرْهَنَ أَنَّ بِإِمْكَانِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْكَامِلِ أَنْ يُطِيعَ يَهْوَهَ حَتَّى تَحْتَ أَصْعَبِ ٱلظُّرُوفِ.
٥ كَيْفَ نُسَاهِمُ فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ؟
٥ وَكَيْفَ نُظْهِرُ نَحْنُ أَيْضًا أَنَّنَا نُحِبُّ ٱسْمَ يَهْوَهَ؟ مِنْ خِلَالِ سُلُوكِنَا. فَيَهْوَهُ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَكُونَ قُدُّوسِينَ. (اقرأ ١ بطرس ١:١٥، ١٦.) وَيَعْنِي ذٰلِكَ أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ وَنُطِيعَهُ بِكُلِّ قَلْبِنَا حَتَّى لَوْ تَعَرَّضْنَا لِلِٱضْطِهَادِ. وَعِنْدَمَا نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا لِنَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ ٱلْبَارَّةِ، ‹يُضِيءُ نُورُنَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ› وَنُمَجِّدُ بِٱلتَّالِي ٱسْمَ يَهْوَهَ. (مت ٥:١٤-١٦) كَمَا نُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ وَأَنَّ شَرَائِعَ يَهْوَهَ هِيَ لِخَيْرِنَا. لٰكِنَّنَا جَمِيعًا نَاقِصُونَ. لِذٰلِكَ، عِنْدَمَا نُخْطِئُ، يَجِبُ أَنْ نَتُوبَ تَوْبَةً صَادِقَةً وَنَتَوَقَّفَ عَنْ فِعْلِ مَا يُسِيءُ إِلَى ٱسْمِ يَهْوَهَ. — مز ٧٩:٩.
٦ لِمَاذَا يَعْتَبِرُنَا يَهْوَهُ أَبْرَارًا مَعَ أَنَّنَا نَاقِصُونَ؟
٦ سَوَاءٌ كُنَّا مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَوْ مِنَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›، يَغْفِرُ يَهْوَهُ أَخْطَاءَنَا إِذَا آمَنَّا بِفِدْيَةِ يَسُوعَ. وَعِنْدَمَا نَنْذُرُ أَنْفُسَنَا لِيَهْوَهَ، يَقْبَلُنَا بَيْنَ عُبَّادِهِ وَيَعْتَبِرُنَا أَبْرَارًا. فَهُوَ يُبَرِّرُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ كَأَبْنَاءٍ لَهُ، وَيُبَرِّرُ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› كَأَصْدِقَاءَ لَهُ. (يو ١٠:١٦؛ رو ٥:١، ٢؛ يع ٢:٢١-٢٥) إِذًا، تُتِيحُ لَنَا ٱلْفِدْيَةُ ٱلْآنَ أَنْ نَتَمَتَّعَ بِعَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ مَعَ يَهْوَهَ وَنُسَاهِمَ فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِهِ.
«لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ»
٧ مَا هِيَ بَرَكَاتُ ٱلْفِدْيَةِ ٱلَّتِي سَنَنَالُهَا تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
٧ قَالَ يَسُوعُ بَعْدَ ذٰلِكَ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ: «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ». وَمَا عَلَاقَةُ ٱلْفِدْيَةِ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟ إِنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ هُوَ حُكُومَةٌ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ يَسُوعَ وَ ٠٠٠,١٤٤ مُخْتَارِينَ مِنَ ٱلْبَشَرِ. وَعَلَى أَسَاسِ ٱلْفِدْيَةِ، يُقَامُ هٰؤُلَاءِ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ لِيَكُونُوا مُلُوكًا وَكَهَنَةً مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ. (رؤ ٥:٩، ١٠؛ ١٤:١) وَهُمْ سَيَحْكُمُونَ مَعَهُ أَلْفَ سَنَةٍ. وَخِلَالَ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ، سَيَنْعَمُ ٱلْبَشَرُ ٱلطَّائِعُونَ بِبَرَكَاتِ ٱلْفِدْيَةِ. فَٱلْأَرْضُ سَتَتَحَوَّلُ إِلَى فِرْدَوْسٍ وَٱلْبَشَرُ سَيَبْلُغُونَ ٱلْكَمَالَ. وَهٰكَذَا يَصِيرُ كُلُّ خُدَّامِ ٱللّٰهِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ عَائِلَةً وَاحِدَةً. (رؤ ٥:١٣؛ ٢٠:٦) وَسَيَسْحَقُ يَسُوعُ رَأْسَ ٱلشَّيْطَانِ وَيُزِيلُ كُلَّ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي سَبَّبَهَا. — تك ٣:١٥.
٨ (أ) كَيْفَ سَاعَدَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَعْرِفُوا أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَلَكُوتِ؟ (ب) كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُؤَيِّدُ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟
٨ عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، سَاعَدَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَعْرِفُوا أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَلَكُوتِ. فَبَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ مُبَاشَرَةً، رَاحَ يُبَشِّرُ فِي كُلِّ مَكَانٍ «بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ». (لو ٤:٤٣) وَقَبْلَ أَنْ يَعُودَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، أَوْصَى تَلَامِيذَهُ أَنْ يَكُونُوا شُهُودًا لَهُ «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (اع ١:٦-٨) وَٱلْيَوْمَ، يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. وَهٰذَا يَسْمَحُ لِلنَّاسِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا عَنِ ٱلْفِدْيَةِ وَيَصِيرُوا مِنْ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ. وَنَحْنُ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُؤَيِّدُ ٱلْمَلَكُوتَ عِنْدَمَا نُسَاعِدُ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَنْ يَكْرِزُوا بِٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. — مت ٢٤:١٤؛ ٢٥:٤٠.
«لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ»
٩ لِمَاذَا نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُتَمِّمُ قَصْدَهُ لِلْبَشَرِ؟
٩ مَاذَا عَنَى يَسُوعُ عِنْدَمَا قَالَ: «لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ»؟ إِنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْخَالِقُ، وَمَا يَعِدُ بِهِ يَتَحَقَّقُ دَائِمًا. (اش ٥٥:١١) وَهُوَ لَنْ يَسْمَحَ لِتَمَرُّدِ ٱلشَّيْطَانِ أَنْ يُفْشِلَ قَصْدَهُ لِلْبَشَرِ. فَقَدْ أَرَادَ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ أَنْ تَمْتَلِئَ ٱلْأَرْضُ أَوْلَادًا كَامِلِينَ مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ. (تك ١:٢٨) وَلَوْ مَاتَا دُونَ أَنْ يُنْجِبَا أَوْلَادًا، لَفَشِلَ قَصْدُ ٱللّٰهِ. لِذٰلِكَ عِنْدَمَا أَخْطَآ، سَمَحَ لَهُمَا أَنْ يُنْجِبَا ٱلْأَوْلَادَ. ثُمَّ زَوَّدَ ٱلْفِدْيَةَ وَأَعْطَى كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهَا ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَصِيرَ كَامِلًا وَيَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. فَيَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْبَشَرَ وَيُرِيدُ أَنْ يَعِيشُوا ٱلْحَيَاةَ ٱلْحُلْوَةَ ٱلَّتِي قَصَدَهَا لَهُمْ فِي ٱلْبِدَايَةِ.
١٠ كَيْفَ تُفِيدُ ٱلْفِدْيَةُ ٱلنَّاسَ ٱلَّذِينَ مَاتُوا؟
١٠ وَلٰكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلْبَلَايِينِ ٱلَّذِينَ مَاتُوا دُونَ أَنْ يَعْرِفُوا يَهْوَهَ وَيَخْدُمُوهُ؟ عَلَى أَسَاسِ ٱلْفِدْيَةِ، سَيُقِيمُ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْمُحِبُّ ٱلْمَوْتَى وَيُعْطِيهِمِ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا عَنْهُ وَيَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ. (اع ٢٤:١٥) وَلِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ يَنْبُوعُ ٱلْحَيَاةِ، سَيَصِيرُ أَبًا لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يُقِيمُهُمْ. (مز ٣٦:٩) كَمْ هُوَ مُلَائِمٌ إِذًا أَنْ يُعَلِّمَنَا يَسُوعُ أَنْ نُصَلِّيَ: «أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ»! (مت ٦:٩) وَقَدْ أَوْكَلَ يَهْوَهُ إِلَى يَسُوعَ دَوْرًا مُهِمًّا فِي إِقَامَةِ ٱلْمَوْتَى. (يو ٦:٤٠، ٤٤) وَفِي ٱلْفِرْدَوْسِ، سَيُتَمِّمُ يَسُوعُ دَوْرَهُ بِأَنْ يَكُونَ «ٱلْقِيَامَةَ وَٱلْحَيَاةَ». — يو ١١:٢٥.
١١ مَاذَا يَشَاءُ يَهْوَهُ بِخُصُوصِ ‹ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ›؟
١١ يُظْهِرُ يَهْوَهُ كَرَمَهُ لِكُلِّ ٱلنَّاسِ وَلَيْسَ لِأَشْخَاصٍ قَلِيلِينَ فَقَطْ. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ: «مَنْ يَفْعَلُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ فَذَاكَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي». (مر ٣:٣٥) وَيَهْوَهُ يَشَاءُ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى عِبَادَتِهِ «جَمْعٌ كَثِيرٌ» لَا يُحْصَى مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱلْأَلْسِنَةِ. وَهٰؤُلَاءِ يُؤْمِنُونَ بِٱلْفِدْيَةِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُطِيعُوا يَهْوَهَ. وَهُمْ يُسَبِّحُونَ يَهْوَهَ قَائِلِينَ: «نَحْنُ مَدِينُونَ بِٱلْخَلَاصِ لِإِلٰهِنَا ٱلْجَالِسِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ». — رؤ ٧:٩، ١٠.
١٢ مَاذَا تُعَلِّمُنَا صَلَاةُ يَسُوعَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةُ عَنْ قَصْدِ يَهْوَهَ لِلْبَشَرِ؟
١٢ تُعَلِّمُنَا صَلَاةُ يَسُوعَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ يَهْوَهَ وَقَصْدِهِ لِلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ. أَوَّلًا، يَجِبُ أَنْ نَبْذُلَ كُلَّ جُهْدِنَا لِنُقَدِّسَ ٱسْمَ يَهْوَهَ وَنُكْرِمَهُ. (اش ٨:١٣) زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ خَلَاصَنَا بِوَاسِطَةِ ٱلْفِدْيَةِ يُكْرِمُ ٱسْمَ يَهْوَهَ أَيْضًا. وَهٰذَا يَنْسَجِمُ مَعَ مَعْنَى ٱسْمِ يَسُوعَ: «يَهْوَهُ خَلَاصٌ». ثَانِيًا، تُتِيحُ لَنَا ٱلْفِدْيَةُ أَنْ نَتَمَتَّعَ بِبَرَكَاتٍ كَثِيرَةٍ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَثَالِثًا، تُؤَكِّدُ لَنَا ٱلصَّلَاةُ ٱلنَّمُوذَجِيَّةُ أَنْ لَا شَيْءَ يَمْنَعُ يَهْوَهَ مِنْ إِتْمَامِ مَشِيئَتِهِ. — مز ١٣٥:٦؛ اش ٤٦:٩، ١٠.
كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِلْفِدْيَةِ؟
١٣ مَاذَا تُظْهِرُ مَعْمُودِيَّتُنَا؟
١٣ إِنَّ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ ٱلَّتِي نُظْهِرُ بِهَا تَقْدِيرَنَا لِلْفِدْيَةِ هِيَ ٱلِٱنْتِذَارُ وَٱلْمَعْمُودِيَّةُ. فَذٰلِكَ يُظْهِرُ أَنَّنَا صِرْنَا «لِيَهْوَهَ». (رو ١٤:٨) وَبِمَعْمُودِيَّتِنَا نَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يُعْطِيَنَا ضَمِيرًا طَاهِرًا. (١ بط ٣:٢١) وَٱسْتِجَابَةً لِهٰذَا ٱلطَّلَبِ، يُطَهِّرُنَا يَهْوَهُ بِدَمِ ٱلْمَسِيحِ. وَبِمَا أَنَّهُ ضَحَّى بِٱبْنِهِ مِنْ أَجْلِنَا، فَنَحْنُ وَاثِقُونَ مِئَةً فِي ٱلْمِئَةِ أَنَّهُ سَيَفِي بِكُلِّ وُعُودِهِ. — رو ٨:٣٢.
كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِلْفِدْيَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٣، ١٤.)
١٤ لِمَاذَا أَوْصَانَا يَهْوَهُ أَنْ نُحِبَّ قَرِيبَنَا؟
١٤ وَبِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ أُخْرَى نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِلْفِدْيَةِ؟ نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يَفْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ، وَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتَمَثَّلَ بِهِ كُلُّ عُبَّادِهِ. (١ يو ٤:٨-١١) لِذٰلِكَ، عِنْدَمَا نُحِبُّ ٱلْآخَرِينَ، وَخُصُوصًا إِخْوَتَنَا، نُبَرْهِنُ أَنَّنَا ‹أَبْنَاءُ أَبِينَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ›. (مت ٥:٤٣-٤٨) فَأَهَمُّ وَصِيَّتَيْنِ هُمَا أَنْ نُحِبَّ يَهْوَهَ وَنُحِبَّ قَرِيبَنَا. (مت ٢٢:٣٧-٤٠) وَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نُظْهِرَ مَحَبَّتَنَا لِلنَّاسِ عِنْدَمَا نُبَشِّرُهُمْ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. وَحِينَ نُحِبُّ قَرِيبَنَا، نَعْكِسُ مَجْدَ يَهْوَهَ وَتَصِيرُ مَحَبَّتُنَا لَهُ ‹كَامِلَةً›. — ١ يو ٤:١٢، ٢٠.
يَهْوَهُ يُبَارِكُنَا بِوَاسِطَةِ ٱلْفِدْيَةِ
١٥ (أ) أَيَّةُ بَرَكَاتٍ نَنَالُهَا مِنْ يَهْوَهَ ٱلْآنَ؟ (ب) أَيَّةُ بَرَكَاتٍ تَنْتَظِرُنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
١٥ يُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ يَغْفِرُ لَنَا خَطَايَانَا أَوْ ‹يَمْحُوهَا› تَمَامًا إِذَا آمَنَّا بِٱلْفِدْيَةِ. (اقرإ الاعمال ٣:١٩-٢١.) وَكَمَا رَأَيْنَا، يَتَبَنَّى يَهْوَهُ خُدَّامَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ كَأَوْلَادٍ لَهُ. (رو ٨:١٥-١٧) أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى «ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ»، فَقَدْ جَهَّزَ يَهْوَهُ لَهُمْ شَهَادَةَ ٱلتَّبَنِّي، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ. وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ عِنْدَمَا يَصِيرُونَ كَامِلِينَ وَيَنْجَحُونَ فِي ٱلِٱمْتِحَانِ ٱلْأَخِيرِ، سَيُوَقِّعُ ٱلشَّهَادَةَ وَيَتَبَنَّاهُمْ كَأَوْلَادٍ لَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (رو ٨:٢٠، ٢١؛ رؤ ٢٠:٧-٩) وَمَحَبَّةُ يَهْوَهَ لِكُلِّ أَبْنَائِهِ ٱلْأَعِزَّاءِ سَتَسْتَمِرُّ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ، وَبَرَكَاتُ ٱلْفِدْيَةِ سَتَدُومُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. (عب ٩:١٢) فَهٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةُ لَنْ تَخْسَرَ قِيمَتَهَا أَبَدًا، وَلَنْ يَسْتَطِيعَ أَحَدٌ أَنْ يَحْرِمَنَا مِنْهَا.
١٦ مِمَّ تُحَرِّرُنَا ٱلْفِدْيَةُ؟
١٦ لَا يَقْدِرُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَمْنَعَ كُلَّ ٱلتَّائِبِينَ بِصِدْقٍ أَنْ يُصْبِحُوا فِي ٱلنِّهَايَةِ جُزْءًا مِنْ عَائِلَةِ يَهْوَهَ. فَيَسُوعُ مَاتَ عَنَّا «مَرَّةً لَا غَيْرُ». وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ ٱلْفِدْيَةَ دُفِعَتْ كَامِلًا. (عب ٩:٢٤-٢٦) فَهِيَ تُزِيلُ كُلِّيًّا ٱلْحُكْمَ بِٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وَرِثْنَاهُ عَنْ آدَمَ، وَتُفْسِحُ لَنَا ٱلْمَجَالَ لِنَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَبِفَضْلِهَا نَتَحَرَّرُ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ لِعَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ وَلَا نَعُودُ نَخَافُ مِنَ ٱلْمَوْتِ. — عب ٢:١٤، ١٥.
١٧ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِيكَ مَحَبَّةُ يَهْوَهَ؟
١٧ إِنَّ وُعُودَ يَهْوَهَ تَتَحَقَّقُ دَائِمًا. فَكَمَا أَنَّ قَوَانِينَ ٱلطَّبِيعَةِ لَا تَتَغَيَّرُ، كَذٰلِكَ يَهْوَهُ لَا يَتَغَيَّرُ وَلَنْ يُخَيِّبَ أَمَلَنَا أَبَدًا. (مل ٣:٦) وَهُوَ لَمْ يُعْطِنَا هِبَةَ ٱلْحَيَاةِ فَقَطْ، بَلْ بَرْهَنَ أَنَّهُ يُحِبُّنَا. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «نَحْنُ أَنْفُسُنَا عَرَفْنَا مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ لَنَا وَآمَنَّا بِهَا. اَللّٰهُ مَحَبَّةٌ». (١ يو ٤:١٦) وَقَرِيبًا، سَتَصِيرُ ٱلْأَرْضُ فِرْدَوْسًا جَمِيلًا وَسَيَعْكِسُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ. وَسَيُقَدِّمُ كُلُّ مَنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلتَّسْبِيحَ لِيَهْوَهَ قَائِلِينَ: «اَلْبَرَكَةُ وَٱلْمَجْدُ وَٱلْحِكْمَةُ وَٱلشُّكْرُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلْقُوَّةُ وَٱلْقُدْرَةُ لِإِلٰهِنَا إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ! آمِينَ». — رؤ ٧:١٢.
-