مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يهوه اله القصد
    برج المراقبة ١٩٩٤ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • يهوه اله القصد

      ‏«كما قصدتُ يصير وكما نويتُ يثبت.‏» —‏ اشعياء ١٤:‏٢٤‏.‏

      ١،‏ ٢ ماذا يقول كثيرون عن القصد من الحياة؟‏

      يسأل الناس في كل مكان:‏ «ما هو القصد من الحياة؟‏» ذكر قائد سياسي غربي:‏ «هنالك اشخاص اكثر من ايّ وقت مضى يسألون:‏ ‹مَن نحن؟‏ وما هو قصدنا؟‏›» عندما استطلعَت صحيفة رأي الاحداث في سؤال عمّا هو القصد من الحياة،‏ كانت الاجوبة النموذجية:‏ «فعل ما يرغب فيه قلبكم.‏» «التمتع بكل لحظة الى الحد الاقصى.‏» «العيش بمرح وترف.‏» «انجاب الاولاد،‏ السعادة ثم الموت.‏» لقد شعرت الاغلبية بأن هذه الحياة هي كل ما هنالك.‏ ولم يتكلم شخص عن ايّ قصد طويل الامد من الحياة على الارض.‏

      ٢ وقال عالم كونفوشيوسي:‏ «يكمن المعنى الجوهري للحياة في وجودنا العادي والبشري.‏» ووفقا لذلك،‏ سيظل البشر يولدون،‏ يكافحون طوال ٧٠ او ٨٠ سنة،‏ ثم يموتون ويصيرون غير موجودين الى الابد.‏ وقال عالِم مؤيد للتطور:‏ «قد نتوق الى جواب ‹اسمى› —‏ ولكن لا يوجد جواب.‏» وبالنسبة الى مؤيدي التطور هؤلاء،‏ الحياة هي صراع من اجل البقاء،‏ والموت ينهيها كلها.‏ ففلسفات كهذه تقدِّم نظرة يائسة الى الحياة.‏

      ٣،‏ ٤ كيف تؤثر احوال العالم في الطريقة التي بها ينظر كثيرون الى الحياة؟‏

      ٣ يشك كثيرون في ان يكون للحياة قصد عندما يرون ان الوجود البشري ممتلئ شقاء كثيرا جدا.‏ وفي وقتنا،‏ اذ يُفترض ان الانسان بلغ ذروة الانجاز الصناعي والعلمي،‏ نجد في العالم نحو بليون شخص مريض على نحو خطير او مصاب بسوء التغذية.‏ وملايين الاطفال يموتون كل سنة من اسباب كهذه.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ فاق عدد قتلى الحرب في هذا القرن الـ‍ ٢٠ مجموع العدد الذي كان للاربعمئة سنة السابقة بأربعة اضعاف.‏ وهنالك الجريمة،‏ العنف،‏ اساءة استعمال المخدِّرات،‏ انهيار العائلة،‏ الأيدز والامراض الاخرى المنتقلَة جنسيا —‏ وتزداد قائمة العوامل السلبية.‏ وليست لدى قادة العالم حلول لهذه المشاكل.‏

      ٤ بالنظر الى ظروف كهذه،‏ عبَّرت احدى النساء عما يعتقده كثيرون:‏ «ليس هنالك قصد من الحياة.‏ وإذا كانت كل هذه الامور الردية تحدث،‏ فعندئذ لا تعني الحياة الكثير.‏» وقال رجل مسنّ:‏ «كنت اسأل معظم حياتي لماذا انا هنا.‏ وإذا كان هنالك قصد،‏ فأنا لم اعد مهتما.‏» وهكذا لأن الحشود لا تعرف سبب سماح اللّٰه بالألم،‏ تجعلهم احوال العالم المحزنة دون رجاء حقيقي للمستقبل.‏

      ٥ لماذا تزيد اديان هذا العالم التشويش حول القصد من الحياة؟‏

      ٥ وحتى القادة الدينيون منقسمون،‏ وغير واثقين،‏ في ما يتعلق بالقصد من الحياة.‏ قال اسقف سابق لكاتدرائية سانت پول في لندن:‏ «لقد كافحتُ كل حياتي لأجد القصد من العيش.‏ .‏ .‏ .‏ وفشلت.‏» صحيح ان رجال دين كثيرين يعلِّمون انه عند الموت يذهب الصالحون الى السماء والاردياء الى هاوية نارية الى الابد.‏ لكنَّ هذه النظرة لا تزال تترك الجنس البشري على الارض ليستمر في مسلكه الذي يشوبه القلق.‏ وإذا كان قصد اللّٰه ان يجعل الناس يحيَون في السماء،‏ فلماذا لم يعملهم مخلوقات سماوية من البدء،‏ كما عمل الملائكة،‏ ويجنِّب بالتالي البشر عذابا كثيرا؟‏ وهكذا فإن التشويش الكثير في ما يتعلق بالقصد من الحياة على الارض او رفض الاعتقاد ان لها ايّ قصد هو امر شائع.‏

      اله القصد

      ٦،‏ ٧ ماذا يخبرنا الكتاب المقدس عن المتسلط الكوني؟‏

      ٦ لكنَّ اكثر الكتب توزيعا في التاريخ،‏ الكتاب المقدس،‏ يخبرنا ان يهوه،‏ المتسلط في الكون،‏ هو اله القصد.‏ ويظهر لنا،‏ في الواقع،‏ ان له قصدا طويل الامد وأبديا للجنس البشري على الارض.‏ وعندما يقصد يهوه شيئا ما،‏ يتحقق ذلك بالتأكيد.‏ وتماما كما يجعل المطر الزرع ينبت،‏ يقول اللّٰه،‏ «هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي.‏ لا ترجع اليَّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما ارسلتها له.‏» (‏اشعياء ٥٥:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فمهما يقل يهوه يُنجَز،‏ «يثبت.‏» —‏ اشعياء ١٤:‏٢٤‏.‏

      ٧ ويمكننا نحن البشر ان نثق كاملا بأن الكلي القدرة يفي بوعوده،‏ لأن اللّٰه «منزَّه عن الكذب.‏» (‏تيطس ١:‏٢؛‏ عبرانيين ٦:‏١٨‏)‏ وعندما يقول لنا انه سيفعل شيئا،‏ تكون كلمته الضمان انه سيحصل.‏ كما لو انه تمَّ.‏ فهو يعلن:‏ «انا اللّٰه وليس آخر.‏ الإله وليس مثلي.‏ مخبر منذ البدء بالاخير ومنذ القديم بما لم يفعل قائلا رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي .‏ .‏ .‏ قد تكلَّمت فأجريه.‏ قضيت فأفعله.‏» —‏ اشعياء ٤٦:‏٩-‏١١‏.‏

      ٨ هل يمكن ان يوجد اللّٰه للذين يريدون بإخلاص ان يعرفوه؟‏

      ٨ وعلاوة على ذلك،‏ «لا يشاء [يهوه] ان يَهلِك اناس بل ان يقبل الجميع الى التوبة.‏» (‏٢ بطرس ٣:‏٩‏)‏ ولهذا السبب،‏ لا يريد ان يكون ايّ شخص جاهلا اياه.‏ فقد قال نبي اسمه عَزَريا:‏ «إن (‏بحثتم عن [اللّٰه])‏ يوجد لكم وإن تركتموه يترككم.‏» (‏٢ أخبار الايام ١٥:‏١،‏ ٢‏)‏ ولذلك فإن الذين يريدون بإخلاص ان يعرفوا اللّٰه ومقاصده يمكنهم بالتأكيد ان يفعلوا ذلك اذا بذلوا الجهد للبحث عنه.‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ ماذا زُوِّد للذين يريدون ان يعرفوا اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكِّننا من فعله البحثُ في كلمة اللّٰه؟‏

      ٩ البحث اين؟‏ لقد زوَّد اللّٰه كلمته،‏ الكتاب المقدس،‏ للذين يبحثون عنه بإخلاص.‏ وبروحه القدوس،‏ القوة الفعالة عينها التي استخدمها ليخلق الكون،‏ وجَّه اللّٰه رجالا امناء ليدوِّنوا ما نحتاج الى معرفته عن مقاصده.‏ مثلا،‏ قال الرسول بطرس في ما يتعلق بنبوة الكتاب المقدس:‏ «لم تأتِ نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلَّم اناس اللّٰه القديسون مسوقين من الروح القدس.‏» (‏٢ بطرس ١:‏٢١‏)‏ وبشكل مماثل،‏ اعلن الرسول بولس:‏ «كل الكتاب هو موحى به من اللّٰه ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر.‏ لكي يكون انسان اللّٰه (‏مؤهَّلا تماما،‏ مجهَّزا كاملا)‏ لكل عمل صالح.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ١ تسالونيكي ٢:‏١٣‏.‏

      ١٠ لاحظوا ان كلمة اللّٰه تمكِّننا من ان نكون ‹(‏مؤهَّلين تماما،‏ مجهَّزين كاملا‏)‏،‏› لا جزئيا او بشكل غير كامل.‏ وهي تُمكِّن المرء من ان يكون متأكدا بشأن مَن هو اللّٰه،‏ ما هي مقاصده،‏ وما يتطلبه من خدامه.‏ وهذا ما يُتوقع من كتاب الَّفه اللّٰه.‏ وهو المصدر الوحيد الذي يمكننا ان نبحث فيه لنيل المعرفة الدقيقة عن اللّٰه.‏ (‏امثال ٢:‏١-‏٥؛‏ يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ وبفعل ذلك،‏ «لا نكون في ما بعد اطفالا مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر الى مكيدة الضلال.‏» (‏افسس ٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وعبَّر المرنم الملهم عن النظرة اللائقة:‏ «سراج لرجلي كلامك [اللّٰه] ونور لسبيلي.‏» —‏ مزمور ١١٩:‏١٠٥‏.‏

      تُكشَف تدريجيا

      ١١ كيف كشف يهوه عن مقاصده نحو الجنس البشري؟‏

      ١١ عند البداية عينها للعائلة البشرية،‏ كشف يهوه عن مقاصده نحو هذه الارض والبشر الذين عليها.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦-‏٣٠‏)‏ ولكن عندما رفض ابوانا الاوَّلان سلطان اللّٰه،‏ سقط الجنس البشري في ظلام وموت روحيَّين.‏ (‏رومية ٥:‏١٢‏)‏ لكنَّ يهوه عرف انه سيكون هنالك اشخاص يريدون ان يخدموه.‏ ولذلك كشف تدريجيا على مرّ القرون عن مقاصده لخدامه الامناء.‏ وبعض الذين اتَّصل بهم هم اخنوخ (‏تكوين ٥:‏٢٤؛‏ يهوذا ١٤،‏ ١٥‏)‏،‏ نوح (‏تكوين ٦:‏٩،‏ ١٣‏)‏،‏ ابرهيم (‏تكوين ١٢:‏١-‏٣‏)‏،‏ وموسى (‏خروج ٣١:‏١٨؛‏ ٣٤:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏.‏ كتب عاموس نبي اللّٰه:‏ «ان السيد الرب لا يصنع امرا الا وهو يعلن سرَّه لعبيده الأنبياء.‏» —‏ عاموس ٣:‏٧؛‏ دانيال ٢:‏٢٧،‏ ٢٨‏.‏

      ١٢ كيف القى يسوع ضوءا اضافيا على مقاصد اللّٰه؟‏

      ١٢ وعندما كان ابن اللّٰه،‏ يسوع المسيح،‏ على الارض بعد نحو ٠٠٠‏,٤ سنة من العصيان في عدن،‏ كُشفت تفاصيل اضافية كثيرة عن مقاصد يهوه.‏ وكان الامر كذلك خصوصا في ما يتعلق بقصد اللّٰه ان يؤسِّس ملكوتا سماويا ليحكم على الارض.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ لقد جعل يسوع هذا الملكوت محور تعليمه.‏ (‏متى ٤:‏١٧؛‏ ٦:‏١٠‏)‏ وعلَّم هو وتلاميذه انه في ظل الملكوت،‏ سيتم قصد اللّٰه الاصلي للارض وللجنس البشري.‏ وستتحوَّل الارض الى فردوس يسكنه بشر كاملون يعيشون الى الابد.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٩؛‏ متى ٥:‏٥؛‏ لوقا ٢٣:‏٤٣؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣؛‏ رؤيا ٢١:‏٤‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ اظهر يسوع وتلاميذه ما سيحدث في هذا العالم الجديد بالعجائب التي مكَّنهم اللّٰه من انجازها.‏ —‏ متى ١٠:‏١،‏ ٨؛‏ ١٥:‏٣٠،‏ ٣١؛‏ يوحنا ١١:‏٢٥-‏٤٤‏.‏

      ١٣ في ما يتعلق بتعاملات اللّٰه مع الجنس البشري،‏ ايّ تغيير حدث في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م؟‏

      ١٣ في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ بعد ٥٠ يوما من موت يسوع،‏ سُكب روح اللّٰه على جماعة أتباع المسيح.‏ فحلَّت محل اسرائيل الخائنة بصفتها شعب عهد يهوه.‏ (‏متى ٢١:‏٤٣؛‏ ٢٧:‏٥١؛‏ اعمال ٢:‏١-‏٤‏)‏ وسَكْب الروح القدس في تلك المناسبة كان دليلا على ان اللّٰه سيكشف،‏ من هذا الوقت فصاعدا،‏ الحقائق المتعلقة بمقاصده بواسطة هذه الوكالة الجديدة.‏ (‏افسس ٣:‏١٠‏)‏ وخلال القرن الاول الميلادي،‏ تأسست البنية التنظيمية للجماعة المسيحية.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٢:‏٢٧-‏٣١؛‏ افسس ٤:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      ١٤ كيف يمكن لطالبي الحق ان يحدِّدوا هوية الجماعة المسيحية الحقيقية؟‏

      ١٤ ويستطيع طالبو الحق اليوم ان يحدِّدوا هوية الجماعة المسيحية الحقيقية من خلال اعرابها الثابت عن صفة اللّٰه الرئيسية،‏ المحبة.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨،‏ ١٦‏)‏ وفي الواقع،‏ ان المحبة الاخوية سمة محدِّدة لهوية المسيحية الحقيقية.‏ قال يسوع:‏ «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضا لبعض.‏» «هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم.‏» (‏يوحنا ١٣:‏٣٥؛‏ ١٥:‏١٢‏)‏ وذكَّر يسوع سامعيه:‏ «انتم (‏اصدقائي)‏ إن فعلتم ما اوصيكم به.‏» (‏يوحنا ١٥:‏١٤‏)‏ وهكذا،‏ فإن خدام اللّٰه الحقيقيين هم الذين يعيشون ناموس المحبة.‏ فهم لا يتكلَّمون عنه فقط،‏ لأن «الايمان بدون اعمال ميت.‏» —‏ يعقوب ٢:‏٢٦‏.‏

      التنوير

      ١٥ ممَّ يمكن ان يكون خدام اللّٰه متأكدين؟‏

      ١٥ سبق يسوع وأنبأ انه بمرور الوقت،‏ سيجري تنوير الجماعة المسيحية الحقيقية اكثر فأكثر في ما يتعلق بمقاصد اللّٰه.‏ ووعد أتباعه:‏ «المعزِّي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي .‏ .‏ .‏ هو يعلِّمكم كل شيء.‏» (‏يوحنا ١٤:‏٢٦‏)‏ وقال يسوع ايضا:‏ «ها انا معكم كل الايام الى (‏اختتام نظام الاشياء)‏.‏» (‏متى ٢٨:‏٢٠‏)‏ لذلك فالتنوير المتعلق بالحق عن اللّٰه ومقاصده يتزايد بين خدام اللّٰه.‏ نعم،‏ «سبيل الصديقين .‏ .‏ .‏ كنور مشرق يتزايد وينير الى النهار الكامل.‏» —‏ امثال ٤:‏١٨‏.‏

      ١٦ ماذا يخبرنا تنويرنا الروحي بشأن اين نحن في ما يتعلق بمقاصد اللّٰه؟‏

      ١٦ والنور الروحي اليوم مشرق اكثر من ايّ وقت مضى،‏ لأننا في الوقت الذي يتم فيه او يوشك ان يتم الكثير من نبوات الكتاب المقدس.‏ وتُظهر هذه اننا نعيش في «الايام الاخيرة» لنظام الاشياء الشرير هذا.‏ انها فترة الوقت التي تُدعى «اختتام نظام الاشياء»؛‏ وسيتبعها عالم اللّٰه الجديد.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥،‏ ١٣؛‏ متى ٢٤:‏٣-‏١٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وكما سبق دانيال وأنبأ،‏ فإن ملكوت اللّٰه السماوي ‹سيسحق قريبا ويفني كل هذه الممالك [الموجودة الآن] وهو يثبت الى الابد.‏› —‏ دانيال ٢:‏٤٤‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ اية نبوات عظيمة تتم الآن؟‏

      ١٧ وبين النبوات التي تتم الآن هنالك النبوة المسجَّلة في العدد ١٤ من متى الاصحاح ٢٤ ‏.‏ قال يسوع هناك:‏ «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.‏ ثم يأتي المنتهى.‏» وحول الارض كلها،‏ يقوم ملايين من شهود يهوه بهذا العمل الكرازي بالملكوت.‏ وتنضم اليهم مئات الآلاف من الاشخاص كل سنة.‏ وهذا انسجاما مع النبوة في اشعياء ٢:‏٢،‏ ٣‏،‏ التي تقول انه ‹في آخر ايام› هذا العالم الشرير،‏ سيأتي اشخاص من امم كثيرة الى عبادة يهوه الحقة،‏ ‹فيعلِّمهم من طرقه ويسلكون في سبله.‏›‏

      ١٨ ويتقاطر هؤلاء الجدد الى عبادة يهوه «كسحاب،‏» كما سبق اشعياء وأنبأ في الاصحاح ٦٠،‏ العدد ٨ ‏.‏ ويضيف العدد ٢٢،‏ ‏:‏ «الصغير يصير الفا والحقير امة قوية.‏ انا الرب في وقته اسرع به.‏» ويُظهر الدليل ان ذلك الوقت هو الآن.‏ ويمكن للجدد ان يكونوا واثقين انهم بمعاشرة شهود يهوه انما يتَّصلون بالجماعة المسيحية الحقيقية.‏

      ١٩ لماذا نقول ان الجدد الذين يعاشرون شهود يهوه يأتون الى الجماعة المسيحية الحقيقية؟‏

      ١٩ لماذا يمكننا ان نقول ذلك بيقين؟‏ لأن هؤلاء الجدد،‏ مع ملايين كانوا قبلا ضمن هيئة يهوه،‏ نذروا حياتهم للّٰه ويفعلون مشيئته.‏ ويشمل ذلك العيش انسجاما مع ناموس المحبة الالهية.‏ وكأحد الادلّة على ذلك،‏ يطبع هؤلاء المسيحيون ‹سيوفهم سككا ورماحهم مناجل ولا يتعلَّمون الحرب في ما بعد.‏› (‏اشعياء ٢:‏٤‏)‏ وجميع شهود يهوه في كل العالم يفعلون ذلك لأنهم يمارسون المحبة.‏ ويعني ذلك انهم لا يستطيعون ابدا ان يرفعوا اسلحة حربية واحدهم على الآخر او على ايّ شخص آخر.‏ وهم يمتازون بذلك —‏ على خلاف اديان العالم.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١ يوحنا ٣:‏١٠-‏١٢،‏ ١٥‏)‏ ولا يشتركون في القومية المسبِّبة للخلاف،‏ لأنهم يشكِّلون اخوَّة عالمية تعززها المحبة —‏ «رباط كامل للوحدة.‏» —‏ كولوسي ٣:‏١٤‏،‏ ع‌ج؛‏ متى ٢٣:‏٨؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

      الاغلبية تختار عدم المعرفة

      ٢٠،‏ ٢١ لماذا الاغلبية الساحقة للجنس البشري هي في ظلام روحي؟‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏

      ٢٠ فيما يشرق النور الروحي بين خدام اللّٰه،‏ يغرق باقي سكان الارض في ظلمة روحية اعظم من ايّ وقت مضى.‏ فهم لا يعرفون يهوه ولا مقاصده.‏ وقد وصف نبي اللّٰه هذا الوقت عندما قال:‏ «ها هي الظلمة تغطي الارض والظلام الدامس الامم.‏» (‏اشعياء ٦٠:‏٢‏)‏ وذلك لأن الناس لا يُظهرون اهتماما مخلصا بالتعلّم عن اللّٰه،‏ ولا يُظهرون رغبة في محاولة ارضائه.‏ قال يسوع:‏ «هذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم وأحبَّ الناس الظلمة اكثر من النور لأن اعمالهم كانت شريرة.‏ لأن كل من يعمل السيِّئات يبغض النور ولا يأتي الى النور لئلا توبَّخ اعماله.‏» —‏ يوحنا ٣:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ٢١ ولا يهتم بإخلاص افراد كهؤلاء باكتشاف مشيئة اللّٰه.‏ وعوضا عن ذلك،‏ يركِّزون حياتهم على فعل مشيئتهم الخاصة.‏ وبتجاهل مشيئة اللّٰه،‏ يضعون انفسهم في موقف خطير،‏ لأن كلمته تعلن:‏ «مَن يحوِّل اذنه عن سماع الشريعة فصلاته ايضا مكرهة.‏» (‏امثال ٢٨:‏٩‏)‏ وسيتحمَّلون عواقب مسلكهم المختار.‏ كتب الرسول بولس:‏ «لا تضلوا.‏ اللّٰه لا يشمخ عليه.‏ فإن الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا.‏» —‏ غلاطية ٦:‏٧‏.‏

      ٢٢ ماذا تفعل الآن الجموع التي تريد ان تعرف اللّٰه؟‏

      ٢٢ ولكن هنالك جموع تريد ان تعرف مشيئة اللّٰه،‏ تبحث عنه بإخلاص،‏ وتقترب اليه.‏ «اقتربوا الى اللّٰه فيقترب اليكم،‏» تقول يعقوب ٤:‏٨‏.‏ قال يسوع عن اشخاص كهؤلاء:‏ «من يَفعل الحق .‏ .‏ .‏ يُقبل الى النور لكي تظهر اعماله انها باللّٰه معمولة.‏» (‏يوحنا ٣:‏٢١‏)‏ ويا لَلمستقبل الرائع الذي يقصده اللّٰه لاولئك الذين يأتون الى النور!‏ ومقالتنا التالية ستناقش الآمال المثيرة.‏

  • ثقوا بأن يهوه يتمِّم قصده
    برج المراقبة ١٩٩٤ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • ثقوا بأن يهوه يتمِّم قصده

      ‏«الصدِّيقون يرثون الارض ويسكنونها الى الأبد.‏» —‏ مزمور ٣٧:‏٢٩‏.‏

      ١ ما هو قصد يهوه للبشر ولهذه الارض؟‏

      عندما خلق يهوه ابوينا الاوَّلين،‏ آدم وحواء،‏ صنعهما كاملَين.‏ وخلقهما لكي يتمكنا من العيش الى الابد على هذه الارض —‏ اذا اطاعا شرائعه.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦،‏ ٢٧؛‏ ٢:‏١٧‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ وضعهما اللّٰه في محيط فردوسي.‏ (‏تكوين ٢:‏٨،‏ ٩‏)‏ وقال لهما يهوه:‏ «أثمروا واكثروا واملأوا الارض وأخضعوها.‏» (‏تكوين ١:‏٢٨‏)‏ وهكذا كانت ذريتهما ستنتشر اخيرا في كل الارض،‏ وكان هذا الكوكب سيصير فردوسا ممتلئا جنسا بشريا كاملا وسعيدا.‏ فيا للبداية الرائعة التي كانت للعائلة البشرية!‏ «رأى اللّٰه كل ما عمله فإذا هو حسن جدا.‏» —‏ تكوين ١:‏٣١‏.‏

      ٢ ايّ سؤالَين تثيرهما حالة الشؤون البشرية؟‏

      ٢ لكنَّ حالة الشؤون البشرية التي وُجدت طوال آلاف السنين تختلف عن قصد اللّٰه الاصلي.‏ فالجنس البشري مبتعد كثيرا عن الكمال وهو قطعا غير سعيد.‏ وأحوال العالم مؤلمة،‏ وكما جرى التنبؤ،‏ ازدادت سوءًا بشكل مثير في زمننا.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥،‏ ١٣‏)‏ ولذلك كيف يمكننا ان نكون واثقين بأن قصد اللّٰه للبشر سيتحقق في المستقبل القريب؟‏ وهل ستمر فترات زمنية طويلة اضافية بأحوال مؤلمة مستمرة؟‏

      ماذا جعل الاحوال تسوء؟‏

      ٣ لماذا لم ينهِ يهوه فورا تمرد البشر؟‏

      ٣ يعرف اولئك الذين لديهم المعرفة الدقيقة من كلمة اللّٰه الموحى بها لماذا يسمح يهوه بهذه الاحوال الرديئة على الارض.‏ وهم يعرفون ايضا ماذا سيفعل بشأنها.‏ فقد تعلَّموا،‏ من رواية الكتاب المقدس،‏ ان ابوَينا الأوَّلين اساءا استعمال عطية الاختيار الحر الرائعة التي كان اللّٰه قد اعطاها للبشر.‏ (‏قارنوا ١ بطرس ٢:‏١٦‏.‏)‏ واختارا على نحو خاطئ مسلك الاستقلال عن اللّٰه.‏ (‏تكوين،‏ الاصحاحان ٢ و ٣‏)‏ فأثار تمردهما اسئلة ذات اهمية عظمى،‏ مثل:‏ هل للمتسلط الكوني الحق في ان يسود البشر؟‏ هل حكمه هو الافضل لهم؟‏ هل يمكن للحكم البشري ان ينجح بدون اشراف اللّٰه؟‏ ان الطريقة الاكيدة لايجاد الاجوبة عن هذه الاسئلة كانت بجعل قرون من الحكم البشري تمر.‏ وكانت النتائج ستُظهِر دون ايّ شك ما اذا كان في وسع البشر ان ينجحوا بمعزل عن صانعهم.‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ ماذا كانت نتيجة رفض البشر لحكم اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ ماذا اظهر مرور الوقت بشكل حاسم؟‏

      ٤ عندما ترك آدم وحواء اللّٰه،‏ لم يعد يدعمهما في حالة الكمال.‏ ودون دعمه،‏ تدهورت صحتهما.‏ وكانت النتيجة النقص،‏ الشيخوخة،‏ والموت اخيرا.‏ وبواسطة قوانين الوراثة،‏ نقل ابوانا الاوَّلان هذه الميزات السلبية الى كل المتحدرين منهما،‏ بمَن فيهم نحن.‏ (‏رومية ٥:‏١٢‏)‏ وماذا عن نتيجة آلاف السنين من الحكم البشري؟‏ لقد كان ذلك مدمِّرا،‏ تماما كما تذكر بالحق الجامعة ٨:‏٩‏:‏ «يتسلَّط انسان على انسان لضرر نفسه.‏»‏

      ٥ اظهر مرور الوقت بشكل حاسم انه ليست للبشر قدرة على توجيه شؤونهم بنجاح بمعزل عن خالقهم.‏ اعلن ارميا،‏ كاتب في الكتاب المقدس الموحى به:‏ «عرفت يا رب انه ليس للانسان طريقه.‏ ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته.‏» —‏ ارميا ١٠:‏٢٣؛‏ تثنية ٣٢:‏٤،‏ ٥؛‏ جامعة ٧:‏٢٩‏.‏

      قصد اللّٰه لم يتغيَّر

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ هل غيَّرت آلاف السنين من التاريخ قصد يهوه؟‏ (‏ب)‏ ما هو المشمول بقصد يهوه؟‏

      ٦ هل غيَّر مرور آلاف السنين من التاريخ البشري —‏ الممتلئ شرًا وألمًا الى حد بعيد —‏ قصد اللّٰه؟‏ تذكر كلمته:‏ «هكذا قال الرب خالق السموات هو اللّٰه.‏ مصوِّر الارض وصانعها.‏ هو قرَّرها.‏ لم يخلقها باطلا.‏ للسكن صوَّرها.‏» (‏اشعياء ٤٥:‏١٨‏)‏ لذلك صوَّر اللّٰه الارض ليسكنها البشر،‏ وهذا لا يزال قصده.‏

      ٧ لم يخلق يهوه الارض للسكن فحسب بل قصد ايضا ان تصير فردوسا ليتمتع به الناس الكاملون والسعداء.‏ ولهذا السبب سبق الكتاب المقدس وانبأ بأنه ستكون هنالك ‹ارض جديدة،‏› مجتمع بشري جديد،‏ «يسكن فيها البر.‏» (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ وفي الرؤيا ٢١:‏٤‏،‏ تخبرنا كلمة اللّٰه انه في عالمه الجديد «سيمسح اللّٰه كل دمعة من عيون [الجنس البشري] والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد.‏» ولأسباب كهذه تمكَّن يسوع من التكلم عن هذا العالم الجديد القادم على الارض بصفته «الفردوس.‏» —‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏.‏

      ٨ لماذا يمكننا ان نكون على يقين من ان يهوه سيتمِّم قصده؟‏

      ٨ ولأن يهوه هو خالق الكون الكلي القدرة والكلي الحكمة،‏ لا احد يمكنه ان يحبط قصده.‏ «قد حلف (‏يهوه)‏ الجنود قائلا انه كما قصدتُ يصير وكما نويتُ يثبت.‏» (‏اشعياء ١٤:‏٢٤‏)‏ وهكذا عندما يقول اللّٰه انه سيجعل هذه الارض فردوسا يسكنه اشخاص كاملون،‏ سيحدث ذلك.‏ قال يسوع:‏ «طوبى للودعاء.‏ لأنهم يرثون الارض.‏» (‏متى ٥:‏٥‏؛‏ قارنوا المزمور ٣٧:‏٢٩‏.‏)‏ ويمكننا ان نكون على يقين من اتمام هذا الوعد.‏ وفي الواقع،‏ يمكننا ان نجازف بحياتنا من اجله.‏

      وثقوا بيهوه

      ٩ ماذا فعل ابرهيم مما اظهر ثقته بيهوه؟‏

      ٩ هنالك اشخاص كثيرون خائفون اللّٰه جازفوا بحياتهم على مرّ التاريخ في ما يتعلق بقصد اللّٰه للأرض لأنهم كانوا مقتنعين بأنه سيتممه.‏ وعلى الرغم من ان معرفتهم ربما كانت محدودة،‏ وثقوا باللّٰه وبنوا حياتهم على فعل مشيئته.‏ مثلا،‏ كان هنالك ابرهيم،‏ الذي عاش قبل ان مشى يسوع على الارض بنحو ٠٠٠‏,٢ سنة —‏ قبل ان ابتدأت كتابة الكتاب المقدس بوقت طويل.‏ لقد وثق بأن يهوه يتمِّم وعوده.‏ وتعلَّم ابرهيم على الارجح عن الخالق من سَلَفه الامين سام،‏ الذي علَّمه نوح.‏ لذلك عندما قال اللّٰه لابرهيم ان ينتقل من اور الكلدانيين المزدهرة الى ارض كنعان الغريبة والخطرة،‏ عرف هذا الاب الجليل انه بإمكانه الوثوق بيهوه،‏ ولذلك ذهب.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٨‏)‏ وفي وقت باكر،‏ اخبره يهوه:‏ «اجعلك امة عظيمة.‏» —‏ تكوين ١٢:‏٢‏.‏

      ١٠،‏ ١١ لماذا كان ابرهيم مستعدا ليقدِّم ابنه الوحيد،‏ اسحق؟‏

      ١٠ وماذا حدث بعد ان وُلد اسحق لإبرهيم؟‏ ذكر يهوه لإبرهيم انه بواسطة اسحق سينمو المتحدرون منه الى امة عظيمة.‏ (‏تكوين ٢١:‏١٢‏)‏ ولذلك لا بد انه بدا تناقضا فعلا عندما امر يهوه ابرهيم،‏ امتحانا لايمانه،‏ ان يقدِّم ابنه اسحق ذبيحة.‏ (‏تكوين ٢٢:‏٢‏)‏ لكنَّ ابرهيم،‏ بثقة تامة بيهوه،‏ اتَّخذ الخطوات للاذعان،‏ آخذا في الواقع سكينه ليذبح اسحق.‏ وفي اللحظة الاخيرة،‏ ارسل اللّٰه ملاكا ليمنع ابرهيم.‏ —‏ تكوين ٢٢:‏٩-‏١٤‏.‏

      ١١ لماذا كان ابرهيم طائعا الى هذا الحد؟‏ تكشف العبرانيين ١١:‏١٧-‏١٩‏:‏ «بالايمان قدَّم ابرهيم اسحق وهو مجرَّب.‏ قدَّم الذي قبِل المواعيد وحيدَه الذي قيل له انه بإسحق يدعى لك نسل.‏ اذ حسِب ان اللّٰه قادر على الاقامة من الاموات ايضا الذين منهم اخذه ايضا في مثال.‏» وبشكل مماثل تذكر رومية ٤:‏٢٠،‏ ٢١‏:‏ «لا بعدم ايمان ارتاب [ابرهيم] في وعد اللّٰه .‏ .‏ .‏ تيقَّن ان ما وعد [اللّٰه] به هو قادر ان يفعله ايضا.‏»‏

      ١٢ كيف كوفئ ابرهيم بسبب ايمانه؟‏

      ١٢ وكوفئ ابرهيم بسبب ايمانه ليس فقط باستبقاء اسحق حيا وبتحدُّر «امة عظيمة» منه بل ايضا بطريقة اخرى.‏ قال اللّٰه لابرهيم:‏ «يتبارك في نسلك جميع امم الارض.‏ من اجل انك سمعت لقولي.‏» (‏تكوين ٢٢:‏١٨‏)‏ كيف؟‏ سيأتي مَلك ملكوت اللّٰه السماوي من سلالة ابرهيم.‏ وسيمحو هذا الملكوت من الوجود هذا العالم الشرير الذي تحت سلطة الشيطان.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤؛‏ رومية ١٦:‏٢٠؛‏ رؤيا ١٩:‏١١-‏٢١‏)‏ ثم،‏ في ارض مطهَّرة تحت حكم الملكوت،‏ سيجري نشر الفردوس في كل الارض،‏ والاشخاص من ‹جميع الامم› الذين يفعلون مشيئة اللّٰه سيتمتعون بالصحة الكاملة والحياة الى الابد.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ ومع ان ابرهيم امتلك معرفة محدودة فقط عن الملكوت،‏ تطلَّع الى تأسيسه،‏ واثقا باللّٰه.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏١٠‏.‏

      ١٣،‏ ١٤ لماذا وثق ايوب باللّٰه؟‏

      ١٣ بعد مئات عديدة من السنين،‏ كان هنالك ايوب،‏ الذي عاش بين القرنين الـ‍ ١٧ والـ‍ ١٦ ق‌م في ما هو الآن شبه جزيرة العرب.‏ وقد عاش ايضا قبل ان ابتدأت كتابة الكتاب المقدس.‏ وكان ايوب «كاملا ومستقيما يتَّقي اللّٰه ويحيد عن الشر.‏» (‏ايوب ١:‏١‏)‏ وعندما ابتلى الشيطان ايوب بمرض كريه ومؤلم،‏ فإن هذا الرجل الامين «لم يخطئ .‏ .‏ .‏ بشفتيه» خلال محنته.‏ (‏ايوب ٢:‏١٠‏)‏ لقد وثق ايوب باللّٰه.‏ وإذ لم يعرف التفاصيل في ما يتعلق بالسبب الذي لأجله كان يتألم الى هذا الحد،‏ جازف بحياته من اجل اللّٰه ووعوده.‏

      ١٤ عرف ايوب انه،‏ وإن مات،‏ يستطيع اللّٰه ان يعيده يوما ما الى الحياة بالقيامة.‏ وأشار الى هذا الرجاء عندما قال ليهوه اللّٰه:‏ «ليتك تواريني في الهاوية [المدفن] .‏ .‏ .‏ وتعيِّن لي اجلا فتذكرني.‏ إن مات رجل أفيحيا .‏ .‏ .‏ تدعو فأنا اجيبك.‏» (‏ايوب ١٤:‏١٣-‏١٥‏)‏ ورغم كربه،‏ اظهر ايوب الايمان بسلطان يهوه،‏ ذاكرا:‏ «حتى أُسلم الروح لا اعزل كمالي عني.‏» —‏ ايوب ٢٧:‏٥‏.‏

      ١٥ كيف عبَّر داود عن ثقته بقصد يهوه؟‏

      ١٥ بعد ايوب بنحو ستة قرون وقبل مجيء يسوع الى الارض بألف سنة تقريبا،‏ عبَّر داود عن ثقته بعالم جديد.‏ قال في المزمور:‏ «الذين ينتظرون الرب هم يرثون الارض.‏ بعد قليل لا يكون الشرير .‏ .‏ .‏ اما الودعاء فيرثون الارض ويتلذَّذون في كثرة السلامة.‏ الصدِّيقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد.‏» وبسبب رجائه الثابت،‏ حثّ داود:‏ «اتَّكل على الرب .‏ .‏ .‏ وتلذَّذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك.‏» —‏ مزمور ٣٧:‏٣،‏ ٤،‏ ٩-‏١١،‏ ٢٩‏.‏

      ١٦ ايّ رجاء كان ‹لسحابة عظيمة من الشهود›؟‏

      ١٦ وعلى مر القرون،‏ كان للرجال والنساء الامناء هذا الرجاء عينه للحياة الابدية على الارض.‏ وقد ألَّفوا في الواقع «سحابة من الشهود» الذين جازفوا حرفيا بحياتهم من اجل وعود يهوه.‏ فكثيرون من هؤلاء الشهود القدماء ليهوه عُذِّبوا وقُتلوا بسبب ايمانهم،‏ «لكي ينالوا قيامة افضل.‏» وكيف ذلك؟‏ في العالم الجديد،‏ سيكافئهم اللّٰه بقيامة افضل وأمل الحياة الابدية.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ عبرانيين ١١:‏٣٥؛‏ ١٢:‏١‏.‏

      شهود مسيحيون يثقون باللّٰه

      ١٧ الى ايّ حد وثق مسيحيو القرن الاول بثبات بيهوه؟‏

      ١٧ في القرن الاول الميلادي،‏ كشف يهوه للجماعة المسيحية المؤسسة حديثا تفاصيل اضافية تتعلق بالملكوت وحكمه على الارض.‏ مثلا،‏ اوحى روحه الى الرسول يوحنا بأن يكتب ان العدد الذي سيقترن بيسوع المسيح في ملكوت السماء سيكون ٠٠٠‏,١٤٤.‏ وهؤلاء سيكونون خداما امناء للّٰه «اشتروا من بين الناس.‏» (‏رؤيا ٧:‏٤؛‏ ١٤:‏١-‏٤‏)‏ «وسيملكون» على الارض مع المسيح في السماء.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٤-‏٦‏)‏ وهكذا وثق مسيحيو القرن الاول هؤلاء بثبات بأن يهوه يتمِّم قصده في ما يتعلق بالملكوت السماوي وحيزه الارضي الى حد انهم كانوا مستعدين لبذل حياتهم في سبيل ايمانهم.‏ وكثيرون منهم فعلوا ذلك.‏

      ١٨ كيف يقتدي شهود يهوه اليوم بنظرائهم قبل زمن طويل؟‏

      ١٨ واليوم،‏ لدى نحو خمسة ملايين شاهد ليهوه الثقة عينها باللّٰه كنظرائهم الذين عاشوا قبلهم بقرون.‏ وقد جازف ايضا هؤلاء الشهود العصريون بحياتهم من اجل وعود اللّٰه.‏ لقد نذروا حياتهم له ولديهم الكتاب المقدس الكامل ليقوِّي ايمانهم.‏ ‏(‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٤-‏١٧‏)‏ ويقتدي شهود يهوه العصريون هؤلاء بأتباع يسوع في القرن الاول الذين اعلنوا انهم ‹يطيعون اللّٰه كحاكم اكثر من الناس.‏› (‏اعمال ٥:‏٢٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ وفي هذا القرن اضطُهد بوحشية كثيرون من هؤلاء الشهود المسيحيين.‏ وقُتل البعض منهم ايضا بسبب ايمانهم.‏ وقد مات آخرون بسبب مرض،‏ حادث،‏ او شيخوخة.‏ لكنهم،‏ كالشهود الامناء في الازمنة الماضية،‏ وثقوا باللّٰه لأنهم عرفوا انه سيعيدهم الى الحياة في عالمه الجديد بالقيامة.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ اعمال ٢٤:‏١٥؛‏ رؤيا ٢٠:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ١٩،‏ ٢٠ ماذا ندرك بشأن نبوة الكتاب المقدس لزمننا؟‏

      ١٩ يدرك شهود يهوه كاملا ان جلبهم من كل الامم الى اخوَّة عالمية أُنبئ به مسبقا منذ زمن طويل في نبوة الكتاب المقدس.‏ (‏اشعياء ٢:‏٢-‏٤؛‏ رؤيا ٧:‏٤،‏ ٩-‏١٧‏)‏ ويجعلهم يهوه يقومون بعمل كرازة عالمي ليُجمع الى رضاه وحمايته اشخاص مستقيمو القلوب آخرون ايضا.‏ (‏امثال ١٨:‏١٠؛‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ رومية ١٠:‏١٣‏)‏ ويضع جميع هؤلاء ثقتهم التامة في يهوه،‏ عارفين انه سيُدخل قريبا عالمه الجديد الرائع.‏ —‏ قارنوا ١ كورنثوس ١٥:‏٥٨؛‏ عبرانيين ٦:‏١٠‏.‏

      ٢٠ تشير نبوات الكتاب المقدس ان عالم الشيطان هو الآن في ايامه الاخيرة منذ نحو ٨٠ سنة،‏ منذ السنة البالغة الاهمية ١٩١٤.‏ ويقترب هذا العالم الى نهايته.‏ (‏رومية ١٦:‏٢٠؛‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٤؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ ولذلك يتشجع شهود يهوه لأنهم يدركون انه قريبا،‏ سيسيطر ملكوت اللّٰه كاملا على كل شؤون الارض.‏ وبإنهاء هذا العالم الشرير الحاضر وإدخال عالمه الجديد البار،‏ سيزيل اللّٰه كاملا الحالة السيئة التي وُجدت على الارض لقرون كثيرة.‏ —‏ امثال ٢:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

      ٢١ لماذا يمكننا ان نفرح بصرف النظر عن المشاكل الحاضرة؟‏

      ٢١ ثم،‏ طوال الابدية،‏ سيُظهر اللّٰه عنايته العظيمة بنا بإغداق بركات تفعل اكثر بكثير من مجرد التعويض عن اية اذية أُلحقت بنا في الماضي.‏ فستحدث لنا امور جيدة كثيرة في العالم الجديد بحيث ان مشاكلنا السابقة ستتلاشى من الذاكرة.‏ وكم هي معزِّية المعرفة ان يهوه آنذاك ‹سيفتح يده ويشبع كل حيّ رضى.‏› —‏ مزمور ١٤٥:‏١٦؛‏ اشعياء ٦٥:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ٢٢ لماذا يجب ان نضع ثقتنا في يهوه؟‏

      ٢٢ في العالم الجديد،‏ سيرى الجنس البشري الامين اتمام رومية ٨:‏٢١‏:‏ «الخليقة نفسها ايضا ستُعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد اللّٰه.‏» وسيرون اتمام هذه الصلاة التي علَّمها يسوع لأتباعه:‏ «ليأتِ ملكوتُك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.‏» (‏متى ٦:‏١٠‏)‏ لذلك ضعوا ثقتكم التامة في يهوه لأن وعده الاكيد هو:‏ «الصدِّيقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد.‏» —‏ مزمور ٣٧:‏٢٩‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة