-
يهوه اله الازمنة والفصولبرج المراقبة ١٩٨٦ | ١ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
ازمنة وفصول اهم
٤-٦ (أ) ما هو الاهم من معرفة الازمنة والفصول للنشاطات البشرية؟ ولماذا؟ (ب) اية اسئلة ينبغي ان نطرحها؟
٤ ومع ان معرفة الزمن او الفصل مهمة للنشاطات البشرية فثمة امر اهم بكثير: ما هو الزمن او الفصل من وجهة نظر اللّٰه؟ تذكر الجامعة ٣:١: «لكل شيء زمان (معيَّن) ولكل امر تحت السموات وقت.» وفيما يصح ذلك من وجهة النظر البشرية فانه يصح اكثر من وجهة نظر اللّٰه. فله ازمنة وفصول محددة لانجاز قصده. وان لم نجعل حياتنا تنسجم مع هذه الحقيقة، فآنذاك سيتبرهن اخيرا ان كل ترتيب حياتنا للتكيّف وفق الساعات او الروزنامات انما هو عديم الفائدة.
٥ ولماذا الامر هكذا؟ لان يهوه يملك قصدا لهذه الارض وللمخلوقات البشرية عليها، والا لما خلقهم. وان لم ننسق حياتنا وفق هذا القصد فلن يشملنا. وسيجري تنفيذ قصده حتما في الموعد المعين تماما. وهو يصرّح: «هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع اليَّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما ارسلتها له.» اشعياء ٥٥:١١.
٦ ولذلك يلزمنا ان نسأل: ما هو الزمن او الفصل من وجهة نظر يهوه؟ وكيف تتوافق امم وشعوب هذا العالم مع جدول وقته؟ حقا، كيف تتوافقون انتم؟ هل خططتم حياتكم انسجاما مع جدول وقت اللّٰه وقصده؟
هل يتمم هذا العالم قصد اللّٰه؟
٧ اية نظرة يملكها معظم الناس المتدينين، ولكن لماذا تكون بلا جوهر؟
٧ يشعر اناس كثيرون بأن قصد اللّٰه يشملهم لانهم يقولون انهم يؤمنون باللّٰه. ومع ذلك، عندما تطلبون منهم ان يُظهروا لكم من كلمة اللّٰه ما هو هذا القصد، فانهم يعجزون عن ذلك. وهم يمضون في سبيلهم، ومع ذلك يشعرون بأن اللّٰه سيرضى عليهم بطريقة ما. وقد كان لمعظم حكام العالم موقف مشابه على مر القرون. فقد شعروا بأن اللّٰه يحقق قصده من خلالهم بغض النظر عن اعمالهم. ولكنهم هم ايضا يعجزون عن ان يقولوا ما هو هذا القصد.
٨ لماذا هو غير معقول ان نفكر ان الخالق يمكن ان يدعم حكام وشعوب هذا العالم؟
٨ وهل يُظهر الكتاب المقدس ان اللّٰه يدعم هذا العالم، بما فيه الحكام والناس الذين لديهم دين؟ تأملوا في هذا: ان قوة اللّٰه توحي بالرهبة. وقد خلق الكون الذي يشمل بلايين المجرات وكل واحدة تحتوي على بلايين كثيرة من النجوم. (مزمور ١٤٧:٤) واضافة الى ذلك يملك اللّٰه حكمة لامتناهية. فلو كان اللّٰه بقوته وحكمته يدعم الامم، هل كانوا يختبرون كل هذا العنف والحرب والظلم والمعاناة طوال قرون كثيرة؟ وهل يوجّه اللّٰه القادة القوميين والملايين من شعبهم ليذهبوا الى الحرب ويقتلوا قادة قوميين آخرين والملايين من شعبهم ممن يدّعون كذلك بأن اللّٰه يوجههم؟ هل يبدو ذلك معقولا؟
٩ ماذا تقول كلمة اللّٰه انه يجب ان تكون الحالة الروحية لخدامه الحقيقيين؟
٩ يخبرنا الكتاب المقدس في كورنثوس الاولى ١٤:٣٣ ان «اللّٰه ليس اله تشويش بل اله سلام.» واضافة الى ذلك يأمر يهوه اولئك الذين هم حقا شعبه: «ان تقولوا جميعكم قولا واحدا ولا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد.» (١ كورنثوس ١:١٠) ولكن ماذا ان لم يتكيف احد بين شعب اللّٰه وفق هذا المقياس؟ توصي رومية ١٦:١٧: «ان تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات . . . خلافا للتعليم الذي تعلمتموه واعرضوا عنهم.» ولذلك فان الشقاقات والنزاعات القومية والدينية ادلة واضحة على ان اللّٰه لا يدعم هؤلاء الامم والقادة الدينيين وأتباعهم.
١٠، ١١ اية آيات تُظهر مَن يدعم حكام وشعوب هذا العالم؟
١٠ اذاً مَن يدعمهم فعلا؟ تذكر يوحنا الاولى الاصحاح ٣، الاعداد ١٠ الى ١٢: «بهذا اولاد اللّٰه ظاهرون واولاد ابليس. كل من لا يفعل البر فليس من اللّٰه وكذا من لا يحب اخاه. لان هذا هو الخبر الذي سمعتموه من البدء ان يحب بعضنا بعضا. ليس كما كان قايين من الشرير وذبح اخاه.» وكذلك تقول يوحنا الاولى الاصحاح ٤، العدد ٢٠: «ان قال احد اني احب اللّٰه وابغض اخاه فهو كاذب. لان من لا يحب اخاه الذي ابصره كيف يقدر ان يحب اللّٰه الذي لم يبصره.» ولذلك وضع يسوع هذه القاعدة في يوحنا ١٣:٣٥: «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضا لبعض.»
١١ هل ترون ايّ تشابه بين المحبة والوحدة اللتين ينبغي ان توجدا بين خدام اللّٰه الحقيقيين والمسلك الذي اتبعه قادة العالم والناس عموما طوال قرون؟ لقد حصد قتل الناس الدينيين للناس الدينيين الآخرين في قرننا وحده عشرات الملايين من الانفس. وغالبا ما كان الذين يقتلون احدهم الآخر ينتمون الى الدين ذاته! وذلك دليل اكيد على ان اللّٰه لا يدعمهم. وعوض ذلك، كما تُظهر كلمة اللّٰه، ليس داعمهم سوى الشيطان ابليس. ولذلك استطاع الرسول يوحنا ان يقول: «نعلم اننا نحن من اللّٰه والعالم كله قد وضع في الشرير.» (١ يوحنا ٥:١٩) نعم، ان الشيطان هو «اله هذا الدهر.» (٢ كورنثوس ٤:٤) انه القوة خلف قادة وشعوب هذا العالم، الذين تُظهر اعمالهم ان هؤلاء الناس لا يمكن ان يكونوا من اللّٰه.
قصد يهوه للودعاء
١٢، ١٣ ما هو قصد اللّٰه لهذه الارض وللبشر؟
١٢ ولكن عندما خلق يهوه البشر قصد ان تصير الارض كلها فردوسا كجنة عدن، ملآنة شعبا كاملا، مُوحَّدا وسعيدا. (تكوين ١:٢٦-٢٨؛ ٢:١٥، اشعياء ٤٥:١٨) وهذا القصد لم يلغه البشر المتمردون والمخلوقات الروحانية الشريرة. وبما ان يهوه هو ايضا اله ازمنة وفصول فسيتم قصده في الزمن المعيَّن الذي حدده له. ولن يسمح للحكم البشري المستقل عنه بأن يستمر في مقاومة قصده الى ابعد من الزمن الذي سمح به.
١٣ وكانت لدى يسوع ثقة كاملة بقصد يهوه لهذه الارض. قال لفاعل الشرّ الذي اظهر بعض الايمان به: «تكون معي في الفردوس.» (لوقا ٢٣:٤٣) وكان ذلك الفردوس الارضي القادم. وفي مناسبة ابكر كان يسوع قد قال: «طوبى للودعاء. لانهم يرثون الارض.» (متى ٥:٥) وهنا اشار يسوع على الارجح الى الفكرة في المزمور ٣٧:١١ التي تقول: «اما الودعاء فيرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة.»
١٤ اي نوع من الناس سيرثون الارض؟
١٤ فمن هم اولئك الذين سيرثون الارض؟ يذكر المزمور ٣٧:٣٤: «انتظر الرب واحفظ طريقه فيرفعك لترث الارض. الى انقراض الاشرار تنظر.» ويضيف العددان ٣٧، ٣٨: «لاحظ الكامل وانظر المستقيم فان العقب لانسان السلامة. اما الاشرار فيبادون جميعا. عقب الاشرار ينقطع.» وهكذا فان الناس الذين سيرثون الارض ينبغي ان يأتوا الى معرفة يهوه، ويؤمنوا بمواعيده، وان يعتبرهم مستقيمين وبلا عيب لانهم يطيعون شرائعه. وكما تذكر يوحنا الاولى ٢:١٧: «العالم يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيثبت الى الابد.»
١٥ لكي تحدث تغييرات رئيسية عالمية نافعة ما هو احد الامور الحيوية التي ينبغي ان تحدث؟
١٥ ولكنّ حدوث تلك التغييرات يستلزم قلبا هائلا لحالة الشؤون الموجودة الآن. اولا، ان ذلك سيعني ازالة كل انواع الحكم الحاضرة على الارض، لان الحكم البشري لم يجلب قط احوالا مرغوبا فيها. غير ان هذه التغييرات التي تهز الارض انما هي ضمن قدرة يهوه. مثلا، يذكر الكتاب المقدس: «هو يغير (الازمنة والفصول) يعزل ملوكا وينصّب ملوكا.» دانيال ٢:٢١.
عزل المقاومين
١٦، ١٧ (أ) كيف تعامل يهوه مع فرعون الذي قاوم قصده؟ (ب) كيف تأكّدت كلمة يهوه النبوية؟
١٦ تأملوا في ما فعله يهوه للحكام وسلالات الحكام الاقوياء في الماضي، خاصة لمن حاولوا ان يتدخلوا في مقاصده. لقد حُطموا مع امبراطورياتهم وذرَّتهم الرياح كالغبار. مثلا، كان يوجد فرعون مصر الذي استعبد شعب اللّٰه. ولكن كان ليهوه قصد لخدامه فأرسل موسى ليطلب من فرعون اطلاق سراحهم. وعوض ان يفعل فرعون ذلك اعلن بتعجرف: «من هو (يهوه) حتى اسمع لقوله.» وأضاف: «لا اعرف (يهوه) واسرائيل لا اطلقه.» خروج ٥:٢.
١٧ منح يهوه فرعون فرصا كثيرة ليغير فكره. ومع ذلك، مرة تلو الاخرى، كما تقول الخروج ١١:١٠، ع ج، صار فرعون متشددا. ولكنّ يهوه يملك قوة لا تقاوم. وعندما حان زمانه المعيَّن اغرق فرعون وجيوشه في البحر الاحمر. تقول الخروج ١٤:٢٨: «لم يبق منهم ولا واحد.» ومن ناحية اخرى جرت حماية خدام يهوه وتحريرهم. وعلاوة على ذلك، حدث هذا تماما في الزمن الذي سبق فأنبأت به كلمة يهوه النبوية، عند نهاية فترة الـ ٤٠٠ سنة التي تكلم عنها لابرهيم الامين قبل قرون.
١٨ ماذا فعل يهوه لنبوخذنصر ملك بابل؟ ولماذا؟
١٨ ثم كان هنالك نبوخذنصر ملك بابل. فقد تفاخر بقوته وانجازاته كما لو كان الها. ولكنّ دانيال ٤:٣١ تقول انه «والكلمة بعد بفم الملك وقع صوت من السماء قائلا لك يقولون يا نبوخذنصر الملك ان المُلك قد زال عنك.» وأخبره يهوه انه سيُحط كحيوان البر حتى يعلم «ان العلي متسلط في مملكة الناس وانه يعطيها من يشاء،» كما تقول الآية ٣٢. وهذا ما حدث تماما في الزمن الذي قصده يهوه لذلك.
١٩ لماذا اتت دينونة يهوه المضادة على بابل وحاكمها بيلشاصر؟
١٩ وكان بيلشاصر آخر ملك حكم في بابل. وآنذاك كان زمن يهوه لسقوط تلك الامبراطورية الهائلة. ولماذا؟ لان البابليين ابقوا شعب يهوه اسرى وجدفوا على يهوه. ويشرح دانيال الاصحاح ٥ ان بيلشاصر صنع وليمة عظيمة لالف من رسمييه. وبعدئذ كان ان بيلشاصر «امر باحضار آنية الذهب والفضة التي اخرجها نبوخذنصر ابوه من الهيكل ]هيكل يهوه[ الذي في اورشليم . . . وشرب بها الملك وعظماؤه وزوجاته وسراريه.» (دانيال ٥:٢، ٣) ولاحظوا ماذا فعلوا بعدئذ: «كانوا يشربون الخمر ويسبحون آلهة الذهب والفضة والنحاس والحديد والخشب والحجر.» (دانيال ٥:٤) وبالشرب من الآنية المقدسة التي كانت تُستعمل في عبادة يهوه انما سخروا من يهوه وجدفوا عليه. وبعبادتهم آلهتهم الباطلة انما عبدوا الشيطان.
٢٠، ٢١ اية رسالة سلمها دانيال الى بيلشاصر، وكيف تمت؟
٢٠ ولكن في تلك اللحظة حصل امر مرعب. شوهدت اصابع يد تكتب على حائط القصر! فأرعبت الملك كثيرا حتى انه «تغيّرت هيئة الملك وافزعته افكاره وانحلّت خرز حقويه واصطكت ركبتاه.» (دانيال ٥:٦) ولكن لم يستطع احد من مشيري بيلشاصر الدينيين ان يفهم الكتابة، ولذلك دُعي خادم يهوه دانيال لكي يفسرها. فأعلم دانيال الملك ان الرسالة هي من يهوه وهي هذه: «احصى اللّٰه ملكوتك وانهاه. . . . وُزنت بالموازين فوجدت ناقصا. . . . قُسمت مملكتك واعطيت لمادي وفارس.» دانيال ٥:٢٦-٢٨.
٢١ وفي تلك الليلة ذاتها غزت جيوش الماديين والفرس المدينة عبر ابوابها التي تركت مفتوحة باهمال. وكما يختم دانيال ٥:٣٠: «في تلك الليلة قُتل بيلشاصر.» وسمح سقوط بابل لشعب يهوه بأن يعودوا الى موطنهم بعد ٧٠ سنة بالضبط من بدء سبيهم. وكان ذلك حسب جدول مواعيد يهوه تماما، كما أُعلن في ارميا ٢٩:١٠.
٢٢، ٢٣ كيف تعامل يهوه مع الملك هيرودس اغريباس الاول الذي قاوم المسيحيين في القرن الاول؟
٢٢ وفي القرن الاول كان الملك هيرودس اغريباس الاول آخر حاكم على فلسطين التي كانت جزءا من الامبراطورية الرومانية. وسجن هيرودس الرسول بطرس واضطهد مسيحيين آخرين. حتى انه كان قد قتل الرسول يعقوب. (اعمال ١٢:١، ٢) ورتب هيرودس كذلك مصارعات العبيد المميتة وغيرها من الاستعراضات الوثنية. وهذه كلها كذّبت ادعاءه انه عابد للّٰه.
٢٣ ولكن حان بعدئذ زمن يهوه المحدد لاعدام هذا المقاوم. تخبرنا الاعمال ١٢:٢١ الى ٢٣: «في يوم معين لبس هيرودس الحلّة الملوكية وجلس على كرسي الملك وجعل يخاطبهم. فصرخ الشعب هذا صوت اله لا صوت انسان.» فماذا حدث بعدئذ؟ يقول الكتاب المقدس: «ففي الحال ضربه ملاك (يهوه) لانه لم يعط المجد للّٰه. فصار يأكله الدود ومات.» وهذا كان مثالا آخر على عزل يهوه ملوكا، كما تذكر دانيال ٢:٢١.
٢٤ علامَ تشهد هذه الوقائع التاريخية؟
٢٤ تشهد هذه الحوادث التاريخية على ان يهوه يملك ازمنته وفصوله لمقاصده. وهي تُظهر كذلك انه يملك يقينا القدرة والقوة على اتمام قصده ان يحول هذه الارض الى فردوس يسكن فيه البر. ٢ بطرس ٣:١٣.
-
-
ماذا تعني ازمنة يهوه وفصوله ليومنابرج المراقبة ١٩٨٦ | ١ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
١ ماذا يمكننا ان نتعلم من الطريقة التي تعامل بها يهوه مع بعض الحكام في الماضي؟
يشهد سجل التاريخ ان يهوه يستطيع ان «يغير (الازمنة والفصول) يعزل ملوكا وينصب ملوكا.» (دانيال ٢:٢١) وفي القرون الماضية عزل فرعون، نبوخذنصر، بيلشاصر، هيرودس اغريباس الاول وغيرهم عندما لاءم ذلك قصده. «ولكن،» قد يقول البعض، «هذه الحوادث كلها تاريخ قديم. فما علاقتها بنا؟» انها تتعلق كثيرا بنا لان فيها دروسا قوية. وما نتعلمه من هذه الحوادث هو ان يهوه يُنهي حكم قادة العالم عندما يحين زمنه لذلك. وعندما يختار ان يفعل ذلك فانه يُسند السلطة الى حاكم من اختياره.
٢ لأي شيء حان زمن يهوه في ايامنا؟
٢ وفي ايامنا حان ثانية زمن يهوه لكي «يعزل ملوكا وينصب ملوكا.» واذ نصب اللّٰه الآن الملك الذي هو من اختياره سيعزل قريبا كل حكام هذا العالم، اضافة الى كامل نظام الاشياء الذي يسودون عليه. ولماذا؟ لانهم، مثل بيلشاصر ملك بابل القديمة، وُزنوا بالموازين فوجدوا ناقصين. ان الوضع اليوم هو تماما كما كان عندما قال دانيال خادم اللّٰه لبيلشاصر: «أحصى اللّٰه ملكوتك وانهاه.» (دانيال ٥:٢٦، ٢٧) ولذلك فان يهوه في زمننا سوف «يحطم في يوم رجزه ملوكا. يدين بين الامم.» مزمور ١١٠:٥ و ٦.
وجدوا ناقصين
٣، ٤ في ما يتعلق بالسلام كيف وُجد حكام العالم ناقصين في هذا القرن؟
٣ فكيف وُجد الحكام الارضيون ناقصين ازاء التطورات العالمية؟ ينبغي ان يتحملوا قسما رئيسيا من اللوم على ما جرى للعائلة البشرية في وقتنا، الزمن المملوء بالكوارث الذي لا يناظره عصر آخر. مثلا، منذ عام ١٩١٤ فقط قُتل حوالى مئة مليون شخص في شتى الحروب! واليوم تهدد الاسلحة النووية بقاء الحياة على الارض. وفي هذه اللحظة ذاتها هنالك ألوف القذائف النووية، وفرق اطلاقها متأهبة، موجهة الى المراكز السكنية الرئيسية.
٤ وقد قدمت مجلة «العلم» هذا التحليل الرهيب عن الحرب النووية: «في اي تبادل نووي واسع النطاق يكون مرجحا انقراض جزء كبير من الحياة النباتية والحيوانية على الارض. وانقراض الجنس البشري لا يمكن استثناؤه.» وقال رسمي حكومي في اوروبا: «لن تُحصى الخسائر بالمدن بل بالقارات بكاملها.» وذكر رئيس لبلد في اميركا اللاتينية عن كلفة الدفاع: «يُبحر الجنس البشري في سفينة هشة قد تغرق . . . واذا غاصت يمكن ان تأخذ الجميع معها.» ولاحظت صحيفة يابانية: «يبدو ان العالم بعيد عن ]السلام[ اكثر من ايّ وقت في التاريخ.»
٥ و ٦ ما هي الحالة الاقتصادية لبلدان وشعوب كثيرة؟
٥ ومع ذلك تستمر الامم في انفاق المزيد والمزيد على التسلح. وقد ارتفعت الكلفة الآن الى حوالى تريليون دولار في السنة! ويذكر احد المصادر ان العالم ينفق من المال على كل جندي نحو ٥٠ مرة اكثر مما ينفق على كل ولد في السن الدراسية. وتأملوا كذلك في تقرير للامم المتحدة يظهر ان ٤٥٠ مليون شخص على الاقل حول العالم هم جياع، وأعدادهم في تزايد. ويذكر تقرير آخر انه «كل سنة يجوع حتى الموت ما بين ٣٠، ٤٠ مليون شخص» في البلدان المتخلفة. ويقول كذلك ان نحو نصف المائتين هم اولاد دون الخامسة من العمر.
٦ ويقول رسمي حكومي في احد البلدان الكبيرة في اميركا الجنوبية ان «٤٠ في المئة من القوى العاملة تعيش في فقر مدقع.» وفي بلد آخر هناك يؤثر النقص في الاستخدام في ٥١ في المئة من القوة العمالية في عاصمته. ويستنتج احد التقارير: «ان قارة ذات ٢٦٠ مليون نسمة قد غرقت في اعمق فتور اقتصادي لها في نصف قرن.» ولاحظوا كذلك هذه العناوين الصحافية الثلاثة من بلدان مختلفة: «نسبة الفقر تدق ناقوس الخطر.» «نسبة الفقر ترتفع.» «الفقر، اختبار مؤلم.» فهل كانت هذه الاخبار من بلدان متخلفة؟ كلا، كانت من رسميين حكوميين في كندا، الولايات المتحدة، وجمهورية المانيا الاتحادية. نعم، حتى البلدان المدعوة غنية تغوص في المصاعب.
٧ اية ملاحظات جرى التصريح بها عن الجريمة والعنف المتفشيين في زمننا؟
٧ وفي بلدان كثيرة يعكس هذه المشاكل تعاظم الجريمة والعنف والارهاب. مثلا، في الولايات المتحدة، تذكر «المراكز الاتحادية للسيطرة على المرض» أن اكثر من ٠٠٠,٥٠ اميركي يُقتلون او ينتحرون كل سنة! وهكذا استنتجت افتتاحية في «النيويورك تايمز»: «فلت زمام الامور.» وعلقت افتتاحية اخرى: «هذا وقت فوضى دولية.» ولذلك، بالرغم من قرون من الجهد والاختبار والتقدم التكنولوجي، فان حكام العالم عاجزون عن منح كثيرين من شعبهم حاجاتهم الاساسية.
٨ علامَ يشهد سجل التاريخ؟
٨ ان سجل التاريخ، القديم والحديث على السواء، يشهد على ان الانسان من تلقاء نفسه لا يملك الاجوبة. وقيادات هذا العالم السياسية والاقتصادية والدينية لن تستطيع ابدا جلب السلام، الامن، السعادة، الصحة والحياة التي نريدها ونحتاجها. ولذلك يجب ان يمضي هذا العالم! وسيمضي لان ذلك هو ما قصده له يهوه. وسيكون ذلك كما يقول الكتاب المقدس: «قد وُضعت الفأس على اصل الشجر. فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار.» لوقا ٣:٩.
سبب آخر للدينونة
٩ كيف ينظر حكام العالم عموما الى مقاصد يهوه؟
٩ ان الثمر الرديء الذي انتجه هذا العالم وقادته هو احد الاسباب التي من اجلها، بعدما وزن العالم بالموازين، وجده يهوه ناقصا وسيدمره. ولكن هنالك سبب آخر: ان قادة العالم قد اخرجوا يهوه الخالق والمتسلط الكوني من كل اعتباراتهم. فليس لديهم ايّ اهتمام حقيقي بمقاصده او ازمنته وفصوله. ولذلك تقول كورنثوس الاولى ٢:٨ بشكل صحيح عنهم: «(هذه الحكمة ]الالهية[) لم يعلمها احد من عظماء هذا الدهر.» ولذلك ينصحنا المزمور ١٤٦:٣: «لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده.»
١٠، ١١ (أ) ماذا يجب ان يفعله الذين يريدون معرفة يهوه؟ (ب) كيف يستطيع خدام اللّٰه ان يعرفوا ما لا يعرفه الآخرون؟
١٠ وعوض ذلك تحث الامثال ٣:٥، ٦: «توكل على (يهوه) بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد. في كل طرقك اعرفه وهو يقوّم سبلك.» والناس الذين يفعلون ذلك لن يبقوا في اليأس المظلم لهذا العالم. ويهوه سيباركهم بروحه بحيث يأتون الى معرفة مقاصده وأزمنته وفصوله المتعلقة بهم. وكما تقول الاعمال ٥:٣٢، ع ج، يعطي يهوه روحه القدوس «للذين يطيعونه كحاكم.»
١١ ولذلك يعرف خدام اللّٰه ما لا يعرفه حكام هذا العالم. انهم يعرفون مقاصد يهوه وأزمنته وفصوله. وتقول بطرس الاولى ١:١١ ان خدام اللّٰه في الماضي استمروا «باحثين اي وقت او ما الوقت الذي كان يدل عليه (الروح) . . . الذي فيهم.» واذ كان روح اللّٰه يدل على ذلك استطاع الرسول بولس ان يقول للرفقاء العبّاد الحقيقيين: «انكم عارفون (الفصل).» (رومية ١٣:١١) وبما ان خدام يهوه العصريين يطيعونه كحاكم فان روح اللّٰه القدوس يكشف لهم ايضا ما هو الفصل من وجهة نظره. تقول عاموس ٣:٧: «(الرب المتسلط يهوه) لا يصنع امرا الا وهو يعلن سره لعبيده الانبياء.»
سبب آخر ايضا
١٢، ١٣ ما هو السبب القوي الآخر الذي يدل لماذا يجد يهوه هذا العالم وقادته ناقصين؟
١٢ وهذا يقودنا الى سبب آخر ايضا يدل لماذا وجد يهوه هذا العالم وقادته ناقصين وسينهيهم. اذكروا ما فعله في الماضي فرعون، بيلشاصر، هيرودس والحكام الآخرون بخدام يهوه. لقد قاوموهم، اضطهدوهم، وحتى قتلوهم. واعتبر اللّٰه اولئك الحكام مسؤولين عن ذلك.
١٣ والامر مشابه في ايامنا. فقد قاوم شتى حكام العالم خدام يهوه المسالمين واضطهدوهم وحتى قتلوهم. ان هؤلاء الحكام يتكلمون بكلام ضد العلي ويُبلون قديسي العلي. (دانيال ٧:٢٥؛ ١١:٣٦) أما الرواية الملهمة في اشعياء ٥٤:١٧ فتعلن: «كل آلة صوّرت ضدك لا تنجح . . . هذا هو ميراث عبيد (يهوه).» ولذلك سيحط كل المقاومين، تماما كما حصل مع الآخرين في الماضي. ومن ناحية اخرى يعد يهوه بنجاة شعبه وازدهارهم.
الزمن الختامي يقترب
١٤، ١٥ (أ) في اية فترة من الزمن نحيا وأية تحذيرات يجب ان نلتفت اليها؟ (ب) رغم كل جهود قادة العالم ماذا يتقدم بسرعة؟
١٤ اذاً ما هو الزمن من وجهة نظر اللّٰه؟ انه الزمن الختامي لهذا العالم. فشمسه تغرب. وليله يقترب بسرعة. وشتاؤه يكاد يحل به. وكل الدليل اتماما لنبوة الكتاب المقدس وجدول وقت يهوه يُظهر اننا نعيش في «الايام الاخيرة،» في «اختتام نظام الاشياء.» (٢ تيموثاوس ٣:١-٥، متى ٢٤:٣-١٤، ع ج) ولذلك يلزمنا ان نفكر جديا في تحذير يسوع: «صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء.» (متى ٢٤:٢٠) وعندما يأتي ليل هذا العالم، او شتاؤه، سيكون قد فات اوان طلب رضى يهوه.
١٥ والزمن لانهاء هذا العالم الذي يحتقر اللّٰه يتقدم بسرعة. وعندما يأتي سيعزل يهوه بالقوة كل حكام العالم من مراكزهم. فتنتهي خططهم العقيمة واليائسة مهما كانوا مخلصين. صحيح ان الحكام قد يحاولون ابهاج شعوبهم بمعاهدات التسلح وشتى الخطط للسلام والامن، وحتى «بالسنوات المقدسة،» ولكنّ السير نحو الحسم الاخير في حرب اللّٰه هرمجدون يستمر بلا هوادة. رؤيا ١٦:١٣-١٦.
١٦ لمن اعطى يهوه حكم العالم؟
١٦ تذكروا كذلك ان يهوه لا «يعزل ملوكا» وحسب بل «ينصب ملوكا» ايضا. (دانيال ٢:٢١) والاجناد السماوية التي سيستخدمها يهوه لتنفيذ احكامه في هرمجدون سيقودها الحاكم الذي نصبه هو على كل الارض. هذا هو ابنه الامين المسيح يسوع المتسربل الآن بالسلطة والمجد السماويين. والرؤيا ١٩:١٦ تدعوه «ملك الملوك ورب الارباب.» وتقول دانيال ٧:١٤: «أعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة. سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض.» انظروا كذلك دانيال ٢:٤٤.
١٧، ١٨ (أ) ماذا تقول كلمة اللّٰه انه سيحدث لمن لا يعترفون به وبحاكمه المعين على هذه الارض؟ (ب) من كذلك يعرف انه ليس ثمة وقت كثير باق؟
١٧ وبلغة واضحة تخبر كلمة اللّٰه النبوية بما سيحدث للذين لا يعترفون بيهوه وحاكمه المعين على كل الارض. تذكر: «رأيت ملاكا واحدا واقفا في الشمس فصرخ بصوت عظيم قائلا لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء هلم اجتمعي الى عشاء الاله العظيم لكي تأكلي لحوم ملوك ولحوم قواد ولحوم اقوياء ولحوم خيل والجالسين عليها ولحوم الكل حرا وعبدا صغيرا وكبيرا.» رؤيا ١٩:١٧، ١٨.
١٨ وتصف ارميا ٢٥:٣٣ ذلك على هذا النحو: «تكون قتلى الرب في ذلك اليوم من اقصاء الارض الى اقصاء الارض. لا يُندبون ولا يُضمون ولا يُدفنون. يكونون دمنة على وجه الارض.» نعم، انه الزمن الختامي لكامل نظام اشياء الشيطان الفاسد. وهو ايضا يعرف ذلك! فالرؤيا ١٢:١٢ تذكر انه يعلم ان له «زمانا قليلا» باقيا.
اطلبوا يهوه الآن
١٩ اي يوم وفصل مثيرين سيبدأان بعد انهاء هذا النظام؟
١٩ وعندما ينقضي ليل نظام الشيطان، او شتاؤه، ماذا بعدئذ؟ بعدئذ سيكون زمن يهوه لادخال يوم جديد ساطع، فصل ربيع مثير جديد. وسيكون الزمن لبدء نظام يهوه الجديد البار تحت حكم ملكه السماوي، المسيح يسوع. وفي ذلك النظام الجديد لن يوجد عنف وظلم وألم ومرض وموت. وسيُرفع البشر الى الكمال بهدف الحياة الابدية. فيا له من ترقب مثير! مزمور ٣٧:١٠، ١١، ٢٩، رؤيا ٢١:٤.
٢٠، ٢١ كيف يقوم الناس باعداد كبيرة من كل الامم بطلب يهوه الآن؟
٢٠ ولكن قبلما ينتهي هذا النظام، ويبدأ النظام الجديد، انه فصل يهوه لفعل شيء حيوي لودعاء الارض. انه زمنه لجمع اولئك الذين يريدون ان يتعلموا عنه، الذين يريدون ان يخضعوا لمشيئته، والذين ينحنون للملك الذي اختاره. وبفعلهم هذا يصيرون تحت حماية يهوه: «اسم (يهوه) برج حصين. يركض اليه الصديق ويتمنّع.» امثال ١٨:١٠.
٢١ واليوم تقوم اعداد كبيرة من الناس بفعل ذلك وفي الواقع، ملايين منهم. وهم يأتون من كل امة على الارض. وهؤلاء موصوفون في زكريا الاصحاح ٨، الآيتين ٢٠، ٢١: «هكذا قال (يهوه) الجنود سيأتي شعوب بعد وسكان مدن كثيرة. وسكان واحدة يسيرون الى اخرى قائلين لنذهب ذهابا لنترضى وجه (يهوه) ونطلب (يهوه) الجنود.» وتضيف الآية ٢٣: «في تلك الايام ]نعم، في زمننا[ يمسك عشرة رجال من جميع السنة الامم يتمسكون بذيل رجل يهودي ]مسبحي يهوه الممسوحين[ قائلين نذهب معكم لاننا سمعنا ان اللّٰه معكم.»
٢٢ ماذا ينبغي ان نقدّر ونفعل اذا اردنا ان ننجو من يوم سخط يهوه؟
٢٢ فاعبدوا يهوه مع شعبه وتعالوا الى مكان امنه. اشتركوا في اهم عمل يجري على الارض اليوم تجميع وتدريب الذين سينجون من هرمجدون ويحظون بالامل الرائع لزرع فردوس على الارض والعيش فيه الى الابد. قدّروا ما هو الزمن والفصل وافعلوا ما تحث عليه اشعياء ٥٥:٦: «اطلبوا (يهوه) ما دام يوجد ادعوه وهو قريب.» نعم، «اطلبوا (يهوه) يا جميع بائسي الارض الذين فعلوا حكمه. اطلبوا البر. اطلبوا التواضع. لعلكم تسترون في يوم سخط (يهوه).» صفنيا ٢:٣.
-