مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل تعكس مجد اللّٰه؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • هل تعكس مجد اللّٰه؟‏

      ‏«نعكس مجد يهوه كالمرايا».‏ —‏ ٢ كورنثوس ٣:‏١٨‏.‏

      ١ ماذا رأى موسى،‏ وماذا حدث بعدئذ؟‏

      على جبل سيناء،‏ شاهد موسى إثر طلبه طلبا غير اعتيادي إحدى اكثر الرؤى الموحية بالرهبة.‏ فقد سمح له بأن يرى ما لم يره أي إنسان قط:‏ مجد يهوه.‏ طبعا،‏ لم ير موسى يهوه مباشرة،‏ لأن اللّٰه فائق البهاء بحيث إنه ما من إنسان يراه ويعيش.‏ فيهوه وضع ‹راحة يده› على موسى ليستره حتى يمر.‏ ومن الواضح أن يهوه استخدم لهذا الغرض رسولا ملائكيا.‏ ثم سمح يهوه لموسى بأن يرى الوهج الباقي بعد مرور تجلي المجد الإلهيّ،‏ وتكلم معه بواسطة ملاك.‏ يصف الكتاب المقدس ما حصل بعدئذ:‏ «كان لما نزل موسى من جبل سيناء،‏ .‏ .‏ .‏ أن جلد وجهه صار مشعا من مخاطبته له».‏ —‏ خروج ٣٣:‏١٨–‏٣٤:‏٧،‏ ٢٩‏.‏

      ٢ ماذا كتب الرسول بولس عن المجد الذي يعكسه المسيحيون؟‏

      ٢ تخيل أنك كنت على ذلك الجبل مع موسى.‏ فكم هو رائع أن ترى البهاء الأخاذ للإله الكلي القدرة وتسمع كلماته!‏ وما أعظم امتيازك أن تنزل من جبل سيناء جنبا إلى جنب مع موسى،‏ وسيط عهد الشريعة!‏ ولكن هل تعرف أن المسيحيين الحقيقيين يرون مجد اللّٰه ويعكسونه بطريقة تفوق في بعض النواحي تلك التي رآها وعكسها موسى؟‏ إن هذه الفكرة المثيرة للاهتمام موجودة في رسالة كتبها الرسول بولس.‏ فقد قال إن المسيحيين الممسوحين ‹يعكسون مجد يهوه كالمرايا›.‏ (‏٢ كورنثوس ٣:‏٧،‏ ٨،‏ ١٨‏)‏ وهذه الكلمات تنطبق على المسيحيين ذوي الرجاء الأرضي الذين يعكسون هم أيضا مجد اللّٰه.‏

      كيف يعكس المسيحيون مجد اللّٰه؟‏

      ٣ كيف نعرف يهوه كما لم يعرفه موسى؟‏

      ٣ كيف يمكننا أن نعكس مجد اللّٰه؟‏ صحيح أننا لم نر يهوه أو نسمع صوته كموسى،‏ لكننا نعرفه كما لم يعرفه موسى.‏ فيسوع لم يظهر بصفته المسيا إلّا بعد نحو ٥٠٠‏,١ سنة من موت موسى.‏ لذلك فإن موسى لم يعرف كيف تمت الشريعة في يسوع،‏ الذي مات لينقذ البشر من القبضة المريعة للخطية والموت.‏ (‏روما ٥:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ غلاطية ٣:‏١٩‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ لم يكن بإمكان موسى أن يفهم كاملا عظمة قصد يهوه المتمحور حول الملكوت المسياني والفردوس الأرضي الذي سيجلبه.‏ لذلك فنحن لا نرى مجد يهوه بعيوننا الحرفية،‏ بل بأعين الإيمان المؤسس على تعاليم الكتاب المقدس.‏ ولا نسمع صوت يهوه بواسطة ملاك،‏ بل من خلال الكتاب المقدس،‏ وخصوصا الأناجيل التي تصف بأسلوب رائع تعاليم يسوع وخدمته.‏

      ٤ (‏أ)‏ كيف يعكس المسيحيون الممسوحون مجد اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ كيف يعكس ذوو الرجاء الأرضي مجد اللّٰه؟‏

      ٤ رغم أن وجوه المسيحيين لا تشع حرفيا لكي تعكس مجد اللّٰه،‏ فهي تشع فرحا فيما يخبرون الآخرين عن شخصية ومقاصد يهوه المجيدة.‏ فبخصوص أيامنا،‏ أنبأ النبي إشعيا أن شعب اللّٰه ‹سيخبرون بمجده بين الأمم›.‏ (‏اشعيا ٦٦:‏١٩‏)‏ ونقرأ في ٢ كورنثوس ٤:‏١،‏ ٢‏:‏ «إذ لنا هذه الخدمة .‏ .‏ .‏ قد رذلنا الخفايا الخبيثة التي يخجل منها،‏ غير سائرين بمكر،‏ ولا غاشين كلمة اللّٰه،‏ بل بإظهار الحق موصين بأنفسنا لدى كل ضمير بشري أمام اللّٰه».‏ كان بولس يشير بشكل خاص إلى المسيحيين الممسوحين الذين هم ‹خدام لعهد جديد›.‏ (‏٢ كورنثوس ٣:‏٦‏)‏ لكن خدمة هؤلاء الممسوحين تترك أثرا في عدد كبير ممن لديهم رجاء الحياة الأبدية على الأرض.‏ وأعضاء هذين الفريقين يعكسون مجد يهوه ليس في ما يعلمونه فحسب،‏ بل أيضا في تصرفاتهم.‏ لذلك لدينا جميعا مسؤولية وامتياز أن نعكس مجد الإله العلي.‏

      ٥ علام يدل ازدهارنا الروحي؟‏

      ٥ كما سبق فأنبأ يسوع،‏ يكرز اليوم ببشارة ملكوت اللّٰه المجيدة في كل المسكونة.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ ويتجاوب أفراد من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة بحماسة مع البشارة ويجرون التعديلات في حياتهم لكي يفعلوا مشيئة اللّٰه.‏ (‏روما ١٢:‏٢؛‏ رؤيا ٧:‏٩‏)‏ وتماما كالمسيحيين الأولين،‏ لا يقدرون أن يكفوا عن التكلم بما رأوا وسمعوا.‏ (‏اعمال ٤:‏٢٠‏)‏ فأكثر من ستة ملايين شخص،‏ عدد لم يسبق له مثيل في التاريخ،‏ يعكسون مجد اللّٰه اليوم.‏ فهل أنت في عدادهم؟‏ إن الازدهار الروحي لشعب اللّٰه يزود دليلا قاطعا على بركة يهوه وحمايته.‏ ولأن هنالك قوى جبارة تصطف علينا،‏ يتضح أكثر من أي وقت مضى أن روح يهوه معنا.‏ فلنر في ما يلي ماذا يؤكد ذلك.‏

      لا يمكن إسكات شعب اللّٰه

      ٦ لماذا اتخاذ موقفنا إلى جانب يهوه يتطلب منا الثقة والشجاعة؟‏

      ٦ لنفرض أنك دعيت لتشهد في محكمة ضد مجرم متوحش.‏ وأنت تعرف أن هذا المجرم لديه منظمة خطيرة ولن يألو جهدا لمنعك من التشهير به.‏ فلكي تشهد ضد مجرم كهذا،‏ يلزم أن تتحلى بالشجاعة وتثق بأن السلطات ستحميك منه.‏ نحن جميعا في وضع مماثل.‏ فحين نتكلم عن يهوه ومقاصده،‏ نشهد ضد الشيطان إبليس،‏ مشهرينه بأنه قاتل وكذاب يضل المسكونة كلها.‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤؛‏ رؤيا ١٢:‏٩‏)‏ واتخاذ موقفنا إلى جانب يهوه وضد إبليس يتطلب منا الثقة والشجاعة.‏

      ٧ ما مدى نفوذ الشيطان،‏ وماذا يحاول أن يفعل؟‏

      ٧ طبعا،‏ يهوه هو العلي على كل الأرض،‏ وقدرته أعظم بكثير من قدرة الشيطان.‏ ويمكننا أن نثق بأن يهوه لا يملك القدرة على حمايتنا نحن خدامه الأولياء فحسب،‏ بل يتوق إلى ذلك أيضا.‏ (‏٢ اخبار الايام ١٦:‏٩‏)‏ إلّا أن الشيطان هو رئيس الأبالسة وحاكم العالم المبعد عن اللّٰه.‏ (‏متى ١٢:‏٢٤،‏ ٢٦؛‏ يوحنا ١٤:‏٣٠‏)‏ وبما أنه محجوز في جوار الأرض وبه «غضب عظيم»،‏ فهو يقاوم بشراسة خدام يهوه ويستخدم العالم الذي تحت سيطرته في محاولة لإسكات كل الذين يكرزون بالبشارة.‏ (‏رؤيا ١٢:‏٧-‏٩،‏ ١٢،‏ ١٧‏)‏ فكيف يفعل ذلك؟‏ بثلاث طرائق على الأقل.‏ فلنستعرضها معا الآن.‏

      ٨،‏ ٩ كيف يستخدم الشيطان النوع الخاطئَ من المحبة،‏ ولماذا ينبغي أن نختار عشراءنا باعتناء؟‏

      ٨ إن أول طريقة يحاول الشيطان أن يلهينا بواسطتها هي اهتمامات الحياة.‏ فالناس في هذه الأيام الأخيرة ليست لديهم محبة للّٰه،‏ بل هم محبون للمال،‏ محبون لأنفسهم،‏ ومحبون للملذات.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٤‏)‏ ومعظمهم منهمكون في شؤون الحياة اليومية و ‹لا يكترثون› بالبشارة التي نخبرهم بها.‏ وهم لا يهتمون بتعلم حق الكتاب المقدس.‏ (‏متى ٢٤:‏٣٧-‏٣٩‏)‏ لكن حذار!‏ فهذا الموقف معد،‏ وقد يهدهدنا لننعس ونغرق في سبات روحي.‏ فإذا سمحنا لمحبة الأمور المادية وملذات الحياة بأن تنمو فينا،‏ فستبرد محبتنا للّٰه.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٢‏.‏

      ٩ لذلك ينبغي للمسيحيين أن يختاروا عشراءهم باعتناء.‏ كتب الملك سليمان:‏ «السائر مع الحكماء يصير حكيما،‏ ومعاشر الأغبياء يضر».‏ (‏امثال ١٣:‏٢٠‏)‏ فيجب أن ‹نسير› مع الذين يعكسون مجد اللّٰه.‏ وكم هذا مسر!‏ فعندما نجتمع مع إخوتنا وأخواتنا الروحيين في الاجتماعات والمناسبات الأخرى،‏ نتشجع بمحبتهم وإيمانهم وفرحهم وحكمتهم.‏ وهذه المعاشرة السليمة توطد عزمنا على المثابرة في خدمتنا.‏

      ١٠ كيف يستخدم الشيطان الاستهزاء لمنع خدام اللّٰه من أن يعكسوا مجده؟‏

      ١٠ والطريقة الثانية التي يحاول الشيطان بواسطتها منع المسيحيين من أن يعكسوا مجد اللّٰه هي الاستهزاء.‏ ولا ينبغي أن يفاجئنا هذا الأسلوب.‏ فقد تعرض يسوع خلال خدمته على الأرض للاستهزاء والضحك،‏ حتى إنه بصق عليه.‏ (‏مرقس ٥:‏٤٠؛‏ لوقا ١٦:‏١٤؛‏ ١٨:‏٣٢‏)‏ والمسيحيون الأولون أيضا تعرضوا للسخرية.‏ (‏اعمال ٢:‏١٣؛‏ ١٧:‏٣٢‏)‏ على نحو مماثل،‏ يواجه خدام يهوه العصريون المعاملة السيئة نفسها.‏ فاستنادا إلى الرسول بطرس،‏ كان هؤلاء سيصنفون بأنهم «أنبياء دجالون».‏ أنبأ بطرس:‏ «سيأتي في الأيام الأخيرة أناس مستهزئون استهزاء،‏ يسلكون بحسب شهواتهم ويقولون:‏ ‹أين هو حضوره الموعود هذا؟‏ فإن .‏ .‏ .‏ كل شيء باق على حاله من بدء الخليقة›».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٣،‏ ٤‏)‏ فالناس يستهزئون بشعب اللّٰه ويعتبرون أن تفكيرهم لا يمت إلى الواقع بصلة،‏ وأن مقاييس الكتاب المقدس الأدبية عتيقة الطراز.‏ كما أن كثيرين يعتبرون الرسالة التي نكرز بها حماقة.‏ (‏١ كورنثوس ١:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وكمسيحيين،‏ قد نتعرض للاستهزاء في المدرسة،‏ العمل،‏ وأحيانا ضمن الدائرة العائلية.‏ لكننا نواصل عكس مجد اللّٰه من خلال كرازتنا دون أن يعيقنا عائق،‏ لأننا مثل يسوع نعرف أن كلمة اللّٰه هي حق.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏١٧‏.‏

      ١١ كيف يستخدم الشيطان الاضطهاد في محاولاته لإسكات المسيحيين؟‏

      ١١ والأسلوب الثالث الذي يستخدمه إبليس في محاولاته لإسكاتنا هو المقاومة أو الاضطهاد.‏ قال يسوع لأتباعه:‏ «يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم،‏ وتكونون مبغضين من جميع الأمم من أجل اسمي».‏ (‏متى ٢٤:‏٩‏)‏ فنحن شهود يهوه نواجه الاضطهاد الوحشي في أنحاء عديدة من الأرض.‏ ونحن ندرك أن يهوه أنبأ منذ زمن طويل بأنه سيكون هنالك بغض،‏ أو عداوة،‏ بين الذين يخدمون اللّٰه وبين الذين يخدمون الشيطان إبليس.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ كما نعرف أنه بالمحافظة على الاستقامة في المحن،‏ نشهد لصواب سلطان يهوه الكوني.‏ وهذا ما يقوينا حتى في أحلك الظروف.‏ فما من اضطهاد سيسكتنا بشكل دائم إذا بقينا مصممين أن نعكس مجد اللّٰه.‏

      ١٢ لماذا ينبغي أن نبتهج فيما نبقى أمناء في وجه مقاومة الشيطان؟‏

      ١٢ فهل تجاهد لئلا تقع في شرك العالم؟‏ وهل تحافظ على أمانتك رغم الاستهزاء والمقاومة؟‏ في هذه الحال،‏ لديك سبب وجيه للابتهاج.‏ فقد أكد يسوع للذين سيتبعونه:‏ «سعداء أنتم متى عيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم شتى الشرور من أجلي كاذبين.‏ افرحوا واطفروا من الفرح،‏ لأن مكافأتكم عظيمة في السموات،‏ فإنهم هكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلكم».‏ (‏متى ٥:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فاحتمالك يبرهن أن روح يهوه القدس معك،‏ مما يمنحك القدرة لتعكس مجده.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٢:‏٩‏.‏

      يهوه يمنح القدرة على الاحتمال

      ١٣ ما هو أحد الأسباب الرئيسية لاحتمالنا في الخدمة المسيحية؟‏

      ١٣ إن أحد الأسباب الرئيسية لاحتمالنا في الخدمة هو أننا نحب يهوه ويسرنا أن نعكس مجده.‏ فالبشر عادة يميلون إلى الاقتداء بالذين يحبونهم ويحترمونهم.‏ ولا أحد جدير بأن نقتدي به أكثر من يهوه اللّٰه.‏ فمحبته الفائقة دفعته إلى إرسال ابنه إلى الأرض ليشهد للحق ويفدي البشر الطائعين.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٨:‏٣٧‏)‏ وتمثلا به،‏ نرغب أن يبلغ شتى الناس إلى التوبة والخلاص،‏ لذلك نحن نكرز لهم.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٩‏)‏ وهذه الرغبة،‏ مقرونة بتصميمنا أن نقتدي باللّٰه،‏ تدفعنا إلى المثابرة على عكس مجده من خلال خدمتنا.‏

      ١٤ كيف يقوينا يهوه لنحتمل في خدمتنا؟‏

      ١٤ لكن قدرتنا على الاحتمال في الخدمة المسيحية تأتي من حيث الأساس من يهوه.‏ فهو يدعمنا ويقوّينا بواسطة روحه وهيئته وكلمته،‏ الكتاب المقدس.‏ فيهوه ‏«يزود الاحتمال» للذين يرغبون في أن يعكسوا مجده.‏ وهو يستجيب صلواتنا ويمنحنا الحكمة لتخطي المحن.‏ (‏روما ١٥:‏٥؛‏ يعقوب ١:‏٥‏)‏ كما أنه لا يسمح بأن نتعرض لأية محنة لا يمكننا احتمالها.‏ فإذا وثقنا بيهوه،‏ فسيجعل لنا منفذا لكي نتمكن من الاستمرار في عكس مجده.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏.‏

      ١٥ ماذا يساعدنا على الاحتمال؟‏

      ١٥ والاحتمال في خدمتنا يبرهن أن روح يهوه معنا.‏ مثلا،‏ لنفرض أن أحدا طلب منك أن توزع مجانا نوعا من الخبز من بيت إلى بيت،‏ وذلك على نفقتك الخاصة وفي وقتك الخاص.‏ ولكنك سرعان ما تعرف أن قليلين من الناس سيأخذون منك هذا الخبز،‏ حتى إن البعض سيحاولون عرقلة جهودك.‏ فهل تستمر في عملك هذا شهرا بعد شهر،‏ وسنة بعد سنة؟‏ على الأرجح،‏ لن تفعل ذلك.‏ ولكن هذا بالضبط ما تفعله حين تستمر طوال سنوات،‏ أو حتى عقود،‏ في بذل كل ما في وسعك لإعلان البشارة على نفقتك الخاصة وفي وقتك الخاص.‏ وما سبب مثابرتك هذه؟‏ أليس لأنك تحب يهوه ولأنه يبارك جهودك بواسطة روحه الذي يساعدك على الاحتمال؟‏

      عمل لن ينسى أبدا

      ١٦ ماذا يعني الاحتمال في خدمتنا لنا وللذين يسمعوننا أيضا؟‏

      ١٦ إن خدمة العهد الجديد هي هبة لا تقدر بثمن.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٧‏)‏ كما أن الخدمة المسيحية التي يقوم بها الخراف الأخر حول العالم هي كنز ثمين.‏ فبمواصلة الاحتمال في خدمتك،‏ تتمكن من أن «تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا»،‏ كما كتب بولس إلى تيموثاوس.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏)‏ تأمل في ما يعنيه ذلك.‏ إن البشارة التي تكرز بها للآخرين تتيح لهم فرصة الحياة إلى الأبد.‏ وقد تنمو أواصر صداقة متينة بينك وبين الذين تساعدهم روحيا.‏ فما أعظم الفرح الذي سيغمرك حين تحيا إلى الأبد في الفردوس مع الذين ساعدتهم على التعلم عن اللّٰه!‏ فهم لن ينسوا أبدا الجهود التي بذلتها لمساعدتهم.‏ وكم يجلب ذلك الاكتفاء!‏

      ١٧ لماذا الفترة التي نعيش فيها هي فترة استثنائية؟‏

      ١٧ أنت تعيش في فترة استثنائية من التاريخ.‏ فلن يكرز مرة أخرى بالبشارة وسط عالم مبعد عن اللّٰه.‏ قديما،‏ عاش نوح وسط عالم كهذا ورأى هلاكه بأم عينه.‏ فكم فرح دون شك بمعرفته أنه أنجز بأمانة مشيئة اللّٰه ببناء فلك،‏ مما أدى إلى إنقاذه هو وعائلته!‏ (‏عبرانيين ١١:‏٧‏)‏ يمكنك أنت أيضا أن تشعر بهذا الفرح في العالم الجديد حين تتذكر ما فعلته خلال هذه الأيام الأخيرة،‏ عالما أنك بذلت كل ما في وسعك لترويج مصالح الملكوت.‏

      ١٨ أي تأكيد وتشجيع يمنحهما يهوه لخدامه؟‏

      ١٨ فلنداوم إذا على عكس مجد اللّٰه.‏ فنحن لن ننسى هذا العمل أبدا،‏ كما أن يهوه لن ينساه.‏ يشجعنا الكتاب المقدس قائلا:‏ «اللّٰه ليس فيه إثم حتى ينسى عملكم والمحبة التي أظهرتموها نحو اسمه في أنكم خدمتم القديسين ولا تزالون تخدمونهم.‏ ولكننا نشتهي أن يظهر كل واحد منكم هذا الدأب عينه لحيازة تمام يقين الرجاء إلى النهاية،‏ لكيلا تكونوا كسالى،‏ بل تقتدوا بالذين بالإيمان والصبر يرثون الوعود».‏ —‏ عبرانيين ٦:‏١٠-‏١٢‏.‏

  • المسيحيون يعكسون مجد يهوه
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • المسيحيون يعكسون مجد يهوه

      ‏«سعيدة هي عيونكم لأنها تبصر،‏ وآذانكم لأنها تسمع».‏ —‏ متى ١٣:‏١٦‏.‏

      ١ أي سؤال يتبادر إلى الذهن بخصوص رد فعل الإسرائيليين عندما نزل موسى من جبل سيناء؟‏

      كانت لدى الاسرائيليين المجتمعين عند جبل سيناء أسباب وجيهة للاقتراب إلى يهوه.‏ فقد أنقذهم من مصر بيد قديرة.‏ واهتم بحاجاتهم،‏ إذ زودهم الطعام والماء في البرية.‏ ثم منحهم النصر على جيش عماليق المهاجم.‏ (‏خروج ١٤:‏٢٦-‏٣١؛‏ ١٦:‏٢–‏١٧:‏١٣‏)‏ وعندما كانوا مخيمين عند سفح الجبل،‏ رأوا رعودا وبروقا،‏ فاعتراهم خوف شديد حتى إنهم صاروا يرتعدون.‏ ثم،‏ رأوا وجه موسى وهو نازل من جبل سيناء يشع ويعكس مجد يهوه.‏ ولكن بدلا من أن يتجاوبوا بتقدير مع هذا الإعراب عن مجد يهوه،‏ تراجعوا و «خافوا أن يقتربوا من» موسى.‏ (‏خروج ١٩:‏١٠-‏١٩؛‏ ٣٤:‏٣٠‏)‏ ولماذا خافوا من رؤية انعكاس مجد يهوه،‏ الإله الذي قام بأمور كثيرة من أجلهم؟‏

      ٢ لماذا ربما خاف الإسرائيليون عندما رأوا مجد اللّٰه الذي عكسه موسى؟‏

      ٢ على الأرجح،‏ كان مرد خوف الإسرائيليين في معظمه إلى ما حصل في وقت سابق.‏ فكان يهوه قد أدبهم عندما عصوه عمدا بصنع عجل ذهبي.‏ (‏خروج ٣٢:‏٤،‏ ٣٥‏)‏ وهل تعلموا من هذا التأديب وقدروه؟‏ كلا.‏ فعندما كان موسى في أواخر حياته،‏ تذكر حادثة العجل الذهبي وحوادث أخرى تظهر عصيان الاسرائيليين وقال:‏ «تمردتم على أمر يهوه إلهكم ولم تؤْمنوا به ولم تسمعوا لصوته.‏ فأنتم تتمردون على يهوه منذ يوم عرفتكم».‏ —‏ تثنية ٩:‏١٥-‏٢٤‏.‏

      ٣ ماذا كان موسى يفعل في ما يختص بوضع برقع على وجهه؟‏

      ٣ وكيف تجاوب موسى مع خوف الإسرائيليين؟‏ تقول الرواية:‏ «لما انتهى موسى من الكلام معهم،‏ وضع برقعا على وجهه.‏ وكان موسى،‏ عند دخوله [الى المسكن] أمام يهوه ليكلمه،‏ ينزع البرقع الى أن يخرج.‏ ثم يخرج ويكلم بني إسرائيل بما يوصى.‏ فكان بنو إسرائيل يرون وجه موسى،‏ أن جلد وجه موسى مشع،‏ فيرد موسى البرقع على وجهه إلى أن يدخل ليكلمه».‏ (‏خروج ٣٤:‏٣٣-‏٣٥‏)‏ فلماذا كان موسى يضع أحيانا برقعا على وجهه؟‏ وماذا نتعلم من ذلك؟‏ إن الإجابة عن هذين السؤالين تساعدنا على تقييم علاقتنا بيهوه.‏

      لم ينتهزوا الفرص

      ٤ أي معنى لوضع موسى البرقع على وجهه كشفه الرسول بولس؟‏

      ٤ أوضح الرسول بولس أن تفكير الإسرائيليين وحالتهم القلبية هما ما جعل موسى يضع البرقع على وجهه.‏ كتب قائلا:‏ «لم يستطع بنو إسرائيل أن يحدقوا إلى وجه موسى بسبب مجد وجهه .‏ .‏ .‏ [لأن] قواهم العقلية بلدت».‏ (‏٢ كورنثوس ٣:‏٧،‏ ١٤‏)‏ فيا لها من حالة مزرية!‏ فبما أن الإسرائيليين كانوا شعب يهوه المختار،‏ أراد اللّٰه منهم أن يقتربوا إليه.‏ (‏خروج ١٩:‏٤-‏٦‏)‏ غير أنهم رفضوا أن يحدقوا إلى انعكاس مجده.‏ وابتعدوا عنه بدلا من أن يرجعوا إليه بعقول وقلوب مفعمة بالمحبة والتعبد.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ أي تناظر هنالك بين اليهود في أيام موسى وفي القرن الاول؟‏ (‏ب)‏ أي تباين هنالك بين الذي أصغوا إلى يسوع والذين لم يصغوا؟‏

      ٥ في القرن الأول الميلاديّ،‏ كانت هنالك حالة مناظرة لحالة اليهود في أيام موسى.‏ فعندما اهتدى بولس إلى المسيحية،‏ كان عهد الشريعة قد استبدل بالعهد الجديد الذي وسيطه يسوع المسيح،‏ موسى الأعظم.‏ وقد عكس يسوع بالكلام والتصرف مجد يهوه كاملا.‏ كتب بولس عن يسوع المقام:‏ «هو انعكاس مجد [اللّٰه] والرسم الدقيق لذاته».‏ (‏عبرانيين ١:‏٣‏)‏ وما أروع الفرصة التي أتيحت لليهود آنذاك!‏ فكان بإمكانهم الاستماع إلى كلام الحياة الأبدية من ابن اللّٰه نفسه.‏ والمؤْسف أن معظم الذين كرز لهم يسوع لم يصغوا إليه.‏ قال يسوع عنهم،‏ مقتبسا نبوة يهوه بفم إشعيا:‏ «قد غلظ قلب هذا الشعب وثقلت آذانهم عن السماع وأغمضوا عيونهم،‏ لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآ‌ذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم».‏ —‏ متى ١٣:‏١٥؛‏ اشعيا ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ٦ ما أشد التباين بين هؤلاء اليهود وتلاميذ يسوع!‏ فقد قال يسوع عن تلاميذه:‏ «سعيدة هي عيونكم لأنها تبصر،‏ وآذانكم لأنها تسمع».‏ (‏متى ١٣:‏١٦‏)‏ فالمسيحيون الحقيقيون يتوقون إلى معرفة يهوه وخدمته.‏ ويفرحون بإتمام مشيئته،‏ التي تكشف في صفحات الكتاب المقدس.‏ وهكذا،‏ يعكس المسيحيون الممسوحون مجد يهوه في خدمة العهد الجديد التي يقومون بها،‏ وكذلك أيضا يفعل الخراف الأخر.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٣:‏٦،‏ ١٨‏.‏

      لماذا البشارة محجوبة ببرقع؟‏

      ٧ لماذا لا نستغرب رفض معظم الناس للبشارة؟‏

      ٧ كما رأينا،‏ لم ينتهز معظم اليهود في أيام موسى وأيام يسوع على السواء الفرصة الفريدة المتاحة لهم.‏ وهذا مماثل لما يحدث في أيامنا.‏ فمعظم الناس يرفضون البشارة التي نكرز بها.‏ ونحن لا نستغرب ذلك،‏ لأن بولس كتب:‏ «أما إذا كانت البشارة التي نعلنها محجوبة ببرقع،‏ فهي محجوبة ببرقع بين الهالكين،‏ الذين بينهم إله نظام الأشياء هذا قد أعمى أذهان غير المؤْمنين».‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ وإضافة إلى محاولات الشيطان لإخِْفاء البشارة،‏ يضع أشخاص كثيرون برقعا على وجوههم لأنهم لا يريدون أن يبصروا.‏

      ٨ كيف يعمي الجهل عيون كثيرين،‏ وكيف نتجنب أن يعمينا الجهل نحن ايضا؟‏

      ٨ في البداية،‏ يعمي الجهل العيون المجازية لكثيرين من الناس.‏ فالكتاب المقدس يقول إن الأمم هم «في ظلام عقلي،‏ ومبعدون عن حياة اللّٰه،‏ بسبب الجهل الذي فيهم».‏ (‏افسس ٤:‏١٨‏)‏ مثلا،‏ قبل أن يصير بولس المتضلع من الشريعة مسيحيا،‏ أعماه الجهل إلى حد أنه اضطهد جماعة اللّٰه.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٩‏)‏ لكن يهوه كشف له الحق.‏ أوضح بولس قائلا:‏ «لهذا السبب نلت رحمة،‏ ليظهر المسيح يسوع بي،‏ أنا أبرز الخطاة،‏ كل طول أناته نموذجا للذين يؤسسون إيمانهم عليه للحياة الأبدية».‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٦‏)‏ تماما مثل بولس،‏ صار كثيرون ممن قاوموا حق اللّٰه سابقا خداما ليهوه.‏ وهذا الأمر هو حافز قوي لنا للاستمرار في الشهادة للجميع،‏ حتى للذين يقاوموننا.‏ نحن أيضا لا ينبغي أن ندع الجهل يعمي عيوننا.‏ فعلينا أن ندرس كلمة اللّٰه بانتظام ونفهمها.‏ وهذا ما يحمينا من التصرف بجهل،‏ من التصرف بطريقة تغضب يهوه.‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ كيف أظهر اليهود في القرن الأول أنهم غير قابلين للتعلم ومتصلبون في آرائهم؟‏ (‏ب)‏ أي تناظر هنالك بين اليهود في القرن الأول والعالم المسيحي اليوم؟‏

      ٩ كثيرون من الناس أيضا لديهم بصر روحي كليل لأنهم غير قابلين للتعلم ومتصلبون في آرائهم.‏ فقد رفض يهود كثيرون يسوع وتعاليمه لأنهم كانوا متشبثين بعناد بالشريعة الموسوية.‏ ولكن كانت هنالك استثناءات دون شك.‏ مثلا بعد قيامة يسوع،‏ «أخذ جمع كثير من الكهنة يطيعون الإيمان».‏ (‏اعمال ٦:‏٧‏)‏ إلا أن بولس قال عن معظم اليهود:‏ «حتى اليوم حينما يقرأ موسى،‏ يكون برقع موضوعا على قلوبهم».‏ (‏٢ كورنثوس ٣:‏١٥‏)‏ كان بولس يعرف على الارجح ما سبق فقاله يسوع عن القادة الدينيين اليهود:‏ «أنتم تبحثون في الأسفار المقدسة،‏ لأنكم تظنون أن لكم بواسطتها حياة أبدية،‏ وهذه هي التي تشهد لي».‏ (‏يوحنا ٥:‏٣٩‏)‏ فكان يجب أن تساعدهم الأسفار المقدسة التي بحثوا فيها بتدقيق على الإدراك أن يسوع هو المسيا.‏ لكن اليهود كانوا متمسكين بآ‌رائهم الخاصة،‏ ولم تكن حتى عجائب ابن اللّٰه لتقنعهم بغير ذلك.‏

      ١٠ يصح الأمر نفسه في العديد من المنتمين إلى العالم المسيحي اليوم.‏ فتماما كاليهود في القرن الأول،‏ يملك هؤلاء «غيرة للّٰه،‏ ولكن ليس حسب المعرفة الدقيقة».‏ (‏روما ١٠:‏٢‏)‏ ورغم أن البعض يدرسون الكتاب المقدس،‏ فهم لا يريدون أن يؤْمنوا بما يقوله.‏ ويرفضون الاقتناع بأن يهوه يعلم شعبه بواسطة صف العبد الأمين الفطين المؤلف من المسيحيين الممسوحين.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ أما نحن فندرك أن يهوه يعلم شعبه وأن فهم الحق الإلهي يحدث تدريجيا.‏ (‏امثال ٤:‏١٨‏)‏ وتعلمنا من يهوه ينتج لنا البركات،‏ إذ نمنح معرفة لمشيئة اللّٰه وقصده.‏

      ١١ أي نوع من التفكير يخفي الحق عن عيون البعض؟‏

      ١١ هنالك أيضا أشخاص آخرون تعميهم الأمور التي يصدقونها بإرادتهم.‏ فقد أنبئَ أن البعض سيستهزئون بشعب اللّٰه وبالرسالة التي ينادون بها بشأن حضور يسوع.‏ كتب الرسول بطرس:‏ «هذا الأمر [الطوفان الذي جلبه اللّٰه على العالم أيام نوح] يخفى عليهم بإرادتهم».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٣-‏٦‏)‏ على نحو مماثل،‏ رغم أن كثيرين من المدعين المسيحية يعترفون بأن يهوه يظهر الرحمة واللطف والغفران،‏ فهم يتجاهلون أو يرفضون واقع أنه لا يعفي من العقاب.‏ (‏خروج ٣٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ بالمقابل،‏ يحرص المسيحيون الحقيقيون على فهم ما يعلمه الكتاب المقدس حقا.‏

      ١٢ كيف يعمي التقليد أشخاصا كثيرين؟‏

      ١٢ وعلاوة على ذلك،‏ يعمي التقليد كثيرين من مرتادي الكنائس.‏ قال يسوع للقادة الدينيين في أيامه:‏ «أبطلتم كلمة اللّٰه بسبب تقليدكم».‏ (‏متى ١٥:‏٦‏)‏ فبعد العودة من السبي في بابل،‏ رد اليهود بغيرة العبادة الحقة.‏ ولكن بعد فترة،‏ صار الكهنة متكبرين وامتلكوا موقف البر الذاتي.‏ كما صارت الأعياد الدينية مجرد شكليات خالية من التوقير الأصيل للّٰه.‏ (‏ملاخي ١:‏٦-‏٨‏)‏ وبحلول زمن يسوع،‏ كان الكتبة والفريسيون قد أضافوا إلى الشريعة الموسوية تقاليد لا تحصى.‏ وقد شهر يسوع هؤلاء المرائين لأنهم لم يعودوا قادرين على تمييز المبادئِ البارة التي تأسست عليها الشريعة.‏ (‏متى ٢٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ اليوم أيضا،‏ يجب أن يحترس المسيحيون الحقيقيون لئلا تجعلهم التقاليد البشرية يحيدون عن العبادة الحقة.‏

      ‏‹رؤية من لا يرى›‏

      ١٣ بأية طريقتين رأى موسى بعضا من مجد اللّٰه؟‏

      ١٣ عندما طلب موسى أن يرى مجد اللّٰه على الجبل،‏ لبى يهوه طلبه عندما سمح له برؤْية الوهج الباقي بعد مرور تجلي المجد الإلهي.‏ وحين كان يدخل إلى المسكن،‏ لم يكن يضع البرقع.‏ لقد تحلى موسى بإيمان كبير ورغبة في خدمة اللّٰه،‏ لذلك كوفئَ بمشاهدة بعض من مجد اللّٰه في رؤيا.‏ لكنه سبق فرأى اللّٰه بعين الإيمان.‏ يقول الكتاب المقدس إنه «بقي راسخا كأنه يرى من لا يرى».‏ (‏عبرانيين ١١:‏٢٧؛‏ خروج ٣٤:‏٥-‏٧‏)‏ وموسى لم يعكس مجد اللّٰه بواسطة وجهه المشع فحسب،‏ بل أيضا من خلال جهوده لمساعدة الإسرائيليين أن يعرفوا يهوه ويخدموه.‏

      ١٤ كيف رأى يسوع مجد اللّٰه،‏ وبماذا سر؟‏

      ١٤ وفي السماء،‏ رأى يسوع مجد اللّٰه مباشرة طوال دهور،‏ حتى قبل خلق الكون.‏ (‏امثال ٨:‏٢٢،‏ ٣٠‏)‏ وخلال هذا الوقت،‏ توطدت بينهما علاقة مودة ومحبة.‏ فكان اللّٰه يعرب عن محبة ومودة عميقتين لابنه هذا،‏ بكر كل خليقة.‏ وكان يسوع بدوره يبادل الإله الذي خلقه المحبة والمودة.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٣١؛‏ ١٧:‏٢٤‏)‏ فالمحبة التي تربط بين الآب والابن هي محبة كاملة.‏ وعلى غرار موسى،‏ سر يسوع بأن يعكس مجد يهوه من خلال الامور التي علمها.‏

      ١٥ كيف يحدق المسيحيون إلى مجد اللّٰه؟‏

      ١٥ اقتداء بموسى ويسوع،‏ يتوق شهود اللّٰه العصريون أن يحدقوا إلى مجد يهوه.‏ فهم لم يرفضوا البشارة المجيدة.‏ كتب الرسول بولس:‏ «عند الرجوع إلى يهوه [لفعل مشيئته] ينزع البرقع».‏ (‏٢ كورنثوس ٣:‏١٦‏)‏ فنحن ندرس الأسفار المقدسة لأننا نريد أن نفعل مشيئة اللّٰه.‏ ونحن نقدر المجد الذي يعكسه وجه ابن يهوه وملكه الممسوح،‏ يسوع المسيح،‏ ونحاول الاقتداء بمثاله.‏ ومثل موسى ويسوع،‏ أوكل إلينا أن نقوم بخدمة رفيعة:‏ تعليم الآخرين عن الإله المجيد الذي نعبده.‏

      ١٦ أية بركة نحظى بها لأننا نعرف الحق؟‏

      ١٦ صلى يسوع:‏ «أسبحك علانية،‏ أيها الآب،‏ .‏ .‏ .‏ لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والمفكرين وكشفتها للأطفال».‏ (‏متى ١١:‏٢٥‏)‏ فيهوه يمنح الفهم عن مقاصده وشخصيته للمخِْلصين والمتضعي القلب.‏ (‏١ كورنثوس ١:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ وهو يحمينا ويعتني بنا ويعلمنا كيف نستفيد إلى أقصى حد من حياتنا.‏ فلننتهز كل فرصة للاقتراب إلى يهوه،‏ مقدرين تدابيره العديدة التي زودنا إياها لنتعرف به عن كثب.‏

      ١٧ كيف نتعرف بصفات يهوه بشكل أكمل؟‏

      ١٧ كتب بولس إلى المسيحيين الممسوحين:‏ «إذ نعكس مجد يهوه كالمرايا بوجوه لا برقع عليها،‏ يتغير شكلنا إلى الصورة عينها من مجد إلى مجد».‏ (‏٢ كورنثوس ٣:‏١٨‏)‏ وسواء كان رجاؤنا سماويا أو أرضيا،‏ كلما تعرفنا بيهوه أكثر —‏ صفاته وشخصيته كما يكشفها الكتاب المقدس —‏ تمكنا من الاقتداء به أكثر.‏ وكلما تأملنا بتقدير في حياة يسوع المسيح وخدمته وتعاليمه،‏ عكسنا صفات يهوه بشكل أكمل.‏ وكم نفرح عندما نعرف أننا نجلب التسبيح لإلهنا الذي نسعى أن نعكس مجده!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة