مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يهوه معين لنا
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • يهوه معين لنا

      ‏«معونتي من عند يهوه،‏ صانع السماء والارض».‏ —‏ مزمور ١٢١:‏٢‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ لماذا يمكن القول اننا جميعا بحاجة احيانا الى المساعدة والعون؟‏ (‏ب)‏ كيف يكون يهوه معينا مختلفا عن البشر؟‏

      مَن منا لا يحتاج الى المساعدة والعون؟‏ في الحقيقة،‏ جميعنا نحتاج احيانا الى المساعدة من اجل التأقلم مع مشكلة خطيرة،‏ مواجهة خسارة فادحة،‏ وتحمُّل تجربة صعبة.‏ وعندما يحتاج الناس الى المساعدة،‏ غالبا ما يلجأون الى صديق محب لإخباره بمشكلتهم.‏ وهذا ما يسهِّل عليهم الاحتمال.‏ لكنَّ قدرة هذا الصديق البشري على المساعدة محدودة.‏ كما ان الآخرين قد لا يكونون دائما قادرين على مدّ يد العون.‏

      ٢ ولكن هنالك معين لديه قدرة وإمكانيات غير محدودة.‏ وهو يؤكِّد لنا انه لن يتخلى عنا ابدا.‏ وهذا المعين هو الذي يتحدث عنه صاحب المزمور بكل ثقة:‏ «معونتي من عند يهوه».‏ (‏مزمور ١٢١:‏٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ فلماذا كان صاحب المزمور واثقا ان يهوه سيساعده؟‏ للاجابة عن هذا السؤال،‏ لنناقش المزمور ١٢١ الذي سيمكِّننا نحن ايضا من اللجوء بثقة الى يهوه كمعين لنا.‏

      مصدر لا ينضب للعون

      ٣ الى اية جبال ربما رفع صاحب المزمور عينَيه،‏ ولماذا؟‏

      ٣ اوضح صاحب المزمور في البداية ان ثقتنا تنبع من واقع ان يهوه هو خالق كل شيء.‏ فقد قال:‏ «أرفع عينيَّ الى الجبال.‏ من اين تأتي معونتي؟‏ معونتي من عند يهوه،‏ صانع السماء والارض».‏ (‏مزمور ١٢١:‏١،‏ ٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ لم يرفع صاحب المزمور عينَيه الى ايّ جبل كان.‏ فعندما كُتبَت هذه الكلمات،‏ كان هيكل يهوه في اورشليم.‏ وهذه المدينة،‏ الواقعة في جبال يهوذا،‏ كانت مجازيا مكان سكنى يهوه.‏ (‏مزمور ١٣٥:‏٢١‏)‏ ولربما رفع صاحب المزمور عينَيه الى جبال اورشليم حيث كان هيكل يهوه،‏ ملتجئا بثقة الى يهوه طلبا للمساعدة.‏ ولماذا كان صاحب المزمور واثقا الى هذا الحدّ بأن يهوه قادر على مساعدته؟‏ لأن يهوه هو «صانع السماء والارض».‏ فكما لو ان صاحب المزمور يقول:‏ ‹لا شيء على الاطلاق يمكن ان يعيق الخالق الكليّ القدرة عن مساعدتي›.‏ —‏ اشعياء ٤٠:‏٢٦‏.‏

      ٤ كيف اظهر صاحب المزمور ان يهوه متيقظ دائما لحاجات شعبه،‏ ولماذا هذا امر معزٍّ؟‏

      ٤ بعد ذلك،‏ اوضح صاحب المزمور ان يهوه متيقظ دائما لحاجات خدامه.‏ قال:‏ «لا يدَع رِجلك تزلّ.‏ لا ينعس حافظك.‏ انه لا ينعس ولا ينام حافظ اسرائيل».‏ (‏مزمور ١٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ فلا يمكن ان يسمح اللّٰه بأن ‹يزلّ› الذين يثقون به او ان يسقطوا ولا يقومون.‏ (‏امثال ٢٤:‏١٦‏)‏ ولمَ لا؟‏ لأن يهوه هو كراعٍ يقظ يحرس خرافه.‏ وهذا امر معزٍّ.‏ فيهوه لا يُغمض عينَيه ولو لحظة،‏ متغاضيا عن حاجات شعبه.‏ فهو يحرسهم نهارا وليلا.‏

      ٥ لماذا يُقال ان يهوه هو عن ‹يد شعبه اليمنى›؟‏

      ٥ كان صاحب المزمور يثق ان يهوه يحمي شعبه الولي.‏ فقد كتب:‏ «الرب حافظك.‏ الرب ظل لك عن يدك اليمنى.‏ لا تضربك الشمس في النهار ولا القمر في الليل».‏ (‏مزمور ١٢١:‏٥،‏ ٦‏)‏ في الشرق الاوسط،‏ كان الظل يزوِّد الشخص الذي ينتقل سيرا على الاقدام حماية من الشمس الحارقة.‏ ويهوه هو كالظل لشعبه،‏ اذ يحميهم من الضيقات المشبّهة بالحرّ اللاذع.‏ وتقول الآية ايضا ان يهوه هو عن ‹يد شعبه اليمنى›.‏ في الحرب قديما،‏ كان الجندي يحمل الترس بيده اليسرى،‏ مما يترك اليد اليمنى الى حدّ ما دون حماية.‏ لذلك كان صديق ولي يزوِّد الحماية بالوقوف والمحاربة عند يد الجندي اليمنى.‏ مثل هذا الصديق،‏ يقف يهوه بجانب عبّاده بولاء،‏ مستعدا دائما لمساعدتهم.‏

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ كيف يؤكد لنا صاحب المزمور ان يهوه لن يتوقف عن مساعدة شعبه؟‏ (‏ب)‏ لماذا بإمكاننا ان نمتلك الثقة نفسها التي كانت لدى صاحب المزمور؟‏

      ٦ وهل يتوقف يهوه في وقت من الاوقات عن مساعدة شعبه؟‏ هذا امر غير وارد على الاطلاق.‏ قال صاحب المزمور:‏ «الرب يحفظك من كل شر يحفظ نفسك.‏ الرب يحفظ خروجك ودخولك من الآن وإلى الدهر».‏ (‏مزمور ١٢١:‏٧،‏ ٨‏)‏ رغم ان صاحب المزمور استخدم صيغة المضارع،‏ يتَّضح من عبارة «من الآن وإلى الدهر» انه كان يقصد المستقبل ايضا.‏ وبذلك اكّد صاحب المزمور للعبّاد الحقيقيين ان مساعدة يهوه تمتد الى المستقبل.‏ فأينما ذهبوا ومهما واجهوا من مشاكل،‏ فسيمدّ لهم دائما يد العون.‏ —‏ امثال ١٢:‏٢١‏.‏

      ٧ حقا،‏ كان كاتب المزمور ١٢١ واثقا بأن الخالق الكليّ القدرة يعتني بخدامه بلطفِ الراعي المحبّ وحرْص الحارس اليقظ.‏ نحن ايضا يجب ان نمتلك الثقة نفسها التي كانت لدى المرنم الملهم.‏ ولدينا سبب وجيه لذلك،‏ وهو ان يهوه لا يتغير.‏ (‏ملاخي ٣:‏٦‏)‏ ولكن هل يعني ذلك اننا ننال دائما الحماية الجسدية؟‏ كلا.‏ فيهوه يحمينا من كل ما يجلب لنا الاذى الروحي اذا التجأنا اليه واعتبرناه معينا لنا.‏ لذلك من المنطقي ان نسأل:‏ ‏‹كيف يساعدنا يهوه؟‏›.‏ إجابة عن هذا السؤال،‏ سنستعرض اربع طرائق يحمينا يهوه بواسطتها.‏ وسنناقش في هذه المقالة كيف ساعد يهوه خدامه في ازمنة الكتاب المقدس.‏ أما في المقالة التالية،‏ فسنرى كيف يساعد يهوه شعبه اليوم.‏

      العون من الملائكة

      ٨ لماذا ليس غريبا ان يهتم الملائكة اهتماما شديدا بخير خدام اللّٰه الارضيين؟‏

      ٨ هنالك ملايين وملايين من الملائكة تحت امرة يهوه.‏ (‏دانيال ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وهؤلاء الابناء الروحانيون ينجزون مشيئته بأمانة.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏٢٠‏)‏ وهم يدركون ان يهوه يكنّ محبة عميقة لعبّاده البشر وأنه يريد مساعدتهم.‏ لذلك ليس غريبا ان يهتم الملائكة اهتماما شديدا بخير خدام اللّٰه الارضيين.‏ (‏لوقا ١٥:‏١٠‏)‏ ولا شك انهم يفرحون عندما يستخدمهم يهوه لمساعدتهم.‏ فكيف استخدم يهوه الملائكة لمساعدة خدامه البشر في الازمنة الماضية؟‏

      ٩ اية امثلة تُظهِر كيف منح يهوه الملائكة قدرة على حماية البشر الامناء؟‏

      ٩ منح يهوه الملائكة قدرة على حماية وإنقاذ البشر الامناء.‏ فقد ساعد ملاكان لوطا وابنتَيه وأنقذاهم من دمار سدوم وعمورة.‏ (‏تكوين ١٩:‏١،‏ ١٥-‏١٧‏)‏ وقتل ملاك واحد ٠٠٠‏,١٨٥ جندي اشوري كانوا يهدِّدون اورشليم.‏ (‏٢ ملوك ١٩:‏٣٥‏)‏ وعندما طُرح دانيال في جب الاسود،‏ «ارسل [يهوه] ملاكه وسدَّ افواه الاسود».‏ (‏دانيال ٦:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ وأطلق ملاك سراح الرسول بطرس من السجن.‏ (‏اعمال ١٢:‏٦-‏١١‏)‏ ويذكر الكتاب المقدس امثلة اخرى عن الحماية الملائكية،‏ مما يثبت صحة الكلمات المذكورة في المزمور ٣٤:‏٧‏:‏ «ملاك الرب حالٌّ حول خائفيه وينجِّيهم».‏

      ١٠ كيف استخدم يهوه ملاكا لتشجيع النبي دانيال؟‏

      ١٠ وفي احيان اخرى،‏ كان يهوه يستخدم الملائكة لتشجيع وتقوية البشر الامناء.‏ ويوجد مثال رائع على ذلك في دانيال الاصحاح ١٠‏.‏ كان النبي دانيال آنذاك يناهز المئة من عمره.‏ وكان مثبَّطا جدا،‏ على الارجح بسبب حالة اورشليم الخربة والتأخر في إعادة بناء الهيكل.‏ كما انه انزعج كثيرا بعدما شاهد رؤيا مخيفة.‏ (‏دانيال ١٠:‏٢،‏ ٣،‏ ٨‏)‏ لذلك ارسل اللّٰه اليه ملاكا ليشجّعه.‏ وقد ذكّر الملاك دانيال اكثر من مرة انه «محبوب» جدا لدى اللّٰه.‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ قال النبي المسنّ للملاك:‏ «قوّيتني».‏ —‏ دانيال ١٠:‏١١،‏ ١٩‏.‏

      ١١ ايّ مثل يُظهِر كيف استُخدِم الملائكة لتوجيه عمل الكرازة بالبشارة؟‏

      ١١ استخدم يهوه ايضا الملائكة لتوجيه عمل الكرازة بالبشارة.‏ فقد وجّه ملاك المبشّر فيلبس ليكرز لخصي حبشي بالمسيح ويعمِّده.‏ (‏اعمال ٨:‏٢٦،‏ ٢٧،‏ ٣٦،‏ ٣٨‏)‏ بعد ذلك بفترة قصيرة،‏ كانت مشيئة اللّٰه ان يُكرَز بالبشارة لأمميين غير مختونين.‏ ففي رؤيا،‏ ظهر ملاك لكرنيليوس،‏ رجل اممي يخاف اللّٰه،‏ ووجّهه ليرسل بطلب الرسول بطرس.‏ فعندما وجد رسل كرنيليوس الرسول بطرس،‏ قالوا:‏ «أعطى ملاك قدوس [لكرنيليوس] ارشادات إلهية ليستدعيك الى بيته ويسمع ما عندك لتقوله».‏ فذهب بطرس معهم،‏ وهكذا صار اول اممي غير مختون عضوا في الجماعة المسيحية.‏ (‏اعمال ١٠:‏٢٢،‏ ٤٤-‏٤٨‏)‏ تخيّل شعورك لو علمت ان ملاكا ساعدك على إيجاد شخص لديه ميل صائب!‏

      العون من خلال الروح القدس

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ لماذا كان لدى رسل يسوع سبب وجيه ليثقوا ان الروح القدس بإمكانه مساعدتهم؟‏ (‏ب)‏ كيف قوّى الروح القدس مسيحيي القرن الاول؟‏

      ١٢ اكّد يسوع لرسله قبيل موته انه لن يتركهم دون مساعدة.‏ فالآب كان سيرسل لهم ‹معينا،‏ الروح القدس›.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢٦‏)‏ وكان لدى الرسل سبب وجيه ليثقوا ان الروح القدس بإمكانه مساعدتهم.‏ فالاسفار المقدسة تزخر بأمثلة تُظهِر كيف استخدم يهوه الروح القدس،‏ اعظم قوة على الاطلاق،‏ لمساعدة شعبه.‏

      ١٣ ففي مناسبات كثيرة،‏ استُخدِم الروح القدس لتقوية البشر على فعل مشيئة يهوه.‏ مثلا،‏ قوّى الروح القدس القضاة على إنقاذ امة اسرائيل.‏ (‏قضاة ٣:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٦:‏٣٤‏)‏ وقوّى الروح نفسه مسيحيي القرن الاول على مواصلة الكرازة بجرأة رغم تعرّضهم للاضطهاد بجميع اشكاله.‏ (‏اعمال ١:‏٨؛‏ ٤:‏٣١‏)‏ ونجاحهم في إتمام خدمتهم اعطى دليلا قاطعا على عمل الروح القدس.‏ فكيف امكن اشخاصا ‹غير متعلمين وعاميين› ان ينشروا رسالة الملكوت في كل العالم المعروف آنذاك لولا مساعدة الروح القدس؟‏!‏ —‏ اعمال ٤:‏١٣؛‏ كولوسي ١:‏٢٣‏.‏

      ١٤ كيف استخدم يهوه روحه القدس لمنح فهم اوضح لشعبه؟‏

      ١٤ استخدم يهوه ايضا روحه القدس لمنح فهم اوضح لشعبه.‏ فبمساعدة روح اللّٰه،‏ تمكّن يوسف من تفسير حلمَي فرعون النبويين.‏ (‏تكوين ٤١:‏١٦،‏ ٣٨،‏ ٣٩‏)‏ وبواسطة الروح القدس،‏ كشف يهوه مقاصده للمتواضعين ولكنه أخفاها عن المتكبرين.‏ (‏متى ١١:‏٢٥‏)‏ قال الرسول بولس عن الامور التي يهيِّئها يهوه «للذين يحبونه»:‏ «لنا كشف اللّٰه ذلك بروحه».‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏٧-‏١٠‏)‏ فالشخص لا يفهم ما هي مشيئة اللّٰه إلا بمساعدة الروح القدس.‏

      العون من كلمة اللّٰه

      ١٥،‏ ١٦ ماذا قيل ليشوع ان يفعل لكي يعمل بحكمة؟‏

      ١٥ ان كلمة يهوه الموحى بها «نافعة للتعليم» وتمكِّن خدام اللّٰه من ان يكونوا ذوي ‹كفاءة تامة،‏ مجهَّزين كاملا لكل عمل صالح›.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وترِد في الكتاب المقدس امثلة كثيرة تُظهِر كيف استمد اشخاص من شعب اللّٰه في الماضي العون من اجزاء كلمة اللّٰه التي كانت مكتوبة في زمنهم.‏

      ١٦ مثلا،‏ ساعدت الاسفار المقدسة على تزويد الارشاد السليم لعبّاد اللّٰه.‏ فعندما أُوكلت الى يشوع مسؤولية قيادة امة اسرائيل،‏ قيل له:‏ «لا يبرح سفر هذه الشريعة [الذي كتبه موسى] من فمك.‏ بل تلهج فيه نهارا وليلا لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه.‏ لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح [«تعمل بحكمة»،‏ ع‌ج‏]».‏ لاحِظ ان اللّٰه لم يعِد يشوع بأن يهبه الحكمة بشكل عجائبي.‏ فيشوع كان سيعمل بحكمة اذا قرأ وتأمل في ‹سفر الشريعة›.‏ —‏ يشوع ١:‏٨؛‏ مزمور ١:‏١-‏٣‏.‏

      ١٧ كيف استمد دانيال والملك يوشيا العون من اجزاء الاسفار المقدسة التي كانت مكتوبة في زمنهما؟‏

      ١٧ ساعدت كلمة اللّٰه المكتوبة ايضا على كشف مشيئته وقصده.‏ مثلا،‏ فهم دانيال من كتابات ارميا كم من الوقت كانت ستبقى اورشليم خربة.‏ (‏ارميا ٢٥:‏١١؛‏ دانيال ٩:‏٢‏)‏ تأمل ايضا في ما حدث خلال حكم يوشيا ملك يهوذا.‏ بحلول ايام يوشيا،‏ كانت الامة قد ابتعدت عن يهوه وكان الملوك قد اهملوا كتابة نسخة شخصية من الشريعة والعمل بموجبها.‏ (‏تثنية ١٧:‏١٨-‏٢٠‏)‏ وفيما كان يُعاد بناء الهيكل،‏ وُجد «سفر الشريعة».‏ وربما كان هذا النص الاصلي الذي كتبه موسى بيده والذي أُكملت كتابته قبل نحو ٨٠٠ سنة.‏ وبعدما سمع الملك يوشيا قراءة محتويات السفر،‏ ادرك كم انحرفت الامة عن مشيئة يهوه واتَّخذ تدابير صارمة لفعل ما هو مكتوب في السفر.‏ (‏٢ ملوك ٢٢:‏٨؛‏ ٢٣:‏١-‏٧‏)‏ ألا يتَّضح مما ذُكر آنفا ان شعب اللّٰه في الماضي استمدوا العون من اجزاء الاسفار المقدسة التي كانت مكتوبة في زمنهم؟‏!‏

      العون من خلال الرفقاء المؤمنين

      ١٨ لماذا يمكننا القول ان يهوه هو المصدر الحقيقي للعون عندما يساعد احد العبّاد الحقيقيين عابدا آخر؟‏

      ١٨ كثيرا ما يزوِّدنا يهوه بالعون من خلال الرفقاء المؤمنين.‏ فحينما يساعد احد العبّاد الحقيقيين عابدا آخر،‏ يكون اللّٰه هو المصدر الحقيقي للمساعدة.‏ ولماذا يمكننا قول ذلك؟‏ لسببين.‏ اولا،‏ ان روح اللّٰه القدس له علاقة بالامر.‏ فهذا الروح يُنتِج في الذين يطلبونه ثمرا يشمل المحبة والصلاح.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ لذلك عندما يندفع احد خدام اللّٰه الى مساعدة خادم آخر،‏ يكون ذلك دليلا على عمل روح يهوه.‏ ثانيا،‏ نحن مصنوعون على صورة اللّٰه.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦‏)‏ وهذا يعني ان بإمكاننا ان نعكس صفاته،‏ بما فيها اللطف والرأفة.‏ وهكذا،‏ عندما نساعد خادما آخر ليهوه،‏ يكون الاله الذي نعكس صفاته المصدر الحقيقي لهذه المساعدة.‏

      ١٩ بحسب سجل الكتاب المقدس،‏ كيف زوَّد يهوه المساعدة بواسطة الرفقاء المؤمنين؟‏

      ١٩ وكيف زوَّد يهوه المساعدة من خلال الرفقاء المؤمنين في ازمنة الكتاب المقدس؟‏ كثيرا ما كان يهوه يجعل احد خدامه يقدِّم مشورة لخادم آخر،‏ كما عندما قدَّم ارميا لباروخ مشورة انقذت حياته.‏ (‏ارميا ٤٥:‏١-‏٥‏)‏ وأحيانا،‏ كان العبّاد الحقيقيون يندفعون الى تزويد المساعدة المادية للرفقاء المؤمنين،‏ كما عندما اظهر المسيحيون في مقدونية توقا الى مساعدة اخوتهم المحتاجين في اورشليم.‏ وقد ذكر الرسول بولس ان هذا الكرم انتج «شكرا للّٰه».‏ —‏ ٢ كورنثوس ٩:‏١١‏.‏

      ٢٠،‏ ٢١ في اية ظروف قوّى الاخوة من روما الرسول بولس؟‏

      ٢٠ والروايات المؤثرة خصوصا هي الروايات التي تُظهِر كيف بذل خدام يهوه جهدهم لتقوية وتشجيع واحدهم الآخر.‏ تأمل مثلا في ما حدث مع الرسول بولس.‏ ففيما كان ذاهبا الى روما كسجين،‏ سافر على الطريق المعروف بالطريق الابياوي.‏ وكان الجزء الاخير من الرحلة شاقا بشكل خصوصي،‏ لأن المسافرين اضطروا الى عبور منخفض مستنقعي.‏a وكان الاخوة في روما يعلمون ان بولس قادم.‏ فماذا كانوا سيفعلون؟‏ هل كانوا سينتظرون في بيوتهم المريحة في المدينة حتى يصل بولس ثم يذهبون لرؤيته؟‏

      ٢١ رافق لوقا،‏ احد كتبة الكتاب المقدس،‏ بولس في هذه الرحلة.‏ وهو يخبرنا بما حدث قائلا:‏ «من هناك [روما] لما سمع الإخوة بخبرنا،‏ جاءوا لملاقاتنا الى ساحة سوق أبيوس والخانات الثلاثة».‏ فهل تتخيل المشهد؟‏ عندما علم الاخوة بأن بولس قادم،‏ ذهب وفد من روما لملاقاته.‏ وكان قسم من الوفد منتظرا في ساحة سوق أبيوس،‏ محطة استراحة المسافرين المعروفة التي تبعد نحو ٧٤ كيلومترا عن روما.‏ أما باقي الاخوة فكانوا ينتظرون بولس في الخانات الثلاثة،‏ محطة تبعد نحو ٥٨ كيلومترا عن روما.‏ فماذا كان ردّ فعل بولس؟‏ يذكر لوقا:‏ «اذ ابصرهم بولس،‏ شكر اللّٰه وتشجع».‏ (‏اعمال ٢٨:‏١٥‏)‏ فمجرد رؤية هؤلاء الاخوة الذين تحملوا مشاقّ السفر كل هذه المسافة كان مصدر تشجيع وتعزية لبولس.‏ ومَن شكر بولس على هذا الدعم والمساعدة؟‏ لقد شكر يهوه اللّٰه،‏ المصدر الحقيقي للمساعدة.‏

      ٢٢ ما هي الآية السنوية لعام ٢٠٠٥،‏ وماذا سنناقش في المقالة التالية؟‏

      ٢٢ من الواضح ان السجل الموحى به عن تعاملات اللّٰه هو خير دليل ان يهوه يزوِّد المساعدة.‏ فهو معين لا نظير له.‏ لذلك من الملائم ان تكون الآية السنوية لشهود يهوه لعام ٢٠٠٥ مأخوذة من المزمور ١٢١:‏٢‏،‏ ع‌ج:‏ «معونتي من عند يهوه».‏ ولكن كيف يساعدنا يهوه اليوم؟‏ هذا ما سنناقشه في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a علَّق الشاعر الروماني هوراس (‏٦٥-‏٨ ق‌م)‏،‏ الذي قام بالرحلة نفسها،‏ على مشقات هذا الجزء من الرحلة.‏ فقد وصف ساحة سوق أبيوس بأنها «تعجّ بالملّاحين وأصحاب الخمّارات الادنياء».‏ وتذمّر من «البعوض والضفادع البغيضة» ومن «المياه» الرديئة.‏

  • هل تقبل العون الذي يقدِّمه يهوه؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • هل تقبل العون الذي يقدِّمه يهوه؟‏

      ‏«يهوه معيني؛‏ لن اخاف».‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏٦‏.‏

      ١،‏ ٢ لماذا من المهم ان نقبل مساعدة يهوه وإرشاده في حياتنا؟‏

      تخيّل انك تستكشف منطقة جبلية وعرة.‏ ولكنك لست وحدك،‏ فقد عرض عليك افضل دليل في المنطقة ان يرافقك.‏ ورغم ان لديه خبرة وقدرة على الاحتمال اكثر منك،‏ فهو يمشي بصبر الى جانبك.‏ وإذ يلاحظ انك تتعثر احيانا،‏ يمدّ يده لمساعدتك على عبور مكان خطر جدا حرصا منه على سلامتك.‏ فهل ترفض مساعدته؟‏ لن تفعل ذلك بالتأكيد،‏ لأن حياتك في خطر.‏

      ٢ على نحو مماثل،‏ نسير نحن المسيحيين على طريق صعب.‏ فهل نسير وحدنا على هذا الطريق الحرج؟‏ (‏متى ٧:‏١٤‏)‏ كلا،‏ فالكتاب المقدس يُظهِر ان يهوه اللّٰه،‏ افضل دليل على الاطلاق،‏ يسمح للبشر بأن يسيروا معه.‏ (‏تكوين ٥:‏٢٤؛‏ ٦:‏٩‏)‏ وهل يساعد يهوه خدامه وهم سائرون في هذا الطريق؟‏ يجيب يهوه:‏ «انا الرب الهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف انا أُعِينك».‏ (‏اشعياء ٤١:‏١٣‏)‏ فكالدليل في المثل المذكور آنفا،‏ يمدّ يهوه يد العون بلطف للذين يطلبون ان يسيروا معه ويعرض عليهم صداقته.‏ ولا شك ان لا احد منا يريد رفض مساعدته.‏

      ٣ ايّ سؤالَين سنناقشهما في هذه المقالة؟‏

      ٣ في المقالة السابقة،‏ ناقشنا اربع طرائق ساعد يهوه بواسطتها شعبه في الماضي.‏ فهل يساعد يهوه شعبه بالطرائق نفسها اليوم؟‏ وكيف يمكننا قبول عون يهوه والاستفادة منه؟‏ سنجيب عن هذين السؤالين في هذه المقالة.‏ فهذا يزيد ثقتنا بأن يهوه هو حقا معين لنا.‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏٦‏.‏

      العون من الملائكة

      ٤ لماذا يمكن لخدام اللّٰه اليوم ان يثقوا ان الملائكة تدعمهم؟‏

      ٤ هل يساعد الملائكة خدام يهوه اليوم؟‏ نعم.‏ لكنّهم لا يظهرون للعبّاد الحقيقيين حين ينقذونهم من الخطر.‏ حتى في ازمنة الكتاب المقدس،‏ نادرا ما حصل ذلك.‏ فمعظم ما فعلوه كان غير منظور لأعين البشر،‏ كما هي الحال اليوم.‏ لكنَّ خدام اللّٰه الذين عرفوا ان الملائكة الى جانبهم،‏ تشجّعوا كثيرا.‏ (‏٢ ملوك ٦:‏١٤-‏١٧‏)‏ نحن ايضا،‏ لدينا سبب وجيه لنتشجّع.‏

      ٥ كيف يُظهِر الكتاب المقدس ان الملائكة تلعب دورا في عمل الكرازة اليوم؟‏

      ٥ يهتم ملائكة يهوه اهتماما خصوصيا بعمل مميّز ننجزه نحن اليوم.‏ فما هو هذا العمل؟‏ يمكننا ايجاد الجواب في الكشف ١٤:‏٦‏:‏ «رأيت ملاكا آخر طائرا في وسط السماء،‏ ومعه بشارة ابدية ليبشّر الساكنين على الارض،‏ وكل امة وقبيلة ولسان وشعب».‏ من الواضح ان هذه ‹البشارة الابدية› ترتبط «ببشارة الملكوت» التي انبأ يسوع انه ‹سيُكرَز بها في كل المسكونة شهادة لجميع الامم› قبل ان تأتي نهاية نظام الاشياء هذا.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ طبعا،‏ لا يقوم الملائكة بأنفسهم بعمل الكرازة.‏ فيسوع قد اوكل هذا التفويض المهم الى البشر.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ ولكن كم نتشجع عندما نعرف اننا نقوم بهذا التفويض بمساعدة الملائكة القدوسين،‏ هذه المخلوقات الروحانية الحكيمة والقوية!‏

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ ماذا يدلّ ان الملائكة تدعم عملنا الكرازي؟‏ (‏ب)‏ كيف نحصل على دعم ملائكة يهوه؟‏

      ٦ وهنالك وفرة من الادلة التي تبرهن ان الملائكة يدعمون عملنا.‏ مثلا،‏ كثيرا ما نسمع ان شهود يهوه التقوا خلال خدمتهم شخصا صلّى قبل وقت قصير الى اللّٰه طالبا منه المساعدة على ايجاد الحق.‏ ولا يمكن اعتبار هذه الاختبارات مجرد صدفة نظرا الى عددها الكبير.‏ فنتيجة لهذه المساعدة من الملائكة،‏ يتعلم عدد متزايد من الناس ان يعملوا بانسجام مع ما اعلنه ‹الملاك الطائر في وسط السماء›:‏ «خافوا اللّٰه وأعطوه مجدا».‏ —‏ كشف ١٤:‏٧‏.‏

      ٧ فهل ترغب في نيل مساعدة ملائكة يهوه الاقوياء؟‏ اذًا،‏ ابذل كل ما في وسعك للانهماك في خدمتك.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏)‏ ففيما ننجز هذا التعيين الخصوصي من يهوه،‏ يمكننا الثقة ان ملائكته ستساعدنا.‏

      العون من رئيس الملائكة

      ٨ ايّ مركز سامٍ يحتله يسوع في السماء،‏ ولماذا يطمئننا ذلك؟‏

      ٨ يزوِّدنا يهوه بنوع آخر من المساعدة الملائكية.‏ تصف الكشف ١٠:‏١ ‹ملاكا قويا وجهه كالشمس›.‏ من الواضح ان هذا الملاك الرؤيوي يصوِّر يسوع المسيح الممجّد في سلطته السماوية.‏ (‏كشف ١:‏١٣،‏ ١٦‏)‏ وهل يسوع ملاك حقا؟‏ نعم،‏ انه رئيس الملائكة.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏١٦‏)‏ فيسوع هو اعظم ابناء يهوه الروحانيين.‏ وقد عيّنه يهوه آمرا لكل جيوش الملائكة.‏ فعلا،‏ ان رئيس الملائكة هذا هو مصدر عظيم للمساعدة.‏ بأية طرائق؟‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ كيف يكون يسوع ‹معينا› لنا عندما نرتكب خطية؟‏ (‏ب)‏ كيف يساعدنا مثال يسوع؟‏

      ٩ كتب الرسول المسنّ يوحنا:‏ «إن ارتكب احد خطية،‏ فلنا معين عند الآب،‏ يسوع المسيح البار».‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١‏)‏ ولماذا قال يوحنا ان يسوع هو «معين» لنا،‏ وخصوصا عندما ‹نرتكب خطية›؟‏ نحن نخطئ يوميا،‏ والخطية تنتج الموت.‏ (‏جامعة ٧:‏٢٠؛‏ روما ٦:‏٢٣‏)‏ لكنَّ يسوع بذل حياته ذبيحة عن خطايانا.‏ وهو الآن عن يمين ابينا الرحيم ليشفع لنا.‏ وجميعنا بحاجة الى هذه المساعدة.‏ ولكن كيف نقبلها ونستفيد منها؟‏ يلزم ان نتوب عن خطايانا ونطلب الغفران على اساس ذبيحة يسوع.‏ كما يلزم ان نتجنب تكرار خطايانا.‏

      ١٠ بالاضافة الى ذلك،‏ رسم يسوع لنا مثالا كاملا لنتبعه.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ ومثاله يرشدنا ويساعدنا على تحديد مسلكنا بحيث نتجنب ارتكاب خطايا خطيرة ونتمكن من إرضاء يهوه اللّٰه.‏ فكم نحن شاكرون على هذه المساعدة!‏ لكنَّ يسوع وعد أتباعه انه سيعطيهم معينا آخر.‏ فما هو؟‏

      العون من خلال الروح القدس

      ١١،‏ ١٢ ما هو روح يهوه،‏ الى ايّ حدّ هو قوي،‏ ولماذا نحن بحاجة اليه اليوم؟‏

      ١١ وعد يسوع:‏ «سأطلب من الآب فيعطيكم معينا آخر ليكون معكم الى الابد،‏ روح الحق،‏ الذي لا يستطيع العالم ان يناله».‏ (‏يوحنا ١٤:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ و «روح الحق» هذا،‏ او الروح القدس،‏ ليس شخصا بل قوة —‏ قوة يهوه الفعّالة التي لا حدود لها.‏ انه القوة التي استخدمها يهوه في خلق الكون،‏ صنع عجائب مذهلة،‏ وكشف مشيئته بواسطة الرؤى.‏ لكنَّ يهوه لا يستخدم روحه بهذه الطرائق اليوم.‏ فهل يعني ذلك اننا لا نحتاج اليه؟‏

      ١٢ على العكس!‏ ففي هذه ‹الازمنة الحرجة›،‏ نحن بحاجة الى روح يهوه اكثر من ايّ وقت مضى.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ فهو يقوّينا على احتمال المحن.‏ ويساعدنا على تنمية صفات رائعة تقرِّبنا الى يهوه وإلى إخوتنا وأخواتنا الروحيين.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فكيف يمكننا الاستفادة من هذه المساعدة التي يزوِّدها يهوه؟‏

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ لماذا يمكننا الثقة بأن يهوه يزوِّد شعبه بسخاء بروحه القدس؟‏ (‏ب)‏ كيف نُظهِر اننا نرفض هبة الروح القدس؟‏

      ١٣ اولا،‏ يجب ان نصلّي طلبا للروح القدس.‏ قال يسوع:‏ «إنْ كنتم وأنتم اشرار تعرفون كيف تعطون اولادكم عطايا صالحة،‏ فكم بالاحرى الآب في السماء يعطي روحا قدسا للذين يسألونه!‏».‏ (‏لوقا ١١:‏١٣‏)‏ نعم،‏ يهوه هو افضل اب على الاطلاق.‏ فإذا طلبنا روحه القدس بإخلاص،‏ فلن يحرمنا هذه الهبة.‏ فهل نطلب الروح القدس يوميا في صلواتنا؟‏

      ١٤ ثانيا،‏ يجب ان نعمل بانسجام مع هذه الهبة.‏ للايضاح:‏ لنفرض ان احد المسيحيين يصارع ميلا الى مشاهدة الفن الاباحي.‏ وقد صلّى طالبا مساعدة الروح القدس على مقاومة هذه العادة النجسة.‏ كما طلب مشورة من الشيوخ المسيحيين،‏ فنصحوه ان يتَّخذ اجراء حاسما،‏ ممتنعا حتى عن الاقتراب الى هذه المواد المنحطة.‏ (‏متى ٥:‏٢٩‏)‏ ولكن ماذا لو تجاهل مشورتهم واستمر يشاهد هذه المواد الاباحية؟‏ هل يعمل بذلك انسجاما مع طلبه مساعدة الروح القدس ام انه يعرِّض نفسه لخطر إحزان روح اللّٰه وخسارة هذه الهبة؟‏ (‏افسس ٤:‏٣٠‏)‏ حقا،‏ نحن جميعا بحاجة الى فعل كل ما في وسعنا للاستمرار في نيل هذه المساعدة الرائعة من يهوه.‏

      العون من كلمة اللّٰه

      ١٥ كيف نُظهِر اننا لا نعتبر الكتاب المقدس امرا مسلّما به؟‏

      ١٥ طوال قرون عديدة،‏ كان الكتاب المقدس مصدرا يستمد منه خدام اللّٰه الامناء العون.‏ نحن ايضا،‏ لا ينبغي ان نعتبر الاسفار المقدسة امرا مسلّما به،‏ بل يلزم ان نتذكر كم هو فعّال مصدر المساعدة هذا.‏ ولقبول هذه المساعدة والاستفادة منها يلزم ان نبذل جهدا دؤوبا.‏ فينبغي ان نعتاد قراءة الكتاب المقدس بانتظام.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ كيف يصف المزمور ١:‏٢،‏ ٣ المكافآ‌ت الناجمة عن قراءة شريعة اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ كيف يدل المزمور ١:‏٣ انه يجب ان نبذل جهدا دؤوبا؟‏

      ١٦ يقول المزمور ١:‏٢،‏ ٣ عن الرجل الذي يُرضي اللّٰه:‏ «في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا.‏ فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه.‏ التي تعطي ثمرها في اوانه.‏ وورقها لا يذبل.‏ وكل ما يصنعه ينجح».‏ هل ترى ما هي الفكرة الرئيسية في هذين العددين؟‏ من السهل ان نستنتج عند قراءة هذه الكلمات انها مجرد وصف جميل لمشهد طبيعي تعمّه السكينة:‏ شجرة وارفة مغروسة قرب نهر تُلقي ظلّها.‏ فما احسن ان يأخذ الشخص قيلولة في هذا المكان!‏ لكنَّ هذا المزمور لا يشجّعنا على التفكير في الراحة،‏ بل يصف امرا مختلفا كليا.‏ فهو يتحدث عن الجهد الدؤوب.‏ كيف ذلك؟‏

      ١٧ لاحِظ ان الشجرة الموصوفة هنا ليست مجرد شجرة وارفة تنمو بمحض الصدفة قرب احد الانهار.‏ فهي شجرة مثمرة،‏ «مغروسة» عن قصد في مكان اختير بعناية:‏ «عند مجاري المياه».‏ وكيف تنمو شجرة واحدة قرب اكثر من مجرى مائي واحد؟‏ في بستان من الاشجار المثمرة،‏ قد يحفر صاحب البستان قنوات للريّ ليوصل الماء الى جذور الاشجار.‏ وهذا الامر يوضح معنى كلمات صاحب المزمور.‏ فكتلك الشجرة،‏ نحن نزدهر روحيا اذا بذل احد جهدا دؤوبا من اجلنا.‏ فنحن ننتمي الى هيئة توصل الينا مياه الحق النقية.‏ رغم ذلك،‏ لدينا دور يلزم ان نقوم به.‏ فيجب ان ‹نغرس› انفسنا في مكان يتيح لنا امتصاص المياه الثمينة،‏ وذلك بالانهماك في التأمل والبحث اللازمين لغرس حقائق كلمة اللّٰه في عقلنا وقلبنا.‏ وهكذا،‏ ننتج نحن ايضا ثمارا جيدة.‏

      ١٨ ماذا يجب ان نفعل للعثور على اجوبة من الكتاب المقدس عن اسئلتنا؟‏

      ١٨ نحن لا نستفيد من الكتاب المقدس اذا لم نستعمله.‏ ولا يمكننا استخدامه كشيء سحري،‏ ظانين انه سيعطينا جوابا عن سؤالنا اذا اغمضنا عينَينا وفتحناه عشوائيا على احدى الصفحات.‏ فعندما نضطر الى اتّخاذ قرار،‏ يلزم ان نبحث عن «معرفة اللّٰه» كما لو اننا ننقِّب عن كنز مدفون.‏ (‏امثال ٢:‏١-‏٥‏)‏ فغالبا ما يلزم القيام ببحث عميق ودقيق للعثور على مشورة الاسفار المقدسة المتعلقة بالمسألة التي تهمنا.‏ ولدينا مطبوعات كثيرة مؤسسة على الكتاب المقدس لمساعدتنا في بحثنا.‏ ونحن نستفيد من مساعدة يهوه عندما نستعمل هذه المطبوعات للتنقيب بشغف عن جواهر الحكمة في كلمة اللّٰه.‏

      العون من خلال الرفقاء المؤمنين

      ١٩ (‏أ)‏ لماذا يمكن اعتبار المقالات في برج المراقبة و استيقظ!‏ مساعدة يزوِّدها الرفقاء المؤمنون؟‏ (‏ب)‏ كيف ساعدتكم شخصيا مقالة معيّنة في احدى مجلتَينا؟‏

      ١٩ لطالما كان خدام يهوه البشر مصدر عون واحدهم للآخر.‏ فهل تغيّر يهوه في هذا المجال؟‏ كلا.‏ فكلٌّ منا يتذكر دون شك عدة مناسبات نال فيها المساعدة في حينها من خلال الرفقاء المؤمنين.‏ مثلا،‏ هل تتذكر مقالة صدرت في برج المراقبة او استيقظ!‏ منحتك التعزية التي كنت بحاجة اليها او ساعدتك على حلّ مشكلة او مواجهة امتحان لإيمانك؟‏ في هذه الحال،‏ فقد منحك يهوه المساعدة بواسطة «العبد الامين الفطين» المعيّن لتزويد ‹الطعام في حينه›.‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

      ٢٠ بأية طرائق يبرهن الشيوخ انهم «عطايا في رجال»؟‏

      ٢٠ ولكن كثيرا ما تكون المساعدة التي ننالها من الرفقاء المؤمنين مباشرة اكثر.‏ فقد يلقي شيخ مسيحي خطابا يؤثر فينا،‏ او يقوم بزيارة رعائية تساعدنا على اجتياز وقت عصيب نمرّ به،‏ او يقدِّم لنا مشورة لطيفة تساعدنا على إدراك ضعف لدينا والتغلب عليه.‏ على سبيل المثال،‏ تكتب اخت عن المساعدة التي قدّمها لها احد الشيوخ:‏ «عندما ذهب معي الى خدمة الحقل،‏ بذل جهده لتشجيعي على البوح بمكنونات قلبي.‏ ففي الليلة السابقة،‏ كنت قد طلبت من يهوه في الصلاة شخصا استطيع ان اتكلم معه.‏ وفي اليوم التالي،‏ كان هذا الاخ متعاطفا معي في حديثه.‏ وقد جعلني ادرك كيف كان يهوه يساعدني طوال سنوات.‏ وأنا شاكرة ليهوه على استخدامه هذا الشيخ لمساعدتي».‏ بكل هذه الطرائق،‏ يبرهن الشيوخ المسيحيون انهم «عطايا في رجال» زوَّدهم يهوه بواسطة يسوع المسيح بغية مساعدتنا على الاحتمال فيما نسلك في طريق الحياة.‏ —‏ افسس ٤:‏٨‏.‏

      ٢١،‏ ٢٢ (‏أ)‏ ماذا ينتج عندما يطبِّق افراد الجماعة المشورة في فيلبي ٢:‏٤‏؟‏ (‏ب)‏ لماذا تكون حتى اعمال اللطف الصغيرة مهمة؟‏

      ٢١ اضافة الى الشيوخ،‏ يريد كل مسيحي امين ان يطبِّق الوصية الموحى بها:‏ «غير ناظرين باهتمام شخصي الى اموركم الخاصة فحسب،‏ بل ايضا باهتمام شخصي الى تلك التي للآخرين».‏ (‏فيلبي ٢:‏٤‏)‏ وعندما يطبِّق افراد الجماعة المسيحية هذه المشورة،‏ يقومون بأعمال رائعة تنمّ عن اللطف.‏ لنأخذ على سبيل المثال ما حدث مع إحدى العائلات التي ألمَّت بها فجأة كارثة جسيمة.‏ فذات مرة،‏ اصطحب الاب ابنته الصغيرة الى احد المتاجر.‏ وفي طريق العودة،‏ وقع لهما حادث سير.‏ فقُتلَت الابنة وأُصيب الاب بجراح بالغة.‏ وعندما خرج الاب من المستشفى،‏ كان عاجزا جدا حتى انه لم يتمكن من الاعتناء بنفسه.‏ وكانت زوجته مضطربة عاطفيا بحيث انها لم تستطع الاهتمام به وحدها.‏ لذلك اخذ زوجان من الجماعة هذين الزوجين المنكوبَين الى بيتهما واعتنيا بهما عدة اسابيع.‏

      ٢٢ طبعا،‏ لا تشمل كل اعمال اللطف كوارث فادحة وتضحيات كبيرة كهذه.‏ ففد تكون المساعدة التي ننالها اصغر.‏ ولكن مهما كانت المساعدة صغيرة،‏ فنحن نقدِّرها.‏ فهل بإمكانك تذكّر وقت حين منحك اخ او اخت المساعدة اللازمة من خلال كلمة لطيفة او تصرُّف مراعٍ للمشاعر؟‏ يهتم يهوه بنا احيانا كثيرة بهذه الطرائق.‏ —‏ امثال ١٧:‏١٧‏،‏ ع‌ج؛‏ ١٨:‏٢٤‏،‏ ع‌ج.‏

      ٢٣ كيف ينظر الينا يهوه عندما نسعى الى مساعدة واحدنا الآخر؟‏

      ٢٣ هل تود ان يستخدمك يهوه لمساعدة الآخرين؟‏ ان هذا الامتياز مُتاح لك.‏ ويهوه يقدِّر الجهد الذي تبذله.‏ تقول كلمته:‏ «مَن يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه».‏ (‏امثال ١٩:‏١٧‏)‏ وبذل التضحيات من اجل إخوتنا وأخواتنا يُنتج لنا فرحا غامرا.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ لكنّ الفرح الناجم عن تقديم المساعدة او التشجيع الناجم عن نيلها لا يحسّ بهما الذين يعزلون انفسهم عمدا.‏ (‏امثال ١٨:‏١‏)‏ لذلك لنحضر بانتظام الاجتماعات المسيحية بغية تشجيع بعضنا بعضا.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

      ٢٤ لماذا لا ينبغي ان نشعر بالحرمان لأننا لا نشهد عجائب يهوه المذهلة التي صنعها في الماضي؟‏

      ٢٤ كم هو مفرح ان نتأمل في الطرائق التي يساعدنا يهوه بواسطتها!‏ ورغم ان يهوه لا يصنع عجائب مذهلة في ايامنا لإنجاز مقاصده،‏ فنحن لا نشعر بالحرمان.‏ فما يهمّ حقا هو ان يهوه يمنحنا كل العون اللازم لنبقى امناء.‏ وإذا احتملنا معا بإيمان،‏ فسوف نعيش لنرى اعظم وأمجد اعمال يهوه على الاطلاق.‏ فلنصمِّم على الاستفادة الى اقصى حدّ من مساعدة يهوه الحبية ولنردِّد كلمات آيتنا السنوية لعام ٢٠٠٥:‏ «معونتي من عند يهوه».‏ —‏ مزمور ١٢١:‏٢‏،‏ ع‌ج.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة