-
يهوه معين لنابرج المراقبة ٢٠٠٤ | ١٥ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
يهوه معين لنا
«معونتي من عند يهوه، صانع السماء والارض». — مزمور ١٢١:٢، عج.
١، ٢ (أ) لماذا يمكن القول اننا جميعا بحاجة احيانا الى المساعدة والعون؟ (ب) كيف يكون يهوه معينا مختلفا عن البشر؟
مَن منا لا يحتاج الى المساعدة والعون؟ في الحقيقة، جميعنا نحتاج احيانا الى المساعدة من اجل التأقلم مع مشكلة خطيرة، مواجهة خسارة فادحة، وتحمُّل تجربة صعبة. وعندما يحتاج الناس الى المساعدة، غالبا ما يلجأون الى صديق محب لإخباره بمشكلتهم. وهذا ما يسهِّل عليهم الاحتمال. لكنَّ قدرة هذا الصديق البشري على المساعدة محدودة. كما ان الآخرين قد لا يكونون دائما قادرين على مدّ يد العون.
٢ ولكن هنالك معين لديه قدرة وإمكانيات غير محدودة. وهو يؤكِّد لنا انه لن يتخلى عنا ابدا. وهذا المعين هو الذي يتحدث عنه صاحب المزمور بكل ثقة: «معونتي من عند يهوه». (مزمور ١٢١:٢، عج) فلماذا كان صاحب المزمور واثقا ان يهوه سيساعده؟ للاجابة عن هذا السؤال، لنناقش المزمور ١٢١ الذي سيمكِّننا نحن ايضا من اللجوء بثقة الى يهوه كمعين لنا.
مصدر لا ينضب للعون
٣ الى اية جبال ربما رفع صاحب المزمور عينَيه، ولماذا؟
٣ اوضح صاحب المزمور في البداية ان ثقتنا تنبع من واقع ان يهوه هو خالق كل شيء. فقد قال: «أرفع عينيَّ الى الجبال. من اين تأتي معونتي؟ معونتي من عند يهوه، صانع السماء والارض». (مزمور ١٢١:١، ٢، عج) لم يرفع صاحب المزمور عينَيه الى ايّ جبل كان. فعندما كُتبَت هذه الكلمات، كان هيكل يهوه في اورشليم. وهذه المدينة، الواقعة في جبال يهوذا، كانت مجازيا مكان سكنى يهوه. (مزمور ١٣٥:٢١) ولربما رفع صاحب المزمور عينَيه الى جبال اورشليم حيث كان هيكل يهوه، ملتجئا بثقة الى يهوه طلبا للمساعدة. ولماذا كان صاحب المزمور واثقا الى هذا الحدّ بأن يهوه قادر على مساعدته؟ لأن يهوه هو «صانع السماء والارض». فكما لو ان صاحب المزمور يقول: ‹لا شيء على الاطلاق يمكن ان يعيق الخالق الكليّ القدرة عن مساعدتي›. — اشعياء ٤٠:٢٦.
٤ كيف اظهر صاحب المزمور ان يهوه متيقظ دائما لحاجات شعبه، ولماذا هذا امر معزٍّ؟
٤ بعد ذلك، اوضح صاحب المزمور ان يهوه متيقظ دائما لحاجات خدامه. قال: «لا يدَع رِجلك تزلّ. لا ينعس حافظك. انه لا ينعس ولا ينام حافظ اسرائيل». (مزمور ١٢١:٣، ٤) فلا يمكن ان يسمح اللّٰه بأن ‹يزلّ› الذين يثقون به او ان يسقطوا ولا يقومون. (امثال ٢٤:١٦) ولمَ لا؟ لأن يهوه هو كراعٍ يقظ يحرس خرافه. وهذا امر معزٍّ. فيهوه لا يُغمض عينَيه ولو لحظة، متغاضيا عن حاجات شعبه. فهو يحرسهم نهارا وليلا.
٥ لماذا يُقال ان يهوه هو عن ‹يد شعبه اليمنى›؟
٥ كان صاحب المزمور يثق ان يهوه يحمي شعبه الولي. فقد كتب: «الرب حافظك. الرب ظل لك عن يدك اليمنى. لا تضربك الشمس في النهار ولا القمر في الليل». (مزمور ١٢١:٥، ٦) في الشرق الاوسط، كان الظل يزوِّد الشخص الذي ينتقل سيرا على الاقدام حماية من الشمس الحارقة. ويهوه هو كالظل لشعبه، اذ يحميهم من الضيقات المشبّهة بالحرّ اللاذع. وتقول الآية ايضا ان يهوه هو عن ‹يد شعبه اليمنى›. في الحرب قديما، كان الجندي يحمل الترس بيده اليسرى، مما يترك اليد اليمنى الى حدّ ما دون حماية. لذلك كان صديق ولي يزوِّد الحماية بالوقوف والمحاربة عند يد الجندي اليمنى. مثل هذا الصديق، يقف يهوه بجانب عبّاده بولاء، مستعدا دائما لمساعدتهم.
٦، ٧ (أ) كيف يؤكد لنا صاحب المزمور ان يهوه لن يتوقف عن مساعدة شعبه؟ (ب) لماذا بإمكاننا ان نمتلك الثقة نفسها التي كانت لدى صاحب المزمور؟
٦ وهل يتوقف يهوه في وقت من الاوقات عن مساعدة شعبه؟ هذا امر غير وارد على الاطلاق. قال صاحب المزمور: «الرب يحفظك من كل شر يحفظ نفسك. الرب يحفظ خروجك ودخولك من الآن وإلى الدهر». (مزمور ١٢١:٧، ٨) رغم ان صاحب المزمور استخدم صيغة المضارع، يتَّضح من عبارة «من الآن وإلى الدهر» انه كان يقصد المستقبل ايضا. وبذلك اكّد صاحب المزمور للعبّاد الحقيقيين ان مساعدة يهوه تمتد الى المستقبل. فأينما ذهبوا ومهما واجهوا من مشاكل، فسيمدّ لهم دائما يد العون. — امثال ١٢:٢١.
٧ حقا، كان كاتب المزمور ١٢١ واثقا بأن الخالق الكليّ القدرة يعتني بخدامه بلطفِ الراعي المحبّ وحرْص الحارس اليقظ. نحن ايضا يجب ان نمتلك الثقة نفسها التي كانت لدى المرنم الملهم. ولدينا سبب وجيه لذلك، وهو ان يهوه لا يتغير. (ملاخي ٣:٦) ولكن هل يعني ذلك اننا ننال دائما الحماية الجسدية؟ كلا. فيهوه يحمينا من كل ما يجلب لنا الاذى الروحي اذا التجأنا اليه واعتبرناه معينا لنا. لذلك من المنطقي ان نسأل: ‹كيف يساعدنا يهوه؟›. إجابة عن هذا السؤال، سنستعرض اربع طرائق يحمينا يهوه بواسطتها. وسنناقش في هذه المقالة كيف ساعد يهوه خدامه في ازمنة الكتاب المقدس. أما في المقالة التالية، فسنرى كيف يساعد يهوه شعبه اليوم.
العون من الملائكة
٨ لماذا ليس غريبا ان يهتم الملائكة اهتماما شديدا بخير خدام اللّٰه الارضيين؟
٨ هنالك ملايين وملايين من الملائكة تحت امرة يهوه. (دانيال ٧:٩، ١٠) وهؤلاء الابناء الروحانيون ينجزون مشيئته بأمانة. (مزمور ١٠٣:٢٠) وهم يدركون ان يهوه يكنّ محبة عميقة لعبّاده البشر وأنه يريد مساعدتهم. لذلك ليس غريبا ان يهتم الملائكة اهتماما شديدا بخير خدام اللّٰه الارضيين. (لوقا ١٥:١٠) ولا شك انهم يفرحون عندما يستخدمهم يهوه لمساعدتهم. فكيف استخدم يهوه الملائكة لمساعدة خدامه البشر في الازمنة الماضية؟
٩ اية امثلة تُظهِر كيف منح يهوه الملائكة قدرة على حماية البشر الامناء؟
٩ منح يهوه الملائكة قدرة على حماية وإنقاذ البشر الامناء. فقد ساعد ملاكان لوطا وابنتَيه وأنقذاهم من دمار سدوم وعمورة. (تكوين ١٩:١، ١٥-١٧) وقتل ملاك واحد ٠٠٠,١٨٥ جندي اشوري كانوا يهدِّدون اورشليم. (٢ ملوك ١٩:٣٥) وعندما طُرح دانيال في جب الاسود، «ارسل [يهوه] ملاكه وسدَّ افواه الاسود». (دانيال ٦:٢١، ٢٢) وأطلق ملاك سراح الرسول بطرس من السجن. (اعمال ١٢:٦-١١) ويذكر الكتاب المقدس امثلة اخرى عن الحماية الملائكية، مما يثبت صحة الكلمات المذكورة في المزمور ٣٤:٧: «ملاك الرب حالٌّ حول خائفيه وينجِّيهم».
١٠ كيف استخدم يهوه ملاكا لتشجيع النبي دانيال؟
١٠ وفي احيان اخرى، كان يهوه يستخدم الملائكة لتشجيع وتقوية البشر الامناء. ويوجد مثال رائع على ذلك في دانيال الاصحاح ١٠. كان النبي دانيال آنذاك يناهز المئة من عمره. وكان مثبَّطا جدا، على الارجح بسبب حالة اورشليم الخربة والتأخر في إعادة بناء الهيكل. كما انه انزعج كثيرا بعدما شاهد رؤيا مخيفة. (دانيال ١٠:٢، ٣، ٨) لذلك ارسل اللّٰه اليه ملاكا ليشجّعه. وقد ذكّر الملاك دانيال اكثر من مرة انه «محبوب» جدا لدى اللّٰه. وماذا كانت النتيجة؟ قال النبي المسنّ للملاك: «قوّيتني». — دانيال ١٠:١١، ١٩.
١١ ايّ مثل يُظهِر كيف استُخدِم الملائكة لتوجيه عمل الكرازة بالبشارة؟
١١ استخدم يهوه ايضا الملائكة لتوجيه عمل الكرازة بالبشارة. فقد وجّه ملاك المبشّر فيلبس ليكرز لخصي حبشي بالمسيح ويعمِّده. (اعمال ٨:٢٦، ٢٧، ٣٦، ٣٨) بعد ذلك بفترة قصيرة، كانت مشيئة اللّٰه ان يُكرَز بالبشارة لأمميين غير مختونين. ففي رؤيا، ظهر ملاك لكرنيليوس، رجل اممي يخاف اللّٰه، ووجّهه ليرسل بطلب الرسول بطرس. فعندما وجد رسل كرنيليوس الرسول بطرس، قالوا: «أعطى ملاك قدوس [لكرنيليوس] ارشادات إلهية ليستدعيك الى بيته ويسمع ما عندك لتقوله». فذهب بطرس معهم، وهكذا صار اول اممي غير مختون عضوا في الجماعة المسيحية. (اعمال ١٠:٢٢، ٤٤-٤٨) تخيّل شعورك لو علمت ان ملاكا ساعدك على إيجاد شخص لديه ميل صائب!
العون من خلال الروح القدس
١٢، ١٣ (أ) لماذا كان لدى رسل يسوع سبب وجيه ليثقوا ان الروح القدس بإمكانه مساعدتهم؟ (ب) كيف قوّى الروح القدس مسيحيي القرن الاول؟
١٢ اكّد يسوع لرسله قبيل موته انه لن يتركهم دون مساعدة. فالآب كان سيرسل لهم ‹معينا، الروح القدس›. (يوحنا ١٤:٢٦) وكان لدى الرسل سبب وجيه ليثقوا ان الروح القدس بإمكانه مساعدتهم. فالاسفار المقدسة تزخر بأمثلة تُظهِر كيف استخدم يهوه الروح القدس، اعظم قوة على الاطلاق، لمساعدة شعبه.
١٣ ففي مناسبات كثيرة، استُخدِم الروح القدس لتقوية البشر على فعل مشيئة يهوه. مثلا، قوّى الروح القدس القضاة على إنقاذ امة اسرائيل. (قضاة ٣:٩، ١٠؛ ٦:٣٤) وقوّى الروح نفسه مسيحيي القرن الاول على مواصلة الكرازة بجرأة رغم تعرّضهم للاضطهاد بجميع اشكاله. (اعمال ١:٨؛ ٤:٣١) ونجاحهم في إتمام خدمتهم اعطى دليلا قاطعا على عمل الروح القدس. فكيف امكن اشخاصا ‹غير متعلمين وعاميين› ان ينشروا رسالة الملكوت في كل العالم المعروف آنذاك لولا مساعدة الروح القدس؟! — اعمال ٤:١٣؛ كولوسي ١:٢٣.
١٤ كيف استخدم يهوه روحه القدس لمنح فهم اوضح لشعبه؟
١٤ استخدم يهوه ايضا روحه القدس لمنح فهم اوضح لشعبه. فبمساعدة روح اللّٰه، تمكّن يوسف من تفسير حلمَي فرعون النبويين. (تكوين ٤١:١٦، ٣٨، ٣٩) وبواسطة الروح القدس، كشف يهوه مقاصده للمتواضعين ولكنه أخفاها عن المتكبرين. (متى ١١:٢٥) قال الرسول بولس عن الامور التي يهيِّئها يهوه «للذين يحبونه»: «لنا كشف اللّٰه ذلك بروحه». (١ كورنثوس ٢:٧-١٠) فالشخص لا يفهم ما هي مشيئة اللّٰه إلا بمساعدة الروح القدس.
العون من كلمة اللّٰه
١٥، ١٦ ماذا قيل ليشوع ان يفعل لكي يعمل بحكمة؟
١٥ ان كلمة يهوه الموحى بها «نافعة للتعليم» وتمكِّن خدام اللّٰه من ان يكونوا ذوي ‹كفاءة تامة، مجهَّزين كاملا لكل عمل صالح›. (٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧) وترِد في الكتاب المقدس امثلة كثيرة تُظهِر كيف استمد اشخاص من شعب اللّٰه في الماضي العون من اجزاء كلمة اللّٰه التي كانت مكتوبة في زمنهم.
١٦ مثلا، ساعدت الاسفار المقدسة على تزويد الارشاد السليم لعبّاد اللّٰه. فعندما أُوكلت الى يشوع مسؤولية قيادة امة اسرائيل، قيل له: «لا يبرح سفر هذه الشريعة [الذي كتبه موسى] من فمك. بل تلهج فيه نهارا وليلا لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح [«تعمل بحكمة»، عج]». لاحِظ ان اللّٰه لم يعِد يشوع بأن يهبه الحكمة بشكل عجائبي. فيشوع كان سيعمل بحكمة اذا قرأ وتأمل في ‹سفر الشريعة›. — يشوع ١:٨؛ مزمور ١:١-٣.
١٧ كيف استمد دانيال والملك يوشيا العون من اجزاء الاسفار المقدسة التي كانت مكتوبة في زمنهما؟
١٧ ساعدت كلمة اللّٰه المكتوبة ايضا على كشف مشيئته وقصده. مثلا، فهم دانيال من كتابات ارميا كم من الوقت كانت ستبقى اورشليم خربة. (ارميا ٢٥:١١؛ دانيال ٩:٢) تأمل ايضا في ما حدث خلال حكم يوشيا ملك يهوذا. بحلول ايام يوشيا، كانت الامة قد ابتعدت عن يهوه وكان الملوك قد اهملوا كتابة نسخة شخصية من الشريعة والعمل بموجبها. (تثنية ١٧:١٨-٢٠) وفيما كان يُعاد بناء الهيكل، وُجد «سفر الشريعة». وربما كان هذا النص الاصلي الذي كتبه موسى بيده والذي أُكملت كتابته قبل نحو ٨٠٠ سنة. وبعدما سمع الملك يوشيا قراءة محتويات السفر، ادرك كم انحرفت الامة عن مشيئة يهوه واتَّخذ تدابير صارمة لفعل ما هو مكتوب في السفر. (٢ ملوك ٢٢:٨؛ ٢٣:١-٧) ألا يتَّضح مما ذُكر آنفا ان شعب اللّٰه في الماضي استمدوا العون من اجزاء الاسفار المقدسة التي كانت مكتوبة في زمنهم؟!
العون من خلال الرفقاء المؤمنين
١٨ لماذا يمكننا القول ان يهوه هو المصدر الحقيقي للعون عندما يساعد احد العبّاد الحقيقيين عابدا آخر؟
١٨ كثيرا ما يزوِّدنا يهوه بالعون من خلال الرفقاء المؤمنين. فحينما يساعد احد العبّاد الحقيقيين عابدا آخر، يكون اللّٰه هو المصدر الحقيقي للمساعدة. ولماذا يمكننا قول ذلك؟ لسببين. اولا، ان روح اللّٰه القدس له علاقة بالامر. فهذا الروح يُنتِج في الذين يطلبونه ثمرا يشمل المحبة والصلاح. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) لذلك عندما يندفع احد خدام اللّٰه الى مساعدة خادم آخر، يكون ذلك دليلا على عمل روح يهوه. ثانيا، نحن مصنوعون على صورة اللّٰه. (تكوين ١:٢٦) وهذا يعني ان بإمكاننا ان نعكس صفاته، بما فيها اللطف والرأفة. وهكذا، عندما نساعد خادما آخر ليهوه، يكون الاله الذي نعكس صفاته المصدر الحقيقي لهذه المساعدة.
١٩ بحسب سجل الكتاب المقدس، كيف زوَّد يهوه المساعدة بواسطة الرفقاء المؤمنين؟
١٩ وكيف زوَّد يهوه المساعدة من خلال الرفقاء المؤمنين في ازمنة الكتاب المقدس؟ كثيرا ما كان يهوه يجعل احد خدامه يقدِّم مشورة لخادم آخر، كما عندما قدَّم ارميا لباروخ مشورة انقذت حياته. (ارميا ٤٥:١-٥) وأحيانا، كان العبّاد الحقيقيون يندفعون الى تزويد المساعدة المادية للرفقاء المؤمنين، كما عندما اظهر المسيحيون في مقدونية توقا الى مساعدة اخوتهم المحتاجين في اورشليم. وقد ذكر الرسول بولس ان هذا الكرم انتج «شكرا للّٰه». — ٢ كورنثوس ٩:١١.
٢٠، ٢١ في اية ظروف قوّى الاخوة من روما الرسول بولس؟
٢٠ والروايات المؤثرة خصوصا هي الروايات التي تُظهِر كيف بذل خدام يهوه جهدهم لتقوية وتشجيع واحدهم الآخر. تأمل مثلا في ما حدث مع الرسول بولس. ففيما كان ذاهبا الى روما كسجين، سافر على الطريق المعروف بالطريق الابياوي. وكان الجزء الاخير من الرحلة شاقا بشكل خصوصي، لأن المسافرين اضطروا الى عبور منخفض مستنقعي.a وكان الاخوة في روما يعلمون ان بولس قادم. فماذا كانوا سيفعلون؟ هل كانوا سينتظرون في بيوتهم المريحة في المدينة حتى يصل بولس ثم يذهبون لرؤيته؟
٢١ رافق لوقا، احد كتبة الكتاب المقدس، بولس في هذه الرحلة. وهو يخبرنا بما حدث قائلا: «من هناك [روما] لما سمع الإخوة بخبرنا، جاءوا لملاقاتنا الى ساحة سوق أبيوس والخانات الثلاثة». فهل تتخيل المشهد؟ عندما علم الاخوة بأن بولس قادم، ذهب وفد من روما لملاقاته. وكان قسم من الوفد منتظرا في ساحة سوق أبيوس، محطة استراحة المسافرين المعروفة التي تبعد نحو ٧٤ كيلومترا عن روما. أما باقي الاخوة فكانوا ينتظرون بولس في الخانات الثلاثة، محطة تبعد نحو ٥٨ كيلومترا عن روما. فماذا كان ردّ فعل بولس؟ يذكر لوقا: «اذ ابصرهم بولس، شكر اللّٰه وتشجع». (اعمال ٢٨:١٥) فمجرد رؤية هؤلاء الاخوة الذين تحملوا مشاقّ السفر كل هذه المسافة كان مصدر تشجيع وتعزية لبولس. ومَن شكر بولس على هذا الدعم والمساعدة؟ لقد شكر يهوه اللّٰه، المصدر الحقيقي للمساعدة.
٢٢ ما هي الآية السنوية لعام ٢٠٠٥، وماذا سنناقش في المقالة التالية؟
٢٢ من الواضح ان السجل الموحى به عن تعاملات اللّٰه هو خير دليل ان يهوه يزوِّد المساعدة. فهو معين لا نظير له. لذلك من الملائم ان تكون الآية السنوية لشهود يهوه لعام ٢٠٠٥ مأخوذة من المزمور ١٢١:٢، عج: «معونتي من عند يهوه». ولكن كيف يساعدنا يهوه اليوم؟ هذا ما سنناقشه في المقالة التالية.
[الحاشية]
a علَّق الشاعر الروماني هوراس (٦٥-٨ قم)، الذي قام بالرحلة نفسها، على مشقات هذا الجزء من الرحلة. فقد وصف ساحة سوق أبيوس بأنها «تعجّ بالملّاحين وأصحاب الخمّارات الادنياء». وتذمّر من «البعوض والضفادع البغيضة» ومن «المياه» الرديئة.
-
-
هل تقبل العون الذي يقدِّمه يهوه؟برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١٥ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
هل تقبل العون الذي يقدِّمه يهوه؟
«يهوه معيني؛ لن اخاف». — عبرانيين ١٣:٦.
١، ٢ لماذا من المهم ان نقبل مساعدة يهوه وإرشاده في حياتنا؟
تخيّل انك تستكشف منطقة جبلية وعرة. ولكنك لست وحدك، فقد عرض عليك افضل دليل في المنطقة ان يرافقك. ورغم ان لديه خبرة وقدرة على الاحتمال اكثر منك، فهو يمشي بصبر الى جانبك. وإذ يلاحظ انك تتعثر احيانا، يمدّ يده لمساعدتك على عبور مكان خطر جدا حرصا منه على سلامتك. فهل ترفض مساعدته؟ لن تفعل ذلك بالتأكيد، لأن حياتك في خطر.
٢ على نحو مماثل، نسير نحن المسيحيين على طريق صعب. فهل نسير وحدنا على هذا الطريق الحرج؟ (متى ٧:١٤) كلا، فالكتاب المقدس يُظهِر ان يهوه اللّٰه، افضل دليل على الاطلاق، يسمح للبشر بأن يسيروا معه. (تكوين ٥:٢٤؛ ٦:٩) وهل يساعد يهوه خدامه وهم سائرون في هذا الطريق؟ يجيب يهوه: «انا الرب الهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف انا أُعِينك». (اشعياء ٤١:١٣) فكالدليل في المثل المذكور آنفا، يمدّ يهوه يد العون بلطف للذين يطلبون ان يسيروا معه ويعرض عليهم صداقته. ولا شك ان لا احد منا يريد رفض مساعدته.
٣ ايّ سؤالَين سنناقشهما في هذه المقالة؟
٣ في المقالة السابقة، ناقشنا اربع طرائق ساعد يهوه بواسطتها شعبه في الماضي. فهل يساعد يهوه شعبه بالطرائق نفسها اليوم؟ وكيف يمكننا قبول عون يهوه والاستفادة منه؟ سنجيب عن هذين السؤالين في هذه المقالة. فهذا يزيد ثقتنا بأن يهوه هو حقا معين لنا. — عبرانيين ١٣:٦.
العون من الملائكة
٤ لماذا يمكن لخدام اللّٰه اليوم ان يثقوا ان الملائكة تدعمهم؟
٤ هل يساعد الملائكة خدام يهوه اليوم؟ نعم. لكنّهم لا يظهرون للعبّاد الحقيقيين حين ينقذونهم من الخطر. حتى في ازمنة الكتاب المقدس، نادرا ما حصل ذلك. فمعظم ما فعلوه كان غير منظور لأعين البشر، كما هي الحال اليوم. لكنَّ خدام اللّٰه الذين عرفوا ان الملائكة الى جانبهم، تشجّعوا كثيرا. (٢ ملوك ٦:١٤-١٧) نحن ايضا، لدينا سبب وجيه لنتشجّع.
٥ كيف يُظهِر الكتاب المقدس ان الملائكة تلعب دورا في عمل الكرازة اليوم؟
٥ يهتم ملائكة يهوه اهتماما خصوصيا بعمل مميّز ننجزه نحن اليوم. فما هو هذا العمل؟ يمكننا ايجاد الجواب في الكشف ١٤:٦: «رأيت ملاكا آخر طائرا في وسط السماء، ومعه بشارة ابدية ليبشّر الساكنين على الارض، وكل امة وقبيلة ولسان وشعب». من الواضح ان هذه ‹البشارة الابدية› ترتبط «ببشارة الملكوت» التي انبأ يسوع انه ‹سيُكرَز بها في كل المسكونة شهادة لجميع الامم› قبل ان تأتي نهاية نظام الاشياء هذا. (متى ٢٤:١٤) طبعا، لا يقوم الملائكة بأنفسهم بعمل الكرازة. فيسوع قد اوكل هذا التفويض المهم الى البشر. (متى ٢٨:١٩، ٢٠) ولكن كم نتشجع عندما نعرف اننا نقوم بهذا التفويض بمساعدة الملائكة القدوسين، هذه المخلوقات الروحانية الحكيمة والقوية!
٦، ٧ (أ) ماذا يدلّ ان الملائكة تدعم عملنا الكرازي؟ (ب) كيف نحصل على دعم ملائكة يهوه؟
٦ وهنالك وفرة من الادلة التي تبرهن ان الملائكة يدعمون عملنا. مثلا، كثيرا ما نسمع ان شهود يهوه التقوا خلال خدمتهم شخصا صلّى قبل وقت قصير الى اللّٰه طالبا منه المساعدة على ايجاد الحق. ولا يمكن اعتبار هذه الاختبارات مجرد صدفة نظرا الى عددها الكبير. فنتيجة لهذه المساعدة من الملائكة، يتعلم عدد متزايد من الناس ان يعملوا بانسجام مع ما اعلنه ‹الملاك الطائر في وسط السماء›: «خافوا اللّٰه وأعطوه مجدا». — كشف ١٤:٧.
٧ فهل ترغب في نيل مساعدة ملائكة يهوه الاقوياء؟ اذًا، ابذل كل ما في وسعك للانهماك في خدمتك. (١ كورنثوس ١٥:٥٨) ففيما ننجز هذا التعيين الخصوصي من يهوه، يمكننا الثقة ان ملائكته ستساعدنا.
العون من رئيس الملائكة
٨ ايّ مركز سامٍ يحتله يسوع في السماء، ولماذا يطمئننا ذلك؟
٨ يزوِّدنا يهوه بنوع آخر من المساعدة الملائكية. تصف الكشف ١٠:١ ‹ملاكا قويا وجهه كالشمس›. من الواضح ان هذا الملاك الرؤيوي يصوِّر يسوع المسيح الممجّد في سلطته السماوية. (كشف ١:١٣، ١٦) وهل يسوع ملاك حقا؟ نعم، انه رئيس الملائكة. (١ تسالونيكي ٤:١٦) فيسوع هو اعظم ابناء يهوه الروحانيين. وقد عيّنه يهوه آمرا لكل جيوش الملائكة. فعلا، ان رئيس الملائكة هذا هو مصدر عظيم للمساعدة. بأية طرائق؟
٩، ١٠ (أ) كيف يكون يسوع ‹معينا› لنا عندما نرتكب خطية؟ (ب) كيف يساعدنا مثال يسوع؟
٩ كتب الرسول المسنّ يوحنا: «إن ارتكب احد خطية، فلنا معين عند الآب، يسوع المسيح البار». (١ يوحنا ٢:١) ولماذا قال يوحنا ان يسوع هو «معين» لنا، وخصوصا عندما ‹نرتكب خطية›؟ نحن نخطئ يوميا، والخطية تنتج الموت. (جامعة ٧:٢٠؛ روما ٦:٢٣) لكنَّ يسوع بذل حياته ذبيحة عن خطايانا. وهو الآن عن يمين ابينا الرحيم ليشفع لنا. وجميعنا بحاجة الى هذه المساعدة. ولكن كيف نقبلها ونستفيد منها؟ يلزم ان نتوب عن خطايانا ونطلب الغفران على اساس ذبيحة يسوع. كما يلزم ان نتجنب تكرار خطايانا.
١٠ بالاضافة الى ذلك، رسم يسوع لنا مثالا كاملا لنتبعه. (١ بطرس ٢:٢١) ومثاله يرشدنا ويساعدنا على تحديد مسلكنا بحيث نتجنب ارتكاب خطايا خطيرة ونتمكن من إرضاء يهوه اللّٰه. فكم نحن شاكرون على هذه المساعدة! لكنَّ يسوع وعد أتباعه انه سيعطيهم معينا آخر. فما هو؟
العون من خلال الروح القدس
١١، ١٢ ما هو روح يهوه، الى ايّ حدّ هو قوي، ولماذا نحن بحاجة اليه اليوم؟
١١ وعد يسوع: «سأطلب من الآب فيعطيكم معينا آخر ليكون معكم الى الابد، روح الحق، الذي لا يستطيع العالم ان يناله». (يوحنا ١٤:١٦، ١٧) و «روح الحق» هذا، او الروح القدس، ليس شخصا بل قوة — قوة يهوه الفعّالة التي لا حدود لها. انه القوة التي استخدمها يهوه في خلق الكون، صنع عجائب مذهلة، وكشف مشيئته بواسطة الرؤى. لكنَّ يهوه لا يستخدم روحه بهذه الطرائق اليوم. فهل يعني ذلك اننا لا نحتاج اليه؟
١٢ على العكس! ففي هذه ‹الازمنة الحرجة›، نحن بحاجة الى روح يهوه اكثر من ايّ وقت مضى. (٢ تيموثاوس ٣:١) فهو يقوّينا على احتمال المحن. ويساعدنا على تنمية صفات رائعة تقرِّبنا الى يهوه وإلى إخوتنا وأخواتنا الروحيين. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) فكيف يمكننا الاستفادة من هذه المساعدة التي يزوِّدها يهوه؟
١٣، ١٤ (أ) لماذا يمكننا الثقة بأن يهوه يزوِّد شعبه بسخاء بروحه القدس؟ (ب) كيف نُظهِر اننا نرفض هبة الروح القدس؟
١٣ اولا، يجب ان نصلّي طلبا للروح القدس. قال يسوع: «إنْ كنتم وأنتم اشرار تعرفون كيف تعطون اولادكم عطايا صالحة، فكم بالاحرى الآب في السماء يعطي روحا قدسا للذين يسألونه!». (لوقا ١١:١٣) نعم، يهوه هو افضل اب على الاطلاق. فإذا طلبنا روحه القدس بإخلاص، فلن يحرمنا هذه الهبة. فهل نطلب الروح القدس يوميا في صلواتنا؟
١٤ ثانيا، يجب ان نعمل بانسجام مع هذه الهبة. للايضاح: لنفرض ان احد المسيحيين يصارع ميلا الى مشاهدة الفن الاباحي. وقد صلّى طالبا مساعدة الروح القدس على مقاومة هذه العادة النجسة. كما طلب مشورة من الشيوخ المسيحيين، فنصحوه ان يتَّخذ اجراء حاسما، ممتنعا حتى عن الاقتراب الى هذه المواد المنحطة. (متى ٥:٢٩) ولكن ماذا لو تجاهل مشورتهم واستمر يشاهد هذه المواد الاباحية؟ هل يعمل بذلك انسجاما مع طلبه مساعدة الروح القدس ام انه يعرِّض نفسه لخطر إحزان روح اللّٰه وخسارة هذه الهبة؟ (افسس ٤:٣٠) حقا، نحن جميعا بحاجة الى فعل كل ما في وسعنا للاستمرار في نيل هذه المساعدة الرائعة من يهوه.
العون من كلمة اللّٰه
١٥ كيف نُظهِر اننا لا نعتبر الكتاب المقدس امرا مسلّما به؟
١٥ طوال قرون عديدة، كان الكتاب المقدس مصدرا يستمد منه خدام اللّٰه الامناء العون. نحن ايضا، لا ينبغي ان نعتبر الاسفار المقدسة امرا مسلّما به، بل يلزم ان نتذكر كم هو فعّال مصدر المساعدة هذا. ولقبول هذه المساعدة والاستفادة منها يلزم ان نبذل جهدا دؤوبا. فينبغي ان نعتاد قراءة الكتاب المقدس بانتظام.
١٦، ١٧ (أ) كيف يصف المزمور ١:٢، ٣ المكافآت الناجمة عن قراءة شريعة اللّٰه؟ (ب) كيف يدل المزمور ١:٣ انه يجب ان نبذل جهدا دؤوبا؟
١٦ يقول المزمور ١:٢، ٣ عن الرجل الذي يُرضي اللّٰه: «في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا. فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه. التي تعطي ثمرها في اوانه. وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح». هل ترى ما هي الفكرة الرئيسية في هذين العددين؟ من السهل ان نستنتج عند قراءة هذه الكلمات انها مجرد وصف جميل لمشهد طبيعي تعمّه السكينة: شجرة وارفة مغروسة قرب نهر تُلقي ظلّها. فما احسن ان يأخذ الشخص قيلولة في هذا المكان! لكنَّ هذا المزمور لا يشجّعنا على التفكير في الراحة، بل يصف امرا مختلفا كليا. فهو يتحدث عن الجهد الدؤوب. كيف ذلك؟
١٧ لاحِظ ان الشجرة الموصوفة هنا ليست مجرد شجرة وارفة تنمو بمحض الصدفة قرب احد الانهار. فهي شجرة مثمرة، «مغروسة» عن قصد في مكان اختير بعناية: «عند مجاري المياه». وكيف تنمو شجرة واحدة قرب اكثر من مجرى مائي واحد؟ في بستان من الاشجار المثمرة، قد يحفر صاحب البستان قنوات للريّ ليوصل الماء الى جذور الاشجار. وهذا الامر يوضح معنى كلمات صاحب المزمور. فكتلك الشجرة، نحن نزدهر روحيا اذا بذل احد جهدا دؤوبا من اجلنا. فنحن ننتمي الى هيئة توصل الينا مياه الحق النقية. رغم ذلك، لدينا دور يلزم ان نقوم به. فيجب ان ‹نغرس› انفسنا في مكان يتيح لنا امتصاص المياه الثمينة، وذلك بالانهماك في التأمل والبحث اللازمين لغرس حقائق كلمة اللّٰه في عقلنا وقلبنا. وهكذا، ننتج نحن ايضا ثمارا جيدة.
١٨ ماذا يجب ان نفعل للعثور على اجوبة من الكتاب المقدس عن اسئلتنا؟
١٨ نحن لا نستفيد من الكتاب المقدس اذا لم نستعمله. ولا يمكننا استخدامه كشيء سحري، ظانين انه سيعطينا جوابا عن سؤالنا اذا اغمضنا عينَينا وفتحناه عشوائيا على احدى الصفحات. فعندما نضطر الى اتّخاذ قرار، يلزم ان نبحث عن «معرفة اللّٰه» كما لو اننا ننقِّب عن كنز مدفون. (امثال ٢:١-٥) فغالبا ما يلزم القيام ببحث عميق ودقيق للعثور على مشورة الاسفار المقدسة المتعلقة بالمسألة التي تهمنا. ولدينا مطبوعات كثيرة مؤسسة على الكتاب المقدس لمساعدتنا في بحثنا. ونحن نستفيد من مساعدة يهوه عندما نستعمل هذه المطبوعات للتنقيب بشغف عن جواهر الحكمة في كلمة اللّٰه.
العون من خلال الرفقاء المؤمنين
١٩ (أ) لماذا يمكن اعتبار المقالات في برج المراقبة و استيقظ! مساعدة يزوِّدها الرفقاء المؤمنون؟ (ب) كيف ساعدتكم شخصيا مقالة معيّنة في احدى مجلتَينا؟
١٩ لطالما كان خدام يهوه البشر مصدر عون واحدهم للآخر. فهل تغيّر يهوه في هذا المجال؟ كلا. فكلٌّ منا يتذكر دون شك عدة مناسبات نال فيها المساعدة في حينها من خلال الرفقاء المؤمنين. مثلا، هل تتذكر مقالة صدرت في برج المراقبة او استيقظ! منحتك التعزية التي كنت بحاجة اليها او ساعدتك على حلّ مشكلة او مواجهة امتحان لإيمانك؟ في هذه الحال، فقد منحك يهوه المساعدة بواسطة «العبد الامين الفطين» المعيّن لتزويد ‹الطعام في حينه›. — متى ٢٤:٤٥-٤٧.
٢٠ بأية طرائق يبرهن الشيوخ انهم «عطايا في رجال»؟
٢٠ ولكن كثيرا ما تكون المساعدة التي ننالها من الرفقاء المؤمنين مباشرة اكثر. فقد يلقي شيخ مسيحي خطابا يؤثر فينا، او يقوم بزيارة رعائية تساعدنا على اجتياز وقت عصيب نمرّ به، او يقدِّم لنا مشورة لطيفة تساعدنا على إدراك ضعف لدينا والتغلب عليه. على سبيل المثال، تكتب اخت عن المساعدة التي قدّمها لها احد الشيوخ: «عندما ذهب معي الى خدمة الحقل، بذل جهده لتشجيعي على البوح بمكنونات قلبي. ففي الليلة السابقة، كنت قد طلبت من يهوه في الصلاة شخصا استطيع ان اتكلم معه. وفي اليوم التالي، كان هذا الاخ متعاطفا معي في حديثه. وقد جعلني ادرك كيف كان يهوه يساعدني طوال سنوات. وأنا شاكرة ليهوه على استخدامه هذا الشيخ لمساعدتي». بكل هذه الطرائق، يبرهن الشيوخ المسيحيون انهم «عطايا في رجال» زوَّدهم يهوه بواسطة يسوع المسيح بغية مساعدتنا على الاحتمال فيما نسلك في طريق الحياة. — افسس ٤:٨.
٢١، ٢٢ (أ) ماذا ينتج عندما يطبِّق افراد الجماعة المشورة في فيلبي ٢:٤؟ (ب) لماذا تكون حتى اعمال اللطف الصغيرة مهمة؟
٢١ اضافة الى الشيوخ، يريد كل مسيحي امين ان يطبِّق الوصية الموحى بها: «غير ناظرين باهتمام شخصي الى اموركم الخاصة فحسب، بل ايضا باهتمام شخصي الى تلك التي للآخرين». (فيلبي ٢:٤) وعندما يطبِّق افراد الجماعة المسيحية هذه المشورة، يقومون بأعمال رائعة تنمّ عن اللطف. لنأخذ على سبيل المثال ما حدث مع إحدى العائلات التي ألمَّت بها فجأة كارثة جسيمة. فذات مرة، اصطحب الاب ابنته الصغيرة الى احد المتاجر. وفي طريق العودة، وقع لهما حادث سير. فقُتلَت الابنة وأُصيب الاب بجراح بالغة. وعندما خرج الاب من المستشفى، كان عاجزا جدا حتى انه لم يتمكن من الاعتناء بنفسه. وكانت زوجته مضطربة عاطفيا بحيث انها لم تستطع الاهتمام به وحدها. لذلك اخذ زوجان من الجماعة هذين الزوجين المنكوبَين الى بيتهما واعتنيا بهما عدة اسابيع.
٢٢ طبعا، لا تشمل كل اعمال اللطف كوارث فادحة وتضحيات كبيرة كهذه. ففد تكون المساعدة التي ننالها اصغر. ولكن مهما كانت المساعدة صغيرة، فنحن نقدِّرها. فهل بإمكانك تذكّر وقت حين منحك اخ او اخت المساعدة اللازمة من خلال كلمة لطيفة او تصرُّف مراعٍ للمشاعر؟ يهتم يهوه بنا احيانا كثيرة بهذه الطرائق. — امثال ١٧:١٧، عج؛ ١٨:٢٤، عج.
٢٣ كيف ينظر الينا يهوه عندما نسعى الى مساعدة واحدنا الآخر؟
٢٣ هل تود ان يستخدمك يهوه لمساعدة الآخرين؟ ان هذا الامتياز مُتاح لك. ويهوه يقدِّر الجهد الذي تبذله. تقول كلمته: «مَن يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه». (امثال ١٩:١٧) وبذل التضحيات من اجل إخوتنا وأخواتنا يُنتج لنا فرحا غامرا. (اعمال ٢٠:٣٥) لكنّ الفرح الناجم عن تقديم المساعدة او التشجيع الناجم عن نيلها لا يحسّ بهما الذين يعزلون انفسهم عمدا. (امثال ١٨:١) لذلك لنحضر بانتظام الاجتماعات المسيحية بغية تشجيع بعضنا بعضا. — عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.
٢٤ لماذا لا ينبغي ان نشعر بالحرمان لأننا لا نشهد عجائب يهوه المذهلة التي صنعها في الماضي؟
٢٤ كم هو مفرح ان نتأمل في الطرائق التي يساعدنا يهوه بواسطتها! ورغم ان يهوه لا يصنع عجائب مذهلة في ايامنا لإنجاز مقاصده، فنحن لا نشعر بالحرمان. فما يهمّ حقا هو ان يهوه يمنحنا كل العون اللازم لنبقى امناء. وإذا احتملنا معا بإيمان، فسوف نعيش لنرى اعظم وأمجد اعمال يهوه على الاطلاق. فلنصمِّم على الاستفادة الى اقصى حدّ من مساعدة يهوه الحبية ولنردِّد كلمات آيتنا السنوية لعام ٢٠٠٥: «معونتي من عند يهوه». — مزمور ١٢١:٢، عج.
-