مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • مَن هو يهوه؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٣ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • مَن هو يهوه؟‏

      ‏«مَن هو يهوه؟‏» طرح هذا السؤال قبل ٥٠٠‏,٣ سنة فرعون المتكبر،‏ ملك مصر.‏ وكما يبدو دفعه الاستخفاف الى ان يضيف:‏ «لا اعرف يهوه مطلقا.‏» والرجلان اللذان كانا آنذاك واقفين امام فرعون كانا يعرفان مَن هو يهوه.‏ لقد كانا الاخوين في الجسد موسى وهرون،‏ من سبط لاوي الاسرائيلي.‏ فقد ارسلهما يهوه ليطلبا من حاكم مصر ان يطلق الاسرائيليين الى البرية ليحتفلوا بعيد ديني.‏ —‏ خروج ٥:‏١،‏ ٢‏،‏ ع‌ج.‏

      لم يُرد فرعون اية اجابة عن سؤاله.‏ فتحت سلطته،‏ روَّج الكهنة عبادة المئات من الآلهة الباطلة.‏ وفرعون نفسه كان يُعتبر الها!‏ ووفقا للاساطير المصرية،‏ كان ابنَ اله الشمس رع وكان مجسِّما للاله حُورَس الذي له رأس صقر.‏ وكان فرعون يُخاطَب بألقاب مثل «الاله القدير» و «الابدي.‏» فليس مدهشا ان يسأل باحتقار:‏ «مَن هو يهوه حتى اسمع لقوله؟‏»‏

      لم يكن يلزم موسى وهرون ان يجيبا عن هذا السؤال.‏ ففرعون كان يعرف ان يهوه هو الاله الذي يعبده الاسرائيليون،‏ اذ كانوا يتألمون آنذاك من العبودية المصرية.‏ ولكنَّ فرعون وكل مصر كانوا سيعلمون قريبا بأن يهوه هو الاله الحقيقي.‏ وعلى نحو مماثل اليوم،‏ سيجعل يهوه اسمه وألوهيته معروفَين عند كل شخص على الارض.‏ (‏حزقيال ٣٦:‏٢٣‏)‏ اذًا يمكننا ان نستفيد بالتأمل في الطريقة التي بها عظَّم يهوه اللّٰه اسمه في مصر القديمة.‏

      اسمى من الآلهة المصرية

      عندما سأل فرعون باستخفاف مَن هو يهوه،‏ لم يكن يتوقع العواقب التي اختبرها.‏ فأجابه يهوه بنفسه اذ جلب عشر ضربات على مصر.‏ ولم تكن هذه مجرد ضربات ضد الامة.‏ لقد كانت ضربات ضد آلهة مصر.‏

      اظهرت الضربات تفوُّق يهوه على الآلهة المصرية.‏ (‏خروج ١٢:‏١٢؛‏ عدد ٣٣:‏٤‏)‏ تصوَّروا الجلبة عندما حوَّل يهوه نهر النيل وكل مياه مصر الى دم!‏ وبسبب هذه العجيبة،‏ تعلَّم فرعون وشعبه ان يهوه اسمى من اله النيل،‏ حابي.‏ وكان موت السمك في النيل ايضا ضربة للدين المصري،‏ لأن بعض انواع السمك كان يوقَّر.‏ —‏ خروج ٧:‏١٩-‏٢١‏.‏

      ثم جلب يهوه ضربة الضفادع على مصر.‏ وأذلَّت هذه الضربة الالاهة الضفدع المصرية،‏ حِقت.‏ (‏خروج ٨:‏٥-‏١٤‏)‏ وأربكت الضربة الثالثة العرافين الذين كانوا عاجزين عن تكرار عجيبة يهوه في تحويل التراب الى بعوض.‏ «هذا اصبع اللّٰه!‏» صرخوا.‏ (‏خروج ٨:‏١٦-‏١٩‏)‏ والاله المصري توت،‏ الذي يُنسب اليه اختراع الفنون السحرية،‏ كان عاجزا عن مساعدة هؤلاء المشعوذين.‏

      كان فرعون يتعلَّم مَن هو يهوه.‏ فيهوه كان الاله القادر على اعلان قصده من خلال موسى ثم انجازه بجلب الضربات العجائبية على المصريين.‏ واستطاع يهوه ايضا ان يبتدئ الضربات وينهيها وفقا لمشيئته.‏ ولكن لم تدفع هذه المعرفة فرعون الى الاذعان ليهوه.‏ وبدلا من ذلك،‏ استمر الحاكم المصري المتعجرف بعناد في مقاومة يهوه.‏

      خلال الضربة الرابعة،‏ خرَّب الذُّبّان الارض،‏ اجتاح البيوت،‏ وربما طار اسرابا في الهواء،‏ الذي كان بحد ذاته هدفا للعبادة مجسَّدا في الاله شو او في الالاهة ايزيس،‏ ملكة السماء.‏ ونُقلت الكلمة العبرانية لهذه الحشرة الى «ذبابة،‏» «ذبابة الاصطبلات،‏» و «خُنفساء.‏» (‏ترجمة العالم الجديد؛‏ الترجمة السبعينية،‏ يونڠ‏)‏ واذا كان الجُعَل مشمولا،‏ فإن المصريين ضُربوا بواسطة حشرات اعتبروها مقدسة،‏ ولم يتمكن الناس من السير دون ان يسحقوها تحت اقدامهم.‏ وبأية حال،‏ علَّمت هذه الضربة فرعون شيئا جديدا عن يهوه.‏ فعلى الرغم من ان آلهة مصر لم تستطع حماية عبّادها من الذُّبّان،‏ فإن يهوه استطاع حماية شعبه.‏ وهذه الضربة وكل الضربات اللاحقة اصابت المصريين وليس الاسرائيليين.‏ —‏ خروج ٨:‏٢٠-‏٢٤‏.‏

      كانت الضربة الخامسة وباء على المواشي المصرية.‏ وألحقت هذه الضربة العار بحتحور،‏ أبيس،‏ والاهة السماء نوت التي لها جسد بقرة.‏ (‏خروج ٩:‏١-‏٧‏)‏ وجلبت الضربة السادسة الدمامل على الناس والبهائم،‏ مذِّلة الآلهة توت،‏ ايزيس،‏ وبتاح،‏ التي يُنسب اليها خطأً قدرات شفائية.‏ —‏ خروج ٩:‏٨-‏١١‏.‏

      كانت الضربة السابعة بَرَدا عظيما،‏ ونارا متواصلة في وسط البَرَد.‏ وأخْزت هذه الضربة الاله رشبو الذي كان يُظن انه سيد البرق،‏ وتوت الذي زُعم انه كان يوجِّه المطر والرعد.‏ (‏خروج ٩:‏٢٢-‏٢٦‏)‏ وأظهرت الضربة الثامنة،‏ ضربة الجراد،‏ تفوُّق يهوه على اله الخصب مين،‏ الذي كان على ما يُظن حامي الغلال.‏ (‏خروج ١٠:‏١٢-‏١٥‏)‏ والضربة التاسعة،‏ ظلام ثلاثة ايام فوق مصر،‏ ألحقت العار بالآلهة المصرية كإلهَي الشمس رع وحُورَس.‏ —‏ خروج ١٠:‏٢١-‏٢٣‏.‏

      على الرغم من الضربات التسع المدمِّرة،‏ ظل فرعون يرفض اطلاق الاسرائيليين.‏ وكلَّفت قساوة قلبه المصريين كثيرا عندما جلب اللّٰه الضربة العاشرة والاخيرة —‏ موت الابكار من الناس والبهائم.‏ وحتى الابن البكر لفرعون هلك،‏ مع انه كان يُنظر اليه كاله.‏ وهكذا ‹صنع يهوه احكاما بكل آلهة المصريين.‏› —‏ خروج ١٢:‏١٢،‏ ٢٩‏.‏

      دعا فرعون الآن موسى وهرون وقال:‏ «قوموا اخرجوا من بين شعبي انتما وبنو اسرائيل جميعا.‏ واذهبوا اعبدوا (‏يهوه)‏ كما تكلمتم.‏ خذوا غنمكم ايضا وبقركم كما تكلمتم واذهبوا.‏ وباركوني ايضا.‏» —‏ خروج ١٢:‏٣١،‏ ٣٢‏.‏

      حافظ شعبه

      رحل الاسرائيليون،‏ ولكن سرعان ما بدا لفرعون انهم يهيمون بلا هدف في البرية.‏ فتساءل هو وعبيده الآن:‏ «ماذا فعلنا حتى اطلقنا اسرائيل من خدمتنا.‏» (‏خروج ١٤:‏٣-‏٥‏)‏ فخسارة هذه الامة المستعبدة كانت ستصير ضربة اقتصادية ثقيلة على مصر.‏

      وحشد فرعون جيشه وتعقَّب اسرائيل الى فَمِ الحيروث.‏ (‏خروج ١٤:‏٦-‏٩‏)‏ عسكريا،‏ بدا الوضع جيدا بالنسبة الى المصريين لأن الاسرائيليين كانوا مطوَّقين بين البحر والجبال.‏ ولكنَّ يهوه عمل على حماية الاسرائيليين بوضعه السحاب بينهم وبين المصريين.‏ فمن جانب المصريين،‏ «صار السحاب والظلام،‏» مانعَين بالتالي الهجوم.‏ ومن الجانب الآخر،‏ كان السحاب نيِّرا،‏ و «اضاء الليل» لاسرائيل.‏ —‏ خروج ١٤:‏١٠-‏٢٠‏.‏

      صمَّم المصريون على السلب والتدمير ولكنهم مُنعوا بسبب السحاب.‏ (‏خروج ١٥:‏٩‏)‏ وعندما انقشع،‏ يا لها من عجيبة!‏ فمياه البحر الاحمر كانت قد انشقَّت،‏ وكان الاسرائيليون يعبرون الى الجانب الآخر من اليابسة!‏ وتقدَّم فرعون وقواته عبر قاع البحر بصوت شبيه بالرعد،‏ مصمِّمين على اسر وسلب عبيدهم السابقين.‏ ولكن،‏ لم يعتبر الحاكم المصري المتكبر اله العبرانيين.‏ فابتدأ يهوه بتشويش المصريين،‏ خالعا عجلات مركباتهم.‏ —‏ خروج ١٤:‏٢١-‏٢٥أ‏.‏

      ‏«نهرب من اسرائيل،‏» صرخ رجال مصر الاقوياء،‏ «لأن (‏يهوه)‏ يقاتل المصريين عنهم.‏» اتى هذا الادراك متأخرا جدا لفرعون ورجاله.‏ واذ كانوا آمنين على الشاطئ الآخر،‏ مدَّ موسى يده نحو البحر،‏ فعادت المياه مهلِكة فرعون وقواته.‏ —‏ خروج ١٤:‏٢٥-‏ب-‏٢٨ ‏.‏

      دروس يجري تعلُّمها بالاختبار

      اذًا،‏ مَن هو يهوه؟‏ حصل فرعون المتكبر على جواب عن هذا السؤال.‏ وأظهرت الحوادث في مصر ان يهوه هو الاله الحقيقي الوحيد،‏ المختلف كليا عن «اصنام» الامم.‏ (‏مزمور ٩٦:‏٤،‏ ٥‏)‏ فبقوته المهوبة،‏ يهوه «صنع السموات والارض.‏» وهو ايضا المنقذ العظيم،‏ الذي ‹اخرج شعبه اسرائيل من ارض مصر بآ‌يات وعجائب وبيد شديدة ومخافة عظيمة.‏› (‏ارميا ٣٢:‏١٧-‏٢١‏)‏ فكم برهن ذلك بشكل جيد انه يمكن ليهوه ان يحمي شعبه!‏

      تعلَّم فرعون هذه الدروس من خلال اختبار مرّ.‏ وفي الواقع،‏ كلَّفه الدرس الاخير حياته.‏ (‏مزمور ١٣٦:‏١،‏ ١٥‏)‏ وكان من الحكمة اكثر لو اظهر التواضع عندما سأل،‏ «مَن هو يهوه.‏» فعندئذ كان من الممكن لذلك الحاكم ان يعمل بانسجام مع الجواب الذي يتلقاه.‏ ولسعادتنا،‏ يتعلَّم اليوم اشخاص متواضعون كثيرون مَن هو يهوه.‏ فأيّ نوع من الشخصية لديه؟‏ وماذا يطلب منا؟‏ فلتعزِّز المقالة التالية تقديركم للذي وحده اسمه يهوه.‏ —‏ مزمور ٨٣:‏١٨‏.‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٣]‏

      Pictorial Archive )Near Eastern History( Est.‎

  • يهوه —‏ الاله الحقيقي والحي
    برج المراقبة ١٩٩٣ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • يهوه —‏ الاله الحقيقي والحي

      تكلم فرعون مصر باستخفاف وبازدراء عندما سأل:‏ «مَن هو (‏يهوه)‏.‏» (‏خروج ٥:‏٢‏)‏ وكما ظهر في المقالة السابقة،‏ جلب هذا الموقف الضربات والموت على المصريين،‏ بما في ذلك قبر مائي لفرعون وقواته العسكرية.‏

      ففي مصر القديمة،‏ برهن يهوه اللّٰه تفوُّقه على الآلهة الباطلة.‏ ولكن هنالك اكثر بكثير للتعلُّم عنه.‏ فما هي بعض اوجه شخصيته؟‏ وماذا يطلب منا؟‏

      اسمه وشهرته

      عندما قدَّم المطالب لفرعون مصر،‏ لم يقل موسى:‏ ‹يقول الرب كذا وكذا.‏› فقد اعتبر فرعون وبقية المصريين العديد من آلهتهم الباطلة اربابا.‏ كلا،‏ استعمل موسى الاسم الالهي،‏ يهوه.‏ لقد سمعه هو بنفسه يُنطَق به من السماء عندما كان عند العُلَّيقة المشتعلة في ارض مديان.‏ يقول السجل الموحى به:‏

      ‏«كلَّم اللّٰه موسى وقال له انا (‏يهوه)‏.‏ .‏ .‏ .‏ انا ايضا قد سمعت انين بني اسرائيل الذين يستعبدهم المصريون وتذكرت عهدي.‏ لذلك قل لبني اسرائيل انا (‏يهوه)‏ وأنا اخرجكم من تحت اثقال المصريين وأنقذكم من عبوديتهم وأخلصكم بذراع ممدودة وبأحكام عظيمة.‏ وأتخذكم لي شعبا وأكون لكم الها.‏ فتعلمون اني انا (‏يهوه)‏ الهكم الذي يخرجكم من تحت اثقال المصريين.‏ وأدخلكم الى الارض [كنعان] التي رفعت يدي ان اعطيها [لآبائكم] لابرهيم واسحق ويعقوب.‏ وأعطيكم اياها ميراثا.‏ انا (‏يهوه)‏.‏» —‏ خروج ٦:‏١-‏٨‏.‏

      وهذا تماما ما فعله يهوه.‏ لقد حرَّر الاسرائيليين من العبودية المصرية ومكَّنهم من السكن في ارض كنعان.‏ فكما وعد،‏ جعل اللّٰه كل ذلك يحدث.‏ وكم يكون ذلك ملائما!‏ فاسمه،‏ يهوه،‏ يعني «يسبِّب ان يصير.‏» ويشير الكتاب المقدس الى يهوه بألقاب مثل «اللّٰه،‏» «الرب المتسلط،‏» «الخالق،‏» «الآب،‏» «الكلي القدرة،‏» و «العلي.‏» ولكنَّ اسمه يهوه يحدِّد هويته بصفته الاله الحقيقي الذي ينجز مقاصده العظيمة تدريجيا.‏ —‏ اشعياء ٤٢:‏٨‏.‏

      واذا اردنا ان نقرأ الكتاب المقدس بلغاته الاصلية،‏ فسنجد اسم اللّٰه آلاف المرات.‏ ففي العبرانية يُمثَّل بالحروف الاربعة الساكنة يود هاء واو هاء (‏יהוה)‏،‏ المسماة التتراڠراماتون،‏ وتُقرأ من اليمين الى اليسار.‏ وكان الذين يتكلمون العبرانية يزوِّدون اصوات الاحرف الليّنة،‏ ولكنَّ الناس اليوم لا يعرفون بالتأكيد ماذا كانت.‏ وفيما يفضل البعض التهجية يهوِه،‏ فإن الصيغة يهوَه شائعة وتحدِّد بشكل ملائم هوية خالقنا.‏

      واستعمال الاسم يهوه يميِّز ايضا اللّٰه من الذي يدعى «ربي» في المزمور ١١٠:‏١‏،‏ حيث تقول احدى الترجمات:‏ «قال الرب [بالعبرانية יהוה] لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك.‏» واذ تعترف ترجمة العالم الجديد بظهور اسم اللّٰه هنا في النص العبراني،‏ تقول:‏ «قول يهوه لربي هو:‏ ‹اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك.‏›» ان كلمات يهوه اللّٰه هذه تشير نبويا الى يسوع المسيح،‏ الذي دعاه الكاتب «ربي.‏»‏

      صنع يهوه اسما لنفسه في زمن فرعون.‏ وبواسطة موسى،‏ قال اللّٰه لذلك الحاكم القاسي القلب:‏ «لأني هذه المرة ارسل جميع ضرباتي الى قلبك وعلى عبيدك وشعبك لكي تعرف ان ليس مثلي في كل الارض.‏ فانه الآن لو كنت امدُّ يدي وأضربك وشعبك بالوبإ لكنت تُباد من الارض.‏ ولكن لاجل هذا اقمتك لكي اريك قوتي ولكي يُخبر باسمي في كل الارض.‏» —‏ خروج ٩:‏١٤-‏١٦‏.‏

      وفي ما يتعلق بخروج اسرائيل من مصر وبهزم بعض الملوك الكنعانيين،‏ قالت المرأة راحاب من اريحا للجاسوسين العبرانيَّين:‏ «علمت ان (‏يهوه)‏ قد اعطاكم [الاسرائيليين] الارض وأن رعبكم قد وقع علينا وأن جميع سكان الارض ذابوا من اجلكم.‏ لاننا قد سمعنا كيف يبَّس (‏يهوه)‏ مياه بحر سوف قدامكم عند خروجكم من مصر وما عملتموه بملكي الاموريين اللَّذين في عبر الاردن سيحون وعوج اللَّذين حرَّمتموهما.‏ سمعنا فذابت قلوبنا ولم تبق بعد روح في انسان بسببكم.‏ لان (‏يهوه)‏ الهكم هو اللّٰه في السماء من فوق وعلى الارض من تحت.‏» (‏يشوع ٢:‏٩-‏١١‏)‏ نعم،‏ لقد انتشرت شهرة يهوه.‏

      يهوه وصفاته

      عبَّر صاحب المزمور عن هذه الرغبة القلبية:‏ «ويعلموا انك اسمك يهوه وحدك العلي على كل الارض.‏» (‏مزمور ٨٣:‏١٨‏)‏ وبما ان سلطان يهوه كوني،‏ استطاع أتباع يسوع المضطَهدون ان يصلّوا:‏ «ايها (‏الرب المتسلط)‏ انت هو الاله الصانع السماء والارض والبحر وكل ما فيها.‏» (‏اعمال ٤:‏٢٤‏)‏ وكم هو معزٍّ ان نعرف أن يهوه هو «سامع الصلاة»!‏ —‏ مزمور ٦٥:‏٢‏.‏

      والصفة البارزة عند يهوه هي المحبة.‏ حقا،‏ «اللّٰه محبة» —‏ مجسَّم هذه الصفة عينها.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ «عنده الحكمة والقدرة.‏» فيهوه هو كلي الحكمة وكلي القدرة،‏ ولكنه لن يسيء ابدا استعمال قدرته.‏ (‏ايوب ١٢:‏١٣؛‏ ٣٧:‏٢٣‏)‏ ويمكننا ان نكون على يقين ايضا من ان يهوه سيتعامل معنا دائما بعدل،‏ لان «العدل والحق قاعدة كرسيه.‏» (‏مزمور ٩٧:‏٢‏)‏ واذا اخطأنا ولكن تُبنا يمكننا ان نتعزى بالمعرفة ان يهوه هو «اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء.‏» (‏خروج ٣٤:‏٦‏)‏ ولا عجب انه يمكننا ان ننال الفرح في خدمة يهوه!‏ —‏ مزمور ١٠٠:‏١-‏٥‏.‏

      الملك السماوي الذي لا يُضاهى

      قال ابن يهوه،‏ يسوع المسيح:‏ «اللّٰه روح.‏» (‏يوحنا ٤:‏٢٤‏)‏ ولهذا السبب فان يهوه غير منظور للأعين البشرية.‏ وفي الواقع،‏ قال يهوه لموسى:‏ «لا تقدر ان ترى وجهي.‏ لان الانسان لا يراني ويعيش.‏» (‏خروج ٣٣:‏٢٠‏)‏ وهذا الملك السماوي مجيد جدا حتى ان البشر لا يمكنهم تحمُّل اختبار رؤيته.‏

      ومع ان يهوه غير منظور لأعيننا،‏ هنالك شهادة وافرة على وجوده كاله كلي القدرة.‏ حقا،‏ «اموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته.‏» (‏رومية ١:‏٢٠‏)‏ فالارض —‏ بعشبها،‏ اشجارها،‏ ثمارها،‏ نباتاتها،‏ وأزهارها —‏ تشهد على أُلوهية يهوه.‏ وبخلاف الآلهة الاصنام العديمة القيمة،‏ يعطي يهوه المطر والازمنة المثمرة.‏ (‏اعمال ١٤:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ انظروا الى النجوم في سماء الليل.‏ يا له من برهان كبير على أُلوهية يهوه وقدرته التنظيمية!‏

      نظَّم يهوه ايضا مخلوقاته الروحانية المقدسة والذكية في السماء.‏ وكهيئة منسجمة،‏ ينجزون مشيئة اللّٰه،‏ كما يقول صاحب المزمور:‏ «باركوا (‏يهوه)‏ يا ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين امره عند سماع صوت كلامه.‏ باركوا (‏يهوه)‏ يا جميع جنوده خدامه العاملين مرضاته.‏» (‏مزمور ١٠٣:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ ونظَّم يهوه ايضا شعبه على الارض.‏ فكانت امة اسرائيل منظَّمة جيدا،‏ وكذلك كان أتباع ابن اللّٰه الاولون.‏ وعلى نحو مماثل اليوم،‏ لدى يهوه هيئة عالمية النطاق من شهود غيورين،‏ يعلنون البشارة ان ملكوته قريب.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      يهوه هو الاله الحقيقي والحي

      جرى إِظهار أُلوهية يهوه بطرائق عدة!‏ فقد اذلَّ آلهة مصر الباطلة وأدخل الاسرائيليين سالمين الى ارض الموعد.‏ وتعطي الخليقة برهانا واضحا على أُلوهية يهوه.‏ وببساطة،‏ لا توجد اية مقارنة بينه وبين الآلهة الاصنام العديمة القيمة للدين الباطل.‏

      اظهر النبي ارميا التباين الكبير بين يهوه،‏ الاله الحي،‏ والاصنام العديمة الحياة من صنع الانسان.‏ وهذا التباين معبَّر عنه جيدا في ارميا الاصحاح ١٠‏.‏ فبين امور اخرى كتب ارميا:‏ «أما (‏يهوه)‏ الاله فحق.‏ هو اله حي وملك ابدي.‏» (‏ارميا ١٠:‏١٠‏)‏ لقد خلق الاله الحي والحقيقي،‏ يهوه،‏ كل الاشياء.‏ وأنقذ الاسرائيليين الذين اضعفتهم العبودية المصرية.‏ فلا شيء مستحيل عليه.‏

      ويهوه،‏ «ملك الدهور،‏» سيستجيب للصلاة:‏ «ابانا الذي في السموات.‏ ليتقدس اسمك.‏ ليأت ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.‏» (‏١ تيموثاوس ١:‏١٧؛‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وسيتخذ الملكوت المسيَّاني السماوي قريبا،‏ الذي هو تحت اشراف يسوع المسيح،‏ اجراء ضد الاشرار ويهلك كل اعداء يهوه.‏ (‏دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وسيُدخل هذا الملكوت ايضا عالما جديدا ببركات لا تنتهي للجنس البشري الطائع.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

      هنالك اكثر بكثير للتعلُّم عن يهوه ومقاصده.‏ فلِمَ لا تصمِّمون على نيل مثل هذه المعرفة والعمل بانسجام معها؟‏ واذا فعلتم ذلك،‏ فسيكون لكم امتياز التمتع بحياة ابدية في فردوس ارضي تحت حكم الملكوت.‏ وستحيون حين يكون الحزن،‏ الوجع،‏ وحتى الموت قد مضى وتغطي معرفة يهوه الارض.‏ (‏اشعياء ١١:‏٩؛‏ رؤيا ٢١:‏١-‏٤‏)‏ ويمكن ان يكون هذا نصيبكم اذا بحثتم،‏ وجدتم،‏ وعملتم بانسجام مع الاجوبة المؤسسة على الكتاب المقدس عن السؤال،‏ «مَن هو (‏يهوه)‏.‏»‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٧]‏

      Pictorial Archive )Near Eastern History( Est.‎

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة