مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كيف اختارهم واقتادهم اللّٰه
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • الفصل ٣١

      كيف اختارهم واقتادهم اللّٰه

      ‏«من المنطقي ان يوجد دين حقيقي واحد.‏ وينسجم ذلك مع الواقع ان الاله الحقيقي ‹ليس اله تشويش بل اله سلام.‏› (‏١ كورنثوس ١٤:‏٣٣‏)‏ ويقول الكتاب المقدس انه انما يوجد ‹ايمان واحد› فقط.‏ (‏افسس ٤:‏٥‏)‏ فمن هم الذين يشكلون هيئة العبَّاد الحقيقيين اليوم؟‏ لا نتردد في القول انهم شهود يهوه،‏» يصرِّح كتاب يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض.‏a

      ‏‹كيف يمكنكم ان تكونوا على يقين الى هذا الحد من انه لديكم الدين الحقيقي؟‏› قد يسأل البعض.‏ ‹فأنتم لا تملكون دليلا خارقا للطبيعة —‏ كالمواهب العجائبية.‏ وعلى مر السنين،‏ ألم تضطروا الى صنع تعديلات في آرائكم وتعاليمكم؟‏ اذًا كيف يمكنكم ان تثقوا الى هذا الحد بأن اللّٰه يقودكم؟‏›‏

      للاجابة عن هذه الاسئلة من المساعد ان نتأمل اولا كيف اختار واقتاد يهوه شعبه في الازمنة القديمة.‏

      اختيار اللّٰه في ازمنة الكتاب المقدس

      في القرن الـ‍ ١٦ ق‌م جمع يهوه الاسرائيليين عند جبل سيناء ودعاهم ان يصيروا شعبه المختار.‏ لكنه اخبرهم في البداية ان هنالك مطالب معيَّنة يجب عليهم بلوغها.‏ قال لهم:‏ «إن سمعتم لصوتي .‏ .‏ .‏ (‏فحينئذ‏)‏ تكونون لي خاصة.‏» (‏خروج ١٩:‏٥‏)‏ وبواسطة موسى عرض يهوه المطالب بوضوح،‏ وبعد ذلك اجاب الشعب:‏ «كل ما تكلم به الرب نفعل.‏» وحينئذ قطع يهوه عهدا مع اسرائيل وأعطاهم ناموسه.‏ —‏ خروج ٢٤:‏​٣-‏٨،‏ ١٢‏.‏

      مختارون من اللّٰه —‏ يا له من امتياز رائع!‏ ولكنَّ هذا الامتياز ألقى على اسرائيل مسؤولية اطاعة ناموس اللّٰه اطاعة تامة.‏ وفشلهم في ذلك كان سيؤدي الى رفضهم كأمة.‏ ولغرس خوف سليم فيهم كي يطيعوه،‏ سبَّب يهوه علامات مثيرة خارقة للطبيعة —‏ «صارت رعود وبروق،‏» و «ارتجف كل الجبل جدا.‏» (‏خروج ١٩:‏​٩،‏ ١٦-‏١٨؛‏ ٢٠:‏​١٨،‏ ٢٠‏)‏ وطوال الـ‍ ٥٠٠‏,١ سنة التالية تقريبا كان الاسرائيليون في مركز فريد —‏ كانوا شعب اللّٰه المختار.‏

      ولكن في القرن الاول ب‌م تغيَّرت الحالة تماما.‏ فقد خسرت اسرائيل مكانتها المميَّزة،‏ اذ نبذها يهوه بسبب رفضها ابنه.‏ (‏متى ٢١:‏٤٣؛‏ ٢٣:‏​٣٧،‏ ٣٨؛‏ اعمال ٤:‏​٢٤-‏٢٨‏)‏ وحينئذ اوجد يهوه الجماعة المسيحية الباكرة،‏ المؤسسة على المسيح.‏ وفي يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م سكب يهوه روحه القدوس على أتباع يسوع في اورشليم،‏ جاعلا اياهم ‹جنسا مختارا .‏ .‏ .‏ امة مقدسة شعب اقتناء.‏› (‏١ بطرس ٢:‏٩؛‏ اعمال ٢:‏​١-‏٤؛‏ افسس ٢:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ لقد صاروا «مختاري اللّٰه.‏» —‏ كولوسي ٣:‏١٢‏.‏

      والعضوية في هذه الامة المختارة كانت مشروطة.‏ فقد وضع يهوه مطالب ادبية وروحية صارمة يجب بلوغها.‏ (‏غلاطية ٥:‏​١٩-‏٢٤‏)‏ والذين عملوا وفق المطالب وضعوا انفسهم في مسلك يؤدي الى اختياره اياهم.‏ ولكن،‏ حالما اختارهم اللّٰه،‏ كان من الحيوي ان يبقوا طائعين لشرائعه.‏ و «الذين يطيعونه (‏كحاكم)‏» كانوا وحدهم سيستمرون في نيل روحه القدوس.‏ (‏اعمال ٥:‏٣٢‏)‏ والذين يفشلون في اطاعته كانوا في خطر الصيرورة خارج الجماعة وخسارة ميراثهم في ملكوت اللّٰه.‏ —‏ ١ كورنثوس ٥:‏​١١-‏١٣؛‏ ٦:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

      ولكن كيف كان الآخرون سيعرفون يقينا ان اللّٰه اختار تلك الجماعة المسيحية الباكرة لتحل محل اسرائيل بصفتها «جماعة اللّٰه»؟‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ كان اختيار اللّٰه واضحا.‏ فبعد موت يسوع منح اعضاء الجماعة المسيحية الباكرة مواهب عجائبية ليظهر انهم الآن مختارون من اللّٰه.‏ —‏ عبرانيين ٢:‏​٣،‏ ٤‏.‏

      وهل كانت العلامات الخارقة للطبيعة،‏ او العجائب،‏ ضرورية دائما لاثبات هوية الذين اختارهم واقتادهم اللّٰه في ازمنة الكتاب المقدس؟‏ كلا،‏ على الاطلاق.‏ فالاعمال العجائبية لم تكن حدثا شائعا في تاريخ الكتاب المقدس.‏ ومعظم الذين عاشوا في ازمنة الكتاب المقدس لم يشهدوا عجيبة قط.‏ وغالبية العجائب المسجلة في الكتاب المقدس جرت في ايام موسى ويشوع (‏القرنين الـ‍ ١٦ والـ‍ ١٥ ق‌م)‏،‏ ايليا واليشع (‏القرنين الـ‍ ١٠ والـ‍ ٩ ق‌م)‏،‏ ويسوع ورسله (‏القرن الاول ب‌م)‏.‏ وقد رأى واختبر اشخاص امناء آخرون مختارون من اللّٰه لمقاصد معيَّنة،‏ كإبرهيم وداود،‏ اظهارات لقدرة اللّٰه،‏ ولكن لا يوجد دليل على انهم صنعوا هم انفسهم عجائب.‏ (‏تكوين ١٨:‏١٤؛‏ ١٩:‏​٢٧-‏٢٩؛‏ ٢١:‏​١-‏٣‏؛‏ قارنوا ٢ صموئيل ٦:‏٢١؛‏ نحميا ٩:‏٧‏.‏)‏ وبالنسبة الى المواهب العجائبية التي كانت موجودة في القرن الاول،‏ انبأ الكتاب المقدس بأن هذه كانت «ستُبطَل.‏» (‏١ كورنثوس ١٣:‏٨‏)‏ وقد حدث ذلك عند موت آخر الرسل الـ‍ ١٢ وأولئك الذين قبلوا المواهب العجائبية بواسطتهم.‏ —‏ قارنوا اعمال ٨:‏​١٤-‏٢٠‏.‏

      ماذا عن اختيار اللّٰه اليوم؟‏

      بعد القرن الاول تطور دون ايّ رادع الارتداد المنبأ به.‏ (‏اعمال ٢٠:‏​٢٩،‏ ٣٠؛‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏​٧-‏١٢‏)‏ ولقرون عديدة كان نور سراج المسيحية الحقيقية خافتا جدا.‏ (‏قارنوا متى ٥:‏​١٤-‏١٦‏.‏)‏ ولكنَّ يسوع اشار في مَثل انه سيكون هنالك في ‏«اختتام نظام الاشياء» تمييز واضح بين «الحنطة» (‏المسيحيين الحقيقيين)‏ و «الزوان» (‏المسيحيين الزائفين)‏.‏ وستُجمع الحنطة،‏ او ‹المختارون،‏› الى جماعة مسيحية حقيقية واحدة،‏ كما في القرن الاول.‏ (‏متى ١٣:‏​٢٤-‏٣٠،‏ ٣٦-‏٤٣‏،‏ ع‌ج؛‏ متى ٢٤:‏٣١‏)‏ ووصف يسوع ايضا اعضاء هذه الجماعة الممسوحين بـ‍ «العبد الامين الحكيم» وأشار الى انهم،‏ في وقت النهاية،‏ سيوزِّعون الطعام الروحي.‏ (‏متى ٢٤:‏​٣،‏ ٤٥-‏٤٧‏)‏ وسينضم الى هذا العبد الامين «جمع كثير» من العبَّاد الحقيقيين من كل الامم.‏ —‏ رؤيا ٧:‏​٩،‏ ١٠‏؛‏ قارنوا ميخا ٤:‏​١-‏٤‏.‏

      وكيف كان سيجري اثبات هوية العبَّاد الحقيقيين العائشين في وقت النهاية؟‏ هل سيكونون دائما على صواب،‏ وهل سيكون تفكيرهم معصوما من الخطإ؟‏ لم يكن رسل يسوع دون حاجة الى التقويم.‏ (‏لوقا ٢٢:‏​٢٤-‏٢٧؛‏ غلاطية ٢:‏​١١-‏١٤‏)‏ وكالرسل،‏ يجب على أتباع المسيح الحقيقيين في ايامنا ان يكونوا متواضعين،‏ مستعدين لقبول التأديب وصنع التعديلات عند اللزوم،‏ لكي يجعلوا تفكيرهم منسجما اكثر فاكثر مع ذاك الذي للّٰه.‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏​٥،‏ ٦‏.‏

      وعندما دخل العالم الايام الاخيرة في السنة ١٩١٤،‏ ايّ فريق برهن انه الهيئة المسيحية الحقيقية الواحدة؟‏ كان العالم المسيحي يزخر بالكنائس التي تدَّعي تمثيل المسيح.‏ ولكنَّ السؤال هو:‏ اية منها،‏ اذا وُجدت،‏ كانت تبلغ مطالب الاسفار المقدسة؟‏

      كان يجب على الجماعة المسيحية الحقيقية الواحدة ان تكون هيئة تتبع الكتاب المقدس بدقة باعتباره مرجعها الرئيسي،‏ وليس مرجعا تقتبس منه آيات متفرقة ولكنها ترفض الباقي عندما لا يطابق لاهوتها الحديث.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٧؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏​١٦،‏ ١٧‏)‏ وكان يجب ان تكون هيئة اعضاؤها —‏ ليس البعض بل الجميع —‏ في الواقع ليسوا جزءا من العالم،‏ اقتداء بالمسيح.‏ ولذلك هل كان يمكن ان يتورطوا في السياسة،‏ كما فعلت كنائس العالم المسيحي تكرارا؟‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٩؛‏ ١٧:‏١٦‏)‏ وكان يجب على الهيئة المسيحية الحقيقية ان تشهد للاسم الالهي،‏ يهوه،‏ وتقوم بالعمل الذي امر به يسوع —‏ الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه.‏ وكجماعة القرن الاول،‏ كان يجب ان يكون جميع اعضائها لا مجرد قليلين منهم مبشرين مخلصين.‏ (‏اشعياء ٤٣:‏​١٠-‏١٢؛‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ كولوسي ٣:‏٢٣‏)‏ وكان العبَّاد الحقيقيون سيُعرَفون ايضا بمحبة التضحية بالذات واحدهم للآخر،‏ المحبة التي تتجاوز العوائق العرقية والقومية وتوحِّدهم في اخوَّة عالمية النطاق.‏ ومحبة كهذه كان يجب ان تَظهر لا في حالات منفردة بل بطريقة تميِّزهم حقا كهيئة.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏​٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      من الواضح انه،‏ عندما بدأ وقت النهاية في السنة ١٩١٤،‏ لم تكن اية من كنائس العالم المسيحي تبلغ مقاييس الكتاب المقدس هذه المتعلقة بالجماعة المسيحية الحقيقية الواحدة.‏ ولكن ماذا عن تلاميذ الكتاب المقدس،‏ كما كان شهود يهوه معروفين آنذاك؟‏

      بحث مثمر عن الحق

      عندما كان ت.‏ ت.‏ رصل شابا،‏ توصل الى الاستنتاج ان العالم المسيحي قد اساء تمثيل الكتاب المقدس على نحو جسيم.‏ واعتقد ايضا ان الوقت قد حان لفهم كلمة اللّٰه وأن الذين يدرسون الكتاب المقدس باخلاص ويطبقونه في حياتهم سينالون الفهم.‏

      اوضحت سيرة حياة رصل،‏ التي نُشرت بعد وقت قصير من موته:‏ «لم يكن مؤسِّسا لدين جديد،‏ ولم يدَّعِ ذلك قط.‏ لقد احيا الحقائق العظمى التي علَّمها يسوع والرسل،‏ ووجَّه نور القرن العشرين اليها.‏ ولم يدَّعِ وحيًا خصوصيا من اللّٰه،‏ لكنه اعتقد انه كان الوقت المعيَّن من اللّٰه لفهم الكتاب المقدس؛‏ وأنه،‏ اذ كان مكرَّسا كاملا للرب ولخدمته،‏ أُتيحت له فرصة فهمه.‏ ولأنه وقف نفسه لتنمية ثمر ونعمة الروح القدس،‏ تمَّ فيه وعد الرب:‏ ‹لأن هذه اذا كانت فيكم وكثرت تصيّركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح.‏› —‏ ٢ بطرس ١:‏​٥-‏٨‏.‏» —‏ برج المراقبة،‏ ١ كانون الاول ١٩١٦،‏ ص ٣٥٦ (‏بالانكليزية)‏.‏

      كان بحث ت.‏ ت.‏ رصل وعشرائه عن فهم الاسفار المقدسة مثمرا.‏ فكمحبين للحق،‏ آمنوا بأن الكتاب المقدس هو كلمة اللّٰه الموحى بها.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏​١٦،‏ ١٧‏)‏ ورفضوا افكار داروين المتعلقة بالتطور وآراء اصحاب النقد الاعلى للكتاب المقدس التي تهدم الايمان.‏ واذ قبلوا الاسفار المقدسة كمرجع اسمى،‏ رفضوا ايضا التعاليم غير المؤسسة على الاسفار المقدسة،‏ كالثالوث،‏ خلود النفس،‏ والعذاب الابدي —‏ العقائد التي لها جذور دينية وثنية.‏ وبين «الحقائق العظمى» التي قبلوها كان أن يهوه هو خالق جميع الاشياء،‏ أن يسوع المسيح هو ابن اللّٰه،‏ الذي قدَّم حياته فدية عن الآخرين،‏ وأنه عند رجوعه سيكون يسوع حاضرا بشكل غير منظور كمخلوق روحاني.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨؛‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٤:‏١٩؛‏ رؤيا ٤:‏١١‏)‏ وفهموا ايضا بوضوح ان الانسان نفس قابلة للموت.‏ —‏ تكوين ٢:‏٧؛‏ حزقيال ١٨:‏٢٠‏.‏

      ليس ان تلاميذ الكتاب المقدس المقترنين برصل اكتشفوا كل هذه الحقائق؛‏ فالكثير كان قد فهمه في وقت ابكر اشخاص مخلصون يدَّعون المسيحية،‏ حتى ان بعضهم تمسكوا باقتناعاتهم بثبات عندما كانت معتقدات كهذه غير شعبية.‏ ولكن هل عمل اشخاص كهؤلاء وفق جميع مطالب الاسفار المقدسة للعبادة الحقة؟‏ مثلا،‏ هل تبيَّن انهم حقا ليسوا جزءا من العالم،‏ كما قال يسوع ان أتباعه الحقيقيين سيكونون؟‏

      وفضلا عن نظرتهم الى الكتاب المقدس،‏ بأية طرائق اخرى برز تلاميذ الكتاب المقدس الاولون المقترنون برصل كأشخاص مختلفين؟‏ بالتأكيد،‏ في الغيرة التي اظهروها في الاشتراك مع الآخرين في معتقداتهم،‏ بتشديد خصوصي على المناداة باسم اللّٰه وملكوته.‏ ورغم ان عددهم كان قليلا نسبيا،‏ فقد وصلوا بسرعة الى عشرات البلدان بالبشارة.‏ وهل تبيَّن ايضا انهم حقا ليسوا جزءا من العالم كأتباع للمسيح؟‏ من بعض النواحي،‏ نعم.‏ لكنَّ ادراكهم للمسؤولية التي يشملها ذلك نما منذ الحرب العالمية الاولى حتى صار الآن الميزة البارزة لشهود يهوه.‏ ولا يجب ان نغفل عن انه عندما كانت الفرق الدينية الاخرى ترحّب بعصبة الامم،‏ ولاحقا بالامم المتحدة،‏ كان شهود يهوه ينادون بملكوت اللّٰه —‏ لا بأية هيئة بشرية الصنع —‏ بصفته الرجاء الوحيد للجنس البشري.‏

      ولكن ألم تخضع بعض معتقدات شهود يهوه للتعديلات على مر السنين؟‏ فاذا كان اللّٰه قد اختارهم واقتادهم حقا،‏ واذا كانت تعاليمهم تحظى في المقام الاول بدعم الاسفار المقدسة،‏ فلماذا تكون تغييرات كهذه ضرورية؟‏

      كيف يقود يهوه شعبه

      ان الذين يؤلِّفون الهيئة المسيحية الحقيقية الواحدة اليوم ليست عندهم اعلانات ملائكية او وحي الهي.‏ ولكن عندهم الاسفار المقدسة الملهمة،‏ التي تحتوي على اعلانات لفكر اللّٰه ومشيئته.‏ فكهيئة وافراديا،‏ يجب ان يقبلوا الكتاب المقدس بصفته الحق الالهي،‏ ان يدرسوه بدقة،‏ وأن يدَعوه يعمل فيهم.‏ (‏١ تسالونيكي ٢:‏١٣‏)‏ ولكن كيف يصلون الى الفهم الصحيح لكلمة اللّٰه؟‏

      يقول الكتاب المقدس نفسه:‏ «أليست للّٰه التعابير.‏» (‏تكوين ٤٠:‏٨‏)‏ فاذا وجدوا في درسهم للاسفار المقدسة عبارة صعبة الفهم،‏ يجب ان يبحثوا ليجدوا عبارات ملهمة اخرى تلقي ضوءا على الموضوع.‏ وهكذا يدَعون الكتاب المقدس يفسِّر نفسه،‏ ومن هذا يحاولون ان يفهموا «صورة» الحق المعلَنة في كلمة اللّٰه.‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏١٣‏)‏ ويهوه يقودهم او يوجِّههم نحو فهم كهذا بواسطة روحه القدوس.‏ ولكن للحصول على توجيه هذا الروح،‏ يجب ان ينمّوا ثمره،‏ ان لا يحزنوه او يعملوا ضده،‏ وأن يستجيبوا باستمرار لمذكِّراته.‏ (‏غلاطية ٥:‏​٢٢،‏ ٢٣،‏ ٢٥؛‏ افسس ٤:‏٣٠‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ اذ يطبقون بغيرة ما يتعلَّمونه،‏ يستمرون في بناء ايمانهم كأساس لنيل فهم اوضح فأوضح لكيفية وجوب فعلهم مشيئة اللّٰه في العالم الذي هم ليسوا جزءا منه.‏ —‏ لوقا ١٧:‏٥؛‏ فيلبي ١:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

      يقود يهوه شعبه دائما نحو فهم اوضح لمشيئته.‏ (‏مزمور ٤٣:‏٣‏)‏ وكيفية توجيهه اياهم يمكن ايضاحها بهذه الطريقة:‏ اذا كان شخص ما في غرفة مظلمة لفترة طويلة من الوقت،‏ أليس من الافضل ان يتعرَّض للنور تدريجيا؟‏ لقد عرَّض يهوه شعبه لنور الحق بطريقة مماثلة؛‏ فقد انارهم تقدُّميا.‏ (‏قارنوا يوحنا ١٦:‏​١٢،‏ ١٣‏.‏)‏ وكان الامر كما تقول الامثال:‏ «أما سبيل الصديقين فكنور مشرق يتزايد وينير الى النهار الكامل.‏» —‏ امثال ٤:‏١٨‏.‏

      ان تعاملات يهوه مع خدامه المختارين في ازمنة الكتاب المقدس تؤكد ان الفهم الواضح لمشيئته ومقاصده غالبا ما يأتي تدريجيا.‏ وهكذا،‏ لم يفهم ابرهيم تماما كيف كان قصد يهوه في ما يتعلق ‹بالنسل› سيتحقق.‏ (‏تكوين ١٢:‏​١-‏٣،‏ ٧؛‏ ١٥:‏​٢-‏٤‏؛‏ قارنوا عبرانيين ١١:‏٨‏.‏)‏ ولم يدرك دانيال النتيجة النهائية للنبوات التي سجلها.‏ (‏دانيال ١٢:‏​٨،‏ ٩‏)‏ واعترف يسوع عندما كان على الارض انه لا يعرف اليوم والساعة حين ينتهي نظام الاشياء الحاضر.‏ (‏متى ٢٤:‏٣٦‏)‏ ولم يفهم الرسل في البداية ان ملكوت يسوع سيكون سماويا،‏ أنه لم يكن ليتأسس في القرن الاول،‏ وأنه يمكن حتى للامم ان يرثوه.‏ —‏ لوقا ١٩:‏١١؛‏ اعمال ١:‏​٦،‏ ٧؛‏ ١٠:‏​٩-‏١٦،‏ ٣٤،‏ ٣٥؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏١٨؛‏ رؤيا ٥:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

      لا يجب ان يدهشنا ان يهوه في الازمنة العصرية ايضا كثيرا ما يقود شعبه كهيئة تقدُّمية،‏ منيرا اياهم تدريجيا من جهة حقائق الكتاب المقدس.‏ ليس ان الحقائق نفسها تتغيَّر.‏ فالحق يبقى حقا.‏ ومشيئة يهوه وقصده،‏ كما هما مرسومان في الكتاب المقدس،‏ يبقيان ثابتين.‏ (‏اشعياء ٤٦:‏١٠‏)‏ ولكنَّ فهمهم لهذه الحقائق يصير تقدُّميا اوضح «في حينه،‏» في وقت يهوه المعيَّن.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏؛‏ قارنوا دانيال ١٢:‏​٤،‏ ٩‏.‏)‏ وأحيانا،‏ بسبب خطإ بشري او غيرة في غير موضعها،‏ قد تحتاج وجهة نظرهم الى تعديل.‏

      مثلا،‏ في اوقات مختلفة من تاريخ شهود يهوه العصري،‏ ادَّت غيرتهم وحماستهم لتبرئة سلطان يهوه الى توقعات قبل الاوان تتعلق بوقت اتيان نهاية نظام اشياء الشيطان الشرير.‏ (‏حزقيال ٣٨:‏​٢١-‏٢٣‏)‏ لكنَّ يهوه لم يكشف مسبقا عن الوقت بالضبط.‏ (‏اعمال ١:‏٧‏)‏ ولذلك كان على شعب يهوه ان يعدِّلوا آراءهم في هذا الموضوع.‏

      وتعديلات كهذه في وجهة النظر لا تعني ان قصد اللّٰه قد تغيَّر.‏ ولا توحي بأن نهاية هذا النظام هي بالضرورة في المستقبل البعيد.‏ وعلى العكس،‏ ان اتمام نبوات الكتاب المقدس عن «اختتام نظام الاشياء» يؤكد اقتراب النهاية.‏ (‏متى ٢٤:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهل تعني حيازة شهود يهوه توقعات قبل الاوان ان اللّٰه لا يقودهم؟‏ كلا،‏ تماما كما ان سؤال التلاميذ عن قرب الملكوت في ايامهم لم يعنِ انهم لم يكونوا مختارين ومقتادين من اللّٰه!‏ —‏ اعمال ١:‏٦‏؛‏ قارنوا اعمال ٢:‏٤٧؛‏ ٦:‏٧‏.‏

      ولماذا شهود يهوه هم على يقين الى هذا الحد من انه لديهم الدين الحقيقي؟‏ لأنهم يؤمنون ويقبلون ما يقوله الكتاب المقدس عن السِّمات التي تثبت هوية العبَّاد الحقيقيين.‏ وتاريخهم العصري،‏ كما نوقش في الفصول السابقة من هذه المطبوعة،‏ يظهر انهم،‏ ليس فقط كأفراد بل كهيئة،‏ يبلغون المطالب:‏ يدافعون بولاء عن الكتاب المقدس بصفته كلمة حق اللّٰه المقدسة (‏يوحنا ١٧:‏١٧‏)‏؛‏ يبقون منفصلين كاملا عن الشؤون العالمية (‏يعقوب ١:‏٢٧؛‏ ٤:‏٤‏)‏؛‏ يشهدون للاسم الالهي،‏ يهوه،‏ وينادون بملكوت اللّٰه بصفته الرجاء الوحيد للجنس البشري (‏متى ٦:‏٩؛‏ ٢٤:‏١٤؛‏ يوحنا ١٧:‏٢٦‏)‏؛‏ ويحبون بعضهم بعضا باخلاص.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏​٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      ولماذا المحبة سمة بارزة تثبت هوية عبَّاد الاله الحقيقي؟‏ ايّ نوع من المحبة هو ما يثبت هوية المسيحيين الحقيقيين؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

  • ‏«بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي»‏
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • الفصل ٣٢

      ‏«بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي»‏

      كان ذلك في ١٤ نيسان قمري سنة ٣٣ ب‌م،‏ الليلة الاخيرة لحياة يسوع الارضية.‏ وكان يعرف ان موته وشيك،‏ غير انه لم يكن يفكر في نفسه.‏ وعوضا عن ذلك،‏ اغتنم هذه الفرصة ليشجع تلاميذه.‏

      عرف يسوع ان الامر لن يكون سهلا عليهم بعد رحيله.‏ فسيكونون «مبغَضين من جميع الامم» لاجل اسمه.‏ (‏متى ٢٤:‏٩‏)‏ وكان الشيطان سيحاول ان يقسِّمهم ويفسدهم.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٣١‏)‏ ونتيجة للارتداد،‏ كان سيبرز مسيحيون زائفون.‏ (‏متى ١٣:‏​٢٤-‏٣٠،‏ ٣٦-‏٤٣‏)‏ و «لكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين.‏» (‏متى ٢٤:‏١٢‏)‏ وفي وجه كل ذلك،‏ ماذا كان سيبقي تلاميذه الحقيقيين معا؟‏ قبل كل شيء،‏ كانت محبتهم ليهوه ستخدم كرباط موحِّد لهم.‏ (‏متى ٢٢:‏​٣٧،‏ ٣٨‏)‏ ولكن كان عليهم ايضا ان يحبوا بعضهم بعضا وأن يفعلوا ذلك بطريقة تميِّزهم عن باقي العالم.‏ (‏كولوسي ٣:‏١٤؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٢٠‏)‏ فأيّ نوع من المحبة قال يسوع انه سيثبت بوضوح هوية أتباعه الحقيقيين؟‏

      في تلك الامسية الاخيرة اعطاهم يسوع هذه الوصية:‏ «وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.‏ كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا.‏ بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضا لبعض.‏» (‏يوحنا ١٣:‏​٣٤،‏ ٣٥‏)‏ تكلم يسوع عن المحبة اكثر من ٢٠ مرة في تلك الليلة.‏ وثلاث مرات ذكر الوصية ان ‹يحبوا بعضهم بعضا.‏› (‏يوحنا ١٥:‏​١٢،‏ ١٧‏)‏ ومن الواضح ان يسوع لم يكن يفكر فقط في رسله الامناء الـ‍ ١١ الذين كانوا معه في تلك الامسية بل في جميع الآخرين الذين كانوا اخيرا سيعتنقون المسيحية الحقة.‏ (‏قارنوا يوحنا ١٧:‏​٢٠،‏ ٢١‏.‏)‏ والوصية ان يحبوا بعضهم بعضا كانت ستصير مُلزِمة للمسيحيين الحقيقيين «كل الايام الى انقضاء الدهر.‏» —‏ متى ٢٨:‏٢٠‏.‏

      ولكن هل عنى يسوع ان ايّ فرد في ايّ مكان في العالم يُظهر اللطف والمحبة لرفيقه الانسان يثبت بذلك هويته كواحد من تلاميذ يسوع الحقيقيين؟‏

      ‏‹ليكن لكم حب بعضا لبعض›‏

      في تلك الامسية نفسها كان ليسوع ايضا الكثير ليقوله عن الوحدة.‏ قال لتلاميذه:‏ «اثبتوا فيَّ.‏» (‏يوحنا ١٥:‏٤‏)‏ وصلَّى لاجل أتباعه «ليكون الجميع واحدا،‏» وأضاف،‏ ‏«كما أنك انت ايها الآب فيَّ وأنا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا.‏» (‏يوحنا ١٧:‏٢١‏)‏ وفي هذه القرينة اوصاهم:‏ ‹ليكن لكم حب بعضا لبعض.‏›‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٥‏)‏ ولذلك كانت محبتهم ستَظهر لا لمجرد قليلين من الرفقاء الاحمَّاء او في جماعة واحدة.‏ كتب الرسول بطرس لاحقا،‏ مكرِّرا وصية يسوع:‏ «أَحبوا كامل معشر الاخوة [او،‏ ‹الاخوَّة›].‏» (‏١ بطرس ٢:‏١٧‏،‏ الملكوت ما بين السطور؛‏ قارنوا ١ بطرس ٥:‏٩‏.‏)‏ ولذلك كانوا سيصيرون اخوَّة متماسكة عالمية النطاق.‏ وكانت المحبة الخصوصية ستصير من حق الجميع في عائلة المؤمنين العالمية لأنهم سيُعتَبرون اخوة وأخوات.‏

      فكيف كانت محبة كهذه ستَظهر؟‏ وماذا كان سيصير مميَّزا جدا،‏ مختلفا جدا،‏ في محبتهم بعضهم لبعض بحيث يرى فيه الآخرون دليلا واضحا على المسيحية الحقة؟‏

      ‏«كما احببتكم انا»‏

      ‏«تحب قريبك كنفسك،‏» ذكر ناموس اللّٰه للاسرائيليين قبلما عاش يسوع على الارض بأكثر من ٥٠٠‏,١ سنة.‏ (‏لاويين ١٩:‏١٨‏)‏ ولكنَّ محبة كهذه للقريب لم تكن نوع المحبة الذي يميِّز أتباع يسوع.‏ فالمحبة التي كان يسوع يفكر فيها تتجاوز كثيرا محبة الآخرين كالنفس.‏

      كانت الوصية ان يحبوا بعضهم بعضا،‏ كما قال يسوع،‏ «وصية جديدة.‏» جديدة،‏ ليس لأنها كانت احدث من الناموس الموسوي،‏ بل جديدة في الحد الذي اليه كانت المحبة ستتم.‏ أَحبوا بعضكم بعضا «كما احببتكم انا،‏» اوضح يسوع.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤‏)‏ لقد كانت محبته لتلاميذه قوية،‏ ثابتة.‏ كانت محبة التضحية بالذات.‏ وأعرب عنها بفعل ما هو اكثر من مجرد اعمال صالحة قليلة من اجلهم.‏ فقد اطعمهم روحيا،‏ وعند اللزوم اهتم بحاجاتهم الجسدية.‏ (‏متى ١٥:‏​٣٢-‏٣٨؛‏ مرقس ٦:‏​٣٠-‏٣٤‏)‏ وفي ذروة البرهان عن محبته بذل حياته لاجلهم.‏ —‏ يوحنا ١٥:‏١٣‏.‏

      هذا هو نوع المحبة البارز الذي تتطلبه ‹الوصية الجديدة،‏› المحبة التي يملكها أتباع يسوع الحقيقيون احدهم نحو الآخر.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ فمَن يعطون اليوم البرهان الواضح على اطاعة ‹الوصية الجديدة›؟‏ يشير الدليل المقدَّم سابقا في هذه المطبوعة بوضوح الى معشر عالمي واحد للمسيحيين.‏

      انهم معروفون،‏ لا بشكل لباس خصوصي او عادات فريدة،‏ بل بالمودة القوية والحارة التي لهم بعضهم نحو بعض.‏ ولهم صيت الاعراب عن المحبة التي تتخطى الفوارق العرقية والحدود القومية.‏ وهم معروفون برفضهم ان يقاتلوا احدهم الآخر حتى عندما تتحارب الدول التي يعيشون فيها.‏ ويتأثر الآخرون بكيفية وصولهم بعضهم الى بعض في اوقات الشدة،‏ كما عندما تضرب الكوارث الطبيعية او عندما يُضطهَد اعضاء من اخوَّتهم بسبب المحافظة على الاستقامة امام اللّٰه.‏ وهم مستعدون ان يتحملوا المشقة او يواجهوا الخطر لمساعدة اخوتهم وأخواتهم الذين ضحى المسيح بحياته من اجلهم.‏ نعم،‏ انهم مستعدون للموت احدهم لاجل الآخر.‏ فالمحبة التي يعربون عنها فريدة في عالم تزداد فيه الانانية.‏ انهم شهود يهوه.‏a

      يُرى مثال لهذه المحبة وهي تعمل في ما حدث بعد اعصار أندرو،‏ الذي ضرب ساحل فلوريدا،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ في ساعات الصباح الباكرة يوم الاثنين ٢٤ آب ١٩٩٢.‏ لقد ترك في اعقابه نحو ٠٠٠‏,٢٥٠ شخص دون مأوى.‏ وبين الضحايا كان آلاف من شهود يهوه.‏ فعملت الهيئة الحاكمة لشهود يهوه فورا تقريبا بتعيين لجنة اغاثة والترتيب لجعل اموال الاغاثة متوافرة.‏ والنظار المسيحيون في المنطقة التي ضربها الاعصار اتصلوا بسرعة بالافراد الشهود لتحديد حاجاتهم وتقديم المساعدة.‏ ويوم الاثنين صباحا،‏ يوم العاصفة،‏ ارسل الشهود في جنوب كارولينا،‏ التي تبعد مئات الاميال،‏ الى المنطقة المنكوبة شاحنة محمَّلة مولدات كهربائية،‏ مناشير بسلاسل،‏ وماء للشرب.‏ ويوم الثلاثاء،‏ مع مزيد من المؤن المتبرَّع بها،‏ وصل مئات من المتطوعين من خارج المنطقة لمساعدة الاخوة المحليين في ترميم قاعات الملكوت والبيوت الخاصة.‏ وفي ما يتعلق بجهود الاغاثة علَّقت امرأة ليست شاهدة كانت تسكن قرب قاعة الملكوت:‏ «هذه هي حقا المحبة المسيحية التي يتحدث عنها الكتاب المقدس.‏»‏

      فهل كانت محبة كهذه ستخمد بعد عمل لطف او اثنين؟‏ وهل كانت ستوجَّه فقط نحو اشخاص من العرق نفسه او القومية نفسها؟‏ طبعا لا!‏ ونتيجة للاحوال السياسية والاقتصادية غير المستقرة في زائير،‏ خسر اكثر من ٢٠٠‏,١ شاهد هناك خلال السنة ١٩٩٢ بيوتهم وكل ممتلكاتهم.‏ فهبَّ الشهود الآخرون في زائير بسرعة لمساعدتهم.‏ ورغم انهم كانوا هم انفسهم في شدة،‏ ساعدوا ايضا اللاجئين الذين اتوا الى زائير من السودان.‏ وسرعان ما وصلت مؤن الاغاثة من جنوب افريقيا وفرنسا؛‏ وهذه شملت دقيق الذرة،‏ السمك المملَّح،‏ والامدادات الطبية —‏ المواد التي كان يمكن ان يستفيدوا منها فعلا.‏ ومرة بعد اخرى،‏ زُوِّدت المساعدة حسبما تطلبت الظروف.‏ وبينما كان ذلك جاريا كانت مساعدة مماثلة تزوَّد في بلدان عديدة اخرى.‏

      ولكنَّ امتلاك شهود يهوه محبة كهذه لا يجعلهم راضين عن انفسهم.‏ فهم يدركون انه،‏ كأتباع ليسوع المسيح،‏ يجب عليهم ان يواصلوا السهر.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظروا الفصل ١٩،‏ «النمو معا في المحبة.‏»‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٧١٠]‏

      ايّ نوع من المحبة قال يسوع انه سيثبت بوضوح هوية أتباعه الحقيقيين؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٧١١]‏

      كانوا سيصيرون اخوَّة متماسكة عالمية النطاق

      ‏[الاطار في الصفحة ٧١٢]‏

      ‏«الشهود يهتمون بخاصتهم —‏ وبالآخرين»‏

      تحت هذا العنوان قدَّمت «ذا ميامي هيرالد» تقريرا عن جهود الاغاثة لشهود يهوه في جنوب فلوريدا بعد الدمار الذي سبَّبه اعصار أندرو في آب ١٩٩٢.‏ ذكرت المقالة:‏ «لا احد في هومْسْتد يغلق الابواب في وجه شهود يهوه هذا الاسبوع —‏ حتى ولو بقيت هنالك ابواب لتغلَق.‏ فنحو ٠٠٠‏,٣ شاهد متطوع من انحاء البلاد تجمعوا في المنطقة المنكوبة،‏ اولا لمساعدة خاصتهم،‏ ثم لمساعدة الآخرين.‏ .‏ .‏ .‏ ونُقل نحو ١٥٠ طنا من الطعام والمؤن بواسطة مركز للتنظيم في قاعة المحافل في اقليم برُوَرد الغربي الى قاعتي ملكوت في منطقة هومْسْتد.‏ ومن القاعتين كانت فرق العمل تنطلق كل صباح لترميم البيوت المهدَّمة للاخوة الشهود.‏ .‏ .‏ .‏ وكان مطبخ ميداني يصنع الوجبات بسرعة لاشخاص يصل عددهم الى ٥٠٠‏,١،‏ ثلاث مرات في اليوم.‏ ولم يكن يُصنَع مجرد هوت دوڠ وكعك.‏ فقد زُوِّد المتطوعون بخبز بيتي الصنع،‏ لازانيا مطبوخة،‏ سلطة خضر،‏ عدس،‏ فطائر محلَّاة وخبز محمَّص على الطريقة الفرنسية —‏ كلها من مواد متبرَّع بها.‏» —‏ ٣١ آب ١٩٩٢،‏ الصفحة ١٥ أ.‏

  • مواصلة السهر
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • الفصل ٣٣

      مواصلة السهر

      ‏«بما ان يسوع ذكر بوضوح انه لا احد يستطيع ان يعلم بذلك ‹اليوم› او تلك ‹الساعة› حين يأمر الآب ابنه بأن ‹يأتي› على نظام اشياء الشيطان الشرير،‏ فقد يسأل البعض:‏ ‹لماذا من الملح جدا ان نحيا في انتظار النهاية؟‏› ذلك ملح لأن يسوع اضاف في اللحظة نفسها تقريبا:‏ ‹داوموا على النظر،‏ داوموا على اليقظة .‏ .‏ .‏ داوموا على السهر.‏› (‏مرقس ١٣:‏​٣٢-‏٣٥‏،‏ ع‌ج‏)‏» —‏ برج المراقبة،‏ ١ ايلول ١٩٨٥ (‏١ كانون الاول ١٩٨٤،‏ بالانكليزية)‏.‏

      مضى على سهر وانتظار شهود يهوه عقود حتى الآن.‏ انتظارهم ماذا؟‏ مجيء يسوع في سلطة الملكوت لتنفيذ الدينونة في نظام اشياء الشيطان الشرير ولنشر فوائد حكم ملكوته الكاملة في كل الارض!‏ (‏متى ٦:‏​٩،‏ ١٠؛‏ ٢٤:‏٣٠؛‏ لوقا ٢١:‏٢٨؛‏ ٢ تسالونيكي ١:‏​٧-‏١٠‏)‏ وهؤلاء الساهرون يعرفون ان «علامة» حضور يسوع ظاهرة للعيان منذ السنة ١٩١٤ وأن نظام الاشياء الحاضر دخل ايامه الاخيرة في تلك السنة.‏ —‏ متى ٢٤:‏​٣–‏٢٥:‏٤٦‏.‏

      ولكن حتى الآن لم يأتِ يسوع كمنفِّذ للدينونة ومنقذ.‏ ولذلك كيف ينظر شهود يهوه الى حالتهم الحاضرة؟‏

      ‏‹يقين تام› من فهمهم

      كجماعة عالمية هم على ‹يقين تام من فهمهم.‏› (‏كولوسي ٢:‏٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ ليس انهم يشعرون بأنهم يفهمون كل تفاصيل مقاصد يهوه.‏ فهم يداومون على البحث في الاسفار المقدسة بذهن منفتح ويداومون على التعلُّم.‏ ولكنَّ ما يتعلَّمونه لا يغيِّر وجهة نظرهم الرئيسية من الحقائق الاساسية لكلمة اللّٰه.‏ فهم على ‹يقين تام› من هذه الحقائق الاساسية؛‏ وهم يعرفونها ويقبلونها لعقود عديدة الآن.‏ ولكنَّ ما يتعلَّمونه يحسِّن باستمرار فهمهم لكيفية اتفاق آيات معيَّنة مع النموذج العام لحق الكتاب المقدس ولكيفية تمكنهم من تطبيق مشورة كلمة اللّٰه بشكل اكمل في حياتهم.‏

      وشهود يهوه على ‹يقين تام› ايضا من وعود اللّٰه.‏ وهم يثقون بشكل مطلق بأنه لن يسقط ايّ من وعوده حتى في اصغر التفاصيل وبأن جميعها ستتم في وقته المعيَّن.‏ وهكذا فان اتمام نبوة الكتاب المقدس الذي رأوه واختبروه على حدّ سواء يتركهم على يقين تام من ان العالم الحاضر هو في ‹وقت نهايته› وأن وعد اللّٰه بعالم جديد بار سيتحقق قريبا.‏ —‏ دانيال ١٢:‏​٤،‏ ٩؛‏ رؤيا ٢١:‏​١-‏٥‏.‏

      فماذا يجب ان يفعلوا؟‏ «داوموا على النظر،‏ داوموا على اليقظة،‏» اوصى يسوع،‏ «لأنكم لا تعلمون متى يكون الوقت المعيَّن.‏ داوموا على السهر اذًا .‏ .‏ .‏ لئلا يأتي [السيد] بغتة فيجدكم نياما.‏ وما اقوله لكم اقوله للجميع،‏ داوموا على السهر.‏» (‏مرقس ١٣:‏​٣٣،‏ ٣٥-‏٣٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ وشهود يهوه يدركون جيدا الحاجة الى المداومة على السهر.‏

      والتوق المفرط الذي كانوا احيانا يعربون عنه في ما يتعلق باتمام نبوات معيَّنة لا يغيِّر الدليل المتراكم منذ الحرب العالمية الاولى على اننا في اختتام نظام الاشياء.‏ وأن يكون المرء غيورا —‏ وحتى غيورا بإفراط —‏ لرؤية انجاز مشيئة اللّٰه هو دون شك افضل بكثير من ان يكون نائما روحيا بالنسبة الى اتمام مقاصده!‏ —‏ قارنوا لوقا ١٩:‏١١؛‏ اعمال ١:‏٦؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏​١،‏ ٢،‏ ٦‏.‏

      وماذا تشمل المداومة على السهر؟‏

      المداومة على السهر —‏ كيف؟‏

      ان المسيحيين الساهرين لا يجلسون مكتوفي الايدي وينتظرون.‏ وعلى العكس،‏ يجب ان يحافظوا على حالة لائقة روحيا حتى اذا اتى يسوع كمنفِّذ للدينونة يكون ايضا منقذا لهم.‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٨‏)‏ حذَّر يسوع:‏ «احترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة .‏ .‏ .‏ كالفخ .‏ .‏ .‏ (‏داوموا على اليقظة)‏.‏» (‏لوقا ٢١:‏​٣٤-‏٣٦‏)‏ وهكذا يجب على المسيحيين الساهرين اولا ان ‹يحترزوا لأنفسهم،‏› اذ يحرصون ان يحيوا كل يوم كما يليق بالمسيحي.‏ ويجب ان يبقوا متيقظين تماما للمسؤوليات المسيحية ويتجنبوا سمة السلوك غير المسيحي التي تميِّز العالم الذي «وُضع في الشرير.‏» (‏١ يوحنا ٥:‏١٩؛‏ رومية ١٣:‏​١١-‏١٤‏)‏ فعندما يأتي المسيح،‏ يجب ان يكونوا مستعدين.‏

      ومَن هم الذين بقوا حقا متيقظين تماما،‏ في حالة لائقة روحيا؟‏ يشير السجل التاريخي المعروض في الفصول السابقة من هذه المطبوعة الى شهود يهوه.‏ ومن الواضح انهم يتخذون بجدية المسؤوليات المشمولة بكونهم مسيحيين.‏ ففي زمن الحرب،‏ مثلا،‏ كانوا مستعدين لتعريض انفسهم للسجن والموت لسبب كونهم متيقظين تماما للالتزام بأن لا يكونوا جزءا من العالم وأن يُظهروا محبة التضحية بالذات بعضهم لبعض.‏ (‏يوحنا ١٣:‏​٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١٧:‏​١٤،‏ ١٦‏)‏ والاشخاص الذين يلاحظونهم في قاعات ملكوتهم،‏ في محافلهم الكبيرة،‏ او حتى في اعمالهم الدنيوية يتأثرون ‹بسيرتهم الحسنة.‏› (‏١ بطرس ٢:‏١٢‏)‏ وفي هذا العالم الذي ‹فقد الحس› يشتهرون بعيشهم حياة مستقيمة نظيفة ادبيا.‏ —‏ افسس ٤:‏​١٩-‏٢٤؛‏ ٥:‏​٣-‏٥‏.‏

      ولكنَّ المداومة على السهر تشمل اكثر من ‹الاحتراز لنفسكم.‏› فيجب على الرقيب ان يعلن للآخرين ما يراه.‏ وفي وقت النهاية هذا يجب على المسيحيين الساهرين الذين يرون بوضوح علامة حضور المسيح ان ينادوا للآخرين «ببشارة الملكوت،‏» وأن يحذِّروهم ان المسيح سيأتي قريبا وينفِّذ الدينونة في نظام الاشياء الشرير هذا.‏ (‏متى ٢٤:‏​١٤،‏ ٣٠،‏ ٤٤‏)‏ وبهذه الطريقة يساعدون الآخرين على وضع انفسهم في طريق ‹النجاة.‏› —‏ لوقا ٢١:‏٢٨‏.‏

      فمَن برهنوا انهم ساهرون باعلان التحذير؟‏ شهود يهوه معروفون في كل انحاء العالم بغيرتهم في المناداة باسم اللّٰه وملكوته.‏ وهم لا يعتبرون الكرازة امرا محصورا في صف مختار من رجال الدين.‏ فهم يدركون انها مسؤولية جميع المؤمنين.‏ وينظرون اليها كجزء اساسي من عبادتهم.‏ (‏رومية ١٠:‏​٩،‏ ١٠؛‏ ١ كورنثوس ٩:‏١٦‏)‏ وماذا كانت النتائج؟‏

      انهم يؤلِّفون الآن جماعة نامية من ملايين الاعضاء النشاطى في اكثر من ٢٢٠ بلدا في كل مكان من الارض.‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٢٢‏؛‏ قارنوا اعمال ٢:‏٤٧؛‏ ٦:‏٧؛‏ ١٦:‏٥‏.‏)‏ وبعض الحكومات الاقوى في تاريخ الجنس البشري حظرت عملهم،‏ حتى انها قبضت عليهم ووضعتهم في السجن.‏ ولكنَّ شهود يهوه استمروا في المناداة بملكوت اللّٰه!‏ وتصميمهم هو كذاك الذي للرسل الذين،‏ عندما أُمروا بالتوقف عن الكرازة،‏ اعلنوا:‏ «نحن لا يمكننا ان لا نتكلم بما رأينا وسمعنا.‏» «ينبغي ان يطاع اللّٰه (‏كحاكم)‏ اكثر من الناس.‏» —‏ اعمال ٤:‏​١٨-‏٢٠؛‏ ٥:‏​٢٧-‏٢٩‏.‏

      ‏«داوم على انتظارها»‏

      ان حالة شهود يهوه اليوم تشبه تلك التي لمسيحيي اليهودية في القرن الاول.‏ فكان يسوع قد اعطاهم علامة يعرفون بها متى يكون وقت الهرب من اورشليم بغية النجاة من دمارها.‏ ‹متى رأيتم اورشليم محاطة بجيوش .‏ .‏ .‏ فاهربوا،‏› قال يسوع.‏ (‏لوقا ٢١:‏​٢٠-‏٢٣‏)‏ وبعد اكثر من ٣٠ سنة بقليل،‏ في السنة ٦٦ ب‌م،‏ احاطت الجيوش الرومانية بأورشليم.‏ وعندما انسحبت القوات الرومانية فجأة لسبب غير واضح،‏ اتَّبع مسيحيو اليهودية ارشادات يسوع وهربوا —‏ ليس فقط من اورشليم بل من كل ارض اليهودية —‏ الى مدينة في پيريا تدعى پيلا.‏

      وهناك انتظروا بأمان.‏ اتت السنة ٦٧ ب‌م وولَّت.‏ ثم السنة ٦٨ وتبعتها السنة ٦٩.‏ ومع ذلك بقيت اورشليم حرَّة.‏ فهل يلزم ان يعودوا؟‏ على ايّ حال،‏ لم يقل يسوع كم يجب ان ينتظروا.‏ ولكن لو عاد احد لندم كثيرا،‏ لأن الجيوش الرومانية رجعت في السنة ٧٠ ب‌م بأعداد كبيرة كطوفان لا يقاوَم،‏ وهذه المرة لم ينسحبوا.‏ وعوضا عن ذلك،‏ دمَّروا المدينة وقتلوا اكثر من مليون شخص.‏ وكم كان مسيحيو اليهودية في پيلا سعداء دون شك لأنهم انتظروا وقت يهوه المعيَّن لتنفيذ الدينونة!‏

      والامر مماثل بالنسبة الى الذين يداومون على السهر اليوم.‏ فهم يدركون تماما انه كلما توغلنا في وقت النهاية هذا اكثر صار تحدي المداومة على انتظار مجيء يسوع اعظم.‏ ولكنهم ولم يفقدوا الايمان بكلمات يسوع:‏ «الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله.‏» (‏متى ٢٤:‏٣٤‏)‏ وتشير العبارة «هذا كله» الى الاوجه المختلفة ‹للعلامة› المركَّبة.‏ وهذه العلامة تُرى بوضوح منذ السنة ١٩١٤ وستبلغ الذروة في ‹الضيق العظيم.‏› (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ ان «الجيل» الذي كان حيا في السنة ١٩١٤ يتناقص بسرعة.‏ والنهاية لا يمكن ان تكون بعيدة.‏

      وفي هذه الاثناء،‏ شهود يهوه مصمِّمون بثبات على مواصلة السهر،‏ بايمان تام بأن اللّٰه سيتمِّم وعوده في وقته المعيَّن!‏ وهم يفكرون جديا في كلمات يهوه الى النبي حبقوق.‏ فعن احتمال يهوه الظاهري للشر في مملكة يهوذا في الجزء الاخير من القرن السابع ق‌م،‏ قال يهوه للنبي:‏ «اكتب الرؤيا [عن نهاية احوال الظلم] وانقشها على الالواح لكي يركض قارئها.‏ لأن الرؤيا بعدُ الى (‏الوقت المعيَّن)‏ وفي النهاية تتكلم ولا تكذب.‏ إن [ظهر انها] توانت (‏فداوم على انتظارها)‏ لأنها ستأتي اتيانا ولا تتأخر.‏» (‏حبقوق ١:‏​٢،‏ ٣؛‏ ٢:‏​٢،‏ ٣‏)‏ وبشكل مماثل،‏ يملك شهود يهوه الثقة ببر يهوه وعدله،‏ وهذا يساعدهم على المحافظة على اتزانهم وعلى انتظار ‹وقت يهوه المعيَّن.‏›‏

      عبَّر ف.‏ و.‏ فرانز،‏ الذي اعتمد في السنة ١٩١٣،‏ جيدا عن مشاعر شهود يهوه.‏ ففي السنة ١٩٩١،‏ كرئيس لجمعية برج المراقبة،‏ ذكر:‏

      ‏«رجاؤنا امر اكيد،‏ وسيتحقق كاملا حتى آخر عضو من الاعضاء الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ من القطيع الصغير الى درجة تفوق حتى ما تخيَّلناه.‏ نحن البقية الذين كنا موجودين في السنة ١٩١٤،‏ حين توقعنا جميعا الذهاب الى السماء،‏ لم نفقد ادراكنا لقيمة ذلك الرجاء.‏ لكننا ثابتون فيه كما كنا على الدوام،‏ وكلما انتظرناه مدة اطول قدَّرناه اكثر.‏ انه امر يستحق الانتظار،‏ حتى لو تطلَّب مليون سنة.‏ انا اقدِّر رجاءنا تقديرا رفيعا اكثر من ايّ وقت مضى،‏ ولا اريد ابدا ان اخسر تقديري له.‏ ان رجاء القطيع الصغير يؤكد ايضا ان توقُّع الجمع الكثير من الخراف الاخر سيتحقق،‏ دون اية امكانية للفشل،‏ على نحو يفوق تخيُّلنا الاكثر اشراقا.‏ ولهذا السبب نحن ثابتون بشكل راسخ حتى هذه الساعة،‏ وسنثبت بشكل راسخ الى ان يبرهن اللّٰه فعلا انه امين ‹لمواعيده العظمى والثمينة.‏›» —‏ ٢ بطرس ١:‏٤؛‏ عدد ٢٣:‏١٩؛‏ رومية ٥:‏٥‏.‏

      يقترب الوقت بسرعة حين يكون حضور المسيح في سلطة الملكوت ظاهرا بوضوح لكل الجنس البشري.‏ والاشخاص الساهرون آنذاك ‹سينالون الموعد.‏› (‏عبرانيين ١٠:‏٣٦‏)‏ حقا،‏ ان توقعاتهم ستتحقق ‹على نحو يفوق ما تخيَّلوه في ايّ وقت مضى.‏› وكم سيكونون سعداء وشاكرين انهم في الايام الختامية لنظام الاشياء الشرير هذا هم الذين كانوا يواصلون السهر،‏ الذين كانوا ينادون بغيرة بملكوت اللّٰه!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة