مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • قرار
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • قرار

      ان عدد الحضور في محافل «العدل الالهي» سيكون دون شك قد تجاوز ذاك الذي للسنة الماضية حين اجتمع ٥٩٧‏,٤٤٣‏,٦ في ٠٩٨‏,١ موضعا في كل انحاء العالم واعتمد ٨٢٢‏,٩٣.‏ وتبع خطاب «‹الزانية› الرديئة السمعة» الذي قُدِّم في كل محافل «العدل الالهي» اصدار،‏ بأكثر من ٢٠ لغة،‏ لمجلَّد من ٣٢٠ صفحة مزوَّد بالصور التوضيحية الجميلة،‏ «الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏» قال الخطيب لسامعيه:‏ «استعملوا هذا الكتاب الجديد جيدا في دروسكم الشخصية والجماعية.‏ استعملوه ايضا في اعلانكم للعالم ان بابل العظيمة محكوم عليها،‏ وأن الامم تواجه الآن هرمجدون،‏ وأن الذروة العظمى سيجري بلوغها في حكم ملكوت يهوه العظيم بواسطة المسيح وعروسه.‏ وستكونون سعداء بسماعكم ومراقبتكم هذه الامور،‏ ‹لان الوقت (‏المعيَّن)‏ قريب›!‏» —‏ رؤيا ١:‏٣‏.‏

      نحن،‏ الذين نحيا منذ ١٩١٤ في «يوم الرب» وفي هذا الوقت من الدينونة الالهية،‏ نبتهج بأعظم الامتيازات قاطبة،‏ ذاك الذي لخدمة الرب المتسلط يهوه بقيادة ملك ملوكه،‏ يسوع المسيح.‏ (‏رؤيا ١:‏١٠‏)‏ وكشهود ليهوه،‏ نشهد بأننا:‏

      ‏(‏١)‏ نكره التعيير الذي ألحقته بابل العظيمة،‏ والعالم المسيحي خصوصا،‏ باسم الاله الحي الحقيقي الوحيد،‏ يهوه.‏ ومن جهتنا نؤكد من كل القلب كلمات الرؤيا ٤:‏١١‏:‏ «انت مستحق (‏يا يهوه الهنا)‏ ان تأخذ المجد والكرامة والقدرة.‏»‏

      ‏(‏٢)‏ نكره التصاق العالم المسيحي بالتعاليم البابلية،‏ وبشكل بارز تلك التي لاله مثلث،‏ خلود النفس البشرية،‏ العذاب الابدي في الهاوية،‏ المطهر الناري،‏ وعبادة التماثيل —‏ كمريم العذراء والصليب.‏ وانسجاما مع الرؤيا ٢٢:‏١٨،‏ ١٩ نتقيَّد بشكل راسخ بكلمة اللّٰه المكتوبة وبكل ما تحتويه.‏

      ‏(‏٣)‏ نكره الفلسفات والممارسات المضادة للّٰه،‏ والشائعة جدا في العالم المسيحي،‏ كالتطوّر،‏ نقل الدم،‏ الاجهاض،‏ الكذب،‏ الجشع،‏ وعدم الامانة.‏ وبعبادتنا وطريقة حياتنا سنكرِّم خالقنا،‏ يهوه اللّٰه،‏ القادر على كل شيء،‏ الذي توصف طرقه في الرؤيا ١٥:‏٣ بأنها «عادلة وحق.‏»‏

      ‏(‏٤)‏ نكره فشل العالم المسيحي في الاصغاء الى رسائل يسوع الى الجماعات السبع في الرؤيا الاصحاحين ٢ و ٣ في مسائل كالطائفية،‏ الصنمية،‏ العهارة،‏ نفوذ ايزابل،‏ الفتور،‏ وقلة اليقظة.‏ أما من جهتنا فسنسمع ونطيع «ما يقوله الروح (‏للجماعات)‏.‏»‏

      ‏(‏٥)‏ نكره الفساد الادبي والاباحية في العالم المسيحي وبين رجال دينه،‏ ونرحِّب بدينونة يهوه الواضحة المبيَّنة في الرؤيا ٢١:‏٨ بأن اولئك الذين يستمرون في قذارتهم —‏ العاهرين،‏ الكذبة،‏ وأمثالهم —‏ سيهلكون تماما.‏ ونحن ندعم من كل القلب مقاييس الكتاب المقدس المتعلقة بالجنس،‏ الزواج،‏ والحياة العائلية.‏

      ‏(‏٦)‏ نكره الزنى الروحي لرجال دين بابل العظيمة على مرّ القرون في التواطؤ مع الحكام العالميين لكسب السلطة،‏ الثروة،‏ والهيمنة الظالمة على عامة الشعب.‏ ونحن مصمِّمون على مساعدة ذوي القلوب المستقيمة ليطيعوا دعوة الملاك في الرؤيا ١٨:‏٤‏:‏ «اخرجوا منها يا شعبي.‏»‏

      ‏(‏٧)‏ نكره سفك الدم الجماعي الذي اودى بحياة اكثر من ١٠٠ مليون قُرِّبوا في الحرب في هذا القرن وحده،‏ الامر المنسوب الى حدّ بعيد الى عهارة الزانية العظيمة مع الدول السياسية.‏ ونبتهج بأن يكون الوقت المعيَّن قريبا لينفّذ اللّٰه العقاب القضائي في بابل العظيمة،‏ كما هو مبيَّن بوضوح في الرؤيا ١٨:‏٢١-‏٢٤‏.‏

      وكشهود ليهوه نحسبه فرحا وامتيازا ان نعلن للعالم انه في السنة ١٩١٤ «قد صارت ممالك العالم لربّنا [يهوه] ومسيحه.‏» (‏رؤيا ١١:‏١٥‏)‏ ونحن مصممون على المضي قُدُما دون خوف في جعل دينونة يهوه المعلنة على بابل العظيمة معروفة والتحذير من قرب وقوع حرب اللّٰه هرمجدون.‏ ونحن عازمون ان نردِّد بصوت عال و «لكل امة وقبيلة ولسان وشعب» الاخبار المفرحة بأن «سماء جديدة وأرضا جديدة» هي على الابواب لمباركة الجنس البشري الطائع.‏ (‏رؤيا ١٤:‏٦؛‏ ٢١:‏١‏)‏ ونحن نبتهج بأنه نتيجة لهذه المناداة يتَّحد معنا الآن حول الكرة الارضية جمع كثير يفوق عدده الثلاثة ملايين من جميع الامم.‏ ومع الملاك الطائر في وسط السماء نعلن جميعا:‏ «خافوا اللّٰه وأعطوه مجدا لانه قد جاءت ساعة دينونته واسجدوا لصانع السماء والارض والبحر وينابيع المياه.‏» —‏ رؤيا ١٤:‏٧‏.‏

  • بابل العظيمة متَّهمة
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • بابل العظيمة متَّهمة

      في سلسلة من المحافل حول العالم في ١٩٨٨-‏١٩٨٩ أيَّد ملايين من شهود يهوه القرار الذي يعبِّر عن كرههم لسلوك بابل العظيمة،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل —‏ وخصوصا كما يمثلها العالم المسيحي.‏ وقد يسأل بعض الاشخاص المخلصين،‏ أليس ذلك موقفا قويا جدا؟‏ كلا،‏ على الاطلاق!‏ فعندما نرى كيف شهَّر انبياء اسرائيل القديمة بجرأة الوثنية في ايامهم،‏ وبأية لغة قوية فضح يسوع الرياء الديني لزمنه،‏ نؤمن كشهود ليهوه بأن هذا الموقف مبرَّر تماما.‏ حتى ان اللّٰه أمر به.‏ —‏ اشعياء ٢٤:‏١-‏٦؛‏ ارميا ٧:‏١٦-‏٢٠؛‏ متى ٢٣:‏٩-‏١٣،‏ ٢٧،‏ ٢٨،‏ ٣٧-‏٣٩‏.‏

      اذاً،‏ على ايّ اساس نكره سلوك بابل العظيمة؟‏ وأيّ دليل تاريخي لدينا على فشل الدين في تكريم رب الكون المتسلط الحقيقي،‏ يهوه؟‏

      بابل العصرية تحتقر الاسم

      ان رب الكون المتسلط ليس مجهول الاسم.‏ فقد عرَّف بنفسه حوالي ٠٠٠‏,٧ مرَّة في الكتاب المقدس بصفته يهوه.‏ وهو ينسب اهمية حيوية الى اسمه.‏ والثالثة من الوصايا العشر تقول:‏ «لا تنطق باسم (‏يهوه)‏ الهك باطلا.‏ لأن (‏يهوه)‏ لا يُبرئ من نطق باسمه باطلا.‏» وقد ابرز يسوع بصورة خاصة اسم ابيه في الصلاة الربّانية،‏ قائلا،‏ «ليتقدس اسمك.‏» —‏ خروج ٢٠:‏٧؛‏ متى ٦:‏٩‏.‏

      وسجلُّ العالم المسيحي في تكريم اسم اللّٰه انما هو مفجع.‏ فحتى الكتاب المقدس طبعة الملك جيمس للسنة ١٦١١ يستعمل الاسم يهوه،‏ وحده ومركَّبا،‏ سبع مرَّات فقط.‏a وقد حذفت ترجمات اخرى الاسم كاملا.‏ ان معظم الاديان تفشل في تكريمه.‏ وعوضا عن ذلك،‏ فقد رفَّعت ثالوثها «المقدَّس» وفي بعض الحالات مريم المسماة ام اللّٰه فوق اله الكتاب المقدس.‏ وتُرك اسم يهوه الثمين يغرق في اهمال نسبي.‏b

      وعلى نحو جدير بالثناء يعترف المسلمون باله واحد يدعونه اللّٰه بحسب كتابهم المقدس،‏ القرآن.‏ إلا انهم لا يستعملون اسمه،‏ يهوه،‏ كما ظهر اولا في الكتاب المقدس قبل ألفي سنة على الاقل من وجود القرآن.‏ والهندوسيون يعبدون ملايين الآلهة والالاهات،‏ ولكنّ يهوه ليس بينها.‏

      والبارزة كمسيئة الى اسم اللّٰه هي اليهودية.‏ فلآلاف السنين ادَّعى اليهود انهم شعب اسم اللّٰه،‏ ولكن بسبب تقليدهم جعلوا اسم اللّٰه الحقيقي يسقط في الاهمال التام.‏

      ولذلك،‏ كشهود للرب المتسلط يهوه،‏ يجب ان نعبِّر عن نفورنا من اهمال اسم اللّٰه المقدَّس من قِبَل بابل العظيمة.‏

      لماذا نبغض التعاليم البابلية

      لقد استُغلّ ملايين الناس وأُبقوا في خوف على اساس التعليم البابلي بأن للانسان نفسا خالدة.‏ ومنذ الازمنة القديمة استغلّ الدين الباطل الخوف من العذاب الابدي المحتمل للنفس في نار الهاوية بعد الموت.‏ والتحسين الاكثر اتقانا لهذا التعليم هو التألم الوقتي في نيران المطهر.‏ فيدفع الاشخاص المخلصون لتتلى القداديس لاجل الاموات ولكنهم لا يعرفون ابدا متى لا يعود الدفع ضروريا!‏ وهذه المعتقدات التجديفية ليس لها اساس في الكتاب المقدس.‏ —‏ قارنوا ارميا ٧:‏٣١‏.‏

      وفي الواقع،‏ يعلِّم الكتاب المقدس بأن الانسان نفس حية،‏ قابلة للموت.‏ ولسبب عصيانه لم يُحكم على آدم بنار الهاوية او المطهر وانما بالموت.‏ وبعبارة بسيطة،‏ «اجرة الخطية هي موت.‏» (‏رومية ٦:‏٢٣؛‏ تكوين ٢:‏٧،‏ ١٧؛‏ ٣:‏١٩‏)‏ ورجاء الاسفار المقدسة للاموات مؤسس،‏ لا على النفس الخالدة،‏ بل بالاحرى على وعد اللّٰه بالقيامة الى حياة كاملة في ارض فردوسية.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ رؤيا ٢١:‏١-‏٤‏.‏

      والتعليم البابلي الآخر هو الثالوث «المقدَّس.‏» ان هذا التعليم عن ثلاثة اشخاص في اله واحد لم يكن قط جزءا من ايمان العبرانيين القدامى.‏ (‏تثنية ٥:‏٦،‏ ٧؛‏ ٦:‏٤‏)‏ واذ كان يسوع نفسه يهوديا فانه بالتأكيد لم يؤمن او يعلِّم قط بأنه اللّٰه الكليّ القدرة.‏ ولم يدَّع بأنه جزء من ثلاثة اشخاص كما جرى التعليم في المعتقد او المبدإ البابلي.‏ —‏ مرقس ١٢:‏٢٩؛‏ ١٣:‏٣٢؛‏ يوحنا ٥:‏١٩،‏ ٣٠؛‏ ١٤:‏٢٨؛‏ ٢٠:‏١٧‏.‏

      ولذلك نرفض المعتقدات البابلية التجديفية كما يجري تعليمها في اديان العالم الباطلة.‏ ونقدِّم العبادة للاله الحقيقي الواحد،‏ يهوه،‏ بواسطة ابنه،‏ الذي صار «كفّارة» ليس لخطايا المسيحيين الممسوحين فحسب بل كامل عالم الجنس البشري.‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏٢‏.‏

      لماذا نرفض الفلسفات المضادة للّٰه

      ينوح بابوات ورجال دين العالم المسيحي على الازدياد السريع للالحاد،‏ وكثيرون يستعملون ذلك ليبرِّروا دعمهم لسياسة الجناح الايمن.‏ ولكن يجب طرح السؤال:‏ مَن تغاضى عن اعمال الظلم والتحيُّز التي اثارت هذه الزيادة في الالحاد،‏ وخصوصا في القرن الأخير؟‏ لقد حصل ذلك بطريقة بارزة في حيِّز العالم المسيحي.‏ مثالا لذلك،‏ اتفقت الكنيسة الروسية الارثوذكسية مع القياصرة،‏ الذين كانوا قد قمعوا الشعب بوحشيّة.‏ والنقص في القيم المسيحية الحقيقية من جهة اولئك الذين قدَّموا انفسهم بصفتهم ممثلي اللّٰه ساهم في الحالات التي شكَّلت اساسا منتجا للالحاد.‏

      واعتنقت اديان العالم المسيحي ايضا تعليم التطوُّر المحقِّر للخالق.‏ انهم ينسبون التعقيد والتنويع في ما يزيد على مليون شكل للحياة الى قوى الطبيعة العمياء.‏ وفي الواقع،‏ يقولون ان هذا التنويع تطوَّر بسلسلة من المصادفات النافعة.‏ ان فلسفة كهذه تجعل اللّٰه غير ضروري والانسان غير مسؤول تجاه احد.‏ والآداب تصير مسألة اختيار شخصي.‏ (‏مزمور ١٤:‏١‏)‏ واحدى النتائج هي ان عمليات الاجهاض تبلغ الآن عشرات الملايين كل سنة —‏ في بلدان تدَّعي انها متديِّنة!‏

      اننا نرفض هذه الفلسفات والممارسات المضادة للّٰه.‏ ونعبد يهوه،‏ «الحي الى ابد الآبدين الذي خلق السماء وما فيها والارض وما فيها والبحر وما فيه.‏» —‏ رؤيا ١٠:‏٦؛‏ ١٩:‏٦‏.‏

      لماذا نكره ثمار بابل العظيمة

      فشل العالم المسيحي في الاصغاء الى رسائل التحذير الى الجماعات السبع المعلنة في الرؤيا الاصحاحين ٢ و ٣‏.‏ وهذه تعطي مشورة ضد ممارسة روح الطائفية،‏ الوثنية،‏ والزنى،‏ وضد الفتور والاهمال.‏

      ان زيارة لايّ مكان للعبادة تقريبا تكشف كيف ان كثيرين من الناس المتديِّنين قد رفَّعوا المخلوق فوق الخالق.‏ وكيف ذلك؟‏ بتوقير تماثيلهم وايقوناتهم وبعبادتهم المقدَّمة «للقدّيسين،‏» مريم العذراء،‏ والصلبان.‏ —‏ قارنوا مزمور ١١٥:‏٢-‏٨؛‏ ١ كورنثوس ٥:‏٧؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٢١‏.‏

      وفي حالتهم تجد كلمات بولس اتماما:‏ «لانهم لما عرفوا اللّٰه لم يمجّدوه .‏ .‏ .‏ كإله .‏ .‏ .‏ صاروا جهلاء وأبدلوا مجد اللّٰه الذي لا يفنى بشبه صورة الانسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات.‏» —‏ رومية ١:‏٢١-‏٢٣‏.‏

      لماذا ندين فساد بابل الادبي

      شهدت السنوات الـ‍ ٢٠ الاخيرة قبولا لمضاجعة النظير او تغاضيا عنه بصفته اسلوب حياة بديلا.‏ والملايين من مضاجعي النظير «يعترفون علنا بممارستهم» وهم الآن يتبخترون في الشوارع،‏ متباهين «بافتخارهم الخليع.‏» فكيف ينظر اللّٰه الى مضاجعتهم للنظير؟‏

      ذكر الكتاب المقدس بوضوح منذ حوالي ٥٠٠‏,٣ سنة:‏ «ولا تضاجع ذكرا مضاجعة امرأة.‏ انه رجس.‏» (‏لاويين ١٨:‏٢٢‏)‏ ومنذ ٠٠٠‏,٢ سنة تقريبا اظهر بولس ان مقاييس اللّٰه لم تتغيَّر عندما كتب:‏ «لذلك أسلمهم اللّٰه الى أهواء الهوان.‏ لأن اناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة.‏ وكذلك الذكور ايضا تاركين استعمال الانثى الطبيعي اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور ونائلين في انفسهم جزاء ضلالهم المحقّ.‏» —‏ رومية ١:‏٢٦،‏ ٢٧؛‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١ تيموثاوس ١:‏١٠‏.‏

      ومع ذلك فان عددا كبيرا من رجال دين العالم المسيحي يمارسون مضاجعة النظير حتى انهم تمكَّنوا من تأسيس جماعة ضغط قوية من مضاجعي النظير في العديد من الاديان الرئيسية.‏ وهم يطالبون بأن يُعترف بأسلوب حياتهم وأن يُمنحوا رتبة كاهن.‏ والقضية الوثيقة الصلة بالموضوع هي تلك التي للطائفة البروتستانتية الكبرى في كندا،‏ كنيسة كندا المتحدة،‏ التي صوَّت قوّادها ٢٠٥ ضد ١٦٠ في ٢٤ آب ١٩٨٨ لمصلحة قبول مضاجعي النظير في الخدمة.‏

      لماذا نكره زنى بابل الروحي

      تشهِّر الرؤيا زنى بابل مع «ملوك الارض،‏» حكامها السياسيين.‏ وتوصف الزانية جالسة «على المياه الكثيرة،‏» التي معناها «شعوب وجموع وأمم وألسنة.‏» (‏رؤيا ١٧:‏١،‏ ٢،‏ ١٥‏)‏ وبحيازة علاقة حميمة بالحكام السياسيين استعمل الدين الباطل على مرّ القرون بشكل علني او سرّي نفوذه في قمع واستغلال عامة الشعب.‏

      وأمثلة هذه السيطرة هي الاتفاقيات البابوية،‏ او المعاهدات،‏ التي وقَّعتها الڤاتيكان مع الحكام النازيين والفاشيين في هذا القرن الـ‍ ٢٠.‏ ونتيجة لذلك فإن تأثير الكنيسة على الرعايا أدّى الى خضوع ذليل تام للحكام القساة.‏ وفي السنة ١٩٢٩ عقد الڤاتيكان اتفاقية بابوية مع الدكتاتور الفاشي بنيتو موسوليني.‏ وماذا تبع في المانيا؟‏ ان الكاردينال الالماني فولهابر،‏ اذ ينسب الكلمات التالية الى پيوس الحادي عشر،‏ يمنح نظرة عميقة الى تفكير البابا في هتلر:‏ «انني مسرور؛‏ فهو اول رجل دولة تكلم جهارا ضد البولشڤيّة.‏» وذكر فولهابر لاحقا:‏ «رحلتي الى روما اكَّدت ما كنت قد شككت فيه منذ زمن طويل.‏ ففي روما تُعتبر الاشتراكية الوطنية والفاشيّة الانقاذ الوحيد من الشيوعية والبولشڤيّة.‏»‏

      كان الاساقفة الكاثوليك الالمان قد عارضوا الفلسفة النازية قبل السنة ١٩٣٣.‏ ولكن كما يقول الكاتب الالماني كلوز شولدر في كتابه الكنائس والرايخ الثالث،‏ فإن السفير الڤاتيكاني في المانيا،‏ الكاردينال پاسيللي،‏ أمر الاساقفة بتعديل موقفهم من الاشتراكية الوطنية.‏ فماذا حثّ على هذا التغيير؟‏ لقد كان توقُّع الاتفاقية بين الرايخ الثالث والڤاتيكان،‏ التي عُقدت في ٢٠ تموز ١٩٣٣.‏

      يخبر كلوز شولدر:‏ «في الانتخاب والاستفتاء العام في ١٢ تشرين الثاني [١٩٣٣] حصد هتلر ثمار اتفاقية الرايخ بمجموع مرتفع بشكل مفاجئ من الاصوات الانتخابية الموافقة،‏ وقبل كل شيء في دوائر الناخبين حيث تغلب الكاثوليكية.‏»‏

      ومع أن بعض القواد البروتستانت عارضوا تولّي النازيين السلطة في السنة ١٩٣٣،‏ سرعان ما ضاعت اصواتهم في صخب الجماهير القومية.‏ يشرح شولدر:‏ «كان هنالك بوضوح ميل متزايد في الكنيسة البروتستانتية الى التخلي عن الحذر الممارَس في الماضي والآن اخيرا للوقوع ايضا في شرك الحماس القومي.‏ .‏ .‏ .‏ فظهرت للمرة الاولى تصريحات الكنيسة الرسمية التي دعمت الرايخ الجديد بدون تحفُّظات.‏» وفي الواقع،‏ باعت البروتستانتية نفسها للقومية النازية وصارت خادمتها،‏ تماما كما كانت الكنيسة الكاثوليكية قد فعلت.‏

      على مرّ القرون،‏ كما يُظهر السجل التاريخي،‏ اتفق الدين الباطل مع نخبة المجموعات الحاكمة القوية وساند مقامهم لضرر عامة الشعب.‏ ان ‹الموقف العقلي للمسيح› لم يعكسه قواد العالم الدينيون،‏ الذين سعوا بشوق وراء السلطة،‏ الممتلكات،‏ والغنى.‏ وكشهود ليهوه،‏ نكره زنى روحيا كهذا.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏١٦؛‏ رومية ١٥:‏٥‏،‏ ع‌ج؛‏ رؤيا ١٨:‏٣‏.‏

      لماذا نبغض سفك بابل للدم

      في سفر الرؤيا تُتَّهم بابل العظيمة بسفك الدم الجماعي:‏ «ورأيت المرأة سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع.‏ وفيها وُجد دم انبياء وقديسين وجميع من قُتل على الارض.‏» —‏ رؤيا ١٧:‏٦؛‏ ١٨:‏٢٤‏.‏

      ان تاريخ الدين الباطل هو تاريخ كره وسفك للدماء،‏ والعالم المسيحي هو الاكثر سفكا للدم.‏ والحربان العالميتان ابتدأتا في حيِّز الامم المدعوّة مسيحية.‏ فالقوّاد السياسيون «المسيحيون» لجأوا الى الاسلحة في السنتين ١٩١٤ و ١٩٣٩،‏ ورجال الدين في كل الامم المتنازعة منحوا بركتهم.‏ يذكر تاريخ كولومبيا للعالم في ما يتعلق بالحرب العالمية الاولى:‏ «انخفضت قيمة الحق مع الحياة،‏ وقلَّما كان يُرفع صوت للاحتجاج.‏ حراس كلمة اللّٰه قادوا الجوقة الحربية.‏ والحرب الشاملة صارت تعني الكره الشامل.‏» (‏الحرف المائل لنا)‏ لقد حضّ قسوس الجيش جنودهم بحماس وطني فيما صار الاحداث من كلا الجانبين علفا للمدافع.‏ يذكر كتاب التاريخ نفسه:‏ «ان التسميم النظامي لعقول الناس بالنُّوَب القومية .‏ .‏ .‏ حالَ الى حدّ أبعد دون البحث عن السلام.‏»‏

      يستمر الدين الباطل حول العالم في توليد الكره فيما تحتدم النزاعات بين اليهود والمسلمين،‏ الهندوس والسيخ،‏ الكاثوليك والبروتستانت،‏ المسلمين والهندوس،‏ البوذيين والهندوس.‏ نعم،‏ يستمر الدين الباطل في المساهمة في سفك دماء «جميع من قُتل على الارض.‏» —‏ رؤيا ١٨:‏٢٤‏.‏

      نظرا الى كل البراهين الواردة آنفا،‏ يشعر شهود يهوه بأن قرار المحفل لسنة ١٩٨٨ إنما هو ملائم وفي حينه.‏ وعلى نحو لائق،‏ نشهِّر الدين الباطل بصفته الزانية،‏ بابل العظيمة،‏ المذنبة بسفك الدم.‏ ونعلن للعالم الطريق الصحيح الوحيد للسلام والعبادة الحقّة —‏ الالتفات الى رب الكون المتسلّط،‏ يهوه اللّٰه،‏ بواسطة ذاك الذي ارسله الى الارض،‏ المسيح،‏ او المسيّا،‏ يسوع.‏ ويعني ذلك قبول ملكوت اللّٰه بصفته الحكومة الابدية البارة التي يمكنها وحدها ان تشبع حاجات الجنس البشري.‏ ويعني ايضا انه الآن هو الوقت لاطاعة الامر:‏ «اخرجوا منها [بابل العظيمة] يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها.‏» —‏ رؤيا ١٨:‏٤؛‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a تكوين ٢٢:‏١٤؛‏ خروج ٦:‏٣؛‏ ١٧:‏١٥؛‏ قضاة ٦:‏٢٤؛‏ مزمور ٨٣:‏١٨؛‏ اشعياء ١٢:‏٢؛‏ ٢٦:‏٤‏.‏

      b لأجل بحث مفصَّل عن اهمية ومعنى اسم اللّٰه،‏ انظروا الكراسة المؤلفة من ٣٢ صفحة الاسم الالهي الذي سيبقى الى الابد،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة