-
«نزلاء» توحِّدهم العبادة الحقةبرج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
تَجَاوُزُ ٱلْحَوَاجِزِ ٱلْقَوْمِيَّةِ
١١ أَيُّ دَعْوَةٍ وَجَّهَهَا سُلَيْمَانُ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ؟
١١ أَثْنَاءَ تَدْشِينِ ٱلْهَيْكَلِ عَامَ ١٠٢٦ قم، وَٱنْسِجَامًا مَعَ وَعْدِ يَهْوَهَ لِإِبْرَاهِيمَ، ذَكَرَ سُلَيْمَانُ أَنَّ ٱلنَّاسَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ سَيُشَارِكُونَ فِي تَسْبِيحِ يَهْوَهَ. فَقَدْ صَلَّى صَلَاةً حَارَّةً قَالَ فِيهَا: «كَذٰلِكَ ٱلْغَرِيبُ ٱلَّذِي لَيْسَ مِنْ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ وَٱلْآتِي مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِكَ (لِأَنَّهُمْ يَسْمَعُونَ بِٱسْمِكَ ٱلْعَظِيمِ وَبِيَدِكَ ٱلْقَوِيَّةِ وَذِرَاعِكَ ٱلْمَمْدُودَةِ)، فَيَأْتِي وَيُصَلِّي نَحْوَ هٰذَا ٱلْبَيْتِ، فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ، مَقَرِّ سُكْنَاكَ، وَٱفْعَلْ حَسَبَ كُلِّ مَا يَدْعُو بِهِ إِلَيْكَ ٱلْغَرِيبُ، لِكَيْ يَعْرِفَ كُلُّ شُعُوبِ ٱلْأَرْضِ ٱسْمَكَ فَيَخَافُوكَ مِثْلَ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ». — ١ مل ٨:٤١-٤٣.
١٢ لِمَاذَا يُعْتَبَرُ شُهُودُ يَهْوَهَ غُرَبَاءَ فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلَّتِي يَعِيشُونَ فِيهَا؟
١٢ إِنَّ ٱلْغَرِيبَ هُوَ شَخْصٌ يَزُورُ بَلَدًا مَا أَوْ يَعِيشُ فِي بَلَدٍ لَيْسَ بَلَدَهُ. وَيَنْطَبِقُ هذَا ٱلْوَصْفُ عَلَى شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ. فَرَغْمَ أَنَّهُمْ مُنْتَشِرُونَ فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، فَهُمْ يُؤَيِّدُونَ فَقَطْ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَمَلِكَهُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ. لِذلِكَ، يُحَافِظُونَ عَلَى ٱلْحِيَادِ ٱلتَّامِّ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ، حَتَّى لَوِ ٱعْتَبَرَهُمُ ٱلنَّاسُ أَشْخَاصًا غَرِيبِي ٱلْأَطْوَارِ.
١٣ (أ) مَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا أَلَّا نَعْتَبِرَ ٱلْأَشْخَاصَ غُرَبَاءَ؟ (ب) كَيْفَ أَرَادَ يَهْوَهُ فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنْ يَنْظُرَ ٱلْبَشَرُ وَاحِدُهُمْ إِلَى ٱلْآخَرِ؟
١٣ غَالِبًا مَا يُعْرَفُ ٱلْغُرَبَاءُ مِنْ لُغَتِهِمْ، عَادَاتِهِمْ، سِمَاتِهِمِ ٱلْخَارِجِيَّةِ، وَنَمَطِ لِبَاسِهِمْ. وَمَعَ ذلِكَ، فَإِنَّ ٱلْقَوَاسِمَ ٱلْمُشْتَرَكَةَ ٱلَّتِي تَجْمَعُهُمْ بِسَائِرِ ٱلْبَشَرِ — مَهْمَا ٱخْتَلَفَتْ جِنْسِيَّاتُهُمْ — هِيَ أَكْبَرُ وَأَهَمُّ مِنَ ٱلِٱخْتِلَافَاتِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُهُمْ عَنْهُمْ. وَعِنْدَمَا نَتَعَلَّمُ أَنْ نَغُضَّ ٱلطَّرْفَ عَنْ هذِهِ ٱلِٱخْتِلَافَاتِ، لَا يَعُودُ ٱلْآخَرُونَ غُرَبَاءَ فِي نَظَرِنَا. فَلَوْ كَانَتِ ٱلْأَرْضُ بِأَسْرِهَا خَاضِعَةً لِحُكُومَةٍ وَاحِدَةٍ، لَمَا ٱعْتُبِرَ أَحَدٌ فِيهَا غَرِيبًا. وَهذَا مَا أَرَادَهُ يَهْوَهُ مُنْذُ ٱلْبِدَايَةِ. فَقَدْ قَصَدَ أَنْ يَكُونَ ٱلْبَشَرُ أَجْمَعُونَ مُوَحَّدِينَ كَعَائِلَةٍ وَاحِدَةٍ فِي ظِلِّ حُكْمٍ وَاحِدٍ، حُكْمِهِ هُوَ. فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ نَجِدَ ٱلْيَوْمَ أُنَاسًا مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ لَا يَنْظُرُونَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ كَغُرَبَاءَ؟
١٤، ١٥ مَا ٱلَّذِي تَمَكَّنَ شُهُودُ يَهْوَهَ مِنْ إِنْجَازِهِ كَفَرِيقٍ؟
١٤ فِي عَالَمٍ أَنَانِيٍّ تَتَفَشَّى فِيهِ رُوحُ ٱلْقَوْمِيَّةِ، مِنَ ٱلْمُنْعِشِ أَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ أَفْرَادٌ بِمَقْدُورِهِمْ فِعْلًا تَخَطِّي ٱلْحَوَاجِزِ ٱلْقَوْمِيَّةِ، رَغْمَ أَنَّ ذلِكَ يَتَطَلَّبُ مِنْهُمْ بَذْلَ ٱلْجُهْدِ. مَثَلًا، يَقُولُ تِيد تِيرْنِر، مُؤَسِّسُ شَبَكَةِ ٱلسِّي إِنْ إِنْ، مُعَلِّقًا عَلَى عَمَلِهِ مَعَ عَدَدٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمَوْهُوبِينَ ٱلْقَادِمِينَ مِنْ بُلْدَانٍ مُخْتَلِفَةٍ: «كَانَ لِقَائِي بِهؤُلَاءِ ٱلنَّاسِ ٱخْتِبَارًا رَائِعًا. فَأَنَا لَمْ أَعُدْ أَرَى ٱلْآتِينَ مِنْ بُلْدَانٍ أُخْرَى أَشْخَاصًا ‹غُرَبَاءَ›، بَلْ مُوَاطِنِينَ فِي ٱلْأَرْضِ مِثْلِي. وَإِذْ صِرْتُ أَجِدُ أَنَّ كَلِمَةَ ‹غَرِيبٍ› هِيَ كَلِمَةٌ ٱزْدِرَائِيَّةٌ، وَضَعْتُ قَانُونًا مَنَعْتُ بِمُوجَبِهِ مُوَظَّفِي ٱلسِّي إِنْ إِنْ مِنِ ٱسْتِخْدَامِهَا سَوَاءٌ فِي أَحَادِيثِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ أَوْ فِي ٱلْبَرَامِجِ ٱلَّتِي يُذِيعُونَهَا».
١٥ لكِنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ هُمُ ٱلْوَحِيدُونَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِينَ يَتَبَنَّوْنَ كَفَرِيقٍ نَظْرَةَ ٱللّٰهِ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْبُلْدَانِ. نَتِيجَةً لِذلِكَ، يَتَمَكَّنُونَ مِنْ تَغْيِيرِ طَرِيقَةِ تَفْكِيرِهِمْ وَمَشَاعِرِهِمْ تِجَاهَ ٱلْآخَرِينَ. فَعِوَضَ أَنْ يُعْرِبُوا عَنِ ٱلِٱزْدِرَاءِ وَٱلشَّكِّ وَٱلْبُغْضِ فِي تَعَامُلِهِمْ مَعَ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ قَوْمِيَّاتٍ أُخْرَى، يَتَعَلَّمُونَ أَنْ يَفْرَحُوا بِٱلتَّنَوُّعِ ٱلْمَوْجُودِ بَيْنَ هؤُلَاءِ وَيُقَدِّرُوا أَهَمِّيَّةَ ٱلْقُدُرَاتِ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُونَ بِهَا. فَهَلْ تَأَمَّلْتَ فِي هذَا ٱلْإِنْجَازِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي نُحَقِّقُهُ كَشَعْبٍ لِيَهْوَهَ وَفِي ٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي نِلْتَهَا شَخْصِيًّا جَرَّاءَ تَغْيِيرِ نَظْرَتِكَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ؟
-
-
«نزلاء» توحِّدهم العبادة الحقةبرج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
فَمُنْذُ ٱلْآنَ نَرَى أَنَّ مَفْهُومَ ‹ٱلْغُرَبَاءِ› لَمْ يَعُدْ لَهُ وُجُودٌ بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَهَ، ٱلَّذِينَ لَا يُعِيرُونَ أَهَمِّيَّةً لِلِٱخْتِلَافِ فِي ٱلْجِنْسِيَّاتِ بَيْنَهُمْ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، دُمِجَتْ بَعْضُ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ ٱلصَّغِيرَةِ لِتَسْهِيلِ عَمَلِ ٱلْإِشْرَافِ وَإِنْجَازِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِفَعَّالِيَّةٍ أَكْبَرَ. (مت ٢٤:١٤) وَلَمْ تَقِفِ ٱلْحُدُودُ ٱلْقَوْمِيَّةُ عَائِقًا أَمَامَ تَنْفِيذِ هذَا ٱلدَّمْجِ إِلَّا عِنْدَمَا حَالَتِ ٱلْقَوَانِينُ دُونَ ذلِكَ. وَهذَا أَيْضًا بُرْهَانٌ مَلْمُوسٌ آخَرُ أَنَّ مَلِكَ يَهْوَهَ ٱلْمُتَوَّجَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ يُحَطِّمُ ٱلْيَوْمَ ٱلْحَوَاجِزَ ٱلْبَشَرِيَّةَ. وَهُوَ، عَمَّا قَرِيبٍ، سَوْفَ «يُتِمُّ غَلَبَتَهُ» وَيُزِيلُ كُلَّ ٱلْحُدُودِ ٱلْقَوْمِيَّةِ. — رؤ ٦:٢.
١٩ مَاذَا تُتِيحُ لُغَةُ ٱلْحَقِّ ٱلنَّقِيَّةُ؟
١٩ بِمَا أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ يَنْتَمُونَ إِلَى بُلْدَانٍ مُتَعَدِّدَةٍ، فَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لُغَاتٍ مُخْتَلِفَةً. لكِنَّهُمْ يَسْعَوْنَ جَمِيعًا لِيُؤَيِّدُوا لُغَةَ ٱلْحَقِّ ٱلنَّقِيَّةَ، مَا يَخْلُقُ بَيْنَهُمْ رِبَاطَ وَحْدَةٍ لَا يَنْثَلِمُ. (اِقْرَأْ صفنيا ٣:٩.) وَهُمْ كَعَائِلَةٍ أُمَمِيَّةٍ يَبْقَوْنَ مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْحَالِيِّ رَغْمَ أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ فِيهِ. وَهذِهِ ٱلْعَائِلَةُ ٱلْمُوَحَّدَةُ مَا هِيَ سِوَى لَمْحَةٍ عَنِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي سَيَكُونُ خَالِيًا مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ.
-