-
من هم؟شهود يهوه في القرن العشرين
-
-
من هم؟
رغبة شهود يهوه هي ان تتعرفوا بهم بشكل افضل. فربما قابلتموهم كجيران وزملاء عمل او في ايّ من شؤون الحياة اليومية. وربما رأيتموهم في الشارع، عارضين مجلاتهم للمارَّة. او ربما تحدثتم اليهم باختصار في بيتكم.
وفي الواقع، شهود يهوه مهتمون بكم وبخيركم. وهم يريدون ان يكونوا اصدقاءكم وأن يخبروكم اكثر عن انفسهم، معتقداتهم، هيئتهم، وكيف يشعرون تجاه الناس والعالم الذي فيه نحيا جميعا. ولانجاز هذا القصد، هيَّأوا لكم هذه الكراسة.
باكثر الطرائق يشبه شهود يهوه ايّ شخص آخر. فلديهم مشاكلهم — الاقتصادية، الجسدية، العاطفية. وهم يرتكبون الاخطاء احيانا، لانهم ليسوا كاملين، ملهمين، او معصومين من الخطإ. ولكنهم يحاولون ان يتعلموا من اختباراتهم وهم يدرسون الكتاب المقدس بجد ليصنعوا التصحيحات اللازمة. وقد صنعوا انتذارا للّٰه لفعل مشيئته، وهم يجتهدون لاتمام هذا الانتذار. وفي كل نشاطاتهم يطلبون الارشاد من كلمة اللّٰه وروحه القدوس.
وهو ذو اهمية حيوية لهم ان تكون معتقداتهم مؤسسة على الكتاب المقدس لا على مجرد تخمينات بشرية او دساتير ايمان دينية. وهم يشعرون كما شعر الرسول بولس عندما عبَّر عن نفسه بروح الوحي: «ليكن اللّٰه صادقا وكل انسان كاذبا.» (رومية ٣:٤a) وفي ما يتعلق بالتعاليم المقدَّمة كحق من الكتاب المقدس يوافقون بقوة على المسلك الذي اتَّبعه اهل بيريّة عندما سمعوا كرازة الرسول بولس: «قبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الامور هكذا.» (اعمال ١٧:١١) ويعتقد شهود يهوه ان كل التعاليم الدينية يجب ان تخضع لامتحان الانسجام هذا مع الاسفار المقدسة، سواء كان التعليم مقدّما منهم او من ايّ شخص آخر. وهم يدعونكم — يحثونكم — ان تفعلوا ذلك في مناقشاتكم معهم.
يظهر من ذلك ان شهود يهوه يؤمنون بالكتاب المقدس ككلمة اللّٰه. ويعتبرون اسفاره الـ ٦٦ ملهمة ودقيقة تاريخيا. وما يدعى عموما العهد الجديد يشيرون اليه بالاسفار اليونانية المسيحية، والعهد القديم يدعونه الاسفار العبرانية. وهم يعتمدون على الاسفار اليونانية والعبرانية على حد سواء ويفهمونها حرفيا الا حيثما تدل التعابير او الخلفيات على نحو واضح انها مجازية او رمزية. ويدركون ان الكثير من نبوات الكتاب المقدس قد تم، والاخرى هي في مجرى الاتمام، والاخرى ايضا تنتظر الاتمام.
اسمهم
شهود يهوه؟ نعم، هكذا يشيرون الى انفسهم. انه اسم وصفي يدل انهم يشهدون عن يهوه، ألوهيته، ومقاصده. و «الاله،» «الرب،» و «الخالق» — مثل «الرئيس،» «الملك،» و «القائد» — انما هي ألقاب ويمكن تطبيقها على شخصيات مختلفة عديدة. أما «يهوه» فهو اسم شخصي ويشير الى الاله القادر على كل شيء وخالق الكون. ويظهر ذلك في المزمور ٨٣:١٨: «ويعلموا أنك اسمك يهوه وحدك العلي على كل الارض.»
والاسم يهوَه (او يهوِه، كما يفضل الكتاب المقدس الاورشليمي الكاثوليكي الروماني وبعض العلماء العصريين) يظهر ٠٠٠,٧ مرة تقريبا في الاسفار العبرانية الاصلية. وغالبية الكتب المقدسة لا تبيِّنه على هذا النحو بل تضع مكانه «اللّٰه» او «الرب.» ولكن حتى في هذه الكتب المقدسة (بالانكليزية) يمكن للشخص عادة ان يعرف اين تستعمل الاسفار العبرانية الاصلية يهوه، لانه في هذه الاماكن تُكتب الكلمات المستبدلة بأحرف استهلالية كبيرة وصغيرة على هذا النحو: LORD GOD وهنالك ترجمات عصرية عديدة تستعمل اما الاسم يهوَه او الاسم يهوِه. وهكذا تقول ترجمة العالم الجديد، في اشعياء ٤٢:٨، «انا يهوَه. هذا اسمي.»
ورواية الاسفار المقدسة التي يستمد منها شهود يهوه اسمهم هي في الاصحاح ال ٤٣ من اشعياء. هنا يُعتبر المشهد العالمي مسرحية قاعة محكمة: فتجري دعوة آلهة الامم الى تقديم شهودها واثبات دعاوى برِّها المزعوم او الى سماع الشهود في جانب يهوه والاعتراف بالحق. وهنا يعلن يهوه لشعبه: «انتم شهودي يقول (يهوه) وعبدي الذي اخترته لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا أني انا هو. قبلي لم يصوَّر اله وبعدي لا يكون. انا انا (يهوه) وليس غيري مخلِّص.» — اشعياء ٤٣:١٠، ١١ .
كان ليهوه اللّٰه شهود على الارض في غضون آلاف السنين قبل المسيح. وبعد ذكر بعض رجال الايمان هؤلاء في العبرانيين الاصحاح ١١، يقول سفر العبرانيين ١٢:١: «لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا.» وقال يسوع امام بيلاطس البنطي: «لهذا قد وُلدت انا ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق.» وهو يُدعى «الشاهد الامين الصادق.» (يوحنا ١٨:٣٧؛ رؤيا ٣:١٤) وقال يسوع لتلاميذه: «ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض.» — اعمال ١:٨ .
وهكذا فان الاشخاص الاكثر من ٠٠٠,٠٠٠,٤ شخص اليوم الذين يخبرون ببشارة ملكوت يهوه برئاسة المسيح يسوع في اكثر من ٢١٠ بلدان يشعرون بأنهم يشيرون الى انفسهم بلياقة كشهود ليهوه.
-
-
تطورهم ونموهم العصريشهود يهوه في القرن العشرين
-
-
تطورهم ونموهم العصري
تطوّر التاريخ العصري لشهود يهوه قبل اكثر من مئة سنة بقليل. ففي اوائل سبعينات الـ ١٨٠٠، بدأ فريق غير بارز لدرس الكتاب المقدس في مدينة ألّغاني، پنسلڤانيا، الولايات المتحدة الاميركية، التي هي الآن جزء من پيتسبورڠ. وكان تشارلز تاز رصل الدافع الرئيسي للفريق. وفي تموز ١٨٧٩ ظهر اول عدد من مجلة برج مراقبة زيون وبشير حضور المسيح. وعند حلول السنة ١٨٨٠ كانت قد امتدت عشرات الجماعات من ذلك الدرس الصغير الواحد للكتاب المقدس الى الولايات المجاورة. وفي السنة ١٨٨١ تشكلت جمعية برج مراقبة زيون للكراريس، وفي السنة ١٨٨٤ تأسست برئاسة رصل. وبعد ذلك تغيَّر اسم الجمعية الى جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس. فكان كثيرون يشهدون من بيت الى بيت مقدمين مطبوعات الكتاب المقدس. وكان خمسون شخصا يفعلون ذلك كامل الوقت في السنة ١٨٨٨ — المعدل الآن حول العالم اكثر من نصف مليون.
وعند حلول السنة ١٩٠٩ كان العمل قد صار امميا، وانتقل المركز الرئيسي للجمعية الى موقعه الحالي في بروكلين، نيويورك. وكانت المواعظ المطبوعة تنشر في عدة صحف في وقت واحد، وعند حلول السنة ١٩١٣ كانت هذه بأربع لغات في ٠٠٠,٣ صحيفة في الولايات المتحدة، كندا، واوروپا. وكانت الكتب، الكراريس، والنشرات، توزَّع بمئات الملايين.
وفي السنة ١٩١٢ ابتدأ العمل برواية الخلق المصوَّرة. فبالصور المنزلقة والصور المتحركة مع الصوت، غطَّت من خلق الارض الى نهاية ملك المسيح لألف سنة. وبوشر العرض في السنة ١٩١٤، وكان يشاهده ٠٠٠,٣٥ كل يوم. لقد كان ذلك رائدا في الصور المتحركة مع الصوت.
السنة ١٩١٤
كان وقت عصيب يقترب. ففي السنة ١٨٧٦ قدَّم تلميذ الكتاب المقدس تشارلز تاز رصل للنشر مقالة «ازمنة الامم: متى تنتهي؟» الى فاحص الكتاب المقدس، الصادرة في بروكلين، نيويورك، التي قالت في الصفحة ٢٧ من عددها تشرين الاول، «الازمنة السبعة ستنتهي في السنة ١٩١٤ بم.» وأزمنة الامم هي الفترة التي اشار اليها يسوع بـ «الازمنة المعيَّنة للامم.» (لوقا ٢١:٢٤، عج) وليس كل ما كان متوقَّعا حدوثه في السنة ١٩١٤ قد حدث، ولكنها وسمت نهاية ازمنة الامم وكانت سنة ذات مغزى خصوصي. وكثيرون من المؤرخين والمعلِّقين يوافقون ان السنة ١٩١٤ كانت نقطة تحوُّل في التاريخ البشري. والاقتباسات التالية تظهر ذلك:
«آخر سنة ‹طبيعية› تماما في التاريخ كانت ١٩١٣، السنة التي سبقت ابتداء الحرب العالمية الاولى.» — الافتتاحية في تايمز-هيرالد، واشنطن، دي سي، ١٣ آذار ١٩٤٩ .
«منذ السنة ١٩١٤، كل من يتحسس التغييرات في العالم ينزعج عميقا بما يبدو سيرا محتوما ومقدَّرا نحو كارثة اعظم ايضا. ووصل كثيرون من الناس الجادّين الى الاعتقاد انه لا شيء يمكن فعله لتجنب الاندفاع نحو الخراب.» — برتراند رصل، ذا نيويورك تايمز ماڠازين، ٢٧ ايلول ١٩٥٣ .
«العالم كله انفجر حقا نحو الحرب العالمية الاولى ونحن لا نعرف السبب بعد. وقبل ذلك اعتقد الناس ان السعادة صارت منظورة. فكان هنالك سلام وازدهار. ثم انفجر كل شيء. ونحن في حالة نشاط معلَّق منذ ذلك الحين . . . وقد قُتل في هذا القرن اناس اكثر مما قُتل في كل التاريخ.» — الدكتور ووكر پورسي، الاخبار الطبية الاميركية، ٢١ تشرين الثاني ١٩٧٧ .
وبعد السنة ١٩١٤ باكثر من ٥٠ سنة، كتب رجل الدولة الالماني كونراد اديناور: «الامن والهدوء اختفيا من حياة الناس منذ السنة ١٩١٤ .» — ذا وست پاركر، كليڤلند، اوهايو، ٢٠ كانون الثاني ١٩٦٦ .
مات رئيس الجمعية الاول، ت. ت. رصل، في السنة ١٩١٦ وخلفه في السنة التالية جوزيف ف. رذرفورد. وحدثت تغييرات كثيرة. فجرى ادخال مجلة مرافقة لـ برج المراقبة، دُعيت العصر الذهبي. (وتدعى الآن استيقظ! بمعدل اصدار يبلغ نحو ٠٠٠,٠٠٠,١٣ نسخة بأكثر من ٦٠ لغة.) والشهادة من باب الى باب نالت تشديدا اعظم. ولتمييز انفسهم من طوائف العالم المسيحي اعتنق هؤلاء المسيحيون الاسم شهود يهوه في السنة ١٩٣١ . وهذا الاسم مؤسس على اشعياء ٤٣:١٠-١٢ .
وجرى استخدام الراديو على نحو شامل في عشرينات وثلاثينات الـ ١٩٠٠ . وعند حلول السنة ١٩٣٣ كانت الجمعية تستخدم ٤٠٣ محطات راديو لاذاعة محاضرات الكتاب المقدس. وبعد ذلك حل محل استخدام الراديو على نحو واسع مزيد من زيارات الشهود من بيت الى بيت مع فونوغرافات قابلة للحمل وخطابات مسجَّلة للكتاب المقدس. وبوشرت الدروس البيتية للكتاب المقدس حيثما كان هنالك اهتمام.
انتصارات قضائية
في ثلاثينات وأربعينات الـ ١٩٠٠، كانت هنالك اعتقالات كثيرة للشهود لقيامهم بهذا العمل وجرى خوض الدعاوى القضائية في سبيل حفظ حرية الكلام، الطباعة، الاجتماع، والعبادة. وفي الولايات المتحدة، انتجت الاستئنافات من المحاكم البدائية ربح الشهود ٤٣ قضية امام المحكمة العليا للولايات المتحدة. وبشكل مماثل، جرى احراز أحكام مؤاتية من المحاكم العليا في بلدان اخرى. وفي ما يتعلق بهذه الانتصارات القضائية قال الاستاذ ت. س. برادن، في كتابه هؤلاء ايضا يؤمنون، عن الشهود: «لقد انجزوا خدمة رائعة للديمقراطية بجهادهم لحفظ حقوقهم المدنية، لانهم في كفاحهم فعلوا الكثير لضمان هذه الحقوق لكل فرقة أقلية في اميركا.»
برامج التدريب الخصوصي
مات ج. ف. رذرفورد في السنة ١٩٤٢ وخلفه في الرئاسة ن. ه. نور. وبوشر برنامج منظَّم للتدريب. ففي السنة ١٩٤٣ تأسست مدرسة تدريب خصوصي للمرسلين تدعى مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس. ومن ذلك الحين فصاعدا، أُرسل المتخرجون من هذه المدرسة الى اكثر من ١٤٠ بلدا من بلدان الارض. فنشأت جماعات جديدة في البلدان التي لم تكن هنالك فيها اية جماعة، والفروع التي تأسست امميا يزيد عددها الآن على ٩٠ . ومن وقت الى آخر تتأسس مناهج خصوصية لتدريب شيوخ الجماعات، العمال المتطوعين في الفروع، واولئك المنهمكين كامل الوقت (كفاتحين) في عمل الشهادة.
مات ن. ه. نور في السنة ١٩٧٧ . وأحد التغييرات التنظيمية الاخيرة التي اشترك فيها قبل موته كان توسيع الهيئة الحاكمة، الموجودة في المركز الرئيسي العالمي في بروكلين. ففي السنة ١٩٧٦ جرى تقسيم المسؤوليات الادارية وتعيينها لمختلف اللجان المؤلفة من اعضاء الهيئة الحاكمة. وأعضاؤها الـ ١٢ (في سنة ١٩٨٩) قد خصص كل منهم وقته الكامل لعمل الشهادة لاكثر من ٤٥ سنة.
تسهيلات الطباعة تتسع
تاريخ شهود يهوه في الازمنة العصرية مليء بالحوادث المثيرة. فمن درس صغير واحد للكتاب المقدس في پنسلڤانيا قديما في السنة ١٨٧٠ نما الشهود حتى سنة ١٩٩٠ الى اكثر من ٠٠٠,٦٣ جماعة عالميا. وكل المطبوعات في بادئ الامر كانت تُطبع بواسطة شركات تجارية؛ ثم، في السنة ١٩٢٠، أُنتجت بعض مطبوعات الشهود في ابنية مصانع مستأجرة. ولكن من السنة ١٩٢٧ فصاعدا ابتدأ انتاج مطبوعات اكثر بكثير في بناء المصنع المؤلف من ثماني طبقات في بروكلين، نيويورك، الذي تملكه جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك. وقد اتسع ذلك الآن الى سبعة ابنية للمصنع ومجمَّع كبير للمكاتب. وهنالك ابنية اخرى مجاورة في بروكلين لايواء العمال الـ ٠٠٠,٣ تقريبا اللازمين لادارة تسهيلات النشر. وبالاضافة الى ذلك، تجري ادارة مزرعة ومصنع معا حيث يسكن نحو ألف عامل قرب والكيل في الجزء الشمالي من ولاية نيويورك. ويعالج ذلك طباعة مجلات برج المراقبة و استيقظ! وينتج الطعام لجميع العمال المتطوعين الـ ٠٠٠,٤ . وينال كل عامل متطوع بَدَلا شهريا صغيرا لتغطية النفقات الثانوية.
المحافل الاممية
في السنة ١٨٩٣ عُقد اول محفل كبير في شيكاغو، الينوي، الولايات المتحدة الاميركية. وقد حضره ٣٦٠، واعتمد ٧٠ من الجدد. وآخر محفل اممي واحد كبير عُقد في مدينة نيويورك في السنة ١٩٥٨ . وقد استخدم يانكي ستاديوم وأيضا پولو ڠراوندز الذي كان موجودا آنذاك. وكانت ذروة الحضور ٩٢٢,٢٥٣؛ وبلغ عدد المعتمدين الجدد ١٣٦,٧ . ومنذ ذلك الحين تُعقد المحافل الاممية كسلسلة من المحافل في بلدان عديدة. والآن تشمل سلسلة المحافل الاممية نحو ألف محفل في اكثر من ٨٠ بلدا.
[النبذة في الصفحة ٦]
السينما الباكرة مع الصوت
[النبذة في الصفحة ٧]
نقطة تحوُّل في التاريخ البشري
[النبذة في الصفحة ٨]
خدمة رائعة للحريات المدنية
[الصورة في الصفحة ٦]
برج المراقبة من ٠٠٠,٦ بلغة واحدة الى اكثر من ٠٠٠,٠٠٠,١٥ بأكثر من ١١٠ لغات
[الصور في الصفحة ١٠]
المطابع في والكيل، نيويورك،
. . . وفي بروكلين، نيويورك
-
-
بماذا يؤمنون؟شهود يهوه في القرن العشرين
-
-
بماذا يؤمنون؟
يؤمن شهود يهوه باللّٰه القادر على كل شيء، يهوه، خالق السموات والارض. فوجود العجائب المعقَّدة التصميم في الكون حولنا يُظهر بشكل معقول ان خالقا ذكيا وقويا على نحو فائق قد انتجها كلها. وكما تعكس اعمال الرجال والنساء صفاتهم، كذلك ايضا تلك التي ليهوه اللّٰه. ويخبرنا الكتاب المقدس بأن «صفاته غير المنظورة، ولا سيما قدرته الازلية وألوهته، تُبصر منذ خلق العالم، مدركة بمبروءاته.» وأيضا، دون صوت او كلمات، «السموات تحدِّث بمجد اللّٰه.» — رومية ١:٢٠، ترجمة حريصا؛ مزمور ١٩:١-٤ .
لا يصوغ الناس آنية خزفية او يصنعون اجهزة تلفزيونية وأدمغة الكترونية دون قصد. ان الارض وخلائق حياتها النباتية والحيوانية أبدع بكثير. وتركيب الجسم البشري بتريليونات خلاياه يفوق فهمنا — وحتى الدماغ الذي نفكر به عجيب على نحو لا يُسبر غوره! فاذا كان للناس قصد في انتاج ابتكاراتهم الزهيدة نسبيا فلا شك ان يهوه اللّٰه كان له قصد في خلائقه التي توحي بالرهبة! والامثال ١٦:٤ تقول انه له قصد: «الرب صنع الكل لغرضه.»
لقد صنع يهوه الارض لقصد، كما ذكر للزوجين البشريين الاولين: «أثمروا واكثروا واملأوا الارض . . . تسلَّطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض.» (تكوين ١:٢٨) ولسبب عصيانهما فشل هذان الزوجان في ملء الارض بعائلات بارة تعتني بمحبة بالارض ونباتاتها وحيواناتها. ولكنَّ فشلهما لا يجعل قصد يهوه يفشل. فبعد آلاف السنين كُتب: «اللّٰه. مصوِّر الارض . . . لم يخلقها باطلا.» انه «للسكن صوَّرها.» وهي ليست لتخرب، ولكنَّ «الارض قائمة الى الابد.» (اشعياء ٤٥:١٨؛ جامعة ١:٤) وقصد يهوه للارض سيتحقق: «رأيي يقوم وأفعل كل مسرَّتي.» — اشعياء ٤٦:١٠ .
وهكذا يؤمن شهود يهوه بأن الارض ستبقى الى الابد وأن جميع الاشخاص، الاحياء والاموات، الذين ينسجمون مع قصد يهوه لارض مجمَّلة آهلة بالسكان، يمكنهم ان يحيوا عليها الى الابد. والبشر جميعا ورثوا النقص عن آدم وحواء، وهم بالتالي خطاة. (رومية ٥:١٢) يقول لنا الكتاب المقدس: «اجرة الخطية هي موت.» «الاحياء يعلمون أنهم سيموتون. أما الموتى فلا يعلمون شيئا.» «النفس التي تخطئ هي تموت.» (رومية ٦:٢٣؛ جامعة ٩:٥؛ حزقيال ١٨:٤، ٢٠) اذًا كيف يمكنهم ان يحيوا ثانية ليشتركوا في البركات الارضية؟ فقط بواسطة الذبيحة الفدائية للمسيح يسوع، لانه قال: «انا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا.» «يسمع جميع الذين في القبور التذكارية صوته فيخرجون.» — يوحنا ١١:٢٥؛ ٥:٢٨، ٢٩، عج؛ متى ٢٠:٢٨ .
وكيف سيحدث هذا الامر؟ يجري شرح ذلك في «بشارة الملكوت» التي ابتدأ يسوع بالمناداة بها عندما كان على الارض. (متى ٤:١٧-٢٣) ولكنَّ شهود يهوه اليوم يكرزون بالبشارة بطريقة خصوصية جدا.
[الجدول في الصفحة ١٣]
ما يؤمن به شهود يهوه
المعتقد برهان الاسفار المقدسة
الكتاب المقدس هو كلمة اللّٰه وهو حق ٢ تي ٣:١٦، ١٧؛ ٢ بط ١:٢٠، ٢١؛ يوحنا ١٧:١٧
الكتاب المقدس يمكن الاعتماد عليه اكثر من التقليد متى ١٥:٣؛ كو ٢:٨
اسم اللّٰه هو يهوه مز ٨٣:١٨؛ اش ٢٦:٤؛ ٤٢:٨، عج؛ خروج ٦:٣
المسيح هو ابن اللّٰه وأدنى منه متى ٣:١٧؛ يوحنا ٨:٤٢؛ ١٤:٢٨؛ ٢٠:١٧؛ ١ كو ١١:٣؛ ١٥:٢٨
المسيح كان اول خلائق اللّٰه كو ١:١٥؛ رؤيا ٣:١٤
المسيح مات معلقا على خشبة، لا على صليب غل ٣:١٣؛ اع ٥:٣٠
حياة المسيح البشرية دُفعت فدية عن البشر الطائعين متى ٢٠:٢٨؛ ١ تي ٢:٥، ٦؛ تيطس ٢:١٤؛ ١ بط ٢:٢٤
ذبيحة المسيح الواحدة كانت كافية رو ٦:١٠؛ عب ٩:٢٥-٢٨
المسيح اقيم من الاموات شخصا روحانيا خالدا ١ بط ٣:١٨؛ رو ٦:٩؛ رؤيا ١:١٧، ١٨
حضور المسيح هو في الروح يوحنا ١٤:١٩؛ متى ٢٤:٣؛ ٢ كو ٥:١٦؛ مز ١١٠:١، ٢
الملكوت برئاسة المسيح سيسود الارض اش ٩:٦، ٧؛ ١١:١-٥؛ دا ٧:١٣، ١٤؛ متى ٦:١٠
في البر والسلام
الملكوت يجلب احوال حياة مثالية للارض مز ٧٢:١-٤؛ رؤيا ٧:٩، ١٠، ١٣-١٧؛ ٢١:٣، ٤
الارض لن تصير ابدا خربة او خالية من السكان جامعة ١:٤؛ اش ٤٥:١٨؛ مز ٧٨:٦٩
اللّٰه سيدمر نظام الاشياء الحاضر رؤيا ١٦:١٤، ١٦؛ صف ٣:٨؛ دا ٢:٤٤؛ اش ٣٤:٢
في معركة هرمجدون
الاشرار سيهلكون الى الابد متى ٢٥:٤١-٤٦؛ ٢ تس ١:٦-٩
الناس الذين يرضى اللّٰه عنهم سينالون الحياة الابدية يوحنا ٣:١٦؛ ١٠:٢٧، ٢٨؛ ١٧:٣؛ مرقس ١٠:٢٩، ٣٠
هنالك طريق واحد فقط الى الحياة متى ٧:١٣، ١٤؛ اف ٤:٤، ٥
نحن الآن في «وقت النهاية» متى ٢٤:٣-١٤؛ ٢ تي ٣:١-٥؛ لوقا ١٧:٢٦-٣٠
موت البشر هو نتيجة خطية آدم رو ٥:١٢؛ ٦:٢٣
النفس البشرية تتوقف عن الوجود عند الموت حز ١٨:٤؛ جا ٩:١٠؛ مز ٦:٥؛ ١٤٦:٤؛ يوحنا ١١:١١-١٤
الهاوية هي المدفن العام للجنس البشري اي ١٤:١٣؛ رؤيا ٢٠:١٣، ١٤
رجاء الاموات هو القيامة ١ كو ١٥:٢٠-٢٢؛ يوحنا ٥:٢٨، ٢٩؛ ١١:٢٥، ٢٦
الموت الموروث عن آدم سيتوقف ١ كو ١٥:٢٦؛ رؤيا ٢١:٤؛ اش ٢٥:٨؛ ١ كو ١٥:٥٤
مجرد قطيع صغير من ٠٠٠,١٤٤ يذهبون الى لوقا ١٢:٣٢؛ رؤيا ١٤:١، ٣؛ ١ كو ١٥:٤٠-٥٣؛ رؤيا ٥:٩، ١٠
السماء ويحكمون مع المسيح
الـ ٠٠٠,١٤٤ مولودون ثانية كأبناء روحيين للّٰه ١ بط ١:٢٣؛ يوحنا ٣:٣؛ رؤيا ٧:٣، ٤
عهد جديد صُنع مع اسرائيل الروحي ار ٣١:٣١؛ عب ٨:١٠-١٣
جماعة المسيح مبنية عليه اف ٢:٢٠؛ اش ٢٨:١٦؛ متى ٢١:٤٢
الصلوات يجب توجيهها فقط الى يهوه يوحنا ١٤:٦، ١٣، ١٤؛ ١ تي ٢:٥
بواسطة المسيح
التماثيل لا يجب استعمالها في العبادة خروج ٢٠:٤، ٥؛ لا ٢٦:١؛ ١ كو ١٠:١٤؛ مز ١١٥:٤-٨
الارواحية يجب تجنبها تث ١٨:١٠-١٢؛ غل ٥:١٩-٢١؛ لا ١٩:٣١
الشيطان هو الرئيس غير المنظور للعالم ١ يو ٥:١٩؛ ٢ كو ٤:٤؛ يوحنا ١٢:٣١
المسيحي لا يجب ان يشترك في ٢ كو ٦:١٤-١٧؛ ١١:١٣-١٥؛ غل ٥:٩؛ تث ٧:١-٥
حركات الايمان الخليط
المسيحي يجب ان يبقى منفصلا عن العالم يع ٤:٤؛ ١ يو ٢:١٥؛ يوحنا ١٥:١٩؛ ١٧:١٦
كل الشرائع البشرية التي لا تتعارض مع متى ٢٢:٢٠، ٢١؛ ١ بط ٢:١٢؛ ٤:١٥
شرائع اللّٰه يجب ان تطاع
إدخال الدم الى الجسم بواسطة الفم او العروق تك ٩:٣، ٤؛ لا ١٧:١٤؛ اع ١٥:٢٨، ٢٩
يخالف شرائع اللّٰه
شرائع الكتاب المقدس عن الآداب يجب ان تطاع ١ كو ٦:٩، ١٠؛ عب ١٣:٤؛ ١ تي ٣:٢؛ ام ٥:١-٢٣
حفظ السبت أُعطي لليهود فقط وانتهى تث ٥:١٥؛ خروج ٣١:١٣؛ رو ١٠:٤؛ غل ٤:٩، ١٠؛ كو ٢:١٦، ١٧
مع الناموس الموسوي
صف رجال دين وألقاب خصوصية غير لائقين متى ٢٣:٨-١٢؛ ٢٠:٢٥-٢٧؛ اي ٣٢:٢١، ٢٢
الانسان لم يتطور ولكنه خُلق اش ٤٥:١٢؛ تك ١:٢٧
المسيح رسم مثالا يجب اتّباعه في خدمة اللّٰه ١ بط ٢:٢١؛ عب ١٠:٧؛ يوحنا ٤:٣٤؛ ٦:٣٨
المعمودية بالتغطيس الكامل ترمز الى الانتذار مرقس ١:٩، ١٠؛ يوحنا ٣:٢٣؛ اع ١٩:٤، ٥
المسيحيون يجب ان يشهدوا جهارا لحق الاسفار المقدسة رو ١٠:١٠؛ عب ١٣:١٥؛ اش ٤٣:١٠-١٢
[الصورة في الصفحة ١٢]
الارض . . . خلقها يهوه . . . يعتني بها الانسان . . . تُسكن الى الابد
[مصدر الصورة]
NASA photo
-
-
البشارة التي يريدون ان تسمعوهاشهود يهوه في القرن العشرين
-
-
البشارة التي يريدون ان تسمعوها
عندما كان يسوع على الارض، اتى اليه تلاميذه وسألوا: «ما هي علامة (حضورك) وانقضاء الدهر.» فأجاب انه ستكون هنالك حروب تشمل امما كثيرة، مجاعات، اوبئة، زلازل، كثرة اثم، معلمون دينيون كذبة يُضلّون كثيرين، بغض واضطهاد لأتباعه الحقيقيين، ومحبة باردة للبر في اشخاص كثيرين. وعندما تبتدئ هذه الامور بالحدوث يدل ذلك على حضور المسيح غير المنظور وأن الملكوت السماوي قريب. ويكون ذلك خبرا سارا — بشارة! ولذلك اضاف يسوع هذه الكلمات كجزء من العلامة: «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم يأتي المنتهى.» — متى ٢٤:٣-١٤ .
ان حوادث العالم الاخيرة بحد ذاتها رديئة، ولكنَّ ما تدل عليه، اي حضور المسيح، جيد. ولذلك قال يسوع: «متى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لان نجاتكم تقترب.» (لوقا ٢١:٢٨) وهذه ابتدأت تكون في تلك السنة المعلنة على نحو واسع ١٩١٤! لقد وسمت نهاية ازمنة الامم وبداية الفترة الانتقالية من الحكم البشري الى ملك المسيح الالفي.
أما انه كانت ستوجد فترة انتقالية فيدل عليه المزمور الـ ١١٠، العددان ١ و ٢، والرؤيا ١٢:٧-١٢ . فهنا يتبيَّن ان المسيح كان سيجلس عن يمين اللّٰه في السماء حتى وقت مجيئه الثاني. ثم ان حربا في السماء كانت ستنتج طرح الشيطان الى الارض، مما يجلب ويلا على الارض، وكان المسيح سيحكم في وسط اعدائه لفترة لا تتجاوز جيلا واحدا. والنهاية التامة للشر كانت ستأتي بواسطة «ضيق عظيم» يصل الى الذروة في حرب هرمجدون ويتبعه ملك المسيح للسلام لألف سنة. — متى ٢٤:٢١، ٣٣، ٣٤؛ رؤيا ١٦:١٤-١٦ .
«ولكن اعلم هذا،» يقول الكتاب المقدس، «أنه في الايام الاخيرة ستأتي ازمنة صعبة. لان الناس يكونون محبين لانفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين بلا حنوّ بلا رضى ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح خائنين مقتحمين متصلفين محبين للَّذات دون محبة للّٰه لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها. فأعرض عن هؤلاء.» (٢ تيموثاوس ٣:١-٥) والآن قد يحتج البعض بأن هذه الامور قد حدثت قبلا في التاريخ البشري.
ولكن، كما يقول المؤرخون والمعلقون، لم يكن هنالك قط وقت على الارض كالذي جرى اختباره من السنة ١٩١٤ فصاعدا. فالويلات كانت اوسع بكثير من ايّ وقت مضى. وفضلا عن ذلك، في ما يتعلق بالاوجه الاخرى لعلامة المسيح للايام الاخيرة، يجب اخذ هذه الوقائع بعين الاعتبار: كانت المناداة حول الارض بحضور المسيح وملكوته بقدر لم يسبق له مثيل في التاريخ. والاضطهاد لسبب الكرازة لم يعادل قط ذاك الذي اصاب شهود يهوه. فقد أُعدم مئات عديدة منهم في معسكرات هتلر للاعتقال. والى هذا اليوم شهود يهوه هم تحت الحظر في بلدان عديدة، وفي الاخرى يجري القبض عليهم، سجنهم، تعذيبهم، وقتلهم. وهذا كله جزء من العلامة التي اعطاها يسوع.
كما انبئ في الرؤيا ١١:١٨، «غضبت الامم» على شهود يهوه الامناء، ويدل ذلك ان «غضب» يهوه سيعبِّر عنه على هذه الامم. وهذه الآية عينها تقول ان اللّٰه سوف «يُهلك الذين كانوا يهلكون الارض.» ولم يكن هنالك من قبل قط وقت في التاريخ البشري جرى فيه تهديد قدرة الارض على دعم الحياة. ولكنَّ الامر يختلف الآن! فقد حذَّر علماء كثيرون من ان الانسان اذا استمر في تلويث الارض فستصير غير صالحة للسكن. ولكنَّ يهوه «للسكن صوَّرها،» وهو سيتخلص من الملوِّثين قبل ان يكملوا اهلاكهم الارض. — اشعياء ٤٥:١٨ .
البركات الارضية في ظل الملكوت
وفكرة عيش الاشخاص على الارض كرعايا لملكوت اللّٰه قد تبدو غريبة لكثيرين من المؤمنين بالكتاب المقدس الذين يعتقدون ان جميع الذين يخلصون يكونون في السماء. ويظهر الكتاب المقدس ان عددا محدودا فقط يذهبون الى السماء وأن الذين يحيون الى الابد على الارض سيكونون جمعا كثيرا بعدد غير محدود. (رؤيا ١٤:١-٥؛ ٧:٩؛ مزمور ٣٧:١١، ٢٩) أما ان ملكوت اللّٰه برئاسة المسيح سيملأ الارض ويسود عليها فتظهره نبوة في سفر دانيال للكتاب المقدس.
هنا يجري تمثيل ملكوت المسيح بحجر قُطع من سلطان يهوه المشبَّه بجبل. فيضرب ويدمر تمثالا يمثل امم الارض القوية، و «الحجر الذي ضرب التمثال . . . صار جبلا كبيرا وملأ الارض كلها.» وتمضي النبوة قائلة: «في ايام هؤلاء الملوك يقيم اله السموات مملكة لن تنقرض ابدا وملكها لا يُترك لشعب آخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت الى الابد.» — دانيال ٢:٣٤، ٣٥، ٤٤ .
ان هذا الملكوت والرجاء الذي تدعمه الاسفار المقدسة للحياة الابدية على ارض مطهَّرة ومجمَّلة هو ما يريد شهود يهوه ان يخبروكم عنه. فملايين من الاحياء الآن وملايين عديدة من الموجودين الآن في مدافنهم سيحصلون على فرصة السكن فيها الى الابد. وحينئذ، في ظل ملك المسيح يسوع لألف سنة، سيتحقق قصد يهوه الاصلي من خلق الارض ووضع الزوجين البشريين الاولين عليها. وهذا الفردوس الارضي لن يصير ابدا مملاًّ. فكما عُيِّن لآدم عمل في جنة عدن، كذلك ستكون للجنس البشري مشاريع تحدٍّ في الاعتناء بالارض والحياة النباتية والحيوانية عليها. وسوف «يتمتعون بأعمال ايديهم.» — اشعياء ٦٥:٢٢، الترجمة اليسوعية؛ تكوين ٢:١٥ .
يمكن تقديم آيات كثيرة تُظهر الاحوال التي ستوجد عند استجابة الصلاة التي علّمنا اياها يسوع: «ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.» (متى ٦:١٠) ولكن لنكتفِ الآن بهذه: «سمعت صوتا عظيما من السماء قائلا هوذا مسكن اللّٰه مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا واللّٰه نفسه يكون معهم الها لهم. وسيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لان الامور الاولى قد مضت. وقال الجالس على العرش ها انا أصنع كل شيء جديدا. وقال لي اكتب فان هذه الاقوال صادقة وأمينة.» — رؤيا ٢١:٣-٥ .
[النبذة في الصفحة ١٥]
«ازمنة صعبة،» ولكنَّ «نجاتكم تقترب»
-
-
الطرائق التي يستعملونها لاخباركم بهاشهود يهوه في القرن العشرين
-
-
الطرائق التي يستعملونها لاخباركم بها
المسيحيون مأمورون، «تلمذوا جميع الامم،» ولكنَّ ذلك لا يعني انه يجب ان يستعملوا الضغط او يهدوا الآخرين بالقوة. فكان تفويض يسوع ان يبشروا «المساكين،» ان يعصبوا «منكسري القلب،» ان يعزّوا «كل النائحين.» (متى ٢٨:١٩؛ اشعياء ٦١:١، ٢؛ لوقا ٤:١٨، ١٩) ويسعى شهود يهوه الى فعل ذلك باعلان البشارة من الكتاب المقدس. وكالنبي حزقيال قديما، يحاول شهود يهوه اليوم ان يجدوا اولئك الذين «يئنون ويتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة.» — حزقيال ٩:٤ .
ان الطريقة المعروفة اكثر التي يستعملونها للعثور على اولئك الذين تزعجهم الاحوال الحاضرة هي الذهاب من بيت الى بيت. وهكذا يبذلون جهدا ايجابيا في سبيل الوصول الى الناس، تماما كما فعل يسوع عندما «كان يسير في مدينةٍ وقريةٍ يكرز ويبشر بملكوت اللّٰه.» وكذلك فعل تلاميذه الاولون. (لوقا ٨:١؛ ٩:١-٦؛ ١٠:١-٩) واليوم، حيثما امكن، يحاول شهود يهوه ان يذهبوا الى كل بيت مرارا عديدة كل سنة، طالبين التحدث الى صاحب البيت لدقائق قليلة عن موضوع محلي او عالمي مثير للاهتمام او ذي شأن. ويمكن تقديم آية او اثنتين للتأمل، واذا اظهر صاحب البيت الاهتمام، يمكن للشاهد ان يرتب ان يرجع ثانية في وقت مناسب لمزيد من المناقشة. وتُجعل الكتب المقدسة والمطبوعات التي تشرح الكتاب المقدس متوافرة، واذا رغب صاحب البيت يُدار درس بيتي في الكتاب المقدس مجانا. وفي خلال السنة ١٩٩٠ أُدير على هذا النحو كمعدل اكثر من ٠٠٠,٥٠٠,٣ درس في الكتاب المقدس بانتظام حول العالم.
والطريقة الاخرى التي بها يجري اخبار الآخرين «ببشارة الملكوت» هي الاجتماعات التي تُعقد في قاعات الملكوت المحلية. هنا يدير الشهود الاجتماعات اسبوعيا. وأحد الاجتماعات محاضرة عامة في موضوع يحظى بالاهتمام الحالي، يتبعها درس لموضوع او نبوة من الكتاب المقدس، اذ تُستعمل مجلة برج المراقبة كمصدر للمواد. والاجتماع الآخر مدرسة لتدريب الشهود ليكونوا منادين افضل بالبشارة، يتبعها جزء مخصص لمناقشة عمل الشهادة في المقاطعة المحلية. وأيضا مرة كل اسبوع يجتمع الشهود في البيوت الخاصة، في فرق صغيرة، من اجل دروس الكتاب المقدس.
كل هذه الاجتماعات مفتوحة للناس عموما. ولا تؤخذ لمَّات مطلقا. ومثل هذه الاجتماعات مفيدة للجميع. يقول الكتاب المقدس: «ولنلاحظ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والاعمال الحسنة غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضا وبالاكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب.» ان الدرس والبحث الشخصي شيء ضروري، ولكنَّ الاجتماع مع الآخرين منشِّط: «الحديد بالحديد يحدّد والانسان يحدد وجه صاحبه.» — عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥؛ امثال ٢٧:١٧ .
يستفيد الشهود ايضا من الفرص الملائمة للتحدث عن البشارة عندما يتصلون بالناس الآخرين في حياتهم اليومية. وقد يكون ذلك كلمات قليلة متبادلة مع جار او مع رفيق مسافر في سيارة او طائرة، حديثا اطول مع صديق او قريب، او مناقشة مع زميل عمل في ساعة تناول الطعام. والكثير من الشهادة التي قام بها يسوع وهو على الارض كان من هذا النوع — فيما كان يمشي على شاطئ البحر، يجلس في منحدر تلة، يتناول الطعام في بيت شخص، يحضر عرسا، او يسافر في سفينة صيد سمك في بحر الجليل. وقد علَّم في المجامع وفي الهيكل في اورشليم. وحيثما كان، وجد فرصا للتحدث عن ملكوت اللّٰه. ويحاول شهود يهوه ان يتبعوا خطواته من هذا القبيل ايضا. — ١ بطرس ٢:٢١ .
الكرازة بالمثال
لا تكون اية من هذه الطرائق لاخباركم بالبشارة ذات معنى لكم اذا كان الشخص الذي يخبركم لا يطبِّق التعاليم على نفسه. فقول شيء وفعل شيء آخر انما هو رياء، والرياء الديني قد حوَّل الملايين عن الكتاب المقدس. والكتاب المقدس غير ملوم بالصواب. فالكتبة والفريسيون كانت لديهم الاسفار العبرانية، ولكنَّ يسوع شهَّرهم كمرائين. وتكلَّم عن قراءتهم من ناموس موسى، ثم اضاف قائلا لتلاميذه: «كل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه. ولكن حسب اعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون ولا يفعلون.» (متى ٢٣:٣) وكون المسيحي مثالا للعيش الصائب يقول اكثر من ساعات من الوعظ. وجرى ايضاح ذلك للزوجات المسيحيات اللواتي لديهنَّ ازواج غير مؤمنين: «يُربحون بسيرة النساء بدون كلمة ملاحظين سيرتكنَّ الطاهرة.» — ١ بطرس ٣:١، ٢ .
ولذلك يحاول شهود يهوه ان يوصوا الآخرين بالبشارة بهذه الطريقة ايضا: بكونهم مثاليين في السلوك المسيحي الذي يوصون به الآخرين. فيحاولون ان يفعلوا بالآخرين كما يريدون ان يفعل الآخرون بهم. (متى ٧:١٢) ويحاولون ان يكونوا هكذا مع جميع الناس، لا مع مجرد الرفقاء الشهود، الاصدقاء، الجيران، او الاقرباء. ولكونهم ناقصين لا ينجحون دائما ١٠٠ في المئة. ولكنَّ رغبة قلوبهم هي ان يعملوا الخير لجميع الاشخاص ليس فقط باخبارهم ببشارة الملكوت بل ايضا بتقديم يد العون كلما كان ذلك ممكنا. — يعقوب ٢:١٤-١٧ .
[النبذة في الصفحة ٢١]
يُربحون بدون كلمة
[الصورتان في الصفحة ٢٠]
قاعات الملكوت، العملية التصميم، اماكن لمناقشة الكتاب المقدس
[الصور في الصفحة ٢٢]
في حياتهم العائلية الخاصة، وكذلك في اتصالاتهم بالآخرين، يحاول الشهود باخلاص ان يفعلوا الامور التي يوصون بها الآخرين
-
-
قيمة البشارة العملية لمجتمعكمشهود يهوه في القرن العشرين
-
-
قيمة البشارة العملية لمجتمعكم
في العالم العصري كثيرا ما نسمع التعبير عن الرأي: «مبادئ المسيحية ليست عملية. انها لا تنجح في مجتمع اليوم المعقَّد.» ولكن، في محادثة منقولة بين الزعيم الهندي المهاتما ك. غاندي ونائب الملك البريطاني السابق في الهند، اللورد ايروين، جرى التعبير عن رأي مختلف جدا. فقد سأل اللورد ايروين غاندي عما يعتقد انه يحل المشاكل بين بريطانيا العظمى والهند. فالتقط غاندي كتابا مقدسا وفتحه الى الاصحاح الخامس من متى وقال: «عندما يتفق بلدكم وبلدي على التعاليم التي وضعها المسيح في هذه الموعظة على الجبل نكون قد حللنا ليس فقط مشاكل بلدينا بل تلك التي للعالم كله.»
وهذه الموعظة تتحدث عن طلب الروحيات وكون المرء وديعا، مسالما، رحيما، محبا للبر. وتدين لا القتل فقط بل الغضب على الآخرين، ولا مجرد الزنا بل الافكار الشهوانية ايضا. وتتحدث ضد اجراءات الطلاق غير المسؤولة التي تحطم البيوت وتضحي بالاولاد. وتأمرنا: ‹أحبّوا حتى الذين لا يحبونكم، أعطوا المحتاجين، لا تدينوا الآخرين بلا رحمة، عاملوا الآخرين كما تريدون ان تُعامَلوا.› كل هذا النصح، اذا طبِّق، يعطي فوائد كبيرة. وكلما كان عدد الاشخاص الذين يمارسونه في مجتمعكم اكبر صار مجتمعكم افضل!
وشهود يهوه عامل مؤثر من هذا القبيل. فالكتاب المقدس يعلِّمهم ان يحترموا الزواج. وأولادهم يتدربون في المبادئ الصائبة. وأهمية العائلة يجري التشديد عليها. والعائلات المتحدة انما هي بركة لمجتمعكم وحتى لامتكم. والتاريخ مليء بأمثلة انهيار دول عالمية عندما تضعف الربط العائلية ويزداد الفساد الادبي. وكلما كثر الافراد والعائلات الذين يؤثر فيهم شهود يهوه ليحيوا بموجب المبادئ المسيحية قلَّ الجناح، الفساد الادبي، والجريمة في مجتمعكم.
من المشاكل الكبرى التي تصيب المجتمعات والامم التحامل العرقي. وعلى سبيل التباين قال الرسول بطرس: «انا اجد ان اللّٰه لا يقبل الوجوه. بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده.» وكتب بولس: «ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وأنثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع.» (اعمال ١٠:٣٤، ٣٥؛ غلاطية ٣:٢٨) وشهود يهوه يقبلون ذلك. فجميع العروق والالوان يحيون ويعملون معا في مركزهم الرئيسي العالمي، في الفروع، وفي الجماعات.
في افريقيا لا يمكن لبعض القبائل ان تختلط معا دون اصطدامات. أما في محافل شهود يهوه هناك فان الناس من قبائل مختلفة عديدة يأكلون، ينامون، ويعبدون معا في انسجام كامل وألفة حارة. والرسميون الحكوميون يندهشون عندما يرون ذلك. والمثال للاثر الموحد للمسيحية الحقيقية علَّقت عليه اخبار امستردام النيويوركية بتاريخ ٢ آب ١٩٥٨ . وقد اوحت بالتعليق ملاحظة المحفل الاممي المذكور سابقا حيث اجتمع اكثر من ربع مليون شاهد في مدينة نيويورك.
«في كل مكان كان الزنوج، البيض والشرقيون، من كل المستويات في الحياة وكل انحاء العالم، يمتزجون بفرح وحرية. . . . والشهود العابدون من ١٢٠ بلدا عاشوا وعبدوا معا بسلام، مظهرين للاميركيين كيف يمكن فعل ذلك بسهولة. . . . والمحفل مثال ساطع يظهر كيف يمكن للناس ان يعملوا ويحيوا معا.»
قد يقول كثيرون ان مبادئ المسيحية ليست عملية لهذا العالم العصري. ولكن ايّ شيء آخر نجح او ينجح؟ فالمبادئ المسيحية يمكن ان تكون ذات قيمة حقيقية اذا طُبِّقت على مجتمعكم الآن، وستكون الاساس لتوحيد كل «الامم والقبائل والشعوب» حول الارض تحت حكم ملكوت اللّٰه على الجنس البشري. — رؤيا ٧:٩، ١٠ .
[النبذة في الصفحة ٢٤]
جميع العروق والألوان يعملون معا
[النبذة في الصفحة ٢٤]
المسيحية عملية. فأيّ شيء آخر نجح؟
-
-
هيئتهم العالمية وعملهمشهود يهوه في القرن العشرين
-
-
هيئتهم العالمية وعملهم
هنالك حلقات عديدة تُستخدم في توجيه عمل الشهادة في اكثر من ٢١٠ بلدان حيث يجري القيام بذلك. ويأتي التوجيه عموما من الهيئة الحاكمة في المركز الرئيسي العالمي في بروكلين، نيويورك. وترسل الهيئة الحاكمة كل سنة ممثلين الى ١٥ «اقليما» او اكثر في كل العالم للتشاور مع ممثلي الفروع في كل اقليم. وفي مكاتب الفروع، هنالك لجان فروع مؤلفة من ثلاثة الى سبعة اعضاء للاشراف على العمل في البلدان التي تحت ادارتهم. ولدى فروع كثيرة تسهيلات للطباعة، وبعضها تشغِّل مطابع رحوية ذات سرعة عالية. والبلد او المنطقة التي يخدمها كل فرع تنقسم الى كور، والكور بدورها تنقسم الى دوائر. وكل دائرة لديها نحو ٢٠ جماعة. ويزور ناظر كورة الدوائر في كورته بالتعاقب. ويُعقد محفلان سنويا لكل دائرة. وهنالك ايضا ناظر دائرة، ويزور كل جماعة في دائرته عادة مرتين في السنة، مساعدا الشهود في تنظيم وانجاز عمل الكرازة في المقاطعة المعيَّنة لتلك الجماعة.
والجماعة المحلية بقاعة ملكوتها هي مركز الإخبار بالبشارة في مجتمعكم. والمنطقة التي هي تحت اشراف كل جماعة تُنظَّم في مقاطعات صغيرة. وهذه تُعيَّن للشهود الافراد الذين يحاولون ان يزوروا ويتكلموا مع الناس في كل بيت فيها. وكل جماعة، اذ تتألف من عدد قليل الى نحو ٢٠٠ شاهد، لديها شيوخ معيَّنون للاعتناء بالمهمات المتنوعة. والفرد المنادي بالبشارة هو شخص حيوي في هيئة شهود يهوه. وكل واحد من الشهود، سواء كان يخدم في المركز الرئيسي العالمي، في الفروع، او في الجماعات، يقوم بعمل الحقل هذا لإخبار الآخرين شخصيا عن ملكوت اللّٰه.
وتقارير هذا النشاط تصل اخيرا الى المركز الرئيسي العالمي، ويجري جمع معلومات الكتاب السنوي ونشرها. ويصدر ايضا كل سنة جدول في عدد ١ كانون الثاني من برج المراقبة. وتقدِّم هاتان المطبوعتان تقارير مفصَّلة عن انجازات كل سنة في حمل الشهادة عن يهوه وملكوته تحت رئاسة يسوع المسيح. ويخبر الكتاب السنوي لعام ١٩٩١ انه في سنة ١٩٩٠ حضر ٠٥٨,٩٥٠,٩ شاهدا وشخصا مهتما الذكرى السنوية لموت يسوع. وخلال سنة الخدمة ١٩٩٠، صرف شهود يهوه اكثر من ٠٠٠,٠٠٠,٨٩٥ ساعة في المناداة بالبشارة واعتمد ٥١٨,٣٠١ شخصا جديدا. وبلغ مجموع توزيع المطبوعات مئات الملايين من النسخ.
-
-
الاسئلة التي كثيرا ما يطرحها الاشخاص المهتمونشهود يهوه في القرن العشرين
-
-
الاسئلة التي كثيرا ما يطرحها الاشخاص المهتمون
تنشأ بعض الاسئلة اكثر من غيرها. ويجري هنا البحث في قليل منها.
اذا كان اللّٰه محبة، فلماذا يسمح بالشر؟
يسمح اللّٰه بالشر، والملايين على الارض يمارسونه عمدا. مثلا، يعلنون الحروب، يلقون القنابل على الاولاد، يحرقون الارض، ويسببون المجاعات. والملايين يدخِّنون فيصابون بسرطان الرئة، يمارسون الزنا فيصابون بمرض تناسلي، يستعملون الكحول بافراط فيصابون بتليّف الكبد، وهلم جرا. ومثل هؤلاء الاشخاص لا يريدون حقا منع كل شر. فهم يريدون فقط رفع العقوبات عليه. وعندما يحصدون ما قد زرعوا يصرخون، «لماذا انا؟» ويلومون اللّٰه، كما تقول الامثال ١٩:٣: «حماقة الرجل تعوِّج طريقه وعلى الرب يحنق قلبه.» واذا منع اللّٰه فعلهم الشر، يعترضون على خسارتهم حرية فعله!
وسبب يهوه الرئيسي للسماح بالشر هو الاجابة عن تحدي الشيطان. فقد قال الشيطان ابليس ان اللّٰه لا يستطيع ان يضع اناسا على الارض يكونون امناء له تحت الامتحان. (ايوب ١:٦-١٢؛ ٢:١-١٠) ويسمح يهوه للشيطان بالبقاء ليحصل على فرصة البرهان على تحديه. (قارنوا خروج ٩:١٦ .) ويستمر الشيطان في جلب الويلات الآن، في قلب الناس على اللّٰه، اذ يحاول البرهان على تحديه. (رؤيا ١٢:١٢) ولكنَّ ايوب حافظ على الاستقامة. وكذلك فعل يسوع. والمسيحيون الحقيقيون يفعلون ذلك الآن. — ايوب ٢٧:٥؛ ٣١:٦؛ متى ٤:١-١١؛ ١ بطرس ١:٦، ٧ .
ارغب في الايمان بفردوس ارضي حيث يحيا الناس الى الابد، ولكن أليس ذلك ابدع من ان يكون حقيقيا؟
ليس بحسب الكتاب المقدس. يبدو ذلك ابدع من ان يكون حقيقيا فقط لان الجنس البشري عرف الشر لقرون كثيرة جدا. فيهوه خلق الارض وأمر الجنس البشري بأن يملأها برجال ونساء ابرار يعتنون بحياتها النباتية والحيوانية ويحافظون على جمالها بدلا من اهلاكها. (انظروا الصفحتين ١٢ و ١٧ .) وعوضا عن ان يكون الفردوس الموعود به ابدع من ان يكون حقيقيا، فان الحالة المحزنة الحاضرة اسوأ من ان تستمر. وسيحل الفردوس محلها.
والايمان بهذه الوعود ليس مسألة سذاجة. «الايمان بالخبر.» وبدرس كلمة اللّٰه، تصير حكمتها ظاهرة وينمو الايمان. — رومية ١٠:١٧؛ عبرانيين ١١:١ .
كيف يمكنني ان اجيب الناس الذين يسخرون ويقولون ان الكتاب المقدس اسطورة وغير علمي؟
يثبت علم آثار الكتاب المقدس الكثير عن دقة الكتاب المقدس التاريخية. والعلم الصحيح ينسجم مع الكتاب المقدس. والوقائع التالية كانت في الكتاب المقدس قبل ان يكتشفها العلماء الدنيويون بزمن طويل: ترتيب المراحل التي بها مرت الارض في تطورها، ان الارض كروية، انها معلَّقة في الفضاء على لا شيء، وان الطيور تهاجر. — تكوين، الاصحاح ١؛ اشعياء ٤٠:٢٢؛ ايوب ٢٦:٧؛ ارميا ٨:٧ .
أما ان الكتاب المقدس موحى به فظاهر من النبوات التي تمَّت. فقد انبأ دانيال مسبقا بقيام وسقوط دول عالمية، وأيضا بالوقت الذي فيه يأتي المسيّا ويموت. (دانيال، الاصحاحان ٢، ٨؛ ٩:٢٤-٢٧) واليوم تتم نبوات اخرى ايضا، مما يثبت هوية هذه بأنها «الايام الاخيرة.» (٢ تيموثاوس ٣:١-٥؛ متى، الاصحاح ٢٤) ومثل هذه المعرفة المسبقة ليست في مقدور الانسان. (اشعياء ٤١:٢٣) من اجل إثبات اكثر، انظروا كتابَي برج المراقبة هل الكتاب المقدس حقا كلمة اللّٰه؟ (بالعربية) والحياة — كيف وصلت الى هنا؟ بالتطور ام بالخلق؟ (بالانكليزية)
كيف يمكنني ان اصير قادرا على الاجابة عن الاسئلة المتعلقة بالكتاب المقدس؟
يجب ان تدرسوا الكتاب المقدس وتتأملوا فيه، طالبين في الوقت نفسه روح اللّٰه لتوجيهكم. (امثال ١٥:٢٨؛ لوقا ١١:٩-١٣) «ان كان احدكم تعوزه حكمة،» يقول الكتاب المقدس، «فليطلب من اللّٰه الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيِّر فسيعطى له.» (يعقوب ١:٥) وهنالك ايضا مطبوعات مساعدة على درس الكتاب المقدس جديرة بالمراجعة. وعادة تلزم المساعدة من الآخرين، كما عندما درس فيلبس مع الحبشي. (اعمال ٨:٢٦-٣٥) وشهود يهوه يديرون دروسا مجانية في الكتاب المقدس مع الاشخاص المهتمين في بيوتهم. فاشعروا بحرية طلب هذه الخدمة.
لماذا يقاوم كثيرون شهود يهوه ويقولون لي ان لا ادرس معهم؟
كانت هنالك مقاومة لكرازة يسوع، وقال ان أتباعه ايضا ستجري مقاومتهم. وعندما تأثر البعض بتعليم يسوع اجاب المقاومون الدينيون: «ألعلكم انتم ايضا قد ضللتم. ألعل احدا من الرؤساء او من الفريسيين آمن به.» (يوحنا ٧:٤٦-٤٨؛ ١٥:٢٠) وكثيرون من الذين ينصحونكم بعدم الدرس مع الشهود انما هم غير عارفين او متحاملون. فادرسوا مع الشهود وانظروا لنفسكم ما اذا كان فهمكم للكتاب المقدس يزداد ام لا. — متى ٧:١٧-٢٠ .
لماذا يزور الشهود الاشخاص الذين لديهم دينهم؟
بفعلهم ذلك يتبعون مثال يسوع. فقد ذهب الى اليهود. واليهود كان لديهم دينهم، ولكنَّ دينهم بطرائق عديدة كان قد حاد عن كلمة اللّٰه. (متى ١٥:١-٩) وجميع الامم لديهم اديان من نوع ما، سواء دُعيت مسيحية او غير مسيحية. ومن المهم على نحو حيوي ان يعتنق الاشخاص معتقدات تنسجم مع كلمة اللّٰه، وجهود الشهود في مساعدتهم على ذلك انما هي اظهار لمحبة القريب.
هل يعتقد الشهود ان دينهم هو الدين الصحيح الوحيد؟
كل من يكون جدِّيا تجاه دينه يجب ان يعتقد انه الدين الصحيح. والاّ فلماذا ينهمك فيه؟ ويجري نصح المسيحيين: «تحققوا كل شيء وتمسكوا بالحسن.» (١ تسالونيكي ٥:٢١، الترجمة الكاثوليكية الجديدة ) فيجب ان يتحقق الشخص ان معتقداته يمكن ان تؤيدها الاسفار المقدسة، لان هنالك ايمانا حقيقيا واحدا فقط. وتثبت افسس ٤:٥ ذلك، متحدثة عن «رب واحد ايمان واحد معمودية واحدة.» ولم يوافق يسوع على النظرة الرخوة العصرية ان هنالك طرقا كثيرة، اديانا كثيرة، تؤدي كلها الى الخلاص. ولكنه قال: «ما اضيق الباب واكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه.» وشهود يهوه يعتقدون انهم قد وجدوه. والاّ لفتَّشوا عن دين آخر. — متى ٧:١٤ .
هل يعتقدون انهم الوحيدون الذين سيخلصون؟
كلا. فملايين كثيرة من الذين عاشوا في القرون الماضية والذين لم يكونوا شهودا ليهوه سيرجعون في القيامة ويحصلون على فرصة الحياة. وكثيرون من الاحياء الآن قد يتخذون موقفا بعدُ الى جانب الحق والبر قبل «الضيق العظيم» وينالون الخلاص. وفضلا عن ذلك، قال يسوع انه لا يجب ان ندين بعضنا بعضا. فنحن ننظر الى المظهر الخارجي؛ أما اللّٰه فينظر الى القلب. وهو يرى بدقة ويدين برحمة. وقد اعطى الدينونة ليسوع، وليس لنا. — متى ٧:١-٥؛ ٢٤:٢١ .
اية تبرعات مالية يجري توقعها من اولئك الذين يحضرون اجتماعات شهود يهوه؟
في ما يتعلق بالتبرعات المالية، قال الرسول بولس: «كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن او اضطرار. لان المعطي المسرور يحبه اللّٰه.» (٢ كورنثوس ٩:٧) في قاعات الملكوت وقاعات المحافل لشهود يهوه لا تؤخذ لمَّات مطلقا. وتوضع الصناديق لكي يكون في وسع كل من يرغب في التبرع ان يفعل ذلك. ولا احد يعرف ماذا يعطي الآخرون. فالبعض قادرون على العطاء اكثر من الآخرين؛ والبعض ربما لا يكونون قادرين على اعطاء ايّ شيء. وأظهر يسوع النظرة الصائبة عندما علَّق على صندوق المال في الهيكل في اورشليم وعلى اولئك المتبرعين: مقدرة المرء على العطاء وروح العطاء هما اللذان يؤخذان بعين الاعتبار، لا كمية المال. — لوقا ٢١:١-٤ .
اذا صرتُ واحدا من شهود يهوه، فهل يُتوقع ان اكرز كما يفعلون؟
عندما يمتلئ الشخص بالمعرفة عن الفردوس الارضي الموعود به في ظل ملكوت المسيح، يرغب في الاشتراك فيها مع الآخرين. وأنتم سترغبون في ذلك ايضا. انها بشارة! — اعمال ٥:٤١، ٤٢ .
والقيام بذلك هو طريقة مهمة لتظهروا انكم تلميذ ليسوع المسيح. وفي الكتاب المقدس، يُدعى يسوع «الشاهد الامين الصادق.» وعندما كان على الارض كرز، قائلا: «قد اقترب ملكوت السموات،» وأرسل تلاميذه لفعل الامر نفسه. (رؤيا ٣:١٤؛ متى ٤:١٧؛ ١٠:٧) وفي ما بعد، اوصى يسوع أتباعه: «فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم. . . . وعلِّموهم.» وانبأ ايضا انه، قبل المنتهى، «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.» — متى ٢٨:١٩، ٢٠؛ ٢٤:١٤ .
هنالك طرائق عديدة لاعلان هذه البشارة. فالمحادثة مع الاصدقاء والمعارف كثيرا ما تفتح الطريق لذلك. والبعض يفعلون ذلك بكتابة الرسائل او باستعمال الهاتف. والآخرون يرسلون بالبريد مطبوعات تحتوي على مواد يعتقدون ان احد المعارف يهتم بها على نحو خصوصي. وبدافع الرغبة في عدم خسارة ايّ شخص، يذهب الشهود من باب الى باب بالرسالة.
يحتوي الكتاب المقدس على هذه الدعوة الحارَّة: «الروح والعروس يقولان تعال. ومن يسمع فليقل تعال. ومن يعطش فليأت. ومن يُرِد فليأخذ ماء حياة مجانا.» (رؤيا ٢٢:١٧) وإخبار الآخرين عن الارض الفردوسية وبركاتها يجب القيام به طوعا، من قلب ملآن بالرغبة في الاشتراك في هذه البشارة.
نحن على يقين من وجود اسئلة اخرى لديكم عن شهود يهوه ومعتقداتهم. وربما كان بعضها جدليا بطبيعته. ونحن نريد ان نجيب عنها. والحيّز محدود في هذه الكراسة؛ لذلك ندعوكم الى طرحها على الشهود محليا، إما في اجتماعاتهم في قاعة الملكوت او عندما يزورونكم في بيتكم. او يمكنكم ارسال اسئلتكم الى جمعية برج المراقبة، في مكتب الفرع الاقرب اليكم؛ انظروا اللائحة ادناه.
-
-
دعوتنا لكمشهود يهوه في القرن العشرين
-
-
دعوتنا لكم
تمتعنا بالتحدث اليكم بواسطة صفحات هذه الكراسة. ونرجو ان تكونوا قد تمتعتم بتعلُّم المزيد عن شهود يهوه. فتفضَّلوا بقبول دعوتنا لكم الى زيارتنا في قاعة ملكوتنا المحلية. انظروا كيف تُدار اجتماعاتنا. وانظروا كيف نحاول ان نشترك مع الآخرين في البشارة بأرض فردوسية في ظل ملكوت المسيح.
اللّٰه قد وعد بذلك. «بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضا جديدة يسكن فيها البر.» (٢ بطرس ٣:١٣) ان تسعة عشر قرنا قد انقضت. وفترة الانتظار تقترب من نهايتها. وأحوال العالم تدل على ذلك. فاتمام وعد يسوع يقترب: «ومتى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب.» — لوقا ٢١:٢٨ .
«على قدر ما ترون اليوم يقرب،» قال الرسول بولس، «لنلاحظ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والاعمال الحسنة غير تاركين اجتماعنا.» (عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) ودعوتنا لكم هي، أصغوا الى نصيحة بولس بالاجتماع معنا.
-