-
البناء معا علی نطاق عالميشهود يهوه — منادون بملكوت اللّٰه
-
-
قاعات الملكوت
وكما صح في مسيحيي القرن الاول استخدمت جماعات عديدة لشهود يهوه في اول الامر بيوتا خاصة لمعظم اجتماعاتهم. وفي ستكهولم، السويد، استخدم القليلون الذين عقدوا اولا اجتماعات قانونية هناك دكان نجارة كانوا قد استأجروه للاستعمال بعد الانتهاء من عمل النهار في الدكان. وبسبب الاضطهاد عقد فريق صغير في مقاطعة لا كورونا، اسپانيا، اجتماعاتهم الاولى في مستودع، او مخزن، صغير.
وعند الحاجة الى مكان اوسع، في البلدان التي توجد فيها حرية لفعل ذلك، كانت جماعات شهود يهوه المحلية تستأجر مكانا للاجتماع. أما اذا كانت هذه قاعة تستخدمها ايضا هيئات اخرى، فكان يجب نقل المعدّات او تركيبها لكل اجتماع، وكثيرا ما كانت تبقى رائحة دخان التبغ عالقة. وحيثما امكن، كان الاخوة يستأجرون متجرا غير مستخدم او عُلِّية تستخدمها الجماعة فقط. ولكن، على مر الوقت، في اماكن عديدة جعلت الايجارات المرتفعة وعدم توافر اماكن مناسبة ضروريا صنع ترتيبات اخرى. وفي بعض الحالات اشتُريت مبانٍ وجُدِّدت.
قبل الحرب العالمية الثانية بنت جماعات قليلة اماكن للاجتماع مصمَّمة خصوصا لاستخدامها. وحتى قديما في السنة ١٨٩٠، بنى فريق من تلاميذ الكتاب المقدس في الولايات المتحدة في ماونت لوكْأَوْت، ڤرجينيا الغربية، مكانهم الخاص للاجتماع.a لكنَّ عمل البناء الواسع الانتشار لقاعات الملكوت لم يبدأ حتى خمسينات الـ ١٩٠٠.
والاسم قاعة الملكوت اقترحه سنة ١٩٣٥ ج. ف. رذرفورد، الذي كان آنذاك رئيس جمعية برج المراقبة. ففي ما يتعلق بتسهيلات فرع الجمعية في هونولولو، هاوايي، رتَّب ان يبني الاخوة قاعة يمكن ان تُعقد فيها الاجتماعات. وعندما سأل جيمس هارُب ماذا كان الاخ رذرفورد سيدعو المبنى، اجاب: «ألا تظن اننا يجب ان ندعوه ‹قاعة الملكوت،› لان هذا ما نقوم به، الكرازة ببشارة الملكوت؟» وبعد ذلك، حيثما امكن، ابتدأت القاعات التي يستخدمها الشهود قانونيا تتميَّز تدريجيا بلافتات تقول «قاعة الملكوت.» وهكذا عندما جُدِّد مسكن لندن في السنة ١٩٣٧-١٩٣٨ سمي من جديد قاعة الملكوت. وفي حينه صار مكان اجتماع الجماعات المحلي الرئيسي في كل العالم معروفا بقاعة الملكوت لشهود يهوه.
اكثر من طريقة واحدة للقيام بذلك
ان القرارات بشأن ما اذا كانت قاعات الملكوت ستُستأجر او ستُبنى تتخذها الجماعات الافرادية محليا. وهي تتحمل ايضا اية نفقات بناء وصيانة. وبغية توفير الاموال تسعى الغالبية العظمى من الجماعات ان تقوم بقدر ما يمكن من عمل البناء دون اللجوء الى متعهدين تجاريين.
والقاعات نفسها يمكن ان تُبنى من الطوب، الحجارة، الخشب، او المواد الاخرى، وفقا للكلفة ولما هو متوافر في المنطقة. ففي كاتيما موليلو، ناميبيا، استُخدم العشب الطويل لصنع سقف مقشَّش، وجرى صبّ الوحل من قرى النمل (الذي يصير قاسيا جدا عندما يجفّ) من اجل الجدران والارضية. والشهود في سيڠوڤيا، كولومبيا، صنعوا كتلهم الاسمنتية للبناء. والحمم غير المنحوتة من جبل لاسِّن استُخدمت في كولفاكس، كاليفورنيا.
واذ كان عدد الحضور في الاجتماعات كثيرا ما يتخطى الـ ٢٠٠ في السنة ١٩٧٢، ادركت الجماعة في ماسيرو، ليسوتو، انه يلزمهم بناء قاعة ملكوت مناسبة. فساعد كل فرد في المشروع. وسار الاخوة المسنّون حتى ٢٠ ميلا (٣٢ كلم) للمشاركة. ودحرج الاولاد براميل الماء الى الموقع. وزوَّدت الاخوات وجبات الطعام. واستخدموا ايضا اقدامهم لضرب الارض تكرارا، راصّينها تحضيرا لصبّ الارضية الاسمنتية، مرنِّمين كل الوقت ترانيم الملكوت وخابطين بأقدامهم حسب ايقاع الموسيقى. والحجر الرملي، المتوافر في الجبال المجاورة بكلفة عناء جلبه، استُخدم للجدران. وكانت النتيجة قاعة ملكوت تتسع لنحو ٢٥٠.
وأحيانا كان الشهود من الجماعات المجاورة يساعدون في عمل البناء. وهكذا، في السنة ١٩٨٥، عندما بنى شهود يهوه في إمبالي، منطقة للسود في جنوب افريقيا، قاعة تتسع بصورة مريحة لـ ٤٠٠، اتى الرفقاء الشهود من پيترماريتسبرڠ ودوربان المجاورتين للمساعدة. فهل يمكنكم ان تتخيلوا كم تعجَّب الجيران عندما رأوا، خلال تلك الايام للاضطراب العنصري في جنوب افريقيا، عشرات الشهود البيض، الملوَّنين، والهنود يتدفقون الى المنطقة ويعملون كتفا الى كتف مع اخوتهم الافريقيين السود؟ وكما اعلن رئيس البلدية المحلي: «لا يمكن القيام بذلك إلا بالمحبة.»
ومهما كانت الروح طوعية، فقد وجدت الجماعات ان الظروف المحلية تحدّ مما يستطيع الاخوة القيام به. فالرجال في الجماعات كانت لهم عائلات لاعالتها وكانوا عادةً لا يستطيعون ان يعملوا في مشروع كهذا إلا في نهايات الاسابيع وربما قليلا في الامسيات. وكان لدى جماعات عديدة قليلون، هذا اذا وجد احد، ممن هم مهرة في حِرَف البناء. ومع ذلك، فان بناء بسيطا نسبيا ومكشوفا نوعا ما يلائم المناطق المدارية كان يمكن تشييده في ايام قليلة او ربما اسابيع قليلة. وبمساعدة الشهود في الجماعات المجاورة كان يمكن اكمال ابنية اكثر متانة في خمسة او ستة اشهر. وفي حالات اخرى ربما تطلَّب ذلك سنة او اثنتين.
ولكن، اذ دخلوا سبعينات الـ ١٩٠٠، كان شهود يهوه حول العالم يزدادون بمعدل جماعتين الى ثلاث جماعات جديدة يوميا. وبحلول اوائل تسعينات الـ ١٩٠٠ بلغ معدل الزيادة حتى تسع جماعات يوميا. فهل كان يمكن سدّ حاجتهم الملزِمة الى قاعات ملكوت جديدة؟
تطوير تقنيات البناء السريع
باكرا في سبعينات الـ ١٩٠٠، في الولايات المتحدة، اندفع اكثر من ٥٠ شاهدا من جماعات مجاورة الى المساعدة في بناء قاعة ملكوت جديدة في كارترڤيل، ميسوري، للفريق الذي كان يجتمع في مدينة وب. وفي احدى نهايات الاسابيع بنوا الهيكل الرئيسي وأنجزوا قسما كبيرا من العمل في تركيب السقف. وبقي الكثير للقيام به، وتطلَّب اكمال العمل اشهرا؛ لكنَّ جزءا مهما منه أُكمل في فترة قصيرة جدا.
وخلال العقد التالي، اذ كان الاخوة يعملون معا في بناء نحو ٦٠ قاعة، جرى التغلب على العقبات وطُوِّرت اساليب اكثر فعَّالية. وفي حينه ادركوا انه بعد الانتهاء من العمل في الاساس يمكنهم تقريبا اكمال قاعة الملكوت بكاملها في نهاية اسبوع واحدة.
ابتدأ عدة نظار جماعات — وجميعهم من الغرب الاوسط في الولايات المتحدة — يعملون نحو هذا الهدف. وعندما كانت الجماعات تطلب المساعدة في بناء قاعة ملكوتهم، كان واحد او اكثر من هؤلاء الاخوة يناقش المشروع معهم ويزوِّد التفاصيل المتعلقة بالتحضير الذي يلزم الاهتمام به محليا قبل التمكن من القيام بالعمل. وبين امور اخرى كان يجب الحصول على رخص البناء، صبّ الاساس والارضية الاسمنتية، ان تكون الامدادات الكهربائية جاهزة، ان تكون الاشغال الصحية تحت الارض في مكانها، وأن تُصنَع ترتيبات مضمونة لتسليم مواد البناء. ثم كان يمكن تحديد تاريخ لبناء قاعة الملكوت نفسها. ولم يكن المبنى ليركَّب من اجزاء مصنوعة مقدَّما؛ فكان سيُبنى كله في الموقع مباشرة.
ومَن كانوا سيقومون بعمل البناء الفعلي؟ الى الحد الممكن قام به عمَّال طوعيون غير مأجورين. وكثيرا ما اشتركت عائلات بكاملها. وكان منظِّمو المشروع يتصلون بالشهود الحِرَفيين الذين عبَّروا عن الرغبة في المساهمة في هذه المشاريع. وكثيرون منهم تطلعوا بشوق الى كل مشروع بناء جديد. والشهود الآخرون الذين علموا بالمشاريع ارادوا الاشتراك؛ فالمئات من المنطقة المجاورة — ومن اماكن ابعد — تدفقوا الى مواقع البناء، توّاقين الى تقديم خدماتهم بالطريقة الممكنة. ولم يكن معظمهم بنَّائين محترفين، لكنهم بالتأكيد اعطوا الدليل على انه ينطبق عليهم وصف مؤيدي مَلك يهوه المسيَّاني كما هو مبيَّن في المزمور ١١٠:٣، الذي يقول: «شعبك منتدَب.»
يوم الخميس مساءً قبل مباشرة المجهود الكبير، كان المشرفون على المشروع يجتمعون لتخطيط التفاصيل الاخيرة. وفي المساء التالي كانت تُعرَض امام العمَّال صور منزلقة عن الطريقة المتَّبعة لكي يفهموا كيفية القيام بالعمل. وكان يُشدَّد على اهمية الصفات الالهية. وجرى تشجيع الاخوة ان يعملوا معا بمحبة، ان يكونوا لطفاء، ان يعربوا عن الصبر والاعتبار. وجرى تشجيع كل فرد ان يعمل بسرعة ثابتة ولكن دون عجلة ودون تردُّد في اخذ دقائق قليلة للاشتراك في اختبار بنَّاء مع شخص آخر. وباكرا في الصباح التالي كان عمل البناء يبتدئ.
وفي وقت معيَّن من يوم السبت صباحا باكرا كان الجميع يتوقفون عما يقومون به للاصغاء الى مناقشة آية اليوم من الاسفار المقدسة. وكانت الصلاة تقدَّم، اذ جرى التقدير جيدا ان نجاح المشروع بكامله يعتمد على بركة يهوه. — مزمور ١٢٧:١.
وعندما يبتدئ العمل، كان يتقدَّم بسرعة. وفي غضون ساعة كانت دعائم الجدران ترتفع. وكانت جَمَلونات السقف تتبعها. وألواح الجدران كانت تُسمَّر في مكانها. والكهربائيون يبدأون بمدّ الاسلاك. ومجاري تكييف الهواء والتدفئة كانت تركَّب. والخزائن تُصنَع وتوضَع في مكانها. وأحيانا كانت تمطر طوال نهاية الاسبوع او كان الطقس يتحول الى برد قارس او حرّ شديد، لكنَّ العمل كان يستمر. ولم تكن هنالك اية منافسة او مزاحمة بين الحِرَفيين.
وفي احيان كثيرة، قبل غروب الشمس في اليوم الثاني، تكون قاعة الملكوت قد أُكملت — مزيَّنة بشكل حسن في الداخل، وربما حتى مجمَّلة ببعض الاشجار في الخارج. وعندما يكون عمليا اكثر كانت الاعمال تُبرمَج لتمتد ثلاثة ايام، او ربما نهايتي اسبوعين. وعند نهاية المشروع كان كثيرون من العمال يبقون، متعبين ولكن سعداء جدا، للتمتع بأول اجتماع قانوني للجماعة، درس برج المراقبة.
وبسبب الشك في امكانية القيام بعمل ذي نوعية جيدة بمثل هذه السرعة، استدعى اشخاص عديدون في ڠَيمون، اوكلاهوما، الولايات المتحدة الاميركية، مفتش المباني في المدينة. «قلت لهم انه اذا ارادوا ان يروا شيئا منجَزا بطريقة صحيحة، فما عليهم إلا ان يزوروا القاعة!» قال المفتش عندما اخبر الشهود في وقت لاحق بما حدث. «انتم تفعلون الامور بالطريقة الصحيحة حتى ما يكون مخفيا وغير منظور!»
واذ ازدادت الحاجة الى قاعات الملكوت قام الاخوة الذين طوَّروا العديد من اساليب البناء السريع بتدريب الآخرين. والتقارير عما كان ينجَز انتشرت في البلدان الاخرى. فهل كان ممكنا ان تُستخدم اساليب بناء كهذه هناك ايضا؟
البناء السريع يصبح اممي النطاق
كان بناء قاعات الملكوت في كندا يقصِّر كثيرا عن حاجات الجماعات. فدعا الشهود في كندا اولئك الذين كانوا ينظِّمون مشاريع البناء السريع في الولايات المتحدة ليوضحوا كيفية معالجتهم ذلك. في بادئ الامر كان الكنديون يشكّون في امكانية القيام بذلك في كندا، لكنهم قرَّروا المحاولة. فارتفعت اول قاعة ملكوت مبنية بهذا الاسلوب في كندا في ألمايرا، اونتاريو، سنة ١٩٨٢. وبحلول السنة ١٩٩٢ كانت هنالك ٣٠٦ قاعات ملكوت في كندا مشيَّدة بهذه الطريقة.
والشهود في نورثامپتون، انكلترا، اعتقدوا انه يمكنهم القيام بذلك ايضا. ومشروعهم، في السنة ١٩٨٣، كان الاول في اوروپا. والاخوة ذوو الخبرة بهذا النوع من البناء سافروا من الولايات المتحدة وكندا للاشراف على المشروع ومساعدة الشهود المحليين على تعلُّم كيفية القيام بذلك. وحضر متطوعون آخرون من امكنة بعيدة كاليابان، الهند، فرنسا، والمانيا. وكانوا هناك كمتطوعين، لا كمأجورين. فكيف كان ذلك كله ممكنا؟ كما قال ناظر فريق للشهود الايرلنديين عمل في مشروع كهذا، ‹انه ناجح لأن جميع الاخوة والاخوات يتعاونون تحت تأثير روح يهوه.›
وحتى عندما يبدو ان قوانين البناء المحلية تجعل مشاريع كهذه مستحيلة، وجد الشهود انه في كثير من الاحيان عندما تُلخَّص التفاصيل لرسميي المدينة، يسرّهم ان يتعاونوا.
بعد مشروع للبناء السريع في النَّروج، شمالي الدائرة القطبية الشمالية، ذكرت صحيفة فينْماركِن: «شيء لا يصدَّق. هذا هو التعبير الوحيد الذي يمكن ان نجده الذي يصف ما فعله شهود يهوه في نهاية الاسبوع الماضي.» وبشكل مماثل، عندما بنى الشهود في الجزيرة الشمالية لنيوزيلندا قاعة ملكوت جذابة في غضون يومين ونصف اليوم، اعلن العنوان الرئيسي في الصفحة الاولى من الصحيفة المحلية: «مشروع يقارب المعجزة،» وأضافت المقالة: «ربما كان الوجه الاكثر اثارة للدهشة في المشروع التنظيم والهدوء التام للعملية.»
ان انعزال الموقع حيث تلزم قاعة للملكوت ليس عائقا مستعصيا. ففي بيليز أُنجز مشروع للبناء السريع، رغم انه عنى نقل كل قطعة من المواد الى جزيرة تبعد ٣٦ ميلا (٦٠ كلم) عن مدينة بيليز. وعندما بُنيت قاعة ملكوت مجهَّزة بمكيف للهواء في پورت هيدلَنْد، اوستراليا الغربية، في نهاية اسبوع واحدة، كان ذلك بمواد وقوة عاملة اتت كلها تقريبا من امكنة تبعد ٠٠٠,١ ميل (٦٠٠,١ كلم) او اكثر. وتحمَّل العمَّال نفقات سفرهم. ومعظم الذين اشتركوا في المشروع لم يعرفوا الشهود شخصيا في جماعة پورت هيدلَنْد، وقليلون جدا منهم كانوا سيحضرون في وقت ما الاجتماعات هناك. لكنَّ ذلك لم يؤخِّرهم عن التعبير عن محبتهم بهذه الطريقة.
وحتى حيث عدد الشهود قليل، لم يمنعهم ذلك من استعمال اساليب كهذه لبناء القاعات. فقد تطوَّع نحو ٨٠٠ شاهد من ترينيداد للسفر الى توباڠو لمساعدة اخوتهم وأخواتهم المسيحيين الـ ٨٤ هناك على بناء قاعة في سكاربورو سنة ١٩٨٥. والشهود الـ ١٧ (ومعظمهم من النساء والاولاد) في ڠُوز باي، لابرادور، يحتاجون حتما الى المساعدة اذا ارادوا يوما ما ان تكون لهم قاعة ملكوت خاصة بهم. وفي السنة ١٩٨٥ استأجر شهود من انحاء اخرى من كندا ثلاث طائرات لنقل ٤٥٠ منهم الى ڠُوز باي للقيام بالمهمة. وبعد يومين من العمل الشاق تمتعوا ببرنامج تدشين في القاعة المكمَّلة يوم الاحد مساءً.
وهذا لا يعني ان جميع قاعات الملكوت تُبنى الآن بأساليب البناء السريع، لكنَّ أعدادا متزايدة منها تُبنى على هذا النحو.
لجان البناء الاقليمية
بحلول منتصف السنة ١٩٨٦ ازدادت كثيرا النسبة التي بها كانت هنالك حاجة الى قاعات ملكوت جديدة. وخلال السنة التي سبقتها تشكلت ٤٦١,٢ جماعة جديدة حول العالم؛ ٢٠٧ منها في الولايات المتحدة. وبعض قاعات الملكوت كانت تستخدمها ثلاث، اربع، او حتى خمس جماعات. وكما انبأت الاسفار المقدسة، كان يهوه يسرع حقا بعمل التجميع. — اشعياء ٦٠:٢٢.
ولضمان افضل استعمال ممكن لمجموع العمَّال وتمكين جميع الذين يبنون قاعات الملكوت من الاستفادة من الخبرة التي اكتُسبت، ابتدأت الجمعية تنسِّق نشاطهم. وكبداية، في السنة ١٩٨٧، قُسِّمت الولايات المتحدة بين ٦٠ لجنة بناء اقليمية. وكان هنالك الكثير لتقوم به جميعها؛ فسرعان ما صارت لدى بعضها مشاريع مخطَّط لها لسنة او اكثر. والمعيَّنون للخدمة في هذه اللجان كانوا رجالا، قبل كل شيء، مؤهلين روحيا، شيوخا في الجماعات، قدوة في ممارستهم ثمر روح اللّٰه. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) وكثيرون منهم كانت لديهم ايضا خبرة في العقارات، الهندسة، البناء، ادارة الاعمال، السلامة، والحقول ذات العلاقة.
شُجِّعت الجماعات ان تستشير لجنة البناء الاقليمية قبل اختيار موقع لقاعة ملكوت جديدة. وحيث توجد اكثر من جماعة واحدة في المدينة، جرى حثهم ايضا ان يستشيروا ناظر الدائرة (او نظار الدوائر)، ناظر المدينة، والشيوخ في الجماعات المجاورة. والجماعات التي تخطِّط لتجديد شامل او بناء قاعة ملكوت جديدة نُصحت بأن تستفيد من خبرة الاخوة في لجنة البناء الاقليمية لمنطقتهم ومن الخطوط الارشادية التي زوَّدتهم بها الجمعية. وبواسطة هذه اللجنة كانت الترتيبات ستنسَّق لتجميع العمَّال المهرة الذين توجد حاجة اليهم من بين الاخوة والاخوات في نحو ٦٥ حرفة الذين تطوَّعوا من قبل للمساعدة في مشاريع كهذه.
ومع تحسين الاجراءات كان ممكنا تخفيض عدد العمَّال المشمولين بأيّ مشروع. فعوضا عن وجود الآلاف في موقع البناء إما كمتفرجين او لتقديم خدماتهم، نادرا ما كان هنالك اكثر من ٢٠٠ في الموقع في الوقت نفسه. وعوضا عن صرف نهاية اسبوع بكاملها هناك، كان العمَّال يحضرون فقط وقت الحاجة الى مهاراتهم الخصوصية. وهكذا كان لديهم مزيد من الوقت لصرفه مع عائلاتهم وللنشاط مع جماعاتهم المحلية. وعندما صار بامكان الاخوة المحليين القيام بأنواع معيَّنة من العمل في وقت معقول، كثيرا ما وُجِد عمليا اكثر استدعاء فريق البناء السريع فقط من اجل اوجه العمل اللازمة بالحاح اكثر.
ومع ان العملية بكاملها كانت تسير بسرعة مذهلة، إلا ان ذلك لم يكن الاهتمام الرئيسي. فالاهم كان تزويد بناء ذي نوعية جيدة لقاعات ملكوت متواضعة مصمَّمة لسدّ الحاجات المحلية. وكان التخطيط الدقيق يجري لانجاز ذلك فيما تبقى النفقات في الحد الادنى. وكانت الاجراءات تُتَّخذ للتحقق من منح السلامة الاولوية الرئيسية — سلامة العمَّال، الجيران، المارَّة، والمجتمعين المقبلين في قاعة الملكوت.
واذ كانت التقارير عن هذا الترتيب لبناء قاعات الملكوت تصل الى البلدان الاخرى، كانت مكاتب فروع الجمعية التي تعتقد ان ذلك مفيد في مناطقها تزوَّد بالتفاصيل اللازمة. وبحلول السنة ١٩٩٢ كانت لجان البناء الاقليمية التي عيَّنتها الجمعية تساعد في بناء قاعات ملكوت في بلدان مثل الارجنتين، اسپانيا، المانيا، اوستراليا، بريطانيا، جنوب افريقيا، فرنسا، كندا، المكسيك، واليابان. وقد كُيِّفت اساليب البناء وفق الظروف المحلية. وعندما كان يلزم العون من فرع آخر لبناء قاعة ملكوت، كان يُرتَّب لذلك بواسطة مكتب المركز الرئيسي للجمعية. وفي بعض انحاء العالم كانت قاعات جديدة تُشيَّد خلال ايام؛ وفي اماكن اخرى، خلال اسابيع او ربما خلال عدة اشهر. وبالتخطيط الدقيق والجهد المنسَّق كان الوقت اللازم لتزويد قاعة ملكوت جديدة يُخفَّض بالتأكيد.
-
-
البناء معا علی نطاق عالميشهود يهوه — منادون بملكوت اللّٰه
-
-
[الاطار/الصور في الصفحتين ٣٢٠ و ٣٢١]
العمل معا لبناء قاعات ملكوت بسرعة
تتشكَّل آلاف الجماعات الجديدة كل سنة. وفي معظم الحالات يبني الشهود انفسهم قاعات الملكوت الجديدة. وهذه الصور أُخذت في اثناء بناء قاعة ملكوت في كونكتيكُت، الولايات المتحدة الاميركية، في السنة ١٩٩١
الجمعة ٤٠:٧ صباحا
الجمعة ١٢ ظهرا
السبت ٤١:٧ مساء
العمل الرئيسي أُكمل، الاحد ١٠:٦ مساء
يتطلعون الى يهوه من اجل بركته، ويغتنمون الفرصة لمناقشة المشورة من كلمته
الجميع متطوعون غير مأجورين، سعداء بالعمل جنبا الى جنب
[الاطار/الصور في الصفحة ٣٢٧]
قاعات الملكوت في بلدان مختلفة
اماكن الاجتماعات التي يستخدمها شهود يهوه متواضعة عادةً. وهي نظيفة، مريحة، جذابة في محيطها
پيرو
الفيليپين
فرنسا
جمهورية كوريا
اليابان
پاپوا غينيا الجديدة
ايرلندا
كولومبيا
النَّروج
ليسوتو
-