-
الفرق بين الهيئة الحاكمة والجمعية الشرعيةبرج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
تعقد جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في پنسلڤانيا اجتماعاتها السنوية منذ كانون الثاني (يناير) ١٨٨٥. وعندما كان تجميع المسيحيين الممسوحين جاريا في اواخر القرن الـ ١٩، كان اعضاء مجلس الإدارة والمسؤولون الرئيسيون في هذه الجمعية ذوي رجاء سماوي. وفي الواقع، غالبا ما كانت الحال كذلك.
وثمة استثناء واحد. ففي سنة ١٩٤٠، انتُخِب هايدن ك. كوڤنڠتن مديرا في الجمعية، وقد كان آنذاك مستشار الجمعية القانوني وواحدا من ‹الخراف الاخر› ذوي الرجاء الارضي. (يوحنا ١٠:١٦) كما خدم كنائب رئيس الجمعية من سنة ١٩٤٢ الى ١٩٤٥. بعد ذلك استقال الاخ كوڤنڠتن من منصبه كمدير، إطاعة لما بدا آنذاك انه مشيئة يهوه — ان يكون جميع المديرين والمسؤولين الرئيسيين في الجمعية في پنسلڤانيا مسيحيين ممسوحين. فحلَّ لايْمَن أ. سْوينڠل محل هايدن ك. كوڤنڠتن في مجلس الإدارة وانتُخِب فردريك و. فرانز نائب رئيس.
لماذا اعتقد خدام يهوه ان جميع المديرين والمسؤولين الرئيسيين في جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في پنسلڤانيا ينبغي ان يكونوا مسيحيين ممسوحين؟ لأن مجلس الإدارة والمسؤولين الرئيسيين في الجمعية في پنسلڤانيا اعتُبِروا في ذلك الوقت مقترنين بشكل وثيق بالهيئة الحاكمة لشهود يهوه التي تتألف دائما بكاملها من رجال ممسوحين بالروح.
-
-
الفرق بين الهيئة الحاكمة والجمعية الشرعيةبرج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
بعد الاجتماع السنوي التاريخي الذي عُقِد سنة ١٩٤٤، بقيت مسألة حيوية غير واضحة: بما ان الهيئة الحاكمة اعتُبِرت آنذاك مقترنة بشكل وثيق بمجلس ادارة الجمعية في پنسلڤانيا المؤلف من سبعة اعضاء، فهل يعني ذلك ان المسيحيين الممسوحين الذين يؤلفون الهيئة الحاكمة لا يمكن ابدا ان يتجاوز عددهم السبعة؟ وفضلا عن ذلك، بما ان اعضاء الجمعية ينتخبون المديرين، فهل كان هؤلاء الاعضاء ينتخبون اعضاء الهيئة الحاكمة في الاجتماع السنوي كل سنة؟ وهل المديرون والمسؤولون الرئيسيون في جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في پنسلڤانيا هم أنفسهم اعضاء الهيئة الحاكمة ام مختلفون عنهم؟
اجتماع سنوي آخر لا يُنسى
أُجيب عن هذه الاسئلة في الاجتماع السنوي الذي انعقد في ١ تشرين الاول (اكتوبر) ١٩٧١. ففي تلك المناسبة، اشار احد الخطباء ان الهيئة الحاكمة المؤلفة من «العبد الامين الفطين» سبقت جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في پنسلڤانيا بمئات السنين. (متى ٢٤:٤٥-٤٧) فقد تشكَّلت هيئة حاكمة يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، قبل تأسيس الجمعية في پنسلڤانيا بأكثر من ١٨ قرنا. وفي البداية لم تكن الهيئة الحاكمة تتألف من ٧ رجال بل ١٢ رسولا. ومن الواضح ان عدد اعضائها ازداد لاحقا، اذ ان «الرسل والشيوخ في اورشليم» كانوا يتولون القيادة. — اعمال ١٥:٢.
وفي سنة ١٩٧١، اوضح الخطيب نفسه ان اعضاء جمعية برج المراقبة لا يستطيعون انتخاب اعضاء الهيئة الحاكمة الممسوحة. ولماذا؟ قال: «لأن الهيئة الحاكمة لصف ‹العبد› ليست معيَّنة من انسان. انها معيَّنة من . . . يسوع المسيح رأس الجماعة المسيحية الحقيقية ورب وسيد صف ‹العبد الامين الفطين›». اذًا، من الواضح انه لا يمكن لأعضاء اية مؤسسة شرعية انتخاب اعضاء الهيئة الحاكمة.
وتابع الخطيب مُدليًا بعبارة بالغة الأهمية: «ليس للهيئة الحاكمة مسؤولون رئيسيون كما لمجلس ادارة الجمعية، اي الرئيس، نائب الرئيس، امين السر والصندوق، ومساعد امين السر والصندوق. فلها فقط عريف». وطوال سنوات عديدة، كان رئيس الجمعية في پنسلڤانيا العضو الرئيسي في الهيئة الحاكمة. إلا ان الحال لم تعد كذلك. فأعضاء الهيئة الحاكمة متساوون في المسؤولية رغم انهم مختلفون في الخبرة او المقدرة. وأضاف الخطيب: ‹يمكن لأي عضو في الهيئة الحاكمة ان يكون عريفها دون ان يكون في نفس الوقت رئيسا للجمعية. وذلك كله يتوقف على ترتيب التناوب لعمل العريف في الهيئة الحاكمة›.
في ذلك الاجتماع الذي لا يُنسى المنعقد سنة ١٩٧١، جرى التمييز بوضوح بين اعضاء الهيئة الحاكمة الممسوحين بالروح ومديري الجمعية في پنسلڤانيا. ومع ذلك، استمر اعضاء الهيئة الحاكمة يخدمون كمديرين ومسؤولين رئيسيين في الجمعية. واليوم ينشأ السؤال: هل هنالك سبب من الاسفار المقدسة يحتِّم ان يكون مديرو جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في پنسلڤانيا اعضاء في الهيئة الحاكمة؟
الجواب هو كلا. فالجمعية في پنسلڤانيا ليست المؤسسة الشرعية الوحيدة التي يستخدمها شهود يهوه. فهنالك مؤسسات اخرى. احداها جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك التي تسهِّل عملنا في الولايات المتحدة. ومن الواضح ان يهوه يبارك عمل هذه الجمعية رغم ان معظم مديريها والمسؤولين الرئيسيين فيها هم من ‹الخراف الأخر›. والمؤسسة المستخدَمة في بريطانيا هي جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم. وثمة مؤسسات شرعية اخرى تُستخدَم لترويج مصالح الملكوت في بلدان اخرى. فجميع هذه المؤسسات تلعب دورا وتساعد بشكل منسجم في جعل البشارة يُكرز بها في كل الارض. وبصرف النظر عن مكان وجودها او هوية المديرين والمسؤولين الرئيسيين فيها، فإن الهيئة الحاكمة تستخدم وتوجِّه هذه المؤسسات ثيوقراطيا. ولذلك عُيِّنت لهذه المؤسسات مهمات للقيام بها بغية تعزيز مصالح الملكوت.
-