مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يسوع يوبِّخ الفريسيين
    اعظم انسان عاش على الاطلاق
    • يسوع يوبِّخ الفريسيين

      لو انه بقوة الشيطان يُخرج شياطين،‏ يحتج يسوع،‏ اذًا انقسم الشيطان على ذاته.‏ «اجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيدا،‏» يتابع،‏ «او اجعلوا الشجرة ردية وثمرها رديا.‏ لأن من الثمر تُعرف الشجرة.‏»‏

      من الحماقة الاتهام بأن الثمر الجيد لاخراج الشياطين هو نتيجة خدمة يسوع للشيطان.‏ فاذا كان الثمر جيدا لا يمكن ان تكون الشجرة ردية.‏ ومن ناحية اخرى،‏ ان ثمار الفريسيين الردية من اتهامات سخيفة ومقاومة لا اساس لها ليسوع برهان على انهم هم انفسهم اردياء.‏ «يا اولاد الافاعي،‏» يعلن يسوع بقوة،‏ «كيف تقدرون ان تتكلموا بالصالحات وانتم اشرار.‏ فانه من فضلة القلب يتكلم الفم.‏»‏

      وبما ان كلماتنا تعكس حالة قلوبنا فما نقوله يزوِّد اساسا للدينونة.‏ «اقول لكم،‏» يقول يسوع،‏ «ان كل كلمة بطَّالة يتكلم بها الناس سوف يُعطون عنها حسابا يوم الدين.‏ لأنك بكلامك تتبرَّر وبكلامك تُدان.‏»‏

      على الرغم من كل قوات يسوع،‏ يطلب الكتبة والفريسيون:‏ «يا معلم نريد ان نرى منك آية.‏» ومع ان هؤلاء الرجال من اورشليم ربما لم يروا شخصيا عجائبه،‏ فانه يوجد في ما يتعلق بهم دليل شاهد عيان لا يُدحض.‏ ولذلك يقول يسوع للقادة اليهود:‏ «جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تُعطى له آية الاَّ آية يونان النبي.‏»‏

      واذ يشرح ما يعنيه يتابع يسوع:‏ «كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليالٍ هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليالٍ.‏» فبعد ان ابتلعه الحوت خرج يونان كما لو انه أُقيم،‏ وكذلك ينبئ يسوع بأنه سيموت وفي اليوم الثالث سيقام حيا.‏ ومع ذلك،‏ فان القادة الدينيين،‏ حتى عندما يُقام يسوع لاحقا،‏ يرفضون «آية يونان.‏»‏

      وهكذا يقول يسوع ان رجال نينوى الذين تابوا بمناداة يونان سيقومون في يوم الدينونة ليدينوا اليهود الذين يرفضون يسوع.‏ وعلى نحو مماثل،‏ يصنع تناظرا مع ملكة التيمن التي اتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان واندهشت مما رأت وسمعت.‏ «وهوذا،‏» يذكر يسوع،‏ «اعظم من سليمان ههنا.‏»‏

      ثم يعطي يسوع المثل عن انسان يخرج منه روح نجس.‏ فالانسان لا يملأ الفراغ بالصالحات،‏ ولذلك يصير به سبعة ارواح اشرّ.‏ «هكذا يكون ايضا لهذا الجيل الشرير،‏» يقول يسوع.‏ فالامة الاسرائيلية كانت قد تطهَّرت واختبرت الاصلاحات ‏—‏ كالخروج الوقتي للروح النجس.‏ ولكنّ رفض الامة لانبياء اللّٰه،‏ بالغةً الذروة في مقاومتها للمسيح نفسه،‏ يكشف ان حالتها الشريرة اردأ بكثير من بدايتها.‏

      وفيما يتكلم يسوع تصل امه واخوته ويقفون عند طرف الجمع.‏ فيقول واحد:‏ «هوذا امك واخوتك واقفون خارجا طالبين ان يكلموك.‏»‏

      ‏«مَن هي امي ومَن هم اخوتي،‏» يسأل يسوع.‏ واذ يمدّ يده نحو تلاميذه يقول:‏ «ها امي واخوتي.‏ لأن مَن يصنع مشيئة ابي الذي في السموات هو اخي واختي وامي.‏» وبهذه الطريقة يُظهر يسوع،‏ بصرف النظر عن مقدار كون الروابط التي تربطه بأقاربه عزيزة،‏ ان علاقته بتلاميذه أعز ايضا.‏ متى ١٢:‏​٣٣-‏٥٠؛‏ مرقس ٣:‏​٣١-‏٣٥؛‏ لوقا ٨:‏​١٩-‏٢١‏.‏

  • التعليم بأمثال
    اعظم انسان عاش على الاطلاق
    • يكون يسوع كما يظهر في كفرناحوم عندما يوبِّخ الفريسيين.‏ ولاحقا في اليوم عينه،‏ يخرج من البيت ويجتاز بالقرب من بحر الجليل حيث تجتمع جموع من الناس.‏

  • التعليم بأمثال
    اعظم انسان عاش على الاطلاق
    • بعد اعطاء هذه الامثال الخمسة يصرف يسوع الجموع ويعود الى البيت حيث يقيم.‏ وسرعان ما يتقدَّم اليه هناك رسله الـ‍ ١٢ وآخرون.‏

      الاستفادة من امثال يسوع

      عندما يأتي التلاميذ الى يسوع بعد خطابه للجموع على الشاطئ يكونون محبين للاطلاع على طريقته الجديدة للتعليم.‏ لقد سمعوه قبلا يستعمل الامثال،‏ ولكن ليس بهذه الشمولية.‏ ولذلك يسألون:‏ «لماذا تكلمهم بأمثال.‏»‏

      ان احد الاسباب لفعله ذلك هو اتمام كلمات النبي:‏ «سأفتح بأمثال فمي وأنطق بمكتومات منذ تأسيس العالم.‏» ولكن هنالك المزيد من الاسباب.‏ فاستعماله الامثال يخدم قصد المساعدة على اظهار موقف الناس القلبي.‏

      وفي الواقع،‏ ان اغلبية الناس مهتمون بيسوع فقط كقصَّاص بارع وصانع عجائب،‏ وليس كمن يجب ان يُخدم كسيد وأن يُتبع بلا انانية.‏ فلا يريدون ازعاجهم في نظرتهم الى الامور او طريقة حياتهم.‏ ولا يريدون ان تنفذ الرسالة الى هذا الحد.‏

      ولذلك يقول يسوع:‏ «من اجل هذا اكلمهم بأمثال.‏ لانهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون.‏ فقد تمت فيهم نبوة اشعياء القائلة .‏ .‏ .‏ لان قلب هذا الشعب قد غلظ.‏»‏

      ‏«ولكن،‏» يتابع يسوع القول،‏ «طوبى لعيونكم لانها تبصر.‏ ولآذانكم لانها تسمع.‏ فاني الحق اقول لكم ان انبياء وأبرارا كثيرين اشتهوا ان يروا ما انتم ترون ولم يروا.‏ وأن يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا.‏»‏

      نعم،‏ ان الرسل الـ‍ ١٢ واولئك الذين معهم لديهم قلوب متقبلة.‏ ولذلك يقول يسوع:‏ «قد أعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السموات.‏ وأما لاولئك فلم يعطَ.‏» ولسبب رغبتهم في الفهم يزوِّد يسوع تلاميذه تفسيرا لمثل الزارع.‏

      ‏«الزرع هو كلام اللّٰه،‏» يقول يسوع،‏ والتربة هي القلب.‏ وعن الزرع المزروع على الجانب القاسي من الطريق يوضح:‏ «يأتي ابليس وينزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا.‏»‏

      ومن ناحية اخرى،‏ فان الزرع المزروع على الارض الصخرية يشير الى قلوب الناس الذين يقبلون الكلمة بفرح.‏ ومع ذلك،‏ لان الكلمة لا يمكن ان تتأصل عميقا في قلوب كهذه،‏ فان هؤلاء الناس يرتدّون عندما يأتي وقت التجربة والاضطهاد.‏

      وأما الزرع الذي سقط بين الشوك،‏ يتابع يسوع،‏ فهذا يشير الى الناس الذين سمعوا الكلمة.‏ ولكنّ هموم هذه الحياة وغناها ولذَّاتها تجرفهم،‏ ولذلك يختنقون كاملا ولا يأتون بثمر.‏

      وأخيرا،‏ بالنسبة الى الزرع المزروع على الارض الجيدة،‏ يقول يسوع،‏ هؤلاء هم الذين بعد سماعهم الكلمة بقلب جيد وصالح يحفظونها ويثمرون باحتمال.‏

      ما اعظم بركة اولئك التلاميذ الذين طلبوا يسوع ليحصلوا على تفسير لتعاليمه!‏ ويريد يسوع ان تُفهم امثاله لكي تنقل الحق الى الآخرين.‏ «هل يؤتى بسراج ليوضع تحت المكيال او تحت السرير،‏» يسأل.‏ كلا،‏ «ليوضع على المنارة.‏» وهكذا يضيف يسوع:‏ «فانظروا كيف تسمعون.‏»‏

      مباركون بارشاد اضافي

      بعد ان تلقوا تفسيرا لمثل الزارع،‏ يريد التلاميذ ان يتعلموا اكثر.‏ «فسِّر لنا،‏» طلبوا،‏ «مثل زوان الحقل.‏»‏

      وكم يختلف موقف التلاميذ عن ذاك الذي لباقي الجمع على الشاطئ!‏ فاولئك الناس تنقصهم رغبة جدية في تعلم المعنى الكامن وراء الامثال،‏ اذ يكتفون فقط بموجز الاشياء المعروضة لهم.‏ واذ يقابل يسوع جمهور السامعين هذا على الشاطئ بتلاميذه المحبين للاستطلاع الذين اتوا اليه في البيت يقول:‏

      ‏«بالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم ويُزاد لكم.‏» فالتلاميذ يكيلون ليسوع اهتماما وانتباها جديين ولذلك يتباركون بتلقي ارشاد اضافي.‏ وهكذا،‏ اجابة عن سؤال تلاميذه،‏ يشرح يسوع:‏

      ‏«الزارع الزرع الجيد هو ابن الانسان.‏ والحقل هو العالم.‏ والزرع الجيد هو بنو الملكوت.‏ والزوان هو بنو الشرير.‏ والعدو الذي زرعه هو ابليس.‏ والحصاد هو انقضاء العالم.‏ والحصادون هم الملائكة.‏»‏

      بعد اثبات هوية كل وجه من اوجه المثل يصف يسوع النتيجة.‏ فعند اختتام نظام الاشياء يقول ان الحصادين،‏ او الملائكة،‏ سيفرزون المسيحيين الزائفين المشبهين بالزوان من ‹بني الملكوت› الحقيقيين.‏ و «بنو الشرير» سيوسمون عندئذ للهلاك،‏ ولكنّ بني ملكوت اللّٰه،‏ «الابرار،‏» سيضيئون بتألق في ملكوت ابيهم.‏

      وبعدئذ يبارك يسوع تلاميذه المحبين للاستطلاع بثلاثة امثال اضافية.‏ اولا،‏ يقول:‏ «يشبه ملكوت السموات كنزا مخفى في حقل وجده انسان فأخفاه ومن فرحه مضى وباع كل ما كان له واشترى ذلك الحقل.‏»‏

      ‏«ايضا،‏» يتابع يسوع،‏ «يشبه ملكوت السموات انسانا تاجرا يطلب لآلئ حسنة.‏ فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له واشتراها.‏»‏

      يسوع نفسه هو كالانسان الذي يكتشف كنزا مخفى وكالتاجر الذي يجد لؤلؤة كثيرة الثمن.‏ لقد باع كل شيء،‏ اذا جاز التعبير،‏ متخليا عن مركز مكرَّم في السماء ليصير انسانا وضيعا.‏ ثم،‏ كانسان على الارض،‏ عانى التعيير والاضطهاد البغيض،‏ مبرهنا على استحقاقه الصيرورة حاكما لملكوت اللّٰه.‏

      والتحدي موضوع امام أتباع يسوع ايضا ليبيعوا كل شيء من اجل الحصول على الجائزة العظمى للصيرورة إما من الحكام مع المسيح او من الرعايا الارضيين للملكوت.‏ فهل نعتبر حيازة نصيب في ملكوت اللّٰه أثمن بكثير من اي شيء آخر في الحياة،‏ كنزا لا يقدَّر بثمن او لؤلؤة نفيسة؟‏

      وأخيرا،‏ يشبِّه يسوع «ملكوت السموات» بشبكة تجمع سمكا من كل نوع.‏ وعندما يُفرز السمك يُطرح الرديء خارجا وأما الجيد فيُحتفظ به.‏ هكذا،‏ يقول يسوع،‏ يكون في اختتام نظام الاشياء.‏ فسيفرز الملائكة الاشرار من الابرار،‏ محتجزين الاشرار للابادة.‏

      بدأ يسوع نفسه مشروع صيد السمك هذا،‏ داعيا تلاميذه الاولين ليكونوا «صيادي الناس.‏» وتحت اشراف ملائكي يستمر عمل صيد السمك على مر القرون.‏ وأخيرا يحين الوقت لاصعاد «الشبكة،‏» التي ترمز الى الهيئات التي تدَّعي المسيحية على الارض.‏

      ومع ان السمك الرديء يُطرح للهلاك،‏ يمكن بشكر ان نُحسب بين ‹السمك الجيد› الذي يُحتفظ به.‏ وباظهار الرغبة الجدية نفسها التي اظهرها تلاميذ يسوع في مزيد من المعرفة والفهم سنتبارك ليس فقط بارشاد اضافي بل ببركة اللّٰه للحياة الابدية.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة