مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«ساعته لم تكن قد اتت بعد»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٠ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • ‏«ساعته لم تكن قد اتت بعد»‏

      ‏«لم يُلقِ احد يدا عليه،‏ لأن ساعته لم تكن قد اتت بعد».‏ —‏ يوحنا ٧:‏٣٠‏.‏

      ١ ايّ عاملَين وجَّها مسلك يسوع؟‏

      قال يسوع المسيح لرسله:‏ «ابن الانسان لم يأت ليُخدَم،‏ بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين».‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨‏)‏ وقال للحاكم الروماني بُنطيوس بيلاطس:‏ «لهذا ولدتُ،‏ ولهذا اتيتُ الى العالم،‏ لأشهد للحق».‏ (‏يوحنا ١٨:‏٣٧‏)‏ فقد عرف بالضبط لماذا سيموت وأيّ عمل لزم ان ينجزه قبل موته.‏ وعرف ايضا كم من الوقت لديه لينجز مهمته.‏ فخدمته على الارض بصفته المسيّا كانت ستدوم ثلاث سنوات ونصفا فقط،‏ ابتداء من معموديته بالماء في نهر الاردن (‏سنة ٢٩ ب‌م)‏ عند بداية الاسبوع الـ‍ ٧٠ الرمزي المنبإ به حتى موته على خشبة الآلام في وسط هذا الاسبوع (‏سنة ٣٣ ب‌م)‏.‏ (‏دانيال ٩:‏٢٤-‏٢٧؛‏ متى ٣:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ٢٠:‏١٧-‏١٩‏)‏ وهكذا من حيث الاساس،‏ هنالك عاملان وجَّها مسلك يسوع بكامله على الارض:‏ القصد من مجيئه والاحساس الشديد بالوقت.‏

      ٢ كيف يُصوَّر يسوع المسيح في الاناجيل،‏ وكيف اظهر انه مدرك لمهمته؟‏

      ٢ تصوِّر روايات الاناجيل يسوع المسيح على انه صاحب همة عالية سافر في طول فلسطين وعرضها،‏ معلنا بشارة ملكوت اللّٰه وصانعا قوات كثيرة.‏ وقد قيل عنه في اوائل خدمته الناشطة:‏ «ساعته لم تكن قد اتت بعد».‏ وقال يسوع نفسه هذه العبارة:‏ «وقتي لم يتم بعد».‏ وقُرابة نهاية خدمته،‏ استخدم هذا التعبير:‏ «قد اتت الساعة».‏ (‏يوحنا ٧:‏٨،‏ ٣٠؛‏ ١٢:‏٢٣‏)‏ فلا بد ان إدراكه للساعة،‏ او الوقت لعمله المعيّن،‏ بما في ذلك موته الفدائي،‏ اثّر في ما قاله وفعله.‏ ومعرفة ذلك يمكن ان تعطينا بصيرة في شخصيته وطريقة تفكيره،‏ مما يساعدنا على ‹اتِّباع خطواته› بدقة اكبر.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏

      مصمِّم على فعل مشيئة اللّٰه

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ ماذا يحدث في وليمة عرس في قانا؟‏ (‏ب)‏ لماذا يعترض ابن اللّٰه على اقتراح مريم انه ينبغي ان يفعل شيئا بشأن النقص في الخمر،‏ وماذا نتعلم من ذلك؟‏

      ٣ انها السنة ٢٩ ب‌م.‏ ولم تمرّ سوى ايام قليلة على اختيار يسوع لتلاميذه الاولين.‏ وها هم الآن قد اتوا الى قرية قانا في اقليم الجليل لحضور وليمة عرس.‏ ومريم ام يسوع هي هنا ايضا.‏ ولأنه لم يعد هنالك الكثير من الخمر،‏ تقترح مريم ان يفعل ابنها شيئا،‏ قائلة له:‏ «ليس عندهم خمر».‏ لكنَّ يسوع يجيب:‏ «ما لي ولكِ يا امرأة؟‏ لم تأتِ ساعتي بعد».‏ —‏ يوحنا ١:‏٣٥-‏٥١؛‏ ٢:‏١-‏٤‏.‏

      ٤ ان جواب يسوع:‏ «ما لي ولكِ يا امرأة؟‏» هو اسلوب لسؤال كان يُستعمل قديما للدلالة على الاعتراض على ما هو مُقترَح.‏ ولماذا يعترض يسوع على كلمات مريم؟‏ ان عمره الآن ٣٠ سنة وقد اعتمد منذ بضعة اسابيع،‏ مُسح بالروح القدس،‏ وقدَّمه يوحنا المعمدان على انه «حمل اللّٰه الذي يرفع خطية العالم».‏ (‏يوحنا ١:‏٢٩-‏٣٤؛‏ لوقا ٣:‏٢١-‏٢٣‏)‏ فيجب الآن ان يأخذ الارشاد من المتسلط الاسمى الذي ارسله.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ فلا احد،‏ حتى ولا احد افراد عائلته الاقربين،‏ يُسمح له بالتدخل في ما هو آتٍ لإنجازه على الارض.‏ فما اشدّ التصميم على فعل مشيئة ابيه الذي يعبِّر عنه في جوابه لمريم!‏ على نحو مماثل،‏ لنصمِّم على إتمام ‹التزامنا كله› تجاه اللّٰه.‏ —‏ جامعة ١٢:‏١٣‏،‏ ع‌ج.‏

      ٥ اية عجيبة يصنعها يسوع المسيح في قانا،‏ وأيّ اثر تتركه في الآخرين؟‏

      ٥ اذ تفهم مريم هدف كلمات يسوع،‏ تتنحى جانبا على الفور وتقول للخدام:‏ «مهما يقلْ لكم فافعلوا».‏ فيحلّ يسوع المشكلة عندما يقول للخدام ان يملأوا الجرار بالماء،‏ ثم يحوِّل الماء الى اجود انواع الخمر.‏ وهذه هي فاتحة عجائب يسوع،‏ التي تعطي الدليل ان روح اللّٰه هو عليه.‏ ويتقوى ايمان التلاميذ الجدد عندما يرون هذه العجيبة.‏ —‏ يوحنا ٢:‏٥-‏١١‏.‏

      غيور لبيت يهوه

      ٦ لماذا يحتدم يسوع غيظا مما يراه في هيكل اورشليم،‏ وأيّ اجراء يتَّخذه؟‏

      ٦ يحلّ ربيع سنة ٣٠ ب‌م،‏ فيذهب يسوع ورفقاؤه الى اورشليم للاحتفال بالفصح.‏ وهناك،‏ يرى تلاميذه قائدهم يتصرف كما لم يسبق ان فعل.‏ فالتجار اليهود الجشعون يبيعون الحيوانات والطيور من اجل الذبائح داخل الهيكل.‏ ويفرضون اثمانا باهظة جدا على العبّاد اليهود الامناء،‏ مما يدفع يسوع المحتدم غيظا الى اتِّخاذ الاجراء.‏ فيصنع سوطا من حبال،‏ يطرد الباعة،‏ يكبّ نقود الصيارفة،‏ ويقلب موائدهم.‏ ويأمر باعة الحمام:‏ «ارفعوا هذه من هنا!‏».‏ وعندما يرى تلاميذه تصرفه الحماسي هذا،‏ يتذكرون النبوة عن ابن اللّٰه:‏ «الغيرة على بيتك ستأكلني».‏ (‏يوحنا ٢:‏١٣-‏١٧؛‏ مزمور ٦٩:‏٩‏)‏ نحن ايضا ينبغي ان نمتلك الغيرة ونحترز من السماح للميول العالمية بتلويث عبادتنا.‏

      ٧ (‏أ)‏ ماذا يحثّ نيقوديموس على زيارة المسيّا؟‏ (‏ب)‏ ماذا نتعلم من شهادة يسوع لامرأة سامرية؟‏

      ٧ يصنع يسوع وهو في اورشليم آيات لافتة للنظر،‏ فيؤمن به كثيرون.‏ حتى ان نيقوديموس،‏ وهو عضو من السنهدريم،‏ او المحكمة اليهودية العليا،‏ يتأثر به ويأتي اليه ليلا ليتعلم المزيد.‏ ثم يبقى يسوع وتلاميذه في «بلاد اليهودية» ثمانية اشهر تقريبا للكرازة والتلمذة.‏ ولكن بعد سجن يوحنا المعمدان،‏ يتركون اليهودية ويمضون الى الجليل.‏ وفيما هم يجتازون كورة السامرة،‏ ينتهز يسوع الفرصة ليقدِّم شهادة شاملة لامرأة سامرية.‏ وهذا ما يمهِّد الطريق ليصير سامريون كثيرون مؤمنين.‏ فلنتحيَّن نحن ايضا الفرص للتكلم عن الملكوت.‏ —‏ يوحنا ٢:‏٢٣؛‏ ٣:‏١-‏٢٢؛‏ ٤:‏١-‏٤٢؛‏ مرقس ١:‏١٤‏.‏

      التعليم الشامل في الجليل

      ٨ ايّ عمل يبدأه يسوع في الجليل؟‏

      ٨ قبل ان تأتي «ساعة» موت يسوع،‏ هنالك الكثير للقيام به في خدمة ابيه السماوي.‏ ففي الجليل،‏ يبدأ خدمة اوسع من الخدمة التي قام بها في اليهودية وأورشليم.‏ فيطوف «في كل الجليل،‏ يعلِّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويبرئ شتى العلل والعاهات في الشعب».‏ (‏متى ٤:‏٢٣‏)‏ وكلماته التي تحثّ على العمل:‏ «توبوا،‏ فقد اقترب ملكوت السموات» تدوّي في كل الكورة.‏ (‏متى ٤:‏١٧‏)‏ وبعد عدة اشهر،‏ يأتي تلميذان من تلاميذ يوحنا المعمدان من اجل اخذ تقرير مباشر عن يسوع،‏ فيقول لهما:‏ «اذهبا وأخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما:‏ العمي يبصرون،‏ والعرج يمشون،‏ والبرص يطهرون،‏ والصم يسمعون،‏ والاموات يقومون،‏ والفقراء يبشَّرون.‏ وسعيد هو الذي لم يعثر فيّ».‏ —‏ لوقا ٧:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ٩ لماذا تتقاطر الجموع الى المسيح يسوع،‏ وأيّ درس نستمده من ذلك؟‏

      ٩ ‹تذيع اخبار يسوع الحسنة في كل الكورة المحيطة›،‏ وتتقاطر اليه جموع كثيرة من الجليل ودكابوليس وأورشليم واليهودية ومن الضفة الاخرى للاردن.‏ (‏لوقا ٤:‏١٤،‏ ١٥؛‏ متى ٤:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وهم يأتون اليه ليس بسبب شفاءاته العجائبية فقط بل ايضا بسبب تعاليمه الرائعة.‏ فرسالته جذابة ومشجِّعة.‏ (‏متى ٥:‏١–‏٧:‏٢٧‏)‏ وكلماته مسرّة ومبهجة.‏ (‏لوقا ٤:‏٢٢‏)‏ و ‹تذهل الجموع من طريقة تعليمه›،‏ لأنه يتكلم من الاسفار المقدسة بسلطة.‏ (‏متى ٧:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ لوقا ٤:‏٣٢‏)‏ فمَن لا ينجذب الى رجل كهذا؟‏ فلنُنمِّ نحن ايضا فن التعليم بحيث ينجذب المستقيمو القلوب الى الحق.‏

      ١٠ لماذا حاول مواطنو الناصرة قتل يسوع،‏ ولماذا فشلوا؟‏

      ١٠ ولكن ليس كل سامعي يسوع متجاوبين.‏ ففي اوائل خدمته،‏ كانت هنالك محاولة لقتله وهو يعلِّم في مجمع بلدته في الناصرة.‏ فرغم ان مواطنيه تعجبوا من ‹كلماته المسرّة›،‏ ارادوا ان يروا العجائب.‏ لكنه بدلا من صنع قوات كثيرة هناك،‏ شهَّر انانيتهم وعدم ايمانهم.‏ فامتلأ الذين في المجمع غضبا وقاموا وقبضوا عليه وأسرعوا به الى منحدر جبل لكي يطرحوه الى اسفل.‏ لكنه افلت منهم وهرب سالما.‏ فلم تكن ‹ساعة› موته قد اتت بعد.‏ —‏ لوقا ٤:‏١٦-‏٣٠‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ لماذا يأتي بعض القادة الدينيين ليستمعوا الى يسوع؟‏ (‏ب)‏ لماذا يُتَّهم يسوع بنقض السبت؟‏

      ١١ والقادة الدينيون —‏ الكتبة،‏ الفريسيون،‏ الصدوقيون،‏ وغيرهم —‏ غالبا ما يكونون حاضرين حيث يكرز يسوع.‏ وكثيرون منهم لا يأتون للاصغاء والتعلم بل لإيجاد ذنب فيه وإيقاعه في شرك.‏ (‏متى ١٢:‏٣٨؛‏ ١٦:‏١؛‏ لوقا ٥:‏١٧؛‏ ٦:‏١،‏ ٢‏)‏ مثلا،‏ خلال زيارته لأورشليم للاحتفال بالفصح سنة ٣١ ب‌م،‏ يشفي رجلا مصابا بمرض منذ ٣٨ سنة.‏ فيتَّهمه القادة الدينيون اليهود بنقض السبت.‏ فيجيبهم:‏ «ابي ما زال يعمل حتى الآن وأنا لا أزال أعمل».‏ لذلك يتَّهمه اليهود الآن بالتجديف لادِّعائه انه ابن اللّٰه اذ دعا اللّٰه اباه.‏ ويسعون الى قتله،‏ ولكنه يترك اورشليم مع تلاميذه ويذهب الى الجليل.‏ وعلى نحو مماثل،‏ من الحكمة ان نتجنب المواجهة غير الضرورية مع المقاومين فيما نكرِّس طاقتنا للكرازة بالملكوت وعمل التلمذة.‏ —‏ يوحنا ٥:‏١-‏١٨؛‏ ٦:‏١‏.‏

      ١٢ الى ايّ مدى تكون شهادة يسوع في الجليل شاملة؟‏

      ١٢ بعدئذ،‏ تقتصر معظم خدمة يسوع لنحو سنة ونصف على الجليل.‏ ولا يزور اورشليم إلا ليحضر احتفالات اليهود السنوية الثلاثة.‏ وكمجموع،‏ يقوم بثلاث جولات تبشيرية في الجليل:‏ الاولى مع ٤ تلاميذ جدد،‏ الثانية مع الرسل الـ‍ ١٢،‏ وجولة موسَّعة يُرسَل فيها الرسل المدرَّبون ايضا.‏ فيا للشهادة الشاملة للحق التي تُعطى في الجليل!‏ —‏ متى ٤:‏١٨-‏٢٥؛‏ لوقا ٨:‏١-‏٣؛‏ ٩:‏١-‏٦‏.‏

      الشهادة بشجاعة في اليهودية وپيريا

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ في اية مناسبة يسعى اليهود الى الامساك بيسوع؟‏ (‏ب)‏ لماذا لم يستطع الشُّرَط القبض على يسوع؟‏

      ١٣ انه خريف سنة ٣٢ ب‌م و «ساعة» يسوع لم تحن بعد.‏ وبما ان عيد الخيام قريب،‏ فإن اخوته يحثونه قائلين:‏ «انتقل من هنا واذهب الى اليهودية».‏ فهم يريدون ان يُظهِر يسوع قواته العجائبية لكل المجتمعين في العيد في اورشليم.‏ لكنَّه يدرك الخطر،‏ فيقول لإخوته:‏ «انا لست بصاعد بعد الى هذا العيد،‏ لأن وقتي لم يتمّ بعد».‏ —‏ يوحنا ٧:‏١-‏٨‏.‏

      ١٤ يتأخر يسوع بعض الوقت في الجليل،‏ ثم يذهب الى اورشليم «ليس علنا،‏ بل كأنه في الخفاء».‏ واليهود يفتشون عنه في العيد قائلين:‏ «اين ذلك الرجل؟‏».‏ وعندما ينتصف العيد،‏ يصعد يسوع الى الهيكل ويبتدئ يعلِّم بشجاعة.‏ فيسعون الى الامساك به،‏ ربما ليضعوه في السجن او ليقتلوه.‏ لكنهم يفشلون لأن ‹ساعته لم تأتِ بعد›.‏ ويؤمن به كثيرون.‏ حتى ان الشُّرَط الذين ارسلهم الفريسيون ليمسكوه يرجعون صَفْرَ الايدي،‏ قائلين:‏ «لم يتكلم قط إنسان غيره هكذا».‏ —‏ يوحنا ٧:‏٩-‏١٤،‏ ٣٠-‏٤٦‏.‏

      ١٥ لماذا يرفع اليهود حجارة ليرموا بها يسوع،‏ وأية حملة كرازية يبدأ بها بعد ذلك؟‏

      ١٥ تستمر المواجهات بين يسوع ومقاوميه اليهود فيما يعلِّم عن ابيه في الهيكل خلال العيد.‏ وفي اليوم الاخير من العيد،‏ يرفع اليهود حجارة ليرموه بها لأنهم اغتاظوا من عباراته عن وجوده السابق لبشريته.‏ لكنه يتوارى ويفلت منهم دون ان يصيبه اي اذى.‏ (‏يوحنا ٨:‏١٢-‏٥٩‏)‏ ويبقى خارج اورشليم،‏ ويبدأ بحملة شهادة مكثَّفة في اليهودية.‏ ثم يختار ٧٠ تلميذا ويرسلهم،‏ بعد ارشادهم،‏ اثنين اثنين للعمل في المقاطعة.‏ فيذهبون قدامه الى كل موضع ومدينة حيث كان يخطط هو ورسله ان يذهبوا.‏ —‏ لوقا ١٠:‏١-‏٢٤‏.‏

      ١٦ من ايّ خطر يفلت يسوع في عيد التكريس،‏ وبأيّ عمل ينشغل مجددا؟‏

      ١٦ في شتاء سنة ٣٢ ب‌م،‏ تصير «ساعة» يسوع اقرب.‏ انه في اورشليم للاحتفال بعيد التكريس،‏ ولا يزال اليهود يسعون الى قتله.‏ فيحيطون به وهو يمشي في رواق الهيكل،‏ ويتَّهمونه مجدَّدا بالتجديف ويرفعون حجارة ليقتلوه.‏ لكنه يهرب كالمرات السابقة.‏ وسرعان ما يمشي في الطريق ويعلِّم،‏ وهذه المرة من مدينة الى مدينة ومن قرية الى قرية في كورة پيريا،‏ عبر الاردن مقابل اليهودية.‏ فيؤمن به كثيرون،‏ لكنَّ خبرا عاجلا يتعلق بصديقه الحبيب لَعازر يستدعيه للرجوع الى اليهودية.‏ —‏ لوقا ١٣:‏٣٣؛‏ يوحنا ١٠:‏٢٠-‏٤٢‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ اية رسالة عاجلة يتسلمها يسوع وهو يكرز في پيريا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُظهِر ان يسوع يدرك القصد من الاجراء الذي يجب ان يتَّخذه ومن توقيت الاحداث؟‏

      ١٧ والرسالة العاجلة هي من اختَي لَعازر مرثا ومريم،‏ الساكنتين في بيت عنيا في اليهودية.‏ يقول المُرسَل:‏ «يا رب،‏ ها ان الذي تكن له مودة مريض».‏ فيجيب يسوع:‏ «هذا المرض لا يؤول الى الموت،‏ بل هو لمجد اللّٰه،‏ لكي يتمجد ابن اللّٰه به».‏ ولهذا الهدف،‏ يتعمّد يسوع البقاء حيث هو يومين.‏ ثم يقول لتلاميذه:‏ «لنذهب ثانية الى اليهودية».‏ فيجيبونه غير مصدقين ما يسمعونه:‏ «رابِّي،‏ قبل قليل كان الذين من اليهودية يطلبون ان يرجموك،‏ أفتذهب ثانية الى هناك؟‏».‏ لكنَّ يسوع يدرك ان ما تبقى من ‹ساعات النهار›،‏ اي الوقت الذي عيَّنه له اللّٰه لخدمته الارضية،‏ هو قصير.‏ وهو يعرف تماما ما يجب فعله ولماذا.‏ —‏ يوحنا ١١:‏١-‏١٠‏.‏

      عجيبة لا يمكن تجاهلها

      ١٨ ماذا يكون الوضع عندما يصل يسوع الى بيت عنيا،‏ وماذا يحصل بعد وصوله؟‏

      ١٨ ان مرثا هي اول مَن يلاقي يسوع في بيت عنيا،‏ قائلة له:‏ «يا رب،‏ لو كنتَ هنا،‏ لما مات اخي».‏ ثم تتبعها مريم مع الذين اتوا الى بيتهما والجميع يبكون.‏ فيسأل يسوع:‏ «اين وضعتموه؟‏».‏ فيجيبونه:‏ «يا رب،‏ تعال وانظر».‏ وعندما يصلون الى القبر التذكاري —‏ مغارة وُضع على فتحتها حجر —‏ يقول:‏ «ارفعوا الحجر».‏ فلا تفهم مرثا ما ينوي ان يفعله يسوع.‏ لذلك تعترض قائلة:‏ «يا رب،‏ لقد انتن،‏ فإن له اربعة ايام».‏ لكنَّ يسوع يسأل:‏ «ألم أقل لكِ انكِ إنْ آمنتِ ترين مجد اللّٰه؟‏».‏ —‏ يوحنا ١١:‏١٧-‏٤٠‏.‏

      ١٩ لماذا يصلّي يسوع علنا قبل إقامة لَعازر؟‏

      ١٩ فيما يُرفَع الحجر الذي يغطي مدخل قبر لَعازر،‏ يصلّي يسوع بصوت عالٍ لكي يعرف الناس ان ما سينجزه هو بقوة اللّٰه.‏ ثم يصرخ بصوت عالٍ:‏ «لَعازر،‏ هلمّ خارجا!‏».‏ فيخرج لَعازر ورجلاه ويداه لا تزال مربوطات بلفائف الدفن ووجهه مغطى بمنديل.‏ فيقول يسوع:‏ «حلّوه ودعوه يذهب».‏ —‏ يوحنا ١١:‏٤١-‏٤٤‏.‏

      ٢٠ كيف يتجاوب الذين يرون إقامة يسوع للَعازر؟‏

      ٢٠ ان كثيرين من اليهود الذين اتوا لتعزية مرثا ومريم يؤمنون بيسوع عندما يرون هذه العجيبة.‏ أما الآخرون فيذهبون ليخبروا الفريسيين بما حصل.‏ وما هو ردّ فعلهم؟‏ فورا،‏ يدعون هم وكبار الكهنة الى اجتماع طارئ للسنهدريم.‏ وبذعر يقولون:‏ «ماذا نعمل،‏ فإن هذا الانسان يصنع آيات كثيرة؟‏ إنْ تركناه هكذا،‏ يؤمن به الجميع،‏ فيأتي الرومان ويأخذون موضعنا وأمتنا».‏ لكنَّ رئيس الكهنة قيافا يقول لهم:‏ «لا تفتكرون انه لمنفعتكم ان يموت انسان واحد عن الشعب ولا تهلك الامة كلها».‏ فمن ذلك اليوم يتشاورون ليقتلوه.‏ —‏ يوحنا ١١:‏ ٤٥-‏٥٣‏.‏

      ٢١ ايّ امر تكون عجيبة إقامة لَعازر مقدمة له؟‏

      ٢١ وهكذا،‏ بتأخير يسوع وصوله الى بيت عنيا،‏ يتمكن من صنع عجيبة لا يمكن تجاهلها.‏ فبقوة اللّٰه،‏ يقيم رجلا ميتا منذ اربعة ايام.‏ حتى السنهدريم العالي المقام صار الآن مُجبَرا على ملاحظة صانع العجائب وإصدار حكم الموت عليه!‏ وهكذا تخدم هذه العجيبة كمقدمة لنقطة تحوّل مهمة في خدمة يسوع:‏ انتقال من الفترة حين «ساعته لم تكن قد اتت بعد» الى الوقت حين «اتت الساعة».‏

  • ‏«قد اتت الساعة!‏»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٠ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • ‏«قد اتت الساعة!‏»‏

      ‏«ساعته قد اتت لينتقل من هذا العالم الى الآب».‏ —‏ يوحنا ١٣:‏١‏.‏

      ١ اية تخمينات تمتلئ بها اورشليم فيما يقترب فصح سنة ٣٣ ب‌م،‏ ولماذا؟‏

      شرع يسوع عند معموديته سنة ٢٩ ب‌م في مسلك كان سيؤدي الى «ساعة» موته،‏ قيامته،‏ وتمجيده.‏ انه الآن ربيع سنة ٣٣ ب‌م،‏ ولم تمرّ سوى اسابيع قليلة منذ تشاور السنهدريم،‏ المحكمة اليهودية العليا،‏ لقتله.‏ فترك اورشليم وذهب الى الارياف عبر نهر الاردن اذ علم بخطتهم،‏ ربما من نيقوديموس،‏ وهو عضو في السنهدريم يحب يسوع.‏ ولكن اذ يقترب عيد الفصح،‏ ينتقل كثيرون من الكوَر الى اورشليم فتمتلئ المدينة بالتخمينات عن يسوع.‏ فيسأل الناس بعضهم بعضا:‏ «ما رأيكم؟‏ ألن يأتي الى العيد؟‏».‏ ويزيد كبار الكهنة والفريسيون من التشويق عندما يُصدِرون الاوامر ان مَن يراه عليه إخبارهم بمكان وجوده.‏ —‏ يوحنا ١١:‏٤٧-‏٥٧‏.‏

      ٢ ايّ عمل تقوم به مريم يثير جدالا،‏ وإلامَ يشير جواب يسوع دفاعا عنها بشأن ادراكه ‹لساعته›؟‏

      ٢ في ٨ نيسان القمري،‏ قبل الفصح بستة ايام،‏ يعود يسوع الى جوار اورشليم.‏ ويأتي الى بيت عنيا،‏ موطن اصدقائه الاحباء مرثا ومريم ولَعازر،‏ والتي تبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن اورشليم.‏ انه يوم الجمعة مساء،‏ ويقضي يسوع السبت هناك.‏ في المساء التالي،‏ يعترض التلاميذ على استخدام مريم الزيت المعطَّر الكثير الثمن.‏ فيقول لهم:‏ ‹دعوها وشأنها،‏ لكي تراعي هذه العادة ليوم دفني.‏ لأن الفقراء عندكم كل حين،‏ وأما انا فلن اكون عندكم كل حين›.‏ (‏يوحنا ١٢:‏١-‏٨؛‏ متى ٢٦:‏٦-‏١٣‏)‏ وهو يقول ذلك لأنه يعرف ان «ساعته قد اتت لينتقل من هذا العالم الى الآب».‏ (‏يوحنا ١٣:‏١‏)‏ فبعد خمسة ايام سوف «يبذل نفسه فدية عن كثيرين».‏ (‏مرقس ١٠:‏٤٥‏)‏ ومن هذا الوقت فصاعدا،‏ يؤثر الشعور بالالحاح في كل ما يفعله ويعلِّمه.‏ فما اروع المثال الذي يزوِّده ذلك لنا فيما ننتظر بتوق نهاية نظام الاشياء هذا!‏ تأملوا في ما يحدث ليسوع في اليوم التالي.‏

      يوم دخول يسوع الظافر

      ٣ (‏أ)‏ كيف يدخل يسوع الى اورشليم يوم الاحد في ٩ نيسان القمري،‏ وكيف يتجاوب معظم الجمع حوله؟‏ (‏ب)‏ بماذا يجيب يسوع الفريسيين الذين يتذمرون بشأن الجمع؟‏

      ٣ يوم الاحد في ٩ نيسان القمري،‏ يأتي يسوع ظافرا الى اورشليم.‏ وفيما هو يقترب من المدينة على جحش ابن اتان إتماما لزكريا ٩:‏٩‏،‏ يفرش معظم الجمع ارديتهم في الطريق ويقطع آخرون اغصانا من الاشجار ويفرشونها ويصرخون:‏ «مبارك الآتي ملكا باسم يهوه!‏».‏ يريد بعض الفريسيين من الجمع ان ينتهر يسوع تلاميذه.‏ لكنَّ يسوع يجيب:‏ «اقول لكم:‏ ان بقي هؤلاء ساكتين،‏ فالحجارة تصرخ».‏ —‏ لوقا ١٩:‏٣٨-‏٤٠؛‏ متى ٢١:‏٦-‏٩‏.‏

      ٤ لماذا ترتج اورشليم عندما يدخل يسوع اليها؟‏

      ٤ منذ اسابيع قليلة،‏ رأى كثيرون من الجمع كيف اقام يسوع لَعازر.‏ ولا يزالون يخبرون الآخرين بهذه العجيبة.‏ لذلك عندما يدخل يسوع الى اورشليم،‏ ترتج المدينة كلها،‏ اذ يسأل الناس:‏ «مَن هذا؟‏».‏ وتستمر الجموع تقول:‏ «هذا هو النبي يسوع،‏ من ناصرة الجليل!‏».‏ وعند رؤية ما يحصل،‏ يقول الفريسيون بانزعاج:‏ «هوذا العالم قد ذهب وراءه».‏ —‏ متى ٢١:‏١٠،‏ ١١؛‏ يوحنا ١٢:‏١٧-‏١٩‏.‏

      ٥ ماذا يحدث عندما يذهب يسوع الى الهيكل؟‏

      ٥ يذهب المعلم الكبير يسوع الى الهيكل ليعلِّم كعادته عندما يزور اورشليم.‏ وهناك،‏ يأتي اليه العمي والعرج فيبرئهم.‏ فيغضب كبار الكهنة والكتبة عندما يرون ذلك ويسمعون الصبيان في الهيكل يصرخون:‏ «خلِّص ابن داود!‏».‏ ويعترضون قائلين:‏ «أتسمع ما يقول هؤلاء؟‏».‏ فيجيبهم يسوع:‏ «نعم.‏ أما قرأتم قط:‏ ‹من فم الاطفال والرُّضَّع هيأتَ تسبيحا›؟‏».‏ وفيما يتابع التعليم،‏ يراقب جيدا ما يحدث في الهيكل.‏ —‏ متى ٢١:‏١٥،‏ ١٦؛‏ مرقس ١١:‏١١‏.‏

      ٦ كيف يتصرَّف يسوع الآن خلافا لما فعله سابقا،‏ ولماذا؟‏

      ٦ كم يختلف تصرف يسوع الآن عما فعله منذ ستة اشهر!‏ فقد اتى آنذاك الى اورشليم من اجل الاحتفال بعيد الخيام «ليس علنا،‏ بل كأنه في الخفاء».‏ (‏يوحنا ٧:‏١٠‏)‏ وكان دائما يتَّخذ الاحتياطات لينجو عندما تكون حياته في خطر.‏ اما الآن فهو يدخل علانية الى المدينة حيث صدرت الاوامر بالقبض عليه!‏ ولم يكن ايضا من عادته ان يقول انه المسيّا علنا.‏ (‏اشعياء ٤٢:‏٢؛‏ مرقس ١:‏٤٠-‏٤٤‏)‏ فلم يكن يريد ان تتناقل الالسن دعايةً للفت الانتباه او قصصا مشوَّهة عنه.‏ أما الآن فالجموع تُعلِن على الملإ انه ملك ومخلِّص —‏ المسيّا —‏ وهو يرفض طلب القادة الدينيين ان يُسكتهم!‏ ولماذا هذا التغيير؟‏ لأنه «قد اتت الساعة ليمجَّد ابن الانسان»،‏ كما سيعلن هو في اليوم التالي.‏ —‏ يوحنا ١٢:‏٢٣‏.‏

      عمل جريء —‏ ثم تعاليم منقذة للحياة

      ٧،‏ ٨ كيف تعكس تصرفات يسوع في ١٠ نيسان القمري،‏ سنة ٣٣ ب‌م،‏ ما فعله في الهيكل في فصح سنة ٣٠ ب‌م؟‏

      ٧ عندما يصل يسوع الى الهيكل يوم الاثنين في ١٠ نيسان القمري،‏ يتصرف وفقا لما رآه بعد ظهر اليوم السابق.‏ فيبتدئ ‹يطرد الذين يبيعون ويشترون في الهيكل،‏ ويقلب موائد الصيارفة ومقاعد باعة الحمام؛‏ ولا يدع احدا يجتاز الهيكل وهو يحمل مَتاعا›.‏ ويدينهم معلنا:‏ «أما هو مكتوب:‏ ‹سيُدعى بيتي بيت صلاة لجميع الأمم›؟‏ وأما انتم فجعلتموه مغارة لصوص».‏ —‏ مرقس ١١:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ٨ تعكس تصرفات يسوع ما فعله منذ ثلاث سنوات عندما زار الهيكل في فصح سنة ٣٠ ب‌م.‏ لكنَّ الشجب اشدّ هذه المرة.‏ فهو يشير الى التجار في الهيكل على انهم «لصوص».‏ (‏لوقا ١٩:‏٤٥،‏ ٤٦؛‏ يوحنا ٢:‏١٣-‏١٦‏)‏ وهم لصوص لأنهم يطلبون اثمانا باهظة من الذين يضطرون ان يشتروا الحيوانات من اجل الذبائح.‏ فيسمع كبار الكهنة والكتبة وأعيان الشعب بما يفعله يسوع ويسعون مجدَّدا الى قتله.‏ رغم ذلك،‏ لا يعرفون كيف يتخلصون منه لأن الشعب كله متعلق به ليسمع له لأنه مذهول من تعليمه.‏ —‏ مرقس ١١:‏١٨؛‏ لوقا ١٩:‏٤٧،‏ ٤٨‏.‏

      ٩ ايّ درس يعلِّمه يسوع،‏ وأية دعوة يوجِّهها الى سامعيه في الهيكل؟‏

      ٩ يستمر يسوع في التعليم في الهيكل ويعلن:‏ «قد اتت الساعة ليمجَّد ابن الانسان».‏ فهو يعرف ان اياما قليلة فقط لا تزال متبقية من حياته البشرية.‏ ثم يقول ان حبة الحنطة يجب ان تموت لكي تحمل ثمرا،‏ مما يشير الى موته وصيرورته وسيلة لمنح الحياة الابدية للآخرين.‏ بعدئذ،‏ يوجِّه دعوة الى سامعيه قائلا:‏ «إنْ اراد احد ان يخدمني،‏ فليتبعني،‏ وحيث اكون انا فهناك يكون خادمي ايضا.‏ إنْ اراد احد ان يخدمني،‏ يكرمه الآب».‏ —‏ يوحنا ١٢:‏٢٣-‏٢٦‏.‏

      ١٠ ما هو شعور يسوع حيال الموت الاليم الذي ينتظره؟‏

      ١٠ اذ يفكر يسوع في موته الاليم الذي سيكون بعد اربعة ايام،‏ يمضي قائلا:‏ «الآن نفسي مضطربة،‏ فماذا اقول؟‏ ايها الآب،‏ خلِّصني من هذه الساعة».‏ لكنَّ ما ينتظره لا يمكن تفاديه.‏ لذلك يقول:‏ «ولكن لأجل هذا اتيتُ الى هذه الساعة».‏ فهو موافق على ترتيب اللّٰه بكامله ومصمِّم ان يدع المشيئة الالهية توجِّه تصرفاته الى ان يموت موتا فدائيا.‏ (‏يوحنا ١٢:‏٢٧‏)‏ فما اروع المثال الذي يرسمه لنا:‏ الاذعان التام للمشيئة الالهية!‏

      ١١ ماذا يعلِّم يسوع الجمع الذي سمع صوتا من السماء؟‏

      ١١ ان ما يهم يسوع كثيرا هو كيف سيؤثر موته في سمعة ابيه.‏ لذلك يصلّي:‏ «ايها الآب،‏ مجِّد اسمك».‏ ولدهشة الجمع في الهيكل،‏ يأتي صوت من السماء،‏ قائلا:‏ «مجَّدته وسأمجِّده ايضا».‏ فينتهز المعلِّم الكبير هذه الفرصة ليخبر الجمع لماذا سُمع هذا الصوت،‏ النتائج التي سيجلبها موته،‏ ولماذا تلزمهم ممارسة الايمان.‏ (‏يوحنا ١٢:‏٢٨-‏٣٦‏)‏ صحيح ان اليومَين الماضيَين كانا زاخرَين بالنشاط،‏ لكنَّ يوما حاسما لا يزال يكمن امامه.‏

      يوم ملآن بالشجب

      ١٢ كيف يحاول القادة الدينيون يوم الثلاثاء في ١١ نيسان القمري ايقاع يسوع في شرك،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ١٢ يوم الثلاثاء في ١١ نيسان القمري،‏ يذهب يسوع مرة اخرى الى الهيكل ليعلِّم.‏ والجمهور الموجود عدائي.‏ ويشير كبار الكهنة وشيوخ الشعب الى تصرفات يسوع في اليوم السابق،‏ ويسألونه:‏ «بأية سلطة تفعل هذا؟‏ ومَن اعطاك هذه السلطة؟‏».‏ فيُربِكهم المعلِّم البارع بجوابه ويعطيهم ثلاثة امثال حيّة —‏ اثنان منها عن كرم وواحد عن وليمة عرس —‏ تفضح مقاوميه وتوضح كم هم اشرار.‏ فيغتاظ القادة الدينيون مما يسمعونه،‏ ويريدون القبض عليه لكنهم يخافون من الجموع الذين يعتبرونه نبيا.‏ لذلك يحاولون ايقاعه بكلامه ليقبضوا عليه.‏ لكنَّ الاجابات التي يعطيها تُسكِتهم.‏ —‏ متى ٢١:‏٢٣–‏٢٢:‏٤٦‏.‏

      ١٣ اية نصيحة يعطيها يسوع لسامعيه بشأن الكتبة والفريسيين؟‏

      ١٣ بما ان الكتبة والفريسيين يدّعون انهم يعلِّمون شريعة اللّٰه،‏ فإن يسوع يحثّ سامعيه:‏ «افعلوا كل ما يقولونه لكم واحفظوه،‏ ولكن لا تفعلوا حسب اعمالهم،‏ لأنهم يقولون ولا يفعلون».‏ (‏متى ٢٣:‏١-‏٣‏)‏ فما اقوى هذا الشجب العلني!‏ لكنَّ شجب يسوع لم ينتهِ هنا.‏ فهذا هو يومه الاخير في الهيكل،‏ لذلك يشهِّرهم التشهير تلو الآخر،‏ كالرعد المدوّي.‏

      ١٤،‏ ١٥ اية تشهيرات قاسية للكتبة والفريسيين يعلنها يسوع؟‏

      ١٤ يقول يسوع ست مرات:‏ «ويل لكم،‏ ايها الكتبة والفريسيون المراؤون!‏».‏ ويوضح ان ذلك هو لأنهم يغلقون ملكوت السموات قدام الناس،‏ ولا يسمحون للذين في طريقهم للدخول بأن يدخلوا.‏ وهؤلاء المراؤون يجوبون البحر واليابسة ليصنعوا متهوِّدا واحدا،‏ ولكن ليجعلوه عرضة للابادة الابدية.‏ وفي حين انهم يحرصون على تقديم العشر،‏ فهم يتجاهلون «اثقل ما في الشريعة،‏ اي العدل والرحمة والامانة».‏ وهم يطهِّرون «خارج الكأس والصحن،‏ وهما في الداخل مملوآن نهبا وتطرفا»،‏ مما يشير ان نتانتهم وفسادهم الداخليَّين مخبآ‌ن وراء مظهر التقوى الخارجي.‏ وعلاوة على ذلك،‏ انهم على استعداد لبناء قبور الانبياء وزخرفتها ليلفتوا الانتباه الى اعمالهم الخيرية،‏ في حين انهم «ابناء الذين اقترفوا جرائم قتل الانبياء».‏ —‏ متى ٢٣:‏١٣-‏١٥،‏ ٢٣-‏٣١‏.‏

      ١٥ وإذ يدين يسوع مقاوميه لأنهم لا يملكون قيَما روحية،‏ يقول:‏ «ويل لكم،‏ ايها القادة العميان».‏ انهم عميان ادبيا لأنهم يشدِّدون على ذهب الهيكل اكثر من القيمة الروحية لمكان العبادة هذا.‏ ويمضي ليتفوَّه بأقوى ما تفوه به من كلمات شجب،‏ قائلا:‏ «ايها الحيات سلالة الافاعي،‏ كيف تهربون من دينونة جهنا؟‏».‏ فهو يقول لهم ان اتِّباعهم مسلكهم الشرير سيؤدي بهم الى الهلاك الابدي.‏ (‏متى ٢٣:‏١٦-‏٢٢،‏ ٣٣‏)‏ فلنُظهِر نحن ايضا الشجاعة في إعلان رسالة الملكوت،‏ حتى عندما تشمل رسالتنا تشهير الدين الباطل.‏

      ١٦ اية نبوة مهمة يعطيها يسوع لتلاميذه فيما هم جالسون على جبل الزيتون؟‏

      ١٦ يغادر يسوع الآن الهيكل ويصعد الى جبل الزيتون مع رسله عند العصر.‏ وبينما هو جالس هناك،‏ يعطي النبوة عن دمار الهيكل وعلامة حضوره واختتام نظام الاشياء.‏ وتحمل هذه الكلمات النبوية مغزى لوقتنا الحاضر.‏ وفي هذا المساء،‏ يقول يسوع لتلاميذه ايضا:‏ «تعرفون انه بعد يومين يكون الفصح،‏ وابن الانسان سيُسلَّم ليعلَّق على خشبة».‏ —‏ متى ٢٤:‏١-‏١٤؛‏ ٢٦:‏١،‏ ٢‏.‏

      يسوع ‹يحب خاصته الى النهاية›‏

      ١٧ (‏أ)‏ ايّ درس يعلِّمه يسوع للـ‍ ١٢ خلال الفصح في ١٤ نيسان القمري؟‏ (‏ب)‏ اية ذِكرى يؤسسها يسوع بعد صرْف يهوذا الاسخريوطي؟‏

      ١٧ في اليومين التاليين —‏ ١٢ و ١٣ نيسان القمري —‏ لا يظهر يسوع علنا في الهيكل.‏ فالقادة الدينيون يسعون الى قتله،‏ وهو لا يريد ان يعيق شيء احتفاله بالفصح مع رسله.‏ عند مغيب الشمس يوم الخميس،‏ يبتدئ ١٤ نيسان القمري الذي يكون آخر يوم في حياة يسوع على الارض كإنسان.‏ وفي هذا المساء،‏ يجتمع يسوع مع رسله الـ‍ ١٢ في بيت في اورشليم حيث أُعدَّ لهم للاحتفال بالفصح.‏ فيحتفلون به معا ويعلِّمهم درسا في التواضع بغسل اقدامهم.‏ ثم يصرف يهوذا الاسخريوطي،‏ الذي وافق على خيانة سيده لقاء ٣٠ قطعة من الفضة —‏ ثمن عبد حسب الشريعة الموسوية.‏ بعدئذ،‏ يؤسس يسوع ذِكرى موته.‏ —‏ خروج ٢١:‏٣٢؛‏ متى ٢٦:‏١٤،‏ ١٥،‏ ٢٦-‏٢٩؛‏ يوحنا ١٣:‏٢-‏٣٠‏.‏

      ١٨ اية تعاليم اضافية يعطيها يسوع بمحبة لرسله الامناء الـ‍ ١١،‏ وكيف يعدّهم لرحيله الوشيك؟‏

      ١٨ بعد تأسيس الذِّكرى،‏ يخوض الرسل جدالا حاميا في مَن منهم هو الاعظم.‏ وبدلا من توبيخهم،‏ يعلِّمهم يسوع بصبر عن قيمة خدمة الآخرين.‏ ثم يصنع معهم عهدا لملكوت تقديرا منه لالتصاقهم به في محنه.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٤-‏٣٠‏)‏ ويوصيهم ايضا ان يحبوا بعضهم بعضا كما احبهم هو.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤‏)‏ ويصرف معهم وقتا طويلا في هذه الغرفة ليعدّهم بمحبة لرحيله الوشيك.‏ فيؤكد لهم صداقته،‏ يشجِّعهم على ممارسة الايمان،‏ ويَعِدهم بمساعدة الروح القدس.‏ (‏يوحنا ١٤:‏١-‏١٧؛‏ ١٥:‏١٥‏)‏ وقبل مغادرة البيت،‏ يلتمس من ابيه:‏ «قد اتت الساعة؛‏ مجِّد ابنك،‏ ليمجِّدك ابنك».‏ لقد أعدّ يسوع رسله لرحيله،‏ ولا شك انه ‹يحب خاصته الى النهاية›.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏١؛‏ ١٧:‏١‏.‏

      ١٩ لماذا يكون يسوع في كرب في بستان جتسيماني؟‏

      ١٩ يصل يسوع ورسله الامناء الـ‍ ١١ ربما بعد منتصف الليل بكثير الى بستان جتسيماني،‏ حيث كثيرا ما ذهب معهم.‏ (‏يوحنا ١٨:‏١،‏ ٢‏)‏ انه سيموت ميتة مجرم حقير بعد ساعات.‏ والكرب الناتج عن هذا الاختبار المُنتظَر وعن امكانية جلب التعيير على ابيه هو شديد جدا حتى ان عرقه وهو يصلّي يصير كقطرات دم نازلة على الارض.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٤١-‏٤٤‏)‏ ثم يقول يسوع لرسله:‏ «قد اتت الساعة .‏ .‏ .‏ ها ان الذي يسلمني قد اقترب».‏ وفيما هو يتكلم بعد،‏ يقترب يهوذا الاسخريوطي مع جمع كبير يحملون مشاعل وسُرُجا وأسلحة من اجل القبض عليه.‏ لكنه لا يقاوم،‏ بل يقول موضحا:‏ «كيف تتم الاسفار المقدسة،‏ انه هكذا لا بد ان يكون؟‏».‏ —‏ مرقس ١٤:‏٤١-‏٤٣؛‏ متى ٢٦:‏٤٨-‏٥٤‏.‏

      تمجيد ابن الانسان

      ٢٠ (‏أ)‏ اية معاملة وحشية يتلقاها يسوع بعد القبض عليه؟‏ (‏ب)‏ لماذا يصرخ يسوع:‏ «قد تمّ» قبل لحظات من موته؟‏

      ٢٠ بعد القبض على يسوع،‏ يتَّهمه شهود زور،‏ يدينه قضاة متحاملون،‏ يحكم عليه بنطيوس بيلاطس،‏ يهزأ به الكهنة والرعاع،‏ ويسخر منه الجنود ويعذِّبونه.‏ (‏مرقس ١٤:‏٥٣-‏٦٥؛‏ ١٥:‏١،‏ ١٥؛‏ يوحنا ١٩:‏١-‏٣‏)‏ وعند انتصاف النهار يوم الجمعة،‏ يكون يسوع معلَّقا على خشبة آلام ويعاني ألما مبرِّحا لأن ثقل جسده يمزِّق جروح المسامير في يديه وقدميه.‏ (‏يوحنا ١٩:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وعند الساعة الثالثة بعد الظهر،‏ يصرخ يسوع:‏ «قد تمّ!‏».‏ نعم،‏ لقد تمَّم كل ما اتى الى الارض ليفعله.‏ وإذ يودع روحه في يدَي اللّٰه،‏ يحني رأسه ويموت.‏ (‏يوحنا ١٩:‏٢٨،‏ ٣٠؛‏ متى ٢٧:‏٤٥،‏ ٤٦؛‏ لوقا ٢٣:‏٤٦‏)‏ ثم في اليوم الثالث،‏ يقيم يهوه ابنه.‏ (‏مرقس ١٦:‏١-‏٦‏)‏ وبعد اربعين يوما من قيامته،‏ يصعد الى السموات ويُمجَّد.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٥؛‏ اعمال ١:‏٣،‏ ٩-‏١٢؛‏ فيلبي ٢:‏٨-‏١١‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة