-
اقوال يسوع تعزز السعادةبرج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
أَقْوَالُ يَسُوعَ تُعَزِّزُ ٱلسَّعَادَةَ
‹صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْجَبَلِ، وَأَتَى إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ، فَأَخَذَ يُعَلِّمُهُمْ›. — مت ٥:١، ٢.
١، ٢ (أ) مَتَى وَأَيْنَ أَلْقَى يَسُوعُ مَوْعِظَتَهُ عَلَى ٱلْجَبَلِ؟ (ب) كَيْفَ يَسْتَهِلُّ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْخُطْبَةَ؟
إِنَّهَا سَنَةُ ٣١ بم، وَقَدِ ٱقْتَرَبَ مَوْعِدُ ٱلْفِصْحِ. فَيَقْطَعُ يَسُوعُ جَوْلَتَهُ ٱلْكِرَازِيَّةَ فِي ٱلْجَلِيلِ لِيُعَيِّدَ فِي أُورُشَلِيمَ. (يو ٥:١) وَلَدَى عَوْدَتِهِ إِلَى ٱلْجَلِيلِ، يَخْتَارُ رُسُلَهُ ٱلـ ١٢ بَعْدَ أَنْ يَقْضِيَ ٱللَّيْلَ كُلَّهُ وَهُوَ يُصَلِّي. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي، يَشْفِي ٱلْمَرْضَى بَيْنَ ٱلْجَمْعِ ٱلَّذِي ٱحْتَشَدَ إِلَيْهِ. ثُمَّ يَجْلِسُ عَلَى مُنْحَدَرٍ مِنَ ٱلْجَبَلِ، بِحُضُورِ تَلَامِيذِهِ وَغَيْرِهِمْ، وَيَبْدَأُ بِتَعْلِيمِهِمْ. — مت ٤:٢٣–٥:٢؛ لو ٦:١٢-١٩.
٢ يَسْتَهِلُّ يَسُوعُ خُطْبَتَهُ — ٱلْمَوْعِظَةَ عَلَى ٱلْجَبَلِ — بِتِسْعِ عِبَارَاتٍ تُظْهِرُ أَنَّ ٱلسَّعَادَةَ تَنْجُمُ عَنِ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْجَيِّدَةِ بِٱللّٰهِ. (اِقْرَأْ متى ٥:١-١٢.) فَٱلسَّعَادَةُ، كَمَا يُعَرِّفُهَا أَحَدُ ٱلْقَوَامِيسِ، هِيَ «حَالَةُ ٱرْتِيَاحٍ تَامٍّ وَشُعُورٍ دَاخِلِيٍّ عَمِيقٍ بِٱلرِّضَى وَٱلْقَنَاعَةِ [فَضْلًا عَنِ] ٱلسُّرُورِ وَٱلِٱنْبِسَاطِ». وَٱلْعِبَارَاتُ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا يَسُوعُ تُشَدِّدُ عَلَى ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَجْعَلُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ سُعَدَاءَ، وَهِيَ لَا تَزَالُ نَافِعَةً ٱلْيَوْمَ مِثْلَمَا كَانَتْ مُنْذُ نَحْوِ ٠٠٠,٢ سَنَةٍ. فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي هذِهِ ٱلْعِبَارَاتِ وَاحِدَةً فَوَاحِدَةً.
«اَلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ»
٣ مَا مَعْنَى إِدْرَاكِ حَاجَتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ؟
٣ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ، فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ». (مت ٥:٣) إِنَّ «ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ» يَشْعُرُونَ بِعَوَزِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ وَحَاجَتِهِمْ إِلَى رَحْمَةِ ٱللّٰهِ.
٤، ٥ (أ) مَا سِرُّ سَعَادَةِ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ؟ (ب) كَيْفَ يُمْكِنُنَا سَدُّ حَاجَتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ؟
٤ وَسَعَادَةُ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ مَرَدُّهَا إِلَى أَنَّ «لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ». فَقُبُولُ يَسُوعَ بِصِفَتِهِ ٱلْمَسِيَّا أَتَاحَ لِتَلَامِيذِهِ ٱلْأَوَّلِينَ فُرْصَةَ ٱلْمُشَارَكَةِ مَعَهُ فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ ٱلسَّمَاوِيِّ. (لو ٢٢:٢٨-٣٠) لكِنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَقًّا حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ وَٱعْتِمَادَهُمْ عَلَى ٱللّٰهِ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَكُونُوا سُعَدَاءَ، سَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُهُمُ ٱلْحَيَاةَ فِي ٱلسَّمَاءِ كَشُرَكَاءَ لِلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ أَوِ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ.
٥ وَلكِنْ، لَا يُدْرِكُ ٱلْجَمِيعُ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ، لِأَنَّ كَثِيرِينَ يَفْتَقِرُونَ إِلَى ٱلْإِيمَانِ وَلَا يُقَدِّرُونَ ٱلْأُمُورَ ٱلْمُقَدَّسَةَ. (٢ تس ٣:١، ٢؛ عب ١٢:١٦) أَمَّا نَحْنُ فَيُمْكِنُنَا سَدُّ حَاجَتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱجْتِهَادٍ وَٱلِٱشْتِرَاكِ بِغَيْرَةٍ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ وَحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِٱنْتِظَامٍ. — مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ عب ١٠:٢٣-٢٥.
اَلنَّائِحُونَ «سُعَدَاءُ»
٦ مَنْ هُمُ «ٱلنَّائِحُونَ»، وَلِمَاذَا هُمْ «سُعَدَاءُ»؟
٦ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلنَّائِحُونَ، فَإِنَّهُمْ يُعَزَّوْنَ». (مت ٥:٤) إِنَّ ‹ٱلنَّائِحِينَ› وَ «ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ» يَنْتَمُونَ إِلَى ٱلْفِئَةِ نَفْسِهَا. فَهُمْ لَا يَنُوحُونَ تَشَكِّيًا مِنْ نَصِيبِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ، بَلْ حُزْنًا عَلَى طَبِيعَتِهِمِ ٱلْخَاطِئَةِ وَٱلْأَحْوَالِ ٱلنَّاجِمَةِ عَنِ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ. وَلِمَاذَا هُمْ «سُعَدَاءُ»؟ لِأَنَّهُمْ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱللّٰهِ وَٱلْمَسِيحِ، وَيَنَالُونَ ٱلتَّعْزِيَةَ مِنْ عَلَاقَتِهِمِ ٱلْجَيِّدَةِ بِيَهْوَه. — يو ٣:٣٦.
٧ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ شُعُورُنَا حِيَالَ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ؟
٧ فَهَلْ نَنُوحُ إِفْرَادِيًّا عَلَى ٱلْإِثْمِ ٱلْمُتَفَشِّي فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ؟ وَمَا هُوَ شُعُورُنَا ٱلْحَقِيقِيُّ حِيَالَ مَا يَعْرِضُهُ ٱلْعَالَمُ عَلَيْنَا؟ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «كُلُّ مَا فِي ٱلْعَالَمِ — شَهْوَةُ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةُ ٱلْعُيُونِ وَٱلتَّبَاهِي بِٱلْمَعِيشَةِ — لَيْسَ مِنَ ٱلْآبِ». (١ يو ٢:١٦) وَلكِنْ مَاذَا إِذَا شَعَرْنَا أَنَّ رُوحِيَّاتِنَا تَتَآكَلُ بِفِعْلِ «رُوحِ ٱلْعَالَمِ»، ٱلْقُوَّةِ ٱلْمُحَرِّكَةِ ٱلَّتِي تَسُودُ ٱلْمُجْتَمَعَ ٱلْبَشَرِيَّ ٱلْبَعِيدَ عَنِ ٱللّٰهِ؟ عِنْدَئِذٍ، فَلْنُصَلِّ بِحَرَارَةٍ وَنَدْرُسْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ وَنَطْلُبْ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ. وَمَهْمَا كَانَ سَبَبُ شِدَّتِنَا، ‹فَسَنَتَعَزَّى› حِينَ نَقْتَرِبُ إِلَى يَهْوَه. — ١ كو ٢:١٢؛ مز ١١٩:٥٢؛ يع ٥:١٤، ١٥.
مَا أَسْعَدَ «ٱلْوُدَعَاءَ»!
٨، ٩ مَا هِيَ ٱلْوَدَاعَةُ، وَلِمَاذَا ٱلْوُدَعَاءُ سُعَدَاءُ؟
٨ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْوُدَعَاءُ، فَإِنَّهُمْ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ». (مت ٥:٥) لَيْسَتِ «ٱلْوَدَاعَةُ»، أَوِ ٱلْحِلْمُ، مُرَادِفًا لِلضَّعْفِ أَوْ مُجَرَّدَ قِنَاعٍ مِنَ ٱللُّطْفِ ٱلْمُصْطَنَعِ. (١ تي ٦:١١) بَلْ هِيَ صِفَةٌ نُعْرِبُ عَنْهَا بِفِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ وَقُبُولِ إِرْشَادِهِ. كَمَا أَنَّهَا تَتَجَلَّى فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَغَيْرِهِمْ. وَإِعْرَابُنَا عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ يَتَطَلَّبُ تَطْبِيقَ ٱلْمَشُورَةِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ. — اِقْرَأْ روما ١٢:١٧-١٩.
٩ وَلِمَاذَا ٱلْوُدَعَاءُ سُعَدَاءُ؟ لِأَنَّهُمْ، كَمَا قَالَ يَسُوعُ، «يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ». وَيَسُوعُ — مِثَالُ ٱلْوَدَاعَةِ — هُوَ ٱلْوَارِثُ ٱلرَّئِيسِيُّ لِلْأَرْضِ. (مز ٢:٨؛ مت ١١:٢٩؛ عب ٢:٨، ٩) وَلكِنْ هُنَاكَ وُدَعَاءُ آخَرُونَ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ مَعَهُ، وَهُمْ «شُرَكَاءُ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ». (رو ٨:١٦، ١٧) وَفَضْلًا عَنْ هؤُلَاءِ، سَيَتَمَتَّعُ حُلَمَاءُ آخَرُونَ كَثِيرُونَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي ٱلْحَيِّزِ ٱلْأَرْضِيِّ لِمَلَكُوتِ يَسُوعَ. — مز ٣٧:١٠، ١١.
١٠ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلنَّقْصُ فِي ٱلْوَدَاعَةِ فِي ٱمْتِيَازَاتِ خِدْمَتِنَا وَعَلَاقَتِنَا بِٱلْآخَرِينَ؟
١٠ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلْوَدَاعَةِ. وَلكِنْ مَاذَا إِذَا كُنَّا بِطَبْعِنَا تَهَجُّمِيِّينَ أَوْ عِدَائِيِّينَ؟ إِنَّ هذِهِ ٱلرُّوحَ يُمْكِنُ أَنْ تُنَفِّرَ ٱلنَّاسَ مِنَّا. وَٱلْأَخُ ٱلَّذِي يَبْتَغِي مَسْؤُولِيَّةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ لَا يَتَأَهَّلُ لَهَا إِذَا ٱمْتَلَكَ هذِهِ ٱلصِّفَةَ. (١ تي ٣:١، ٣) وَقَدْ أَوْصَى بُولُسُ تِيطُسَ أَنْ يُذَكِّرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كِرِيتَ بِٱسْتِمْرَارٍ أَنْ «يَكُونُوا غَيْرَ تَهَجُّمِيِّينَ، مُتَعَقِّلِينَ، مُعْرِبِينَ عَنْ كُلِّ وَدَاعَةٍ نَحْوَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ». (تي ٣:١، ٢) فَيَا لَهذِهِ ٱلصِّفَةِ مِنْ بَرَكَةٍ لِلْآخَرِينَ!
اَلْجِيَاعُ إِلَى «ٱلْبِرِّ»
١١-١٣ (أ) مَا هُوَ ٱلْجُوعُ وَٱلْعَطَشُ إِلَى ٱلْبِرِّ؟ (ب) كَيْفَ «يُشْبَعُ» ٱلْجِيَاعُ وَٱلْعِطَاشُ إِلَى ٱلْبِرِّ؟
١١ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْجِيَاعُ وَٱلْعِطَاشُ إِلَى ٱلْبِرِّ، فَإِنَّهُمْ يُشْبَعُونَ». (مت ٥:٦) إِنَّ «ٱلْبِرَّ» ٱلَّذِي قَصَدَهُ يَسُوعُ هُوَ كُلُّ فِعْلٍ مَرْضِيٍّ وَٱلطَّاعَةُ لِشَرِيعَةِ ٱللّٰهِ وَمَشِيئَتِهِ. وَصَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ قَالَ إِنَّهُ ‹ٱنْسَحَقَ شَوْقًا› إِلَى أَحْكَامِ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةِ. (مز ١١٩:٢٠) فَهَلْ نُقَدِّرُ ٱلْبِرَّ تَقْدِيرًا رَفِيعًا بِحَيْثُ نَجُوعُ وَنَعْطَشُ إِلَيْهِ؟
١٢ لَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلْجِيَاعَ وَٱلْعِطَاشَ إِلَى ٱلْبِرِّ سُعَدَاءُ لِأَنَّهُمْ «يُشْبَعُونَ». وَهذَا ٱلْأَمْرُ أَصْبَحَ مُمْكِنًا بَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، لِأَنَّ رُوحَ يَهْوَه ٱلْقُدُسَ بَدَأَ آنَذَاكَ «يُقَدِّمُ لِلْعَالَمِ دَلِيلًا مُقْنِعًا عَلَى . . . ٱلْبِرِّ». (يو ١٦:٨) فَبِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، أَوْحَى ٱللّٰهُ إِلَى أُنَاسٍ أَنْ يُدَوِّنُوا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ، وَهِيَ نَافِعَةٌ جِدًّا ‹لِلتَّأْدِيبِ فِي ٱلْبِرِّ›. (٢ تي ٣:١٦) كَمَا أَنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ يُمَكِّنُنَا مِنْ ‹لُبْسِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ ٱلَّتِي خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْبِرِّ ٱلْحَقِيقِيِّ›. (اف ٤:٢٤) أَوَلَيْسَ مُعَزِّيًا أَيْضًا أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ ٱلتَّائِبِينَ ٱلَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ مَغْفِرَةَ خَطَايَاهُمْ عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ يُمْكِنُهُمْ حِيَازَةُ مَوْقِفٍ بَارٍّ أَمَامَ ٱللّٰهِ؟ — اِقْرَأْ روما ٣:٢٣، ٢٤.
١٣ وَإِذَا كَانَ رَجَاؤُنَا أَرْضِيًّا، فَإِنَّ جُوعَنَا وَعَطَشَنَا إِلَى ٱلْبِرِّ سَيُشْبَعَانِ كَامِلًا حِينَ نَحْصُلُ عَلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي عَالَمٍ بَارٍّ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَلْيَكُنْ تَصْمِيمُنَا، فِي هذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، أَنْ نَحْيَا بِمُوجَبِ مَقَايِيسِ يَهْوَه، وَذلِكَ ٱنْسِجَامًا مَعَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ: ‹دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ وَبِرِّ ٱللّٰهِ›. (مت ٦:٣٣) فَفِعْلُنَا ذلِكَ يُبْقِينَا مَشْغُولِينَ بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ وَيَمْلَأُ قُلُوبَنَا سَعَادَةً حَقِيقِيَّةً. — ١ كو ١٥:٥٨.
لِمَ «ٱلرُّحَمَاءُ» سُعَدَاءُ؟
١٤، ١٥ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلرَّحْمَةَ، وَلِمَاذَا «ٱلرُّحَمَاءُ» سُعَدَاءُ؟
١٤ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلرُّحَمَاءُ، فَإِنَّهُمْ يُرْحَمُونَ». (مت ٥:٧) إِنَّ ٱلْحَافِزَ ٱلَّذِي يَدْفَعُ «ٱلرُّحَمَاءَ» هُوَ ٱلرَّأْفَةُ وَٱلشَّفَقَةُ عَلَى ٱلْآخَرِينَ. فَقَدِ ٱنْدَفَعَ يَسُوعُ إِلَى صُنْعِ عَجَائِبَ لِإِرَاحَةِ كَثِيرِينَ مِنْ آلَامِهِمْ لِأَنَّهُ أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ. (مت ١٤:١٤) وَتَتَجَلَّى ٱلرَّحْمَةُ حِينَ يَغْفِرُ ٱلنَّاسُ لِمَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ، كَمَا يَغْفِرُ يَهْوَه لِلتَّائِبِينَ بِدَافِعِ رَحْمَتِهِ. (خر ٣٤:٦، ٧؛ مز ١٠٣:١٠) فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱلرَّحْمَةِ بِكَلَامِنَا وَأَعْمَالِنَا ٱللَّطِيفَةِ ٱلَّتِي تُرِيحُ ٱلْمَحْرُومِينَ. وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلرَّائِعَةِ لِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لَهُمْ هِيَ إِخْبَارُهُمْ بِحَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَقَدْ أَشْفَقَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْجُمُوعِ، «فَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً». — مر ٦:٣٤.
١٥ لَدَيْنَا أَكْثَرُ مِنْ سَبَبٍ يَدْفَعُنَا أَنْ نُثَنِّيَ عَلَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ: «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلرُّحَمَاءُ، فَإِنَّهُمْ يُرْحَمُونَ». فَإِذَا عَامَلْنَا ٱلْآخَرِينَ بِرَحْمَةٍ، فَسَيُعَامِلُونَنَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِٱلْمِثْلِ. كَمَا أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ تَنْتَصِرُ عَلَى ٱلدَّيْنُونَةِ إِذَا قَرَّرَ ٱللّٰهُ وَقْتَ ٱلدَّيْنُونَةِ أَنْ يَرْحَمَنَا نَظَرًا إِلَى أَعْمَالِ ٱلرَّحْمَةِ ٱلَّتِي صَنَعْنَاهَا لِلْآخَرِينَ. (يع ٢:١٣) فَٱلرُّحَمَاءُ هُمُ ٱلْوَحِيدُونَ ٱلَّذِينَ تُغْفَرُ خَطَايَاهُمْ وَيَنَالُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ. — مت ٦:١٥.
لِمَ «أَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ» سُعَدَاءُ؟
١٦ مَا هِيَ ‹نَقَاوَةُ ٱلْقَلْبِ›، وَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ «أَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ» أَنْ ‹يَرَوُا ٱللّٰهَ›؟
١٦ «سُعَدَاءُ هُمْ أَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ ٱللّٰهَ». (مت ٥:٨) تَنْعَكِسُ ‹نَقَاوَةُ ٱلْقَلْبِ› فِي عَلَاقَاتِنَا، رَغَبَاتِنَا وَتَفْضِيلَاتِنَا، وَدَوَافِعِنَا. فَأَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ «مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ». (١ تي ١:٥) وَهذِهِ ٱلنَّقَاوَةُ ٱلدَّاخِلِيَّةُ تَجْعَلُنَا ‹نَرَى ٱللّٰهَ›. وَلَا يَعْنِي ذلِكَ بِٱلضَّرُورَةِ رُؤْيَةَ يَهْوَه حَرْفِيًّا، لِأَنَّهُ ‹مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَرَى ٱللّٰهَ وَيَعِيشُ›. (خر ٣٣:٢٠) فَيُمْكِنُنَا أَنْ ‹نَرَى ٱللّٰهَ› بِٱلتَّعَلُّمِ عَنْ يَسُوعَ ٱلَّذِي ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَقُولَ: «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا» لِأَنَّهُ عَكَسَ كَامِلًا شَخْصِيَّةَ ٱللّٰهِ. (يو ١٤:٧-٩) وَكَعُبَّادٍ لِيَهْوَه عَلَى ٱلْأَرْضِ، يُمْكِنُنَا أَيْضًا أَنْ ‹نَرَى ٱللّٰهَ› بِرُؤْيَةِ مَا يَفْعَلُهُ لِأَجْلِنَا. (اي ٤٢:٥) أَمَّا ذُرْوَةُ إِتْمَامِ هذِهِ ٱلْآيَةِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فَسَتَتَحَقَّقُ بِرُؤْيَةِ أَبِيهِمِ ٱلسَّمَاوِيِّ فِعْلِيًّا حِينَ يُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ. — ١ يو ٣:٢.
١٧ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا نَقَاوَةُ ٱلْقَلْبِ؟
١٧ لَا يَتَأَمَّلُ ٱلْقَلْبُ ٱلنَّقِيُّ فِي مَا هُوَ نَجِسٌ عِنْدَ يَهْوَه، لِأَنَّهُ طَاهِرٌ أَدَبِيًّا وَرُوحِيًّا. (١ اخ ٢٨:٩؛ اش ٥٢:١١) وَإِذَا كُنَّا أَنْقِيَاءَ ٱلْقَلْبِ، تَكُونُ ٱلطَّهَارَةُ وَٱلنَّقَاوَةُ سِمَةَ أَقْوَالِنَا وَأَعْمَالِنَا، كَمَا تَكُونُ خِدْمَتُنَا لِيَهْوَه خَالِيَةً مِنْ أَيِّ رِيَاءٍ.
«اَلْمُسَالِمُونَ» يَصِيرُونَ أَبْنَاءَ ٱللّٰهِ
١٨، ١٩ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ «ٱلْمُسَالِمُونَ»؟
١٨ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْمُسَالِمُونَ، فَإِنَّهُمْ ‹أَبْنَاءَ ٱللّٰهِ› يُدْعَوْنَ». (مت ٥:٩) يُعْرَفُ «ٱلْمُسَالِمُونَ» مِنَ ٱلْأَعْمَالِ ٱلَّتِي يَقُومُونَ بِهَا أَوْ يَمْتَنِعُونَ عَنْهَا. فَإِذَا كُنَّا مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ قَصَدَهُمْ يَسُوعُ بِكَلَامِهِ، نُسَالِمُ ٱلْآخَرِينَ وَ ‹لَا نَرُدُّ عَلَى ٱلْأَذِيَّةِ بِأَذِيَّةٍ›، بَلْ ‹نَسْعَى دَائِمًا فِي أَثَرِ مَا هُوَ صَالِحٌ لِلْآخَرِينَ›. — ١ تس ٥:١٥.
١٩ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ فِي مَتَّى ٥:٩ إِلَى ‹مُسَالِمِينَ› تَعْنِي حَرْفِيًّا «صَانِعِي سَلَامٍ». فَلِكَيْ نُحْسَبَ بَيْنَ ٱلْمُسَالِمِينَ، يَجِبُ أَنْ نُرَوِّجَ ٱلسَّلَامَ فِعْلِيًّا. فَصَانِعُو ٱلسَّلَامِ لَا يُقْدِمُونَ عَلَى أَمْرٍ «يُفَرِّقُ مَنْ بَيْنَهُمْ أُلْفَةٌ». (ام ١٦:٢٨) كَمَا أَنَّهُمْ يَقُومُونَ بِخُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةٍ ‹لِلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ مَعَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ›. — عب ١٢:١٤.
٢٠ مَنْ هُمْ «أَبْنَاءُ ٱللّٰهِ» ٱلْآنَ، وَمَنْ أَيْضًا يَصِيرُونَ أَوْلَادَهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ؟
٢٠ يَنْعَمُ ٱلْمُسَالِمُونَ بِٱلسَّعَادَةِ لِأَنَّهُمْ «‹أَبْنَاءَ ٱللّٰهِ› يُدْعَوْنَ». فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ هُمْ «أَبْنَاءُ ٱللّٰهِ» لِأَنَّ يَهْوَه قَدْ تَبَنَّاهُمْ. وَهُمْ يَتَمَتَّعُونَ مُنْذُ ٱلْآنَ بِعَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِيَهْوَه كَأَوْلَادٍ لَهُ لِأَنَّهُمْ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱلْمَسِيحِ وَيَعْبُدُونَ بِإِخْلَاصٍ «إِلٰهَ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلسَّلَامِ». (٢ كو ١٣:١١؛ يو ١:١٢) وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي ‹خِرَافِ يَسُوعَ ٱلْأُخَرِ› ٱلْمُسَالِمِينَ؟ هؤُلَاءِ سَيُصْبِحُ ٱلْمَسِيحُ «أَبًا أَبَدِيًّا» لَهُمْ فِي حُكْمِهِ ٱلْأَلْفِيِّ، لكِنَّهُمْ سَيَصِيرُونَ أَوْلَادَ ٱللّٰهِ بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ فِي نِهَايَةِ ٱلْأَلْفِ سَنَةٍ حِينَ يَخْضَعُ ٱلْمَسِيحُ نَفْسُهُ لِيَهْوَه. — يو ١٠:١٦؛ اش ٩:٦؛ رو ٨:٢١؛ ١ كو ١٥:٢٧، ٢٨.
٢١ كَيْفَ نَتَصَرَّفُ إِنْ كُنَّا «نَعِيشُ بِٱلرُّوحِ»؟
٢١ سَتَكُونُ ٱلرُّوحُ ٱلْمُسَالِمَةُ إِحْدَى مَزَايَانَا ٱلْبَارِزَةِ إِنْ كُنَّا «نَعِيشُ بِٱلرُّوحِ». وَلَنْ «نُنَافِسَ بَعْضُنَا بَعْضًا» أَوْ ‹نَسْتَفِزَّ بَعْضُنَا بَعْضًا›. (غل ٥:٢٢-٢٦؛ ترجمة تفسيرية) بَلْ نَسْعَى إِلَى ‹مُسَالَمَةِ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ›. — رو ١٢:١٨.
سُعَدَاءُ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ!
٢٢-٢٤ (أ) مَاذَا يُفَسِّرُ سَعَادَةَ ٱلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ؟
٢٢ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْمُضْطَهَدُونَ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ، فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ». (مت ٥:١٠) وَقَدْ وَسَّعَ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْفِكْرَةَ، فَأَضَافَ ٱلْعِبَارَةَ ٱلتَّاسِعَةَ قَائِلًا: «سُعَدَاءُ أَنْتُمْ مَتَى عَيَّرُوكُمْ وَٱضْطَهَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ شَتَّى ٱلشُّرُورِ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَٱطْفِرُوا مِنَ ٱلْفَرَحِ، لِأَنَّ مُكَافَأَتَكُمْ عَظِيمَةٌ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هٰكَذَا ٱضْطَهَدُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُمْ». — مت ٥:١١، ١٢.
٢٣ نَتَوَقَّعُ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيَّينَ، عَلَى غِرَارِ أَنْبِيَاءِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدَمَاءِ، أَنْ نُعَيَّرَ وَنُضْطَهَدَ وَتُقَالَ عَلَيْنَا ٱلْأَكَاذِيبُ «مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ». لكِنَّنَا بِٱحْتِمَالِنَا هذِهِ ٱلِٱمْتِحَانَاتِ بِأَمَانَةٍ سَنَنْعَمُ بِٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلنَّاجِمِ عَنْ إِرْضَاءِ يَهْوَه وَإِكْرَامِهِ. (١ بط ٢:١٩-٢١) فَتَأَلُّمُنَا لَا يُقَلِّلُ مِنْ فَرَحِنَا بِخِدْمَةِ يَهْوَه ٱلْآنَ وَلَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. إِنَّهُ لَا يُنَقِّصُ مِنَ ٱلسَّعَادَةِ ٱلَّتِي سَيَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْحُكَّامُ ٱلْمُشَارِكُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ وَلَا مِنْ فَرَحِ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِينَ سَيَنَالُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَهذِهِ ٱلْبَرَكَاتُ تَدُلُّ عَلَى رِضَى ٱللّٰهِ وَخَيْرِهِ وَكَرَمِهِ.
٢٤ تَحْتَوِي ٱلْمَوْعِظَةُ عَلَى ٱلْجَبَلِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلدُّرُوسِ ٱلْقَيِّمَةِ. وَسَنُنَاقِشُ بَعْضًا مِنْهَا فِي ٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ وَسَنَتَأَمَّلُ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ أَقْوَالِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ هذِهِ.
-
-
هل تؤثر اقوال يسوع في مواقفك؟برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
هَلْ تُؤَثِّرُ أَقْوَالُ يَسُوعَ فِي مَوَاقِفِكَ؟
«اَلَّذِي أَرْسَلَهُ ٱللّٰهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِ ٱللّٰهِ». — يو ٣:٣٤.
١، ٢ بِمَ تُشَبَّهُ أَقْوَالُ يَسُوعَ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ، وَلِمَ نَقُولُ إِنَّهَا مُؤَسَّسَةٌ عَلَى «كَلَامِ ٱللّٰهِ»؟
إِنَّ إِحْدَى أَكْبَرِ ٱلْمَاسَاتِ ٱلْمَصْقُولَةِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ هِيَ نَجْمَةُ إِفْرِيقْيَا ٱلْبَالِغُ وَزْنُهَا ٥٣٠ قِيرَاطًا. لكِنَّ هذِهِ ٱلْجَوْهَرَةَ ٱلْكَرِيمَةَ لَا تُضَاهِي أَبَدًا ٱلْجَوَاهِرَ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي تَحْتَوِيهَا مَوْعِظَةُ يَسُوعَ عَلَى ٱلْجَبَلِ. وَلَا عَجَبَ فِي ذلِكَ لِأَنَّ أَقْوَالَ ٱلْمَسِيحِ هِيَ مِنَ ٱللّٰهِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ عَنْ يَسُوعَ: «اَلَّذِي أَرْسَلَهُ ٱللّٰهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِ ٱللّٰهِ». — يو ٣:٣٤-٣٦.
٢ وَرَغْمَ أَنَّ هذِهِ ٱلْمَوْعِظَةَ رُبَّمَا أُلْقِيَتْ فِي أَقَلَّ مِنْ نِصْفِ سَاعَةٍ، فَهِيَ تَحْتَوِي عَلَى ٢١ ٱقْتِبَاسًا مِنْ ثَمَانِيَةِ أَسْفَارٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ. وَهذَا يَعْنِي أَنَّهَا مُؤَسَّسَةٌ حَقًّا عَلَى «كَلَامِ ٱللّٰهِ». فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ بَعْضِ ٱلْأَقْوَالِ ٱلْجَلِيلَةِ ٱلَّتِي تَزْخَرُ بِهَا هذِهِ ٱلْمَوْعِظَةُ ٱلنَّفِيسَةُ ٱلَّتِي أَلْقَاهَا ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْحَبِيبُ.
«صَالِحْ أَخَاكَ أَوَّلًا»
٣ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ بَعْدَمَا حَذَّرَهُمْ مِنْ عَوَاقِبِ ٱلسُّخْطِ؟
٣ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ سُعَدَاءُ وَمُسَالِمُونَ لِأَنَّنَا نَنْعَمُ بِرُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي يَشْمُلُ ثَمَرُهُ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ. (غل ٥:٢٢، ٢٣) وَلِأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَخْسَرَ تَلَامِيذُهُ سَلَامَهُمْ وَسَعَادَتَهُمْ، حَذَّرَهُمْ مِنَ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْمُمِيتَةِ ٱلَّتِي تَنْجُمُ عَنِ ٱلسُّخْطِ ٱلطَّوِيلِ ٱلْأَمَدِ. (اِقْرَأْ متى ٥:٢١، ٢٢.) ثُمَّ قَالَ: «إِذَا كُنْتَ تُحْضِرُ قُرْبَانَكَ إِلَى ٱلْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لِأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَٱتْرُكْ قُرْبَانَكَ هُنَاكَ أَمَامَ ٱلْمَذْبَحِ وَٱذْهَبْ صَالِحْ أَخَاكَ أَوَّلًا، وَحِينَئِذٍ ٱرْجِعْ وَقَرِّبْ قُرْبَانَكَ». — مت ٥:٢٣، ٢٤.
٤، ٥ (أ) مَاذَا كَانَ ‹ٱلْقُرْبَانُ› ٱلَّذِي ذَكَرَهُ يَسُوعُ فِي مَتَّى ٥:٢٣، ٢٤؟ (ب) مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلتَّصَالُحِ مَعَ أَخٍ أَسَأْنَا إِلَيْهِ؟
٤ كَانَ ‹ٱلْقُرْبَانُ› ٱلَّذِي ذَكَرَهُ يَسُوعُ أَيَّ تَقْدِمَةٍ تُقَرَّبُ فِي هَيْكَلِ أُورُشَلِيمَ، كَٱلذَّبَائِحِ ٱلْحَيَوَانِيَّةِ مَثَلًا. وَقَدِ ٱعْتُبِرَتْ هذِهِ مُهِمَّةً لِأَنَّهَا كَانَتْ آنَذَاكَ جُزْءًا مِنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلشَّعْبُ لِيَهْوَه. لكِنَّ يَسُوعَ شَدَّدَ عَلَى شَيْءٍ أَهَمَّ: أَنْ يُصَالِحَ ٱلْمُسِيءُ أَخَاهُ ٱلْمُسَاءَ إِلَيْهِ قَبْلَ تَقْرِيبِ قُرْبَانِهِ إِلَى ٱللّٰهِ.
٥ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قَوْلِ يَسُوعَ هذَا؟ اَلدَّرْسُ وَاضِحٌ: إِنَّ تَعَامُلَاتِنَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ تُؤَثِّرُ تَأْثِيرًا مُبَاشِرًا عَلَى عَلَاقَتِنَا بِيَهْوَه. (١ يو ٤:٢٠) فَٱلتَّقْدِمَاتُ ٱلْمُقَرَّبَةُ إِلَى ٱللّٰهِ كَانَتْ عَدِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ إِذَا أَسَاءَ مُقَرِّبُهَا مُعَامَلَةَ رُفَقَائِهِ ٱلْبَشَرِ. — اِقْرَأْ ميخا ٦:٦-٨.
دَوْرُ ٱلتَّوَاضُعِ
٦، ٧ لِمَاذَا يَلْزَمُنَا ٱلتَّوَاضُعُ وَنَحْنُ نَسْعَى إِلَى رَدِّ ٱلسَّلَامِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَخٍ أَسَأْنَا إِلَيْهِ؟
٦ إِنَّ مُصَالَحَةَ أَخٍ أَسَأْنَا إِلَيْهِ تَمْتَحِنُ تَوَاضُعَنَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ. فَٱلْمُتَوَاضِعُونَ لَا يَتَجَادَلُونَ أَوْ يَتَنَازَعُونَ مَعَ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِتَحْصِيلِ حُقُوقِهِمِ ٱلْمَزْعُومَةِ. فَمِنْ شَأْنِ ذلِكَ أَنْ يَخْلُقَ وَضْعًا غَيْرَ سَلِيمٍ كَٱلَّذِي وُجِدَ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُورِنْثُوسَ ٱلْقَدِيمَةِ. وَقَدْ أَبْرَزَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ نُقْطَةً تُثِيرُ ٱلتَّفْكِيرَ عِنْدَمَا قَالَ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنْ ذلِكَ ٱلْوَضْعِ: «إِنَّهُ لَيُعَدُّ فَشَلًا ذَرِيعًا مِنْ جِهَتِكُمْ أَنَّ عِنْدَكُمْ دَعَاوَى فِي مَا بَيْنَكُمْ. لِمَ لَا تَقْبَلُونَ بِٱلْحَرِيِّ أَنْ يُسَاءَ إِلَيْكُمْ؟ لِمَ لَا تَقْبَلُونَ بِٱلْحَرِيِّ أَنْ تُغْبَنُوا؟». — ١ كو ٦:٧.
٧ لَمْ يَقُلْ يَسُوعُ إِنَّ عَلَيْنَا ٱلذَّهَابَ إِلَى أَخِينَا لِإِقْنَاعِهِ أَنَّنَا عَلَى حَقٍّ وَأَنَّهُ عَلَى خَطَإٍ. فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَدَفُنَا رَدَّ ٱلسَّلَامِ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ. وَهذَا يَقْتَضِي أَنْ نُعَبِّرَ بِصِدْقٍ عَنْ مَشَاعِرِنَا، لكِنَّهُ يَسْتَلْزِمُ أَيْضًا أَنْ نَعْتَرِفَ بِأَنَّ مَشَاعِرَهُ قَدْ جُرِحَتْ. وَإِذَا كُنَّا مُخْطِئِينَ، فَسَنَرْغَبُ طَبْعًا فِي ٱلِٱعْتِذَارِ إِلَيْهِ بِتَوَاضُعٍ.
«إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ ٱلْيُمْنَى تُعْثِرُكَ»
٨ مَا فَحْوَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٥:٢٩، ٣٠؟
٨ أَعْطَى يَسُوعُ مَشُورَةً سَدِيدَةً فِي ٱلْآدَابِ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ. فَقَدْ عَلِمَ أَنَّ أَعْضَاءَ جَسَدِنَا ٱلنَّاقِصِ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِينَا تَأْثِيرًا خَطِيرًا. فَقَالَ: «إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ ٱلْيُمْنَى تُعْثِرُكَ، فَٱقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. فَإِنَّهُ أَنْفَعُ لَكَ أَنْ تَخْسَرَ أَحَدَ أَعْضَائِكَ مِنْ أَنْ يُرْمَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي وَادِي هِنُّومَ. وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ ٱلْيُمْنَى تُعْثِرُكَ، فَٱقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. فَإِنَّهُ أَنْفَعُ لَكَ أَنْ تَخْسَرَ أَحَدَ أَعْضَائِكَ مِنْ أَنْ يَذْهَبَ جَسَدُكَ كُلُّهُ إِلَى وَادِي هِنُّومَ». — مت ٥:٢٩، ٣٠.
٩ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ ‹تُعْثِرَنَا عَيْنُنَا أَوْ يَدُنَا›؟
٩ تُمَثِّلُ ‹ٱلْعَيْنُ› فِي كَلِمَاتِ يَسُوعَ هذِهِ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى تَرْكِيزِ ٱنْتِبَاهِنَا عَلَى شَيْءٍ مَا، أَمَّا ‹ٱلْيَدُ› فَتُشِيرُ إِلَى مَا نَفْعَلُهُ بِأَيْدِينَا. وَإِذَا لَمْ نَنْتَبِهْ، يُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَنَا هذَانِ ٱلْعُضْوَانِ ‹نَعْثُرُ› وَنَتَوَقَّفُ عَنِ ‹ٱلسَّيْرِ مَعَ ٱللّٰهِ›. (تك ٥:٢٢؛ ٦:٩) لِذلِكَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ عِنْدَمَا نُغْرَى بِعِصْيَانِ يَهْوَه أَنْ نَتَّخِذَ إِجْرَاءً حَازِمًا يُوَازِي قَلْعَ عَيْنِنَا أَوْ قَطْعَ يَدِنَا.
١٠، ١١ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى تَجَنُّبِ ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ ٱلْجِنْسِيِّ؟
١٠ وَكَيْفَ نَمْنَعُ عَيْنَنَا مِنَ ٱلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْفَاسِدَةِ؟ قَالَ أَيُّوبُ ٱلتَّقِيُّ: «عَهْدًا قَطَعْتُ مَعَ عَيْنَيَّ. فَكَيْفَ أَتَطَلَّعُ فِي عَذْرَاءَ؟». (اي ٣١:١) لَقَدْ كَانَ أَيُّوبُ رَجُلًا مُتَزَوِّجًا صَمَّمَ عَلَى عَدَمِ ٱنْتِهَاكِ شَرَائِعِ ٱللّٰهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ. وَيَجِبُ أَنْ نَتَبَنَّى مَوْقِفَهُ سَوَاءٌ كُنَّا مُتَزَوِّجِينَ أَوْ عُزَّابًا. وَلِكَيْ نَتَجَنَّبَ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ ٱلْجِنْسِيَّ، يَجِبُ أَنْ نَقْبَلَ إِرْشَادَ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي يُنْتِجُ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ فِي مُحِبِّي ٱللّٰهِ. — غل ٥:٢٢-٢٥.
١١ كَذلِكَ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ أَسْمَحُ لِعَيْنَيَّ بِأَنْ تُوقِظَا فِيَّ رَغْبَةً شَدِيدَةً فِي ٱلِٱطِّلَاعِ عَلَى ٱلْمَوَادِّ ٱلْفَاسِدَةِ ٱلْمُتَاحَةِ مِنْ خِلَالِ ٱلْكُتُبِ أَوِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ أَوِ ٱلْإِنْتِرْنِت؟›. وَلْنَتَذَكَّرْ أَيْضًا كَلِمَاتِ ٱلتِّلْمِيذِ يَعْقُوبَ: «كُلُّ وَاحِدٍ يُمْتَحَنُ إِذَا ٱجْتَذَبَتْهُ وَأَغْرَتْهُ شَهْوَتُهُ. ثُمَّ ٱلشَّهْوَةُ مَتَى خَصِبَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَٱلْخَطِيَّةُ مَتَى تَمَّتْ تُنْتِجُ مَوْتًا». (يع ١:١٤، ١٥) فَإِذَا كَانَ شَاهِدٌ مُنْتَذِرٌ للّٰهِ «يُدَاوِمُ عَلَى ٱلنَّظَرِ» بِدَوَافِعَ فَاسِدَةٍ إِلَى شَخْصٍ مِنَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ، فَعَلَيْهِ صُنْعُ تَغْيِيرَاتٍ جَذْرِيَّةٍ كَمَا لَوْ أَنَّهُ يَقْلَعُ عَيْنَهُ وَيُلْقِيهَا عَنْهُ. — اِقْرَأْ متى ٥:٢٧، ٢٨.
١٢ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا بُولُسُ تُسَاعِدُنَا عَلَى مُحَارَبَةِ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ؟
١٢ وَبِمَا أَنَّ ٱلِٱسْتِعْمَالَ غَيْرَ ٱللَّائِقَ لِأَيْدِينَا يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى ٱنْتِهَاكَاتٍ خَطِيرَةٍ لِمَقَايِيسِ يَهْوَه ٱلْأَدَبِيَّةِ، يَجِبُ أَنْ نَعْقِدَ ٱلْعَزْمَ عَلَى ٱلْبَقَاءِ طَاهِرِينَ أَدَبِيًّا. وَيَنْبَغِي لَنَا بِٱلتَّالِي أَنْ نُصْغِيَ إِلَى مَشُورَةِ بُولُسَ: «أَمِيتُوا . . . أَعْضَاءَ جَسَدِكُمُ ٱلَّتِي عَلَى ٱلْأَرْضِ مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ، ٱلنَّجَاسَةِ، ٱلشَّهْوَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ، ٱلِٱشْتِهَاءِ ٱلْمُؤْذِي، وَٱلطَّمَعِ ٱلَّذِي هُوَ صَنَمِيَّةٌ». (كو ٣:٥) وَٱلْكَلِمَةُ «أَمِيتُوا» تُبْرِزُ ٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱلْحَازِمَةَ ٱلَّتِي يَجِبُ ٱتِّخَاذُهَا لِمُحَارَبَةِ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ ٱلْفَاسِدَةِ.
١٣، ١٤ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلْأَفْكَارَ وَٱلْأَعْمَالَ ٱلْفَاسِدَةَ؟
١٣ قَدْ يَقْبَلُ ٱلْمَرْءُ أَنْ يُبْتَرَ أَحَدُ أَطْرَافِهِ فِي عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ لِئَلَّا يَخْسَرَ حَيَاتَهُ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ ‹نُلْقِيَ عَنَّا› مَجَازِيًّا عَيْنَنَا وَيَدَنَا لِكَيْ نَتَجَنَّبَ ٱلْأَفْكَارَ وَٱلْأَعْمَالَ ٱلْفَاسِدَةَ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُكَلِّفَنَا حَيَاتَنَا عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلرُّوحِيِّ، أَيْ تُخَسِّرَنَا عَلَاقَتَنَا بِٱللّٰهِ. فَٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلطَّهَارَةِ ٱلْعَقْلِيَّةِ وَٱلْأَدَبِيَّةِ وَٱلرُّوحِيَّةِ هِيَ ٱلسَّبِيلُ ٱلْوَحِيدُ لِلنَّجَاةِ مِنَ ٱلْهَلَاكِ ٱلْأَبَدِيِّ ٱلْمَرْمُوزِ إِلَيْهِ بِوَادِي هِنُّومَ.
١٤ إِنَّ بَقَاءَنَا طَاهِرِينَ أَدَبِيًّا يَتَطَلَّبُ ٱلْجُهْدَ لِأَنَّنَا وَرِثْنَا ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلنَّقْصَ. قَالَ بُولُسُ: «أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَمَا كَرَزْتُ لِلْآخَرِينَ، لَا أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي غَيْرَ مَرْضِيٍّ عَنِّي». (١ كو ٩:٢٧) فَلْيَكُنْ تَصْمِيمُنَا أَنْ نُطَبِّقَ مَشُورَةَ يَسُوعَ فِي ٱلْآدَابِ، مُتَجَنِّبِينَ كُلَّ سُلُوكٍ يَنِمُّ عَنْ عَدَمِ ٱلتَّقْدِيرِ لِذَبِيحَتِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ. — مت ٢٠:٢٨؛ عب ٦:٤-٦.
‹مَارِسِ ٱلْعَطَاءَ›
١٥، ١٦ (أ) كَيْفَ رَسَمَ يَسُوعُ ٱلْمِثَالَ فِي ٱلْعَطَاءِ؟ (ب) مَا مَعْنَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي لُوقَا ٦:٣٨؟
١٥ تُعَزِّزُ أَقْوَالُ يَسُوعَ وَمِثَالُهُ ٱلسَّامِي رُوْحَ ٱلْعَطَاءِ. فَقَدْ كَانَ ذُرْوَةَ ٱلْعَطَاءِ أَنْ يَأْتِيَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْأَرْضِ لِفِدَاءِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلنَّاقِصِ. (اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ٨:٩.) فَيَسُوعُ تَخَلَّى عَنْ مَجْدِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ لِيَصِيرَ إِنْسَانًا وَيَبْذُلَ حَيَاتَهُ عَنْ بَشَرٍ خُطَاةٍ كَانَ بَعْضُهُمْ سَيَنَالُ ٱلْغِنَى ٱلسَّمَاوِيَّ كَشُرَكَاءَ لَهُ فِي مِيرَاثِ ٱلْمَلَكُوتِ. (رو ٨:١٦، ١٧) وَلَا رَيْبَ أَنَّ يَسُوعَ شَجَّعَ أَيْضًا عَلَى ٱلْعَطَاءِ حِينَ قَالَ:
١٦ «مَارِسُوا ٱلْعَطَاءَ تُعْطَوْا. فَإِنَّهُمْ سَيُفْرِغُونَ فِي حِجْرِكُمْ كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا. فَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ فِي ٱلْمُقَابِلِ». (لو ٦:٣٨) تُشِيرُ عِبَارَةُ «يُفْرِغُونَ فِي حِجْرِكُمْ» إِلَى عَادَةٍ مُتَّبَعَةٍ فِي بَعْضِ ٱلْأَسْوَاقِ قَدِيمًا. فَكَانَ ٱلشَّارِي يَطْوِي طَرَفَ ثَوْبِهِ ٱلْفَوْقَانِيِّ ٱلْمَشْدُودِ بِمِنْطَقَةٍ لِيُشَكِّلَ كِيسًا يَمْلَأُهُ ٱلْبَائِعُ بِٱلسِّلَعِ ٱلْمُشْتَرَاةِ. فَإِذَا أَعْطَيْنَا بِسَخَاءٍ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِنَا، نَنَالُ كَيْلًا جَيِّدًا فِي ٱلْمُقَابِلِ، رُبَّمَا عِنْدَمَا نَكُونُ نَحْنُ فِي عَوَزٍ. — جا ١١:٢.
١٧ كَيْفَ رَسَمَ يَهْوَه ٱلْمِثَالَ ٱلْأَسْمَى فِي ٱلْعَطَاءِ، وَأَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْعَطَاءِ يَجْلُبُ لَنَا ٱلْفَرَحَ؟
١٧ يُحِبُّ يَهْوَه وَيُكَافِئُ ٱلْمُعْطِيَ ٱلْمَسْرُورَ. وَقَدْ رَسَمَ هُوَ نَفْسُهُ ٱلْمِثَالَ ٱلْأَسْمَى فِي ٱلْعَطَاءِ حِينَ بَذَلَ ٱبْنَهُ، مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ، «لِكَيْلَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». (يو ٣:١٦) وَمَاذَا تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ إِذَا تَمَثَّلْنَا بِيَهْوَه؟ كَتَبَ بُولُسُ: «مَنْ يَزْرَعُ بِسَخَاءٍ يَحْصُدُ أَيْضًا بِسَخَاءٍ. لِيَفْعَلْ كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا عَزَمَ فِي قَلْبِهِ، لَا غَصْبًا عَنْهُ وَلَا مُرْغَمًا، لِأَنَّ ٱللّٰهَ يُحِبُّ ٱلْمُعْطِيَ ٱلْمَسْرُورَ». (٢ كو ٩:٦، ٧) فَإِذَا بَذَلْنَا وَقْتَنَا وَطَاقَتَنَا وَمَوارِدَنَا ٱلْمَادِّيَّةَ لِتَرْوِيجِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ، نَنَالُ حَتْمًا ٱلْفَرَحَ وَٱلْمُكَافَآتِ ٱلْجَزِيلَةَ. — اِقْرَأْ امثال ١٩:١٧؛ لوقا ١٦:٩.
«لَا تَنْفُخْ أَمَامَكَ فِي بُوقٍ»
١٨ مَتَى نُحْرَمُ ‹ٱلْمُكَافَأَةَ› مِنْ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ؟
١٨ «اِحْتَرِزُوا جَيِّدًا مِنْ أَنْ تَعْمَلُوا بِرَّكُمْ أَمَامَ ٱلنَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوا إِلَيْكُمْ، وَإِلَّا فَلَيْسَ لَكُمْ مُكَافَأَةٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ». (مت ٦:١) عَنَى يَسُوعُ ‹بِٱلْبِرِّ› ٱلسُّلُوكَ ٱلَّذِي يَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْمَشِيئَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ. لكِنَّهُ لَمْ يَقْصِدْ أَنْ نَمْتَنِعَ بَتَاتًا عَنِ ٱلْقِيَامِ عَلَانِيَةً بِأَعْمَالٍ تُرْضِي ٱللّٰهَ، لِأَنَّهُ سَبَقَ فَأَوْصَى تَلَامِيذَهُ أَنْ يَجْعَلُوا ‹نُورَهُمْ يُضِيءُ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ›. (مت ٥:١٤-١٦) فَمَا عَنَاهُ يَسُوعُ هُوَ أَنَّنَا نُحْرَمُ ‹ٱلْمُكَافَأَةَ› مِنْ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ إِذَا كَانَ دَافِعُنَا أَنْ ‹يَنْظُرَ إِلَيْنَا› ٱلنَّاسُ وَنَنَالَ إِعْجَابَهُمْ، كَٱلْمُمَثِّلِينَ عَلَى خَشَبَةَ ٱلْمَسْرَحِ. فَمِثْلُ هذَا ٱلدَّافِعِ لَا يُؤَدِّي إِلَى عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِٱللّٰهِ أَوْ نَيْلِ بَرَكَاتِ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.
١٩، ٢٠ (أ) مَاذَا عَنَى يَسُوعُ عِنْدَمَا دَانَ ‹ٱلنَّفْخَ فِي بُوقٍ› عِنْدَ صُنْعِ «صَدَقَةٍ»؟ (ب) مَا مَعْنَى أَلَّا نَدَعَ يَدَنَا ٱلْيُسْرَى تَعْرِفُ مَا تَفْعَلُهُ ٱلْيُمْنَى؟
١٩ إِنَّ ٱمْتِلَاكَنَا ٱلْمَوْقِفَ ٱللَّائِقَ يَجْعَلُنَا نُطَبِّقُ نُصْحَ يَسُوعَ: «مَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلَا تَنْفُخْ أَمَامَكَ فِي بُوقٍ، كَمَا يَفْعَلُ ٱلْمُرَاؤُونَ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي ٱلشَّوَارِعِ، لِكَيْ يُمَجِّدَهُمُ ٱلنَّاسُ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ». (مت ٦:٢) ‹اَلصَّدَقَةُ› هِيَ عَطِيَّةٌ أَوْ إِحْسَانٌ لِفَقِيرٍ أَوْ مُعْوِزٍ. (اِقْرَأْ اشعيا ٥٨:٦، ٧.) وَقَدْ كَانَ لَدَى يَسُوعَ وَرُسُلِهِ صُنْدُوقٌ مُشْتَرَكٌ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْفُقَرَاءِ. (يو ١٢:٥-٨؛ ١٣:٢٩) وَبِمَا أَنَّ ٱلتَّصَدُّقَ عَلَى ٱلْمُحْتَاجِينَ لَمْ يَسْبِقْهُ حَرْفِيًّا نَفْخٌ فِي ٱلْبُوقِ، فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَخْدَمَ ٱلْغُلُوَّ حِينَ قَالَ إِنَّنَا لَا يَجِبُ أَنْ ‹نَنْفُخَ أَمَامَنَا فِي بُوقٍ› عِنْدَ صُنْعِ «صَدَقَةٍ». فَلَا يَجِبُ أَنْ نُذِيعَ هذَا ٱلْإِحْسَانَ، كَمَا فَعَلَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ دَعَاهُمْ يَسُوعُ مُرَائِينَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُعْلِنُونَ عَنْ هِبَاتِهِمِ ٱلْخَيْرِيَّةِ «فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي ٱلشَّوَارِعِ». وَهؤُلَاءِ ٱلْمُرَاؤُونَ «ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ». فَٱلثَّنَاءُ مِنَ ٱلنَّاسِ وَرُبَّمَا ٱلْجُلُوسُ فِي مَقْعَدٍ أَمَامِيٍّ فِي ٱلْمَجْمَعِ إِلَى جَانِبِ ٱلرَّبَّانِيِّينَ ٱلْمُعْتَبَرِينَ هُمَا ٱلْمُكَافَأَةُ ٱلْوَحِيدَةُ ٱلَّتِي نَالُوهَا، لِأَنَّ يَهْوَه مَا كَانَ لِيُعْطِيَهُمْ شَيْئًا. (مت ٢٣:٦) بِٱلتَّبَايُنِ، كَيْفَ كَانَ عَلَى تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ أَنْ يَتَصَرَّفُوا؟ قَالَ يَسُوعُ لَهُمْ، وَلَنَا أَيْضًا:
٢٠ «أَمَّا أَنْتَ، فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلَا تَدَعْ يَدَكَ ٱلْيُسْرَى تَعْرِفُ مَا تَفْعَلُهُ ٱلْيُمْنَى، لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي ٱلْخَفَاءِ. وَأَبُوكَ ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ يُجَازِيكَ». (مت ٦:٣، ٤) إِنَّ يَدَيْنَا تَعْمَلَانِ عَادَةً مَعًا. لِذلِكَ فَإِنَّ عَدَمَ ٱلسَّمَاحِ لِيَدِنَا ٱلْيُسْرَى أَنْ تَعْرِفَ مَا تَفْعَلُهُ ٱلْيُمْنَى يَعْنِي أَلَّا نُذِيعَ أَعْمَالَنَا ٱلْخَيْرِيَّةَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ حَتَّى ٱلْقَرِيبِينَ إِلَيْنَا قُرْبَ يَدِنَا ٱلْيُسْرَى مِنَ ٱلْيُمْنَى.
٢١ مَاذَا تَشْمُلُ ٱلْمُجَازَاةُ مِنْ أَبِينَا ٱلَّذِي «يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ»؟
٢١ تَكُونُ ‹صَدَقَتُنَا› فِي ٱلْخَفَاءِ عِنْدَمَا لَا نَتَبَاهَى بِأَعْمَالِنَا ٱلْخَيْرِيَّةِ. وَعِنْدَئِذٍ يُجَازِينَا أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ «ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ». فَيَهْوَه سَاكِنٌ فِي ٱلسَّموَاتِ، «فِي ٱلْخَفَاءِ»، أَيْ غَيْرُ مَنْظُورٍ لِلْأَعْيُنِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. (يو ١:١٨) وَتَشْمُلُ مُجَازَاتُهُ لَنَا إِدْخَالَنَا فِي عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ مَعَهُ، مَغْفِرَةَ خَطَايَانَا، وَمَنْحَنَا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ. (ام ٣:٣٢؛ يو ١٧:٣؛ اف ١:٧) وَهذَا أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ نَيْلِ مَدْحِ ٱلنَّاسِ.
أَقْوَالٌ جَلِيلَةٌ تَسْتَحِقُّ تَقْدِيرَنَا
٢٢، ٢٣ لِمَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُقَدِّرِ أَقْوَالَ يَسُوعَ؟
٢٢ إِنَّ ٱلْمَوْعِظَةَ عَلَى ٱلْجَبَلِ مَلْآنَةٌ حَقًّا بِجَوَاهِرَ رُوحِيَّةٍ ذَاتِ أَوْجُهٍ رَائِعَةٍ مُتَعَدِّدَةٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّهَا تَحْتَوي عَلَى أَقْوَالٍ نَفِيسَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَمْنَحَنَا ٱلْفَرَحَ حَتَّى فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمُضْطَرِبِ. وَسَتَكُونُ ٱلسَّعَادَةُ حَتْمًا مِنْ نَصِيبِنَا إِذَا قَدَّرْنَا هذِهِ ٱلْأَقْوَالَ وَسَمَحْنَا لَهَا أَنْ تُؤَثِّرَ فِي مَوَاقِفِنَا وَطَرِيقَةِ حَيَاتِنَا.
٢٣ وَكُلُّ مَنْ «يَسْمَعُ» تَعَالِيمَ يَسُوعَ «وَيَعْمَلُ بِهَا» يَنَالُ ٱلْبَرَكَاتِ. (اِقْرَأْ متى ٧:٢٤، ٢٥.) فَلْيَكُنْ تَصْمِيمُنَا أَنْ نَعْمَلَ بِمَشُورَتِهِ. وَسَنَتَأَمَّلُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ هذِهِ ٱلسِّلْسِلَةِ فِي ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْأَقْوَالِ ٱلَّتِي قَالَهَا يَسُوعُ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.
-
-
هل تؤثر اقوال يسوع في صلواتك؟برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
هَلْ تُؤَثِّرُ أَقْوَالُ يَسُوعَ فِي صَلَوَاتِكَ؟
«لَمَّا أَنْهَى يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْأَقْوَالَ، ذَهِلَتِ ٱلْجُمُوعُ مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ». — مت ٧:٢٨.
١، ٢ لِمَاذَا ذَهِلَتِ ٱلْجُمُوعُ مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِ يَسُوعَ؟
تَسْتَحِقُّ أَقْوَالُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱبْنِ ٱللّٰهِ ٱلْمَوْلُودِ ٱلْوَحِيدِ، كُلَّ قُبُولٍ مِنَّا، وَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُطَبِّقَهَا فِي حَيَاتِنَا. فَلَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ غَيْرُهُ بِمِثْلِ كَلَامِهِ. وَقَدْ ذَهِلَ ٱلنَّاسُ مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ. — اِقْرَأْ متى ٧:٢٨، ٢٩.
٢ فَٱبْنُ يَهْوَه لَمْ يُعَلِّمْ كَٱلْكَتَبَةِ ٱلَّذِينَ أَسَّسُوا خُطَبَهُمُ ٱلْمُطْنَبَةَ عَلَى تَعَالِيمِ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ. بَلْ عَلَّمَ «كَمَنْ لَهُ سُلْطَةٌ» لِأَنَّ كَلَامَهَ كَانَ مِنَ ٱللّٰهِ. (يو ١٢:٥٠) فَلْنَتَأَمَّلْ كَيْفَ يُمْكِنُ وَيَجِبُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِي صَلَوَاتِنَا أَقْوَالُ يَسُوعَ ٱلْأُخْرَى فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.
لَا تُصَلِّ كَٱلْمُرَائِينَ
٣ مَا فَحْوَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٦:٥؟
٣ اَلصَّلَاةُ إِلَى يَهْوَه جُزْءٌ مُهِمٌّ مِنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ، وَيَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ مُنْتَظِمَةً. وَلكِنْ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تُؤَثِّرَ فِيهَا أَقْوَالُ يَسُوعَ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ. فَقَدْ قَالَ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَلَا تَكُونُوا كَٱلْمُرَائِينَ، لِأَنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا وَاقِفِينَ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ لِيَرَاهُمُ ٱلنَّاسُ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ». — مت ٦:٥.
٤-٦ (أ) لِمَ أَحَبَّ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَنْ يُصَلُّوا «وَاقِفِينَ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ»؟ (ب) كَيْفَ ‹ٱسْتَوْفَى هؤُلَاءِ ٱلْمُرَاؤُونَ مُكَافَأَتَهُمْ›؟
٤ كَانَ عَلَى تَلَامِيذِ يَسُوعَ، وَهُمْ يُصَلُّونَ، أَلَّا يَكُونُوا كَٱلْفَرِّيسِيِّينَ «ٱلْمُرَائِينَ» ذَوِي ٱلْبِرِّ ٱلذَّاتِيِّ ٱلَّذِينَ تَظَاهَرُوا بِٱلتَّقْوَى أَمَامَ ٱلنَّاسِ. (مت ٢٣:١٣-٣٢) فَأُولئِكَ ٱلْمُرَاؤُونَ أَحَبُّوا أَنْ يُصَلُّوا «وَاقِفِينَ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ». وَلِمَاذَا؟ «لِيَرَاهُمُ ٱلنَّاسُ». فَقَدْ دَرَجَتِ ٱلْعَادَةُ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَنْ يُصَلُّوا مَعًا كَمَجْمُوعَةٍ وَقْتَ إِصْعَادِ ٱلْمُحْرَقَاتِ فِي ٱلْهَيْكَلِ (نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ صَبَاحًا وَٱلثَّالِثَةِ بَعْدَ ٱلظُّهْرِ). وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنْ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ يُصَلُّونَ مَعَ جَمْعٍ مِنَ ٱلْعُبَّادِ فِي فِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ. أَمَّا خَارِجَ أُورُشَلِيمَ، فَغَالِبًا مَا صَلَّى ٱلْيَهُودُ ٱلْمُتَدَيِّنُونَ مَرَّتَيْنِ فِي ٱلْيَوْمِ «وَاقِفِينَ فِي ٱلْمَجَامِعِ». — قَارِنْ لُوقَا ١٨:١١، ١٣.
٥ لكِنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ مَا كَانُوا يَتَوَاجَدُونَ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ أَوْ أَحَدِ ٱلْمَجَامِعِ فِي أَوْقَاتِ ٱلصَّلَاةِ ٱلْمَذْكُورَةِ أَعْلَاهُ، لِذلِكَ كَانَ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يُصَلُّوا حَيْثُمَا ٱتَّفَقَ وُجُودُهُمْ فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ. وَقَدْ أَحَبَّ بَعْضُهُمْ أَنْ يُدْرِكَهُمْ وَقْتُ ٱلصَّلَاةِ وَهُمْ «فِي زَوَايَا ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ»، عِنْدَ مُلْتَقَى ٱلطُّرُقِ، لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ «يَرَاهُمُ ٱلنَّاسُ» ٱلْعَابِرُونَ فِي كُلِّ ٱلِٱتِّجَاهَاتِ. وَكَانَ ٱلْمُرَاؤُونَ ٱلْمُدَّعُونَ ٱلتَّقْوَى «يُطِيلُونَ ٱلصَّلَوَاتِ تَظَاهُرًا» لِكَيْ يَنَالُوا إِعْجَابَ ٱلنَّاظِرِينَ. (لو ٢٠:٤٧) وَطَبْعًا، لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هذَا مَوْقِفَنَا مِنَ ٱلصَّلَاةِ.
٦ لَقَدْ أَكَّدَ يَسُوعُ أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلْمُرَائِينَ «ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ». فَكَانُوا حَرِيصِينَ عَلَى نَيْلِ ٱلتَّقْدِيرِ وَٱلْمَدْحِ مِنْ رُفَقَائِهِمِ ٱلْبَشَرِ. وَهذَا كُلُّ مَا حَصَلُوا عَلَيْهِ، لِأَنَّ يَهْوَه مَا كَانَ لِيَسْتَجِيبَ صَلَوَاتِهِمِ ٱلرِّيَائِيَّةَ. أَمَّا صَلَوَاتُ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ فَكَانَتْ سَتُسْتَجَابُ، كَمَا أَوْضَحَ يَسُوعُ فِي عِبَارَتِهِ ٱلتَّالِيَةِ عَنْ هذَا ٱلْمَوْضُوعِ.
٧ مَا مَعْنَى ٱلْمَشُورَةُ أَنْ نُصَلِّيَ فِي ‹مَخْدَعِنَا›؟
٧ «أَمَّا أَنْتَ، فَمَتَى صَلَّيْتَ فَٱدْخُلْ مَخْدَعَكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ ٱلَّذِي فِي ٱلْخَفَاءِ. وَأَبُوكَ ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ يُجَازِيكَ». (مت ٦:٦) إِنَّ نُصْحَ يَسُوعَ أَنْ يُصَلِّيَ ٱلْمَرْءُ فِي مَخْدَعِهِ بَعْد إِغْلَاقِ ٱلْبَابِ لَمْ يَنْهَ عَنْ تَمْثِيلِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي ٱلصَّلَاةِ. فَهذِهِ ٱلْمَشُورَةُ إِنَّمَا شَجَبَتِ ٱلصَّلَاةَ ٱلْعَلَنِيَّةَ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلْمَرْءُ لِلَفْتِ ٱلِٱنْتِبَاهِ إِلَى نَفْسِهِ أَوِ ٱسْتِدْرَارِ ٱلْمَدْحِ مِنَ ٱلْآخَرِينَ. وَلَا يَجِبُ أَنْ نَنْسَى ذلِكَ إِذَا أُسْنِدَ إِلَيْنَا ٱمْتِيازُ تَمْثِيلِ شَعْبِ ٱللّٰهِ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ. وَقَدْ قَدَّمَ يَسُوعُ نُصْحًا إِضَافِيًّا فِي هذَا ٱلصَّدَدِ يَحْسُنُ بِنَا إِطَاعَتُهُ.
٨ أَيَّةُ عَادَةٍ خَاطِئَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَنَّبَهَا فِي ٱلصَّلَاةِ بِحَسَبِ مَتَّى ٦:٧؟
٨ «عِنْدَمَا تُصَلُّونَ لَا تُكَرِّرُوا ٱلْأُمُورَ نَفْسَهَا كَمَا يَفْعَلُ ٱلْأُمَمِيُّونَ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِٱلْإِكْثَارِ مِنَ ٱلْكَلَامِ يُسْمَعُ لَهُمْ». (مت ٦:٧) ذَكَرَ يَسُوعُ هُنَا عَادَةً خَاطِئَةً أُخْرَى فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلصَّلَاةِ: ٱلتَّكْرَارَ. لكِنَّهُ لَمْ يَعْنِ أَنَّنَا لَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ نُكَرِّرَ ٱلِٱلْتِمَاسَاتِ ٱلْقَلْبِيَّةَ وَتَعَابِيرَ ٱلشُّكْرِ ٱلْمُخْلِصَةَ فِي صَلَوَاتِنَا. فَقَدْ كَرَّرَ هُوَ «ٱلْكَلَامَ نَفْسَهُ» عِنْدَمَا صَلَّى فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ. — مر ١٤:٣٢-٣٩.
٩، ١٠ مَا مَعْنَى أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلتَّكْرَارَ فِي صَلَوَاتِنَا؟
٩ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نُقَلِّدَ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلتَّكْرَارِيَّةَ ٱلَّتِي يَتْلُوهَا ‹ٱلْأُمَمُ› ٱلَّذِينَ ‹يُكَرِّرُونَ› عِبَارَاتٍ حَفِظُوهَا عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ فِيهَا ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْحَشْوِ. فَقَدِيمًا ٱسْتَمَرَّ عُبَّادُ ٱلْإِلهِ ٱلْبَاطِلِ بَعْلَ يَدْعُونَ بِٱسْمِ إِلهِهِمْ «مِنَ ٱلصَّبَاحِ إِلَى ٱلظُّهْرِ، قَائِلِينَ: ‹يَا بَعْلُ أَجِبْنَا!›»، وَلكِنْ دُونَ جَدْوَى. (١ مل ١٨:٢٦) وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا يُصَلِّي ٱلْمَلَايِينُ صَلَوَاتٍ تَكْرَارِيَّةً مُطْنَبَةً، ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّهُ سَوْفَ «يُسْمَعُ لَهُمْ». لكِنَّ يَسُوعَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُدْرِكَ أَنَّ إِطَالَةَ ٱلصَّلَاةِ ‹بِٱلْإِكْثَارِ مِنَ ٱلْكَلَامِ› لَا قِيمَةَ لَهَا عِنْدَ يَهْوَه. قَالَ يَسُوعُ أَيْضًا:
١٠ «فَلَا تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ، لِأَنَّ ٱللّٰهَ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ». (مت ٦:٨) لَقَدْ تَشَبَّهَ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودِ بِٱلْأُمَمِيِّينَ بِٱلْإِطْنَابِ فِي ٱلصَّلَاةِ. أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَجَنَّبُوا ذلِكَ. فَرَغْمَ أَنَّ ٱلصَّلَاةَ ٱلْقَلْبِيَّةَ ٱلَّتِي تَشْمُلُ ٱلتَّسْبِيحَ وَٱلْحَمْدَ وَٱلطَّلِبَاتِ هِيَ جُزْءٌ مُهِمٌّ مِنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ، مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نُكَرِّرَ ٱلْأُمُورَ نَفْسَهَا ظَنًّا مِنَّا أَنَّ ٱلتَّكْرَارَ ضَرُورِيٌّ لِنُخْبِرَ ٱللّٰهَ بِحَاجَاتِنَا. (في ٤:٦) فَلَا نَنْسَ أَنَّنَا نُصَلِّي إِلَى ٱلْإِلهِ ٱلَّذِي ‹يَعْلَمُ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ›.
١١ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَذَكَّرَ إِذَا أُسْنِدَ إِلَيْنَا ٱمْتِيَازُ تَقْدِيمِ صَلَاةٍ عَلَنِيَّةٍ؟
١١ تُذَكِّرُنَا أَقْوَالُ يَسُوعَ عَنِ ٱلصَّلَوَاتِ غَيْرِ ٱلْمَقْبُولَةِ بِأَنَّ ٱللّٰهَ لَا تُؤَثِّرُ فِيهِ ٱلْعِبَارَاتُ ٱلطَّنَّانَةُ وَٱلْإِطْنَابُ فِي ٱلْكَلَامِ. وَيَنْبَغِي أَنْ نَتَذَكَّرَ أَيْضًا أَنَّ ٱلصَّلَاةَ ٱلْعَلَنِيَّةَ لَا يَجِبُ أَنْ تَجْعَلَ ٱلسَّامِعِينَ يَتَسَاءَلُونَ مَتَى سَنَقُولُ «آمِينَ». كَمَا أَنَّهَا لَيْسَتْ مُنَاسَبَةً نَنْتَهِزُهَا لِلتَّأْثِيرِ فِي ٱلْحُضُورِ، وَلَا هِيَ فُرْصَةٌ نَسْتَغِلُّهَا لِصُنْعِ إِعْلَانَاتٍ أَوْ تَوْجِيهِ مَشُورَةٍ إِلَيْهِمْ، لِأَنَّ ذلِكَ لَا يَنْسَجِمُ مَعَ رُوحِ أَقْوَالِ يَسُوعَ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.
يَسُوعُ يُعَلِّمُنَا أَنْ نُصَلِّيَ
١٢ مَا مَعْنَى ٱلطَّلَبِ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ»؟
١٢ لَمْ يَكْتَفِ يَسُوعُ بِٱلتَّحْذِيرِ مِنَ ٱلْعَادَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ ٱلَّتِي يُمَارِسُهَا ٱلنَّاسُ فِي ٱلصَّلَاةِ، بَلْ عَلَّمَ تَلَامِيذَهُ أَيْضًا كَيْفَ يُصَلُّونَ. (اِقْرَأْ متى ٦:٩-١٣.) وَهذِهِ ٱلصَّلَاةُ ٱلنَّمُوذَجِيَّةُ لَا يَجِبُ أَنْ تُحْفَظَ غَيْبًا وَتُتْلَى مِرَارًا وَتَكْرَارًا، بَلْ هِيَ مِثَالٌ نَحْتَذِيهِ فِي صَلَوَاتِنَا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بَيَّنَ يَسُوعُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلِٱفْتِتَاحِيَّةِ أَنَّ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ فِي صَلَاتِنَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ للّٰهِ، إِذْ قَالَ: «أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ». (مت ٦:٩) بِمَا أَنَّ يَهْوَه هُوَ خَالِقُ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ وَيَسْكُنُ فِي ٱلْحَيِّزِ ٱلسَّمَاوِيِّ، فَمِنَ ٱللَّائِقِ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِصِفَتِهِ «أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ». (تث ٣٢:٦؛ ٢ اخ ٦:٢١؛ اع ١٧:٢٤، ٢٨) وَٱسْتِعْمَالُ ضَمِيرِ ٱلْجَمْعِ «نَا» يُذَكِّرُنَا بِأَنَّ رُفَقَاءَنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيْضًا لَدَيْهِمْ عَلَاقَةٌ حَمِيمَةٌ بِٱللّٰهِ. وَٱلطَّلَبُ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ» هُوَ تَوَسُّلٌ إِلَى يَهْوَه أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً لِإِزَالَةِ كُلِّ ٱلتَّعْيِيرِ ٱلَّذِي لَحِقَ بِٱسْمِهِ مُنْذُ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ. وَٱسْتِجَابَةً لِهذِهِ ٱلصَّلَاةِ، سَيَتَقَدَّسُ يَهْوَه بِٱسْتِئْصَالِ ٱلشَرِّ مِنَ ٱلْأَرْضِ. — حز ٣٦:٢٣.
١٣ (أ) كَيْفَ سَيَتَحَقَّقُ ٱلطَّلَبُ «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ»؟ (ب) مَاذَا يَشْمُلُ إِتْمَامُ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
١٣ «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ». (مت ٦:١٠) إِنَّ هذَا ٱلطَّلَبَ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ يَنْبَغِي أَنْ يُذَكِّرَنَا بِأَنَّ ‹ٱلْمَلَكُوتَ› هُوَ ٱلْحُكُومَةُ ٱلْمَسِيَّانِيَّةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ ٱلْمُؤَلَّفَةُ مِنَ ٱلْمَسِيحِ وَشُرَكَائِهِ ‹ٱلْقُدُّوسِينَ› ٱلْمُقَامِينَ. (دا ٧:١٣، ١٤، ١٨؛ اش ٩:٦، ٧) وَعِنْدَمَا نُصَلِّي أَنْ ‹يَأْتِيَ› هذَا ٱلْمَلَكُوتُ، نَطْلُبُ أَنْ يَأْتِيَ لِإِهْلَاكِ كُلِّ مُقَاوِمِي حُكْمِ ٱللّٰهِ. وَهذَا مَا سَيَحْدُثُ عَمَّا قَرِيبٍ، تَمْهِيدًا لِتَحْوِيلِ ٱلْأَرْضِ إِلَى فِرْدَوْسٍ يَعُمُّهُ ٱلْبِرُّ وَٱلسَّلَامُ وَٱلرَّخَاءُ. (مز ٧٢:١-١٥؛ دا ٢:٤٤؛ ٢ بط ٣:١٣) إِنَّ مَشِيئَةَ يَهْوَه تَسُودُ ٱلْآنَ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَٱلطَّلَبُ أَنْ تَكُونَ مَشِيئَتُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ هُوَ ٱلْتِمَاسٌ مِنَ ٱللّٰهِ أَنْ يُجْرِيَ مَقَاصِدَهُ نَحْوَ أَرْضِنَا، بِمَا فِي ذلِكَ إِزَالَةُ مُقَاوِمِيهِ كَمَا فَعَلَ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ. — اِقْرَأْ مزمور ٨٣:١، ٢، ١٣-١٨.
١٤ لِمَ يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ «خُبْزِ يَوْمِنَا»؟
١٤ «أَعْطِنَا ٱلْيَوْمَ خُبْزَ يَوْمِنَا». (مت ٦:١١؛ لو ١١:٣) يَعْنِي هذَا ٱلطَّلَبُ أَنْ نَسْأَلَ ٱللّٰهَ قُوتَنَا «كَفَافَ يَوْمِنَا»، لَا مَا يَفِيضُ عَنْ حَاجَتِنَا. وَيَدُلُّ ذلِكَ عَلَى ثِقَتِنَا بِقُدْرَةِ يَهْوَه عَلَى إِعَالَتِنَا يَوْمًا فَيَوْمًا. وَقَدْ يُذَكِّرُنَا ٱلْتِمَاسُ حَاجَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ بِأَنَّ ٱللّٰهَ أَمَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَجْمَعُوا ٱلمَنَّ «مِقْدَارَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ». — خر ١٦:٤.
١٥ مَا مَعْنَى ٱلطَّلَبِ «اِغْفِرْ لَنَا دُيُونَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمَدْيُونِينَ لَنَا»؟
١٥ يُظْهِرُ ٱلطَّلَبُ ٱلتَّالِي فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ أَنَّ هُنَاكَ أَمْرًا عَلَيْنَا فِعْلُهُ. قَالَ يَسُوعُ: «اِغْفِرْ لَنَا دُيُونَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمَدْيُونِينَ لَنَا». (مت ٦:١٢) وَيُظْهِرُ إِنْجِيلُ لُوقَا أَنَّ هذِهِ ‹ٱلدُّيُونَ› هِيَ «خَطَايَا». (لو ١١:٤) فَلَا يُمْكِنُ أَنْ نَتَوَقَّعَ ٱلْمَغْفِرَةَ مِنْ يَهْوَه مَا لَمْ «نَغْفِرْ» نَحْنُ لِلْمُخْطِئِينَ إِلَيْنَا. (اِقْرَأْ متى ٦:١٤، ١٥.) وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِمُسَامَحَةِ ٱلْآخَرِينَ بِلَا حُدُودٍ. — اف ٤:٣٢؛ كو ٣:١٣.
١٦ كَيْفَ نَفْهَمُ ٱلطَّلَبَيْنِ «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ» وَ «نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ»؟
١٦ «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لٰكِنْ نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ». (مت ٦:١٣) كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْهَمَ هذَيْنِ ٱلطَّلَبَيْنِ ٱلْمُتَرَابِطَيْنِ فِي صَلَاةِ يَسُوعَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ؟ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه لَا يُجَرِّبُنَا لِنُخْطِئَ. (اِقْرَأْ يعقوب ١:١٣.) فَٱلشَّيْطَانُ — «ٱلشِّرِّيرُ» — هُوَ «ٱلْمُجَرِّبُ» ٱلْحَقِيقِيُّ. (مت ٤:٣) لكِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تَذْكُرُ أَنَّ ٱللّٰهَ يَفْعَلُ أُمُورًا مُعَيَّنَةً وَإِنَّمَا تَقْصِدُ بِذلِكَ أَنَّهُ يَسْمَحُ بِحُدُوثِهَا. (را ١:٢٠، ٢١؛ جا ١١:٥) لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلطَّلَبَ «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ» هُوَ تَوَسُّلٌ إِلَى يَهْوَه أَلَّا يَسْمَحَ بِأَنْ نَسْتَسْلِمَ عِنْدَمَا نُجَرَّبُ بِعِصْيَانِهِ. أَمَّا ٱلِٱلْتِمَاسُ «نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ» فَنَطْلُبُ بِهِ مِنْ يَهْوَه أَلَّا يَدَعَ ٱلشَّيْطَانَ يَتَغَلَّبُ عَلَيْنَا. وَيُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ وَاثِقِينَ بِأَنَّ ‹ٱللّٰهَ لَنْ يَدَعَنَا نُجَرَّبُ فَوْقَ مَا نَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَهُ›. — اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١٠:١٣.
‹دَاوِمْ عَلَى ٱلسُّؤَالِ وَٱلطَّلَبِ وَٱلْقَرْعِ›
١٧، ١٨ مَا مَعْنَى ‹ٱلْمُدَاوَمَةِ عَلَى ٱلسُّؤَالِ وَٱلطَّلَبِ وَٱلْقَرْعِ›؟
١٧ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ: «وَاظِبُوا عَلَى ٱلصَّلَاةِ». (رو ١٢:١٢) وَقَدْ أَبْرَزَ يَسُوعُ نُقْطَةً مُهِمَّةً فِي هذَا ٱلصَّدَدِ حِينَ قَالَ: «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسُّؤَالِ تُعْطَوْا، دَاوِمُوا عَلَى ٱلطَّلَبِ تَجِدُوا، دَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَرْعِ يُفْتَحْ لَكُمْ. لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَنَالُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ». (مت ٧:٧، ٨) فَمِنَ ٱللَّائِقِ أَنْ ‹نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسُّؤَالِ› طَلَبًا لِأَيِّ شَيْءٍ يَتَوَافَقُ مَعَ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ. وَٱنْسِجَامًا مَعَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ، كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «هٰذِهِ هِيَ ٱلثِّقَةُ ٱلَّتِي لَنَا مِنْ نَحْوِ [ٱللّٰهِ]، أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا بِحَسَبِ مَشِيئَتِهِ، فَهُوَ يَسْمَعُنَا». — ١ يو ٥:١٤.
١٨ إِنَّ مَشُورَةَ يَسُوعَ أَنْ ‹نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسُّؤَالِ وَٱلطَّلَبِ› تَعْنِي أَنْ نُصَلِّيَ بِحَرَارَةٍ وَلَا نَسْتَسْلِمَ. وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَيْضًا أَنْ ‹نُدَاوِمَ عَلَى ٱلْقَرْعِ› لِكَيْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ وَنَحْظَى بِبَرَكَاتِهِ وَفَوَائِدِهِ وَمُكَافَآتِهِ. وَلكِنْ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ نَكُونَ وَاثِقِينَ بِٱسْتِجَابَةِ ٱللّٰهِ صَلَوَاتِنَا؟ نَعَمْ، إِذَا كُنَّا أُمَنَاءَ لِيَهْوَه، لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ قَالَ: «كُلُّ مَنْ يَسْأَلُ يَنَالُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ». وَثَمَّةَ ٱخْتِبَارَاتٌ كَثِيرَةٌ حَصَلَتْ مَعَ خُدَّامِ يَهْوَه تُبَرْهِنُ أَنَّ ٱللّٰهَ هُوَ حَقًّا «سَامِعُ ٱلصَّلَاةِ». — مز ٦٥:٢.
١٩، ٢٠ كَيْفَ يَكُونُ يَهْوَه كَأَبٍ مُحِبٍّ ٱنْسِجَامًا مَعَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٧:٩-١١؟
١٩ شَبَّهَ يَسُوعُ ٱللّٰهَ بِأَبٍ مُحِبٍّ يُعْطِي أَوْلَادَهُ عَطَايَا صَالِحَةً. تَخَيَّلْ أَنَّكَ كُنْتَ حَاضِرًا حِينَ أَلْقَى يَسُوعُ ٱلْمَوْعِظَةَ عَلَى ٱلْجَبَلِ وَسَمِعْتَهُ يَقُولُ: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ خُبْزًا فَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟ أَوْ إِذَا سَأَلَهُ سَمَكَةً، أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً؟ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ كَيْفَ تُعْطُونَ أَوْلَادَكُمْ عَطَايَا صَالِحَةً، فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ يُعْطِي ٱلصَّالِحَاتِ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!». — مت ٧:٩-١١.
٢٠ إِنَّ ٱلْأَبَ ٱلْبَشَرِيَّ، رَغْمَ كَوْنِهِ ‹شِرِّيرًا› نِسْبِيًّا بِسَبَبِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْرُوثَةِ، يَحْنُو عَلَى أَوْلَادِهِ. فَلاَ يَغُشُّهُمْ بَلْ يَجْتَهِدُ لِيُعْطِيَهُمْ «عَطَايَا صَالِحَةً». وَبِمِثْلِ هذِهِ ٱلْعَاطِفَةِ ٱلْأَبَوِيَّةِ يُعْطِينَا أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْمُحِبُّ «ٱلصَّالِحَاتِ»، كَرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ. (لو ١١:١٣) وَهذَا ٱلرُّوحُ يُقَوِّينَا لِنُقَدِّمَ خِدْمَةً مَقْبُولَةً لِيَهْوَه، مَصْدَرِ «كُلِّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلِّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ». — يع ١:١٧.
اِسْتَفِدْ مِنْ أَقْوَالِ يَسُوعَ
٢١، ٢٢ بِمَ تَتَمَيَّزُ ٱلْمَوْعِظَةُ عَلَى ٱلْجَبَلِ، وَكَيْفَ تَشْعُرُونَ تِجَاهَ أَقْوَالِ يَسُوعَ هذِهِ؟
٢١ إِنَّ ٱلْمَوْعِظَةَ عَلَى ٱلْجَبَلِ لَأَعْظْمُ خُطْبَةٍ أُلْقِيَتْ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَهِيَ تَتَمَيَّزُ بِمَضْمُونِهَا ٱلرُّوحِيِّ وَوُضُوحِهَا. وَكَمَا أَظْهَرَتِ ٱلنِّقَاطُ ٱلَّتِي ٱسْتَقَيْنَاهَا مِنْهَا فِي سِلْسِلَةِ ٱلْمَقَالَاتِ هذِهِ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَجْنِيَ فَوَائِدَ جَمَّةً إِذَا طَبَّقْنَا ٱلْمَشُورَةَ ٱلْوَارِدَةَ فِيهَا. فَأَقْوَالُ يَسُوعَ تُحَسِّنُ حَيَاتَنَا ٱلْآنَ وَتُعْطِينَا ٱلرَّجَاءَ بِمُسْتَقْبَلٍ سَعِيدٍ.
٢٢ لَمْ نَتَفَحَّصْ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَاتِ سِوَى ٱلْقَلِيلِ مِنَ ٱلْجَوَاهِرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي تَزْخَرُ بِهَا مَوْعِظَةُ يَسُوعَ عَلَى ٱلْجَبَلِ. فَلَا عَجَبَ أَنَّ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا خُطْبَتَهُ ‹ذَهِلُوا مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ›. (مت ٧:٢٨) وَلَا رَيْبَ أَنَّنَا سَنَتَجَاوَبُ بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا حِينَ نَمْلَأُ أَذْهَانَنَا وَقُلُوبَنَا بِهذِهِ ٱلْأَقْوَالِ ٱلْجَلِيلَةِ وَغَيرِهَا مِمَّا قَالَهُ ٱلْمُعَلِّمُ ٱلْكَبِيرُ، يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ.
-