مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اقوال يسوع تعزز السعادة
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • أَقْوَالُ يَسُوعَ تُعَزِّزُ ٱلسَّعَادَةَ

      ‏‹صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْجَبَلِ،‏ وَأَتَى إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ،‏ فَأَخَذَ يُعَلِّمُهُمْ›.‏ —‏ مت ٥:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَتَى وَأَيْنَ أَلْقَى يَسُوعُ مَوْعِظَتَهُ عَلَى ٱلْجَبَلِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَسْتَهِلُّ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْخُطْبَةَ؟‏

      إِنَّهَا سَنَةُ ٣١ ب‌م،‏ وَقَدِ ٱقْتَرَبَ مَوْعِدُ ٱلْفِصْحِ.‏ فَيَقْطَعُ يَسُوعُ جَوْلَتَهُ ٱلْكِرَازِيَّةَ فِي ٱلْجَلِيلِ لِيُعَيِّدَ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ (‏يو ٥:‏١‏)‏ وَلَدَى عَوْدَتِهِ إِلَى ٱلْجَلِيلِ،‏ يَخْتَارُ رُسُلَهُ ٱلـ‍ ١٢ بَعْدَ أَنْ يَقْضِيَ ٱللَّيْلَ كُلَّهُ وَهُوَ يُصَلِّي.‏ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي،‏ يَشْفِي ٱلْمَرْضَى بَيْنَ ٱلْجَمْعِ ٱلَّذِي ٱحْتَشَدَ إِلَيْهِ.‏ ثُمَّ يَجْلِسُ عَلَى مُنْحَدَرٍ مِنَ ٱلْجَبَلِ،‏ بِحُضُورِ تَلَامِيذِهِ وَغَيْرِهِمْ،‏ وَيَبْدَأُ بِتَعْلِيمِهِمْ.‏ —‏ مت ٤:‏٢٣–‏٥:‏٢؛‏ لو ٦:‏١٢-‏١٩‏.‏

      ٢ يَسْتَهِلُّ يَسُوعُ خُطْبَتَهُ —‏ ٱلْمَوْعِظَةَ عَلَى ٱلْجَبَلِ —‏ بِتِسْعِ عِبَارَاتٍ تُظْهِرُ أَنَّ ٱلسَّعَادَةَ تَنْجُمُ عَنِ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْجَيِّدَةِ بِٱللّٰهِ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٥:‏١-‏١٢‏.‏‏)‏ فَٱلسَّعَادَةُ،‏ كَمَا يُعَرِّفُهَا أَحَدُ ٱلْقَوَامِيسِ،‏ هِيَ «حَالَةُ ٱرْتِيَاحٍ تَامٍّ وَشُعُورٍ دَاخِلِيٍّ عَمِيقٍ بِٱلرِّضَى وَٱلْقَنَاعَةِ [فَضْلًا عَنِ] ٱلسُّرُورِ وَٱلِٱنْبِسَاطِ».‏ وَٱلْعِبَارَاتُ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا يَسُوعُ تُشَدِّدُ عَلَى ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَجْعَلُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ سُعَدَاءَ،‏ وَهِيَ لَا تَزَالُ نَافِعَةً ٱلْيَوْمَ مِثْلَمَا كَانَتْ مُنْذُ نَحْوِ ٠٠٠‏,٢ سَنَةٍ.‏ فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي هذِهِ ٱلْعِبَارَاتِ وَاحِدَةً فَوَاحِدَةً.‏

      ‏«اَلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ»‏

      ٣ مَا مَعْنَى إِدْرَاكِ حَاجَتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ؟‏

      ٣ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ،‏ فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ (‏مت ٥:‏٣‏)‏ إِنَّ «ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ» يَشْعُرُونَ بِعَوَزِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ وَحَاجَتِهِمْ إِلَى رَحْمَةِ ٱللّٰهِ.‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ مَا سِرُّ سَعَادَةِ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُنَا سَدُّ حَاجَتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ؟‏

      ٤ وَسَعَادَةُ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ مَرَدُّهَا إِلَى أَنَّ «لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ فَقُبُولُ يَسُوعَ بِصِفَتِهِ ٱلْمَسِيَّا أَتَاحَ لِتَلَامِيذِهِ ٱلْأَوَّلِينَ فُرْصَةَ ٱلْمُشَارَكَةِ مَعَهُ فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ (‏لو ٢٢:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ لكِنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَقًّا حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ وَٱعْتِمَادَهُمْ عَلَى ٱللّٰهِ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَكُونُوا سُعَدَاءَ،‏ سَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُهُمُ ٱلْحَيَاةَ فِي ٱلسَّمَاءِ كَشُرَكَاءَ لِلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ أَوِ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏

      ٥ وَلكِنْ،‏ لَا يُدْرِكُ ٱلْجَمِيعُ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ،‏ لِأَنَّ كَثِيرِينَ يَفْتَقِرُونَ إِلَى ٱلْإِيمَانِ وَلَا يُقَدِّرُونَ ٱلْأُمُورَ ٱلْمُقَدَّسَةَ.‏ (‏٢ تس ٣:‏١،‏ ٢؛‏ عب ١٢:‏١٦‏)‏ أَمَّا نَحْنُ فَيُمْكِنُنَا سَدُّ حَاجَتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱجْتِهَادٍ وَٱلِٱشْتِرَاكِ بِغَيْرَةٍ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ وَحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِٱنْتِظَامٍ.‏ —‏ مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ عب ١٠:‏٢٣-‏٢٥‏.‏

      اَلنَّائِحُونَ «سُعَدَاءُ»‏

      ٦ مَنْ هُمُ «ٱلنَّائِحُونَ»،‏ وَلِمَاذَا هُمْ «سُعَدَاءُ»؟‏

      ٦ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلنَّائِحُونَ،‏ فَإِنَّهُمْ يُعَزَّوْنَ».‏ (‏مت ٥:‏٤‏)‏ إِنَّ ‹ٱلنَّائِحِينَ› وَ «ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ» يَنْتَمُونَ إِلَى ٱلْفِئَةِ نَفْسِهَا.‏ فَهُمْ لَا يَنُوحُونَ تَشَكِّيًا مِنْ نَصِيبِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ بَلْ حُزْنًا عَلَى طَبِيعَتِهِمِ ٱلْخَاطِئَةِ وَٱلْأَحْوَالِ ٱلنَّاجِمَةِ عَنِ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ.‏ وَلِمَاذَا هُمْ «سُعَدَاءُ»؟‏ لِأَنَّهُمْ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱللّٰهِ وَٱلْمَسِيحِ،‏ وَيَنَالُونَ ٱلتَّعْزِيَةَ مِنْ عَلَاقَتِهِمِ ٱلْجَيِّدَةِ بِيَهْوَه.‏ —‏ يو ٣:‏٣٦‏.‏

      ٧ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ شُعُورُنَا حِيَالَ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

      ٧ فَهَلْ نَنُوحُ إِفْرَادِيًّا عَلَى ٱلْإِثْمِ ٱلْمُتَفَشِّي فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏ وَمَا هُوَ شُعُورُنَا ٱلْحَقِيقِيُّ حِيَالَ مَا يَعْرِضُهُ ٱلْعَالَمُ عَلَيْنَا؟‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ «كُلُّ مَا فِي ٱلْعَالَمِ —‏ شَهْوَةُ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةُ ٱلْعُيُونِ وَٱلتَّبَاهِي بِٱلْمَعِيشَةِ —‏ لَيْسَ مِنَ ٱلْآبِ».‏ (‏١ يو ٢:‏١٦‏)‏ وَلكِنْ مَاذَا إِذَا شَعَرْنَا أَنَّ رُوحِيَّاتِنَا تَتَآ‌كَلُ بِفِعْلِ «رُوحِ ٱلْعَالَمِ»،‏ ٱلْقُوَّةِ ٱلْمُحَرِّكَةِ ٱلَّتِي تَسُودُ ٱلْمُجْتَمَعَ ٱلْبَشَرِيَّ ٱلْبَعِيدَ عَنِ ٱللّٰهِ؟‏ عِنْدَئِذٍ،‏ فَلْنُصَلِّ بِحَرَارَةٍ وَنَدْرُسْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ وَنَطْلُبْ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ.‏ وَمَهْمَا كَانَ سَبَبُ شِدَّتِنَا،‏ ‹فَسَنَتَعَزَّى› حِينَ نَقْتَرِبُ إِلَى يَهْوَه.‏ —‏ ١ كو ٢:‏١٢؛‏ مز ١١٩:‏٥٢؛‏ يع ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      مَا أَسْعَدَ «ٱلْوُدَعَاءَ»!‏

      ٨،‏ ٩ مَا هِيَ ٱلْوَدَاعَةُ،‏ وَلِمَاذَا ٱلْوُدَعَاءُ سُعَدَاءُ؟‏

      ٨ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْوُدَعَاءُ،‏ فَإِنَّهُمْ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ».‏ (‏مت ٥:‏٥‏)‏ لَيْسَتِ «ٱلْوَدَاعَةُ»،‏ أَوِ ٱلْحِلْمُ،‏ مُرَادِفًا لِلضَّعْفِ أَوْ مُجَرَّدَ قِنَاعٍ مِنَ ٱللُّطْفِ ٱلْمُصْطَنَعِ.‏ (‏١ تي ٦:‏١١‏)‏ بَلْ هِيَ صِفَةٌ نُعْرِبُ عَنْهَا بِفِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ وَقُبُولِ إِرْشَادِهِ.‏ كَمَا أَنَّهَا تَتَجَلَّى فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَغَيْرِهِمْ.‏ وَإِعْرَابُنَا عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ يَتَطَلَّبُ تَطْبِيقَ ٱلْمَشُورَةِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ.‏ —‏ اِقْرَأْ روما ١٢:‏١٧-‏١٩‏.‏

      ٩ وَلِمَاذَا ٱلْوُدَعَاءُ سُعَدَاءُ؟‏ لِأَنَّهُمْ،‏ كَمَا قَالَ يَسُوعُ،‏ «يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ».‏ وَيَسُوعُ —‏ مِثَالُ ٱلْوَدَاعَةِ —‏ هُوَ ٱلْوَارِثُ ٱلرَّئِيسِيُّ لِلْأَرْضِ.‏ (‏مز ٢:‏٨؛‏ مت ١١:‏٢٩؛‏ عب ٢:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَلكِنْ هُنَاكَ وُدَعَاءُ آخَرُونَ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ مَعَهُ،‏ وَهُمْ «شُرَكَاءُ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ».‏ (‏رو ٨:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وَفَضْلًا عَنْ هؤُلَاءِ،‏ سَيَتَمَتَّعُ حُلَمَاءُ آخَرُونَ كَثِيرُونَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي ٱلْحَيِّزِ ٱلْأَرْضِيِّ لِمَلَكُوتِ يَسُوعَ.‏ —‏ مز ٣٧:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      ١٠ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلنَّقْصُ فِي ٱلْوَدَاعَةِ فِي ٱمْتِيَازَاتِ خِدْمَتِنَا وَعَلَاقَتِنَا بِٱلْآخَرِينَ؟‏

      ١٠ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ،‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلْوَدَاعَةِ.‏ وَلكِنْ مَاذَا إِذَا كُنَّا بِطَبْعِنَا تَهَجُّمِيِّينَ أَوْ عِدَائِيِّينَ؟‏ إِنَّ هذِهِ ٱلرُّوحَ يُمْكِنُ أَنْ تُنَفِّرَ ٱلنَّاسَ مِنَّا.‏ وَٱلْأَخُ ٱلَّذِي يَبْتَغِي مَسْؤُولِيَّةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ لَا يَتَأَهَّلُ لَهَا إِذَا ٱمْتَلَكَ هذِهِ ٱلصِّفَةَ.‏ (‏١ تي ٣:‏١،‏ ٣‏)‏ وَقَدْ أَوْصَى بُولُسُ تِيطُسَ أَنْ يُذَكِّرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كِرِيتَ بِٱسْتِمْرَارٍ أَنْ «يَكُونُوا غَيْرَ تَهَجُّمِيِّينَ،‏ مُتَعَقِّلِينَ،‏ مُعْرِبِينَ عَنْ كُلِّ وَدَاعَةٍ نَحْوَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ».‏ (‏تي ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ فَيَا لَهذِهِ ٱلصِّفَةِ مِنْ بَرَكَةٍ لِلْآخَرِينَ!‏

      اَلْجِيَاعُ إِلَى «ٱلْبِرِّ»‏

      ١١-‏١٣ (‏أ)‏ مَا هُوَ ٱلْجُوعُ وَٱلْعَطَشُ إِلَى ٱلْبِرِّ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ «يُشْبَعُ» ٱلْجِيَاعُ وَٱلْعِطَاشُ إِلَى ٱلْبِرِّ؟‏

      ١١ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْجِيَاعُ وَٱلْعِطَاشُ إِلَى ٱلْبِرِّ،‏ فَإِنَّهُمْ يُشْبَعُونَ».‏ (‏مت ٥:‏٦‏)‏ إِنَّ «ٱلْبِرَّ» ٱلَّذِي قَصَدَهُ يَسُوعُ هُوَ كُلُّ فِعْلٍ مَرْضِيٍّ وَٱلطَّاعَةُ لِشَرِيعَةِ ٱللّٰهِ وَمَشِيئَتِهِ.‏ وَصَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ قَالَ إِنَّهُ ‹ٱنْسَحَقَ شَوْقًا› إِلَى أَحْكَامِ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةِ.‏ (‏مز ١١٩:‏٢٠‏)‏ فَهَلْ نُقَدِّرُ ٱلْبِرَّ تَقْدِيرًا رَفِيعًا بِحَيْثُ نَجُوعُ وَنَعْطَشُ إِلَيْهِ؟‏

      ١٢ لَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلْجِيَاعَ وَٱلْعِطَاشَ إِلَى ٱلْبِرِّ سُعَدَاءُ لِأَنَّهُمْ «يُشْبَعُونَ».‏ وَهذَا ٱلْأَمْرُ أَصْبَحَ مُمْكِنًا بَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ لِأَنَّ رُوحَ يَهْوَه ٱلْقُدُسَ بَدَأَ آنَذَاكَ «يُقَدِّمُ لِلْعَالَمِ دَلِيلًا مُقْنِعًا عَلَى .‏ .‏ .‏ ٱلْبِرِّ».‏ (‏يو ١٦:‏٨‏)‏ فَبِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ أَوْحَى ٱللّٰهُ إِلَى أُنَاسٍ أَنْ يُدَوِّنُوا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ،‏ وَهِيَ نَافِعَةٌ جِدًّا ‹لِلتَّأْدِيبِ فِي ٱلْبِرِّ›.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٦‏)‏ كَمَا أَنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ يُمَكِّنُنَا مِنْ ‹لُبْسِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ ٱلَّتِي خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْبِرِّ ٱلْحَقِيقِيِّ›.‏ (‏اف ٤:‏٢٤‏)‏ أَوَلَيْسَ مُعَزِّيًا أَيْضًا أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ ٱلتَّائِبِينَ ٱلَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ مَغْفِرَةَ خَطَايَاهُمْ عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ يُمْكِنُهُمْ حِيَازَةُ مَوْقِفٍ بَارٍّ أَمَامَ ٱللّٰهِ؟‏ —‏ اِقْرَأْ روما ٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      ١٣ وَإِذَا كَانَ رَجَاؤُنَا أَرْضِيًّا،‏ فَإِنَّ جُوعَنَا وَعَطَشَنَا إِلَى ٱلْبِرِّ سَيُشْبَعَانِ كَامِلًا حِينَ نَحْصُلُ عَلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي عَالَمٍ بَارٍّ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَلْيَكُنْ تَصْمِيمُنَا،‏ فِي هذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ أَنْ نَحْيَا بِمُوجَبِ مَقَايِيسِ يَهْوَه،‏ وَذلِكَ ٱنْسِجَامًا مَعَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ ‹دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ وَبِرِّ ٱللّٰهِ›.‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ فَفِعْلُنَا ذلِكَ يُبْقِينَا مَشْغُولِينَ بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ وَيَمْلَأُ قُلُوبَنَا سَعَادَةً حَقِيقِيَّةً.‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٥٨‏.‏

      لِمَ «ٱلرُّحَمَاءُ» سُعَدَاءُ؟‏

      ١٤،‏ ١٥ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلرَّحْمَةَ،‏ وَلِمَاذَا «ٱلرُّحَمَاءُ» سُعَدَاءُ؟‏

      ١٤ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلرُّحَمَاءُ،‏ فَإِنَّهُمْ يُرْحَمُونَ».‏ (‏مت ٥:‏٧‏)‏ إِنَّ ٱلْحَافِزَ ٱلَّذِي يَدْفَعُ «ٱلرُّحَمَاءَ» هُوَ ٱلرَّأْفَةُ وَٱلشَّفَقَةُ عَلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ فَقَدِ ٱنْدَفَعَ يَسُوعُ إِلَى صُنْعِ عَجَائِبَ لِإِرَاحَةِ كَثِيرِينَ مِنْ آلَامِهِمْ لِأَنَّهُ أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ.‏ (‏مت ١٤:‏١٤‏)‏ وَتَتَجَلَّى ٱلرَّحْمَةُ حِينَ يَغْفِرُ ٱلنَّاسُ لِمَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ،‏ كَمَا يَغْفِرُ يَهْوَه لِلتَّائِبِينَ بِدَافِعِ رَحْمَتِهِ.‏ (‏خر ٣٤:‏٦،‏ ٧؛‏ مز ١٠٣:‏١٠‏)‏ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ،‏ يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱلرَّحْمَةِ بِكَلَامِنَا وَأَعْمَالِنَا ٱللَّطِيفَةِ ٱلَّتِي تُرِيحُ ٱلْمَحْرُومِينَ.‏ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلرَّائِعَةِ لِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لَهُمْ هِيَ إِخْبَارُهُمْ بِحَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَقَدْ أَشْفَقَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْجُمُوعِ،‏ «فَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً».‏ —‏ مر ٦:‏٣٤‏.‏

      ١٥ لَدَيْنَا أَكْثَرُ مِنْ سَبَبٍ يَدْفَعُنَا أَنْ نُثَنِّيَ عَلَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلرُّحَمَاءُ،‏ فَإِنَّهُمْ يُرْحَمُونَ».‏ فَإِذَا عَامَلْنَا ٱلْآخَرِينَ بِرَحْمَةٍ،‏ فَسَيُعَامِلُونَنَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِٱلْمِثْلِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ تَنْتَصِرُ عَلَى ٱلدَّيْنُونَةِ إِذَا قَرَّرَ ٱللّٰهُ وَقْتَ ٱلدَّيْنُونَةِ أَنْ يَرْحَمَنَا نَظَرًا إِلَى أَعْمَالِ ٱلرَّحْمَةِ ٱلَّتِي صَنَعْنَاهَا لِلْآخَرِينَ.‏ (‏يع ٢:‏١٣‏)‏ فَٱلرُّحَمَاءُ هُمُ ٱلْوَحِيدُونَ ٱلَّذِينَ تُغْفَرُ خَطَايَاهُمْ وَيَنَالُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ.‏ —‏ مت ٦:‏١٥‏.‏

      لِمَ «أَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ» سُعَدَاءُ؟‏

      ١٦ مَا هِيَ ‹نَقَاوَةُ ٱلْقَلْبِ›،‏ وَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ «أَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ» أَنْ ‹يَرَوُا ٱللّٰهَ›؟‏

      ١٦ ‏«سُعَدَاءُ هُمْ أَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ،‏ فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ ٱللّٰهَ».‏ (‏مت ٥:‏٨‏)‏ تَنْعَكِسُ ‹نَقَاوَةُ ٱلْقَلْبِ› فِي عَلَاقَاتِنَا،‏ رَغَبَاتِنَا وَتَفْضِيلَاتِنَا،‏ وَدَوَافِعِنَا.‏ فَأَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ «مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ».‏ (‏١ تي ١:‏٥‏)‏ وَهذِهِ ٱلنَّقَاوَةُ ٱلدَّاخِلِيَّةُ تَجْعَلُنَا ‹نَرَى ٱللّٰهَ›.‏ وَلَا يَعْنِي ذلِكَ بِٱلضَّرُورَةِ رُؤْيَةَ يَهْوَه حَرْفِيًّا،‏ لِأَنَّهُ ‹مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَرَى ٱللّٰهَ وَيَعِيشُ›.‏ (‏خر ٣٣:‏٢٠‏)‏ فَيُمْكِنُنَا أَنْ ‹نَرَى ٱللّٰهَ› بِٱلتَّعَلُّمِ عَنْ يَسُوعَ ٱلَّذِي ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَقُولَ:‏ «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا» لِأَنَّهُ عَكَسَ كَامِلًا شَخْصِيَّةَ ٱللّٰهِ.‏ (‏يو ١٤:‏٧-‏٩‏)‏ وَكَعُبَّادٍ لِيَهْوَه عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ يُمْكِنُنَا أَيْضًا أَنْ ‹نَرَى ٱللّٰهَ› بِرُؤْيَةِ مَا يَفْعَلُهُ لِأَجْلِنَا.‏ (‏اي ٤٢:‏٥‏)‏ أَمَّا ذُرْوَةُ إِتْمَامِ هذِهِ ٱلْآيَةِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فَسَتَتَحَقَّقُ بِرُؤْيَةِ أَبِيهِمِ ٱلسَّمَاوِيِّ فِعْلِيًّا حِينَ يُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ.‏ —‏ ١ يو ٣:‏٢‏.‏

      ١٧ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا نَقَاوَةُ ٱلْقَلْبِ؟‏

      ١٧ لَا يَتَأَمَّلُ ٱلْقَلْبُ ٱلنَّقِيُّ فِي مَا هُوَ نَجِسٌ عِنْدَ يَهْوَه،‏ لِأَنَّهُ طَاهِرٌ أَدَبِيًّا وَرُوحِيًّا.‏ (‏١ اخ ٢٨:‏٩؛‏ اش ٥٢:‏١١‏)‏ وَإِذَا كُنَّا أَنْقِيَاءَ ٱلْقَلْبِ،‏ تَكُونُ ٱلطَّهَارَةُ وَٱلنَّقَاوَةُ سِمَةَ أَقْوَالِنَا وَأَعْمَالِنَا،‏ كَمَا تَكُونُ خِدْمَتُنَا لِيَهْوَه خَالِيَةً مِنْ أَيِّ رِيَاءٍ.‏

      ‏«اَلْمُسَالِمُونَ» يَصِيرُونَ أَبْنَاءَ ٱللّٰهِ

      ١٨،‏ ١٩ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ «ٱلْمُسَالِمُونَ»؟‏

      ١٨ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْمُسَالِمُونَ،‏ فَإِنَّهُمْ ‹أَبْنَاءَ ٱللّٰهِ› يُدْعَوْنَ».‏ (‏مت ٥:‏٩‏)‏ يُعْرَفُ «ٱلْمُسَالِمُونَ» مِنَ ٱلْأَعْمَالِ ٱلَّتِي يَقُومُونَ بِهَا أَوْ يَمْتَنِعُونَ عَنْهَا.‏ فَإِذَا كُنَّا مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ قَصَدَهُمْ يَسُوعُ بِكَلَامِهِ،‏ نُسَالِمُ ٱلْآخَرِينَ وَ ‹لَا نَرُدُّ عَلَى ٱلْأَذِيَّةِ بِأَذِيَّةٍ›،‏ بَلْ ‹نَسْعَى دَائِمًا فِي أَثَرِ مَا هُوَ صَالِحٌ لِلْآخَرِينَ›.‏ —‏ ١ تس ٥:‏١٥‏.‏

      ١٩ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ فِي مَتَّى ٥:‏٩ إِلَى ‹مُسَالِمِينَ› تَعْنِي حَرْفِيًّا «صَانِعِي سَلَامٍ».‏ فَلِكَيْ نُحْسَبَ بَيْنَ ٱلْمُسَالِمِينَ،‏ يَجِبُ أَنْ نُرَوِّجَ ٱلسَّلَامَ فِعْلِيًّا.‏ فَصَانِعُو ٱلسَّلَامِ لَا يُقْدِمُونَ عَلَى أَمْرٍ «يُفَرِّقُ مَنْ بَيْنَهُمْ أُلْفَةٌ».‏ (‏ام ١٦:‏٢٨‏)‏ كَمَا أَنَّهُمْ يَقُومُونَ بِخُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةٍ ‹لِلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ مَعَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ›.‏ —‏ عب ١٢:‏١٤‏.‏

      ٢٠ مَنْ هُمْ «أَبْنَاءُ ٱللّٰهِ» ٱلْآنَ،‏ وَمَنْ أَيْضًا يَصِيرُونَ أَوْلَادَهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ؟‏

      ٢٠ يَنْعَمُ ٱلْمُسَالِمُونَ بِٱلسَّعَادَةِ لِأَنَّهُمْ «‹أَبْنَاءَ ٱللّٰهِ› يُدْعَوْنَ».‏ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ هُمْ «أَبْنَاءُ ٱللّٰهِ» لِأَنَّ يَهْوَه قَدْ تَبَنَّاهُمْ.‏ وَهُمْ يَتَمَتَّعُونَ مُنْذُ ٱلْآنَ بِعَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِيَهْوَه كَأَوْلَادٍ لَهُ لِأَنَّهُمْ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱلْمَسِيحِ وَيَعْبُدُونَ بِإِخْلَاصٍ «إِلٰهَ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلسَّلَامِ».‏ (‏٢ كو ١٣:‏١١؛‏ يو ١:‏١٢‏)‏ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي ‹خِرَافِ يَسُوعَ ٱلْأُخَرِ› ٱلْمُسَالِمِينَ؟‏ هؤُلَاءِ سَيُصْبِحُ ٱلْمَسِيحُ «أَبًا أَبَدِيًّا» لَهُمْ فِي حُكْمِهِ ٱلْأَلْفِيِّ،‏ لكِنَّهُمْ سَيَصِيرُونَ أَوْلَادَ ٱللّٰهِ بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ فِي نِهَايَةِ ٱلْأَلْفِ سَنَةٍ حِينَ يَخْضَعُ ٱلْمَسِيحُ نَفْسُهُ لِيَهْوَه.‏ —‏ يو ١٠:‏١٦؛‏ اش ٩:‏٦؛‏ رو ٨:‏٢١؛‏ ١ كو ١٥:‏٢٧،‏ ٢٨‏.‏

      ٢١ كَيْفَ نَتَصَرَّفُ إِنْ كُنَّا «نَعِيشُ بِٱلرُّوحِ»؟‏

      ٢١ سَتَكُونُ ٱلرُّوحُ ٱلْمُسَالِمَةُ إِحْدَى مَزَايَانَا ٱلْبَارِزَةِ إِنْ كُنَّا «نَعِيشُ بِٱلرُّوحِ».‏ وَلَنْ «نُنَافِسَ بَعْضُنَا بَعْضًا» أَوْ ‹نَسْتَفِزَّ بَعْضُنَا بَعْضًا›.‏ (‏غل ٥:‏٢٢-‏٢٦‏؛‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ بَلْ نَسْعَى إِلَى ‹مُسَالَمَةِ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ›.‏ —‏ رو ١٢:‏١٨‏.‏

      سُعَدَاءُ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ!‏

      ٢٢-‏٢٤ (‏أ)‏ مَاذَا يُفَسِّرُ سَعَادَةَ ٱلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ؟‏

      ٢٢ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْمُضْطَهَدُونَ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ،‏ فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ (‏مت ٥:‏١٠‏)‏ وَقَدْ وَسَّعَ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْفِكْرَةَ،‏ فَأَضَافَ ٱلْعِبَارَةَ ٱلتَّاسِعَةَ قَائِلًا:‏ ‏«سُعَدَاءُ أَنْتُمْ مَتَى عَيَّرُوكُمْ وَٱضْطَهَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ شَتَّى ٱلشُّرُورِ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ.‏ اِفْرَحُوا وَٱطْفِرُوا مِنَ ٱلْفَرَحِ،‏ لِأَنَّ مُكَافَأَتَكُمْ عَظِيمَةٌ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ فَإِنَّهُمْ هٰكَذَا ٱضْطَهَدُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُمْ».‏ —‏ مت ٥:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      ٢٣ نَتَوَقَّعُ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيَّينَ،‏ عَلَى غِرَارِ أَنْبِيَاءِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدَمَاءِ،‏ أَنْ نُعَيَّرَ وَنُضْطَهَدَ وَتُقَالَ عَلَيْنَا ٱلْأَكَاذِيبُ «مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ».‏ لكِنَّنَا بِٱحْتِمَالِنَا هذِهِ ٱلِٱمْتِحَانَاتِ بِأَمَانَةٍ سَنَنْعَمُ بِٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلنَّاجِمِ عَنْ إِرْضَاءِ يَهْوَه وَإِكْرَامِهِ.‏ (‏١ بط ٢:‏١٩-‏٢١‏)‏ فَتَأَلُّمُنَا لَا يُقَلِّلُ مِنْ فَرَحِنَا بِخِدْمَةِ يَهْوَه ٱلْآنَ وَلَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ إِنَّهُ لَا يُنَقِّصُ مِنَ ٱلسَّعَادَةِ ٱلَّتِي سَيَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْحُكَّامُ ٱلْمُشَارِكُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ وَلَا مِنْ فَرَحِ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِينَ سَيَنَالُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَهذِهِ ٱلْبَرَكَاتُ تَدُلُّ عَلَى رِضَى ٱللّٰهِ وَخَيْرِهِ وَكَرَمِهِ.‏

      ٢٤ تَحْتَوِي ٱلْمَوْعِظَةُ عَلَى ٱلْجَبَلِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلدُّرُوسِ ٱلْقَيِّمَةِ.‏ وَسَنُنَاقِشُ بَعْضًا مِنْهَا فِي ٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ وَسَنَتَأَمَّلُ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ أَقْوَالِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ هذِهِ.‏

  • هل تؤثر اقوال يسوع في مواقفك؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • هَلْ تُؤَثِّرُ أَقْوَالُ يَسُوعَ فِي مَوَاقِفِكَ؟‏

      ‏«اَلَّذِي أَرْسَلَهُ ٱللّٰهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِ ٱللّٰهِ».‏ —‏ يو ٣:‏٣٤‏.‏

      ١،‏ ٢ بِمَ تُشَبَّهُ أَقْوَالُ يَسُوعَ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ،‏ وَلِمَ نَقُولُ إِنَّهَا مُؤَسَّسَةٌ عَلَى «كَلَامِ ٱللّٰهِ»؟‏

      إِنَّ إِحْدَى أَكْبَرِ ٱلْمَاسَاتِ ٱلْمَصْقُولَةِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ هِيَ نَجْمَةُ إِفْرِيقْيَا ٱلْبَالِغُ وَزْنُهَا ٥٣٠ قِيرَاطًا.‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلْجَوْهَرَةَ ٱلْكَرِيمَةَ لَا تُضَاهِي أَبَدًا ٱلْجَوَاهِرَ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي تَحْتَوِيهَا مَوْعِظَةُ يَسُوعَ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏ وَلَا عَجَبَ فِي ذلِكَ لِأَنَّ أَقْوَالَ ٱلْمَسِيحِ هِيَ مِنَ ٱللّٰهِ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ عَنْ يَسُوعَ:‏ «اَلَّذِي أَرْسَلَهُ ٱللّٰهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِ ٱللّٰهِ».‏ —‏ يو ٣:‏٣٤-‏٣٦‏.‏

      ٢ وَرَغْمَ أَنَّ هذِهِ ٱلْمَوْعِظَةَ رُبَّمَا أُلْقِيَتْ فِي أَقَلَّ مِنْ نِصْفِ سَاعَةٍ،‏ فَهِيَ تَحْتَوِي عَلَى ٢١ ٱقْتِبَاسًا مِنْ ثَمَانِيَةِ أَسْفَارٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ.‏ وَهذَا يَعْنِي أَنَّهَا مُؤَسَّسَةٌ حَقًّا عَلَى «كَلَامِ ٱللّٰهِ».‏ فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ بَعْضِ ٱلْأَقْوَالِ ٱلْجَلِيلَةِ ٱلَّتِي تَزْخَرُ بِهَا هذِهِ ٱلْمَوْعِظَةُ ٱلنَّفِيسَةُ ٱلَّتِي أَلْقَاهَا ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْحَبِيبُ.‏

      ‏«صَالِحْ أَخَاكَ أَوَّلًا»‏

      ٣ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ بَعْدَمَا حَذَّرَهُمْ مِنْ عَوَاقِبِ ٱلسُّخْطِ؟‏

      ٣ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ سُعَدَاءُ وَمُسَالِمُونَ لِأَنَّنَا نَنْعَمُ بِرُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي يَشْمُلُ ثَمَرُهُ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَلِأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَخْسَرَ تَلَامِيذُهُ سَلَامَهُمْ وَسَعَادَتَهُمْ،‏ حَذَّرَهُمْ مِنَ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْمُمِيتَةِ ٱلَّتِي تَنْجُمُ عَنِ ٱلسُّخْطِ ٱلطَّوِيلِ ٱلْأَمَدِ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٥:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏‏)‏ ثُمَّ قَالَ:‏ ‏«إِذَا كُنْتَ تُحْضِرُ قُرْبَانَكَ إِلَى ٱلْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لِأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ،‏ فَٱتْرُكْ قُرْبَانَكَ هُنَاكَ أَمَامَ ٱلْمَذْبَحِ وَٱذْهَبْ صَالِحْ أَخَاكَ أَوَّلًا،‏ وَحِينَئِذٍ ٱرْجِعْ وَقَرِّبْ قُرْبَانَكَ».‏ —‏ مت ٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ مَاذَا كَانَ ‹ٱلْقُرْبَانُ› ٱلَّذِي ذَكَرَهُ يَسُوعُ فِي مَتَّى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏؟‏ (‏ب)‏ مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلتَّصَالُحِ مَعَ أَخٍ أَسَأْنَا إِلَيْهِ؟‏

      ٤ كَانَ ‹ٱلْقُرْبَانُ› ٱلَّذِي ذَكَرَهُ يَسُوعُ أَيَّ تَقْدِمَةٍ تُقَرَّبُ فِي هَيْكَلِ أُورُشَلِيمَ،‏ كَٱلذَّبَائِحِ ٱلْحَيَوَانِيَّةِ مَثَلًا.‏ وَقَدِ ٱعْتُبِرَتْ هذِهِ مُهِمَّةً لِأَنَّهَا كَانَتْ آنَذَاكَ جُزْءًا مِنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلشَّعْبُ لِيَهْوَه.‏ لكِنَّ يَسُوعَ شَدَّدَ عَلَى شَيْءٍ أَهَمَّ:‏ أَنْ يُصَالِحَ ٱلْمُسِيءُ أَخَاهُ ٱلْمُسَاءَ إِلَيْهِ قَبْلَ تَقْرِيبِ قُرْبَانِهِ إِلَى ٱللّٰهِ.‏

      ٥ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قَوْلِ يَسُوعَ هذَا؟‏ اَلدَّرْسُ وَاضِحٌ:‏ إِنَّ تَعَامُلَاتِنَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ تُؤَثِّرُ تَأْثِيرًا مُبَاشِرًا عَلَى عَلَاقَتِنَا بِيَهْوَه.‏ (‏١ يو ٤:‏٢٠‏)‏ فَٱلتَّقْدِمَاتُ ٱلْمُقَرَّبَةُ إِلَى ٱللّٰهِ كَانَتْ عَدِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ إِذَا أَسَاءَ مُقَرِّبُهَا مُعَامَلَةَ رُفَقَائِهِ ٱلْبَشَرِ.‏ —‏ اِقْرَأْ ميخا ٦:‏٦-‏٨‏.‏

      دَوْرُ ٱلتَّوَاضُعِ

      ٦،‏ ٧ لِمَاذَا يَلْزَمُنَا ٱلتَّوَاضُعُ وَنَحْنُ نَسْعَى إِلَى رَدِّ ٱلسَّلَامِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَخٍ أَسَأْنَا إِلَيْهِ؟‏

      ٦ إِنَّ مُصَالَحَةَ أَخٍ أَسَأْنَا إِلَيْهِ تَمْتَحِنُ تَوَاضُعَنَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ.‏ فَٱلْمُتَوَاضِعُونَ لَا يَتَجَادَلُونَ أَوْ يَتَنَازَعُونَ مَعَ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِتَحْصِيلِ حُقُوقِهِمِ ٱلْمَزْعُومَةِ.‏ فَمِنْ شَأْنِ ذلِكَ أَنْ يَخْلُقَ وَضْعًا غَيْرَ سَلِيمٍ كَٱلَّذِي وُجِدَ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُورِنْثُوسَ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ وَقَدْ أَبْرَزَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ نُقْطَةً تُثِيرُ ٱلتَّفْكِيرَ عِنْدَمَا قَالَ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنْ ذلِكَ ٱلْوَضْعِ:‏ «إِنَّهُ لَيُعَدُّ فَشَلًا ذَرِيعًا مِنْ جِهَتِكُمْ أَنَّ عِنْدَكُمْ دَعَاوَى فِي مَا بَيْنَكُمْ.‏ لِمَ لَا تَقْبَلُونَ بِٱلْحَرِيِّ أَنْ يُسَاءَ إِلَيْكُمْ؟‏ لِمَ لَا تَقْبَلُونَ بِٱلْحَرِيِّ أَنْ تُغْبَنُوا؟‏».‏ —‏ ١ كو ٦:‏٧‏.‏

      ٧ لَمْ يَقُلْ يَسُوعُ إِنَّ عَلَيْنَا ٱلذَّهَابَ إِلَى أَخِينَا لِإِقْنَاعِهِ أَنَّنَا عَلَى حَقٍّ وَأَنَّهُ عَلَى خَطَإٍ.‏ فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَدَفُنَا رَدَّ ٱلسَّلَامِ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ.‏ وَهذَا يَقْتَضِي أَنْ نُعَبِّرَ بِصِدْقٍ عَنْ مَشَاعِرِنَا،‏ لكِنَّهُ يَسْتَلْزِمُ أَيْضًا أَنْ نَعْتَرِفَ بِأَنَّ مَشَاعِرَهُ قَدْ جُرِحَتْ.‏ وَإِذَا كُنَّا مُخْطِئِينَ،‏ فَسَنَرْغَبُ طَبْعًا فِي ٱلِٱعْتِذَارِ إِلَيْهِ بِتَوَاضُعٍ.‏

      ‏«إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ ٱلْيُمْنَى تُعْثِرُكَ»‏

      ٨ مَا فَحْوَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٥:‏٢٩،‏ ٣٠‏؟‏

      ٨ أَعْطَى يَسُوعُ مَشُورَةً سَدِيدَةً فِي ٱلْآدَابِ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏ فَقَدْ عَلِمَ أَنَّ أَعْضَاءَ جَسَدِنَا ٱلنَّاقِصِ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِينَا تَأْثِيرًا خَطِيرًا.‏ فَقَالَ:‏ ‏«إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ ٱلْيُمْنَى تُعْثِرُكَ،‏ فَٱقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ.‏ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ لَكَ أَنْ تَخْسَرَ أَحَدَ أَعْضَائِكَ مِنْ أَنْ يُرْمَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي وَادِي هِنُّومَ.‏ وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ ٱلْيُمْنَى تُعْثِرُكَ،‏ فَٱقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ.‏ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ لَكَ أَنْ تَخْسَرَ أَحَدَ أَعْضَائِكَ مِنْ أَنْ يَذْهَبَ جَسَدُكَ كُلُّهُ إِلَى وَادِي هِنُّومَ».‏ —‏ مت ٥:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

      ٩ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ ‹تُعْثِرَنَا عَيْنُنَا أَوْ يَدُنَا›؟‏

      ٩ تُمَثِّلُ ‹ٱلْعَيْنُ› فِي كَلِمَاتِ يَسُوعَ هذِهِ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى تَرْكِيزِ ٱنْتِبَاهِنَا عَلَى شَيْءٍ مَا،‏ أَمَّا ‹ٱلْيَدُ› فَتُشِيرُ إِلَى مَا نَفْعَلُهُ بِأَيْدِينَا.‏ وَإِذَا لَمْ نَنْتَبِهْ،‏ يُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَنَا هذَانِ ٱلْعُضْوَانِ ‹نَعْثُرُ› وَنَتَوَقَّفُ عَنِ ‹ٱلسَّيْرِ مَعَ ٱللّٰهِ›.‏ (‏تك ٥:‏٢٢؛‏ ٦:‏٩‏)‏ لِذلِكَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ عِنْدَمَا نُغْرَى بِعِصْيَانِ يَهْوَه أَنْ نَتَّخِذَ إِجْرَاءً حَازِمًا يُوَازِي قَلْعَ عَيْنِنَا أَوْ قَطْعَ يَدِنَا.‏

      ١٠،‏ ١١ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى تَجَنُّبِ ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ ٱلْجِنْسِيِّ؟‏

      ١٠ وَكَيْفَ نَمْنَعُ عَيْنَنَا مِنَ ٱلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْفَاسِدَةِ؟‏ قَالَ أَيُّوبُ ٱلتَّقِيُّ:‏ «عَهْدًا قَطَعْتُ مَعَ عَيْنَيَّ.‏ فَكَيْفَ أَتَطَلَّعُ فِي عَذْرَاءَ؟‏».‏ (‏اي ٣١:‏١‏)‏ لَقَدْ كَانَ أَيُّوبُ رَجُلًا مُتَزَوِّجًا صَمَّمَ عَلَى عَدَمِ ٱنْتِهَاكِ شَرَائِعِ ٱللّٰهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ.‏ وَيَجِبُ أَنْ نَتَبَنَّى مَوْقِفَهُ سَوَاءٌ كُنَّا مُتَزَوِّجِينَ أَوْ عُزَّابًا.‏ وَلِكَيْ نَتَجَنَّبَ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ ٱلْجِنْسِيَّ،‏ يَجِبُ أَنْ نَقْبَلَ إِرْشَادَ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي يُنْتِجُ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ فِي مُحِبِّي ٱللّٰهِ.‏ —‏ غل ٥:‏٢٢-‏٢٥‏.‏

      ١١ كَذلِكَ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹هَلْ أَسْمَحُ لِعَيْنَيَّ بِأَنْ تُوقِظَا فِيَّ رَغْبَةً شَدِيدَةً فِي ٱلِٱطِّلَاعِ عَلَى ٱلْمَوَادِّ ٱلْفَاسِدَةِ ٱلْمُتَاحَةِ مِنْ خِلَالِ ٱلْكُتُبِ أَوِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ أَوِ ٱلْإِنْتِرْنِت؟‏›.‏ وَلْنَتَذَكَّرْ أَيْضًا كَلِمَاتِ ٱلتِّلْمِيذِ يَعْقُوبَ:‏ «كُلُّ وَاحِدٍ يُمْتَحَنُ إِذَا ٱجْتَذَبَتْهُ وَأَغْرَتْهُ شَهْوَتُهُ.‏ ثُمَّ ٱلشَّهْوَةُ مَتَى خَصِبَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً،‏ وَٱلْخَطِيَّةُ مَتَى تَمَّتْ تُنْتِجُ مَوْتًا».‏ (‏يع ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فَإِذَا كَانَ شَاهِدٌ مُنْتَذِرٌ للّٰهِ «يُدَاوِمُ عَلَى ٱلنَّظَرِ» بِدَوَافِعَ فَاسِدَةٍ إِلَى شَخْصٍ مِنَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ،‏ فَعَلَيْهِ صُنْعُ تَغْيِيرَاتٍ جَذْرِيَّةٍ كَمَا لَوْ أَنَّهُ يَقْلَعُ عَيْنَهُ وَيُلْقِيهَا عَنْهُ.‏ —‏ اِقْرَأْ متى ٥:‏٢٧،‏ ٢٨‏.‏

      ١٢ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا بُولُسُ تُسَاعِدُنَا عَلَى مُحَارَبَةِ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ؟‏

      ١٢ وَبِمَا أَنَّ ٱلِٱسْتِعْمَالَ غَيْرَ ٱللَّائِقَ لِأَيْدِينَا يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى ٱنْتِهَاكَاتٍ خَطِيرَةٍ لِمَقَايِيسِ يَهْوَه ٱلْأَدَبِيَّةِ،‏ يَجِبُ أَنْ نَعْقِدَ ٱلْعَزْمَ عَلَى ٱلْبَقَاءِ طَاهِرِينَ أَدَبِيًّا.‏ وَيَنْبَغِي لَنَا بِٱلتَّالِي أَنْ نُصْغِيَ إِلَى مَشُورَةِ بُولُسَ:‏ «أَمِيتُوا .‏ .‏ .‏ أَعْضَاءَ جَسَدِكُمُ ٱلَّتِي عَلَى ٱلْأَرْضِ مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ،‏ ٱلنَّجَاسَةِ،‏ ٱلشَّهْوَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ،‏ ٱلِٱشْتِهَاءِ ٱلْمُؤْذِي،‏ وَٱلطَّمَعِ ٱلَّذِي هُوَ صَنَمِيَّةٌ».‏ (‏كو ٣:‏٥‏)‏ وَٱلْكَلِمَةُ «أَمِيتُوا» تُبْرِزُ ٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱلْحَازِمَةَ ٱلَّتِي يَجِبُ ٱتِّخَاذُهَا لِمُحَارَبَةِ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ ٱلْفَاسِدَةِ.‏

      ١٣،‏ ١٤ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلْأَفْكَارَ وَٱلْأَعْمَالَ ٱلْفَاسِدَةَ؟‏

      ١٣ قَدْ يَقْبَلُ ٱلْمَرْءُ أَنْ يُبْتَرَ أَحَدُ أَطْرَافِهِ فِي عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ لِئَلَّا يَخْسَرَ حَيَاتَهُ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ ‹نُلْقِيَ عَنَّا› مَجَازِيًّا عَيْنَنَا وَيَدَنَا لِكَيْ نَتَجَنَّبَ ٱلْأَفْكَارَ وَٱلْأَعْمَالَ ٱلْفَاسِدَةَ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُكَلِّفَنَا حَيَاتَنَا عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلرُّوحِيِّ،‏ أَيْ تُخَسِّرَنَا عَلَاقَتَنَا بِٱللّٰهِ.‏ فَٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلطَّهَارَةِ ٱلْعَقْلِيَّةِ وَٱلْأَدَبِيَّةِ وَٱلرُّوحِيَّةِ هِيَ ٱلسَّبِيلُ ٱلْوَحِيدُ لِلنَّجَاةِ مِنَ ٱلْهَلَاكِ ٱلْأَبَدِيِّ ٱلْمَرْمُوزِ إِلَيْهِ بِوَادِي هِنُّومَ.‏

      ١٤ إِنَّ بَقَاءَنَا طَاهِرِينَ أَدَبِيًّا يَتَطَلَّبُ ٱلْجُهْدَ لِأَنَّنَا وَرِثْنَا ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلنَّقْصَ.‏ قَالَ بُولُسُ:‏ «أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ،‏ حَتَّى بَعْدَمَا كَرَزْتُ لِلْآخَرِينَ،‏ لَا أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي غَيْرَ مَرْضِيٍّ عَنِّي».‏ (‏١ كو ٩:‏٢٧‏)‏ فَلْيَكُنْ تَصْمِيمُنَا أَنْ نُطَبِّقَ مَشُورَةَ يَسُوعَ فِي ٱلْآدَابِ،‏ مُتَجَنِّبِينَ كُلَّ سُلُوكٍ يَنِمُّ عَنْ عَدَمِ ٱلتَّقْدِيرِ لِذَبِيحَتِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ.‏ —‏ مت ٢٠:‏٢٨؛‏ عب ٦:‏٤-‏٦‏.‏

      ‏‹مَارِسِ ٱلْعَطَاءَ›‏

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ كَيْفَ رَسَمَ يَسُوعُ ٱلْمِثَالَ فِي ٱلْعَطَاءِ؟‏ (‏ب)‏ مَا مَعْنَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي لُوقَا ٦:‏٣٨‏؟‏

      ١٥ تُعَزِّزُ أَقْوَالُ يَسُوعَ وَمِثَالُهُ ٱلسَّامِي رُوْحَ ٱلْعَطَاءِ.‏ فَقَدْ كَانَ ذُرْوَةَ ٱلْعَطَاءِ أَنْ يَأْتِيَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْأَرْضِ لِفِدَاءِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلنَّاقِصِ.‏ (‏اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ٨:‏٩‏.‏‏)‏ فَيَسُوعُ تَخَلَّى عَنْ مَجْدِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ لِيَصِيرَ إِنْسَانًا وَيَبْذُلَ حَيَاتَهُ عَنْ بَشَرٍ خُطَاةٍ كَانَ بَعْضُهُمْ سَيَنَالُ ٱلْغِنَى ٱلسَّمَاوِيَّ كَشُرَكَاءَ لَهُ فِي مِيرَاثِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏رو ٨:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وَلَا رَيْبَ أَنَّ يَسُوعَ شَجَّعَ أَيْضًا عَلَى ٱلْعَطَاءِ حِينَ قَالَ:‏

      ١٦ ‏«مَارِسُوا ٱلْعَطَاءَ تُعْطَوْا.‏ فَإِنَّهُمْ سَيُفْرِغُونَ فِي حِجْرِكُمْ كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا.‏ فَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ فِي ٱلْمُقَابِلِ».‏ (‏لو ٦:‏٣٨‏)‏ تُشِيرُ عِبَارَةُ «‏يُفْرِغُونَ فِي حِجْرِكُمْ‏» إِلَى عَادَةٍ مُتَّبَعَةٍ فِي بَعْضِ ٱلْأَسْوَاقِ قَدِيمًا.‏ فَكَانَ ٱلشَّارِي يَطْوِي طَرَفَ ثَوْبِهِ ٱلْفَوْقَانِيِّ ٱلْمَشْدُودِ بِمِنْطَقَةٍ لِيُشَكِّلَ كِيسًا يَمْلَأُهُ ٱلْبَائِعُ بِٱلسِّلَعِ ٱلْمُشْتَرَاةِ.‏ فَإِذَا أَعْطَيْنَا بِسَخَاءٍ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِنَا،‏ نَنَالُ كَيْلًا جَيِّدًا فِي ٱلْمُقَابِلِ،‏ رُبَّمَا عِنْدَمَا نَكُونُ نَحْنُ فِي عَوَزٍ.‏ —‏ جا ١١:‏٢‏.‏

      ١٧ كَيْفَ رَسَمَ يَهْوَه ٱلْمِثَالَ ٱلْأَسْمَى فِي ٱلْعَطَاءِ،‏ وَأَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْعَطَاءِ يَجْلُبُ لَنَا ٱلْفَرَحَ؟‏

      ١٧ يُحِبُّ يَهْوَه وَيُكَافِئُ ٱلْمُعْطِيَ ٱلْمَسْرُورَ.‏ وَقَدْ رَسَمَ هُوَ نَفْسُهُ ٱلْمِثَالَ ٱلْأَسْمَى فِي ٱلْعَطَاءِ حِينَ بَذَلَ ٱبْنَهُ،‏ مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ،‏ «لِكَيْلَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ،‏ بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ».‏ (‏يو ٣:‏١٦‏)‏ وَمَاذَا تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ إِذَا تَمَثَّلْنَا بِيَهْوَه؟‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «مَنْ يَزْرَعُ بِسَخَاءٍ يَحْصُدُ أَيْضًا بِسَخَاءٍ.‏ لِيَفْعَلْ كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا عَزَمَ فِي قَلْبِهِ،‏ لَا غَصْبًا عَنْهُ وَلَا مُرْغَمًا،‏ لِأَنَّ ٱللّٰهَ يُحِبُّ ٱلْمُعْطِيَ ٱلْمَسْرُورَ».‏ (‏٢ كو ٩:‏٦،‏ ٧‏)‏ فَإِذَا بَذَلْنَا وَقْتَنَا وَطَاقَتَنَا وَمَوارِدَنَا ٱلْمَادِّيَّةَ لِتَرْوِيجِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ نَنَالُ حَتْمًا ٱلْفَرَحَ وَٱلْمُكَافَآ‌تِ ٱلْجَزِيلَةَ.‏ —‏ اِقْرَأْ امثال ١٩:‏١٧؛‏ لوقا ١٦:‏٩‏.‏

      ‏«لَا تَنْفُخْ أَمَامَكَ فِي بُوقٍ»‏

      ١٨ مَتَى نُحْرَمُ ‹ٱلْمُكَافَأَةَ› مِنْ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ؟‏

      ١٨ ‏«اِحْتَرِزُوا جَيِّدًا مِنْ أَنْ تَعْمَلُوا بِرَّكُمْ أَمَامَ ٱلنَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوا إِلَيْكُمْ،‏ وَإِلَّا فَلَيْسَ لَكُمْ مُكَافَأَةٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ (‏مت ٦:‏١‏)‏ عَنَى يَسُوعُ ‹بِٱلْبِرِّ› ٱلسُّلُوكَ ٱلَّذِي يَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْمَشِيئَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ.‏ لكِنَّهُ لَمْ يَقْصِدْ أَنْ نَمْتَنِعَ بَتَاتًا عَنِ ٱلْقِيَامِ عَلَانِيَةً بِأَعْمَالٍ تُرْضِي ٱللّٰهَ،‏ لِأَنَّهُ سَبَقَ فَأَوْصَى تَلَامِيذَهُ أَنْ يَجْعَلُوا ‹نُورَهُمْ يُضِيءُ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ›.‏ (‏مت ٥:‏١٤-‏١٦‏)‏ فَمَا عَنَاهُ يَسُوعُ هُوَ أَنَّنَا نُحْرَمُ ‹ٱلْمُكَافَأَةَ› مِنْ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ إِذَا كَانَ دَافِعُنَا أَنْ ‹يَنْظُرَ إِلَيْنَا› ٱلنَّاسُ وَنَنَالَ إِعْجَابَهُمْ،‏ كَٱلْمُمَثِّلِينَ عَلَى خَشَبَةَ ٱلْمَسْرَحِ.‏ فَمِثْلُ هذَا ٱلدَّافِعِ لَا يُؤَدِّي إِلَى عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِٱللّٰهِ أَوْ نَيْلِ بَرَكَاتِ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ مَاذَا عَنَى يَسُوعُ عِنْدَمَا دَانَ ‹ٱلنَّفْخَ فِي بُوقٍ› عِنْدَ صُنْعِ «صَدَقَةٍ»؟‏ (‏ب)‏ مَا مَعْنَى أَلَّا نَدَعَ يَدَنَا ٱلْيُسْرَى تَعْرِفُ مَا تَفْعَلُهُ ٱلْيُمْنَى؟‏

      ١٩ إِنَّ ٱمْتِلَاكَنَا ٱلْمَوْقِفَ ٱللَّائِقَ يَجْعَلُنَا نُطَبِّقُ نُصْحَ يَسُوعَ:‏ ‏«مَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلَا تَنْفُخْ أَمَامَكَ فِي بُوقٍ،‏ كَمَا يَفْعَلُ ٱلْمُرَاؤُونَ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي ٱلشَّوَارِعِ،‏ لِكَيْ يُمَجِّدَهُمُ ٱلنَّاسُ.‏ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّهُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ».‏ (‏مت ٦:‏٢‏)‏ ‹اَلصَّدَقَةُ› هِيَ عَطِيَّةٌ أَوْ إِحْسَانٌ لِفَقِيرٍ أَوْ مُعْوِزٍ.‏ (‏اِقْرَأْ اشعيا ٥٨:‏٦،‏ ٧‏.‏‏)‏ وَقَدْ كَانَ لَدَى يَسُوعَ وَرُسُلِهِ صُنْدُوقٌ مُشْتَرَكٌ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْفُقَرَاءِ.‏ (‏يو ١٢:‏٥-‏٨؛‏ ١٣:‏٢٩‏)‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلتَّصَدُّقَ عَلَى ٱلْمُحْتَاجِينَ لَمْ يَسْبِقْهُ حَرْفِيًّا نَفْخٌ فِي ٱلْبُوقِ،‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَخْدَمَ ٱلْغُلُوَّ حِينَ قَالَ إِنَّنَا لَا يَجِبُ أَنْ ‹نَنْفُخَ أَمَامَنَا فِي بُوقٍ› عِنْدَ صُنْعِ «صَدَقَةٍ».‏ فَلَا يَجِبُ أَنْ نُذِيعَ هذَا ٱلْإِحْسَانَ،‏ كَمَا فَعَلَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ دَعَاهُمْ يَسُوعُ مُرَائِينَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُعْلِنُونَ عَنْ هِبَاتِهِمِ ٱلْخَيْرِيَّةِ «فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي ٱلشَّوَارِعِ».‏ وَهؤُلَاءِ ٱلْمُرَاؤُونَ «ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ».‏ فَٱلثَّنَاءُ مِنَ ٱلنَّاسِ وَرُبَّمَا ٱلْجُلُوسُ فِي مَقْعَدٍ أَمَامِيٍّ فِي ٱلْمَجْمَعِ إِلَى جَانِبِ ٱلرَّبَّانِيِّينَ ٱلْمُعْتَبَرِينَ هُمَا ٱلْمُكَافَأَةُ ٱلْوَحِيدَةُ ٱلَّتِي نَالُوهَا،‏ لِأَنَّ يَهْوَه مَا كَانَ لِيُعْطِيَهُمْ شَيْئًا.‏ (‏مت ٢٣:‏٦‏)‏ بِٱلتَّبَايُنِ،‏ كَيْفَ كَانَ عَلَى تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ أَنْ يَتَصَرَّفُوا؟‏ قَالَ يَسُوعُ لَهُمْ،‏ وَلَنَا أَيْضًا:‏

      ٢٠ ‏«أَمَّا أَنْتَ،‏ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلَا تَدَعْ يَدَكَ ٱلْيُسْرَى تَعْرِفُ مَا تَفْعَلُهُ ٱلْيُمْنَى،‏ لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي ٱلْخَفَاءِ.‏ وَأَبُوكَ ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ يُجَازِيكَ».‏ (‏مت ٦:‏٣،‏ ٤‏)‏ إِنَّ يَدَيْنَا تَعْمَلَانِ عَادَةً مَعًا.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ عَدَمَ ٱلسَّمَاحِ لِيَدِنَا ٱلْيُسْرَى أَنْ تَعْرِفَ مَا تَفْعَلُهُ ٱلْيُمْنَى يَعْنِي أَلَّا نُذِيعَ أَعْمَالَنَا ٱلْخَيْرِيَّةَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ حَتَّى ٱلْقَرِيبِينَ إِلَيْنَا قُرْبَ يَدِنَا ٱلْيُسْرَى مِنَ ٱلْيُمْنَى.‏

      ٢١ مَاذَا تَشْمُلُ ٱلْمُجَازَاةُ مِنْ أَبِينَا ٱلَّذِي «يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ»؟‏

      ٢١ تَكُونُ ‹صَدَقَتُنَا› فِي ٱلْخَفَاءِ عِنْدَمَا لَا نَتَبَاهَى بِأَعْمَالِنَا ٱلْخَيْرِيَّةِ.‏ وَعِنْدَئِذٍ يُجَازِينَا أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ «ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ».‏ فَيَهْوَه سَاكِنٌ فِي ٱلسَّموَاتِ،‏ «فِي ٱلْخَفَاءِ»،‏ أَيْ غَيْرُ مَنْظُورٍ لِلْأَعْيُنِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ (‏يو ١:‏١٨‏)‏ وَتَشْمُلُ مُجَازَاتُهُ لَنَا إِدْخَالَنَا فِي عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ مَعَهُ،‏ مَغْفِرَةَ خَطَايَانَا،‏ وَمَنْحَنَا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ.‏ (‏ام ٣:‏٣٢؛‏ يو ١٧:‏٣؛‏ اف ١:‏٧‏)‏ وَهذَا أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ نَيْلِ مَدْحِ ٱلنَّاسِ.‏

      أَقْوَالٌ جَلِيلَةٌ تَسْتَحِقُّ تَقْدِيرَنَا

      ٢٢،‏ ٢٣ لِمَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُقَدِّرِ أَقْوَالَ يَسُوعَ؟‏

      ٢٢ إِنَّ ٱلْمَوْعِظَةَ عَلَى ٱلْجَبَلِ مَلْآنَةٌ حَقًّا بِجَوَاهِرَ رُوحِيَّةٍ ذَاتِ أَوْجُهٍ رَائِعَةٍ مُتَعَدِّدَةٍ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهَا تَحْتَوي عَلَى أَقْوَالٍ نَفِيسَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَمْنَحَنَا ٱلْفَرَحَ حَتَّى فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمُضْطَرِبِ.‏ وَسَتَكُونُ ٱلسَّعَادَةُ حَتْمًا مِنْ نَصِيبِنَا إِذَا قَدَّرْنَا هذِهِ ٱلْأَقْوَالَ وَسَمَحْنَا لَهَا أَنْ تُؤَثِّرَ فِي مَوَاقِفِنَا وَطَرِيقَةِ حَيَاتِنَا.‏

      ٢٣ وَكُلُّ مَنْ «يَسْمَعُ» تَعَالِيمَ يَسُوعَ «وَيَعْمَلُ بِهَا» يَنَالُ ٱلْبَرَكَاتِ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٧:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏‏)‏ فَلْيَكُنْ تَصْمِيمُنَا أَنْ نَعْمَلَ بِمَشُورَتِهِ.‏ وَسَنَتَأَمَّلُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ هذِهِ ٱلسِّلْسِلَةِ فِي ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْأَقْوَالِ ٱلَّتِي قَالَهَا يَسُوعُ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏

  • هل تؤثر اقوال يسوع في صلواتك؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • هَلْ تُؤَثِّرُ أَقْوَالُ يَسُوعَ فِي صَلَوَاتِكَ؟‏

      ‏«لَمَّا أَنْهَى يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْأَقْوَالَ،‏ ذَهِلَتِ ٱلْجُمُوعُ مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ».‏ —‏ مت ٧:‏٢٨‏.‏

      ١،‏ ٢ لِمَاذَا ذَهِلَتِ ٱلْجُمُوعُ مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِ يَسُوعَ؟‏

      تَسْتَحِقُّ أَقْوَالُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ ٱبْنِ ٱللّٰهِ ٱلْمَوْلُودِ ٱلْوَحِيدِ،‏ كُلَّ قُبُولٍ مِنَّا،‏ وَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُطَبِّقَهَا فِي حَيَاتِنَا.‏ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ غَيْرُهُ بِمِثْلِ كَلَامِهِ.‏ وَقَدْ ذَهِلَ ٱلنَّاسُ مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏ —‏ اِقْرَأْ متى ٧:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      ٢ فَٱبْنُ يَهْوَه لَمْ يُعَلِّمْ كَٱلْكَتَبَةِ ٱلَّذِينَ أَسَّسُوا خُطَبَهُمُ ٱلْمُطْنَبَةَ عَلَى تَعَالِيمِ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ.‏ بَلْ عَلَّمَ «كَمَنْ لَهُ سُلْطَةٌ» لِأَنَّ كَلَامَهَ كَانَ مِنَ ٱللّٰهِ.‏ (‏يو ١٢:‏٥٠‏)‏ فَلْنَتَأَمَّلْ كَيْفَ يُمْكِنُ وَيَجِبُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِي صَلَوَاتِنَا أَقْوَالُ يَسُوعَ ٱلْأُخْرَى فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏

      لَا تُصَلِّ كَٱلْمُرَائِينَ

      ٣ مَا فَحْوَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٦:‏٥‏؟‏

      ٣ اَلصَّلَاةُ إِلَى يَهْوَه جُزْءٌ مُهِمٌّ مِنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ وَيَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ مُنْتَظِمَةً.‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تُؤَثِّرَ فِيهَا أَقْوَالُ يَسُوعَ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏ فَقَدْ قَالَ:‏ ‏«مَتَى صَلَّيْتُمْ فَلَا تَكُونُوا كَٱلْمُرَائِينَ،‏ لِأَنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا وَاقِفِينَ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ لِيَرَاهُمُ ٱلنَّاسُ.‏ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّهُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ».‏ —‏ مت ٦:‏٥‏.‏

      ٤-‏٦ (‏أ)‏ لِمَ أَحَبَّ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَنْ يُصَلُّوا «وَاقِفِينَ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ»؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ‹ٱسْتَوْفَى هؤُلَاءِ ٱلْمُرَاؤُونَ مُكَافَأَتَهُمْ›؟‏

      ٤ كَانَ عَلَى تَلَامِيذِ يَسُوعَ،‏ وَهُمْ يُصَلُّونَ،‏ أَلَّا يَكُونُوا كَٱلْفَرِّيسِيِّينَ «ٱلْمُرَائِينَ» ذَوِي ٱلْبِرِّ ٱلذَّاتِيِّ ٱلَّذِينَ تَظَاهَرُوا بِٱلتَّقْوَى أَمَامَ ٱلنَّاسِ.‏ (‏مت ٢٣:‏١٣-‏٣٢‏)‏ فَأُولئِكَ ٱلْمُرَاؤُونَ أَحَبُّوا أَنْ يُصَلُّوا «وَاقِفِينَ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ».‏ وَلِمَاذَا؟‏ «لِيَرَاهُمُ ٱلنَّاسُ».‏ فَقَدْ دَرَجَتِ ٱلْعَادَةُ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَنْ يُصَلُّوا مَعًا كَمَجْمُوعَةٍ وَقْتَ إِصْعَادِ ٱلْمُحْرَقَاتِ فِي ٱلْهَيْكَلِ (‏نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ صَبَاحًا وَٱلثَّالِثَةِ بَعْدَ ٱلظُّهْرِ)‏.‏ وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنْ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ يُصَلُّونَ مَعَ جَمْعٍ مِنَ ٱلْعُبَّادِ فِي فِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ أَمَّا خَارِجَ أُورُشَلِيمَ،‏ فَغَالِبًا مَا صَلَّى ٱلْيَهُودُ ٱلْمُتَدَيِّنُونَ مَرَّتَيْنِ فِي ٱلْيَوْمِ «وَاقِفِينَ فِي ٱلْمَجَامِعِ».‏ —‏ قَارِنْ لُوقَا ١٨:‏١١،‏ ١٣‏.‏

      ٥ لكِنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ مَا كَانُوا يَتَوَاجَدُونَ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ أَوْ أَحَدِ ٱلْمَجَامِعِ فِي أَوْقَاتِ ٱلصَّلَاةِ ٱلْمَذْكُورَةِ أَعْلَاهُ،‏ لِذلِكَ كَانَ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يُصَلُّوا حَيْثُمَا ٱتَّفَقَ وُجُودُهُمْ فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ.‏ وَقَدْ أَحَبَّ بَعْضُهُمْ أَنْ يُدْرِكَهُمْ وَقْتُ ٱلصَّلَاةِ وَهُمْ «فِي زَوَايَا ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ»،‏ عِنْدَ مُلْتَقَى ٱلطُّرُقِ،‏ لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ «يَرَاهُمُ ٱلنَّاسُ» ٱلْعَابِرُونَ فِي كُلِّ ٱلِٱتِّجَاهَاتِ.‏ وَكَانَ ٱلْمُرَاؤُونَ ٱلْمُدَّعُونَ ٱلتَّقْوَى «يُطِيلُونَ ٱلصَّلَوَاتِ تَظَاهُرًا» لِكَيْ يَنَالُوا إِعْجَابَ ٱلنَّاظِرِينَ.‏ (‏لو ٢٠:‏٤٧‏)‏ وَطَبْعًا،‏ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هذَا مَوْقِفَنَا مِنَ ٱلصَّلَاةِ.‏

      ٦ لَقَدْ أَكَّدَ يَسُوعُ أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلْمُرَائِينَ «ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ».‏ فَكَانُوا حَرِيصِينَ عَلَى نَيْلِ ٱلتَّقْدِيرِ وَٱلْمَدْحِ مِنْ رُفَقَائِهِمِ ٱلْبَشَرِ.‏ وَهذَا كُلُّ مَا حَصَلُوا عَلَيْهِ،‏ لِأَنَّ يَهْوَه مَا كَانَ لِيَسْتَجِيبَ صَلَوَاتِهِمِ ٱلرِّيَائِيَّةَ.‏ أَمَّا صَلَوَاتُ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ فَكَانَتْ سَتُسْتَجَابُ،‏ كَمَا أَوْضَحَ يَسُوعُ فِي عِبَارَتِهِ ٱلتَّالِيَةِ عَنْ هذَا ٱلْمَوْضُوعِ.‏

      ٧ مَا مَعْنَى ٱلْمَشُورَةُ أَنْ نُصَلِّيَ فِي ‹مَخْدَعِنَا›؟‏

      ٧ ‏«أَمَّا أَنْتَ،‏ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَٱدْخُلْ مَخْدَعَكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ،‏ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ ٱلَّذِي فِي ٱلْخَفَاءِ.‏ وَأَبُوكَ ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ يُجَازِيكَ».‏ (‏مت ٦:‏٦‏)‏ إِنَّ نُصْحَ يَسُوعَ أَنْ يُصَلِّيَ ٱلْمَرْءُ فِي مَخْدَعِهِ بَعْد إِغْلَاقِ ٱلْبَابِ لَمْ يَنْهَ عَنْ تَمْثِيلِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي ٱلصَّلَاةِ.‏ فَهذِهِ ٱلْمَشُورَةُ إِنَّمَا شَجَبَتِ ٱلصَّلَاةَ ٱلْعَلَنِيَّةَ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلْمَرْءُ لِلَفْتِ ٱلِٱنْتِبَاهِ إِلَى نَفْسِهِ أَوِ ٱسْتِدْرَارِ ٱلْمَدْحِ مِنَ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَلَا يَجِبُ أَنْ نَنْسَى ذلِكَ إِذَا أُسْنِدَ إِلَيْنَا ٱمْتِيازُ تَمْثِيلِ شَعْبِ ٱللّٰهِ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ.‏ وَقَدْ قَدَّمَ يَسُوعُ نُصْحًا إِضَافِيًّا فِي هذَا ٱلصَّدَدِ يَحْسُنُ بِنَا إِطَاعَتُهُ.‏

      ٨ أَيَّةُ عَادَةٍ خَاطِئَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَنَّبَهَا فِي ٱلصَّلَاةِ بِحَسَبِ مَتَّى ٦:‏٧‏؟‏

      ٨ ‏«عِنْدَمَا تُصَلُّونَ لَا تُكَرِّرُوا ٱلْأُمُورَ نَفْسَهَا كَمَا يَفْعَلُ ٱلْأُمَمِيُّونَ،‏ فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِٱلْإِكْثَارِ مِنَ ٱلْكَلَامِ يُسْمَعُ لَهُمْ».‏ (‏مت ٦:‏٧‏)‏ ذَكَرَ يَسُوعُ هُنَا عَادَةً خَاطِئَةً أُخْرَى فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلصَّلَاةِ:‏ ٱلتَّكْرَارَ.‏ لكِنَّهُ لَمْ يَعْنِ أَنَّنَا لَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ نُكَرِّرَ ٱلِٱلْتِمَاسَاتِ ٱلْقَلْبِيَّةَ وَتَعَابِيرَ ٱلشُّكْرِ ٱلْمُخْلِصَةَ فِي صَلَوَاتِنَا.‏ فَقَدْ كَرَّرَ هُوَ «ٱلْكَلَامَ نَفْسَهُ» عِنْدَمَا صَلَّى فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ.‏ —‏ مر ١٤:‏٣٢-‏٣٩‏.‏

      ٩،‏ ١٠ مَا مَعْنَى أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلتَّكْرَارَ فِي صَلَوَاتِنَا؟‏

      ٩ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نُقَلِّدَ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلتَّكْرَارِيَّةَ ٱلَّتِي يَتْلُوهَا ‹ٱلْأُمَمُ› ٱلَّذِينَ ‹يُكَرِّرُونَ› عِبَارَاتٍ حَفِظُوهَا عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ فِيهَا ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْحَشْوِ.‏ فَقَدِيمًا ٱسْتَمَرَّ عُبَّادُ ٱلْإِلهِ ٱلْبَاطِلِ بَعْلَ يَدْعُونَ بِٱسْمِ إِلهِهِمْ «مِنَ ٱلصَّبَاحِ إِلَى ٱلظُّهْرِ،‏ قَائِلِينَ:‏ ‹يَا بَعْلُ أَجِبْنَا!‏›»،‏ وَلكِنْ دُونَ جَدْوَى.‏ (‏١ مل ١٨:‏٢٦‏)‏ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا يُصَلِّي ٱلْمَلَايِينُ صَلَوَاتٍ تَكْرَارِيَّةً مُطْنَبَةً،‏ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّهُ سَوْفَ «يُسْمَعُ لَهُمْ».‏ لكِنَّ يَسُوعَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُدْرِكَ أَنَّ إِطَالَةَ ٱلصَّلَاةِ ‹بِٱلْإِكْثَارِ مِنَ ٱلْكَلَامِ› لَا قِيمَةَ لَهَا عِنْدَ يَهْوَه.‏ قَالَ يَسُوعُ أَيْضًا:‏

      ١٠ ‏«فَلَا تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ،‏ لِأَنَّ ٱللّٰهَ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ».‏ (‏مت ٦:‏٨‏)‏ لَقَدْ تَشَبَّهَ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودِ بِٱلْأُمَمِيِّينَ بِٱلْإِطْنَابِ فِي ٱلصَّلَاةِ.‏ أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَجَنَّبُوا ذلِكَ.‏ فَرَغْمَ أَنَّ ٱلصَّلَاةَ ٱلْقَلْبِيَّةَ ٱلَّتِي تَشْمُلُ ٱلتَّسْبِيحَ وَٱلْحَمْدَ وَٱلطَّلِبَاتِ هِيَ جُزْءٌ مُهِمٌّ مِنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نُكَرِّرَ ٱلْأُمُورَ نَفْسَهَا ظَنًّا مِنَّا أَنَّ ٱلتَّكْرَارَ ضَرُورِيٌّ لِنُخْبِرَ ٱللّٰهَ بِحَاجَاتِنَا.‏ (‏في ٤:‏٦‏)‏ فَلَا نَنْسَ أَنَّنَا نُصَلِّي إِلَى ٱلْإِلهِ ٱلَّذِي ‹يَعْلَمُ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ›.‏

      ١١ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَذَكَّرَ إِذَا أُسْنِدَ إِلَيْنَا ٱمْتِيَازُ تَقْدِيمِ صَلَاةٍ عَلَنِيَّةٍ؟‏

      ١١ تُذَكِّرُنَا أَقْوَالُ يَسُوعَ عَنِ ٱلصَّلَوَاتِ غَيْرِ ٱلْمَقْبُولَةِ بِأَنَّ ٱللّٰهَ لَا تُؤَثِّرُ فِيهِ ٱلْعِبَارَاتُ ٱلطَّنَّانَةُ وَٱلْإِطْنَابُ فِي ٱلْكَلَامِ.‏ وَيَنْبَغِي أَنْ نَتَذَكَّرَ أَيْضًا أَنَّ ٱلصَّلَاةَ ٱلْعَلَنِيَّةَ لَا يَجِبُ أَنْ تَجْعَلَ ٱلسَّامِعِينَ يَتَسَاءَلُونَ مَتَى سَنَقُولُ «آمِينَ».‏ كَمَا أَنَّهَا لَيْسَتْ مُنَاسَبَةً نَنْتَهِزُهَا لِلتَّأْثِيرِ فِي ٱلْحُضُورِ،‏ وَلَا هِيَ فُرْصَةٌ نَسْتَغِلُّهَا لِصُنْعِ إِعْلَانَاتٍ أَوْ تَوْجِيهِ مَشُورَةٍ إِلَيْهِمْ،‏ لِأَنَّ ذلِكَ لَا يَنْسَجِمُ مَعَ رُوحِ أَقْوَالِ يَسُوعَ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏

      يَسُوعُ يُعَلِّمُنَا أَنْ نُصَلِّيَ

      ١٢ مَا مَعْنَى ٱلطَّلَبِ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ»؟‏

      ١٢ لَمْ يَكْتَفِ يَسُوعُ بِٱلتَّحْذِيرِ مِنَ ٱلْعَادَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ ٱلَّتِي يُمَارِسُهَا ٱلنَّاسُ فِي ٱلصَّلَاةِ،‏ بَلْ عَلَّمَ تَلَامِيذَهُ أَيْضًا كَيْفَ يُصَلُّونَ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٦:‏٩-‏١٣‏.‏‏)‏ وَهذِهِ ٱلصَّلَاةُ ٱلنَّمُوذَجِيَّةُ لَا يَجِبُ أَنْ تُحْفَظَ غَيْبًا وَتُتْلَى مِرَارًا وَتَكْرَارًا،‏ بَلْ هِيَ مِثَالٌ نَحْتَذِيهِ فِي صَلَوَاتِنَا.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ بَيَّنَ يَسُوعُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلِٱفْتِتَاحِيَّةِ أَنَّ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ فِي صَلَاتِنَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ للّٰهِ،‏ إِذْ قَالَ:‏ ‏«أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ».‏ (‏مت ٦:‏٩‏)‏ بِمَا أَنَّ يَهْوَه هُوَ خَالِقُ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ وَيَسْكُنُ فِي ٱلْحَيِّزِ ٱلسَّمَاوِيِّ،‏ فَمِنَ ٱللَّائِقِ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِصِفَتِهِ «أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ (‏تث ٣٢:‏٦؛‏ ٢ اخ ٦:‏٢١؛‏ اع ١٧:‏٢٤،‏ ٢٨‏)‏ وَٱسْتِعْمَالُ ضَمِيرِ ٱلْجَمْعِ «نَا» يُذَكِّرُنَا بِأَنَّ رُفَقَاءَنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيْضًا لَدَيْهِمْ عَلَاقَةٌ حَمِيمَةٌ بِٱللّٰهِ.‏ وَٱلطَّلَبُ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ» هُوَ تَوَسُّلٌ إِلَى يَهْوَه أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً لِإِزَالَةِ كُلِّ ٱلتَّعْيِيرِ ٱلَّذِي لَحِقَ بِٱسْمِهِ مُنْذُ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ.‏ وَٱسْتِجَابَةً لِهذِهِ ٱلصَّلَاةِ،‏ سَيَتَقَدَّسُ يَهْوَه بِٱسْتِئْصَالِ ٱلشَرِّ مِنَ ٱلْأَرْضِ.‏ —‏ حز ٣٦:‏٢٣‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ كَيْفَ سَيَتَحَقَّقُ ٱلطَّلَبُ «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ»؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَشْمُلُ إِتْمَامُ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

      ١٣ ‏«لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ.‏ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ»‏‏.‏ (‏مت ٦:‏١٠‏)‏ إِنَّ هذَا ٱلطَّلَبَ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ يَنْبَغِي أَنْ يُذَكِّرَنَا بِأَنَّ ‹ٱلْمَلَكُوتَ› هُوَ ٱلْحُكُومَةُ ٱلْمَسِيَّانِيَّةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ ٱلْمُؤَلَّفَةُ مِنَ ٱلْمَسِيحِ وَشُرَكَائِهِ ‹ٱلْقُدُّوسِينَ› ٱلْمُقَامِينَ.‏ (‏دا ٧:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٨؛‏ اش ٩:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَعِنْدَمَا نُصَلِّي أَنْ ‹يَأْتِيَ› هذَا ٱلْمَلَكُوتُ،‏ نَطْلُبُ أَنْ يَأْتِيَ لِإِهْلَاكِ كُلِّ مُقَاوِمِي حُكْمِ ٱللّٰهِ.‏ وَهذَا مَا سَيَحْدُثُ عَمَّا قَرِيبٍ،‏ تَمْهِيدًا لِتَحْوِيلِ ٱلْأَرْضِ إِلَى فِرْدَوْسٍ يَعُمُّهُ ٱلْبِرُّ وَٱلسَّلَامُ وَٱلرَّخَاءُ.‏ (‏مز ٧٢:‏١-‏١٥؛‏ دا ٢:‏٤٤؛‏ ٢ بط ٣:‏١٣‏)‏ إِنَّ مَشِيئَةَ يَهْوَه تَسُودُ ٱلْآنَ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ وَٱلطَّلَبُ أَنْ تَكُونَ مَشِيئَتُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ هُوَ ٱلْتِمَاسٌ مِنَ ٱللّٰهِ أَنْ يُجْرِيَ مَقَاصِدَهُ نَحْوَ أَرْضِنَا،‏ بِمَا فِي ذلِكَ إِزَالَةُ مُقَاوِمِيهِ كَمَا فَعَلَ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ —‏ اِقْرَأْ مزمور ٨٣:‏١،‏ ٢،‏ ١٣-‏١٨‏.‏

      ١٤ لِمَ يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ «خُبْزِ يَوْمِنَا»؟‏

      ١٤ ‏«أَعْطِنَا ٱلْيَوْمَ خُبْزَ يَوْمِنَا».‏ (‏مت ٦:‏١١؛‏ لو ١١:‏٣‏)‏ يَعْنِي هذَا ٱلطَّلَبُ أَنْ نَسْأَلَ ٱللّٰهَ قُوتَنَا «كَفَافَ يَوْمِنَا»،‏ لَا مَا يَفِيضُ عَنْ حَاجَتِنَا.‏ وَيَدُلُّ ذلِكَ عَلَى ثِقَتِنَا بِقُدْرَةِ يَهْوَه عَلَى إِعَالَتِنَا يَوْمًا فَيَوْمًا.‏ وَقَدْ يُذَكِّرُنَا ٱلْتِمَاسُ حَاجَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ بِأَنَّ ٱللّٰهَ أَمَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَجْمَعُوا ٱلمَنَّ «مِقْدَارَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ».‏ —‏ خر ١٦:‏٤‏.‏

      ١٥ مَا مَعْنَى ٱلطَّلَبِ «اِغْفِرْ لَنَا دُيُونَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمَدْيُونِينَ لَنَا»؟‏

      ١٥ يُظْهِرُ ٱلطَّلَبُ ٱلتَّالِي فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ أَنَّ هُنَاكَ أَمْرًا عَلَيْنَا فِعْلُهُ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ ‏«اِغْفِرْ لَنَا دُيُونَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمَدْيُونِينَ لَنَا».‏ (‏مت ٦:‏١٢‏)‏ وَيُظْهِرُ إِنْجِيلُ لُوقَا أَنَّ هذِهِ ‹ٱلدُّيُونَ› هِيَ «خَطَايَا».‏ (‏لو ١١:‏٤‏)‏ فَلَا يُمْكِنُ أَنْ نَتَوَقَّعَ ٱلْمَغْفِرَةَ مِنْ يَهْوَه مَا لَمْ «نَغْفِرْ» نَحْنُ لِلْمُخْطِئِينَ إِلَيْنَا.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٦:‏١٤،‏ ١٥‏.‏‏)‏ وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِمُسَامَحَةِ ٱلْآخَرِينَ بِلَا حُدُودٍ.‏ —‏ اف ٤:‏٣٢؛‏ كو ٣:‏١٣‏.‏

      ١٦ كَيْفَ نَفْهَمُ ٱلطَّلَبَيْنِ «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ» وَ «نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ»؟‏

      ١٦ ‏«لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ،‏ لٰكِنْ نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ».‏ (‏مت ٦:‏١٣‏)‏ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْهَمَ هذَيْنِ ٱلطَّلَبَيْنِ ٱلْمُتَرَابِطَيْنِ فِي صَلَاةِ يَسُوعَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه لَا يُجَرِّبُنَا لِنُخْطِئَ.‏ (‏اِقْرَأْ يعقوب ١:‏١٣‏.‏‏)‏ فَٱلشَّيْطَانُ —‏ «ٱلشِّرِّيرُ» —‏ هُوَ «ٱلْمُجَرِّبُ» ٱلْحَقِيقِيُّ.‏ (‏مت ٤:‏٣‏)‏ لكِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تَذْكُرُ أَنَّ ٱللّٰهَ يَفْعَلُ أُمُورًا مُعَيَّنَةً وَإِنَّمَا تَقْصِدُ بِذلِكَ أَنَّهُ يَسْمَحُ بِحُدُوثِهَا.‏ (‏را ١:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ جا ١١:‏٥‏)‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلطَّلَبَ «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ» هُوَ تَوَسُّلٌ إِلَى يَهْوَه أَلَّا يَسْمَحَ بِأَنْ نَسْتَسْلِمَ عِنْدَمَا نُجَرَّبُ بِعِصْيَانِهِ.‏ أَمَّا ٱلِٱلْتِمَاسُ «نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ» فَنَطْلُبُ بِهِ مِنْ يَهْوَه أَلَّا يَدَعَ ٱلشَّيْطَانَ يَتَغَلَّبُ عَلَيْنَا.‏ وَيُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ وَاثِقِينَ بِأَنَّ ‹ٱللّٰهَ لَنْ يَدَعَنَا نُجَرَّبُ فَوْقَ مَا نَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَهُ›.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏.‏

      ‏‹دَاوِمْ عَلَى ٱلسُّؤَالِ وَٱلطَّلَبِ وَٱلْقَرْعِ›‏

      ١٧،‏ ١٨ مَا مَعْنَى ‹ٱلْمُدَاوَمَةِ عَلَى ٱلسُّؤَالِ وَٱلطَّلَبِ وَٱلْقَرْعِ›؟‏

      ١٧ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ:‏ «وَاظِبُوا عَلَى ٱلصَّلَاةِ».‏ (‏رو ١٢:‏١٢‏)‏ وَقَدْ أَبْرَزَ يَسُوعُ نُقْطَةً مُهِمَّةً فِي هذَا ٱلصَّدَدِ حِينَ قَالَ:‏ ‏«دَاوِمُوا عَلَى ٱلسُّؤَالِ تُعْطَوْا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلطَّلَبِ تَجِدُوا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَرْعِ يُفْتَحْ لَكُمْ.‏ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَنَالُ،‏ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ،‏ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ».‏ (‏مت ٧:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَمِنَ ٱللَّائِقِ أَنْ ‹نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسُّؤَالِ› طَلَبًا لِأَيِّ شَيْءٍ يَتَوَافَقُ مَعَ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ.‏ وَٱنْسِجَامًا مَعَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ،‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ «هٰذِهِ هِيَ ٱلثِّقَةُ ٱلَّتِي لَنَا مِنْ نَحْوِ [ٱللّٰهِ]،‏ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا بِحَسَبِ مَشِيئَتِهِ،‏ فَهُوَ يَسْمَعُنَا».‏ —‏ ١ يو ٥:‏١٤‏.‏

      ١٨ إِنَّ مَشُورَةَ يَسُوعَ أَنْ ‹نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسُّؤَالِ وَٱلطَّلَبِ› تَعْنِي أَنْ نُصَلِّيَ بِحَرَارَةٍ وَلَا نَسْتَسْلِمَ.‏ وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَيْضًا أَنْ ‹نُدَاوِمَ عَلَى ٱلْقَرْعِ› لِكَيْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ وَنَحْظَى بِبَرَكَاتِهِ وَفَوَائِدِهِ وَمُكَافَآ‌تِهِ.‏ وَلكِنْ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ نَكُونَ وَاثِقِينَ بِٱسْتِجَابَةِ ٱللّٰهِ صَلَوَاتِنَا؟‏ نَعَمْ،‏ إِذَا كُنَّا أُمَنَاءَ لِيَهْوَه،‏ لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ قَالَ:‏ «كُلُّ مَنْ يَسْأَلُ يَنَالُ،‏ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ،‏ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ».‏ وَثَمَّةَ ٱخْتِبَارَاتٌ كَثِيرَةٌ حَصَلَتْ مَعَ خُدَّامِ يَهْوَه تُبَرْهِنُ أَنَّ ٱللّٰهَ هُوَ حَقًّا «سَامِعُ ٱلصَّلَاةِ».‏ —‏ مز ٦٥:‏٢‏.‏

      ١٩،‏ ٢٠ كَيْفَ يَكُونُ يَهْوَه كَأَبٍ مُحِبٍّ ٱنْسِجَامًا مَعَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٧:‏٩-‏١١‏؟‏

      ١٩ شَبَّهَ يَسُوعُ ٱللّٰهَ بِأَبٍ مُحِبٍّ يُعْطِي أَوْلَادَهُ عَطَايَا صَالِحَةً.‏ تَخَيَّلْ أَنَّكَ كُنْتَ حَاضِرًا حِينَ أَلْقَى يَسُوعُ ٱلْمَوْعِظَةَ عَلَى ٱلْجَبَلِ وَسَمِعْتَهُ يَقُولُ:‏ ‏«أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ خُبْزًا فَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟‏ أَوْ إِذَا سَأَلَهُ سَمَكَةً،‏ أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً؟‏ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ كَيْفَ تُعْطُونَ أَوْلَادَكُمْ عَطَايَا صَالِحَةً،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ يُعْطِي ٱلصَّالِحَاتِ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!‏».‏ —‏ مت ٧:‏٩-‏١١‏.‏

      ٢٠ إِنَّ ٱلْأَبَ ٱلْبَشَرِيَّ،‏ رَغْمَ كَوْنِهِ ‹شِرِّيرًا› نِسْبِيًّا بِسَبَبِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْرُوثَةِ،‏ يَحْنُو عَلَى أَوْلَادِهِ.‏ فَلاَ يَغُشُّهُمْ بَلْ يَجْتَهِدُ لِيُعْطِيَهُمْ «عَطَايَا صَالِحَةً».‏ وَبِمِثْلِ هذِهِ ٱلْعَاطِفَةِ ٱلْأَبَوِيَّةِ يُعْطِينَا أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْمُحِبُّ «ٱلصَّالِحَاتِ»،‏ كَرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏لو ١١:‏١٣‏)‏ وَهذَا ٱلرُّوحُ يُقَوِّينَا لِنُقَدِّمَ خِدْمَةً مَقْبُولَةً لِيَهْوَه،‏ مَصْدَرِ «كُلِّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلِّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ».‏ —‏ يع ١:‏١٧‏.‏

      اِسْتَفِدْ مِنْ أَقْوَالِ يَسُوعَ

      ٢١،‏ ٢٢ بِمَ تَتَمَيَّزُ ٱلْمَوْعِظَةُ عَلَى ٱلْجَبَلِ،‏ وَكَيْفَ تَشْعُرُونَ تِجَاهَ أَقْوَالِ يَسُوعَ هذِهِ؟‏

      ٢١ إِنَّ ٱلْمَوْعِظَةَ عَلَى ٱلْجَبَلِ لَأَعْظْمُ خُطْبَةٍ أُلْقِيَتْ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَهِيَ تَتَمَيَّزُ بِمَضْمُونِهَا ٱلرُّوحِيِّ وَوُضُوحِهَا.‏ وَكَمَا أَظْهَرَتِ ٱلنِّقَاطُ ٱلَّتِي ٱسْتَقَيْنَاهَا مِنْهَا فِي سِلْسِلَةِ ٱلْمَقَالَاتِ هذِهِ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَجْنِيَ فَوَائِدَ جَمَّةً إِذَا طَبَّقْنَا ٱلْمَشُورَةَ ٱلْوَارِدَةَ فِيهَا.‏ فَأَقْوَالُ يَسُوعَ تُحَسِّنُ حَيَاتَنَا ٱلْآنَ وَتُعْطِينَا ٱلرَّجَاءَ بِمُسْتَقْبَلٍ سَعِيدٍ.‏

      ٢٢ لَمْ نَتَفَحَّصْ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَاتِ سِوَى ٱلْقَلِيلِ مِنَ ٱلْجَوَاهِرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي تَزْخَرُ بِهَا مَوْعِظَةُ يَسُوعَ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏ فَلَا عَجَبَ أَنَّ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا خُطْبَتَهُ ‹ذَهِلُوا مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ›.‏ (‏مت ٧:‏٢٨‏)‏ وَلَا رَيْبَ أَنَّنَا سَنَتَجَاوَبُ بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا حِينَ نَمْلَأُ أَذْهَانَنَا وَقُلُوبَنَا بِهذِهِ ٱلْأَقْوَالِ ٱلْجَلِيلَةِ وَغَيرِهَا مِمَّا قَالَهُ ٱلْمُعَلِّمُ ٱلْكَبِيرُ،‏ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة