-
خدام يهوه السعداءبرج المراقبة ٢٠٠٤ | ١ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
خدام يهوه السعداء
«سعداء هم الذين يدركون حاجتهم الروحية». — متى ٥:٣.
١ ما هي السعادة الحقيقية، وماذا تعكس؟
السعادة هي مقتنى ثمين لدى شعب يهوه. فقد قال صاحب المزمور داود: «طوبى للشعب الذي الرب الهه». (مزمور ١٤٤:١٥) والسعادة هي شعور داخلي بالاكتفاء والسرور. وأعمق سعادة نشعر بها في صميمنا تنتج عن إدراكنا اننا نحظى ببركة يهوه. (امثال ١٠:٢٢) فهي تعكس علاقتنا اللصيقة بأبينا السماوي ومعرفتنا اننا نفعل مشيئته. (مزمور ١١٢:١؛ ١١٩:١، ٢) وقد عدَّد يسوع تسعة اسباب لنكون سعداء. واستعراض هذه الاسباب، او الطوبيات، التسعة في هذه المقالة والمقالة التالية يساعدنا ان ندرك الى ايّ حدّ يمكننا ان نكون سعداء اذا خدمنا «الاله السعيد» يهوه بأمانة. — ١ تيموثاوس ١:١١.
ادراك حاجتنا الروحية
٢ متى تحدث يسوع عن السعادة، وما هي كلماته الافتتاحية؟
٢ القى يسوع سنة ٣١ بم احدى اشهر الخُطَب التي أُلقيت على الاطلاق. وهي تُدعى الموعظة على الجبل لأن يسوع القاها وهو على منحدر جبل يُطِلّ على بحر الجليل. يقول انجيل متى: «لما رأى [يسوع] الجموع صعد الى الجبل؛ ولما جلس اتى اليه تلاميذه؛ ففتح فاه وأخذ يعلّمهم قائلا: ‹سعداء هم الذين يدركون حاجتهم الروحية، فإن لهم ملكوت السموات». ان الترجمة الحرفية لكلمات يسوع هي: «طوبى للمساكين بالروح» او «سعداء هم الذين يستعطون طلبا للروح». (متى ٥:١-٣؛ ترجمة الملكوت ما بين السطور، بالانكليزية؛ حاشية الكتاب المقدس المرجعي، بالانكليزية) كما تنقل الترجمة الانكليزية الحديثة هذا العدد كما يلي: «سعداء هم الذين يعرفون انهم فقراء روحيا».
٣ كيف يساهم التواضع في نيلنا السعادة؟
٣ في هذه الموعظة على الجبل، قال يسوع ان الشخص يشعر بسعادة اعظم بكثير اذا كان يدرك حاجته الروحية. فإذ يدرك المسيحيون المتواضعون حالتهم الخاطئة، يلتمسون من يهوه الغفران على اساس ذبيحة المسيح الكفارية. (١ يوحنا ١:٩) نتيجة لذلك، ينالون سلام العقل والسعادة الحقيقية. يقول الكتاب المقدس: «طوبى للذي غُفر اثمه وسُترت خطيته». — مزمور ٣٢:١؛ ١١٩:١٦٥.
٤ (أ) كيف نُظهِر اننا ندرك حاجتنا وحاجة الآخرين الروحية؟ (ب) كيف تصير سعادتنا اعمق عندما ندرك حاجتنا الروحية؟
٤ ان إدراكنا لحاجتنا الروحية يدفعنا الى قراءة الكتاب المقدس يوميا، تناول الطعام الروحي الذي يزوّده «العبد الامين الفطين . . . في حينه»، وحضور الاجتماعات المسيحية بانتظام. (متى ٢٤:٤٥؛ مزمور ١:١، ٢؛ ١١٩:١١١؛ عبرانيين ١٠:٢٥) ومحبة القريب تجعلنا ندرك حاجة الآخرين الروحية وتدفعنا ان نكون غيورين في الكرازة ببشارة الملكوت والتعليم. (مرقس ١٣:١٠؛ روما ١:١٤-١٦) وإخبار الآخرين بحقائق الكتاب المقدس يجلب لنا السعادة. (اعمال ٢٠:٢٠، ٣٥) وسعادتنا تصير اعمق عندما نتأمل في رجاء الملكوت الرائع والبركات التي سيجلبها. ورجاء الملكوت في حالة «القطيع الصغير» من المسيحيين الممسوحين يشمل الحياة الخالدة في السماء كجزء من حكومة ملكوت المسيح. (لوقا ١٢:٣٢؛ ١ كورنثوس ١٥:٥٠، ٥٤) أما في حالة ‹الخراف الاخر› فهو يعني الحياة الابدية على ارض فردوسية في ظل حكومة الملكوت. — يوحنا ١٠:١٦؛ مزمور ٣٧:١١؛ متى ٢٥:٣٤، ٤٦.
نائحون وسعداء في الوقت نفسه!
٥ (أ) ماذا عنى يسوع بكلمة «النائحون»؟ (ب) كيف يتعزى هؤلاء النائحون؟
٥ للوهلة الاولى، تبدو كلمات يسوع اللاحقة عن السعادة متناقضة. فقد قال: «سعداء هم النائحون، فإنهم يُعَزَّون». (متى ٥:٤) فكيف يمكن ان يكون الشخص نائحا وسعيدا في الوقت نفسه؟ لفهم معنى كلمات يسوع، يلزم ان نعرف عن ايّ نَوح كان يتكلم. يوضح التلميذ يعقوب ان حالتنا الخاطئة هي احد الاسباب التي تدفعنا الى النوح. كتب قائلا: «طهّروا ايديكم، ايها الخطاة، ونقّوا قلوبكم، ايها المترددون. ابتئسوا ونوحوا وابكوا. ليتحول ضحككم الى نَوح، وفرحكم الى كآبة. تواضعوا في عيني يهوه فيرفعكم». (يعقوب ٤:٨-١٠) فالاشخاص المغمومون بسبب حالتهم الخاطئة يتعزّون عندما يعلمون انه يمكن غفران خطاياهم اذا مارسوا الايمان بذبيحة المسيح الكفارية وأظهروا توبة حقيقية بفعل مشيئة يهوه. (يوحنا ٣:١٦؛ ٢ كورنثوس ٧:٩، ١٠) وهكذا، يحظون بعلاقة لصيقة بيهوه ورجاء العيش الى الابد لخدمته وتسبيحه. وهذا ما يجلب لهم سعادة داخلية عميقة. — روما ٤:٧، ٨.
٦ بأيّ معنى ينوح البعض، وكيف يتعزَّون؟
٦ تشمل كلمات يسوع ايضا الذين ينوحون بسبب الرجاسات المتفشية في الارض. فقد طبّق يسوع على نفسه النبوة في اشعياء ٦١:١، ٢: «روح السيد الرب عليَّ لأن الرب مسحني لأبشر المساكين ارسلني لأعصب منكسري القلب . . . لأعزي كل النائحين». وينطبق هذا التفويض ايضا على المسيحيين الممسوحين الذين لا يزالون على الارض. وهم يقومون بهذا التفويض بمساعدة رفقائهم ‹الخراف الاخر›. فجميعهم يشتركون في وضع السمة المجازية على جباه «الرجال الذين يئنون ويتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة في وسط» اورشليم المرتدة التي ترمز الى العالم المسيحي. (حزقيال ٩:٤) وهؤلاء النائحون يتعزَّون «ببشارة الملكوت». (متى ٢٤:١٤) فمن المفرح ان يعرفوا ان العالم الجديد البارّ الذي سيجلبه يهوه سيحلّ عمّا قريب محلّ نظام الاشياء الشرير الذي يترأسه الشيطان.
سعداء هم الودعاء
٧ ايّ امر لا تعنيه كلمة «وديع»؟
٧ تابع يسوع موعظته على الجبل بالقول: «سعداء هم الودعاء، فإنهم يرثون الارض». (متى ٥:٥) يظن البعض ان الشخص الوديع ضعيف الشخصية. لكنَّ هذا ليس صحيحا. قال احد علماء الكتاب المقدس في معرض شرحه لمعنى الكلمة المترجمة «وديع»: «ان ابرز صفة يتحلى بها الشخص [الوديع] هي ضبط النفس ضبطا كليا. فالوداعة ليست رقة قلب مفرطة، لطفا ينجم عن الافتقار الى الحزم، او هدوءا ينتج عن اللامبالاة. بل هي دلالة على قوة الشخصية، قوة يتحكَّم بها المرء». على سبيل المثال، قال يسوع عن نفسه: «اني وديع ومتّضع القلب». (متى ١١:٢٩) رغم ذلك، كان يسوع شجاعا في الدفاع عن المبادئ البارة. — متى ٢١:١٢، ١٣؛ ٢٣:١٣-٣٣.
٨ بماذا ترتبط الوداعة ارتباطا وثيقا، ولماذا نحن بحاجة الى هذه الصفة في علاقاتنا بالآخرين؟
٨ كما رأينا، ترتبط الوداعة بضبط النفس ارتباطا وثيقا. فالرسول بولس ادرجهما معا بين «ثمر الروح». (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) فالوداعة صفة يجب تنميتها بمساعدة الروح القدس. وهي صفة مسيحية تساهم في ترويج السلام مع الذين خارج الجماعة وداخلها. كتب بولس: «البسوا عواطف حنان ورأفة، ولطفا، واتضاعا عقليا، ووداعة، وطول اناة. استمرّوا متحملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا». — كولوسي ٣:١٢، ١٣.
٩ (أ) لماذا لا تقتصر الوداعة على علاقتنا برفقائنا البشر؟ (ب) كيف ‹يرِث الودعاء الارض›؟
٩ لكنَّ الوداعة لا تقتصر على علاقتنا برفقائنا البشر. فيجب ان نعرب عنها في علاقتنا مع يهوه، وذلك بالاذعان لسلطانه. والمثال الابرز في هذا المجال هو يسوع المسيح، الذي اعرب عن الوداعة والاذعان التام لمشيئة ابيه عندما كان على الارض. (يوحنا ٥:١٩، ٣٠) نتيجة لذلك، صار يسوع الوارث الرئيسي للارض، لأن اللّٰه عيّنه حاكما عليها. (مزمور ٢:٦-٨؛ دانيال ٧:١٣، ١٤) وسيقاسمه هذا الميراث شركاؤه الـ ٠٠٠,١٤٤ المختارون «من بين الناس» لكي ‹يملكوا على الارض›. (روما ٨:١٧؛ كشف ٥:٩، ١٠؛ ١٤:١، ٣، ٤؛ دانيال ٧:٢٧) وسيحكم المسيح والحكام المعاونون له على ملايين من الرجال والنساء المشبّهين بالخراف، الذين سينطبق عليهم المزمور النبوي: «الودعاء . . . يرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة». — مزمور ٣٧:١١؛ متى ٢٥:٣٣، ٣٤، ٤٦.
سعداء هم الجياع الى البرّ
١٠ ما هي احدى الطرائق التي يُشبَع بها «الجياع والعطاش الى البرّ»؟
١٠ تابع يسوع طوبياته في الموعظة على الجبل في الجليل قائلا: «سعداء هم الجياع والعطاش الى البرّ، فإنهم يُشبَعون». (متى ٥:٦) بما ان يهوه هو الذي يضع مقياس البرّ، فإن الجياع والعطاش الى البر هم في الواقع جياع وعطاش الى الارشاد الالهي. وهؤلاء يدركون تماما خطيتهم ونقصهم ويتوقون الى نيل موقف مقبول امام يهوه. ولا شك انهم يشعرون بسعادة كبيرة عندما يتعلمون من كلمة اللّٰه انهم اذا تابوا وطلبوا الغفران على اساس ذبيحة المسيح الكفارية، يتأهلون لنيل موقف بارّ امام اللّٰه. — اعمال ٢:٣٨؛ ١٠:٤٣؛ ١٣:٣٨، ٣٩؛ روما ٥:١٩.
١١، ١٢ (أ) كيف يتبرر المسيحيون الممسوحون؟ (ب) كيف يُشبَع عطش عشراء الممسوحين الى البرّ؟
١١ قال يسوع ان الجياع والعطاش الى البرّ ‹سيُشبَعون›. (متى ٥:٦) فالمسيحيون الممسوحون الذين يُدعَون ‹ليملكوا› مع المسيح في السماء ‹يتبررون للحياة›. (روما ٥:١، ٩، ١٦-١٨) فيهوه يتبناهم ليكونوا ابناء روحيين له. ويصيرون ورثة معاونين للمسيح، اذ يُدعَون ليصيروا ملوكا وكهنة في حكومة ملكوته السماوي. — يوحنا ٣:٣؛ ١ بطرس ٢:٩.
١٢ أما عشراء الممسوحين فلم يتبرروا بعد كاملا للحياة. إلا ان يهوه يعتبرهم ابرارا الى حدّ ما بسبب ايمانهم بدم المسيح المسفوك. (يعقوب ٢:٢٢-٢٥؛ كشف ٧:٩، ١٠) فيصيرون اصدقاء ليهوه ويتأهلون للانقاذ من «الضيق العظيم». (كشف ٧:١٤) وعطشهم الى البرّ سيُشبَع بشكل اكمل عندما يصيرون جزءا من الارض الجديدة التي فيها «يسكن البرّ» تحت حكم ‹السموات الجديدة›. — ٢ بطرس ٣:١٣؛ مزمور ٣٧:٢٩.
سعداء هم الرحماء
١٣، ١٤ بأية طرائق عملية ينبغي ان نُظهِر اننا رحماء، وماذا نجني اذا فعلنا ذلك؟
١٣ تابع يسوع موعظته على الجبل قائلا: «سعداء هم الرحماء، فإنهم يُرحَمون». (متى ٥:٧) في المجال القانوني، تشير الرحمة الى الرأفة التي يظهرها القاضي عندما يمتنع عن ان يُنزِل بالمذنب العقوبة القصوى التي ينصّ عليها القانون. أما في الكتاب المقدس، فالكلمتان الاصليتان المترجمتان الى «رحمة» تشيران في الغالب الى الاعتبار اللطيف او الشفقة، مما يجلب الراحة للمحرومين. لذلك فإن الرحماء هم الذين يظهرون الرأفة بطرائق عملية. والسامري الصالح الذي تحدث عنه يسوع هو خير مثال للشخص الذي ‹يعامل برحمة› شخصا محتاجا. — لوقا ١٠:٢٩-٣٧.
١٤ فللحصول على السعادة الناجمة عن إظهار الرحمة، يلزم ان نساعد المحتاجين من خلال الاعمال التي تنم عن اللطف. (غلاطية ٦:١٠) مثلا، عندما رأى يسوع الناس، ترأف و «أشفق عليهم، لأنهم كانوا كخراف لا راعي لها. فابتدأ يعلّمهم اشياء كثيرة». (مرقس ٦:٣٤) فقد ادرك ان الحاجات الروحية هي اهم حاجات لدى البشر. نحن ايضا يمكننا إظهار الرأفة والرحمة للآخرين بإخبارهم بأهم رسالة يحتاجون الى سماعها: «بشارة الملكوت». (متى ٢٤:١٤) كما يمكننا تقديم المساعدة العملية للرفقاء المؤمنين الكبار السن والارامل واليتامى، و ‹تعزية النفوس الكئيبة›. (١ تسالونيكي ٥:١٤؛ امثال ١٢:٢٥؛ يعقوب ١:٢٧) وإذا فعلنا ذلك، نجني السعادة ورحمة يهوه ايضا. — اعمال ٢٠:٣٥؛ يعقوب ٢:١٣.
انقياء القلب والمسالمون
١٥ كيف نكون انقياء القلب ومسالمين؟
١٥ ذكر يسوع الطوبى السادسة والسابعة قائلا: «سعداء هم انقياء القلب، فإنهم يرون اللّٰه. سعداء هم المسالمون، فإنهم ‹ابناء اللّٰه› يُدعَون». (متى ٥:٨، ٩) ان القلب النقي ليس طاهرا ادبيا فحسب، بل هو ايضا غير ملوّث روحيا. كما انه ‹موحّد›، اي غير منقسم، في تعبّده ليهوه. (١ أخبار الايام ٢٨:٩؛ مزمور ٨٦:١١) والكلمة اليونانية المنقولة الى «مسالمون» تعني حرفيا «صانعو سلام». والمسالمون يعيشون بسلام مع إخوتهم المسيحيين. كما انهم يحافظون عليه في علاقتهم مع جيرانهم، على قدر ما يكون الامر بيدهم. (روما ١٢:١٧-٢١) فهم ‹يطلبون السلام ويسعَون في اثره›. — ١ بطرس ٣:١١.
١٦، ١٧ (أ) كيف ‹يُدعى› الممسوحون «ابناء اللّٰه» وكيف «يرَون اللّٰه»؟ (ب) كيف ‹يرى› ‹الخراف الاخر› اللّٰه؟ (ج) كيف ومتى سيصير ‹الخراف الاخر› «ابناء اللّٰه» بالمعنى الاكمل؟
١٦ قال يسوع ان المسالمين وأنقياء القلب ‹سيُدعَون ابناء اللّٰه› و «يرَون اللّٰه». فالمسيحيون الممسوحون يولدون من الروح ويتبناهم يهوه ليكونوا ‹ابناءه› فيما لا يزالون على الارض. (روما ٨:١٤-١٧) وعندما يُقامون ليكونوا مع المسيح في السماء، يخدمون في حضرة يهوه ويرَونه فعليا. — ١ يوحنا ٣:١، ٢؛ كشف ٤:٩-١١.
١٧ أما ‹الخراف الاخر› المسالمون فيخدمون يهوه برئاسة الراعي الفاضل المسيح يسوع، الذي يصير «ابا ابديا» لهم. (يوحنا ١٠:١٤، ١٦؛ اشعياء ٩:٦) والذين يجتازون الامتحان الاخير بعد حكم المسيح الالفي سيتبناهم يهوه ليصيروا ابناءه الارضيين و ‹ينالوا الحرية المجيدة لأولاد اللّٰه›. (روما ٨:٢١؛ كشف ٢٠:٧، ٩) وفي انتظار ذلك الوقت، بإمكانهم مخاطبة يهوه كأب لهم لأنهم نذروا حياتهم له، معترفين بذلك انه معطي حياتهم. (اشعياء ٦٤:٨) وكأيوب وموسى اللذين عاشا في الازمنة الماضية، بإمكانهم ان ‹يروا اللّٰه› بأعين الايمان. (ايوب ٤٢:٥؛ عبرانيين ١١:٢٧) فبواسطة ‹اعين قلبهم› ومن خلال معرفة اللّٰه الدقيقة، يرون صفات يهوه الرائعة ويسعون الى الاقتداء به من خلال فعل مشيئته. — افسس ١:١٨؛ روما ١:١٩، ٢٠؛ ٣ يوحنا ١١.
١٨ مَن ينالون السعادة الحقيقية اليوم، كما ذكر يسوع في طوبياته السبع الاولى؟
١٨ كما رأينا في هذه المقالة، فإن الذين يدركون حاجتهم الروحية، النائحين، الودعاء، الجياع والعطاش الى البرّ، الرحماء، الانقياء القلب، والمسالمين ينالون السعادة الحقيقية في خدمة يهوه. لكنَّ اشخاصا كهؤلاء يواجهون دائما المقاومة والاضطهاد. فهل يفسد ذلك سعادتهم؟ سنجيب عن هذا السؤال في المقالة التالية.
-
-
سعداء رغم الاضطهادبرج المراقبة ٢٠٠٤ | ١ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
سعداء رغم الاضطهاد
«سعداء انتم متى عيّروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم شتى الشرور من اجلي كاذبين». — متى ٥:١١.
١ ماذا اكّد يسوع لأتباعه بخصوص السعادة والاضطهاد؟
عندما ارسل يسوع رسله للكرازة بالملكوت، اخبرهم بأنهم سيواجهون المقاومة. فقد قال لهم: «تكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي». (متى ١٠:٥-١٨، ٢٢) لكنه سبق ان اكّد في موعظته على الجبل لرسله والاشخاص الآخرين ان هذه المقاومة لن تُفسد بالضرورة شعورهم الداخلي بالسعادة. حتى انه ربط بين الاضطهاد والسعادة التي يشعر بها المسيحيون. فكيف يجلب الاضطهاد السعادة؟
التألم من اجل البرّ
٢ ايّ نوع من التألم يجلب السعادة، حسبما اوضح يسوع والرسول بطرس؟
٢ ذكر يسوع الطوبى الثامنة قائلا: «سعداء هم المضطهَدون من اجل البرّ، فإن لهم ملكوت السموات». (متى ٥:١٠) ان التألم بحدّ ذاته ليس امرا نستحق المدح عليه. كتب الرسول بطرس: «ايّ فضل هو إنْ كنتم وأنتم مخطئون تُلطَمون فتحتملون؟ ولكن إنْ كنتم وأنتم تفعلون الصلاح تتألمون فتحتملون، فهذه مسرة عند اللّٰه». وتابع قائلا: «لا يتألم احدكم كمجرم قاتل او كسارق او فاعل سوء او متدخل في شؤون الآخرين. فأما إنْ تألم كمسيحي، فلا يشعر بالخزي، بل ليداوم على تمجيد اللّٰه بهذا الاسم». (١ بطرس ٢:٢٠؛ ٤:١٥، ١٦) فبحسب كلمات يسوع، يجلب التألم السعادة عندما يكون من اجل البرّ.
٣ (أ) ماذا يعني ان يُضطهد المرء من اجل البرّ؟ (ب) كيف اثّر الاضطهاد في المسيحيين الاولين؟
٣ يُقاس البرّ الحقيقي على اساس فعل المرء مشيئة اللّٰه وإطاعته وصاياه. لذلك فإن التألم من اجل البرّ يعني التألم لأن الشخص يرفض الرضوخ امام الضغط لانتهاك مقاييس اللّٰه او مطالبه. مثلا، اضطُهد الرسل على ايدي القادة اليهود لأنهم رفضوا التوقف عن الكرازة باسم يسوع. (اعمال ٤:١٨-٢٠؛ ٥:٢٧-٢٩، ٤٠) فهل سلبهم ذلك فرحهم او اوقف كرازتهم؟ كلا! يروي السجل: «ذهبوا من امام السنهدريم فرحين لأنهم حُسبوا مستحقين ان يُهانوا من اجل اسمه. وكانوا لا ينفكون كل يوم في الهيكل ومن بيت الى بيت يعلّمون ويبشرون بالمسيح يسوع». (اعمال ٥:٤١، ٤٢) فهذا الاضطهاد جلب لهم الفرح ووطّد عزمهم على الكرازة بغيرة. ولاحقا، اضطُهد المسيحيون الاولون على ايدي الرومان ايضا لأنهم رفضوا تقديم العبادة للامبراطور.
٤ ما هي بعض الاسباب التي يُضطهد المسيحيون من اجلها؟
٤ في الازمنة العصرية، يُضطهد شهود يهوه لأنهم يرفضون التوقف عن الكرازة «ببشارة الملكوت هذه». (متى ٢٤:١٤) وعندما تُحظَر اجتماعاتهم المسيحية، يفضّلون التألم على التوقف عن الاجتماع معا، كما يأمرهم الكتاب المقدس. (عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) كما انهم يُضطهدون بسبب حيادهم المسيحي او رفضهم اساءة استخدام الدم. (يوحنا ١٧:١٤؛ اعمال ١٥:٢٨، ٢٩) لكنَّ موقف شعب اللّٰه هذا الى جانب البرّ ينتج لهم سلاما وسعادة داخليَّين. — ١ بطرس ٣:١٤.
التعيير من اجل المسيح
٥ ما هو السبب الاساسي لاضطهاد شعب يهوه اليوم؟
٥ ان الطوبى التاسعة التي ذكرها يسوع في موعظته على الجبل لها علاقة ايضا بالاضطهاد. قال يسوع: «سعداء انتم متى عيّروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم شتى الشرور من اجلي كاذبين». (متى ٥:١١) فالسبب الاساسي لاضطهاد شعب يهوه هو انهم ليسوا جزءا من نظام الاشياء الشرير الحاضر. قال يسوع لتلاميذه: «لو كنتم جزءا من العالم، لكان العالم يعزّ ما هو له. ولكن لأنكم لستم جزءا من العالم، بل انا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم». (يوحنا ١٥:١٩) وعلى نحو مماثل، قال الرسول بطرس: «لأنكم لا تواصلون الركض معهم في هذا المسلك الى بؤرة الخلاعة عينها، يتحيرون ويأخذون في التكلم عليكم بكلام مهين». — ١ بطرس ٤:٤.
٦ (أ) لماذا تُعيَّر وتُضطهَد بقية الممسوحين وعشراؤهم؟ (ب) هل يسلبنا هذا التعيير سعادتنا؟
٦ كما رأينا، اضطُهد المسيحيون الاولون لأنهم رفضوا التوقف عن الكرازة باسم يسوع، الامر الذي قاموا به بناء على التفويض الذي اعطاه لأتباعه قائلا: «تكونون لي شهودا . . . الى اقصى الارض». (اعمال ١:٨) وهذا التفويض نفسه تنجزه بغيرة البقية الامينة من إخوة المسيح الممسوحين، بمؤازرة عشرائهم الاولياء من ‹الجمع الكثير›. (كشف ٧:٩) لذلك يشن الشيطان حربا «على باقي نسلها [نسل «المرأة»، الجزء السماوي من هيئة اللّٰه]، الذين يحفظون وصايا اللّٰه وعندهم عمل الشهادة ليسوع». (كشف ١٢:٩، ١٧) فكشهود ليهوه، نحن نشهد ليسوع، ملك ملكوت اللّٰه الذي يحكم الآن والذي سيدمِّر كل الحكومات البشرية التي تقف في طريق عالم اللّٰه الجديد البارّ. (دانيال ٢:٤٤؛ ٢ بطرس ٣:١٣) لهذا السبب نُعيَّر ونُضطهد، لكننا نحسب انفسنا سعداء اذا تألمنا من اجل اسم المسيح. — ١ بطرس ٤:١٤.
٧، ٨ اية اكاذيب قالها المقاومون على المسيحيين الاولين؟
٧ قال يسوع ان أتباعه ينبغي ان يحسبوا انفسهم سعداء حتى عندما ‹يقول عليهم الناس شتى الشرور من اجله كاذبين›. (متى ٥:١١) وهذا ما صحّ في المسيحيين الاولين. فعندما احتُجز الرسول بولس في روما من سنة ٥٩ الى ٦١ بم، قال القادة اليهود هناك عن المسيحيين: «معروف عندنا من جهة هذه البدعة انها تُعارَض في كل مكان». (اعمال ٢٨:٢٢) كما اتُّهم بولس وسيلا بأنهما ‹قلبَا المسكونة› وعملا «ضد مراسيم قيصر». — اعمال ١٧:٦، ٧.
٨ كتب المؤرخ ك. س. لاتورِت عن المسيحيين في زمن الامبراطورية الرومانية: «كانت التّهم متنوعة. فقد اتُّهم المسيحيون بالالحاد لأنهم رفضوا الاشتراك في الطقوس الوثنية. ولأنهم لم يشتركوا في الحياة الاجتماعية — الاحتفالات الوثنية، وسائل التسلية العامة . . . عانوا السخرية ودُعوا مبغِضي العرق البشري . . . وقيل ان الرجال والنساء كانوا يلتقون ليلا . . . ويمارسون الاختلاط الجنسي . . . ولأن الاحتفال [بذكرى موت المسيح] اقتصر على المؤمنين فقط، فقد سرت الشائعات ان المسيحيين كانوا دوريا يقدِّمون طفلا كذبيحة ويتناولون لحمه ودمه». كما ان المسيحيين الاولين اتُّهموا بأنهم اعداء الدولة لأنهم رفضوا ممارسة عبادة الامبراطور.
٩ كيف تجاوب المسيحيون في القرن الاول مع الاتّهامات الباطلة الموجّهة اليهم، وما هي الحال في ايامنا؟
٩ لكنَّ هذه الاتّهامات الباطلة لم تمنع المسيحيين الاولين من إتمام تفويضهم بالكرازة ببشارة الملكوت. ففي سنة ٦٠-٦١ بم، تمكن بولس من القول عن «البشارة» انها «مثمرة ونامية في العالم كله»، وإن المسيحيين قد كرزوا «بها في كل الخليقة التي تحت السماء». (كولوسي ١:٥، ٦، ٢٣) ويصح الامر نفسه في ايامنا. فشهود يهوه يُتَّهمون زورا تماما كما حدث مع المسيحيين في القرن الاول. لكنَّ عمل الكرازة برسالة الملكوت في ايامنا يزدهر ويجلب سعادة غامرة للذين يشتركون فيه.
سعداء إن اضطُهدنا مثل الانبياء
١٠، ١١ (أ) كيف اختتم يسوع الطوبى التاسعة؟ (ب) لماذا اضطُهد الانبياء، ومَن كان البعض منهم؟
١٠ اختتم يسوع الطوبى التاسعة بالقول: «افرحوا . . .، فإنهم هكذا اضطهدوا الانبياء من قبلكم». (متى ٥:١٢) ان الانبياء الذين ارسلهم يهوه لتحذير اسرائيل الخائنة لم يلقَوا تجاوبا، حتى انهم اضطُهدوا في اغلب الاحيان. (ارميا ٧:٢٥، ٢٦) وقد شهد الرسول بولس لصحة هذا الامر عندما كتب: «ماذا أقول بعد؟ لأن الوقت يعوزني إنْ اخذتُ اروي عن . . . الانبياء الآخرين، الذين بالايمان . . . [عانوا] امتحان السخرية والجلد، فضلا عن القيود والسجون». — عبرانيين ١١:٣٢-٣٨.
١١ ان كثيرين من انبياء يهوه قُتلوا بالسيف خلال حكم الملك الشرير اخآب وزوجته ايزابل. (١ ملوك ١٨:٤، ١٣؛ ١٩:١٠) ووُضع النبي ارميا في المقطرة وأُلقي لاحقا في جبّ الوحل. (ارميا ٢٠:١، ٢؛ ٣٨:٦) كما طُرح النبي دانيال في جب الاسود. (دانيال ٦:١٦، ١٧) فقد اضطُهد كل هؤلاء الانبياء في ازمنة ما قبل المسيحية لأنهم دافعوا عن عبادة يهوه النقية. وعديدون منهم اضطُهدوا على ايدي القادة الدينيين اليهود. فقد دعا يسوع الكتبة والفريسيين «ابناء الذين اقترفوا جرائم قتل الانبياء». — متى ٢٣:٣١.
١٢ لماذا يشرِّفنا نحن شهود يهوه ان نُضطهد مثل الانبياء في الماضي؟
١٢ اليوم ايضا، غالبا ما نُضطهد نحن شهود يهوه لأننا غيورون في الكرازة ببشارة الملكوت. ورغم ان أعداءنا يتّهموننا بالهداية الهجومية، فنحن نعرف ان هذا الانتقاد نفسه سبق فوُجِّه الى عبّاد يهوه الامناء الذين قبلنا. (ارميا ١١:٢١؛ ٢٠:٨، ١١) ويشرِّفنا ان نتألم للسبب عينه الذي تألم من اجله الانبياء الامناء في الماضي. كتب التلميذ يعقوب: «ايّها الاخوة، اتّخذوا الانبياء، الذين تكلّموا باسم يهوه، نموذجا لتحمُّل السوء وللصبر. ها نحن نقول: يا لسعادة الذين يحتملون». — يعقوب ٥:١٠، ١١.
اسباب وجيهة لنكون سعداء
١٣ (أ) لماذا لا نتثبط من جراء الاضطهاد؟ (ب) ماذا يمكّننا من الثبات، وعلامَ يدل ذلك؟
١٣ بدلا من التثبط من جراء الاضطهاد، نحن نتعزى بالفكرة اننا نسير على خطى الانبياء، المسيحيين الاولين، والمسيح يسوع نفسه. (١ بطرس ٢:٢١) ونحن نستمد اكتفاء عظيما عندما نقرأ كلمات الاسفار المقدسة، مثل الكلمات التالية التي كتبها الرسول بطرس: «ايّها الاحباء، لا تتحيّروا من النار المشتعلة في ما بينكم، التي تصيبكم امتحانا لكم، وكأن امرا غريبا يحلّ بكم. سعداء انتم اذا كنتم تُعيَّرون من اجل اسم المسيح، لأن روح المجد، اي روح اللّٰه، يستقر عليكم». (١ بطرس ٤:١٢، ١٤) فنحن نعرف من اختبارنا الخاص ان ما يمكّننا من الثبات في وجه الاضطهاد هو روح يهوه الذي يستقر علينا ويقوّينا. ودعم الروح القدس هو دليل على بركة يهوه علينا، وهذا ما يجلب لنا سعادة غامرة. — مزمور ٥:١٢؛ فيلبي ١:٢٧-٢٩.
١٤ اية اسباب تدعونا الى الفرح عندما نُضطهد من اجل البرّ؟
١٤ وثمة سبب آخر يوضح لماذا تنتج السعادة من المقاومة والاضطهاد من اجل البرّ. فذلك دليل على اننا نعيش كمسيحيين حقيقيين بتعبد للّٰه. كتب الرسول بولس: «جميع الذين يرغبون في ان يحيوا بتعبد للّٰه في المسيح يسوع سيُضطهدون ايضا». (٢ تيموثاوس ٣:١٢) وتغمرنا السعادة لأننا نعرف ان محافظتنا على الاستقامة خلال المحن تزوِّد جوابا عن تحدي الشيطان ان مخلوقات يهوه تخدمه بدافع اناني. (ايوب ١:٩-١١؛ ٢:٣، ٤) كما يفرحنا ان نساهم، ولو مساهمة زهيدة، في تبرئة سلطان يهوه البارّ. — امثال ٢٧:١١.
لنطفر من الفرح بسبب المكافأة العظيمة
١٥، ١٦ (أ) ايّ سبب اعطاه يسوع ‹لنفرح ونطفر من الفرح›؟ (ب) ما هي المكافأة المخبأة في السموات التي تنتظر المسيحيين الممسوحين، وكيف سيُكافأ ايضا عشراؤهم ‹الخراف الاخر›؟
١٥ قدّم يسوع سببا آخر يدعونا الى الفرح عندما يجري ذمّنا واضطهادنا مثل الانبياء في الماضي. قال في اختتام كلامه عن الطوبى التاسعة: «افرحوا واطفروا من الفرح، فإن مكافأتكم عظيمة في السموات». (متى ٥:١٢) وكتب الرسول بولس: «اجرة الخطية هي موت، وأما عطية اللّٰه فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا». (روما ٦:٢٣) نعم، ان ‹المكافأة العظيمة› هي الحياة. وهذه الحياة ليست اجرة ننالها بجدارتنا، بل هي هبة. وقد قال يسوع ان المكافأة هي «في السموات» لأنها تأتي من عند يهوه.
١٦ ان الممسوحين ينالون «تاج الحياة»، اي الحياة الخالدة مع المسيح في السماء. (يعقوب ١:١٢، ١٧) أما ‹الخراف الاخر› ذوو الرجاء الارضي فيتطلعون الى نيل حياة ابدية على ارض فردوسية. (يوحنا ١٠:١٦؛ كشف ٢١:٣-٥) وأعضاء الصفَّين كليهما، صفّ الممسوحين و ‹الخراف الاخر›، لا ينالون ‹المكافأة› بجدارتهم بل نتيجة ‹نعمة يهوه الفائقة› التي دفعت الرسول بولس الى القول: «شكرا للّٰه على هبته التي لا توصف». — ٢ كورنثوس ٩:١٤، ١٥.
١٧ لماذا ‹نفرح ونطفر من الفرح› عندما نُضطهد؟
١٧ كتب الرسول بولس الى المسيحيين، الذين كان البعض منهم سيُضطهد بوحشية على يد الامبراطور نيرون: «لنبتهج ونحن في الضيقات، لأننا نعرف ان الضيق ينتج احتمالا؛ والاحتمال حالة مرضية؛ والحالة المرضية رجاء، والرجاء لا يؤدي الى خيبة». وقال ايضا: «افرحوا في الرجاء. احتملوا في الضيق». (روما ٥:٣-٥؛ ١٢:١٢) فسواء كان رجاؤنا سماويا او ارضيا، فإن المكافأة التي ننالها لأننا بقينا امناء خلال المحن هي اعظم بكثير مما نستحق. فلا يمكن وصف فرحنا الناجم عن رجائنا بالعيش الى الابد لنخدم ونسبّح ابانا المحب يهوه برئاسة ملكنا يسوع المسيح. فنحن ‹نطفر من الفرح›، اذا جاز التعبير.
١٨ ماذا نتوقع ان تفعل الامم فيما تقترب النهاية، وماذا سيفعل يهوه؟
١٨ في بعض البلدان، عانى شهود يهوه الاضطهاد ولا يزالون يعانونه حتى الآن. فقد حذّر يسوع المسيحيين الحقيقيين في نبوته عن اختتام نظام الاشياء: «تكونون مبغضين من جميع الامم من اجل اسمي». (متى ٢٤:٩) ففيما نقترب من النهاية، سيدفع الشيطان الامم الى إظهار بغضها لشعب يهوه. (حزقيال ٣٨:١٠-١٢، ١٤-١٦) وسيكون ذلك علامة انه قد حان الوقت ليتَّخذ يهوه الاجراء. فهو يقول في الكتاب المقدس: «اتعظم وأتقدس وأُعرف في عيون امم كثيرة فيعلمون اني انا الرب». (حزقيال ٣٨:٢٣) فيهوه سيقدِّس اسمه العظيم وينقذ شعبه من الاضطهاد. لذلك ‹سعيد هو الانسان الذي يداوم على الاحتمال›. — يعقوب ١:١٢.
١٩ ماذا ينبغي ان نفعل فيما ننتظر «يوم يهوه» العظيم؟
١٩ اذ يدنو «يوم يهوه» العظيم اكثر فأكثر، لنفرح لأننا ‹نُحسَب مستحقين ان نهان› من اجل اسم يسوع. (٢ بطرس ٣:١٠-١٣؛ اعمال ٥:٤١) وتماما كالمسيحيين الاولين، لنستمر دون انقطاع في ‹التعليم والتبشير بالمسيح› وحكومة ملكوته فيما ننتظر مكافأتنا في عالم يهوه الجديد البارّ. — اعمال ٥:٤٢؛ يعقوب ٥:١١.
-