مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كيف ينبغي ان نعامل الآخرين؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ ايار (‏مايو)‏
    • كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِيِنَ؟‏

      ‏«كَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمْ،‏ كَذٰلِكَ ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ بِهِمْ».‏ —‏ لو ٦:‏٣١‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَا هِيَ ٱلْمَوْعِظَةُ عَلَى ٱلْجَبَلِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      كَانَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ فِعْلًا ٱلْمُعَلِّمَ ٱلْكَبِيرَ.‏ فَعِنْدَمَا أَرْسَلَ أَعْدَاؤُهُ ٱلدِّينِيُّونَ شُرَطًا لِٱعْتِقَالِهِ،‏ عَادَ هؤُلَاءِ فَارِغِي ٱلْأَيْدِي وَقَالُوا:‏ «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ غَيْرُهُ هٰكَذَا».‏ (‏يو ٧:‏٣٢،‏ ٤٥،‏ ٤٦‏)‏ وَكَانَتِ ٱلْمَوْعِظَةُ عَلَى ٱلْجَبَلِ مِنْ أَرْوَعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ يَسُوعُ.‏ وَهذِهِ ٱلْمَوْعِظَةُ مُسَجَّلَةٌ فِي ٱلْإِصْحَاحَاتِ ٥ إِلَى ٧ مِنْ إِنْجِيلِ مَتَّى‏،‏ تُقَابِلُهَا رِوَايَةٌ مُمَاثِلَةٌ فِي لُوقَا ٦:‏٢٠-‏٤٩‏.‏a

      ٢ لَعَلَّ أَشْهَرَ عِبَارَةٍ وَارِدَةٍ فِي هذِهِ ٱلْمَوْعِظَةِ هِيَ مَا يُعْرَفُ عُمُومًا بِٱسْمِ «ٱلْقَاعِدَةِ ٱلذَّهَبِيَّةِ»،‏ تِلْكَ ٱلْقَاعِدَةِ ٱلَّتِي تَتَنَاوَلُ طَرِيقَةَ مُعَامَلَتِنَا لِلْآخَرِينَ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «كَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمْ،‏ كَذٰلِكَ ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ بِهِمْ».‏ (‏لو ٦:‏٣١‏)‏ وَمَا أَعْظَمَ ٱلْخَيْرَ ٱلَّذِي فَعَلَهُ يَسُوعُ لِلنَّاسِ!‏ فَقَدْ شَفَى ٱلْمَرْضَى وَأَقَامَ ٱلْمَوْتَى أَيْضًا.‏ لكِنَّ أَرْوَعَ بَرَكَةٍ حَصَلَ عَلَيْهَا ٱلنَّاسُ نَجَمَتْ عَنْ قُبُولِهِمِ ٱلْبِشَارَةَ ٱلَّتِي كَرَزَ لَهُمْ بِهَا.‏ (‏اِقْرَأْ لوقا ٧:‏٢٠-‏٢٢‏.‏‏)‏ وَكَشُهُودٍ لِيَهْوَه،‏ يَسُرُّنَا أَنْ نَنْخَرِطَ فِي عَمَلٍ كِرَازِيًّ مُمَاثِلٍ لِإِعْلَانِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏مت ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَسَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ كَلِمَاتِ يَسُوعَ عَنْ هذَا ٱلْعَمَلِ،‏ إِضَافَةً إِلَى نِقَاطٍ أُخْرَى وَارِدَةٍ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ تُظْهِرُ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ.‏

      اِتَّصِفْ بِٱلْوَدَاعَةِ

      ٣ مَا تَعْرِيفُ ٱلْوَدَاعَةِ؟‏

      ٣ قَالَ يَسُوعُ:‏ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْوُدَعَاءُ،‏ فَإِنَّهُمْ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ».‏ (‏مت ٥:‏٥‏)‏ وَبِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لَيْسَتِ ٱلْوَدَاعَةُ ضَعْفًا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ،‏ بَلْ هِيَ رِفْقٌ وَلَطَافَةٌ نُعْرِبُ عَنْهُمَا تَجَاوُبًا مَعَ مَطَالِبِ ٱللّٰهِ.‏ وَيَنْعَكِسُ هذَا ٱلْمَوْقِفُ فِي تَصَرُّفَاتِنَا مَعَ رُفَقَائِنَا ٱلْبَشَرِ.‏ فَنَحْنُ مَثَلًا ‹لَا نُبَادِلُ أَحَدًا سُوءًا بِسُوءٍ›.‏ —‏ رو ١٢:‏١٧-‏١٩‏.‏

      ٤ مَاذَا يَجْعَلُ ٱلْوُدَعَاءَ سُعَدَاءَ؟‏

      ٤ إِنَّ ٱلْوُدَعَاءَ سُعَدَاءُ لِأَنَّهُمْ «يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ».‏ وَيَسُوعُ ٱلَّذِي كَانَ ‹وَدِيعًا وَمُتَّضِعَ ٱلْقَلْبِ› هُوَ ‹ٱلْوَارِثُ لِكُلِّ شَيْءٍ›،‏ وَهُوَ بِٱلتَّالِي ٱلْوَارِثُ ٱلرَّئِيسِيُّ لِلْأَرْضِ.‏ (‏مت ١١:‏٢٩؛‏ عب ١:‏٢؛‏ مز ٢:‏٨‏)‏ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِأَنَّ ٱلْمَسِيَّا،‏ ‹ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ›،‏ سَيَكُونُ لَهُ حُكَّامٌ مُعَاوِنُونَ فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ (‏دا ٧:‏١٣،‏ ١٤،‏ ٢١،‏ ٢٢،‏ ٢٧‏)‏ وَهؤُلَاءِ هُمُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْوُدَعَاءُ ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤،‏ «شُرَكَاءُ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ»،‏ وَهُمْ أَيْضًا سَيَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ مَعَ يَسُوعَ.‏ (‏رو ٨:‏١٦،‏ ١٧؛‏ رؤ ١٤:‏١‏)‏ وَهُنَالِكَ أَيْضًا وُدَعَاءُ آخَرُونَ سَيَنْعَمُونَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي ٱلْحَيِّزِ ٱلْأَرْضِيِّ لِلْمَلَكُوتِ.‏ —‏ مز ٣٧:‏١١‏.‏

      ٥ كَيْفَ يُؤَثِّرُ فِينَا ٱمْتِلَاكُ وَدَاعَةِ ٱلْمَسِيحِ؟‏

      ٥ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْفَظَاظَةَ تُضَايِقُ ٱلْآخَرِينَ وَتُنَفِّرُهُمْ مِنَّا.‏ أَمَّا ٱمْتِلَاكُ وَدَاعَةِ ٱلْمَسِيحِ فَيَجْعَلُنَا أَشْخَاصًا بَنَّائِينَ رُوحِيًّا تَحْلُو عِشْرَتُهُمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَٱلْوَدَاعَةُ جُزْءٌ مِنَ ٱلثَّمَرِ ٱلَّذِي تُنْتِجُهُ قُوَّةُ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةُ فِينَا إِذَا ‹كُنَّا نَعِيشُ وَنَسْلُكُ بِٱلرُّوحِ›.‏ (‏اِقْرَأْ غلاطية ٥:‏٢٢-‏٢٥‏.‏‏)‏ وَنَحْنُ نَرْغَبُ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ أَنْ نُحْسَبَ بَيْنَ ٱلْوُدَعَاءِ ٱلَّذِينَ يُوَجِّهُهُمْ رُوحُ يَهْوَه ٱلْقُدُسُ.‏

      يَا لَسَعَادَةِ ٱلرُّحَمَاءِ!‏

      ٦ أَيَّةُ صِفَاتٍ بَارِزَةٍ يَتَمَتَّعُ بِهَا «ٱلرُّحَمَاءُ»؟‏

      ٦ قَالَ يَسُوعُ أَيْضًا فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ:‏ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلرُّحَمَاءُ،‏ فَإِنَّهُمْ يُرْحَمُونَ».‏ (‏مت ٥:‏٧‏)‏ وَ «ٱلرُّحَمَاءُ» أَشْخَاصٌ قُلُوبُهُمْ مُفْعَمَةٌ بِٱلْحَنَانِ،‏ يُرَاعُونَ ظُرُوفَ ٱلْمَحْرُومِينَ وَيُشْفِقُونَ عَلَيْهِمْ.‏ وَهذِهِ ٱلشَّفَقَةُ هِيَ ٱلَّتِي دَفَعَتْ يَسُوعَ إِلَى صُنْعِ عَجَائِبَ لِتَخْفِيفِ مُعَانَاةِ ٱلنَّاسِ.‏ (‏مت ١٤:‏١٤؛‏ ٢٠:‏٣٤‏)‏ وَنَحْنُ أَيْضًا يَنْبَغِي أَنْ تَدْفَعَنَا ٱلشَّفَقَةُ وَٱلْمُرَاعَاةُ لِنَكُونَ رُحَمَاءَ.‏ —‏ يع ٢:‏١٣‏.‏

      ٧ إِلَامَ دَفَعَتِ ٱلشَّفَقَةُ يَسُوعَ؟‏

      ٧ ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ لَاقَى جَمْعٌ يَسُوعَ وَهُوَ فِي طَرِيقِهِ لِيَسْتَرِيحَ.‏ «فَأَشْفَقَ عَلَيْهِمْ،‏ لِأَنَّهُمْ كَانُوا كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا.‏ فَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً».‏ (‏مر ٦:‏٣٤‏)‏ وَتَمَثُّلًا بِيَسُوعَ،‏ نَحْنُ أَيْضًا نُخْبِرُ ٱلْآخَرِينَ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَنُكَلِّمُهُمْ عَنْ رَحْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْفَائِقَةِ.‏ وَيَا لَلْفَرَحِ ٱلَّذِي يَغْمُرُنَا مِنْ جَرَّاءِ ذلِكَ!‏

      ٨ مَاذَا يَجْعَلُ ٱلرُّحَمَاءَ سُعَدَاءَ؟‏

      ٨ تَقُولُ ٱلْآيَةُ إِنَّ ٱلرُّحَمَاءَ هُمْ سُعَدَاءُ لِأَنَّهُمْ «يُرْحَمُونَ».‏ فَعَادَةً يُظْهِرُ لَنَا ٱلنَّاسُ ٱلرَّحْمَةَ إِذَا عَامَلْنَاهُمْ بِرَحْمَةٍ.‏ (‏لو ٦:‏٣٨‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ،‏ يَغْفِرُ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ».‏ (‏مت ٦:‏١٤‏)‏ فَلَا أَحَدَ غَيْرَ ٱلرُّحَمَاءِ يَعْرِفُ مَعْنَى ٱلسَّعَادَةِ ٱلَّتِي تَنْجُمُ عَنْ مَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا وَنَيْلِ رِضَى ٱللّٰهِ.‏

      مَا يَجْعَلُ ‹ٱلْمُسَالِمِينَ› سُعَدَاءَ

      ٩ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ ٱلْمُسَالِمُونَ؟‏

      ٩ أَوْرَدَ يَسُوعُ سَبَبًا آخَرَ لِلسَّعَادَةِ حِينَ قَالَ:‏ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْمُسَالِمُونَ،‏ فَإِنَّهُمْ ‹أَبْنَاءَ ٱللّٰهِ› يُدْعَوْنَ».‏ (‏مت ٥:‏٩‏)‏ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ «مُسَالِمُونَ» تَعْنِي حَرْفِيًّا «صَانِعُو سَلَامٍ».‏ وَإِذَا كُنَّا صَانِعِي سَلَامٍ،‏ فَلَنْ نَغُضَّ ٱلنَّظَرَ أَوْ نُشَارِكَ فِي أَيِّ شَيْءٍ «يُفَرِّقُ مَنْ بَيْنَهُمْ أُلْفَةٌ»،‏ مِثْلِ كَلَامِ ٱلنَّمِيمَةِ.‏ (‏ام ١٦:‏٢٨‏)‏ وَسَنَسْعَى قَوْلًا وَعَمَلًا فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَخَارِجَهَا.‏ (‏عب ١٢:‏١٤‏)‏ وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّنَا سَنَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِنَا لِنَكُونَ فِي سَلَامٍ مَعَ يَهْوَه ٱللّٰهِ.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ بطرس ٣:‏١٠-‏١٢‏.‏

      ١٠ مَاذَا يَجْعَلُ ‹ٱلْمُسَالِمِينَ› سُعَدَاءَ؟‏

      ١٠ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ‹ٱلْمُسَالِمِينَ› سُعَدَاءُ لِأَنَّهُمْ «‹أَبْنَاءَ ٱللّٰهِ› يُدْعَوْنَ».‏ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ يَنَالُونَ «سُلْطَةً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَادَ ٱللّٰهِ» لِأَنَّهُمْ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا.‏ (‏يو ١:‏١٢؛‏ ١ بط ٢:‏٢٤‏)‏ وَمَاذَا عَنْ ‹خِرَافِ يَسُوعَ ٱلْأُخَرِ› ٱلْمُسَالِمِينَ؟‏ سَيَكُونُ يَسُوعُ ‹أَبَاهُمُ ٱلْأَبَدِيَّ› خِلَالَ حُكْمِهِ ٱلْمُمْتَدِّ أَلْفَ سَنَةٍ مَعَ شُرَكَائِهِ ٱلسَّمَاوِيِّينَ فِي ٱلْمِيرَاثِ.‏ (‏يو ١٠:‏١٤،‏ ١٦؛‏ اش ٩:‏٦؛‏ رؤ ٢٠:‏٦‏)‏ وَفِي نِهَايَةِ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ،‏ سَيَصِيرُ صَانِعُو ٱلسَّلَامِ هؤُلَاءِ أَوْلَادَ ٱللّٰهِ ٱلْأَرْضِيِّينَ بِٱلْمَعْنَى ٱلْأَكْمَلِ.‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٢٧،‏ ٢٨‏.‏

      ١١ كَيْفَ نُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ إِذَا كَانَتِ «ٱلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ» تَهْدِينَا؟‏

      ١١ وَلِكَيْ نَتَمَتَّعَ بِعَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِيَهْوَه «إِلٰهِ ٱلسَّلَامِ»،‏ يَجِبُ أَنْ نَقْتَدِيَ بِصِفَاتِهِ،‏ بِمَا فِيهَا مَحَبَّتُهُ لِلسَّلَامِ.‏ (‏في ٤:‏٩‏)‏ فَإِذَا سَمَحْنَا ‹لِلْحِكْمَةِ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ› بِأَنْ تَهْدِيَنَا،‏ نُسَالِمُ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏يع ٣:‏١٧‏)‏ وَهذَا يَجْعَلُنَا صَانِعِي سَلَامٍ سُعَدَاءَ.‏

      ‏‹لِيُضِئْ نُورُكَ›‏

      ١٢ (‏أ)‏ مَاذَا قَالَ يَسُوعُ عَنِ ٱلنُّورِ ٱلرُّوحِيِّ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَجْعَلُ نُورَنَا يُضِيءُ؟‏

      ١٢ إِنَّ أَفْضَلَ مُعَامَلَةٍ يُمْكِنُ أَنْ يَتَلَقَّاهَا مِنَّا ٱلنَّاسُ هِيَ ٱلْمُسَاعَدَةُ عَلَى نَيْلِ ٱلنُّورِ ٱلرُّوحِيِّ مِنَ ٱللّٰهِ.‏ (‏مز ٤٣:‏٣‏)‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ إِنَّهُمْ «نُورُ ٱلْعَالَمِ» وَحَثَّهُمْ عَلَى جَعْلِ نُورِهِمْ يُضِيءُ لِيَرَى ٱلنَّاسُ مَا يَفْعَلُونَهُ مِنْ ‹أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ› لِلْآخَرِينَ.‏ وَتَنْجُمُ عَنْ ذلِكَ إِنَارَةٌ رُوحِيَّةٌ تَسْطَعُ «قُدَّامَ ٱلنَّاسِ»،‏ أَيْ لِفَائِدَةِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٥:‏١٤-‏١٦‏.‏‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ نَجْعَلُ نُورَنَا يُضِيءُ بِفِعْلِ ٱلْخَيْرِ لِجِيرَانِنَا وَٱلْمُشَارَكَةِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ «فِي ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ» لِإِيصَالِهَا إِلَى «كُلِّ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏مت ٢٦:‏١٣؛‏ مر ١٣:‏١٠‏)‏ فَمَا أَرْوَعَ ٱمْتِيَازَنَا هذَا!‏

      ١٣ مَاذَا سَيُلَاحِظُ ٱلنَّاسُ فِينَا؟‏

      ١٣ وَقَالَ يَسُوعُ:‏ «لَا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ تَقَعُ عَلَى جَبَلٍ».‏ فَأَيُّ مَدِينَةٍ تَقَعُ عَلَى جَبَلٍ تَرَاهَا ٱلْعَيْنُ بِكُلِّ سُهُولَةٍ.‏ كَذلِكَ سَيُلَاحِظُ ٱلنَّاسُ أَعْمَالَنَا ٱلْحَسَنَةَ كَمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي نَتَمَتَّعُ بِهَا كَٱلِٱعْتِدَالِ وَٱلْعِفَّةِ.‏ —‏ تي ٢:‏١-‏١٤‏.‏

      ١٤ (‏أ)‏ كَيْفَ كَانَتِ ٱلسُّرُجُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏ (‏ب)‏ بِأَيِّ مَعْنًى يَجِبُ أَلَّا نُخْفِيَ ٱلنُّورَ ٱلرُّوحِيَّ تَحْتَ «ٱلْمِكْيَالِ»؟‏

      ١٤ تَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنْ إِضَاءَةِ سِرَاجٍ وَوَضْعِهِ عَلَى ٱلْمَنَارَةِ،‏ لَا تَحْتَ ٱلْمِكْيَالِ،‏ لِيُضِيءَ لِجَمِيعِ مَنْ فِي ٱلْبَيْتِ.‏ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ كَانَ ٱلسِّرَاجُ ٱلْعَادِيُّ عِبَارَةً عَنْ إِنَاءٍ خَزَفِيٍّ لَهُ فَتِيلَةٌ يَصْعَدُ فِيهَا ٱلسَّائِلُ (‏زَيْتُ ٱلزَّيْتُونِ عُمُومًا)‏ وَيَشْتَعِلُ لَهَبًا مُضِيئًا فِي طَرَفِهَا.‏ وَغَالِبًا مَا كَانَ يُوضَعُ عَلَى قَاعِدَةٍ خَشَبِيَّةٍ أَوْ مَعْدِنِيَّةٍ كَيْ «يُضِيءَ لِجَمِيعِ مَنْ فِي ٱلْبَيْتِ».‏ فَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ يُضِيئُونَهُ وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ «ٱلْمِكْيَالِ» ٱلَّذِي هُوَ وِعَاءٌ كَبِيرٌ ذُو سَعَةٍ تُنَاهِزُ ٩ لِتْرَاتٍ (‏٨ كُوَارْتَاتٍ جَافَّةٍ)‏.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ لَمْ يُرِدْ يَسُوعُ أَنْ يُخْفِيَ تَلَامِيذُهُ نُورَهُمُ ٱلرُّوحِيَّ تَحْتَ مِكْيَالٍ رَمْزِيٍّ.‏ فَيَجِبُ أَنْ نَجْعَلَ نُورَنَا يُضِيءُ،‏ غَيْرَ سَامِحِينَ بَتَاتًا لِلْمُقَاوَمَةِ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادِ بِأَنْ يَحْمِلَنَا عَلَى إِخْفَاءِ حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوِ ٱلِٱحْتِفَاظِ بِهِ لِأَنْفُسِنَا.‏

      ١٥ أَيُّ أَثَرٍ تَتْرُكُهُ ‹أَعْمَالُنَا ٱلْحَسَنَةُ› فِي بَعْضِ ٱلنَّاسِ؟‏

      ١٥ بَعْدَ ٱلتَّحَدُّثِ عَنِ ٱلسِّرَاجِ ٱلْمُضِيءِ،‏ أَرْدَفَ يَسُوعُ قَائِلًا لِتَلَامِيذِهِ:‏ «فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هٰكَذَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ،‏ لِيَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ ‹فَأَعْمَالُنَا ٱلْحَسَنَةُ› يُمْكِنُ أَنْ تَدْفَعَ ٱلْبَعْضَ أَنْ «يُمَجِّدُوا» ٱللّٰهَ بِٱلصَّيْرُورَةِ خُدَّامًا لَهُ.‏ وَيَا لَهذَا ٱلْحَافِزِ ‹لِنُضِيءَ كَأَنْوَارٍ فِي ٱلْعَالَمِ› عَلَى ٱلدَّوَامِ!‏ —‏ في ٢:‏١٥‏.‏

      ١٦ مَاذَا يَسْتَلْزِمُ مِنَّا كَوْنُنَا «نُورَ ٱلْعَالَمِ»؟‏

      ١٦ إِنَّ كَوْنَنَا «نُورَ ٱلْعَالَمِ» يَسْتَلْزِمُ مِنَّا ٱلِٱنْخِرَاطَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّلْمَذَةِ.‏ وَلكِنْ يَلْزَمُنَا شَيْءٌ آخَرُ أَيْضًا.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «سِيرُوا كَأَوْلَادِ نُورٍ،‏ فَثَمَرُ ٱلنُّورِ يَتَأَلَّفُ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلصَّلَاحِ وَٱلْبِرِّ وَٱلْحَقِّ».‏ (‏اف ٥:‏٨،‏ ٩‏)‏ فَيَجِبُ أَنْ نَكُونَ أَمْثِلَةً سَاطِعَةً فِي ٱلسُّلُوكِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ وَبِذلِكَ نَتْبَعُ مَشُورَةَ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ ٱلَّذِي قَالَ:‏ «حَافِظُوا عَلَى سُلُوكِكُمُ ٱلْحَسَنِ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ،‏ لِيَكُونُوا فِي مَا يَتَكَلَّمُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي سُوءٍ،‏ يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ فِي يَوْمِ تَفَقُّدِهِ نَتِيجَةَ أَعْمَالِكُمُ ٱلْحَسَنَةِ ٱلَّتِي هُمْ شُهُودُ عِيَانٍ لَهَا».‏ (‏١ بط ٢:‏١٢‏)‏ وَلكِنْ مَاذَا يَجِبُ فِعْلُهُ إِذَا تَوَتَّرَتِ ٱلْعَلَاقَاتُ بَيْنَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏

      ‏«صَالِحْ أَخَاكَ»‏

      ١٧-‏١٩ (‏أ)‏ مَاذَا كَانَ ‹ٱلْقُرْبَانُ› ٱلْمَذْكُورُ فِي متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏؟‏ (‏ب)‏ مَا مَدَى أَهَمِّيَّةِ مُصَالَحَةِ ٱلْمَرْءِ أَخَاهُ،‏ وَكَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ذلِكَ؟‏

      ١٧ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ،‏ حَذَّرَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ مِنَ ٱلْبَقَاءِ سَاخِطِينَ عَلَى أَحَدِ إِخْوَتِهِمْ وَٱلِٱزْدِرَاءِ بِهِ.‏ فَكَانَ يَجِبُ أَنْ يُسَارِعُوا إِلَى مُصَالَحَةِ ٱلْأَخِ ٱلْمُسَاءِ إِلَيْهِ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٥:‏٢١-‏٢٥‏.‏‏)‏ تَأَمَّلْ جَيِّدًا فِي مَشُورَةِ يَسُوعَ:‏ فَإِذَا كُنْتَ تُحْضِرُ قُرْبَانَكَ إِلَى ٱلْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لِأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ،‏ فَمَاذَا يَجِبُ أَنْ تَفْعَلَ؟‏ يَجِبُ أَنْ تَتْرُكَ قُرْبَانَكَ أَمَامَ ٱلْمَذْبَحِ وَتذْهَبَ وَتُصَالِحَ أَخَاكَ،‏ ثُمَّ تَرْجِعَ وَتُقَرِّبَ قُرْبَانَكَ.‏

      ١٨ غَالِبًا مَا كَانَ ‹ٱلْقُرْبَانُ› ذَبِيحَةً يُتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى يَهْوَه فِي هَيْكَلِهِ.‏ وَٱعْتُبِرَتِ ٱلْقَرَابِينُ ٱلْحَيَوَانِيَّةُ مُهِمَّةً جِدًّا لِأَنَّ ٱللّٰهَ أَمَرَ بِهَا كَجُزْءٍ مِنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لَهُ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ لكِنَّ تَقْرِيبَ ٱلْقُرْبَانِ،‏ رَغْمَ أَهَمِّيَّتِهِ،‏ لَيْسَ أَهَمَّ مِنْ تَسْوِيَةِ ٱلْأُمُورِ مَعَ أَخِيكَ إِذَا تَذَكَّرْتَ أَنَّ لَهُ شَيْئًا عَلَيْكَ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اُتْرُكْ قُرْبَانَكَ هُنَاكَ أَمَامَ ٱلْمَذْبَحِ وَٱذْهَبْ صَالِحْ أَخَاكَ أَوَّلًا،‏ وَحِينَئِذٍ ٱرْجِعْ وَقَرِّبْ قُرْبَانَكَ».‏ فَمُصَالَحَةُ ٱلْمَرْءِ أَخَاهُ لَهَا ٱلْأَوْلَوِيَّةُ عَلَى أَدَاءِ فَرِيضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ ٱلشَّرِيعَةِ.‏

      ١٩ لَمْ يَقْصِرْ يَسُوعُ كَلَامَهُ عَلَى تَقْدِمَاتٍ أَوْ خَطَايَا مُعَيَّنَةٍ.‏ فَكَانَ عَلَى مُقَرِّبِ ٱلتَّقْدِمَةِ،‏ مَهْمَا كَانَ نَوْعُهَا،‏ أَنْ يُؤَجِّلَهَا إِذَا تَذَكَّرَ أَنَّ لِأَخِيهِ شَيْئًا عَلَيْهِ.‏ فَيَلْزَمُ أَنْ يُتْرَكَ ٱلْقُرْبَانُ،‏ إِذَا كَانَ حَيَوَانًا حَيًّا،‏ ‹أَمَامَ مَذْبَحِ› ٱلْمُحْرَقَةِ فِي دَارِ ٱلْكَهَنَةِ فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏ وَلَا يَرْجِعَ ٱلْمُسِيءُ لِتَقْرِيبِهِ قَبْلَ أَنْ يَحُلَّ ٱلْمُشْكِلَةَ.‏

      ٢٠ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُسَارِعَ إِلَى تَسْوِيَةِ ٱلْأُمُورِ إِذَا غَضِبْنَا مِنْ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ؟‏

      ٢٠ يَعْتَبِرُ ٱللّٰهُ عَلَاقَتَنَا بِإِخْوَتِنَا جُزْءًا لَا يَتَجَزَّأُ مِنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ فَكَانَتِ ٱلذَّبَائِحُ ٱلْحَيَوَانِيَّةُ غَيْرَ مُجْدِيَةٍ فِي نَظَرِ يَهْوَه إِذَا كَانَ ٱلَّذِينَ يُقَرِّبُونَهَا لَا يُحْسِنُونَ مُعَامَلَةَ رَفِيقِهِمِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ (‏مي ٦:‏٦-‏٨‏)‏ لِذلِكَ حَثَّ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ ‹يُسَارِعُوا إِلَى تَسْوِيَةِ ٱلْأُمُورِ›.‏ (‏مت ٥:‏٢٥‏)‏ وَبِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «اِسْخَطُوا،‏ وَلٰكِنْ لَا تُخْطِئُوا.‏ لَا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ،‏ وَلَا تُفْسِحُوا لِإِبْلِيسَ مَكَانًا».‏ (‏اف ٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ فَإِذَا غَضِبْنَا،‏ وَلَوْ غَضَبًا مُبَرَّرًا،‏ يَجِبُ أَنْ نُسَارِعَ إِلَى تَسْوِيَةِ ٱلْأُمُورِ لِكَيْلَا نَبْقَى مُغْتَاظِينَ فَيَسِتَغِلَّ إِبْلِيسُ هذَا لِضَرَرِنَا.‏ —‏ لو ١٧:‏٣،‏ ٤‏.‏

      عَامِلِ ٱلْآخَرِينَ بِٱحْتِرَامٍ دَائِمًا

      ٢١،‏ ٢٢ (‏أ)‏ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ مَشُورَةِ يَسُوعَ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا؟‏ (‏ب)‏ فِيمَ سَنَتَأَمَّلُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ٢١ يَنْبَغِي أَنْ تُسَاعِدَنَا مُرَاجَعَتُنَا لِبَعْضِ أَقْوَالِ يَسُوعَ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِلُطْفٍ وَٱحْتِرَامٍ.‏ وَرَغْمَ أَنَّنَا جَمِيعًا نَاقِصُونَ،‏ بِٱسْتِطَاعَتِنَا تَطْبِيقُ مَشُورَةِ يَسُوعَ لِأَنَّهُ،‏ عَلَى غِرَارِ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ،‏ لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا فِعْلَ مَا يَفُوقُ طَاقَتَنَا.‏ فَبِٱلصَّلَاةِ وَٱلْجُهْدِ ٱلْمُخْلِصِ وَبَرَكَةِ يَهْوَه ٱللّٰهِ،‏ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَكُونَ وُدَعَاءَ وَرُحَمَاءَ وَمُسَالِمِينَ.‏ وَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَعْكِسَ ٱلنُّورَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلَّذِي يُضِيءُ لِمَجْدِ يَهْوَه.‏ كَمَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَصَالَحَ مَعَ أَخِينَا عِنْدَمَا تَنْشَأُ مُشْكِلَةٌ بَيْنَنَا.‏

      ٢٢ تَشْتَمِلُ عِبَادَةُ يَهْوَه ٱلْمَقْبُولَةُ عَلَى مُعَامَلَةِ قَرِيبِنَا مُعَامَلَةً حَسَنَةً.‏ (‏مر ١٢:‏٣١‏)‏ وَسَنَتَأَمَّلُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ فِي أَقْوَالٍ أُخْرَى وَارِدَةٍ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ يَنْبَغِي أَنْ تُسَاعِدَنَا عَلَى فِعْلِ ٱلصَّلَاحِ لِلْآخَرِينَ.‏ أَمَّا ٱلْآنَ،‏ بَعْدَ أَنْ تَأَمَّلْنَا فِي ٱلنِّقَاطِ ٱلْآنِفَةِ ٱلَّتِي تُعَلِّمُنَا إِيَّاهَا مَوْعِظَةُ يَسُوعَ ٱلرَّائِعَةُ،‏ فَيَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹إِلَى أَيِّ حَدٍّ أُحْسِنُ مُعَامَلَةَ ٱلْآخَرِينَ؟‏›.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لَا شَكَّ أَنَّكَ سَتَنَالُ فَائِدَةً كَبِيرَةً مِنْ قِرَاءَةِ هذِهِ ٱلْمَقَاطِعِ فِي دَرْسِكَ ٱلشَّخْصِيِّ قَبْلَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

  • افعل الصلاح
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ ايار (‏مايو)‏
    • اِفْعَلِ ٱلصَّلَاحَ

      ‏«اِفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ».‏ —‏ لو ٦:‏٣٥‏.‏

      ١،‏ ٢ لِمَاذَا يُشَكِّلُ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ تَحَدِّيًا كَبِيرًا فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ؟‏

      يُشَكِّلُ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ تَحَدِّيًا كَبِيرًا.‏ فَقَدْ لَا يُبَادِلُنَا ٱلْآخَرُونَ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي نُظْهِرُهَا لَهُمْ.‏ وَمَعَ أَنَّنَا نَطْلُبُ خَيْرَ ٱلنَّاسِ ٱلرُّوحِيَّ بِإِخْبَارِهِمْ عَنْ «بِشَارَةِ ٱلْإِلٰهِ ٱلسَّعِيدِ ٱلْمَجِيدَةِ» وَبِشَارَةِ ٱبْنِهِ،‏ نَلْقَى مِنْهُمُ ٱللَّامُبَالَاةَ أَوْ عَدَمَ ٱلتَّقْدِيرِ فِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْأَحْيَانِ.‏ (‏١ تي ١:‏١١‏)‏ وَيُعْرِبُ آخَرُونَ عَنْ بُغْضٍ شَدِيدٍ «كَأَعْدَاءٍ لِخَشَبَةِ آلَامِ ٱلْمَسِيحِ».‏ (‏في ٣:‏١٨‏)‏ فَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَهُمْ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏

      ٢ قَالَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ،‏ وَٱفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ».‏ (‏لو ٦:‏٣٥‏)‏ وَسَنُرَكِّزُ ٱنْتِبَاهَنَا أَوَّلًا عَلَى هذِهِ ٱلْمُنَاشَدَةِ،‏ عَلَى أَنْ نَتَأَمَّلَ أَيْضًا فِي نِقَاطٍ مُفِيدَةٍ أُخْرَى ذَكَرَهَا يَسُوعُ عَنْ فِعْلِ ٱلصَّلَاحِ لِلْآخَرِينَ.‏

      ‏«أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ»‏

      ٣ (‏أ)‏ أَوْجِزُوا بِكَلِمَاتِكُمُ ٱلْخَاصَّةِ قَوْلَ يَسُوعَ ٱلْمُسَجَّلَ فِي متى ٥:‏٤٣-‏٤٥‏.‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ نَظْرَةٍ عَنِ ٱلْيَهُودِ وَغَيْرِ ٱلْيَهُودِ شَاعَتْ بَيْنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏

      ٣ قَالَ يَسُوعُ لِسَامِعِيهِ فِي مَوْعِظَتِهِ ٱلشَّهِيرَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ أَنْ يُحِبُّوا أَعْدَاءَهُمْ وَيُصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَهُمْ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٥:‏٤٣-‏٤٥‏.‏‏)‏ وَكَانَ ٱلْحَاضِرُونَ آنَذَاكَ أَشْخَاصًا مِنَ ٱلْيَهُودِ يَعْرِفُونَ جَيِّدًا مَا أَوْصَى بِهِ ٱللّٰهُ:‏ «لَا تَنْتَقِمْ وَلَا تُضْمِرْ ضَغِينَةً عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ،‏ بَلْ تُحِبُّ صَاحِبَكَ كَنَفْسِكَ».‏ (‏لا ١٩:‏١٨‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱعْتَبَرُوا أَنَّ عِبَارَتَيْ «أَبْنَاءِ شَعْبِكَ» وَ «صَاحِبَكَ» لَا تُشِيرَانِ إِلَّا إِلَى ٱلْيَهُودِ.‏ فَفِي حِينِ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمُوسَوِيَّةَ أَمَرَتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِٱلْبَقَاءِ مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى،‏ شَاعَتْ بَيْنَهُمْ نَظْرَةٌ ٱعْتَبَرَتْ غَيْرَ ٱلْيَهُودِ كُلَّهُمْ أَعْدَاءً يَجْبُ أَنْ يُبْغَضُوا كَأَفْرَادٍ.‏

      ٤ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَتَعَامَلَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ مَعَ أَعْدَائِهِمْ؟‏

      ٤ أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ:‏ «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ».‏ (‏مت ٥:‏٤٤‏)‏ فَكَانَ عَلَى تَلَامِيذِهِ أَنْ يَتَعَامَلُوا بِمَحَبَّةٍ مَعَ ٱلَّذِينَ يُظْهِرُونَ ٱلْعِدَاءَ لَهُمْ.‏ وَبِحَسَبِ كَلِمَاتِ كَاتِبِ ٱلْإِنْجِيلِ لُوقَا،‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلسَّامِعُونَ:‏ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ،‏ وَٱفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ لِمُبْغِضِيكُمْ،‏ وَبَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ،‏ وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُهِينُونَكُمْ».‏ (‏لو ٦:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ وَعَلَى غِرَارِ ٱلْأَفْرَادِ ٱلَّذِينَ طَبَّقُوا تَعَالِيمَ يَسُوعَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ ‹نَفْعَلُ ٱلصَّلَاحَ لِمُبْغِضِينَا› حِينَ نُقَابِلُ بُغْضَهُمْ بِٱلْإِحْسَانِ.‏ وَنَحْنُ ‹نُبَارِكُ لَاعِنِينَا› حِينَ نُكَلِّمُهُمْ بِلُطْفٍ.‏ كَمَا أَنَّ ‹صَلَاتَنَا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَنَا› —‏ سَوَاءٌ ٱسْتَخْدَمُوا ٱلْعُنْفَ ٱلْجَسَدِيَّ أَوْ عَامَلُونَا أَيَّةَ مُعَامَلَةٍ ‹مُهِينَةٍ› أُخْرَى —‏ هِيَ دَلِيلٌ عَلَى مَحَبَّتِنَا لَهُمْ لِأَنَّنَا نَطْلُبُ أَنْ يَتَغَيَّرَ مَوْقِفُهُمْ وَيَعْمَلُوا أَعْمَالًا تُرْضِي يَهْوَه.‏

      ٥،‏ ٦ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُحِبَّ أَعْدَاءَنَا؟‏

      ٥ وَلِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِأَعْدَائِنَا؟‏ أَجَابَ يَسُوعُ:‏ «لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ (‏مت ٥:‏٤٥‏)‏ فَإِذَا أَصْغَيْنَا لِتِلْكَ ٱلْمَشُورَةِ،‏ نَصِيرُ «أَبْنَاءَ» ٱللّٰهِ لِأَنَّنَا نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَه ٱلَّذِي «يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ وَٱلصَّالِحِينَ،‏ وَيُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ».‏ فَٱللّٰهُ «لَطِيفٌ نَحْوَ غَيْرِ ٱلشَّاكِرِينَ وَٱلْأَشْرَارِ»،‏ حَسْبَمَا تُخْبِرُنَا رِوَايَةُ لُوقَا.‏ —‏ لو ٦:‏٣٥‏.‏

      ٦ وَلِكَيْ يُشَدِّدَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ‹مَحَبَّتِهِمْ لِأَعْدَائِهِمْ›،‏ قَالَ:‏ «إِنْ أَحْبَبْتُمُ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ،‏ فَأَيَّةُ مُكَافَأَةٍ لَكُمْ؟‏ أَلَيْسَ جُبَاةُ ٱلضَّرَائِبِ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذٰلِكَ؟‏ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ،‏ فَأَيَّ شَيْءٍ يَفُوقُ ٱلْعَادَةَ تَفْعَلُونَ؟‏ أَلَيْسَ ٱلْأُمَمِيُّونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذٰلِكَ؟‏».‏ (‏مت ٥:‏٤٦،‏ ٤٧‏)‏ فَإِذَا كُنَّا سَنَحْصُرُ مَحَبَّتَنَا بِٱلَّذِينَ يُبَادِلُونَنَا إِيَّاهَا،‏ فَلَنْ نَسْتَأْهِلَ عَلَى ذلِكَ أَيَّ «مُكَافَأَةٍ» أَوْ رِضًى مِنَ ٱللّٰهِ،‏ لِأَنَّهُ حَتَّى جُبَاةُ ٱلضَّرَائِبِ ٱلْمُحْتَقَرُونَ عُمُومًا كَانُوا يُظْهِرُونَ ٱلْمَحَبَّةَ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ.‏ —‏ لو ٥:‏٣٠؛‏ ٧:‏٣٤‏.‏

      ٧ لِمَاذَا لَيْسَ سَلَامُنَا عَلَى ‹إِخْوَتِنَا› وَحْدَهُمْ شَيْئًا يَفُوقُ ٱلْعَادَةَ؟‏

      ٧ كَانَ ٱلْيَهُودُ يَسْتَعْمِلُونَ كَلِمَةَ «سَلَامٌ» فِي تَحِيَّاتِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ.‏ (‏قض ١٩:‏٢٠؛‏ يو ٢٠:‏١٩‏)‏ وَكَانَ مُلْقِي ٱلسَّلَامِ يَقْصِدُ بِهِ ضِمْنِيًّا تَمَنِّيَ ٱلصِّحَّةِ وَٱلْخَيْرِ وَٱلِٱزْدِهَارِ لِلطَّرَفِ ٱلْآخَرِ.‏ لِذلِكَ لَيْسَ شَيْئًا «يَفُوقُ ٱلْعَادَةَ» أَنْ نُسَلِّمَ عَلَى مَنْ نَعْتَبِرُهُمْ ‹إِخْوَتَنَا› فَقَطْ.‏ فَكَمَا ذَكَرَ يَسُوعُ،‏ هذَا مَا يَفْعَلُهُ «ٱلْأُمَمِيُّونَ» أَيْضًا.‏

      ٨ عَلَامَ كَانَ يَسُوعُ يُشَجِّعُ سَامِعِيهِ حِينَ قَالَ:‏ «كُونُوا كَامِلِينَ»؟‏

      ٨ لَا يُمْكِنُ لِتَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ،‏ بِسَبَبِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْرُوثَةِ،‏ أَنْ يَكُونُوا بِلَا عَيْبٍ أَوْ كَامِلِينَ.‏ (‏رو ٥:‏١٢‏)‏ لكِنَّ يَسُوعَ خَتَمَ هذَا ٱلْجُزْءَ مِنْ مَوْعِظَتِهِ قَائِلًا:‏ «كُونُوا كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِلٌ».‏ (‏مت ٥:‏٤٨‏)‏ فَقَدْ كَانَ يُشَجِّعُ سَامِعِيهِ أَنْ يَتَمَثَّلُوا ‹بِأَبِيهِمِ ٱلسَّمَاوِيِّ› يَهْوَه بِأَنْ يَكُونُوا كَامِلِينَ فِي مَحَبَّتِهِمْ،‏ أَيْ مُتَّسِعِينَ فِيهَا لِتَشْمُلَ أَعْدَاءَهُمْ.‏ وَيُتَوَقَّعُ مِنَّا ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ.‏

      لِمَ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ غَفُورِينَ؟‏

      ٩ مَا ٱلْمَقْصُودُ بِٱلْكَلِمَاتِ:‏ «اِغْفِرْ لَنَا دُيُونَنَا»؟‏

      ٩ يَشْمُلُ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ أَيْضًا أَنْ نَغْفِرَ بِرَحْمَةٍ لِمَنْ يُخْطِئُ إِلَيْنَا.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ تَتَضَمَّنُ صَلَاةُ يَسُوعَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ:‏ «اِغْفِرْ لَنَا دُيُونَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمَدْيُونِينَ لَنَا».‏ (‏مت ٦:‏١٢‏)‏ طَبْعًا،‏ لَيْسَ ٱلْمَقْصُودُ هُنَا ٱلْمُسَامَحَةَ بِٱلدُّيُونِ ٱلْمَالِيَّةِ.‏ فَإِنْجِيلُ لُوقَا يُظْهِرُ أَنَّ ‹ٱلدُّيُونَ› ٱلَّتِي تَحَدَّثَ عَنْهَا يَسُوعُ هِيَ خَطَايَا،‏ لِأَنَّهُ يَقُولُ:‏ «اِغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لِأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ هُوَ مَدْيُونٌ لَنَا».‏ —‏ لو ١١:‏٤‏.‏

      ١٠ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِٱللّٰهِ فِي مَسْأَلَةِ ٱلْمُسَامَحَةِ وَٱلْغُفْرَانِ؟‏

      ١٠ يَجِبُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِٱللّٰهِ ٱلَّذِي يُسَامِحُ ٱلْخُطَاةَ ٱلتَّائِبِينَ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ،‏ ذَوِي حَنَانٍ،‏ مُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا سَامَحَكُمُ ٱللّٰهُ أَيْضًا بِٱلْمَسِيحِ».‏ (‏اف ٤:‏٣٢‏)‏ كَمَا رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدُ:‏ «يَهْوَهُ رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ،‏ بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ.‏ .‏ .‏ .‏ لَمْ يُعَامِلْنَا حَسَبَ خَطَايَانَا،‏ وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثَامِنَا.‏ .‏ .‏ .‏ كَبُعْدِ ٱلْمَشْرِقِ عَنِ ٱلْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا.‏ كَمَا يَرْحَمُ ٱلْأَبُ بَنِيهِ،‏ يَرْحَمُ يَهْوَهُ خَائِفِيهِ.‏ لِأَنَّهُ يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا،‏ يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ».‏ —‏ مز ١٠٣:‏٨-‏١٤‏.‏

      ١١ لِمَنْ يَمْنَحُ ٱللّٰهُ ٱلْغُفْرَانَ؟‏

      ١١ لَا يَغْفِرُ ٱللّٰهُ لِلنَّاسِ إِلَّا إِذَا سَبَقُوا وَغَفَرُوا لِمَنْ أَخْطَأَ إِلَيْهِمْ.‏ (‏مر ١١:‏٢٥‏)‏ فَقَدْ أَضَافَ يَسُوعُ لِإِبْرَازِ هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ:‏ «إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ،‏ يَغْفِرُ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ؛‏ وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ،‏ فَلَنْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَبُوكُمْ زَلَّاتِكُمْ».‏ (‏مت ٦:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ نَعَمْ،‏ لَا يَمْنَحُ ٱللّٰهُ ٱلْغُفْرَانَ إِلَّا لِلَّذِينَ يَغْفِرُونَ لِلْآخَرِينَ.‏ إِذًا،‏ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِفِعْلِ ٱلصَّلَاحِ هِيَ تَطْبِيقُ مَشُورَةِ بُولُسَ ٱلَّذِي قَالَ:‏ «كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ،‏ هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا».‏ —‏ كو ٣:‏١٣‏.‏

      ‏«لَا تَدِينُوا»‏

      ١٢ أَيَّةُ مَشُورَةٍ أَعْطَاهَا يَسُوعُ بِشَأْنِ إِدَانَةِ ٱلْآخَرِينَ؟‏

      ١٢ وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلْأُخْرَى لِفِعْلِ ٱلصَّلَاحِ ذَكَرَهَا يَسُوعُ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ حِينَ قَالَ لِسَامِعِيهِ أَلَّا يَدِينُوا ٱلْآخَرِينَ،‏ مُسْتَخْدِمًا بَعْدَ ذلِكَ إِيضَاحًا قَوِيًّا لِيُشَدِّدَ عَلَى هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٧:‏١-‏٥‏.‏‏)‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي مَا قَصَدَهُ يَسُوعُ حِينَ قَالَ:‏ «لَا تَدِينُوا».‏

      ١٣ مَاذَا كَانَ عَلَى سَامِعِي يَسُوعَ أَنْ يَفْعَلُوا؟‏

      ١٣ اِقْتَبَسَ مَتَّى فِي إِنْجِيلِه قَوْلَ يَسُوعَ:‏ «لَا تَدِينُوا لِكَيْلَا تُدَانُوا».‏ (‏مت ٧:‏١‏)‏ وَبِحَسَبِ إِنْجِيلِ لُوقَا،‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «لَا تَدِينُوا فَلَا تُدَانُوا.‏ لَا تَحْكُمُوا عَلَى أَحَدٍ،‏ فَلَا يُحْكَمَ عَلَيْكُمْ.‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلصَّفْحِ،‏ يُصْفَحْ عَنْكُمْ».‏ (‏لو ٦:‏٣٧‏)‏ كَانَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ يَدِينُونَ ٱلْآخَرِينَ بِقَسَاوَةٍ عَلَى أَسَاسِ تَقَالِيدِهِمْ غَيْرِ ٱلْمَبْنِيَّةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَلكِنْ وَجَبَ عَلَى كُلِّ شَخْصٍ بَيْنَ سَامِعِي يَسُوعَ مِمَّنْ ‹يَدِينُونَ› ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَكُفَّ عَنْ ذلِكَ.‏ وَلَيْسَ هذَا فَقَطْ،‏ بَلْ كَانَ عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ ‹يَصْفَحَ› لَهُمْ عَنْ ذُنُوبِهِمْ.‏ وَقَدْ أَعْطَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مَشُورَةً مُمَاثِلَةً بِشَأْنِ ٱلْمُسَامَحَةِ كَمَا وَرَدَ آنِفًا.‏

      ١٤ إِلَامَ يَدْفَعُ تَلَامِيذُ يَسُوعَ ٱلنَّاسَ حِينَ يَغْفِرُونَ لَهُمْ؟‏

      ١٤ وَحِينَ يَغْفِرُ تَلَامِيذُ يَسُوعَ لِلْآخَرِينَ،‏ فَإِنَّهُمْ يَدْفَعُونَهُمْ إِلَى مُبَادَلَتِهِمْ بِٱلْمِثْلِ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «بِٱلدَّيْنُونَةِ ٱلَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ،‏ وَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ».‏ (‏مت ٧:‏٢‏)‏ فَنَحْنُ نَحْصُدُ مَا نَزْرَعُهُ فِي مُعَامَلَتِنَا لِلْآخَرِينَ.‏ —‏ غل ٦:‏٧‏.‏

      ١٥ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ أَنَّ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نَكُونَ ٱنْتِقَادِيِّينَ؟‏

      ١٥ تَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ سَأَلَ مَا يَلِي لِيُظْهِرَ كَمْ هُوَ خَطَأٌ أَنْ نَكُونَ ٱنْتِقَادِيِّينَ:‏ «لِمَاذَا تَنْظُرُ ٱلْقَشَّةَ فِي عَيْنِ أَخِيكَ،‏ وَأَمَّا ٱلْعَارِضَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ فَلَا تَأْبَهُ لَهَا؟‏ أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لِأَخِيكَ:‏ ‹دَعْنِي أُخْرِجِ ٱلْقَشَّةَ مِنْ عَيْنِكَ›،‏ وَهَا ٱلْعَارِضَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ؟‏».‏ (‏مت ٧:‏٣،‏ ٤‏)‏ فَٱلشَّخْصُ ٱلِٱنْتِقَادِيُّ يُلَاحِظُ وُجُودَ شَائِبَةٍ صَغِيرَةٍ فِي «عَيْنِ» أَخِيهِ،‏ مُلَمِّحًا بِذلِكَ إِلَى أَنَّ أَخَاهُ ضَعِيفُ ٱلْإِدْرَاكِ وَقَلِيلُ ٱلتَّمْيِيزِ.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْعَيْبَ ٱلَّذِي يَرَاهُ ٱلْمُنْتَقِدُ فِي عَيْنِ أَخِيهِ تَافِهٌ —‏ كَقَشَّةٍ صَغِيرَةٍ —‏ إِلَّا أَنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْهِ ‹إِخْرَاجَ ٱلْقَشَّةِ›،‏ مُتَطَوِّعًا بِرِيَاءٍ أَنْ يُسَاعِدَ أَخَاهُ عَلَى رُؤْيَةِ ٱلْأُمُورِ بِشَكْلٍ أَوْضَحَ.‏

      ١٦ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ عَيْنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ كَانَتْ فِيهَا «عَارِضَةٌ»؟‏

      ١٦ لَقَدْ كَانَ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ ٱلْيَهُودُ خُصُوصًا كَثِيرِي ٱلِٱنْتِقَادِ لِلْآخَرِينَ.‏ وَٱلْحَادِثَةُ ٱلتَّالِيَةُ مِثَالٌ لِذلِكَ:‏ عِنْدَمَا قَالَ رَجُلٌ أَعْمَى شَفَاهُ ٱلْمَسِيحُ إِنَّ يَسُوعَ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مُرْسَلًا مِنَ ٱللّٰهِ،‏ أَجَابَهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ بِٱحْتِدَادٍ:‏ «إِنَّكَ بِجُمْلَتِكَ وُلِدْتَ فِي ٱلْخَطَايَا،‏ وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا؟‏».‏ (‏يو ٩:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ لَقَدْ كَانَتْ فِي عَيْنِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ «عَارِضَةٌ» أَعْمَتْ بَصَرَهُمُ ٱلرُّوحِيَّ تَمَامًا وَجَرَّدَتْهُمْ مِنَ ٱلْقُدْرَةِ عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ ٱلصَّحِيحِ.‏ لِذَا قَالَ يَسُوعُ:‏ «يَا مُرَائِي،‏ أَخْرِجْ أَوَّلًا ٱلْعَارِضَةَ مِنْ عَيْنِكَ أَنْتَ،‏ وَحِينَئِذٍ تَرَى جَيِّدًا كَيْفَ تُخْرِجُ ٱلْقَشَّةَ مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ».‏ (‏مت ٧:‏٥؛‏ لو ٦:‏٤٢‏)‏ فَإِذَا كُنَّا عَازِمِينَ أَنْ نَفْعَلَ ٱلصَّلَاحَ لِلْآخَرِينَ وَنُحْسِنَ مُعَامَلَتَهُمْ،‏ فَلَنْ نَكُونَ ٱنْتِقَادِيِّينَ قُسَاةً نَبْحَثُ دَائِمًا عَنْ قَشَّةٍ مَجَازِيَّةٍ فِي عَيْنِ أَخِينَا.‏ بَلْ سَنَعْتَرِفُ بِأَنَّنَا نَاقِصُونَ،‏ وَبِأَنَّ نَقْصَنَا يُوجِبُ عَلَيْنَا بِٱلتَّالِي عَدَمَ إِدَانَةِ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱنْتِقَادِهِمْ.‏

      كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ

      ١٧ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِٱلنَّظَرِ إِلَى متى ٧:‏١٢‏؟‏

      ١٧ أَشَارَ يَسُوعُ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ إِلَى أَنَّ ٱللّٰهَ يُعَامِلُ خُدَّامَهُ مُعَامَلَةَ ٱلْأَبِ لِبَنِيهِ حِينَ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِهِمْ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ متى ٧:‏٧-‏١٢‏.‏‏)‏ وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ يَسُوعَ وَضَعَ قَاعِدَةَ ٱلسُّلُوكِ هذِهِ:‏ «كُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ،‏ ٱفْعَلُوا هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ».‏ (‏مت ٧:‏١٢‏)‏ فَإِنْ لَمْ نُعَامِلْ رُفَقَاءَنَا ٱلْبَشَرَ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ لَا نَكُونُ أَتْبَاعًا حَقِيقِيِّينَ لِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏

      ١٨ كَيْفَ أَظْهَرَتِ «ٱلشَّرِيعَةُ» أَنَّنَا يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ كَمَا نُرِيدُ أَنْ يُعَامِلُونَا؟‏

      ١٨ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ يَسُوعُ أَنَّنَا يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ كَمَا نُرِيدُ أَنْ يُعَامِلُونَا،‏ أَضَافَ قَائِلًا:‏ «هٰذَا هُوَ ٱلْمَقْصُودُ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْأَنْبِيَاءِ».‏ فَعِنْدَمَا نُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي حَدَّدَهَا يَسُوعُ،‏ نَعْمَلُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ رُوحِ «ٱلشَّرِيعَةِ»،‏ أَيِ ٱلْكِتَابَاتِ ٱلَّتِي تَضُمُّ أَسْفَارَ ٱلتَّكْوِينِ إِلَى ٱلتَّثْنِيَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَبِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلْكَشْفِ عَنْ قَصْدِ يَهْوَه بِإِنْتَاجِ نَسْلٍ يُزِيلُ ٱلشَّرَّ،‏ تَتَنَاوَلُ هذِهِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللّٰهُ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى سَنَةَ ١٥١٣ ق‌م.‏ (‏تك ٣:‏١٥‏)‏ وَأَحَدُ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي أَمَرَتْ بِهَا ٱلشَّرِيعَةُ هُوَ أَنْ يَكُونَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عَادِلِينَ وَغَيْرَ مُحَابِينَ وَيَفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ لِلْبَائِسِينَ وَٱلْغُرَبَاءِ فِي ٱلْأَرْضِ.‏ —‏ لا ١٩:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٥،‏ ٣٤‏.‏

      ١٩ كَيْفَ أَظْهَرَتْ أَسْفَارُ «ٱلْأَنْبِيَاءِ» أَنَّنَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ ٱلصَّلَاحَ؟‏

      ١٩ وَبِٱلْإِشَارَةِ إِلَى «ٱلْأَنْبِيَاءِ»،‏ كَانَ يَسُوعُ يُفَكِّرُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلنَّبَوِيَّةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ ٱلَّتِي تَتَضَمَّنُ نُبُوَّاتٍ مَسِيَّانِيَّةً تَمَّتْ فِي ٱلْمَسِيحِ نَفْسِهِ.‏ وَعَلَى غِرَارِ «ٱلشَّرِيعَةِ»،‏ أَظْهَرَتْ هذِهِ ٱلْكِتَابَاتُ أَنَّ ٱللّٰهَ يُبَارِكُ شَعْبَهُ حِينَ يَفْعَلُونَ مَا هُوَ صَوَابٌ فِي عَيْنَيْهِ وَيُحْسِنُونَ مُعَامَلَةَ ٱلْآخَرِينَ.‏ مَثَلًا،‏ أَعْطَتْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ:‏ «اِحْفَظُوا ٱلْعَدْلَ وَٱفْعَلُوا ٱلْبِرَّ.‏ .‏ .‏ .‏ مَا أَسْعَدَ ٱلْإِنْسَانَ ٱلْفَانِيَ ٱلَّذِي يَفْعَلُ هٰذَا،‏ وَٱبْنَ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِي يَتَمَسَّكُ بِهِ،‏ .‏ .‏ .‏ ٱلْحَافِظَ يَدَهُ لِئَلَّا يَفْعَلَ أَيَّ شَرٍّ!‏».‏ (‏اش ٥٦:‏١،‏ ٢‏)‏ نَعَمْ،‏ يَتَوَقَّعُ ٱللّٰهُ مِنْ شَعْبِهِ أَنْ يَفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ.‏

      اِفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ دَائِمًا لِلْآخَرِينَ

      ٢٠،‏ ٢١ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ ٱلْجُمُوعِ لِمَوْعِظَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْجَبَلِ،‏ وَلِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَتَأَمَّلُوا فِيهَا؟‏

      ٢٠ لَمْ نُرَاجِعْ هُنَا إِلَّا ٱلْقَلِيلَ مِنَ ٱلنِّقَاطِ ٱلْهَامَّةِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا يَسُوعُ فِي مَوْعِظَتِهِ ٱلرَّائِعَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلنِّقَاطَ ٱلْقَلِيلَةَ كَافِيَةٌ لِنَفْهَمَ رَدَّ فِعْلِ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا مَا قَالَهُ فِي تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ.‏ يُقُولُ ٱلسِّجِلُّ ٱلْمُلْهَمُ:‏ «وَلَمَّا أَنْهَى يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْأَقْوَالَ،‏ ذَهِلَتِ ٱلْجُمُوعُ مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَةٌ،‏ لَا كَكَتَبَتِهِمْ».‏ —‏ مت ٧:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      ٢١ لَقَدْ كَانَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ فِعْلًا ‹ٱلْمُشِيرَ ٱلْعَجِيبَ› ٱلْمُنْبَأَ بِهِ.‏ (‏اش ٩:‏٦‏)‏ وَٱلْمَوْعِظَةُ عَلَى ٱلْجَبَلِ تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ يَسُوعَ يَعْرِفُ تَمَامًا نَظْرَةَ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ إِلَى مُخْتَلِفِ ٱلْمَسَائِلِ.‏ وَلَا تَقْتَصِرُ هذِهِ ٱلْمَوْعِظَةُ عَلَى ٱلنِّقَاطِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا،‏ بَلْ تَتَنَاوَلُ أُمُورًا مِثْلَ إِيجَادِ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ،‏ كَيْفِيَّةِ تَجَنُّبِ ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ،‏ كَيْفِيَّةِ مُمَارَسَةِ ٱلْبِرِّ،‏ مَا يَجِبُ فِعْلُهُ لِنَتَمَتَّعَ بِمُسْتَقْبَلٍ آمِنٍ وَسَعِيدٍ،‏ وَنِقَاطًا كَثِيرَةً أُخْرَى.‏ فَلِمَ لَا تَقْرَأُ مَتَّى ٱلْإِصْحَاحَاتِ ٥ إِلَى ٧ مِنْ جَدِيدٍ بِإِمْعَانٍ وَبِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ؟‏ تَأَمَّلْ فِي مَشُورَةِ يَسُوعَ ٱلرَّائِعَةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ هُنَاكَ،‏ وَطَبِّقْ فِي حَيَاتِكَ مَا قَالَهُ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏ فَعِنْدَئِذٍ،‏ سَتُصْبِحُ قَادِرًا بِشَكْلٍ أَفْضَلَ أَنْ تُرْضِيَ يَهْوَه وَتُحْسِنَ مُعَامَلَةَ ٱلْآخَرِينَ وَتَفْعَلَ ٱلصَّلَاحَ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة