-
يسوع يرسل الـ ٧٠اعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
يسوع يرسل الـ ٧٠
انه خريف السنة ٣٢ بم، ثلاث سنوات كاملة منذ معمودية يسوع. وقد حضر مؤخرا هو وتلاميذه عيد المظال في اورشليم، وعلى ما يظهر فانهم لا يزالون في الجوار. وفي الواقع، يقضي يسوع معظم الاشهر الستة الباقية من خدمته إما في اليهودية او عبر نهر الاردن في منطقة بيرية. فهذه المقاطعة تحتاج الى التغطية ايضا.
صحيح انه بعد فصح السنة ٣٠ بم صرف يسوع حوالي ثمانية اشهر يكرز في اليهودية. ولكن، بعد ان حاول اليهود قتله هناك في فصح السنة ٣١ بم، صرف السنة والنصف التالية يعلِّم بنوع خاص تقريبا في الجليل. وخلال هذا الوقت طوَّر هيئة كبيرة من الكارزين، مدرَّبة جيدا، الشيء الذي لم يكن لديه في وقت ابكر. ولذلك يبدأ الآن حملة شهادة مكثَّفة اخيرة في اليهودية.
يجعل يسوع هذه الحملة تنطلق باختياره ٧٠ تلميذا وارسالهم اثنين اثنين. وهكذا فان هنالك بالاجمال ٣٥ زوجا من كارزي الملكوت لخدمة المقاطعة. وهؤلاء يذهبون امام وجهه الى كل مدينة وموضع حيث يسوع، كما يتضح مصحوبا برسله، يخطط ان يذهب.
وبدلا من ان يوجه الـ ٧٠ ليذهبوا الى المجامع، يأمرهم يسوع ان يدخلوا البيوت الخاصة، موضحا: «وأي بيت دخلتموه فقولوا اولا سلام لهذا البيت. فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه.» وماذا يجب ان تكون رسالتهم؟ «قولوا لهم،» يقول يسوع، «قد اقترب منكم ملكوت اللّٰه.» وفي ما يتعلق بنشاط الـ ٧٠ يخبر تعليق متى هنري: «مثل سيدهم، حيثما ذهبوا، كرزوا من بيت الى بيت.»
ان ارشادات يسوع للـ ٧٠ مماثلة لتلك التي اعطيت للـ ١٢ عندما أَرسل هؤلاء في حملة كرازية في الجليل قبل نحو سنة. فهو لا يحذر الـ ٧٠ من المقاومة التي سيواجهونها ويعدّهم ليقدموا الرسالة لاصحاب البيوت فقط، وانما يمنحهم السلطة ليشفوا المرضى. وهكذا، عندما يصل يسوع بعد ذلك بوقت قصير، يكون كثيرون تواقين الى مقابلة السيد الذي يتمكَّن تلاميذه من فعل امور رائعة كهذه.
ان كرازة الـ ٧٠، وعمل يسوع اللاحق، يدوم وقتا قصيرا نسبيا. وسرعان ما يرجع الـ ٣٥ زوجا من الكارزين بالملكوت الى يسوع. «يا رب،» يقولون بفرح، «حتى الشياطين تخضع لنا باسمك.» ان تقرير خدمة جميلا كهذا يثير يسوع بالتأكيد، لانه يجيب: «رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء. ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب.»
يعرف يسوع انه بعد ولادة ملكوت اللّٰه في وقت النهاية يجب ان يُطرد الشيطان وأبالسته من السماء. ولكنّ هذا الطرد الآن للابالسة غير المنظورين من البشر يخدم كتأكيد اضافي لهذا الحدث القادم. ولذلك يتكلم يسوع عن سقوط الشيطان المستقبلي من السماء كيقين مطلق. وهكذا فانه بمعنى رمزي يعطى الـ ٧٠ سلطانا ليدوسوا الحيات والعقارب. ومع ذلك، يقول يسوع: «لا تفرحوا بهذا ان الارواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري ان اسماءَكم كتبت في السموات.»
يتهلل يسوع ويحمد اباه علنا لاستخدامه خدامه المتواضعين هؤلاء بطريقة قوية كهذه. واذ يلتفت الى تلاميذه يقول: «طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه. لاني اقول لكم ان انبياء كثيرين وملوكا ارادوا ان ينظروا ما انتم تنظرون ولم ينظروا وان يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا.» لوقا ١٠:١-٢٤؛ متى ١٠:١-٤٢؛ رؤيا ١٢:٧-١٢.
-
-
سامري قريباعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
سامري قريب
يسوع ربما يكون قرب بيت عنيا، قرية تبعد حوالي ميلين عن اورشليم. فيقترب منه رجل خبير بناموس موسى بسؤال قائلا: «يا معلم ماذا اعمل لأرث الحياة الابدية.»
يكتشف يسوع ان الرجل، وهو محام، يسأل لا من اجل المعلومات فقط بل بالحري لانه يريد ان يمتحنه. وهدف المحامي ربما يكون لجعل يسوع يجيب بطريقة تسيء الى معتقدات ومشاعر اليهود. ولذلك يجعل يسوع المحامي يحكم على نفسه اذ يسأل: «ما هو مكتوب في الناموس. كيف تقرأ.»
وفي الاجابة عن ذلك يمارس المحامي بصيرة غير عادية، فيقتبس من شريعة اللّٰه في تثنية ٦:٥ ولاويين ١٩:١٨ قائلا: «تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك.»
«بالصواب اجبت،» يجيب يسوع. «افعل هذا فتحيا.»
إلا ان المحامي لا يكتفي. فجواب يسوع ليس محدَّدا كفاية بالنسبة اليه. وهو يريد تاكيدا من يسوع ان وجهات نظره صحيحة وأنه بالتالي بار في معاملته الآخرين. ولذلك يسأل: «من هو قريبي.»
يعتقد اليهود ان الكلمة «قريب» تنطبق فقط على الرفقاء اليهود، كما يَظهر ان القرينة تشير في لاويين ١٩:١٨. وفي الواقع، حتى الرسول بطرس قال في ما بعد: «انتم تعلمون كيف هو محرم على رجل يهودي ان يلتصق باحد اجنبي.» لذلك فان المحامي، وربما تلاميذ يسوع ايضا، يعتقدون انهم ابرار اذا عاملوا الرفقاء اليهود فقط بلطف، لانه في نظرهم ليس غير اليهود اقرباءهم حقا.
ودون الاساءة الى سامعيه، كيف يستطيع يسوع ان يصحح نظرتهم؟ يروي قصة ربما كانت مؤسسة على حادث واقعي. «انسان [يهودي]،» يوضح يسوع، «كان نازلا من اورشليم الى اريحا فوقع بين لصوص فعرّوه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حي وميت.»
«فعرض،» يتابع يسوع، «انَّ كاهنا نزل في تلك الطريق فرآه وجاز مقابله. وكذلك لاوي ايضا اذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله. ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما رآه تحنَّن.»
كثيرون من الكهنة ومساعديهم اللاويين في الهيكل يسكنون في اريحا التي تبعد ١٤ ميلا (٢٣ كلم) في طريق خطر، وتنخفض ٠٠٠،٣ (٩٠٠ كلم) قدم، عن مكان خدمتهم في الهيكل في اورشليم. فيجري التوقع من الكاهن واللاوي ان يساعدا الرفيق اليهودي في الشدة. لكنهما لا يفعلان. وعوضا عن ذلك، يفعل سامري هذا الامر. واليهود يكرهون السامريين كثيرا حتى انهم مؤخرا اهانوا يسوع بأقسى العبارات بقولهم انه «سامري.»
وماذا يفعل السامري ليساعد اليهودي؟ «فتقدم،» يقول يسوع، «وضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا واركبه على دابَّته واتى به الى فندق واعتنى به وفي الغد لما مضى اخرج دينارين [اجرة حوالي يومين] واعطاهما لصاحب الفندق وقال له اعتن به ومهما انفقت اكثر فعند رجوعي اوفيك.»
بعد رواية القصة يسأل يسوع المحامي: «فاي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوص.»
واذ يشعر بعدم ارتياح ازاء نسب ايّ استحقاق الى السامري، يجيب المحامي ببساطة: «الذي صنع معه الرحمة.»
«اذهب انت ايضا واصنع هكذا،» يختتم يسوع.
فلو قال يسوع للمحامي مباشرة ان غير اليهود ايضا هم اقرباؤه، فليس ان الرجل لن يقبل ذلك فحسب بل ان معظم الحضور على الارجح سيأخذون جانبه في المناقشة مع يسوع. ولكنّ قصة الحياة الحقيقية هذه اوضحت بطريقة لا تُدحض ان اقرباءنا يشملون اناسا غير الذين هم من عرقنا وقوميتنا. فيا للطريقة الرائعة التي يستعملها يسوع للتعليم! لوقا ١٠:٢٥-٣٧؛ اعمال ١٠:٢٨؛ يوحنا ٤:٩؛ ٨:٤٨.
-
-
المشورة لمرثا، والارشاد بشأن الصلاةاعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
المشورة لمرثا، والارشاد بشأن الصلاة
في اثناء خدمة يسوع في اليهودية يدخل قرية بيت عنيا. انها حيث يسكن مرثا ومريم وأخوهما لعازر. وربما التقى يسوع هؤلاء الثلاثة في وقت ابكر من خدمته ولذلك فهو الآن احد اصدقائهم الاحماء. على كل حال، يذهب يسوع الآن الى بيت مرثا فترحب به.
تتشوق مرثا الى تزويد يسوع افضل ما عندها. حقا، انه لشرف عظيم ان يزور المسيّا الموعود به منزل المرء! ولذلك تنهمك مرثا في تحضير وجبة جيدة وتهتم بتفاصيل اخرى كثيرة بغية جعل اقامة يسوع ممتعة ومريحة اكثر.
أما مريم اخت مرثا فتجلس عند قدمي يسوع وتصغي اليه. وبعد قليل تقترب مرثا وتقول ليسوع: «يا رب اما تبالي بان اختي قد تركتني اخدم وحدي. فقل لها ان تعينني.»
لكنّ يسوع يرفض قول ايّ شيء لمريم. وبالاحرى، ينصح مرثا لكونها مهتمة اكثر مما ينبغي بالاشياء المادية. «مرثا مرثا،» يوبخ بلطف، «انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة. ولكن الحاجة الى واحد.» يقول يسوع انه ليس ضروريا صرف كثير من الوقت في اعداد عدة أطباق للوجبة. فالقليل فقط او حتى طبق واحد هو كافٍ.
ونيات مرثا جيدة؛ فهي تريد ان تكون مضيفة كريمة. ولكنها، باهتمامها القلِق بالتدابير المادية، تخسر فرصة نيل الارشاد الشخصي من ابن اللّٰه نفسه! ولذلك يختتم يسوع: «فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن يُنزع منها.»
وفي ما بعد، في مناسبة اخرى، يسأل احد التلاميذ يسوع: «يا رب علمنا ان نصلي كما علّم يوحنا ايضا تلاميذه.» ربما لم يكن هذا التلميذ حاضرا قبل حوالي سنة ونصف السنة عندما زوَّد يسوع الصلاة النموذجية في موعظته على الجبل. فيكرِّر يسوع ارشاداته ثم يتابع ليقدم ايضاحا للتشديد على الحاجة الى المواظبة على الصلاة.
«من منكم يكون له صديق،» يبدأ يسوع، «ويمضي اليه نصف الليل ويقول له يا صديق اقرضني ثلاثة ارغفة. لان صديقا لي جاءني من سفر وليس لي ما اقدِّم له. فيجيب ذلك من داخل ويقول لا تزعجني. الباب مغلق الآن واولادي معي في الفراش. لا اقدر ان اقوم واعطيك. اقول لكم وان كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقه فانه من اجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج.»
بهذه المقارنة لا يقصد يسوع الدلالة على ان يهوه اللّٰه غير مستعد لاستجابة الالتماسات، كما كان الصديق في قصته. كلا، وانما يوضح انه اذا كان الصديق غير المستعد سيستجيب المطالب اللجوجة، فكم بالحري ابونا السماوي المحب! ولذلك يتابع يسوع: «وانا اقول لكم اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يُفتح لكم. لان كل من يسأل يأخذ. ومن يطلب يجد. ومن يقرع يُفتح له.»
ثم يشير يسوع الى الآباء الناقصين الخطاة، قائلا: «من منكم وهو اب يسأله ابنه خبزا أفيعطيه حجرا. او سمكة أفيعطيه حية بدل السمكة. او اذا سأله بيضة أفيعطيه عقربا. فان كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه.» حقا، يا للتشجيع المحرِّك الذي يزوِّده يسوع على المواظبة على الصلاة! لوقا ١٠:٣٨-١١:١٣.
-
-
مصدر السعادةاعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
مصدر السعادة
في اثناء خدمته في الجليل صنع يسوع عجائب، وها هو الآن يكرّرها في اليهودية. مثلا، يطرد من رجل شيطانا كان قد أخرسه. فتتعجّب الجموع، ولكنّ النقدة يثيرون الاعتراض نفسه الذي أثير في الجليل. «ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين،» يدّعون. ويريد آخرون من يسوع دليلا اقوى يثبت هويته، ويحاولون ان يجرّبوه بطلب آية من السماء.
واذ يعلم ما يفكّرون فيه يعطي يسوع لنقدته في اليهودية الجواب نفسه الذي اعطاه لاولئك الذين في الجليل. فيقول ان كل مملكة منقسمة على ذاتها تسقط. ويسأل، «فان كان الشيطان ايضا ينقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته.» ويبيّن الوضع الخطِر لنقدته بقوله: «ان كنت باصبع اللّٰه أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت اللّٰه.»
واولئك الذين لاحظوا عجائب يسوع ينبغي لهم ان يتجاوبوا معها بالطريقة نفسها التي تجاوب بها اولئك الذين قبل قرون رأوا موسى يصنع اعجوبة. فقد هتفوا: «هذا اصبع اللّٰه.» وكان «اصبع اللّٰه» ايضا هو الذي نقش الوصايا العشر على لوحي حجر. و «اصبع اللّٰه» — روحه القدوس، او قوّته الفعالة — هو الذي يمكِّن يسوع من طرد الشياطين وشفاء المرضى. وهكذا فان ملكوت اللّٰه قد اقبل فعلا على اولئك النقدة اذ ان يسوع، الملك المعيَّن للملكوت، هو هناك في وسطهم.
ويوضح يسوع بعد ذلك ان مقدرته على طرد الشياطين انما هي دليل على سلطته على الشيطان، تماما كما هي الحال عندما يأتي رجل اقوى ويغلب رجلا متسلحا جيدا يحرس قصره. ويكرِّر ايضا المثل الذي قاله في الجليل في ما يتعلق بروح نجس. فالروح يترك انسانا، ولكن عندما لا يملأ الانسان الفراغ بالصالحات يرجع الروح مع سبعة آخرين، فتصير حالة ذلك الانسان اردأ مما في البداية.
وفيما هم يصغون الى هذه التعاليم تندفع امرأة من الجمع هاتفة بصوت عالٍ: «طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما.» وبما ان رغبة كل امرأة يهودية هي ان تكون امّ احد الانبياء وخصوصا المسيّا، من المفهوم ان تقول هذه المرأة ذلك. ومن الواضح انها ظنت ان مريم يمكن ان تكون سعيدة بصورة خاصة لكونها امّ يسوع.
لكنّ يسوع يقوِّم المرأة بسرعة في ما يتعلق بالمصدر الحقيقي للسعادة. فيجيب: «بل طوبى للذين يسمعون كلام اللّٰه ويحفظونه.» ولم يُشِر يسوع ضمنا قط الى ان امه، مريم، يجب ان تكرم اكراما خصوصيا. وأظهر عوضا عن ذلك ان السعادة الحقيقية توجد في كون المرء خادما امينا للّٰه، لا في اية روابط جسدية او انجازات.
وكما فعل في الجليل، يمضي يسوع ايضا موبخا الناس في اليهودية على طلبهم آية من السماء. فيقول لهم انه لن تعطى لهم آية إلاّ آية يونان. فصار يونان آية بأيامه الثلاثة في جوف الحوت وأيضا بكرازته الجريئة التي ادَّت الى حمل اهل نينوى على التوبة. «وهوذا،» يقول يسوع، «اعظم من يونان ههنا.» وعلى نحو مماثل، تعجَّبت ملكة سبا من حكمة سليمان. «وهوذا،» يقول يسوع ايضا، «اعظم من سليمان ههنا.»
ويوضح يسوع انه عندما يُشعل الشخص مصباحا لا يضعه في مكان مخفيّ او تحت المكيال بل على المنارة ليتمكن الناس من رؤية النور. ولعلّه يلمّح الى ان التعليم وصنع العجائب امام هؤلاء الاشخاص الصلاب الرقبة بين حضوره يشابه اخفاء نور المصباح. وأعين مثل هؤلاء الملاحظين ليست بسيطة، او مركَّزة، ولذلك لا يجري انجاز القصد المطلوب من عجائبه.
لقد طرد يسوع الآن شيطانا وجعل اخرس يتكلم. وهذا يجب ان يحثّ الناس ذوي الاعين البسيطة، او المركَّزة، على مدح هذا العمل المجيد والمناداة بالبشارة! ولكن مع هؤلاء النقدة لا يحدث ذلك. فيختتم يسوع: «انظر اذًا لئلا يكون النور الذي فيك ظلمة. فان كان جسدك كله نيِّرا ليس فيه جزء مظلم يكون نيِّرا كله كما حينما يضيء لك السراج بلمعانه.» لوقا ١١:١٤-٣٦؛ خروج ٨:١٨، ١٩؛ ٣١:١٨؛ متى ١٢:٢٢، ٢٨.
-
-
الغداء مع فريسياعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
الغداء مع فريسي
بعد ان يجيب يسوع النقدة الذين يشكِّكون في مصدر قدرته على شفاء رجل لا يستطيع ان يتكلم يدعوه فريسي الى الغداء. وقبل ان يأكلوا ينهمك الفريسيون في الغسل الشعائري لايديهم حتى المرفق. وهم يفعلون ذلك قبل الوجبة وبعدها وحتى بين ألوان الطعام. ومع ان التقليد لا ينتهك ناموس اللّٰه المكتوب، فهو يتجاوز ما يتطلبه اللّٰه بشأن النظافة الطقسية.
وعندما يفشل يسوع في التقيُّد بالتقليد يندهش مضيفه. ومع ان دهشته لا يجري الاعراب عنها كلاميا، يكتشف يسوع ذلك فيقول: «انتم الآن ايها الفريسيون تنقون خارج الكأس والقصعة واما باطنكم فمملوء اختطافا وخبثا. يا اغبياء أليس الذي صنع الخارج صنع الداخل ايضا.»
وهكذا يشهِّر يسوع رياء الفريسيين الذين يغسلون ايديهم شعائريا لكنهم يفشلون في غسل قلوبهم من الشر. فينصح: «أعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيا لكم.» وعطاؤهم يجب ان يدفعه قلب محب، لا رغبة في التأثير في الآخرين ببرهم المزعوم.
«ويل لكم ايها الفريسيون،» يتابع يسوع، «لانكم تعشِّرون النعنع والسَّذاب وكل بقل وتتجاوزون عن الحق ومحبة اللّٰه. كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك.» وناموس اللّٰه للاسرائيليين يتطلب اعطاء العشور، او جزء من عشرة، من انتاج الحقول. والنعنع والسَّذاب نبتتان او عشبتان صغيرتان تُستعملان في تتبيل الطعام. فالفريسيون يقدمون باعتناء عشرا حتى من هذه الاعشاب الزهيدة، لكنّ يسوع يدينهم على تجاهل المطلب الاهم لاظهار المحبة، ممارسة اللطف والكينونة متضعين.
واذ يدينهم اكثر، يقول يسوع: «ويل لكم ايها الفريسيون لانكم تحبون المجلس الاول في المجامع والتحيات في الاسواق. ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم مثل القبور المختفية والذين يمشون عليها لا يعلمون.» فنجاستهم لم تكن ظاهرة. ودين الفريسيين له مظهر خارجي خادع لكنه بلا قيمة داخلية! انه مؤسس على الرياء.
واذ يصغي الى ادانة كهذه يتذمر ناموسي، احد اولئك المتضلعين من ناموس اللّٰه: «يا معلم حين تقول هذا تشتمنا نحن ايضا.»
ويعتبر يسوع هؤلاء الخبراء بالناموس مسؤولين ايضا اذ يقول: «وويل لكم انتم ايها الناموسيون لانكم تحمِّلون الناس احمالا عسرة الحمل وانتم لا تمسّون الاحمال باحدى اصابعكم. ويل لكم لانكم تبنون قبور الانبياء وآباؤكم قتلوهم.»
والاحمال التي يذكرها يسوع هنا هي التقاليد الشفهية، لكنّ هؤلاء الناموسيين لا يرفعون حتى فريضة صغيرة واحدة ليجعلوا الامر اسهل على الناس. ويُظهر يسوع انهم موافقون حتى على قتل الانبياء، ويحذّر: «لكي يُطلب من هذا الجيل دم جميع الانبياء المهرق منذ انشاء العالم. من دم هابيل الى دم زكريا الذي أُهلك بين المذبح والبيت. نعم اقول لكم انه يُطلب من هذا الجيل.»
وعالم الجنس البشري المفدي كانت له بدايته بولادة الاولاد لآدم وحواء؛ وهكذا عاش هابيل عند «انشاء العالم.» وبعد القتل العنيف لزكريا سلبت قوة أرامية يهوذا. ولكنّ يسوع ينبئ بسلب اسوأ لجيله بسبب شره الاعظم. ويحدث هذا السلب بعد حوالي ٣٨ سنة، في ٧٠ بم.
واذ يتابع هذه الادانة، يقول يسوع: «ويل لكم ايها الناموسيون لانكم اخذتم مفتاح المعرفة. ما دخلتم انتم والداخلون منعتموهم.» فالخبراء بالناموس من واجبهم توضيح كلمة اللّٰه للناس وشرح معناها. ولكنهم يفشلون في ذلك حتى انهم يُبعدون فرصة الفهم عن الناس.
يغتاظ الفريسيون والخبراء الشرعيون على يسوع من تشهيره اياهم. وعندما يترك البيت يبدأون بمقاومته بعنف ويحيطونه بالاسئلة. وهم يحاولون ان يوقعوه في قول شيء يمكنهم توقيفه من اجله. لوقا ١١:٣٧-٥٤؛ تثنية ١٤:٢٢؛ ميخا ٦:٨؛ ٢ أخبار الايام ٢٤:٢٠-٢٥.
-
-
مسألة الميراثاعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
مسألة الميراث
يعرف الناس على ما يتضح ان يسوع كان يتغدَّى في بيت الفريسي. فيحتشدون خارجا بالآلاف ويكونون منتظرين عندما يخرج يسوع. وبخلاف الفريسيين الذين يقاومون يسوع ويحاولون ان يمسكوه في قول شيء خاطئ، فان الناس يصغون اليه بشوق وبتقدير.
واذ يلتفت اولا الى تلاميذه، يقول يسوع: «تحرَّزوا لانفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء.» وكما يجري ايضاحه في اثناء وجبة الطعام، فان كامل نظام الفريسيين الديني مليء بالرياء. ولكن، رغم ان شر الفريسيين يمكن اخفاؤه بمظهر التقوى، سينكشف اخيرا. «ليس مكتوم،» يقول يسوع، «لن يُستعلن ولا خفي لن يُعرف.»
ويمضي يسوع مكرِّرا التشجيع الذي كان قد منحه للـ ١٢ عندما ارسلهم في جولة كرازية في الجليل. يقول: «لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر.» وبما ان اللّٰه لا ينسى حتى العصفور الواحد، يؤكد يسوع لأتباعه ان اللّٰه لن ينساهم. يقول: «ومتى قدَّموكم الى المجامع والرؤساء والسلاطين . . . الروح القدس يعلِّمكم في تلك الساعة ما يجب ان تقولوه.»
ويتكلم واحد من الجمع جهرًا. «يا معلم،» يلتمس، «قل لأخي ان يقاسمني الميراث.» فشريعة موسى تنصُّ على ان يأخذ الابن البكر نصيب اثنين من الميراث، ولذلك لا يجب ان يكون هنالك ايّ سبب للخلاف. لكنّ الرجل على ما يظهر يريد اكثر من حصته الشرعية من الميراث.
ويرفض يسوع بلياقة ان يتورط. «يا انسان مَن اقامني عليكما قاضيا او مقسِّما،» يسأل. ثم يعطي هذا النصح الحيوي للجمع: «انظروا وتحفَّظوا من الطمع. فانه متى كان لاحد كثير فليست حياته من امواله.» اجل، مهما كان مقدار ما قد يمتلكه الشخص فانه عادة يموت ويتركه كله وراءه. وللتشديد على هذا الواقع، وكذلك لاظهار حماقة الفشل في بناء صيت حسن عند اللّٰه، يستعمل يسوع مثلا. فيوضح:
«انسان غني أخصبت كورته. ففكَّر في نفسه قائلا ماذا أعمل لان ليس لي موضع أجمع فيه أثماري. وقال اعمل هذا. أهدم مخازني وأبني اعظم وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي. وأقول لنفسي يا نفس لكِ خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكلي واشربي وافرحي. فقال له اللّٰه يا غبي هذه الليلة تُطلب نفسك منك. فهذه التي أعددتها لمن تكون.»
وفي الختام يعلِّق يسوع: «هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنيا للّٰه.» وفي حين ان التلاميذ ربما لا يقعون في شرك حماقة تكديس الثروة، فبسبب هموم الحياة اليومية يمكن ان يلتهوا بسهولة عن خدمة يهوه من كل النفس. ولذلك ينتهز يسوع الفرصة ليكرر المشورة البديعة التي كان قد اعطاها قبل سنة ونصف السنة تقريبا في الموعظة على الجبل. واذ يلتفت الى تلاميذه، يقول:
«من اجل هذا اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون ولا للجسد بما تلبسون. . . . تأملوا الغربان. انها لا تزرع ولا تحصد وليس لها مخدع ولا مخزن واللّٰه يقيتها. . . . تأملوا الزنابق كيف تنمو. لا تتعب ولا تغزل. ولكن اقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. . . .
«فلا تطلبوا انتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا. فان هذه كلها تطلبها امم العالم. واما انتم فابوكم يعلم انكم تحتاجون الى هذه. بل اطلبوا ملكوت اللّٰه وهذه كلها تزاد لكم.»
وفي اثناء المشقة الاقتصادية خصوصا تستحق كلمات يسوع التأمل الدقيق. فالشخص الذي يقلق اكثر مما ينبغي بشأن حاجاته المادية ويبدأ بالتراخي في مساعيه الروحية يُظهر في الواقع قلة ايمان بقدرة اللّٰه على اعالة خدامه. لوقا ١٢:١-٣١؛ تثنية ٢١:١٧.
-
-
كونوا مستعدين!اعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
كونوا مستعدين!
بعد تحذير الجموع من الطمع وتلاميذه من منح الانتباه المفرط للامور المادية يشجِّع يسوع: «لا تخف ايها القطيع الصغير لأن اباكم قد سُرَّ ان يعطيكم الملكوت.» وهكذا يعلن ان عددا صغيرا نسبيا فقط (حُدِّد في ما بعد بـ ٠٠٠,١٤٤) سيكونون في الملكوت السماوي. وأغلبية الاشخاص الذين ينالون الحياة الابدية سيكونون رعايا ارضيين للملكوت.
يا له من عطية بديعة، «الملكوت»! واذ يصف التجاوب اللائق الذي يجب ان يكون لتلاميذه ازاء نيله، يحثهم يسوع: «بيعوا ما لكم وأَعطوا صدقة.» اجل، يجب ان يستخدموا املاكهم ليفيدوا الآخرين روحيا وهكذا يقيمون «كنزا لا ينفد في السموات.»
وبعد ذلك ينصح يسوع تلاميذه بأن يكونوا مستعدين لرجوعه. يقول: «لتكن احقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة. وانتم مثل اناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس حتى اذا جاء وقرع يفتحون له للوقت. طوبى لاولئك العبيد الذين اذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين. الحق اقول لكم انه يتمنطق ويُتكئهم ويتقدم ويخدمهم.»
في هذا المثل يَظهر استعداد الخدم عند رجوع سيدهم بتشميرهم ثيابهم الطويلة وتثبيتهم اياها تحت حُزُمهم واستمرارهم في الاعتناء بواجباتهم حتى وقت متقدم من الليل في ضوء مصابيح مزوَّدة جيدا بالوقود. يوضح يسوع: ‹ان اتى السيد في الهزيع الثاني [من نحو الساعة التاسعة مساء الى منتصف الليل]، او اتى في الهزيع الثالث [من منتصف الليل الى نحو الساعة الثالثة صباحا]، ووجدهم مستعدين فطوبى لهم.›
ويكافئ السيد خدمه بطريقة استثنائية. فيُتكئهم ويشرع في خدمتهم. ويعاملهم لا كعبيد بل كاصدقاء اولياء. يا لها من مكافأة بديعة على استمرارهم في العمل لسيدهم طوال الليل فيما ينتظرون رجوعه! يختتم يسوع: «فكونوا انتم اذًا مستعدين لانه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان.»
ويسأل بطرس الآن: «يا رب ألنا تقول هذا المثل ام للجميع ايضا.»
وعوضا عن الاجابة مباشرة، يعطي يسوع مثلا آخر. «فمن هو الوكيل الامين الحكيم،» يسأل، «الذي يقيمه سيّده على خدمه ليعطيهم العلوفة في حينها. طوبى لذلك العبد الذي اذا جاء سيّده يجده يفعل هكذا. بالحق اقول لكم انه يقيمه على جميع امواله.»
من الواضح ان ‹السيد› هو يسوع المسيح. و «الوكيل» يرمز الى «القطيع الصغير» من التلاميذ كهيئة جَماعية، وكلمة ‹الخدم› تشير الى هذا الفريق عينه من الـ ٠٠٠,١٤٤ الذين ينالون الملكوت السماوي، ولكنّ هذا التعبير يركّز الانتباه على عملهم كافراد. و ‹الاموال› التي يجري تعيين الوكيل الامين الحكيم للاعتناء بها هي مصالح السيد الملكية على الارض، التي تشمل رعايا الملكوت الارضيين.
واذ يتابع المثل، يشير يسوع الى الامكانية انه ليس كل اعضاء صف الوكيل، او العبد، هذا سيكونون اولياء، موضحا: «إن قال ذلك العبد في قلبه سيدي يبطئ قدومه. فيبتدئ يضرب الغلمان والجواري ويأكل ويشرب ويسكر. يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره . . . فيقطعه.»
ويقول يسوع ان مجيئه قد جلب وقتا ناريا لليهود، اذ يقبل البعض ويرفض الآخرون تعاليمه. وقبل ذلك باكثر من ثلاث سنوات اعتمد في الماء، أما الآن فمعموديته في الموت تقترب اكثر من ايّ وقت مضى، وكما يقول: «(اتضايق) حتى تُكمل.»
وبعد توجيه هذه الملاحظات الى تلاميذه يخاطب يسوع الجموع ثانية. فيرثي رفضهم العنيد قبول الدليل الواضح على هويته وأهميتها. «اذا رأيتم السحاب تطلع من المغارب،» يعلِّق، «فللوقت تقولون انه يأتي مطر. فيكون هكذا. واذا رأيتم ريح الجنوب تهبّ تقولون انه سيكون حر. فيكون. يا مراؤون تعرفون ان تميزوا وجه الارض والسماء واما هذا الزمان فكيف لا تميزونه.» لوقا ١٢:٣٢-٥٩.
-
-
امة ضائعة، ولكن ليس كلهااعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
امة ضائعة، ولكن ليس كلها
بعد وقت قصير من مناقشة يسوع لاولئك الذين تجمَّعوا خارج بيت فريسي يخبره قوم «عن الجليليين الذين خلط بيلاطس [البنطي الوالي الروماني] دمهم بذبائحهم.» وهؤلاء الجليليون ربما كانوا الاشخاص الذين قُتلوا عندما احتج آلاف اليهود على استعمال بيلاطس مال خزينة الهيكل ليبني قناة لجر المياه الى اورشليم. والذين يسردون هذه المسألة ليسوع ربما كانوا يقترحون ان الجليليين كابدوا الكارثة بسبب افعالهم الشريرة.
ولكنّ يسوع يقوِّمهم اذ يسأل: «أتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا. كلا،» يجيب يسوع. ثم يستعمل الحادثة ليحذر اليهود: «ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون.»
واذ يتابع، يذكِّر يسوع بمأساة محلية اخرى، ربما مقترنة ايضا ببناء القناة. يسأل: «او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم أتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم.» كلا، ليس بسبب شر هؤلاء الاشخاص حدث انهم ماتوا، يقول يسوع. وبالاحرى، فان «الوقت والعرض» مسؤولان عموما عن مآسٍ كهذه. ولكنّ يسوع يستعمل المناسبة مرة ثانية ليحذر: «بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون.»
ثم يواصل يسوع معطيا مثلا ملائما، موضحا: «كانت لواحد شجرة تين مغروسة في كرمه. فأتى يطلب فيها ثمرا ولم يجد. فقال للكرام هوذا ثلاث سنين آتي أطلب ثمرا في هذه التينة ولم اجد. اقطعها. لماذا تبطِّل الارض ايضا. فأجاب وقال له يا سيد اتركها هذه السنة ايضا حتى انقب حولها وأضع زبلا. فان صنعت ثمرا والا ففيما بعد تقطعها.»
حاول يسوع لاكثر من ثلاث سنين تنمية الايمان بين الامة اليهودية. ولكنّ مئات قليلة فقط من التلاميذ يمكن ان يُحسبوا كثمر لأعماله. والآن، في اثناء هذه السنة الرابعة من خدمته، يكثِّف جهوده، ناقبا رمزيا وواضعا زبلا حول التينة اليهودية بالكرازة والتعليم الغيورين في اليهودية وبيرية. ولكن دون جدوى! فالامة ترفض ان تتوب ولذلك فهي في الطريق الى الدمار. وبقية من الامة فقط تجاوبت.
وبعد ذلك بوقت قصير يعلِّم يسوع في مجمع في السبت. وهناك يرى امرأة كانت، لان شيطانا يعذبها، منحنية طوال ١٨ سنة. وبرحمة يخاطبها يسوع: «يا امرأة انك محلولة من ضعفك.» وعند ذلك يضع عليها يديه، وفي الحال تستقيم وتبتدئ تمجِّد اللّٰه.
لكنّ رئيس المجمع يغضب. «هي ستة ايام ينبغي فيها العمل،» يحتج. «ففي هذه ائتوا واستشفوا وليس في يوم السبت.» وهكذا يعترف الرئيس بقدرة يسوع على الشفاء ولكنه يدين الشعب لانهم يأتون ليُشفوا في السبت!
«يا مرائي،» يجيب يسوع، «ألا يحلُّ كل واحد منكم في السبت ثوره او حماره من المذود ويمضي به ويسقيه. وهذه وهي ابنة ابرهيم قد ربطها الشيطان ثماني عشرة سنة أما كان ينبغي ان تُحلَّ من هذا الرباط في يوم السبت.»
وعند سماع ذلك يخجل اولئك الذين يقاومون يسوع. ولكنّ الجمع يفرح بجميع الاعمال المجيدة التي يرون يسوع يقوم بها. وعلى سبيل التجاوب يكرر يسوع مثلين نبويين في ما يتعلق بملكوت اللّٰه كان قد قالهما من سفينة في بحر الجليل قبل سنة تقريبا. لوقا ١٣:١-٢١؛ جامعة ٩:١١؛ متى ١٣:٣١-٣٣.
-