-
سرٌّ مقدّس ينكشفبرج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
سرٌّ مقدّس ينكشف
«بالإجماع عظيم هو (السر المقدس لهذا التعبد التقوي).» — ١ تيموثاوس ٣:١٦.
١ اي سر موصوف في ١ تيموثاوس ٣:١٦؟
هل تثير الالغاز فضولكم؟ وهل تتمتعون بالتنقيب عن الاسرار؟ اغلبنا يفعل ذلك! اذًا، انضموا الينا ونحن نبحث عن احد اعظم الاسرار قاطبة — سر كان مغلقا عليه في كلمة اللّٰه آلاف السنين. وهذا السر المقدس يؤثر تأثيرا حيويا في حياتنا، الحاضرة والمقبلة على السواء. انه ‹(السر المقدس للتعبد التقوي)،› الموصوف لنا في ١ تيموثاوس ٣:١٦. وكم يجب ان نكون شاكرين ليهوه، «كاشف الاسرار،» على تعريفنا بلطفه بهذا السر الرائع وتفسيره! — دانيال ٢:٢٨، ٢٩.
٢ (أ) متى تكلم يهوه اولا عن سر مقدس، وبماذا وعد آنذاك؟ (ب) اية اسئلة تتطلّب اجوبة؟
٢ تكلم يهوه اولا عن سر مقدس بعد ان خدعت الحية حواء واتَّبعها آدم في التمرد. وآنذاك وعد اللّٰه بأن ‹النسل،› او الذرية، سيسحق رأس الحية. (تكوين ٣:١٥) فمن هو هذا النسل؟ وكيف يغلب الحية؟ هل يبرئ صدق اللّٰه وقصده نحو هذه الارض؟
٣ النبوات الالهية زوَّدت اية مفاتيح في ما يتعلق بهوية النسل ونشاطه؟
٣ في الوقت المعيَّن كشفت النبوات الالهية عن مفاتيح في ما يتعلق بهوية النسل ونشاطه المقبل. فهو يكون متحدرا من ابرهيم، يرث مملكة داود، ويدعى رئيس السلام. ‹لنمو رياسته وللسلام لا تكون هنالك نهاية.› (اشعياء ٩:٦، ٧؛ تكوين ٢٢:١٥-١٨؛ مزمور ٨٩:٣٥-٣٧) ولكن، كما تذكر رومية ١٦:٢٥، كان هذا السر المقدس «مكتوما في الازمنة الازلية.»
حل اللغز
٤ كيف ابتدأ السر المقدس ينكشف في السنة ٢٩ بم؟
٤ وأخيرا، بعد اربعة آلاف سنة، انبثقت الانارة! بأية طريقة؟ في السنة ٢٩ بم عمَّد يوحنا يسوع الناصري في نهر الاردن، ومن السماء اعلن صوت اللّٰه: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.» (متى ٣:١٧) هنا اخيرا كان نسل الموعد! والسر المقدس ابتدأ ينكشف بكل اوجهه المجيدة، بما في ذلك قضية التعبد التقوي.
٥ ما هو «التعبد التقوي،» وكيف يؤثِّر في اولئك الذين يمارسونه؟
٥ وماذا نفهم من «التعبد التقوي»؟ في الاسفار اليونانية المسيحية ترد العبارة ٢٠ مرة فقط، واكثر من نصفها في رسالتي بولس الى تيموثاوس. والمطبوعة بصيرة في الاسفار المقدسة تعرّف «التعبد التقوي» بأنه «توقير، عبادة، وخدمة للّٰه، بولاء لسلطانه الكوني.» والتوقير ينشأ من قلب يقترب الى اللّٰه في رهبة من جلاله، سرمديته، وكثرة مخلوقاته العظيمة، مع شكر على العطايا الروحية والمادية التي يغدقها على البشر ذوي التقدير. حقا، يستطيع كل فرد منا يمارس التعبد التقوي ان يقول كما قال صاحب المزمور في المزمور ١٠٤:١: «باركي يا نفسي الرب. يا رب الهي قد عظمتَ جدا مجدا وجلالا لبستَ.»
٦ (أ) كيف يختلف عبّاد يهوه عن الذين يجلسون على مقاعد كنائس العالم المسيحي؟ (ب) ماذا قال بولس في رومية ١١:٣٣، ٣٤، وهكذا اي سؤالين ينشأان؟
٦ ان تعبدنا للّٰه لا بدّ ان يجد تعبيرا، ويجري ذلك بالاعمال. ومن هذا القبيل يختلف عبّاد الإله الحقيقي، يهوه، كثيرا عن الذين يجلسون على مقاعد كنائس العالم المسيحي التي تضعف. والدين بالنسبة الى كثيرين من الناس على الارض — اذا كانوا لا يزالون يملكون دينا — هو شكلية، عباءة تُلبس لجعلهم يظهرون قديسين فيما يحيون حياة تنسجم مع العالم الفاسد حولهم. حتى انهم لا يعرفون مَن هو اللّٰه. ولا شك ان اشخاصا كهؤلاء يلزم ان يتأمَّلوا في كلمات بولس في الاعمال ١٧:٢٣ حين قال للاثينويين الذين يكرِّمون ‹إلها مجهولا›: «فالذي (تمنحونه التعبد التقوي) وأنتم تجهلونه هذا انا انادي لكم به.» وعن هذا الإله الجليل قال بولس في رومية ١١:٣٣، ٣٤: «يا لعمق غنى اللّٰه وحكمته وعلمه. ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء. لأن مَن عرف فكر الرب او مَن صار له مشيرا.» اذًا، كيف نأتي الى معرفة طرق اللّٰه؟ بتعلّم ‹السر المقدس للتعبد التقوي.› ولكن كيف نفعل ذلك؟
٧ لماذا يمكن القول انه «بالإجماع عظيم هو (السر المقدس لهذا التعبد التقوي)»؟
٧ في ١ تيموثاوس الاصحاح ٣ يوجز الرسول بولس اولا ما هو مطلوب من الخدام المسؤولين في بيت اللّٰه، الموصوف في العدد ١٥ بأنه «(جماعة) اللّٰه الحي عمود الحق وقاعدته.» ثم يضيف بولس في العدد ١٦: «بالإجماع عظيم هو (السر المقدس لهذا التعبد التقوي).» انه عظيم حقا لأن يهوه ارسل الى الارض ابنه الوحيد ليكشف عن هذا السر — ليُظهر ما هو التعبد التقوي حقا وكيف يكون حيويا، بالغ الاهمية، في العبادة الحقيقية. والسر المقدس لهذا التعبد التقوي يتضح في مسلك حياة يسوع هنا على الارض. وكل محبّي يهوه لا بد ان يبنوا ايمانهم وحياتهم على المسيح، الذي مثَّل التعبد التقوي. اذًا، كيف اوضح يسوع السر المقدس للتعبد التقوي؟
ستة اوجه
٨ (أ) ما هي الاوجه الستة للسر المقدس التي يصفها بولس في ١ تيموثاوس ٣:١٦؟ (ب) مَن هو الذي يظهر؟
٨ بالوحي الالهي يجيب بولس عن هذا السؤال. وهنا في ١ تيموثاوس ٣:١٦ يصف ستة اوجه لهذا السر المقدس قائلا: «[١] ظهر في الجسد [٢] تبرَّر في الروح [٣] تراءى لملائكة [٤] كُرز به بين الامم [٥] أُومن به في العالم [٦] رُفع في المجد.» فمن هو الذي يظهر؟ من الواضح انه النسل الموعود به، يسوع، الذي اتى ليفعل مشيئة اللّٰه. وهو رئيسي بالنسبة الى السر المقدس، جاعلا اياه عظيما حقا.
٩ اي برهان هنالك على ان ١ تيموثاوس ٣:١٦ لا يجب ان تُقرأ: «اللّٰه ظهر في الجسد»؟
٩ يحاول الثالوثيون ان يعكِّروا فهم السر المقدس بالقول ان الذي ظهر، في ١ تيموثاوس ٣:١٦، هو اللّٰه نفسه. وهم يؤسِّسون ذلك على ترجمة الملك جيمس التي تقول، «اللّٰه ظهر في الجسد.» ولكن ماذا تقول المخطوطات اليونانية الموثوق بها جدا؟ بشكل ثابت تستعمل الضمير «هو» عوض «اللّٰه.» ونقّاد النص الآن يوافقون ان إقحام «اللّٰه» في هذه الآية هو خطأ النسَّاخ. وهكذا فان الترجمات الاحدث، مثل الترجمة القانونية الاميركية، الترجمة الانكليزية الجديدة، وترجمة العالم الجديد، تقول بشكل صائب: «هو [او، هو الذي] ظهر في الجسد.» كلا، ليس اللّٰه نفسه الذي ظهر «في الجسد.» وإنَّما ابنه الحبيب والمخلوق الاول، الذي عنه كتب الرسول يوحنا: «والكلمة صار جسدا وحلَّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا.» — يوحنا ١:١٤.
«ظهر في الجسد»
١٠ (أ) كيف اتضح الوجه الاول للسر المقدس عند معمودية يسوع؟ (ب) لماذا صار يسوع «آدم الاخير»؟
١٠ عند معمودية يسوع اتضح الوجه الاول للسر المقدس: يسوع «ظهر في الجسد» بصفته ابن اللّٰه الممسوح. فكان يهوه اللّٰه قد نقل حياة ابنه من السماء الى رحم مريم لكي يكون ممكنا ان يولد يسوع في الجسد انسانا كاملا. وهكذا، كما تُظهر ١ كورنثوس ١٥:٤٥-٤٧، صار يسوع آدم الثاني او «الاخير،» نفسا بشرية كاملة تناظر تماما آدم الاول. ولأيّ قصد؟ تشير تيموثاوس الاولى ٢:٥، ٦ الى «آدم الاخير» بصفته «الانسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع.» وعلى هذا الاساس الشرعي لذبيحة بشرية كاملة يكون يسوع وسيط العهد الجديد نحو البشر الـ ٠٠٠,١٤٤ الذين يصيرون وارثين معه في ملكوته. — رؤيا ١٤:١-٣.
١١ الى من تتجاوز فوائد ذبيحة يسوع الفدائية؟
١١ وهل يستفيد آخرون ايضا من موت يسوع الفدائي؟ نعم بالتأكيد! فيوحنا الاولى ٢:٢ تذكر ان يسوع المسيح «هو كفَّارة لخطايانا [اي خطايا المسيحيين الممسوحين كيوحنا]. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا.» وهكذا فإن فوائد ذبيحة يسوع الفدائية تتجاوز كثيرا المسيحيين الممسوحين الـ ٠٠٠,١٤٤ الى كامل العالم البشري. ‹فالجمع الكثير› الاحياء الآن وآلاف الملايين الذين سيقامون في الارض الفردوسية سينالون الحياة الابدية على اساس ايمانهم بذبيحة يسوع الفدائية. والآن، كما جرى التنبُّؤ في الرؤيا ٧:٩، ١٠، قد غسَّل الجمع الكثير ثيابهم وبيَّضوها بممارسة الايمان بالدم المسفوك للخروف، يسوع المسيح. وهم يُعتبرون ابرارا بالنسبة الى الصداقة مع اللّٰه. وبفرح يتعلمون مختلف اوجه السر المقدس ويعربون عن التعبد التقوي انسجاما مع مثال يسوع!
اوجه اخرى
١٢ كيف «تبرَّر [يسوع] في الروح»؟
١٢ والآن ماذا عن الوجه الثاني في ١ تيموثاوس ٣:١٦؟ فيسوع «تبرَّر في الروح.» ولكن كيف؟ بإقامة يهوه ابنه المحافظ على الاستقامة من الاموات الى الحياة الروحانية. وقد عادل ذلك اعلان اللّٰه ان يسوع بار كليا وجدير بمزيد من التعيينات الرفيعة. وكما تعبِّر عن ذلك رومية ١:٤، يسوع «تعيَّن ابن اللّٰه بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الاموات.» وإذ يثبت بطرس ذلك يقول لنا في رسالته الاولى، الاصحاح ٣، العدد ١٨: «المسيح ايضا تألم مرة واحدة من اجل الخطايا البار من اجل الاثمة لكي يقربنا الى اللّٰه مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح.» فهل يقربكم مثال يسوع للتعبد التقوي الى اللّٰه؟
١٣ يسوع المقام تراءى لأي ملائكة، وبأي نوع من الرسائل كرز لهم؟
١٣ وفي متابعة ١ تيموثاوس ٣:١٦: يشير بولس بعد ذلك الى الوجه الثالث للسر المقدس، قائلا ان يسوع «تراءى لملائكة.» فمَن يمكن ان يكون هؤلاء الملائكة؟ عن يسوع، الذي هو الآن «محيى في الروح،» يكتب بطرس في ١ بطرس ٣:١٩، ٢٠: «الذي فيه ايضا ذهب فكرز للارواح التي في السجن اذ عصت قديما حين كانت اناة اللّٰه تنتظر مرة في ايام نوح.» وبحسب يهوذا ٦ فإن اولئك الارواح كانوا «الملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم» في السموات. لقد اتخذوا اجساما لحمية لكي يتمتعوا بعلاقات جنسية غير شرعية مع النساء. وعندما اجبر الطوفان اولئك الملائكة على العودة الى الحيِّز الروحي طُرحوا في ترتاروس، حالة انحطاط تام. (٢ بطرس ٢:٤، عج) ويسوع المقام كرز لهم. ولكن هل كانت هذه رسالة خلاص؟ كلا بالتأكيد! وبالاحرى، دان يسوع شرهم بصفته نقيض التعبد التقوي. وكل مَن يعبث بالفساد الادبي الجنسي بين شعب اللّٰه اليوم يجب ان ينال التحذير من الدينونة المعلنة على اولئك الملائكة!
١٤ كيف كان ان يسوع ابتُدِئ ان ‹يُكرز به بين الامم›؟
١٤ والوجه الرابع لـ ١ تيموثاوس ٣:١٦ هو ان يسوع «كُرز به بين الامم.» فكيف تمَّ ذلك؟ قبيل توقيفه قال يسوع للرسل: «الحق الحق اقول لكم مَن يؤمن بي فالاعمال التي انا اعملها يعملها هو ايضا ويعمل اعظم منها لأني ماض الى ابي.» (يوحنا ١٤:١٢) وبعد ذلك بقليل، في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، سكب يسوع الروح القدس على تلاميذه، والخبر المروِّع ان «يسوع هذا اقامه اللّٰه» ابتُدِئ ان يُكرَز به لليهود. ولاحقا، قبِل السامريون ايضا كلمة اللّٰه وابتدأوا ينالون الروح القدس. (اعمال ٢:٣٢؛ ٨:١٤-١٧) ثم، في السنة ٣٦ بم، كرز بطرس لكرنيليوس وأمميين آخرين مجتمعين في بيته. وهكذا فإن البشارة عن يسوع ابتُدِئ ان ‹يُكرَز بها بين الامم،› اي بين غير اليهود، الذين مُسحوا ايضا بالروح القدس.
١٥ ماذا يبرهن ان مسيحيي القرن الاول تعلَّموا جيدا السر المقدس للتعبد التقوي؟
١٥ وكما ورد في اعمال ١٢:٢٤، «كلمة اللّٰه . . . كانت تنمو وتزيد.» وتخبر اعمال ١٧:٦ ان المقاومين في شمال اليونان صرخوا، كما يفعلون هناك الى هذا اليوم: «ان هؤلاء الذين فتنوا المسكونة حضروا الى ههنا ايضا.» وفي خلال ٣٠ سنة استطاع بولس ان يكتب من رومية ان البشارة ‹كُرز بها في كل الخليقة التي تحت السماء.› (كولوسي ١:٢٣) فالمسيحيون في ذلك الحين تعلَّموا جيدا السر المقدس للتعبد التقوي. وكم كانوا يطبقون ذلك بغيرة! فلنتعلَّم ذلك نحن ايضا ولنطبِّقه في ايام الذروة هذه من الكرازة بالملكوت!
١٦ ماذا كان الوجه الخامس للسر المقدس، وأي نشاط جعله ظاهرا؟
١٦ وتجاوبا مع كرازة القرن الاول هذه صار الوجه الخامس للسر المقدس لـ ١ تيموثاوس ٣:١٦ ظاهرا بشكل ملحوظ. فيسوع الآن «أُومن به في العالم.» وكان ذلك نتيجة التعبد التقوي الشبيه بالمسيح للمرسلين الغيورين، بمن فيهم بولس وتيموثاوس. لقد حملوا البشارة الى آسيا الصغرى وأوروبا، وربما حتى اسپانيا، وإلى افريقيا الشرقية بفم الحبشي المعتمد، فيما خدم بطرس في بابل.
١٧ لماذا يؤمَن بيسوع في كل مكان من العالم العصري؟
١٧ وماذا عن ايامنا؟ منذ السنة ١٩١٩ تعرب البقية الممسوحة عن تعبد تقوي مثالي. وهؤلاء الممسوحون قد بنوا بشكل متين على اساس الايمان الذي وضعه يسوع. وخصوصا منذ السنة ١٩٣٥ شرعوا في تجميع جمع كثير يفرح برجاء عبور «الضيقة العظيمة» والتمتع بالحياة الابدية في ارض فردوسية. (رؤيا ٧:٩، ١٤) وهكذا فإن البشارة التي تركِّز على يسوع يؤمَن بها في كل مكان من العالم العصري. وبتعبد تقوي يكرز الآن اكثر من ٠٠٠,٧٠٠,٣ من شهود يهوه ويزدهرون حول الكرة الارضية!
١٨ كيف «رُفع [يسوع] في المجد»؟
١٨ يبقى وجه اضافي واحد لهذا السر المقدس، السادس: يسوع «رُفع في المجد.» فخلال الـ ٤٠ يوما بعد إحيائه في الروح تجسَّد يسوع بأجسام لحمية، وظهر لتلاميذه وأخبرهم عن «الامور المختصة بملكوت اللّٰه.» ثم صعد الى السماء. (اعمال ١:٣، ٦-٩) وهكذا استجيبت صلاته المسجَّلة في يوحنا ١٧:١–٥: «ايها الآب. . . . مجِّد ابنك ليمجِّدك ابنك ايضا . . . انا مجَّدتك على الارض. . . . والآن مجِّدني انت ايها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم.»
١٩ ماذا لا بد انه رافق رجوع يسوع الى السماء؟
١٩ يا للفرح العظيم الذي لا بد انه رافق رجوع يسوع الى السماء! وقبل ذلك بكثير، عندما أسَّس يهوه الارض، «هتف جميع بني اللّٰه.» (ايوب ٣٨:٧) ولا بد ان هؤلاء الاجناد الملائكيين فرحوا اكثر ايضا بأن يستقبلوا في وسطهم ثانية المدافع ذا الولاء عن سلطان يهوه!
٢٠ لماذا ورث يسوع اسما ممتازا كهذا، وماذا فعل وهو على الارض؟
٢٠ في عبرانيين ١:٣، ٤ يقول بولس عن يسوع المنتصر: «بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي صائرا اعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما افضل منهم.» لقد نال المسيح هذا الاسم لسبب انتصاره على الاثم. وابن اللّٰه هذا قد اوضح فعلا طريق التعبد التقوي هنا على الارض. ورسم ايضا مثالا لجميع الآخرين الذين سينالون الحياة الابدية. وبترفيع يسوع الى يمين اللّٰه في السماء كُشف عن السر المقدس لهذا التعبد التقوي بكل اوجهه.
-
-
تعلُّم السر المقدّس للتعبد التقويبرج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
تعلُّم السر المقدّس للتعبد التقوي
«المسيح ايضا تألم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتَّبعوا خطواته.» — ١ بطرس ٢:٢١.
١ ماذا كان قصد يهوه في ما يتعلق ‹(بالسر المقدس للتعبد التقوي)›؟
ان «(السر المقدس لهذا التعبد التقوي)» لم يعد سرا! (١ تيموثاوس ٣:١٦) وكم يختلف ذلك عن اسرار الدين الباطل، كالثالوث الغامض، التي تبقى اسرارا! ولا احد يستطيع ان يفهمها. ولكنّ يهوه قصد ان يُمنح السر المقدس المكشوف في شخص يسوع المسيح اوسع دعاية ممكنة. ويسوع نفسه صار المثال البارز للمنادي الغيور بملكوت اللّٰه. ويمكننا ان نتعلم الشيء الكثير من رسالته وطريقة كرازته، كما سنرى الآن.
٢ لماذا توضَع خدمة يسوع قبل الفدية؟ (متى ٢٠:٢٨)
٢ اذًا، دعونا نمنح مزيدا من التأمّل لكون يسوع «ظهر في الجسد.» (١ تيموثاوس ٣:١٦) ففي متى ٢٠:٢٨ نقرأ ان يسوع «لم يأتِ ليُخدم بل ليَخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين.» وهذا يضع خدمته حتى قبل الفدية. ولماذا؟ قديما في عدن وَضعت الحية المكَّارة سلطان يهوه الشرعي على الجنس البشري موضع نزاع، دالَّة ضمنا ان خليقة اللّٰه مَعيبة وأنه لا انسان، تحت الامتحان، يستطيع ان يحافظ على الاستقامة امام العليّ. (قارنوا ايوب ١:٦-١٢؛ ٢:١-١٠.) وخدمة يسوع الخالية من العيب كإنسان كامل، «آدم الاخير،» اظهرت ان الشيطان المتحدّي كاذب شرير. (١ كورنثوس ١٥:٤٥) وفضلا عن ذلك، برهن يسوع كاملا عن مؤهلاته ليخدم بصفته «رئيسا ومخلِّصا» ولكي «يدين المسكونة بالعدل،» تبرئة لسلطان يهوه. — اعمال ٥:٣١؛ ١٧:٣١.
٣ كيف دحض يسوع كاملا تحدّي الشيطان؟
٣ دحض يسوع كاملا تحدي الشيطان المعيِّر! ففي كل التاريخ لم يخدم اللّٰه ايُّ انسان على هذه الارض بمثل هذا التعبد — رغم الاستهزاء والضرب والتعذيب الجسدي والعقلي. وكان على المسيح ان يحتمل التعييرات التجديفية بصفته ابن اللّٰه. وفي خلال ذلك كله — حتى الى الموت القاسي والمخزي — كان ثابتا غير متزعزع في الولاء لأبيه. وفي فيلبي ٢:٨، ٩ يكتب بولس انه اذ اطاع يسوع ‹حتى الموت، اجل، الموت على خشبة الآلام، رفَّعه اللّٰه وأعطاه اسما فوق كل اسم.› لقد شهَّر يسوع الشيطان بما هو عليه بصفته الكاذب الحقود!
٤ لماذا استطاع يسوع ان يقول لبيلاطس انه اتى الى العالم ليشهد للحق؟
٤ وهكذا، عند اختتام سنوات قليلة فقط من الكرازة المكثَّفة، استطاع يسوع ان يشهد بجرأة لبيلاطس البنطي: «انت تقول اني ملك. لهذا قد وُلدتُ انا ولهذا قد اتيت الى العالم لأشهد للحق. كل مَن هو من الحق يسمع صوتي.» (يوحنا ١٨:٣٧) لقد اعرب يسوع عن تعبد تقوي فائق في المناداة بحق ملكوت اللّٰه في كل مكان من فلسطين. ودرَّب تلاميذه ليكونوا كارزين غيورين ايضا. وكم يحثنا مثاله على اتِّباع خطواته اليوم!
التعلُّم من مثالنا
٥ ماذا يمكننا ان نتعلّم عن التعبد التقوي بالنظر بتركيز الى يسوع؟
٥ بتعبدنا التقوي في فعل مشيئة يهوه يمكننا نحن ايضا ان نبرهن ان ابليس كاذب. ومهما كانت المحن التي نعانيها فلن يعادل ايّ منها ابدا الآلام الشديدة والتحقيرات التي اختبرها يسوع. فلنتعلَّم من مثالنا. وكما تحثنا عبرانيين ١٢:١، ٢، لنركض في السباق باحتمال «ناظرين الى رئيس الايمان ومكمِّله يسوع.» وبخلاف آدم، الذي فشل عند امتحانه في ما يتعلق بالتعبد التقوي، صار يسوع الانسان الواحد على الارض الذي واجه كل الامتحانات على نحو كامل. وإلى الموت برهن انه «قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة.» (عبرانيين ٧:٢٦) وفي استقامة خالية من العيب استطاع ان يقول لأعدائه: «مَن منكم يبكِّتني على خطية.» لقد ردَّ يسوع تحدّي الشيطان معلنا: «رئيس هذا العالم . . . ليس له فيَّ شيء.» وفي اختتام خطابه الاخير لتلاميذه قبل خيانته وتوقيفه قال لهم: «(تشجعوا!) انا قد غلبت العالم.» — يوحنا ٨:٤٦؛ ١٤:٣٠؛ ١٦:٣٣.
٦ (أ) لماذا يعرف يسوع اي نوع من الإنعاش يحتاج اليه الجنس البشري؟ (ب) الى اي حدّ اعرب يسوع عن الخوف التقوي؟
٦ وفي الجسد هنا على الارض اختبر يسوع ما يعنيه ان يكون انسانا، ادنى ‹قليلا من الملائكة.› (عبرانيين ٢:٧) لقد صار ملمّا بالضعفات البشرية ولذلك فهو مجهَّز جيدا ليخدم ملكا وقاضيا للجنس البشري ألف سنة. ان ابن اللّٰه هذا الذي قال، «تعالوا اليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا (انعشكم)،» يعرف ايّ نوع من الإنعاش يحتاج اليه الجنس البشري. (متى ١١:٢٨) وعبرانيين ٥:٧-٩ تخبرنا: «الذي في ايام جسده اذ قدَّم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلِّصه من الموت وسُمع له من اجل (خوفه التقوي) مع كونه ابنا تعلّم الطاعة مما تألم به وإذ كُمِّل [في الطاعة] صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص ابدي.» فيسوع لم يتردَّد، مع انه كان عليه ان يحتمل الى درجة اختبار لدغة الموت البشري بنيل ‹جرح في العقب› من الحية البغيضة. (تكوين ٣:١٥) وكيسوع، فلنعرب دائما عن الخوف التقوي، حتى الى الموت اذا كان ضروريا، واثقين بأن يهوه اللّٰه سيسمع تضرعاتنا ويمنحنا الخلاص.
‹الحياة للبر›
٧ بحسب ١ بطرس ٢:٢١-٢٤، اي مثال تركه المسيح لنا، وكيف يجب ان يؤثر مسلكه فينا؟
٧ وفيما كان ظاهرا في الجسد كشف يسوع بولاء عن السر المقدس للتعبد التقوي. نقرأ في ١ بطرس ٢:٢١–٢٤: «المسيح ايضا تألم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتَّبعوا خطواته. الذي لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه مكر الذي اذ شُتم لم يكن يشتم عوضا وإذ تألم لم يكن يهدِّد بل كان يسلِّم لمَن يقضي بعدل. الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر.» وإذ نتأمل في مسلك يسوع، كم يشجعنا ذلك ان نتَّبع التعبد التقوي، نحافظ على الاستقامة، ونحيا للبر كما فعل هو!
٨ كيف يمكننا ان نحيا للبر كما فعل يسوع؟
٨ كان يسوع حقا يحيا للبر. والمزمور ٤٥:٧ تنبَّأ عنه: «احببتَ البر وأبغضتَ الاثم.» وإذ طبَّق هذه الكلمات على يسوع قال الرسول بولس في عبرانيين ١:٩: «احببتَ البر وأبغضتَ الاثم.» وفي ضوء فهمنا السر المقدس لهذا التعبد التقوي دعونا كيسوع نحبّ دائما ما هو بار ونبغض ما هو شر. وفي الآداب المسيحية، الواقعة اليوم بشدة تحت هجوم عالم الشيطان، وفي كل تعاملاتنا مع الذين هم داخل وخارج هيئة اللّٰه، دعونا نصمِّم ان نحيا للبر، مؤيدين مبادئ يهوه الصائبة. ودعونا نتغذى دائما بكلمة اللّٰه لكي تكون لنا البصيرة التقوية الضرورية جدا لمقاومة ابليس ومكايده!
٩ ماذا زاد غيرة يسوع في الخدمة، وقد شمل ذلك اي شيء في ما يتعلق بالرعاة الدينيين الزائفين؟
٩ وثمة شيء اضافي دفع يسوع ان يكون غيورا في خدمته. فماذا كان ذلك؟ في متى ٩:٣٦ نقرأ: «ولما رأى الجموع تحنَّن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها.» ولذلك فإن يسوع «ابتدأ يعلِّمهم كثيرا.» (مرقس ٦:٣٤) وقد شمل ذلك بالضرورة تشهير شر وإثم الرعاة الدينيين الزائفين. وبحسب متى ١٥:٧-٩ قال يسوع لبعض هؤلاء: «يا مراؤون حسنا تنبَّأ عنكم اشعياء قائلا. يقترب اليَّ هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأمّا قلبه فمبتعد عني بعيدا. وباطلا يعبدونني وهم يعلِّمون تعاليم هي وصايا الناس.»
سر مستنكَر
١٠ اليوم، على مَن يركِّز «سر الاثم،» وبماذا هم مذنبون؟
١٠ وكما تكلم يسوع ضد القادة الدينيين الزائفين، كذلك نستنكر اليوم السر الذي يبرز في تباين حادّ مع السر المقدس للتعبد التقوي. وفي ٢ تسالونيكي ٢:٧ دعاه بولس «سرّ الاثم.» لقد كان سرّا في القرن الاول بم اذ لم يكن ليُكشف عنه حتى زمن طويل بعد موت الرسل. واليوم يركِّز ذلك على رجال دين العالم المسيحي، المهتمين بالشؤون السياسية اكثر من اعلان بشارة ملكوت اللّٰه البار. والرياء يكثر في صفوفهم. ومبشرو التلفزيون لطوائف العالم المسيحي البروتستانتية هم مثال فاضح: دجّالون ينهبون رعاياهم، يبنون امبراطوريات من ملايين الدولارات، يعاشرون العواهر، يذرفون دموع التماسيح عند تشهيرهم شخصيا، ويستمرون في الاستعطاء من اجل المال، والمزيد من المال دائما. وڤاتيكان المذهب الكاثوليكي الروماني يقدِّم صورة نابية مماثلة، بصِلاته السياسية السافلة، أبَّهته الخارجية، وممارساته المصرفية الفاسدة.
١١ ماذا سيحدث لرجال دين العالم المسيحي وكل بابل العظيمة؟
١١ فلا عجب انّ صف رجال دين العالم المسيحي يمكن تحديد هويته بِـ «انسان الخطية»! (٢ تسالونيكي ٢:٣) وهذا الجزء المهيمن من بابل العظيمة المشبَّهة بزانية سيجري تشهيره وتخريبه كاملا مع باقي الدين الباطل كله. وكما نقرأ في الرؤيا ١٨:٩-١٧، فإن السياسيين والتجار (وأصحاب بنوكهم) سينوحون آنذاك قائلين: «ويل ويل. المدينة العظيمة.» وبابل العظيمة وأسرارها ستتعرّى، وذلك في تباين صارخ مع كل ما ينير السر المقدس للتعبد التقوي.
١٢ محبة يسوع للبر قادته الى فعل ماذا؟
١٢ ان محبة يسوع للبر وبغضه للاثم قاداه الى بذل نفسه بسخاء في سبيل العبادة الحقة. وفي زيارته الاولى لأورشليم بصفته ابن اللّٰه الممسوح طرد المسيح التجار والصيارف من الهيكل معلنا: «ارفعوا هذه من ههنا. لا تجعلوا بيت ابي بيت تجارة.» (يوحنا ٢:١٣-١٧) وفي زيارة لاحقة للهيكل قال يسوع لليهود المقاومين: «انتم من اب هو ابليس وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا. ذاك كان قتَّالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنّما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو (الكذب).» (يوحنا ٨:٤٤) فيا للشجاعة التي اظهرها يسوع في القول لأولئك الدينيين في وجوههم انهم كذابون وأبناء ابليس!
١٣ (أ) اين خصوصا يجري التعبير عن بغض يسوع للاثم؟ (ب) لماذا يستحق رجال الدين الاثمة دينونة مماثلة لتلك التي تلفّظ بها يسوع على الكتبة والفريسيين؟
١٣ وبغضُ يسوع للاثم لا يجري التعبير عنه في ايّ مكان بشكل افضل مما في تنديده اللاسع بالكتبة والفريسيين المشبَّهين بالافاعي، كما هو مسجَّل في متّى الاصحاح ٢٣ . فهنا يتلفَّظ بـ «ويل» سبع مرات، مشبِّها اياهم ‹بقبور مبيَّضة — مملوئين بكل نجاسة ورياء وإثم.› وكم تاق يسوع الى انقاذ الناس المظلومين من ذلك الاثم! «يا اورشليم يا اورشليم،» صرخ، «كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. هوذا بيتكم يُترك لكم خرابا.» (العددان ٣٧، ٣٨) ورجال الدين الاثمة في ايامنا يستحقون دينونة مماثلة لأنهم، بكلمات ٢ تسالونيكي ٢:١٢، ‹لا يصدِّقون الحق بل يُسرّون بالاثم.› وإثمهم هو النقيض عينه للتعبد التقوي الذي اعرب عنه يسوع بولاء تام عندما كان هنا على الارض.
اعلان احكام اللّٰه
١٤ تقدير السر المقدس للتعبد التقوي يجب ان يدفعنا الى فعل ماذا؟
١٤ ان تقديرنا السر المقدس للتعبد التقوي يجب ان يقودنا دائما الى اتِّباع خطوات يسوع بدقة. ومثله يجب ان نكون غيورين في المناداة بما تصفه اشعياء ٦١:٢ «بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا.» فلنقم بدورنا بغيرة ‹لنعزّي كل النائحين.› وكما عندما كان يسوع على الارض، تلزمنا الشجاعة اليوم لإعلان أحكام يهوه، بما فيها الرسائل القوية في مقالات برج المراقبة الصريحة وفي كتاب الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة! ويجب ان نكرز بجرأة ولباقة، اذ يكون كلامنا «مصلَحا بملح» لكي يكون مستساغا لأولئك الميالين الى البر. (كولوسي ٤:٦) وإذ تعلَّمنا من مثال يسوع للتعبد التقوي فلنتمكن من اعطاء تقرير في الوقت المعيَّن اننا قد اكملنا العمل الذي اعطانا اياه يهوه لنعمله. — متى ٢٤:١٤؛ يوحنا ١٧:٤.
١٥ بالنسبة الى سر اللّٰه المقدس، ماذا حدث منذ السنة ١٩١٤؟
١٥ وإذ كان يسوع ظاهرا في الجسد، كم كان مثالا رائعا! وكم تمَّ فيه بوضوح السر المقدس للتعبد التقوي! كم عظَّم اسم يهوه بجرأة! وكم كافأ يسوعَ ابوه بشكل بديع على مسلك محافظته على الاستقامة! ولكن هنالك المزيد بعدُ في ما يتعلق بسر اللّٰه المقدس. فمنذ السنة ١٩١٤ نحن نعيش في «يوم الرب.» (رؤيا ١:١٠) وكما تذكر الرؤيا ١٠:٧، حان الوقت لأن ‹يتم سر اللّٰه المقدس بحسب البشارة.› والاصوات السماوية نادت الآن: «قد صارت ممالك العالم لربنا [يهوه] ومسيحه فسيملك الى ابد الآبدين.» (رؤيا ١١:١٥) لقد نصَّب يهوه الملك المسيّاني، يسوع المسيح، على عرشه المجيد ليكون حاكما معاونا معه!
١٦ كيف اظهر بسرعة الملك المنصَّب حديثا، يسوع المسيح، اعتباره للتقوى في السماء؟
١٦ وبصفته الحاكم المعاون مع اللّٰه في الملكوت المولود حديثا يُدعى يسوع ايضا ميخائيل (الذي يعني «مَن هو مثل اللّٰه؟»). فلا متمرِّد يمكن ان ينجح ابدا في الصيرورة مثل اللّٰه، والملك المنصَّب حديثا اظهر ذلك بسرعة بطرح الحيَّة القديمة، الشيطان، وملائكته الى الارض. (رؤيا ١٢:٧-٩) نعم، ليسوع اعتبار للتقوى في السماء، تماما كما اعرب عن التعبد التقوي وهو على الارض. ويسوع المسيح الممجَّد لن يستريح حتى يُفني الدين الباطل ويمحو تماما هيئة الشيطان، المنظورة وغير المنظورة.
١٧ منذ السنة ١٩١٤، ماذا يحدث اتماما لمتى ٢٥:٣١-٣٣؟
١٧ ومنذ السنة ١٩١٤ ينير اتمام نبوة يسوع في متى ٢٥:٣١-٣٣ على نحو مشرق سر اللّٰه المقدس. هنا يعلن يسوع: «متى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار.» ومن مركزه الممتاز في السموات سيجلب هذا الملك والديان المجيد والمدافع عن التعبد التقوي نقمة، اولا على انسان الخطية والزمر الاخرى لبابل العظيمة، ومن ثم على كل العناصر الباقية والمؤيدين المشبَّهين بالجداء لهيئة الشيطان الارضية الشريرة. وبعدئذ سيُطرح الشيطان في المهواة. (رؤيا ٢٠:١-٣) أمّا «الابرار» المشبَّهون بالخراف فسيمضون الى الحياة الابدية. (متى ٢٥:٤٦) فليضعكم اتِّباعكم التعبد التقوي في هذا الفريق المستقيم!
١٨ اي امتياز مفرح لدينا في ما يتعلق بالسر المقدس للتعبد التقوي؟
١٨ تشجعنا الرؤيا ١٩:١٠ ان ‹نسجد للّٰه.› ولماذا؟ تتابع الآية، «فإن شهادة يسوع هي روح النبوة.» وهكذا فإن الكثير من النبوات الموحى بها للازمنة القديمة شهد ليسوع! وإذ تمت هذه النبوات صار سر اللّٰه المقدس واضحا كالبلّور. ولذلك نفرح بأن نعرف ان السر المقدس لهذا التعبد التقوي صار مجسَّما في يسوع. فهو امتيازنا البديع ان نتبع خطواته كخدام متواضعين لملكوت اللّٰه. اجل، وهو شرف ان نشترك في فهم كل سر اللّٰه المقدس وننادي به بحسب البشارة!
-