-
يوحنا يشاهد يسوع الممجَّدالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
٧ مَن يراه يوحنا في هذه الرؤيا الاولى، ولماذا يكون ذلك مهما ومثيرا جدا لنا اليوم؟
٧ في هذه الرؤيا الاولى، يرى يوحنا الرب يسوع المسيح المشرق في مجده السماوي. فماذا يمكن ان يكون اكثر ملاءمة لسفر نبوات يتعلق باليوم العظيم لهذا الرب المفوَّض اليه من السماء؟ وماذا يمكن ان يكون اكثر اهمية لنا، نحن الذين نعيش الآن في فترة الوقت هذه ونصغي بانتباه الى كل وصية له؟ واكثر من ذلك، كم يكون مثيرا لداعمي سلطان يهوه ان يتأكدوا ان النسل المسيّاني، اذ احتمل كل الامتحانات والاضطهادات التي جلبها الشيطان واذ عانى الموت الاليم عندما سُحق «عقبه» منذ ٠٠٠,٢ سنة تقريبا، هو الآن حيّ في السماء، مسلَّط لجلب قصد اللّٰه العظيم الى اتمامه الظافر! — تكوين ٣:١٥.
٨ لأي عمل يسوع مستعد الآن؟
٨ من الواضح ان يسوع مستعد الآن لمباشرة العمل كملك متوَّج. فقد جرى تعيينه كمنفِّذ رئيسي ليهوه لتنفيذ أحكام يهوه النهائية في نظام الاشياء القديم الشرير هذا وإلهه الخبيث، الشيطان. وهو ايضا على وشك ان يدين افراد جماعته المؤلفة من الممسوحين والجمع الكثير المؤلف من عشرائهم، وأن يدين كذلك العالم. — رؤيا ٧:٤، ٩؛ اعمال ١٧:٣١.
٩ (أ) كيف يصف يوحنا يسوع المسيح الممجَّد وسط المناير الذهبية؟ (ب) الى ماذا يشير الوضع الشبيه بالهيكل والثوب الذي يرتديه يسوع؟ (ج) ماذا تدل عليه منطقته الذهبية؟
٩ يلتفت يوحنا الى حيث الصوت العالي، وهذا ما يراه: «التفتُّ لأرى الصوت الذي يكلمني. وإذ التفتُّ رأيت سبع مناير ذهبية». (رؤيا ١:١٢ ) ولاحقا، يعلم يوحنا ما ترمز اليه السبع المناير هذه. ولكنّ الشخص الذي في وسط المناير هو الذي يلفت نظره. فكان هنالك «في وسط المناير شبه ابن انسان، لابسا ثوبا يبلغ القدمين، ومتمنطقا عند صدره بمنطقة ذهبية». (رؤيا ١:١٣ ) ويسوع، ‹ابن الانسان›، هنا يُظهِر نفسه ليوحنا، الشاهد المصاب بالرهبة، بمظهر متوهج رائع. وهو يظهر في مجد متألق بين المناير الذهبية المتَّقدة. وهذا الوضع الشبيه بالهيكل يطبع في ذهن يوحنا الواقع ان يسوع حاضر في دور رئيس كهنة يهوه العظيم، بسلطة للدينونة. (عبرانيين ٤:١٤؛ ٧:٢١-٢٥) وثوبه المؤثر الطويل يطابق مركزه الكهنوتي. وكرؤساء الكهنة اليهود قديما، يرتدي منطقة — منطقة ذهبية فوق صدره حيث تغطي قلبه. وهذا يدل على انه سينجز من كل القلب مهمته الالهية التي تسلَّمها من يهوه اللّٰه. — خروج ٢٨:٨، ٣٠؛ عبرانيين ٨:١، ٢.
١٠ (أ) الى ماذا يشير شعر يسوع الابيض كالثلج وعيناه الناريتان؟ (ب) ما هو مغزى كون قدمَي يسوع مثل النحاس المتوهج؟
١٠ ويستمر وصف يوحنا: «ورأسه وشعره ابيضان كالصوف الابيض، كالثلج، وعيناه كلهب نار». (رؤيا ١:١٤ ) ان شعره الابيض كالثلج يشير الى الحكمة بسبب طول الحياة. (قارنوا امثال ١٦:٣١.) وعيناه الناريتان تظهران انه حادّ، يقظ، فيما يفحص، يمتحن، او يعبِّر عن السخط. حتى ان قدمَي يسوع تلفتان انتباه يوحنا: «وقدماه مثل نحاس خالص يتوهج في أتون، وصوته كصوت مياه كثيرة». (رؤيا ١:١٥ ) في الرؤيا، قدمَا يسوع هما مثل النحاس، تتوهجان، تلمعان — على نحو لائق بالشخص الذي يسلك بغيرة وبموقف نقي في حضرة يهوه اللّٰه. واكثر من ذلك، بينما يجري غالبا تصوير الاشياء الالهية في الكتاب المقدس بالذهب، كذلك يجري احيانا تمثيل الاشياء البشرية بالنحاس.c لذلك فان قدمَي يسوع المتوهجتين كالنحاس النقي تذكِّراننا الى ايّ حد كانت قدماه ‹جميلتين› عندما مشى على الارض كارزا بالبشارة. — اشعيا ٥٢:٧؛ روما ١٠:١٥.
١١ (أ) بماذا تذكِّرنا قدمَا يسوع المجيدتان؟ (ب) الى ماذا يشير الواقع ان صوت يسوع «كصوت مياه كثيرة»؟
١١ حقا، كإنسان كامل، كان ليسوع إشراق ظاهر بالنسبة الى الملائكة والناس. (يوحنا ١:١٤) وقدماه المجيدتان تذكِّراننا ايضا بأنه يطأ ارضا مقدسة في هيئة يهوه، التي هو فيها رئيس كهنة. (قارنوا خروج ٣:٥.) وعلاوة على ذلك، يدوّي صوته بشكل راعد كشلال هائل مندفع بغزارة. وذلك مؤثر، موحٍ بالرهبة، كما هو ملائم للشخص المدعوّ رسميا كلمة اللّٰه، الشخص الذي يأتي لـ «يدين المسكونة بالبر». — اعمال ١٧:٣١؛ يوحنا ١:١.
١٢ ما هو مغزى العبارة «سيف طويل ماضٍ ذو حدين»؟
١٢ «ومعه في يده اليمنى سبعة نجوم، ومن فمه خارج سيف طويل ماضٍ ذو حدين، ووجهه كالشمس وهي تضيء في أشد وهجها. فلما رأيته سقطتُ عند قدميه كميت». (رؤيا ١:١٦، ١٧ أ ) ويسوع نفسه يشرح معنى النجوم السبعة بعد قليل. ولكن لاحظوا ماذا يخرج من فمه: «سيف طويل ماضٍ ذو حدين». يا له من وصف ملائم! لان يسوع هو الشخص المعيَّن لينطق بأحكام يهوه النهائية على اعدائه. والاقوال الحاسمة من فمه تنتج تنفيذ الحكم في جميع الاشرار. — رؤيا ١٩:١٣، ١٥.
١٣ (أ) وجه يسوع المضيء اللامع يذكِّرنا بماذا؟ (ب) اي انطباع شامل نناله من وصف يوحنا ليسوع؟
١٣ ان وجه يسوع المضيء اللامع يذكِّرنا بأن وجه موسى صار مشعا بعد ان حادثه يهوه في جبل سيناء. (خروج ٣٤:٢٩، ٣٠) وتذكَّروا ايضا انه عندما تجلّى يسوع امام ثلاثة من رسله منذ ٠٠٠,٢ سنة تقريبا «أضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه الخارجية لامعة كالنور». (متى ١٧:٢) والآن، في عرض رؤيوي ليسوع خلال يوم الرب، يعكس وجهه على نحو مماثل البهاء المشرق للشخص الذي هو في حضرة يهوه. (٢ كورنثوس ٣:١٨) وفي الواقع، ان الانطباع الشامل الذي تنقله رؤيا يوحنا هو ذاك الذي لضياء المجد. فمن الشعر الابيض كالثلج والعينين الملتهبتين والوجه المضيء نزولا الى القدمَين المتوهجتين، هي رؤيا فائقة للشخص الذي يسكن الآن «في نور لا يُدنى منه». (١ تيموثاوس ٦:١٦) وواقعية هذا المشهد هي حيَّة الى حد بعيد! فكيف كان ردّ فعل يوحنا المرهَب؟ يخبرنا الرسول: «فلما رأيته سقطتُ عند قدميه كميت». — رؤيا ١:١٧.
-
-
كشف سرّ مقدسالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
«الاول والآخِر»
٢ (أ) بأي لقب يقدِّم يسوع نفسه؟ (ب) ماذا يعني عندما يقول يهوه: «انا الأول وأنا الآخِر»؟ (ج) الى ماذا يلفت الانتباه لقب يسوع «الأول والآخِر»؟
٢ غير ان رهبتنا يلزم ألّا تتحوّل الى خوف مرَضي. فقد اعاد يسوع طمأنة يوحنا، كما يخبر الرسول بعد ذلك. «فوضع يده اليمنى عليَّ وقال: ‹لا تخف. انا الأول والآخِر، والحي›». (رؤيا ١:١٧ب، ١٨أ ) في اشعيا ٤٤:٦، يصف يهوه بحق مركزه بصفته الاله الواحد والوحيد القادر على كل شيء، قائلا: «انا الأول وأنا الآخِر، ولا اله غيري».a وعندما يقدِّم يسوع نفسه باللقب «الأول والآخِر»، لا يدَّعي المساواة مع يهوه، الخالق العظيم. فهو يستعمل لقبا وهبه اياه اللّٰه بلياقة. وفي اشعيا، كان يهوه يصرِّح بمركزه الفريد بصفته الاله الحقيقي. فهو الاله السرمدي، وليس هنالك اله غيره فعلا. (١ تيموثاوس ١:١٧) وفي سفر الرؤيا، يتحدث يسوع عن لقبه الموهوب، لافتا الانتباه الى قيامته الفريدة.
٣ (أ) بأية طريقة كان يسوع «الأول والآخِر»؟ (ب) ماذا يعني ان يسوع له «مفاتيح الموت وهادِس»؟
٣ كان يسوع فعلا البشر «الأول» المقام الى حياة روحانية خالدة. (كولوسي ١:١٨) واكثر من ذلك، هو «الآخِر» المقام على هذا النحو من قبل يهوه شخصيا. وهكذا يصير «الحي . . . الى ابد الآبدين». فهو يتمتع بالخلود. وبذلك يكون مثل ابيه الخالد، المدعو «اللّٰه الحي». (رؤيا ٧:٢؛ مزمور ٤٢:٢) وبالنسبة الى جميع الآخرين من البشرية، فان يسوع نفسه هو «القيامة والحياة». (يوحنا ١١:٢٥) وانسجاما مع ذلك، يقول ليوحنا: «كنت ميتا، ولكن ها انا حي الى ابد الآبدين، ولي مفاتيح الموت وهادِس». (رؤيا ١:١٨ب) لقد منحه يهوه السلطة لاقامة الاموات. ولذلك يمكن ليسوع ان يقول ان له المفاتيح ليفتح الابواب لاولئك المقيَّدين بالموت وهادِس (المدفن العام). — قارنوا متى ١٦:١٨.
٤ اية وصية يكررها يسوع، ولفائدة مَن؟
٤ وهنا يكرر يسوع وصيته بتسجيل الرؤيا، آمرا يوحنا: «اكتب ما رأيت، وما هو كائن وما سيكون بعد هذا». (رؤيا ١:١٩ ) فأية امور مثيرة سيعرِّفنا بها يوحنا بعدُ لتعليمنا؟
النجوم والمناير
٥ كيف يشرح يسوع «النجوم السبعة» و «المناير السبع»؟
٥ رأى يوحنا يسوع في وسط السبع المناير الذهبية مع سبعة نجوم في يده اليمنى. (رؤيا ١:١٢، ١٣، ١٦) والآن يشرح يسوع ذلك: «اما السر المقدس، سر النجوم السبعة التي رأيت في يدي اليمنى، والمناير الذهبية السبع فهو: النجوم السبعة تمثِّل ملائكة الجماعات السبع، والمناير السبع تمثِّل سبع جماعات». — رؤيا ١:٢٠.
٦ ماذا تمثِّل النجوم السبعة، ولماذا وُجِّهت الرسائل على نحو خصوصي الى هؤلاء؟
٦ ان «النجوم» تمثِّل «ملائكة الجماعات السبع». وفي سفر الرؤيا ترمز النجوم احيانا الى ملائكة حرفيين، ولكن من غير المنطقي ان يستخدم يسوع كاتبا بشريا ليكتب الى مخلوقات روحانية غير منظورة. لذلك لا بد ان تكون «النجوم» النظار البشر، او الشيوخ، في الجماعات المعتبرين رسلb يسوع. وتُوجَّه الرسائل الى النجوم، لان هؤلاء مسؤولون عن الاشراف على رعية يهوه. — اعمال ٢٠:٢٨.
٧ (أ) ماذا يظهر ان تكلُّم يسوع مع ملاك واحد فقط في كل جماعة لا يعني ان كل جماعة لديها شيخ واحد فقط؟ (ب) في الواقع، مَن تمثِّل النجوم السبعة في يد يسوع اليمنى؟
٧ وبما ان يسوع يتكلم مع «ملاك» واحد فقط في كل جماعة، هل يعني ذلك ان كل جماعة لديها شيخ واحد فقط؟ كلا. فباكرا في ايام بولس كان لدى جماعة افسس عدد من الشيوخ، لا مجرد واحد. (رؤيا ٢:١؛ اعمال ٢٠:١٧) ولذلك في ايام يوحنا، عندما أُرسلت الرسائل الى النجوم السبعة لتُقرأ على الجماعات (بما فيها الجماعة في افسس)، لا بد ان النجوم مثّلت جميع الذين يخدمون في هيئات الشيوخ ضمن جماعة يهوه الممسوحة. وبطريقة مماثلة، يقرأ النظار اليوم على جماعاتهم الرسائل المتسلَّمة من الهيئة الحاكمة، المؤلفة من نظار ممسوحين يخدمون تحت رئاسة يسوع. ويجب على هيئات الشيوخ المحلية ان تتأكد ان جماعاتها تتبع مشورة يسوع. وطبعا، ان المشورة هي لفائدة جميع الذين يعاشرون الجماعات، لا مجرد الشيوخ. — انظروا رؤيا ٢:١١ أ.
٨ الى ماذا يشير كون الشيوخ في اليد اليمنى ليسوع؟
٨ وبما ان يسوع هو رأس الجماعة، يقال على نحو لائق ان الشيوخ هم في يده اليمنى، اي تحت سيطرته وتوجيهه. (كولوسي ١:١٨) فهو رئيس الرعاة وهم الرعاة المعاونون. — ١ بطرس ٥:٢-٤.
٩ (أ) ماذا تمثِّل المناير السبع، ولماذا تكون المناير رمزا ملائما الى هذه؟ (ب) بماذا تذكِّر الرؤيا الرسول يوحنا على الارجح؟
٩ والمناير السبع هي الجماعات السبع التي يوجِّه اليها يوحنا سفر الرؤيا: افسس، سميرنا، برغامس، ثياتيرا، ساردس، فيلادلفيا، ولاودكية. ولماذا يُرمز الى الجماعات بالمناير؟ لان المسيحيين، سواء كان ذلك افراديا او جملةً كجماعات، يجب ان ‹يضيء نورهم قدام الناس› في هذا العالم المظلم تماما. (متى ٥:١٤-١٦) وبالاضافة الى ذلك، كانت المناير بين امتعة هيكل سليمان. ودعوة الجماعات بمناير تذكِّر يوحنا على الارجح بأن كل جماعة محلية من الممسوحين هي، بمعنى تصويري، «هيكل اللّٰه»، مكان سكن روح اللّٰه. (١ كورنثوس ٣:١٦) واكثر من ذلك، في المرموز اليه بترتيب الهيكل اليهودي، يخدم اعضاء جماعة الممسوحين بصفتهم ‹كهنوتا ملكيا› في ترتيب هيكل يهوه الروحي العظيم، الذي يكون له يسوع رئيس الكهنة وحيث يسكن يهوه شخصيا في قدس الاقداس السماوي. — ١ بطرس ٢:٤، ٥، ٩؛ عبرانيين ٣:١؛ ٦:٢٠؛ ٩:٩-١٤، ٢٤.
-