مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«العهد الجديد» —‏ تاريخ أم أُسطورة؟‏
    الكتاب المقدس —‏ كلمة اللّٰه أم الانسان؟‏
    • ١ و ٢ (‏اشمل المقدمة.‏)‏ (‏أ)‏ لأية معالجة أُخضعت الاسفار اليونانية المسيحية على مرّ السنوات الـ‍ ٣٠٠ الماضية؟‏ (‏ب)‏ اية استنتاجات غريبة توصَّل اليها بعض الباحثين؟‏

      إن الاستنتاجات التي توصَّل اليها بعض الباحثين كانت غريبة.‏ فقديما في القرن الـ‍ ١٩ استنتج لودڤيڠ نُواك في المانيا ان انجيل يوحنا كُتب سنة ٦٠ ب‌م بواسطة التلميذ الحبيب —‏ الذي،‏ وفقا لنُواك،‏ كان يهوذا!‏ والفرنسي جوزيف ارنست رينان اقترح ان قيامة لعازر كانت على الارجح احتيالا من ترتيب لعازر نفسه لدعم ادّعاء يسوع انه صانع عجائب،‏ في حين ان اللاهوتي الالماني ڠوستاڤ ڤولكْمار أصرّ على ان يسوع التاريخيّ لا يمكن بأية حال ان يكون قد قدَّم نفسه بادّعاءات مسيّانية.‏١

      ٢ وقرَّر برونو بُوَر،‏ من الجهة الاخرى،‏ ان يسوع لم يوجد قط على الاطلاق!‏ «لقد جزم ان القوى المبدِعة الحقيقية في المسيحية الباكرة كانت فيلون،‏ سَنيكا،‏ والغنوسيين.‏ وفي النهاية اعلن انه لم يكن هنالك قط يسوع تاريخيّ .‏ .‏ .‏ وأن تكوين الدين المسيحي كان في وقت متأخِّر في القرن الثاني وكان من يهوديَّة صارت فيها الرِّواقيَّة سائدة.‏»‏٢

      ٣ اي رأي في الكتاب المقدس لا يزال لدى كثيرين؟‏

      ٣ واليوم،‏ قليلون لديهم مثل هذه الافكار المتطرِّفة.‏ ولكنكم اذا قرأتم اعمال العلماء العصريين ستجدون كثيرين لا يزالون يؤمنون بأن الاسفار اليونانية المسيحية تحتوي على خرافة،‏ أسطورة،‏ ومبالغة.‏ فهل هذا صحيح؟‏

      متى كُتبت؟‏

      ٤ (‏أ)‏ لماذا من المهم معرفة متى كُتبت اسفار الاسفار اليونانية المسيحية؟‏ (‏ب)‏ ما هي بعض الآراء في وقت كتابة الاسفار اليونانية المسيحية؟‏

      ٤ ان تطوُّر الأساطير والخرافات يتطلَّب الوقت.‏ وهكذا فإن السؤال،‏ متى كُتبت هذه الاسفار؟‏،‏ مهمّ.‏ وميخائيل ڠرانت،‏ مؤرِّخ،‏ يقول ان الكتابات التاريخية للاسفار اليونانية المسيحية ابتُدئ بها «بعد ثلاثين او اربعين سنة من موت يسوع.‏»‏٤ وعالم آثار الكتاب المقدس وِليَم فوكْسْوِل أُلبرايت اقتبس من س.‏ س.‏ تورّي الاستنتاج «ان كل الاناجيل كُتبت قبل سنة ٧٠ ب‌م وأنه ليس هنالك فيها شيء لا يمكن ان يكون قد كُتب في غضون عشرين سنة من الصَّلب.‏» ورأي أُلبرايت الخاصّ كان ان كتابتها جرى اتمامها «ليس بعد سنة ٨٠ ب‌م.‏» والآخرون يأتون بتقديرات مختلفة قليلا،‏ ولكنّ الاكثرية توافق على ان كتابة «العهد الجديد» جرى اتمامها بنهاية القرن الاول.‏

      ٥ و ٦ ماذا يجب ان نستنتج من واقع ان الاسفار اليونانية المسيحية كُتبت ليس بعد زمن طويل جدا من الحوادث التي تسجِّلها؟‏

      ٥ وماذا يعني ذلك؟‏ يستنتج أُلبرايت:‏ «كل ما يمكننا قوله هو ان فترة بين عشرين وخمسين سنة هي أقلّ من ان تسمح بأيّ فساد ملموس للمضمون الاساسي وحتى للصياغة المحدَّدة لأقوال يسوع.‏»‏٥ والپروفسور ڠاري هابرماس يضيف:‏ «ان الاناجيل قريبة جدا من الفترة الزمنية التي تسجِّلها،‏ فيما التواريخ القديمة غالبا ما تصف حوادث حصلت قبل قرون.‏ ومع ذلك فان المؤرِّخين العصريين قادرون ان يستمدّوا الحوادث بنجاح حتى من تلك الفترات الزمنية القديمة.‏»‏٦

      ٦ وبكلمات اخرى،‏ ان الاجزاء التاريخية للاسفار اليونانية المسيحية جديرة بالتصديق على الأقلّ بالمقدار نفسه كالتواريخ الدنيوية.‏ وبالتأكيد،‏ في العقود القليلة بين حوادث المسيحية الباكرة وتسجيلها كتابة،‏ لم يكن هنالك وقت لتتطوَّر الاساطير والخرافات وتُقبَل من العموم.‏

      شهادة شهود عيان

      ٧ و ٨ (‏أ)‏ مَن كانوا لا يزالون احياء فيما كانت الاسفار اليونانية المسيحية تُكتَب وتُوزَّع؟‏ (‏ب)‏ ماذا لا بدّ ان نستنتج انسجاما مع تعليق الپروفسور ف.‏ ف.‏ بروس؟‏

      ٧ ويصِحّ هذا خصوصا نظرا الى واقع ان الكثير من الروايات يتكلَّم عن شهادة شهود عيان.‏ فكاتب انجيل يوحنا قال:‏ «هذا هو التلميذ [التلميذ الذي كان يسوع يحبّه] الذي يشهد بهذا وكتب هذا.‏» (‏يوحنا ٢١:‏٢٤‏)‏ وكاتب سفر لوقا يقول:‏ «سلَّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة.‏» (‏لوقا ١:‏٢‏)‏ والرسول بولس،‏ اذ تكلَّم عن الذين شهدوا قيامة يسوع،‏ قال:‏ «اكثرهم باق الى الآن ولكنّ بعضهم قد رقدوا.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٦‏.‏

      ٨ وفي هذا الخصوص يبدي الپروفسور ف.‏ ف.‏ بروس ملاحظة ثاقبة:‏ «لم يكن ممكنا بهذه السهولة على الاطلاق،‏ كما يبدو ان بعض الكتّاب يظنّون،‏ اختراع كلمات وأعمال يسوع في تلك السنوات الباكرة،‏ حين كان الكثير جدا من تلاميذه في الجوار،‏ ممَّن يستطيعون ان يتذكَّروا ما حدث وما لم يحدث.‏ .‏ .‏ .‏ ولم يكن بإمكان التلاميذ ان يتحمَّلوا المجازفة في عدم الدقَّة (‏إن لم نتكلَّم عن التلاعب العمدي بالوقائع)‏،‏ الذي كان على الفور سيشهَّر من اولئك الذين إنَّما يسعدهم جدا ان يفعلوا ذلك.‏ وبالعكس،‏ فان احدى النقاط القوية في الكرازة الرسولية الاصليَّة هي المناشدة الواثقة لمعرفة السامعين؛‏ فلم يقولوا فقط،‏ ‹نحن شهود لذلك،‏› بل ايضا،‏ ‹كما انتم ايضا تعلمون› (‏اعمال ٢:‏٢٢‏)‏.‏»‏٧

      هل النصّ جدير بالثقة؟‏

      ٩ و ١٠ بقدر ما يتعلق الامر بالاسفار اليونانية المسيحية،‏ من اي شيء يمكننا ان نكون متأكِّدين؟‏

      ٩ هل من الممكن ان تكون شهادات شهود العيان هذه قد سُجِّلت بدقة وإنَّما أُفسدت لاحقا؟‏ وبكلمات اخرى،‏ هل أُدخلت الاساطير والخرافات بعد اتمام الكتابة الاصليّة؟‏ لقد سبق ورأينا ان نصّ الاسفار اليونانية المسيحية هو في حالة افضل من ايّ ادب قديم آخر.‏ وكورت وبرباره آلنْد،‏ عالمان بالنصّ اليوناني للكتاب المقدس،‏ يعدِّدان تقريبا ٠٠٠‏,‏٥ مخطوطة بقيت من قديم الزمان حتى اليوم،‏ والبعض من زمن باكر كالقرن الثاني ب‌م.‏٨ والشهادة العامة لهذا الحشد من الأدلّة هي ان النصّ من حيث الاساس سليم.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ هنالك ترجمات قديمة كثيرة —‏ الابكر يرجع تاريخها الى نحو السنة ١٨٠ ب‌م —‏ تساعد على البرهان ان النصّ دقيق.‏٩

      ١٠ من هنا،‏ وفقا لأي اعتبار،‏ يمكننا ان نكون على يقين من ان الخرافات والاساطير لم تتسرَّب الى الاسفار اليونانية المسيحية بعدما أنهى الكتبة الاصليّون عملهم.‏ فالنصّ الذي لدينا جوهريًّا هو نفسه كالذي خطَّه الكتبة الاصليّون،‏ ودِقَّته يثبِّتها واقع ان المسيحيين المعاصرين قبلوه.‏ فهل يمكننا،‏ اذًا،‏ ان نتحقق من تاريخيَّة الكتاب المقدس بمقارنته بتواريخ قديمة اخرى؟‏ الى حدّ ما،‏ نعم.‏

      الدليل الوثائقي

      ١١ الى اي حدّ يدعم الدليل الوثائقي الخارجي الروايات التاريخية في الاسفار اليونانية المسيحية؟‏

      ١١ في الواقع،‏ من اجل الحوادث في حياة يسوع ورسله،‏ يكون الدليل الوثائقي بمعزل عن الكتاب المقدس محدودا جدا.‏ وهذا إنَّما يجب توقُّعه لأنه،‏ في القرن الاول،‏ كان المسيحيون فريقا صغيرا نسبيًا لم يتورَّط في السياسة.‏ ولكنّ الدليل الذي يزوِّده التاريخ الدنيوي يتَّفق مع ما نقرأه في الكتاب المقدس.‏

      ١٢ ماذا يخبرنا يوسيفوس عن يوحنا المعمدان؟‏

      ١٢ على سبيل المثال،‏ بعد ان عانى هيرودس أنتيباس هزيمة عسكرية نكراء،‏ قال المؤرِّخ اليهودي يوسيفوس،‏ اذ كتب سنة ٩٣ ب‌م:‏ «بالنسبة الى بعض اليهود بدا هلاك جيش هيرودس نقمة إلهية،‏ وبالتأكيد نقمة عادلة،‏ من اجل معاملته ليوحنا،‏ الملقَّب بالمعمدان.‏ لأن هيرودس كان قد أماته،‏ مع انه كان رجلا صالحا وقد حضّ اليهود ان يحيوا حياة بارَّة،‏ ان يمارسوا العدل من جهة رفقائهم والتقوى من جهة اللّٰه.‏»‏١٠ وهكذا فإن يوسيفوس يثبِّت رواية الكتاب المقدس ان يوحنا المعمدان كان رجلا بارًّا كرز بالتوبة وأعدمه هيرودس.‏ —‏ متى ٣:‏١-‏١٢؛‏ ١٤:‏١١‏.‏

      ١٣ كيف يدعم يوسيفوس تاريخيَّة يعقوب ويسوع نفسه؟‏

      ١٣ ويوسيفوس ايضا يذكر يعقوب،‏ أخا يسوع من أمّه،‏ الذي،‏ كما يخبرنا الكتاب المقدس،‏ لم يتبع يسوع في بادئ الامر ولكنه لاحقا صار شيخا بارزا في اورشليم.‏ (‏يوحنا ٧:‏٣-‏٥؛‏ غلاطية ١:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وهو يثبِّت اعتقال يعقوب وثائقيا في هذه الكلمات:‏ «[رئيس الكهنة حنانيّا] جمع قضاة السنهدريم وأحضر امامهم رجلا يُسمَّى يعقوب،‏ أخا يسوع الذي دُعي المسيح،‏ وآخرين.‏»‏١١ وفي كتابة هذه الكلمات يثبِّت يوسيفوس على نحو اضافي ان «يسوع الذي دُعي المسيح» كان شخصا تاريخيا حقيقيا.‏

      ١٤ و ١٥ اي دعم يعطيه تاسيتوس لسجل الكتاب المقدس؟‏

      ١٤ ان كتبة الازمنة الباكرة الآخرين يشيرون ايضا الى امور مذكورة في الاسفار اليونانية.‏ على سبيل المثال،‏ تخبرنا الاناجيل ان كرازة يسوع في فلسطين لاقت تجاوبا واسعا.‏ وعندما حُكم عليه بالموت من قبل بيلاطس البنطي ارتبك أتباعه وتثبَّطوا.‏ وبعد ذلك بقليل فإن هؤلاء التلاميذ انفسهم ملأوا بجرأة اورشليم بالرسالة ان ربَّهم قد أُقيم.‏ وفي سنين قليلة كانت المسيحية قد انتشرت في كل انحاء الامبراطورية الرومانية.‏ —‏ متى ٤:‏٢٥؛‏ ٢٦:‏٣١؛‏ ٢٧:‏٢٤-‏٢٦؛‏ اعمال ٢:‏٢٣،‏ ٢٤،‏ ٣٦؛‏ ٥:‏٢٨؛‏ ١٧:‏٦‏.‏

      ١٥ والشهادة على صحة ذلك تأتي من المؤرِّخ الروماني تاسيتوس،‏ الذي لم يكن صديقا للمسيحية.‏ وإذ يكتب بعد سنة ١٠٠ ب‌م بقليل يخبر باضطهاد نَيْرون الوحشي للمسيحيين ويضيف:‏ «كريستوس،‏ مؤسس الاسم،‏ كابد عقوبة الموت في عهد طيباريوس،‏ بحكم من الحاكم بيلاطس البنطي،‏ والمعتقد الخرافي الخبيث كُبح لحظة،‏ وإنَّما ليُفلِت مرة اخرى،‏ ليس فقط في اليهودية،‏ موطن المرض،‏ بل في العاصمة [رومة] نفسها.‏»‏١٢

  • ‏«العهد الجديد» —‏ تاريخ أم أُسطورة؟‏
    الكتاب المقدس —‏ كلمة اللّٰه أم الانسان؟‏
    • ١٧ اية مصادر كانت متوفِّرة ليوستينوس الشهيد في القرن الثاني دعمت رواية الكتاب المقدس لعجائب يسوع وموته؟‏

      ١٧ ويوستينوس الشهيد،‏ اذ كتب في منتصف القرن الثاني،‏ كتب بالاشارة الى موت يسوع:‏ «أمَّا ان هذه الامور قد حدثت فيمكنكم ان تتأكَّدوا من اعمال بيلاطس البنطي.‏‏»‏١٤ وإضافة الى ذلك،‏ وفقا ليوستينوس الشهيد،‏ فان هذه السجلات نفسها ذكرت عجائب يسوع،‏ التي يقول عنها:‏ «أمَّا انه قد فعل تلك الامور فيمكنكم ان تعلموا من اعمال بيلاطس البنطي.‏‏»‏١٥ صحيح ان هذه ‹‏الاعمال،‏‏› او السجلات الرسمية،‏ لم تعد موجودة.‏ ولكنْ من الواضح انها وُجدت في القرن الثاني،‏ ويوستينوس الشهيد تحدَّى بثقة قرّاءَه ان يتحقَّقوا منها للتثبُّت من صحة ما قاله.‏

      الدليل الآثاري

      ١٨ اي دعم يعطيه علم الآثار لوجود بيلاطس البنطي؟‏

      ١٨ والاكتشافات الآثارية ايضا اوضحت او ثبَّتت ما نقرأه في الاسفار اليونانية.‏ وهكذا في ١٩٦١ وُجد اسم بيلاطس البنطي في نقش في خرائب مسرح روماني في قيصرية.‏١٦ وحتى هذا الاكتشاف كان هنالك دليل محدود فقط،‏ بمعزل عن الكتاب المقدس نفسه،‏ على وجود هذا الحاكم الروماني.‏

      ١٩ و ٢٠ اية شخصيتين للكتاب المقدس ذكرهما لوقا (‏في لوقا والاعمال)‏ شهد علم الآثار على صحتهما؟‏

      ١٩ وفي انجيل لوقا نقرأ ان يوحنا المعمدان بدأ خدمته «اذ كان .‏ .‏ .‏ ليسانيوس رئيس رُبْعٍ على الأَبِليَّة.‏» (‏لوقا ٣:‏١‏)‏ والبعض شكّوا في هذه العبارة لأن يوسيفوس ذكر ليسانيوس الذي حَكَمَ الأَبِليَّة والذي مات في ٣٤ ق‌م،‏ قبل زمن طويل من ولادة يوحنا.‏ ولكنّ علم الآثار كشف نقشا في الأَبِليَّة يذكر ليسانيوس آخر كان حاكم رُبْع الولاية (‏رئيس رُبْعٍ)‏ في اثناء عهد طيباريوس،‏ الذي كان يحكم كقيصر في رومة عندما بدأ يوحنا خدمته.‏١٧ ومن الممكن بسهولة ان يكون هذا ليسانيوس الذي كان لوقا يشير اليه.‏

  • ‏«العهد الجديد» —‏ تاريخ أم أُسطورة؟‏
    الكتاب المقدس —‏ كلمة اللّٰه أم الانسان؟‏
    • رنَّة الحق

      ٢٣ و ٢٤ (‏أ)‏ اين نجد البرهان الاقوى على صحة كتابات الاسفار اليونانية المسيحية؟‏ (‏ب)‏ اية صفة ملازمة لسجل الكتاب المقدس تشهد على صدقه؟‏ أوضحوا.‏

      ٢٣ وهكذا فإن التاريخ وعلم الآثار يوضحان،‏ وإلى حدّ ما يثبِّتان،‏ العناصر التاريخية للاسفار اليونانية.‏ ولكنْ،‏ مرة ثانية،‏ يوجد البرهان الاقوى على صحة هذه الكتابات في الاسفار نفسها.‏ فعندما تقرأونها لا تبدو كأساطير.‏ ان لها رنَّة الحق.‏

      ٢٤ اولا،‏ انها صريحة جدا.‏ فكِّروا في ما هو مسجَّل عن بطرس.‏ ففشله المُرْبِك في المشي على الماء مفصَّل.‏ ثم ان يسوع يقول لهذا الرسول المحترَم احتراما عاليا:‏ «اذهب عنّي يا شيطان.‏» (‏متى ١٤:‏٢٨-‏٣١؛‏ ١٦:‏٢٣‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ بعد الاحتجاج بقوة انه حتى ولو هجر يسوعَ الآخرون جميعا فما كان هو ليفعل ذلك قط نام بطرس في سهره الليلي ومن ثم انكر سيده ثلاث مرات.‏ —‏ متى ٢٦:‏٣١-‏٣٥،‏ ٣٧-‏٤٥،‏ ٧٣-‏٧٥‏.‏

      ٢٥ اية ضعفات للرسل يشهِّرها كتبة الكتاب المقدس بصراحة؟‏

      ٢٥ ولكنّ بطرس ليس الشخص الوحيد الذي تُشهَّر ضعفاته.‏ فالسجل الصريح لا يتستَّر على مناقرة الرسل حول مَن كان الاعظم بينهم.‏ (‏متى ١٨:‏١؛‏ مرقس ٩:‏٣٤؛‏ لوقا ٢٢:‏٢٤‏)‏ كما لا يحذف إخبارنا ان أمّ الرسولين يعقوب ويوحنا سألت يسوع ان يعطي ابنيها المركزين الاكثر حظوة في ملكوته.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٠-‏٢٣‏)‏ و ‹المشاجرة (‏الحادّة)‏› بين برنابا وبولس مسجَّلة بأمانة.‏ —‏ اعمال ١٥:‏٣٦-‏٣٩‏.‏

      ٢٦ اي تفصيل عن قيامة يسوع ما كان ليُشمَل إلاَّ اذا كان صحيحا؟‏

      ٢٦ وجدير بالملاحظة ايضا الواقع ان سفر لوقا يخبرنا ان ‹النساء اللواتي كُنَّ قد أتين معه من الجليل› هُنَّ مَن عَلِمْنَ اولا بقيامة يسوع.‏ وهذا تفصيل غير عادي البتة في مجتمع القرن الاول الذي يسوده الذكور.‏ وفعلا،‏ وفقا للسجل،‏ ان ما كانت النساء يَقُلْنَه «تراءى .‏ .‏ .‏ كالهذيان» للرسل.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٥٥–‏٢٤:‏١١‏)‏ فإذا كان التاريخ في الاسفار اليونانية غير صحيح فلا بدّ انه قد اختُرِع.‏ ولكنْ لماذا يخترع احد قصة تصوِّر أعلاما محترَمين كهؤلاء في ضوء كهذا لا يظهرهم بأحسن ممّا هم عليه؟‏ فهذه التفاصيل ما كانت لتُشمَل إلاَّ اذا كانت صحيحة.‏

      يسوع —‏ شخص حقيقي

      ٢٧ كيف يشهد مؤرِّخ على الوجود التاريخي ليسوع؟‏

      ٢٧ كثيرون ينظرون الى يسوع،‏ كما هو موصوف في الكتاب المقدس،‏ كخيال معطى شكلا مثاليًّا.‏ ولكنّ المؤرِّخ ميخائيل ڠرانت يلاحظ:‏ «اذا طبَّقنا على العهد الجديد،‏ كما ينبغي لنا،‏ نوع المعايير نفسه الذي ينبغي لنا ان نطبِّقه على الكتابات القديمة الاخرى التي تحتوي على مواد تاريخية لا يمكننا في ما بعد ان ننبذ وجود يسوع اكثر ممّا يمكننا ان ننبذ وجود حشد من اشخاص وثنيين حقيقتُهم كأعلام تاريخيين لا يُشَكّ فيها ابدا.‏»‏١٩

      ٢٨ و ٢٩ لماذا هو ذو مغزى ان تعرض الاناجيل الاربعة صورة موحَّدة لشخصية يسوع؟‏

      ٢٨ وليس فقط وجود يسوع بل ايضا شخصيته تخرج سالمة في الكتاب المقدس برنَّة حقّ حاسمة.‏ فليس سهلا اختراع شخصية غير عادية ومن ثم عرض صورة ثابتة لها في كتاب بكامله من اوله الى آخره.‏ ويكاد يكون مستحيلا على اربعة كتبة مختلفين ان يكتبوا عن الشخصية نفسها ويرسموا على نحو ثابت الصورة نفسها التي لها إن لم توجد حقا تلك الشخصية على الاطلاق.‏ وواقع ان يسوع الموصوف في الاناجيل الاربعة جمعاء هو على نحو جليّ الشخص نفسه دليل مقنع على صدق الاناجيل.‏

      ٢٩ وميخائيل ڠرانت يورد سؤالا ملائما جدا:‏ «كيف يحدث انه،‏ عبر تقاليد الاناجيل كلها بدون استثناء،‏ تأتي صورة مرسومة بثبات على نحو لافت لشاب جذّاب يتنقَّل بحرية بين نساء من جميع الانواع،‏ بمَن فيهن سيِّئات السمعة قَطْعا،‏ دون أثر للعاطفيَّة،‏ عدم الطبيعيّة،‏ او الاحتشام المفرط،‏ محافظا مع ذلك،‏ عند كل نقطة،‏ على استقامة بسيطة للشخصية؟‏»‏٢٠ الجواب الوحيد هو ان رجلا كهذا وُجد حقا وتصرَّف بالطريقة التي يقولها الكتاب المقدس.‏

      لماذا لا يؤمنون

      ٣٠ و ٣١ لماذا لا يقبل الكثيرون الاسفار اليونانية المسيحية بصفتها دقيقة تاريخيا بالرغم من كل الادلّة؟‏

      ٣٠ بما ان هنالك دليلا مُرْغِما للقول ان الاسفار اليونانية تاريخ حقٌّ،‏ لماذا يقول البعض انها ليست كذلك؟‏ ولماذا الكثيرون،‏ فيما يقبلون جزءا منها كأصيل،‏ يرفضون مع ذلك ان يقبلوا كل شيء تحتويه؟‏ ذلك بصورة اساسية لأن الكتاب المقدس يسجِّل امورا لا يريد المفكِّرون العصريون ان يؤمنوا بها.‏ فهو يخبر،‏ مثلا،‏ ان يسوع تمَّم وتفوَّه بالنبوات على السواء.‏ ويخبر ايضا انه انجز عجائب وأنه بعد موته أُقيم.‏

      ٣١ وفي القرن الـ‍ ٢٠ المتشكِّك هذا تكون امور كهذه غير قابلة للتصديق.‏ وبخصوص العجائب يلاحظ الپروفسور عزرا پ.‏ ڠولد:‏ «هنالك تحفُّظ واحد يشعر بعض النُقاّد بأنهم مبرَّرون في صنعه .‏ .‏ .‏ أن العجائب لا تحدث.‏‏»‏٢١ والبعض يقبلون ان يسوع ربّما أجرى اعمال شفاء،‏ وإنَّما فقط من النوع العقلي الجسماني،‏ ‹تغلُّب الروح على الجسد.‏› أمَّا بالنسبة الى العجائب الاخرى،‏ فالغالبية تعلِّلها إمَّا كاختراعات وإمَّا كحوادث حقيقيّة حُرِّفت في الإخبار.‏

      ٣٢ و ٣٣ كيف حاول البعض ان يعلِّلوا عجيبة يسوع لإطعام جمع كبير،‏ ولكنْ لماذا ذلك غير منطقي؟‏

      ٣٢ ومثالا على ذلك،‏ تأمَّلوا في المناسبة التي فيها اطعم يسوع جمعا من اكثر من ٠٠٠‏,‏٥ من مجرد ارغفة قليلة وسمكتين.‏ (‏متى ١٤:‏١٤-‏٢٢‏)‏ فمؤرِّخ القرن التاسع عشر هاينريتش بولس اقترح ان ما حدث حقا هو هذا:‏ وجد يسوع ورسله انفسهم مصحوبين بحشد كبير بدأوا يجوعون.‏ ولذلك قرَّر ان يرسم مثالا صالحا للأغنياء بينهم.‏ فأخذ ما كان لديه ولدى رسله من طعام قليل وشارك فيه الحشد.‏ وما لبث الآخرون الذين كانوا قد جلبوا طعاما ان تبعوا مثاله وشاركوا في ما لهم.‏ وأخيرا،‏ أُطعم الحشد بكامله.‏٢٢

      ٣٣ ولكنْ،‏ اذا كان هذا ما حدث حقا،‏ فقد كان برهانا لافتا على قوة المثال الصالح.‏ فلماذا تُحرَّف قصة ممتعة وذات معنى كهذه لجعلها تبدو عجيبة فوق الطبيعة؟‏ فعلا،‏ ان مثل هذه الجهود كلها لتعليل العجائب كشيء غير عجائبي إنَّما يخلق مشاكل اكثر ممّا يحل.‏ انها كلها مؤسسة على مقدمة منطقية باطلة.‏ فهي تبدأ بالفرض ان العجائب مستحيلة.‏ ولكن لماذا يلزم ان تكون هذه هي الحال؟‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة