-
هل تعلِّمون كما علَّم يسوع؟برج المراقبة ١٩٩٤ | ١٥ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
الصيرورة «ابن الوصية»
٩، ١٠ بعد عودة والدَي يسوع الى اورشليم، اين وجداه، وماذا كان مغزى اسئلة يسوع؟
٩ يأسف البعض ان هنالك حادثة واحدة فقط مسجَّلة في حداثة يسوع. ومع ذلك يفشل كثيرون في ادراك المغزى المهم لهذه الحادثة. وهي مذكورة لنا في لوقا ٢:٤٦، ٤٧: «بعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم. وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته.» ويعرض القاموس اللاهوتي للعهد الجديد لمؤلِّفه كيتل الفكرة انه في هذه الحالة لم تكن الكلمة اليونانية التي تقابل «يسأل» مجرد فضولية حدث. فيمكن ان تشير الكلمة الى الاسئلة المستخدَمة في الاستنطاق، التحقيق، الاستجواب، في القضاء، وحتى الى «الاسئلة الفاحصة والماكرة للفريسيين والصدوقيين،» كتلك المذكورة في مرقس ١٠:٢ و ١٢:١٨-٢٣.
١٠ ويتابع القاموس نفسه قائلا: «نظرا الى هذا الاستعمال يمكن ان يُسأل عما اذا كانت . . . لوقا ٢:٤٦ تشير، لا الى فضولية الاسئلة عند الحدث، بل بالاحرى الى مناقشته الناجحة. ويتلاءم العدد ٤٧ مع وجهة النظر الاخيرة.»a وترجمة رذرهام للعدد ٤٧ تقدمه لنا كمواجهة مثيرة: «كل الذين سمعوه كانوا محتدمين غيظا، بسبب فهمه وأجوبته.» ويقول صوَر الكلام في العهد الجديد لروبرتسن ان دهشتهم المستمرة تعني انهم «احتدموا غيظا وكأن عيونهم جحظت.»
١١ ماذا كان ردّ فعل مريم ويوسف لِما رأياه وسمعاه، وماذا يقترح احد القواميس اللاهوتية؟
١١ عندما اتى اخيرا والدا يسوع الى الهيكل، «اندهشا.» (لوقا ٢:٤٨) يقول روبرتسن ان الكلمة اليونانية في هذه العبارة تعني «ان يصدم، ان يدفع بضربة.» ويضيف ان يوسف ومريم «صُدما» بما رأياه وسمعاه. فمن بعض النواحي كان يسوع معلِّما مدهشا. ونظرا الى هذه الحادثة في الهيكل، يدَّعي مؤلَّف كيتل ان «يسوع يستهل في حداثته الصراع [مع القادة الدينيين] الذي سيضطر فيه خصومه ان يستسلموا اخيرا.»
١٢ ماذا وسم مناقشات يسوع اللاحقة مع القادة الدينيين؟
١٢ وقد استسلموا فعلا! فبعد سنوات، هزم يسوع الفريسيين بأسئلة كهذه حتى لم «يجسر احد ان يسأله بتة.» (متى ٢٢:٤١-٤٦) وقد أُسكت الصدوقيون على نحو مماثل في قضية القيامة، و «لم يتجاسروا ايضا ان يسألوه عن شيء.» (لوقا ٢٠:٢٧-٤٠) ولم يكن الكتبة افضل حالا. فبعد ان كانت لاحدهم مناقشة مع يسوع، «لم يجسر احد بعد ذلك ان يسأله.» — مرقس ١٢:٢٨-٣٤.
١٣ ماذا جعل الحادثة في الهيكل ذات مغزى في حياة يسوع، وأيّ ادراك اضافي تقترحه؟
١٣ ولماذا اختيرت هذه الحادثة التي تشمل يسوع والمعلِّمين في الهيكل من حداثته لسردها؟ لقد كانت نقطة تحوُّل في حياة يسوع. فعندما كان بعمر ١٢ سنة، صار ما كان اليهود يدعونه «ابن الوصية،» مسؤولا عن حفظ كل احكامها. وعندما تشكَّت مريم الى يسوع عن الالم العقلي الذي سبَّبه لها وليوسف، دلَّ جواب ابنها على انه ادرك على الارجح طبيعة ولادته العجائبية ومستقبله المسيَّاني. وهذا ما يقترحه قوله بطريقة مباشرة ان اللّٰه هو ابوه: «لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما انه ينبغي ان اكون في ما لأبي.» وبالمناسبة، هذه هي كلمات يسوع الاولى المسجَّلة في الكتاب المقدس، وتدل على ادراكه لقصد يهوه من ارساله الى الارض. وهكذا فإن هذه الحادثة هي ذات مغزى رئيسي. — لوقا ٢:٤٨، ٤٩.
-
-
هل تعلِّمون كما علَّم يسوع؟برج المراقبة ١٩٩٤ | ١٥ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
a طبعا، لدينا كل سبب لنصدِّق ان يسوع كان سيُظهر الاعتبار اللائق للاكبر سنا منه، وخصوصا المسنين والكهنة. — قارنوا لاويين ١٩:٣٢؛ اعمال ٢٣:٢-٥.
-