-
فدية معادلة لاجل الجميعبرج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
فدية معادلة لاجل الجميع
«ان ابن الانسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين.» — متى ٢٠:٢٨.
١ و ٢ (أ) لماذا يمكن القول ان الفدية هي هبة اللّٰه العظمى للجنس البشري؟ (ب) اية فائدة تأتي من فحص الفدية؟
الفدية هي هبة اللّٰه العظمى للجنس البشري. فبواسطة «الفداء،» يمكننا الحصول على «غفران الخطايا.» (افسس ١:٧) انها الاساس لرجاء الحياة الابدية، سواء في السماء او على ارض فردوسية. (لوقا ٢٣:٤٣؛ يوحنا ٣:١٦) وبسببها، يمكن للمسيحيين ان يتمتعوا بموقف طاهر امام اللّٰه حتى في الوقت الحاضر. — رؤيا ٧:١٤، ١٥.
٢ فالفدية، اذًا، ليست شيئا غامضا او تجريديا. واذ لها اساس شرعي في المبادئ الالهية، يمكن للفدية ان تجلب فوائد حقيقية وملموسة. وقد تكون اوجه معيَّنة من هذه العقيدة «عسرة الفهم.» (٢ بطرس ٣:١٦) لكنكم ستجدونه يستحق الجهد ان تفحصوا الفدية بدقة، لأنها تعكس محبة اللّٰه الفائقة للجنس البشري. وأن تدركوا معنى الفدية هو ان تفهموا وجها رئيسيا لِـ «غنى اللّٰه وحكمته وعلمه،» التي لا حد لها. — رومية ٥:٨؛ ١١:٣٣.
قضايا للبتّ
٣ كيف صارت الفدية ضرورية، ولماذا لا يمكن للّٰه ان يتغاضى ببساطة عن خطية الجنس البشري؟
٣ صارت الفدية ضرورية بسبب خطية الانسان الاول، آدم، الذي ورَّث ذريته ميراثا باطلا من المرض، السقم، الحزن، والالم. (رومية ٨:٢٠) وبسبب نقصهم الموروث، فإن كل المتحدرين من آدم هم «ابناء الغضب،» ويستحقون الموت. (افسس ٢:٣؛ تثنية ٣٢:٥) ولا يمكن للّٰه ان يستسلم لشعور مجرَّد من المبادئ ويغفر ببساطة للجنس البشري دون تأديب. فكلمته تظهر ان «اجرة الخطية هي موت.» (رومية ٦:٢٣) وأن يتغاضى عن خطية الجنس البشري هو ان يضطر اللّٰه الى تجاهل مقاييسه البارة وإبطال عدله الشرعي! (ايوب ٤٠:٨) إلا ان «(البر) والحق قاعدة كرسي [اللّٰه].» (مزمور ٨٩:١٤) وأيّ انحراف عن البر من جهته لا يكون إلا تشجيعا على الاثم وإضعافا لمكانته كمتسلط كوني. — قارنوا جامعة ٨:١١.
٤ تمرّد الشيطان انشأ اية قضايا؟
٤ كان يجب ان يبتّ اللّٰه ايضا قضايا اخرى انشأها تمرّد الشيطان، قضايا ذات اهمية اعظم بكثير من الورطة البشرية. فالشيطان ألقى ظلا قاتما على اسم اللّٰه الحسن باتِّهام يهوه بأنه كاذب ودكتاتور قاسٍ حرم خلائقه من المعرفة والحرية. (تكوين ٣:١-٥) وفضلا عن ذلك، بالإحباط الظاهري لقصد اللّٰه ان يملأ الارض بشرا ابرارا، جعل الشيطان اللّٰه يبدو وكأنه فاشل. (تكوين ١:٢٨؛ اشعياء ٥٥:١٠، ١١) وقد تجرَّأ الشيطان ايضا على الافتراء على خدام اللّٰه الاولياء، متَّهما انهم خدموه فقط بدوافع انانية. واذا وُضعوا تحت ضغط، كما تبجَّح الشيطان، فلا احد منهم يبقى وليّا للّٰه! — ايوب ١:٩-١١.
٥ لماذا لا يمكن للّٰه ان يتجاهل تحديات الشيطان؟
٥ ان هذه التحديات لا يمكن تجاهلها. فلو تُركت دون اجابة، لاختفت اخيرا الثقة بحكم اللّٰه والتأييد له. (امثال ١٤:٢٨) واذا أُفسد القانون والنظام، أفلا تسود الفوضى الشديدة كل انحاء الكون؟ لذلك كان اللّٰه مديونا لنفسه ولطرقه البارة بتبرئة سلطانه. وكان مديونا لخدامه الامناء بالسماح لهم بأن يظهروا له ولاءهم الذي لا ينثلم. وعنى ذلك معالجة مأزق البشرية الخاطئة بطريقة اعطت الاولوية للقضايا الاسمى. فقال لاسرائيل لاحقا: «انا انا هو الماحي ذنوبكَ لاجل نفسي.» — اشعياء ٤٣:٢٥.
الفدية: تغطية
٦ ما هي بعض التعابير المستعملة في الكتاب المقدس لوصف وسيلة اللّٰه لانقاذ الجنس البشري؟
٦ في المزمور ٩٢:٥ نقرأ: «ما اعظم اعمالك يا رب وأعمق جدا افكارك.» لذلك، يتطلب جهدا منا ان نفهم ما فعله اللّٰه لاجل الجنس البشري. (قارنوا مزمور ٣٦:٥، ٦.) ولسعادتنا، يساعدنا الكتاب المقدس على فهم الامور باستعمال عدد من التعابير التي تصف او توضح اعمال اللّٰه العظيمة من وجهات نظر متنوعة. فالكتاب المقدس يتحدث عن الفدية بتعابير الشراء، المصالحة، الاسترضاء، الفداء، والكفارة. (مزمور ٤٩:٨؛ دانيال ٩:٢٤؛ غلاطية ٣:١٣، عج؛ كولوسي ١:٢٠؛ عبرانيين ٢:١٧، عج) ولكن ربما كان التعبير الذي يصف الامور على نحو افضل هو التعبير الذي استعمله يسوع نفسه في متى ٢٠:٢٨: «ابن الانسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدم وليبذل نفسه فدية [باليونانية، ليترون] عن كثيرين.»
٧ و ٨ (أ) ماذا نتعلم من الكلمتين اليونانية والعبرانية المقابلتين لفدية؟ (ب) أوضحوا كيف تشمل الفدية التعادل.
٧ فما هي الفدية؟ ان الكلمة اليونانية ليترون تأتي من فعل يعني «ان يخسر.» وكانت تُستعمل لتصف المال المدفوع مقابل اطلاق سجناء الحرب. أما في الاسفار العبرانية فإن الكلمة التي تقابل فدية، كُفِر، تأتي من فعل يعني ان «يغطي» او «يغشِّي.» مثلا، قال اللّٰه لنوح ان يغطي (كَفَر) الفلك بالقار. (تكوين ٦:١٤، عج) اذًا، من وجهة النظر هذه، ان يفدي، او ان يكفِّر عن الخطايا، يعني ان يغطي الخطايا. — مزمور ٦٥:٣، عج.
٨ ان القاموس اللاهوتي للعهد الجديد يذكر ان كُفِر «تشير دائما الى مساواة،» او تعادل. وهكذا، فان غطاء (كَپُّرِث) تابوت العهد عادل في الشكل التابوت نفسه. وعلى نحو مماثل، في التكفير عن الخطية، او الفداء، يتطلب العدل الالهي ‹نفسا بنفس. عينا بعين. سنّا بسنّ. يدا بيد. رِجلا برجل.› (تثنية ١٩:٢١) ولكن احيانا يمكن ارضاء العدل اذا قُدِّم شيء مساوٍ بدلا من العقاب الشديد. للايضاح: تتحدث خروج ٢١:٢٨-٣٢ عن ثور ينطح شخصا حتى الموت. فاذا كان صاحب الثور يعرف تصرف الثور ولكن لم يتخذ التدابير الوقائية الملائمة، يمكن ان يُجبر على ان يغطي او يدفع حياته مقابل حياة الشخص المقتول! ولكن ماذا اذا كان صاحب الثور مسؤولا جزئيا فقط؟ سيحتاج الى كُفِر، شيء يغطي خطأه. وقد يضع عليه القضاة المعيَّنون فدية، او غرامة، كثمن فداء.
٩ كيف توضح حالة تشمل ابكار اسرائيل الدقة المطلوبة في ثمن الفداء؟
٩ وثمة تعبير عبراني آخر يتعلق بـ «فداء» هو پَذَهْ، فعل يعني من حيث الاساس ان «يفدي.» ويوضح عدد ٣:٣٩-٥١ كم كان يجب ان يكون ثمن الفداء دقيقا. فإذ انقذ ابكار الاسرائيليين من القتل في فصح السنة ١٥١٣ قم، امتلكهم اللّٰه. وهكذا كان يستطيع ان يطلب كل ابنٍ بكرٍ اسرائيلي لكي يخدمه في الهيكل. وعوضا عن ذلك، قَبِل اللّٰه ‹(ثمن) الفداء› (پيذيوم، صيغة اسم مشتق من پَذَهْ)، اذ امر: «تأخذ اللاويين لي. . . . بدل كل بكر في بني اسرائيل.» ولكن كان يجب ان يكون البَدَل دقيقا. فأُجري احصاء رسمي لسبط لاوي: ٠٠٠,٢٢ ذكر. ثم احصاء رسمي لجميع الابكار الاسرائيليين: ٢٧٣,٢٢ ذكرا. وفقط بدفع «(ثمن) فداء» من خمسة شواقل عن كل فرد امكن فداء الابكار الـ ٢٧٣ الزائدين، وإعفاؤهم من خدمة الهيكل.
فدية معادلة
١٠ لماذا لم يكن ممكنا ان تغطي الذبائح الحيوانية على نحو كافٍ خطايا الجنس البشري؟
١٠ ان ما سبق يوضح ان الفدية يجب ان تكون المساوية لما تحلّ محلَّه، او تغطّيه. والذبائح الحيوانية التي قدَّمها رجال الايمان من هابيل فصاعدا لم يكن بامكانها ان تغطي حقا خطايا الناس، لأن البشر اسمى من الحيوانات غير العاقلة. (مزمور ٨:٤-٨) وهكذا استطاع بولس ان يكتب انه «لا يمكن أنَّ دم ثيران وتيوس يرفع خطايا.» فذبائح مثل هذه يمكن ان تخدم فقط كتغطية صورية، او رمزية، توقعا للفدية التي كانت ستأتي. — عبرانيين ١٠:١-٤.
١١ و ١٢ (أ) لماذا لا يجب على آلاف ملايين البشر ان يموتوا موتا فدائيا لتغطية خطية الجنس البشري؟ (ب) مَن وحده يمكنه ان يخدم ك «فدية معادلة،» وأيّ قصد يخدمه موته؟
١١ وهذه الفدية المرموز اليها كان يجب ان تكون المساواة الدقيقة لآدم، لأن عقوبة الموت التي طبَّقها اللّٰه بعدل على آدم أدَّت الى ادانة العرق البشري. «في آدم يموت الجميع،» تقول ١ كورنثوس ١٥:٢٢. لذلك لم يكن ضروريا ان يموت آلاف ملايين الافراد البشر موتا فدائيا ليعادلوا كل فرد من اولاد آدم. «بانسان واحد [آدم] دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت.» (رومية ٥:١٢) و «اذ الموت بانسان،» فان فداء الجنس البشري يمكن ايضا ان يأتي «بانسان.» — ١ كورنثوس ١٥:٢١.
١٢ والانسان الذي يمكن ان يكون الفدية يجب ان يكون انسانا كاملا من لحم ودم — المساوي الدقيق لآدم. (رومية ٥:١٤) والمخلوق الروحاني او «الاله-الانسان» لا يوازن بين كفتي ميزان العدل. فانسان كامل فقط، شخص ليس تحت حكم الموت الآدمي، يمكنه ان يقدِّم «فدية معادلة،» فدية تعادل آدم على نحو كامل. (١ تيموثاوس ٢:٦، عج)a وبتقديم حياته ذبيحة طوعا، استطاع «آدم الأخير» هذا ان يدفع اجرة خطية «آدم الانسان الاول.» — ١ كورنثوس ١٥:٤٥؛ رومية ٦:٢٣.
١٣ و ١٤ (أ) هل يستفيد آدم وحواء من الفدية؟ اشرحوا. (ب) كيف تفيد الفدية المتحدرين من آدم؟ أوضحوا.
١٣ إلا انه لا آدم ولا حواء يستفيدان من الفدية. فالناموس الموسوي احتوى على هذا المبدإ: «لا تأخذوا فدية عن نفس القاتل المذنب للموت.» (عدد ٣٥:٣١) وآدم لم ينخدع، لذلك كانت خطيته ارادية ومتعمَّدة. (١ تيموثاوس ٢:١٤، عج) وعنى ذلك القتل لذريته، لأنهم ورثوا الآن نقصه، وبالتالي صاروا تحت حكم الموت. فمن الواضح ان آدم استحق الموت، لأنه كانسان كامل اختار اراديا العصيان على شريعة اللّٰه. ويكون مخالفا لمبادئ يهوه البارة ان يطبِّق الفدية لمصلحة آدم. لكنّ دفع اجرة خطية آدم يُعِدّ لإبطال حكم الموت الواقع على ذرية آدم! (رومية ٥:١٦) وبالمعنى القانوني، ان قوة الخطية المهلِكة قُضي عليها تماما من اصلها. والفادي «يذوق . . . الموت لاجل كل واحد،» حاملا نتائج الخطية لاجل جميع اولاد آدم. — عبرانيين ٢:٩؛ ٢ كورنثوس ٥:٢١؛ ١ بطرس ٢:٢٤.
١٤ وللايضاح: تخيَّلوا مصنعا كبيرا بمئات الموظفين. ومدير المصنع غير المستقيم يجعل العمل يفلس؛ فيقفل المصنع ابوابه. والمئات الآن بلا عمل وغير قادرين على دفع فواتيرهم. ورفقاء زواجهم، اولادهم، نعم، وحتى الدائنون كلهم يتألمون بسبب فساد ذلك الرجل الواحد! حينئذ يأتي فاعل خير ثري يدفع دَين الشركة بكامله ويعيد فتح المصنع. وبدوره، فان إبطال دَيْن ذلك الواحد، يجلب راحة تامة للموظفين الكثيرين، عائلاتهم، والدائنين. ولكن هل يجب على المدير الاصلي ان يشارك في الازدهار الجديد؟ كلا، فهو في السجن وبالتالي عاطل عن عمله بشكل دائم! وعلى نحو مماثل، فإن إبطال دَيْن آدم الواحد يجلب فوائد لملايين من المتحدرين منه — ولكن ليس لآدم.
من يزوِّد الفدية؟
١٥ مَن يستطيع ان يزوِّد الفدية للجنس البشري، ولماذا؟
١٥ رثى صاحب المزمور: «الاخ لن يفدي الانسان فداء ولا يعطي اللّٰه كفارة عنه. وكريمة هي فدية نفوسهم فغلقت الى الدهر.» والترجمة الانكليزية الجديدة تقول ان ثمن الفدية كان «دائما فوق قدرته على الدفع.» (مزمور ٤٩:٧، ٨) فمَن، اذًا، يزوِّد الفدية؟ يهوه فقط يستطيع ان يزوِّد ‹الحَمَل [الكامل] . . . الذي يرفع خطية العالم.› (يوحنا ١:٢٩) ولم يرسل اللّٰه ملاكا لانقاذ الجنس البشري. فقد صنع التضحية الاسمى لارسال ابنه الوحيد، «ذاك الذي هو مولع به خصوصا.» — امثال ٨:٣٠، عج؛ يوحنا ٣:١٦.
١٦ (أ) كيف حدث انّ ابن اللّٰه وُلد انسانا كاملا؟ (ب) ماذا يمكن ان يُدعى يسوع بالمعنى القانوني؟
١٦ بمساهمته الطوعية في الترتيب الالهي، «اخلى [ابن اللّٰه] نفسه» من طبيعته السماوية. (فيلبي ٢:٧) وقد نقل يهوه قوة حياة ونمط شخصية ابنه السماوي البكر الى رحم عذراء يهودية اسمها مريم. ثم ‹ظلَّلها› الروح القدس، ضامنا ان الولد الذي ينمو في رحمها سيكون مقدسا، خاليا تماما من الخطية. (لوقا ١:٣٥؛ ١ بطرس ٢:٢٢) وكانسان، كان سيُدعى يسوع. ولكن بالمعنى القانوني، يمكن ان يُدعى ‹آدم الثاني،› لانه عادل آدم على نحو كامل. (١ كورنثوس ١٥:٤٥، ٤٧) وهكذا امكن ليسوع ان يقدِّم نفسه ذبيحة ك «حمل بلا عيب ولا دنس،» فدية لاجل الجنس البشري الخاطئ. — ١ بطرس ١:١٨، ١٩.
١٧ (أ) الى مَن تُدفع الفدية، ولماذا؟ (ب) بما ان اللّٰه يزوِّد ويتسلَّم الفدية على السواء، لماذا صُنع التبادل بأية حال؟
١٧ ولكن، الى مَن كانت ستُدفع هذه الفدية؟ طوال قرون جادل لاهوتيو العالم المسيحي انها دُفعت الى الشيطان ابليس. والواقع هو ان الجنس البشري «مبيع تحت» الخطية وهكذا صار تحت سلطة الشيطان. (رومية ٧:١٤؛ ١ يوحنا ٥:١٩) لكنّ يهوه، لا الشيطان، «يتطلب العقاب» على فعل الخطإ. (١ تسالونيكي ٤:٦، عج) لذلك، كما يذكر المزمور ٤٩:٧ على نحو واضح، فإن الفدية يجب دفعها الى «اللّٰه.» ويهوه يجعل الفدية متوافرة، ولكن بعد ان يجري تقديم حمل اللّٰه ذبيحة فان قيمة فديته يجب ان تُدفع الى اللّٰه. (قارنوا تكوين ٢٢:٧، ٨، ١١-١٣؛ عبرانيين ١١:١٧.) وهذا لا يحوِّل الفدية الى تبادل آلي وتافه، كما لو ان مالا أُخذ من جيب ووُضع في آخر. فالفدية لا تشمل تبادلا ماديا بقدر ما تشمل صفقة شرعية. وبالاصرار على وجوب دفع فدية — حتى بكلفة باهظة لنفسه — اكَّد يهوه التصاقه الثابت بمبادئه البارة. — يعقوب ١:١٧.
«قد أُكمل»
١٨ و ١٩ لماذا كان ضروريا ان يتألم يسوع؟
١٨ في ربيع السنة ٣٣ بم، حان الوقت لدفع الفدية. فأُوقف يسوع المسيح بتهم باطلة، وحُكم عليه بأنه مذنب، وسُمِّر على خشبة الاعدام. فتضرَّع الى اللّٰه «بصراخ شديد ودموع» بسبب الالم الشديد والذلّ المشمولين. (عبرانيين ٥:٧) فهل كان ضروريا ان يتألم يسوع هكذا؟ نعم، لأنه بالبقاء ‹(وليّا) بلا شر ولا دنس منفصلا عن الخطاة› الى النهاية، بتَّ يسوع بصورة قطعية مثيرة قضية استقامة خدام اللّٰه. — عبرانيين ٧:٢٦.
١٩ وتألُّم المسيح خدم ايضا ليكمِّله من اجل دوره كرئيس كهنة للجنس البشري. وبهذه الصفة، لا يكون موظفا لامباليا ومستقلا يؤدي عمله بطريقة روتينية جامدة. «لأنه في ما هو قد تألَّم مجرَّبا يقدر ان يُعِينَ المجرَّبين.» (عبرانيين ٢:١٠، ١٨؛ ٤:١٥) وفي لحظة موته، استطاع يسوع ان يصرخ بانتصار، «قد أُكمل.» (يوحنا ١٩:٣٠) وهو لم يبرهن فقط على استقامته بل نجح في وضع الاساس لخلاص الجنس البشري — والاهم، تبرئة سلطان يهوه!
٢٠ و ٢١ (أ) لماذا أُقيم المسيح من الموت؟ (ب) لماذا صار يسوع المسيح «محيئ في الروح»؟
٢٠ ولكن، بأية طريقة كانت ستُطبق الفدية فعلا على الجنس البشري الخاطئ؟ متى؟ وكيف؟ لم تُترك هذه المسائل للصدفة. ففي اليوم الثالث بعد موت المسيح، أقامه يهوه من الموت. (اعمال ٣:١٥؛ ١٠:٤٠) وبهذا العمل المهم جدا، الواقع الذي اكَّد صحته مئات شهود العيان، لم يكافئ يهوه خدمة ابنه الامينة فحسب بل منحه فرصة لانهاء عمله الفدائي. — رومية ١:٤؛ ١ كورنثوس ١٥:٣-٨.
٢١ صار يسوع «محيئ في الروح،» وجثته الارضية جرى التخلص منها بطريقة لم يُكشف عنها. (١ بطرس ٣:١٨؛ مزمور ١٦:١٠؛ اعمال ٢:٢٧) وكمخلوق روحاني، تمكَّن يسوع المقام الآن من القيام بعودة منتصرة الى السماء. ويا للابتهاج الذي لا حدّ له الذي كان هناك دون شك في السماء في تلك المناسبة! (قارنوا ايوب ٣٨:٧.) ويسوع لم يعد لمجرد التمتع بالترحيب به. فقد اتى لانجاز عمل آخر، بما فيه ذاك الذي لجعله ممكنا لكامل العرق البشري ان يستفيدوا من فديته. (قارنوا يوحنا ٥:١٧، ٢٠، ٢١.) أما كيف أَنجز ذلك وماذا يعنيه للجنس البشري فستجري مناقشته في المقالة التالية.
[الحاشية]
a ان الكلمة اليونانية المستعملة هنا، انتيليترون، لا تظهر في ايّ مكان آخر في الكتاب المقدس. انها متصلة بالكلمة التي استعملها يسوع مقابل فدية (ليترون) في مرقس ١٠:٤٥. لكنّ القاموس الاممي الجديد للاهوت العهد الجديد يشير الى ان انتيليترون ‹تؤكد مفهوم التبادل.› وعلى نحو ملائم، تنقلها ترجمة العالم الجديد الى «فدية معادلة.»
-
-
«قد اشتُريتم بثمن»برج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
«قد اشتُريتم بثمن»
«قد اشتُريتم بثمن. فمجِّدوا اللّٰه في اجسادكم.» — ١ كورنثوس ٦:٢٠.
١ و ٢ (أ) ماذا فتح «للموت مخارج»؟ (ب) ماذا كان يجب فعله لجعل ذبيحة المسيح سارية المفعول قانونيا، كما رُمز اليها بماذا؟
«اللّٰه لنا اله خلاص،» قال صاحب المزمور، «وعند الرب السيد للموت مخارج.» (مزمور ٦٨:٢٠) ان ذبيحة يسوع المسيح فتحت هذا المخرج. ولكن لكي تكون هذه الذبيحة سارية المفعول قانونيا، كان يجب ان يقوم المسيح بمثول شخصي امام اللّٰه نفسه.
٢ وقد رُمز الى ذلك في يوم الكفَّارة عندما كان رئيس الكهنة يدخل الى قدس الاقداس. (لاويين ١٦:١٢-١٥) «وأما المسيح،» كتب الرسول بولس، «وهو قد جاء رئيس كهنة . . . فـ . . . ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة الى الاقداس فوجد فداء ابديا. لأن المسيح لم يدخل الى اقداس مصنوعة بيد اشباه الحقيقية بل الى السماء عينها ليظهر الآن امام وجه اللّٰه لأجلنا.» — عبرانيين ٩:١١، ١٢، ٢٤.
قوة الدم
٣ (أ) كيف يعتبر عبَّاد يهوه الدم، ولماذا؟ (ب) ماذا يُظهر ان الدم لديه القوة الشرعية للتكفير عن الخطايا؟
٣ وأيّ دور يقوم به دم المسيح في خلاصنا؟ منذ ايام نوح، اعتبر العبَّاد الحقيقيون الدم مقدسا. (تكوين ٩:٤-٦) والدم يقوم بدور مهم في عملية الحياة، لأن الكتاب المقدس يقول ان «نفس [او حياة] الجسد هي في الدم.» (لاويين ١٧:١١) لذلك تطلَّب الناموس الموسوي، عند تقديم حيوان ذبيحة، ان يُسكب دمه امام يهوه. وأحيانا كان يوضع الدم على قرون المذبح. فمن الواضح ان القوة الكفَّارية للذبيحة كانت في دمها. (لاويين ٨:١٥؛ ٩:٩) «كل شيء تقريبا يتطهَّر حسب الناموس بالدم وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة.» — عبرانيين ٩:٢٢.
٤ (أ) اي قصد خدمه حظر اللّٰه استعمال الدم؟ (ب) ماذا كان مهما بشأن الطريقة التي قُتل بها يسوع؟
٤ فلا عجب، اذًا، انه تحت الناموس، كانت اية اساءة استعمال للدم تستحق عقاب الموت! (لاويين ١٧:١٠) وكلنا نعرف انه عندما تصير مادة نادرة، او يُحظر استعمالها بشدة، تزداد قيمتها. وضبط يهوه لاستعماله ضمن ان يُعتبر الدم، لا شيئا ذا قيمة عادية، بل شيئا ذا قيمة ثمينة. (اعمال ١٥:٢٩؛ عبرانيين ١٠:٢٩) وانسجم ذلك مع القصد السامي الذي يخدمه دم المسيح. وعلى نحو لائق، مات بطريقة جعلت دمه يُسفك. وهكذا، كان واضحا ان المسيح لم يقدِّم فقط جسده البشري ذبيحة وانما سكب نفسه، ضحَّى بحياته عينها كانسان كامل! (اشعياء ٥٣:١٢) والمسيح لم يخسر الحق الشرعي في تلك الحياة بسبب النقص، لذلك كانت لدمه المسكوب قيمة عظيمة وأمكنه تقديمها امام اللّٰه كفَّارة عن خطايا الجنس البشري.
٥ (أ) ماذا اخذ المسيح الى السماء، ولماذا؟ (ب) كيف كان واضحا ان اللّٰه قبل ذبيحة المسيح؟
٥ لم يكن ممكنا للمسيح ان يأخذ دمه الحرفي الى السماء. (١ كورنثوس ١٥:٥٠) وبالاحرى، اخذ ما رمز اليه هذا الدم: القيمة الشرعية لحياته البشرية الكاملة المقدَّمة ذبيحة. وأمام شخص اللّٰه، امكنه القيام بتقديم رسمي لتلك الحياة فدية عن الجنس البشري الخاطئ. وقبول يهوه تلك الذبيحة صار واضحا في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، عندما حلَّ الروح القدس على الـ ١٢٠ تلميذا في اورشليم. (اعمال ٢:١-٤) والمسيح، اذا جاز التعبير، امتلك الآن العرق البشري بالشراء. (غلاطية ٣:١٣، عج؛ ٤:٥، عج؛ ٢ بطرس ٢:١، عج) وهكذا، يمكن ان تتدفق فوائد الفدية على الجنس البشري.
المستفيدون الاولون من الفدية
٦ اية ترتيبات صنعها اللّٰه من اجل تطبيق فوائد فدية المسيح؟
٦ لكنّ ذلك لا يعني ان الجنس البشري سيُمنح كمالا جسديا فوريا، لأنه إن لم يجرِ التغلب على طبيعة الانسان الخاطئة، فلن يكون الكمال الجسدي ممكنا. (رومية ٧:١٨-٢٤) فكيف ومتى سيجري التغلب على الخطية؟ رتب اللّٰه اولا لِـ ٠٠٠,١٤٤ ‹كاهن [سماوي] لالهنا ان يملكوا على الارض› مع المسيح يسوع. (رؤيا ٥:٩، ١٠؛ ٧:٤؛ ١٤:١-٣) فبواسطتهم سيجري تطبيق فوائد الفدية تدريجيا على الجنس البشري طوال فترة ألف سنة. — ١ كورنثوس ١٥:٢٤-٢٦؛ رؤيا ٢١:٣، ٤.
٧ (أ) ما هو العهد الجديد، مَن هما الفريقان فيه، وأيّ قصد يخدمه؟ (ب) لماذا يجب ان يحصل موت لجعل العهد الجديد ممكنا، وأي دور يقوم به دم المسيح؟
٧ وتمهيدا لذلك، فإن الـ ٠٠٠,١٤٤ ملك-كاهن «اشتُروا من بين الناس.» (رؤيا ١٤:٤) ويُنجَز ذلك بواسطة ‹عهد جديد.› وهذا العهد هو عقد بين يهوه اللّٰه واسرائيل اللّٰه الروحي لكي يخدم اعضاؤه كملوك وكهنة. (ارميا ٣١:٣١-٣٤؛ غلاطية ٦:١٦؛ عبرانيين ٨:٦-١٣؛ ١ بطرس ٢:٩) ولكن، كيف يكون عهد بين اللّٰه والانسان الناقص ممكنا؟ يشرح بولس: «حيث توجد وصية يلزم بيان موت الموصي. لأن الوصية ثابتة على الموتى اذ لا قوة لها البتة ما دام الموصي حيا.» — عبرانيين ٩:١٦، ١٧.
٨ و ٩ كيف ترتبط الفدية بالعهد الجديد؟
٨ وهكذا فان الذبيحة الفدائية اساسية للعهد الجديد، الذي وسيطه يسوع. كتب بولس: «يوجد اله واحد ووسيط واحد بين اللّٰه والناس الانسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية (معادلة) لاجل الجميع الشهادة في اوقاتها الخاصة.» (١ تيموثاوس ٢:٥، ٦) وتنطبق هذه الكلمات بشكل خصوصي على الـ ٠٠٠,١٤٤، الذين معهم صُنع العهد الجديد.
٩ عندما صنع اللّٰه عهدا مع اسرائيل الجسدي لم يكن ساري المفعول قانونيا الى ان سُفك الدم الحيواني ذبيحة. (عبرانيين ٩:١٨-٢١) وعلى نحو مماثل، لكي يصير العهد الجديد نافذ المفعول، كان يجب ان يسفك المسيح ‹دم العهد الجديد.› (متى ٢٦:٢٨؛ لوقا ٢٢:٢٠) وبعمل المسيح كرئيس كهنة و «وسيط عهد جديد» على السواء، يطبِّق اللّٰه قيمة دم يسوع على اولئك الذين يجري ادخالهم في العهد الجديد، ناسبا اليهم قانونيا البر البشري. (عبرانيين ٩:١٥؛ رومية ٣:٢٤؛ ٨:١، ٢) عندئذ يستطيع اللّٰه ان يُدخلهم في العهد الجديد ليكونوا ملوكا-كهنة سماويين! وبصفته وسيطهم ورئيس كهنتهم، يساعدهم يسوع في الحفاظ على موقف طاهر امام اللّٰه. — عبرانيين ٢:١٦، عج؛ ١ يوحنا ٢:١، ٢.
جمع ما على الارض
١٠ و ١١ (أ) كيف تمتد الفدية الى ابعد من المسيحيين الممسوحين؟ (ب) مَن هم الجمع الكثير، وأي موقف لديهم امام اللّٰه؟
١٠ هل المسيحيون الممسوحون فقط هم الذين يمكنهم اختبار التحرير بالفدية، غفران خطاياهم؟ لا، فاللّٰه يصالح لنفسه الكل عاملا الصلح بالدم المسفوك على خشبة الآلام، كما تبيِّن كولوسي ١:١٤، ٢٠. وهذا يشمل ما في السموات (الـ ٠٠٠,١٤٤) وكذلك ما على الارض. والاخيرون هم الذين في طريقهم الى حياة ارضية، البشر الذين سيتمتعون بحياة كاملة في الفردوس على الارض. وخصوصا منذ السنة ١٩٣٥ كان هنالك جهد مشترك في تجميع مثل هؤلاء. وتصفهم الرؤيا ٧:٩-١٧ بـ «جمع كثير» يدينون بالخلاص للّٰه وللخروف. وهم لا يزالون في حاجة الى ان يعبروا «الضيقة العظيمة» وأن ‹يُقتادوا الى ينابيع ماء حية،› لأن الرؤيا ٢٠:٥ تظهر ان مثل هؤلاء سيصيرون احياء كاملا، حائزين حياة بشرية كاملة، عند نهاية حكم المسيح ألف سنة. واولئك الذين يجتازون عندئذ امتحانا اخيرا في حالتهم البشرية الكاملة سيتبررون للحياة الابدية على الارض. — رؤيا ٢٠:٧، ٨.
١١ غير ان الجمع الكثير، بطريقة تمهيدية، قد «غسَّلوا ثيابهم وبيَّضوا ثيابهم في دم الخروف.» (رؤيا ٧:١٤) والمسيح لا يعمل وسيطا للعهد الجديد نحوهم، ومع ذلك فانهم يستفيدون من هذا العهد من خلال عمل ملكوت اللّٰه. لكنّ المسيح لا يزال يعمل نحوهم كرئيس كهنة بواسطته يستطيع يهوه ان يطبِّق وهو يطبِّق الفدية الى حد تبريرهم الآن كاصدقاء للّٰه. (قارنوا يعقوب ٢:٢٣.) وخلال الحكم الألفي، فانهم تدريجيا ‹سيُعتقون من عبودية الفساد الى [ان يحصلوا اخيرا على] حرية مجد اولاد اللّٰه.› — رومية ٨:٢١.
١٢ على اي اساس تعامل اللّٰه مع الرجال الامناء في الازمنة ما قبل المسيحية؟
١٢ وبالنسبة الى موقفهم امام اللّٰه، قد يبدو ان الذين من الجمع الكثير يختلفون قليلا عن عبَّاد ما قبل المسيحية. إلا ان اللّٰه تعامل مع الاخيرين وهو ينظر الى تدبير الفدية المقبل. (رومية ٣:٢٥، ٢٦) وقد تمتعوا بغفران خطاياهم بطريقة مؤقتة فقط. (مزمور ٣٢:١، ٢) وبدلا من اراحتهم كاملا من «ضمير خطايا،» سبَّبت الذبائح الحيوانية «ذكر خطايا.» — عبرانيين ١٠:١-٣.
١٣ اية افضليات لدينا على خدام اللّٰه ما قبل المسيحية؟
١٣ والامر مختلف مع المسيحيين الحقيقيين اليوم. فهم يعبدون على اساس فدية دُفعت! وبواسطة رئيس كهنتهم، ‹يتقدمون بثقة الى عرش النعمة.› (عبرانيين ٤:١٤-١٦) وكونهم تصالحوا مع اللّٰه ليس بتطور مرجو وانما هو واقع حاضر! (٢ كورنثوس ٥:٢٠) وعندما يخطئون يمكنهم ان ينالوا غفرانا حقيقيا. (افسس ١:٧) وهم يتمتعون بضمير مطهَّر حقا. (عبرانيين ٩:٩؛ ١٠:٢٢؛ ١ بطرس ٣:٢١) وهذه البركات هي تذوُّق مسبق للحرية المجيدة لاولاد اللّٰه التي سيتمتع بها خدام يهوه في المستقبل!
عمق حكمة اللّٰه ومحبته
١٤ و ١٥ كيف تُبرز الفدية حكمة يهوه التي لا حد لها، فضلا عن برّه ومحبته؟
١٤ يا للفدية من هبة رائعة من يهوه! وهي تُفهم بسهولة مع انها عميقة كفاية لتذهل اعظم فكر. ومراجعتنا لاعمال الفدية ليست إلا الماما ضئيلا بالموضوع. ولكننا نهتف مع الرسول بولس: «يا لعمق غنى اللّٰه وحكمته وعلمه. ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء.» (رومية ١١:٣٣) وتَظهر حكمة يهوه في انه كان قادرا على انقاذ الجنس البشري وتبرئة سلطانه على السواء. وبواسطة الفدية، «ظهر برّ اللّٰه . . . قدَّمه [المسيحَ] اللّٰهُ كفارة بالايمان بدمه.» — رومية ٣:٢١-٢٦.
١٥ لا يمكن توجيه ايّ نقد الى اللّٰه من اجل غفران الخطايا التي ارتُكبت في الماضي من قِبَل عبَّاد ما قبل المسيحية. وبالاضافة الى ذلك، لا يمكن توجيه ايّ نقد الى يهوه من اجل تبرير الممسوحين كأبناء له او الجمع الكثير كأصدقاء له. (رومية ٨:٣٣) وبكلفة كبيرة لنفسه، كان اللّٰه قانونيا او مستقيما على نحو كامل في تعاملاته، داحضا كاملا ادعاء الشيطان الكاذب بأن يهوه هو حاكم غير عادل! ومحبة اللّٰه غير الانانية لمخلوقاته جرى الاعراب عنها على نحو مماثل وراء حدود الشك. — رومية ٥:٨-١١.
١٦ (أ) بأية طريقة زوَّدت الفدية البتّ لقضية استقامة خدام اللّٰه؟ (ب) كيف تمنحنا الفدية اساسا للايمان بعالم جديد للبر قادم؟
١٦ ان الطريقة التي زُوِّدت بها الفدية بتَّت ايضا القضايا التي تشمل استقامة خدام اللّٰه. وطاعة يسوع وحدها انجزت ذلك. (امثال ٢٧:١١؛ رومية ٥:١٨، ١٩) ولكن اضيفوا الى ذلك مجرى حياة ٠٠٠,١٤٤ مسيحي يبقون، على الرغم من مقاومة الشيطان، امناء الى الموت! (رؤيا ٢:١٠) والفدية جعلت من الممكن ان ينال هؤلاء الخلود مكافأة لهم — حياة لا تزول! (١ كورنثوس ١٥:٥٣؛ عبرانيين ٧:١٦) وهذا يجعل ادعاء الشيطان بأن خدام اللّٰه غير جديرين بالثقة سخيفا! وقد منحتنا الفدية ايضا اساسا متينا للايمان بوعود اللّٰه. فيمكننا ان نشاهد اطار الخلاص الذي «تثبَّت (قانونيا)» بواسطة الذبيحة الفدائية. (عبرانيين ٨:٦) وهكذا فإن عالما جديدا للبر مضمون! — عبرانيين ٦:١٦-١٩.
لا تخطئوا القصد منه
١٧ (أ) كيف يُظهر البعض انهم يخطئون القصد من الفدية؟ (ب) ماذا يمكن ان يدفعنا الى البقاء طاهرين ادبيا؟
١٧ للاستفادة من الفدية، يكون ضروريا ان يأخذ المرء المعرفة، يمارس الايمان، ويحيا وفق مقاييس الكتاب المقدس. (يوحنا ٣:١٦؛ ١٧:٣) لكنّ قليلين نسبيا مستعدون لذلك. (متى ٧:١٣، ١٤) وحتى بين المسيحيين الحقيقيين، فان البعض ‹يقبلون (لطف اللّٰه غير المستحق ويخطئون القصد منه.)› (٢ كورنثوس ٦:١) مثلا، على مر السنين فُصل الآلاف بسبب سوء السلوك الجنسي. فيا للعار بالنظر الى ما فعله يهوه والمسيح لاجلنا! أفلا يجب ان يدفع التقدير للفدية الشخص الى تجنب الصيرورة ‹ناسيا تطهير خطاياه السالفة›؟ (٢ بطرس ١:٩) لذلك يذكِّر بولس المسيحيين على نحو لائق: «قد اشتُريتم بثمن. فمجِّدوا اللّٰه في اجسادكم.» (١ كورنثوس ٦:٢٠) وتذكُّر ذلك يعطينا دافعا قويا الى البقاء طاهرين ادبيا! — ١ بطرس ١:١٤-١٩.
١٨ كيف يمكن للمسيحي الذي يقع في خطية خطيرة ان يستفيد من الفدية ايضا؟
١٨ وماذا اذا وقع شخص في خطية خطيرة؟ يجب ان يستفيد من الغفران الذي جعلته الفدية ممكنا، نائلا المساعدة من النظار المحبّين. (يعقوب ٥:١٤، ١٥) وحتى اذا لزم تأديب صارم، فان المسيحي التائب لا يجب ان يخور تحت توبيخ كهذا. (عبرانيين ١٢:٥) ولدينا هذا التأكيد الرائع من الكتاب المقدس: «إن اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كل اثم.» — ١ يوحنا ١:٩.
١٩ اية نظرة يمكن للمسيحي ان يتخذها الى سوء سلوكه الذي حصل قبل تعلُّم الحق؟
١٩ يتثبَّط المسيحيون احيانا على نحو غير ملائم بسبب سوء سلوك سابق. «قبل الاتيان الى الحق،» كتب اخ متثبِّط، «أُصبنا زوجتي وأنا بمرض العقبول التناسلي. وأحيانا نشعر بأننا نجسون، وكأننا لا ‹نليق› بهيئة يهوه الطاهرة.» ومن المسلَّم به انه حتى بعد الصيرورة مسيحيين، قد يحصد البعض درجة من الالم من اخطاء سابقة. (غلاطية ٦:٧) ومع ذلك، ليس هنالك سبب للشعور بالنجاسة في عيني يهوه اذا تاب المرء. فإن «دم المسيح» قادر ان «يطهِّر ضمائركم من اعمال ميتة.» — عبرانيين ٩:١٤.
٢٠ كيف يمكن للايمان بالفدية ان يريح المسيحي من ذنب غير ضروري؟
٢٠ نعم، يمكن للايمان بالفدية ان يساعد على اراحتنا من اعباء الذنب غير الضرورية. اعترفت اخت حدثة: «كنت اتصارع مع العادة النجسة التي للعادة السرية اكثر من ١١ سنة الآن. وقد تركت الجماعة تقريبا في احدى المراحل، شاعرة بأن يهوه لا يريد ابدا شخصا مثيرا للاشمئزاز جدا ينجِّس جماعته.» ولكن يجب ان نتذكَّر ان يهوه «صالح وغفور» ما دمنا بضمير حي نحارب الاثم، غير مستسلمين له! — مزمور ٨٦:٥.
٢١ كيف يجب ان تؤثر الفدية في نظرتنا الى اولئك الذين يضايقوننا؟
٢١ والفدية يجب ان يكون لها ايضا تأثير في كيفية تعاملنا مع الآخرين. على سبيل المثال، كيف يكون ردّ فعلكم عندما يضايقكم رفيق مسيحي؟ هل تمنحون بسخاء غفرانا كذاك الذي للمسيح؟ (لوقا ١٧:٣، ٤) وهل انتم ‹شفوقون متسامحون [مع الآخرين] كما سامحكم اللّٰه ايضا في المسيح›؟ (افسس ٤:٣٢) ام هل تميلون الى اضمار الحقد او تعزيز الاستياء؟ سيكون ذلك بالتأكيد إخطاء للقصد من الفدية. — متى ٦:١٥.
٢٢ و ٢٣ (أ) اي تأثير يجب ان يكون للفدية في اهدافنا ونمط حياتنا؟ (ب) اي تصميم يجب ان يصنعه جميع المسيحيين في ما يتعلق بالفدية؟
٢٢ وأخيرا، فان التقدير للفدية يجب ان يكون له تأثير عميق في اهدافنا ونمط حياتنا. قال بولس: «قد اشتُريتم بثمن فلا تصيروا عبيدا للناس.» (١ كورنثوس ٧:٢٣) فهل لا تزال الحاجات الاقتصادية — البيت، العمل، الطعام، اللباس — محور حياتكم؟ ام هل تطلبون الملكوت اولا، مؤمنين بوعد اللّٰه ان يعيلكم؟ (متى ٦:٢٥-٣٣) هل تكدحون لرب عملكم ولكن تفشلون في افساح المجال الكافي للنشاطات الثيوقراطية؟ تذكَّروا ان المسيح «بذل نفسه لاجلنا لكي . . . يطهِّر لنفسه شعبا خاصا غيورا في اعمال حسنة.» — تيطس ٢:١٤؛ ٢ كورنثوس ٥:١٥.
٢٣ ‹شكرا للّٰه بيسوع المسيح› على هذه الهبة الفائقة — الفدية! (رومية ٧:٢٥) فلا نخطئ ابدا القصد من الفدية بل لنسمح لها بأن تكون قوة حقيقية في حياتنا. ولنمجِّد اللّٰه دوما، في الفكر، في القول، وفي العمل، متذكِّرين بشكر اننا قد اشتُرينا بثمن.
-