مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • فدية معادلة لاجل الجميع
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • فدية معادلة لاجل الجميع

      ‏«ان ابن الانسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين.‏» —‏ متى ٢٠:‏٢٨‏.‏

      ١ و ٢ (‏أ)‏ لماذا يمكن القول ان الفدية هي هبة اللّٰه العظمى للجنس البشري؟‏ (‏ب)‏ اية فائدة تأتي من فحص الفدية؟‏

      الفدية هي هبة اللّٰه العظمى للجنس البشري.‏ فبواسطة «الفداء،‏» يمكننا الحصول على «غفران الخطايا.‏» (‏افسس ١:‏٧‏)‏ انها الاساس لرجاء الحياة الابدية،‏ سواء في السماء او على ارض فردوسية.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣؛‏ يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وبسببها،‏ يمكن للمسيحيين ان يتمتعوا بموقف طاهر امام اللّٰه حتى في الوقت الحاضر.‏ —‏ رؤيا ٧:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ٢ فالفدية،‏ اذًا،‏ ليست شيئا غامضا او تجريديا.‏ واذ لها اساس شرعي في المبادئ الالهية،‏ يمكن للفدية ان تجلب فوائد حقيقية وملموسة.‏ وقد تكون اوجه معيَّنة من هذه العقيدة «عسرة الفهم.‏» (‏٢ بطرس ٣:‏١٦‏)‏ لكنكم ستجدونه يستحق الجهد ان تفحصوا الفدية بدقة،‏ لأنها تعكس محبة اللّٰه الفائقة للجنس البشري.‏ وأن تدركوا معنى الفدية هو ان تفهموا وجها رئيسيا لِـ‍ «غنى اللّٰه وحكمته وعلمه،‏» التي لا حد لها.‏ —‏ رومية ٥:‏٨؛‏ ١١:‏٣٣‏.‏

      قضايا للبتّ

      ٣ كيف صارت الفدية ضرورية،‏ ولماذا لا يمكن للّٰه ان يتغاضى ببساطة عن خطية الجنس البشري؟‏

      ٣ صارت الفدية ضرورية بسبب خطية الانسان الاول،‏ آدم،‏ الذي ورَّث ذريته ميراثا باطلا من المرض،‏ السقم،‏ الحزن،‏ والالم.‏ (‏رومية ٨:‏٢٠‏)‏ وبسبب نقصهم الموروث،‏ فإن كل المتحدرين من آدم هم «ابناء الغضب،‏» ويستحقون الموت.‏ (‏افسس ٢:‏٣؛‏ تثنية ٣٢:‏٥‏)‏ ولا يمكن للّٰه ان يستسلم لشعور مجرَّد من المبادئ ويغفر ببساطة للجنس البشري دون تأديب.‏ فكلمته تظهر ان «اجرة الخطية هي موت.‏» (‏رومية ٦:‏٢٣‏)‏ وأن يتغاضى عن خطية الجنس البشري هو ان يضطر اللّٰه الى تجاهل مقاييسه البارة وإبطال عدله الشرعي!‏ (‏ايوب ٤٠:‏٨‏)‏ إلا ان «(‏البر)‏ والحق قاعدة كرسي [اللّٰه].‏» (‏مزمور ٨٩:‏١٤‏)‏ وأيّ انحراف عن البر من جهته لا يكون إلا تشجيعا على الاثم وإضعافا لمكانته كمتسلط كوني.‏ —‏ قارنوا جامعة ٨:‏١١‏.‏

      ٤ تمرّد الشيطان انشأ اية قضايا؟‏

      ٤ كان يجب ان يبتّ اللّٰه ايضا قضايا اخرى انشأها تمرّد الشيطان،‏ قضايا ذات اهمية اعظم بكثير من الورطة البشرية.‏ فالشيطان ألقى ظلا قاتما على اسم اللّٰه الحسن باتِّهام يهوه بأنه كاذب ودكتاتور قاسٍ حرم خلائقه من المعرفة والحرية.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٥‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ بالإحباط الظاهري لقصد اللّٰه ان يملأ الارض بشرا ابرارا،‏ جعل الشيطان اللّٰه يبدو وكأنه فاشل.‏ (‏تكوين ١:‏٢٨؛‏ اشعياء ٥٥:‏١٠،‏ ١١‏)‏ وقد تجرَّأ الشيطان ايضا على الافتراء على خدام اللّٰه الاولياء،‏ متَّهما انهم خدموه فقط بدوافع انانية.‏ واذا وُضعوا تحت ضغط،‏ كما تبجَّح الشيطان،‏ فلا احد منهم يبقى وليّا للّٰه!‏ —‏ ايوب ١:‏٩-‏١١‏.‏

      ٥ لماذا لا يمكن للّٰه ان يتجاهل تحديات الشيطان؟‏

      ٥ ان هذه التحديات لا يمكن تجاهلها.‏ فلو تُركت دون اجابة،‏ لاختفت اخيرا الثقة بحكم اللّٰه والتأييد له.‏ (‏امثال ١٤:‏٢٨‏)‏ واذا أُفسد القانون والنظام،‏ أفلا تسود الفوضى الشديدة كل انحاء الكون؟‏ لذلك كان اللّٰه مديونا لنفسه ولطرقه البارة بتبرئة سلطانه.‏ وكان مديونا لخدامه الامناء بالسماح لهم بأن يظهروا له ولاءهم الذي لا ينثلم.‏ وعنى ذلك معالجة مأزق البشرية الخاطئة بطريقة اعطت الاولوية للقضايا الاسمى.‏ فقال لاسرائيل لاحقا:‏ «انا انا هو الماحي ذنوبكَ لاجل نفسي.‏» —‏ اشعياء ٤٣:‏٢٥‏.‏

      الفدية:‏ تغطية

      ٦ ما هي بعض التعابير المستعملة في الكتاب المقدس لوصف وسيلة اللّٰه لانقاذ الجنس البشري؟‏

      ٦ في المزمور ٩٢:‏٥ نقرأ:‏ «ما اعظم اعمالك يا رب وأعمق جدا افكارك.‏» لذلك،‏ يتطلب جهدا منا ان نفهم ما فعله اللّٰه لاجل الجنس البشري.‏ (‏قارنوا مزمور ٣٦:‏٥،‏ ٦‏.‏)‏ ولسعادتنا،‏ يساعدنا الكتاب المقدس على فهم الامور باستعمال عدد من التعابير التي تصف او توضح اعمال اللّٰه العظيمة من وجهات نظر متنوعة.‏ فالكتاب المقدس يتحدث عن الفدية بتعابير الشراء،‏ المصالحة،‏ الاسترضاء،‏ الفداء،‏ والكفارة.‏ (‏مزمور ٤٩:‏٨؛‏ دانيال ٩:‏٢٤؛‏ غلاطية ٣:‏١٣‏،‏ ع‌ج؛‏ كولوسي ١:‏٢٠؛‏ عبرانيين ٢:‏١٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولكن ربما كان التعبير الذي يصف الامور على نحو افضل هو التعبير الذي استعمله يسوع نفسه في متى ٢٠:‏٢٨‏:‏ «ابن الانسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدم وليبذل نفسه فدية [باليونانية،‏ ليترون‏] عن كثيرين.‏»‏

      ٧ و ٨ (‏أ)‏ ماذا نتعلم من الكلمتين اليونانية والعبرانية المقابلتين لفدية؟‏ (‏ب)‏ أوضحوا كيف تشمل الفدية التعادل.‏

      ٧ فما هي الفدية؟‏ ان الكلمة اليونانية ليترون تأتي من فعل يعني «ان يخسر.‏» وكانت تُستعمل لتصف المال المدفوع مقابل اطلاق سجناء الحرب.‏ أما في الاسفار العبرانية فإن الكلمة التي تقابل فدية،‏ كُفِر،‏ تأتي من فعل يعني ان «يغطي» او «يغشِّي.‏» مثلا،‏ قال اللّٰه لنوح ان يغطي (‏كَفَر‏)‏ الفلك بالقار.‏ (‏تكوين ٦:‏١٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ اذًا،‏ من وجهة النظر هذه،‏ ان يفدي،‏ او ان يكفِّر عن الخطايا،‏ يعني ان يغطي الخطايا.‏ —‏ مزمور ٦٥:‏٣‏،‏ ع‌ج.‏

      ٨ ان القاموس اللاهوتي للعهد الجديد يذكر ان كُفِر «تشير دائما الى مساواة،‏» او تعادل.‏ وهكذا،‏ فان غطاء (‏كَپُّرِث)‏ تابوت العهد عادل في الشكل التابوت نفسه.‏ وعلى نحو مماثل،‏ في التكفير عن الخطية،‏ او الفداء،‏ يتطلب العدل الالهي ‹نفسا بنفس.‏ عينا بعين.‏ سنّا بسنّ.‏ يدا بيد.‏ رِجلا برجل.‏› (‏تثنية ١٩:‏٢١‏)‏ ولكن احيانا يمكن ارضاء العدل اذا قُدِّم شيء مساوٍ بدلا من العقاب الشديد.‏ للايضاح:‏ تتحدث خروج ٢١:‏٢٨-‏٣٢ عن ثور ينطح شخصا حتى الموت.‏ فاذا كان صاحب الثور يعرف تصرف الثور ولكن لم يتخذ التدابير الوقائية الملائمة،‏ يمكن ان يُجبر على ان يغطي او يدفع حياته مقابل حياة الشخص المقتول!‏ ولكن ماذا اذا كان صاحب الثور مسؤولا جزئيا فقط؟‏ سيحتاج الى كُفِر،‏ شيء يغطي خطأه.‏ وقد يضع عليه القضاة المعيَّنون فدية،‏ او غرامة،‏ كثمن فداء.‏

      ٩ كيف توضح حالة تشمل ابكار اسرائيل الدقة المطلوبة في ثمن الفداء؟‏

      ٩ وثمة تعبير عبراني آخر يتعلق بـ‍ «فداء» هو پَذَهْ،‏ فعل يعني من حيث الاساس ان «يفدي.‏» ويوضح عدد ٣:‏٣٩-‏٥١ كم كان يجب ان يكون ثمن الفداء دقيقا.‏ فإذ انقذ ابكار الاسرائيليين من القتل في فصح السنة ١٥١٣ ق‌م،‏ امتلكهم اللّٰه.‏ وهكذا كان يستطيع ان يطلب كل ابنٍ بكرٍ اسرائيلي لكي يخدمه في الهيكل.‏ وعوضا عن ذلك،‏ قَبِل اللّٰه ‹(‏ثمن)‏ الفداء› (‏پيذيوم،‏ صيغة اسم مشتق من پَذَهْ‏)‏،‏ اذ امر:‏ «تأخذ اللاويين لي.‏ .‏ .‏ .‏ بدل كل بكر في بني اسرائيل.‏» ولكن كان يجب ان يكون البَدَل دقيقا.‏ فأُجري احصاء رسمي لسبط لاوي:‏ ٠٠٠‏,٢٢ ذكر.‏ ثم احصاء رسمي لجميع الابكار الاسرائيليين:‏ ٢٧٣‏,٢٢ ذكرا.‏ وفقط بدفع «(‏ثمن)‏ فداء» من خمسة شواقل عن كل فرد امكن فداء الابكار الـ‍ ٢٧٣ الزائدين،‏ وإعفاؤهم من خدمة الهيكل.‏

      فدية معادلة

      ١٠ لماذا لم يكن ممكنا ان تغطي الذبائح الحيوانية على نحو كافٍ خطايا الجنس البشري؟‏

      ١٠ ان ما سبق يوضح ان الفدية يجب ان تكون المساوية لما تحلّ محلَّه،‏ او تغطّيه.‏ والذبائح الحيوانية التي قدَّمها رجال الايمان من هابيل فصاعدا لم يكن بامكانها ان تغطي حقا خطايا الناس،‏ لأن البشر اسمى من الحيوانات غير العاقلة.‏ (‏مزمور ٨:‏٤-‏٨‏)‏ وهكذا استطاع بولس ان يكتب انه «لا يمكن أنَّ دم ثيران وتيوس يرفع خطايا.‏» فذبائح مثل هذه يمكن ان تخدم فقط كتغطية صورية،‏ او رمزية،‏ توقعا للفدية التي كانت ستأتي.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏١-‏٤‏.‏

      ١١ و ١٢ (‏أ)‏ لماذا لا يجب على آلاف ملايين البشر ان يموتوا موتا فدائيا لتغطية خطية الجنس البشري؟‏ (‏ب)‏ مَن وحده يمكنه ان يخدم ك‍ «فدية معادلة،‏» وأيّ قصد يخدمه موته؟‏

      ١١ وهذه الفدية المرموز اليها كان يجب ان تكون المساواة الدقيقة لآدم،‏ لأن عقوبة الموت التي طبَّقها اللّٰه بعدل على آدم أدَّت الى ادانة العرق البشري.‏ «في آدم يموت الجميع،‏» تقول ١ كورنثوس ١٥:‏٢٢‏.‏ لذلك لم يكن ضروريا ان يموت آلاف ملايين الافراد البشر موتا فدائيا ليعادلوا كل فرد من اولاد آدم.‏ «بانسان واحد [آدم] دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت.‏» (‏رومية ٥:‏١٢‏)‏ و «اذ الموت بانسان،‏» فان فداء الجنس البشري يمكن ايضا ان يأتي «بانسان.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢١‏.‏

      ١٢ والانسان الذي يمكن ان يكون الفدية يجب ان يكون انسانا كاملا من لحم ودم —‏ المساوي الدقيق لآدم.‏ (‏رومية ٥:‏١٤‏)‏ والمخلوق الروحاني او «الاله-‏الانسان» لا يوازن بين كفتي ميزان العدل.‏ فانسان كامل فقط،‏ شخص ليس تحت حكم الموت الآدمي،‏ يمكنه ان يقدِّم «فدية معادلة،‏» فدية تعادل آدم على نحو كامل.‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٦‏،‏ ع‌ج‏)‏a وبتقديم حياته ذبيحة طوعا،‏ استطاع «آدم الأخير» هذا ان يدفع اجرة خطية «آدم الانسان الاول.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٤٥؛‏ رومية ٦:‏٢٣‏.‏

      ١٣ و ١٤ (‏أ)‏ هل يستفيد آدم وحواء من الفدية؟‏ اشرحوا.‏ (‏ب)‏ كيف تفيد الفدية المتحدرين من آدم؟‏ أوضحوا.‏

      ١٣ إلا انه لا آدم ولا حواء يستفيدان من الفدية.‏ فالناموس الموسوي احتوى على هذا المبدإ:‏ «لا تأخذوا فدية عن نفس القاتل المذنب للموت.‏» (‏عدد ٣٥:‏٣١‏)‏ وآدم لم ينخدع،‏ لذلك كانت خطيته ارادية ومتعمَّدة.‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏١٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ وعنى ذلك القتل لذريته،‏ لأنهم ورثوا الآن نقصه،‏ وبالتالي صاروا تحت حكم الموت.‏ فمن الواضح ان آدم استحق الموت،‏ لأنه كانسان كامل اختار اراديا العصيان على شريعة اللّٰه.‏ ويكون مخالفا لمبادئ يهوه البارة ان يطبِّق الفدية لمصلحة آدم.‏ لكنّ دفع اجرة خطية آدم يُعِدّ لإبطال حكم الموت الواقع على ذرية آدم!‏ (‏رومية ٥:‏١٦‏)‏ وبالمعنى القانوني،‏ ان قوة الخطية المهلِكة قُضي عليها تماما من اصلها.‏ والفادي «يذوق .‏ .‏ .‏ الموت لاجل كل واحد،‏» حاملا نتائج الخطية لاجل جميع اولاد آدم.‏ —‏ عبرانيين ٢:‏٩؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏٢١؛‏ ١ بطرس ٢:‏٢٤‏.‏

      ١٤ وللايضاح:‏ تخيَّلوا مصنعا كبيرا بمئات الموظفين.‏ ومدير المصنع غير المستقيم يجعل العمل يفلس؛‏ فيقفل المصنع ابوابه.‏ والمئات الآن بلا عمل وغير قادرين على دفع فواتيرهم.‏ ورفقاء زواجهم،‏ اولادهم،‏ نعم،‏ وحتى الدائنون كلهم يتألمون بسبب فساد ذلك الرجل الواحد!‏ حينئذ يأتي فاعل خير ثري يدفع دَين الشركة بكامله ويعيد فتح المصنع.‏ وبدوره،‏ فان إبطال دَيْن ذلك الواحد،‏ يجلب راحة تامة للموظفين الكثيرين،‏ عائلاتهم،‏ والدائنين.‏ ولكن هل يجب على المدير الاصلي ان يشارك في الازدهار الجديد؟‏ كلا،‏ فهو في السجن وبالتالي عاطل عن عمله بشكل دائم!‏ وعلى نحو مماثل،‏ فإن إبطال دَيْن آدم الواحد يجلب فوائد لملايين من المتحدرين منه —‏ ولكن ليس لآدم.‏

      من يزوِّد الفدية؟‏

      ١٥ مَن يستطيع ان يزوِّد الفدية للجنس البشري،‏ ولماذا؟‏

      ١٥ رثى صاحب المزمور:‏ «الاخ لن يفدي الانسان فداء ولا يعطي اللّٰه كفارة عنه.‏ وكريمة هي فدية نفوسهم فغلقت الى الدهر.‏» والترجمة الانكليزية الجديدة تقول ان ثمن الفدية كان «دائما فوق قدرته على الدفع.‏» (‏مزمور ٤٩:‏٧،‏ ٨‏)‏ فمَن،‏ اذًا،‏ يزوِّد الفدية؟‏ يهوه فقط يستطيع ان يزوِّد ‹الحَمَل [الكامل] .‏ .‏ .‏ الذي يرفع خطية العالم.‏› (‏يوحنا ١:‏٢٩‏)‏ ولم يرسل اللّٰه ملاكا لانقاذ الجنس البشري.‏ فقد صنع التضحية الاسمى لارسال ابنه الوحيد،‏ «ذاك الذي هو مولع به خصوصا.‏» —‏ امثال ٨:‏٣٠‏،‏ ع‌ج؛‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ كيف حدث انّ ابن اللّٰه وُلد انسانا كاملا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن ان يُدعى يسوع بالمعنى القانوني؟‏

      ١٦ بمساهمته الطوعية في الترتيب الالهي،‏ «اخلى [ابن اللّٰه] نفسه» من طبيعته السماوية.‏ (‏فيلبي ٢:‏٧‏)‏ وقد نقل يهوه قوة حياة ونمط شخصية ابنه السماوي البكر الى رحم عذراء يهودية اسمها مريم.‏ ثم ‹ظلَّلها› الروح القدس،‏ ضامنا ان الولد الذي ينمو في رحمها سيكون مقدسا،‏ خاليا تماما من الخطية.‏ (‏لوقا ١:‏٣٥؛‏ ١ بطرس ٢:‏٢٢‏)‏ وكانسان،‏ كان سيُدعى يسوع.‏ ولكن بالمعنى القانوني،‏ يمكن ان يُدعى ‹آدم الثاني،‏› لانه عادل آدم على نحو كامل.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٤٥،‏ ٤٧‏)‏ وهكذا امكن ليسوع ان يقدِّم نفسه ذبيحة ك‍ «حمل بلا عيب ولا دنس،‏» فدية لاجل الجنس البشري الخاطئ.‏ —‏ ١ بطرس ١:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ الى مَن تُدفع الفدية،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ بما ان اللّٰه يزوِّد ويتسلَّم الفدية على السواء،‏ لماذا صُنع التبادل بأية حال؟‏

      ١٧ ولكن،‏ الى مَن كانت ستُدفع هذه الفدية؟‏ طوال قرون جادل لاهوتيو العالم المسيحي انها دُفعت الى الشيطان ابليس.‏ والواقع هو ان الجنس البشري «مبيع تحت» الخطية وهكذا صار تحت سلطة الشيطان.‏ (‏رومية ٧:‏١٤؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ لكنّ يهوه،‏ لا الشيطان،‏ «يتطلب العقاب» على فعل الخطإ.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏٦‏،‏ ع‌ج‏)‏ لذلك،‏ كما يذكر المزمور ٤٩:‏٧ على نحو واضح،‏ فإن الفدية يجب دفعها الى «اللّٰه.‏» ويهوه يجعل الفدية متوافرة،‏ ولكن بعد ان يجري تقديم حمل اللّٰه ذبيحة فان قيمة فديته يجب ان تُدفع الى اللّٰه.‏ (‏قارنوا تكوين ٢٢:‏٧،‏ ٨،‏ ١١-‏١٣؛‏ عبرانيين ١١:‏١٧‏.‏)‏ وهذا لا يحوِّل الفدية الى تبادل آلي وتافه،‏ كما لو ان مالا أُخذ من جيب ووُضع في آخر.‏ فالفدية لا تشمل تبادلا ماديا بقدر ما تشمل صفقة شرعية.‏ وبالاصرار على وجوب دفع فدية —‏ حتى بكلفة باهظة لنفسه —‏ اكَّد يهوه التصاقه الثابت بمبادئه البارة.‏ —‏ يعقوب ١:‏١٧‏.‏

      ‏«قد أُكمل»‏

      ١٨ و ١٩ لماذا كان ضروريا ان يتألم يسوع؟‏

      ١٨ في ربيع السنة ٣٣ ب‌م،‏ حان الوقت لدفع الفدية.‏ فأُوقف يسوع المسيح بتهم باطلة،‏ وحُكم عليه بأنه مذنب،‏ وسُمِّر على خشبة الاعدام.‏ فتضرَّع الى اللّٰه «بصراخ شديد ودموع» بسبب الالم الشديد والذلّ المشمولين.‏ (‏عبرانيين ٥:‏٧‏)‏ فهل كان ضروريا ان يتألم يسوع هكذا؟‏ نعم،‏ لأنه بالبقاء ‏‹(‏وليّا)‏ بلا شر ولا دنس منفصلا عن الخطاة› الى النهاية،‏ بتَّ يسوع بصورة قطعية مثيرة قضية استقامة خدام اللّٰه.‏ —‏ عبرانيين ٧:‏٢٦‏.‏

      ١٩ وتألُّم المسيح خدم ايضا ليكمِّله من اجل دوره كرئيس كهنة للجنس البشري.‏ وبهذه الصفة،‏ لا يكون موظفا لامباليا ومستقلا يؤدي عمله بطريقة روتينية جامدة.‏ «لأنه في ما هو قد تألَّم مجرَّبا يقدر ان يُعِينَ المجرَّبين.‏» (‏عبرانيين ٢:‏١٠،‏ ١٨؛‏ ٤:‏١٥‏)‏ وفي لحظة موته،‏ استطاع يسوع ان يصرخ بانتصار،‏ «قد أُكمل.‏» (‏يوحنا ١٩:‏٣٠‏)‏ وهو لم يبرهن فقط على استقامته بل نجح في وضع الاساس لخلاص الجنس البشري —‏ والاهم،‏ تبرئة سلطان يهوه!‏

      ٢٠ و ٢١ (‏أ)‏ لماذا أُقيم المسيح من الموت؟‏ (‏ب)‏ لماذا صار يسوع المسيح «محيئ في الروح»؟‏

      ٢٠ ولكن،‏ بأية طريقة كانت ستُطبق الفدية فعلا على الجنس البشري الخاطئ؟‏ متى؟‏ وكيف؟‏ لم تُترك هذه المسائل للصدفة.‏ ففي اليوم الثالث بعد موت المسيح،‏ أقامه يهوه من الموت.‏ (‏اعمال ٣:‏١٥؛‏ ١٠:‏٤٠‏)‏ وبهذا العمل المهم جدا،‏ الواقع الذي اكَّد صحته مئات شهود العيان،‏ لم يكافئ يهوه خدمة ابنه الامينة فحسب بل منحه فرصة لانهاء عمله الفدائي.‏ —‏ رومية ١:‏٤؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣-‏٨‏.‏

      ٢١ صار يسوع «محيئ في الروح،‏» وجثته الارضية جرى التخلص منها بطريقة لم يُكشف عنها.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١٨؛‏ مزمور ١٦:‏١٠؛‏ اعمال ٢:‏٢٧‏)‏ وكمخلوق روحاني،‏ تمكَّن يسوع المقام الآن من القيام بعودة منتصرة الى السماء.‏ ويا للابتهاج الذي لا حدّ له الذي كان هناك دون شك في السماء في تلك المناسبة!‏ (‏قارنوا ايوب ٣٨:‏٧‏.‏)‏ ويسوع لم يعد لمجرد التمتع بالترحيب به.‏ فقد اتى لانجاز عمل آخر،‏ بما فيه ذاك الذي لجعله ممكنا لكامل العرق البشري ان يستفيدوا من فديته.‏ (‏قارنوا يوحنا ٥:‏١٧،‏ ٢٠،‏ ٢١‏.‏)‏ أما كيف أَنجز ذلك وماذا يعنيه للجنس البشري فستجري مناقشته في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a ان الكلمة اليونانية المستعملة هنا،‏ انتيليترون،‏ لا تظهر في ايّ مكان آخر في الكتاب المقدس.‏ انها متصلة بالكلمة التي استعملها يسوع مقابل فدية (‏ليترون‏)‏ في مرقس ١٠:‏٤٥‏.‏ لكنّ القاموس الاممي الجديد للاهوت العهد الجديد يشير الى ان انتيليترون ‹تؤكد مفهوم التبادل.‏› وعلى نحو ملائم،‏ تنقلها ترجمة العالم الجديد الى «فدية معادلة.‏»‏

  • ‏«قد اشتُريتم بثمن»‏
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • ‏«قد اشتُريتم بثمن»‏

      ‏«قد اشتُريتم بثمن.‏ فمجِّدوا اللّٰه في اجسادكم.‏» —‏ ١ كورنثوس ٦:‏٢٠‏.‏

      ١ و ٢ (‏أ)‏ ماذا فتح «للموت مخارج»؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان يجب فعله لجعل ذبيحة المسيح سارية المفعول قانونيا،‏ كما رُمز اليها بماذا؟‏

      ‏«اللّٰه لنا اله خلاص،‏» قال صاحب المزمور،‏ «وعند الرب السيد للموت مخارج.‏» (‏مزمور ٦٨:‏٢٠‏)‏ ان ذبيحة يسوع المسيح فتحت هذا المخرج.‏ ولكن لكي تكون هذه الذبيحة سارية المفعول قانونيا،‏ كان يجب ان يقوم المسيح بمثول شخصي امام اللّٰه نفسه.‏

      ٢ وقد رُمز الى ذلك في يوم الكفَّارة عندما كان رئيس الكهنة يدخل الى قدس الاقداس.‏ (‏لاويين ١٦:‏١٢-‏١٥‏)‏ «وأما المسيح،‏» كتب الرسول بولس،‏ ‏«وهو قد جاء رئيس كهنة .‏ .‏ .‏ فـ‍  .‏ .‏ .‏ ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة الى الاقداس فوجد فداء ابديا.‏ لأن المسيح لم يدخل الى اقداس مصنوعة بيد اشباه الحقيقية بل الى السماء عينها ليظهر الآن امام وجه اللّٰه لأجلنا.‏» —‏ عبرانيين ٩:‏١١،‏ ١٢،‏ ٢٤‏.‏

      قوة الدم

      ٣ (‏أ)‏ كيف يعتبر عبَّاد يهوه الدم،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُظهر ان الدم لديه القوة الشرعية للتكفير عن الخطايا؟‏

      ٣ وأيّ دور يقوم به دم المسيح في خلاصنا؟‏ منذ ايام نوح،‏ اعتبر العبَّاد الحقيقيون الدم مقدسا.‏ (‏تكوين ٩:‏٤-‏٦‏)‏ والدم يقوم بدور مهم في عملية الحياة،‏ لأن الكتاب المقدس يقول ان «نفس [او حياة] الجسد هي في الدم.‏» (‏لاويين ١٧:‏١١‏)‏ لذلك تطلَّب الناموس الموسوي،‏ عند تقديم حيوان ذبيحة،‏ ان يُسكب دمه امام يهوه.‏ وأحيانا كان يوضع الدم على قرون المذبح.‏ فمن الواضح ان القوة الكفَّارية للذبيحة كانت في دمها.‏ (‏لاويين ٨:‏١٥؛‏ ٩:‏٩‏)‏ «كل شيء تقريبا يتطهَّر حسب الناموس بالدم وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة.‏» —‏ عبرانيين ٩:‏٢٢‏.‏

      ٤ (‏أ)‏ اي قصد خدمه حظر اللّٰه استعمال الدم؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان مهما بشأن الطريقة التي قُتل بها يسوع؟‏

      ٤ فلا عجب،‏ اذًا،‏ انه تحت الناموس،‏ كانت اية اساءة استعمال للدم تستحق عقاب الموت!‏ (‏لاويين ١٧:‏١٠‏)‏ وكلنا نعرف انه عندما تصير مادة نادرة،‏ او يُحظر استعمالها بشدة،‏ تزداد قيمتها.‏ وضبط يهوه لاستعماله ضمن ان يُعتبر الدم،‏ لا شيئا ذا قيمة عادية،‏ بل شيئا ذا قيمة ثمينة.‏ (‏اعمال ١٥:‏٢٩؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٩‏)‏ وانسجم ذلك مع القصد السامي الذي يخدمه دم المسيح.‏ وعلى نحو لائق،‏ مات بطريقة جعلت دمه يُسفك.‏ وهكذا،‏ كان واضحا ان المسيح لم يقدِّم فقط جسده البشري ذبيحة وانما سكب نفسه،‏ ضحَّى بحياته عينها كانسان كامل!‏ (‏اشعياء ٥٣:‏١٢‏)‏ والمسيح لم يخسر الحق الشرعي في تلك الحياة بسبب النقص،‏ لذلك كانت لدمه المسكوب قيمة عظيمة وأمكنه تقديمها امام اللّٰه كفَّارة عن خطايا الجنس البشري.‏

      ٥ (‏أ)‏ ماذا اخذ المسيح الى السماء،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ كيف كان واضحا ان اللّٰه قبل ذبيحة المسيح؟‏

      ٥ لم يكن ممكنا للمسيح ان يأخذ دمه الحرفي الى السماء.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٠‏)‏ وبالاحرى،‏ اخذ ما رمز اليه هذا الدم:‏ القيمة الشرعية لحياته البشرية الكاملة المقدَّمة ذبيحة.‏ وأمام شخص اللّٰه،‏ امكنه القيام بتقديم رسمي لتلك الحياة فدية عن الجنس البشري الخاطئ.‏ وقبول يهوه تلك الذبيحة صار واضحا في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ عندما حلَّ الروح القدس على الـ‍ ١٢٠ تلميذا في اورشليم.‏ (‏اعمال ٢:‏١-‏٤‏)‏ والمسيح،‏ اذا جاز التعبير،‏ امتلك الآن العرق البشري بالشراء.‏ (‏غلاطية ٣:‏١٣‏،‏ ع‌ج؛‏ ٤:‏٥‏،‏ ع‌ج؛‏ ٢ بطرس ٢:‏١‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهكذا،‏ يمكن ان تتدفق فوائد الفدية على الجنس البشري.‏

      المستفيدون الاولون من الفدية

      ٦ اية ترتيبات صنعها اللّٰه من اجل تطبيق فوائد فدية المسيح؟‏

      ٦ لكنّ ذلك لا يعني ان الجنس البشري سيُمنح كمالا جسديا فوريا،‏ لأنه إن لم يجرِ التغلب على طبيعة الانسان الخاطئة،‏ فلن يكون الكمال الجسدي ممكنا.‏ (‏رومية ٧:‏١٨-‏٢٤‏)‏ فكيف ومتى سيجري التغلب على الخطية؟‏ رتب اللّٰه اولا لِـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ ‹كاهن [سماوي] لالهنا ان يملكوا على الارض› مع المسيح يسوع.‏ (‏رؤيا ٥:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٧:‏٤؛‏ ١٤:‏١-‏٣‏)‏ فبواسطتهم سيجري تطبيق فوائد الفدية تدريجيا على الجنس البشري طوال فترة ألف سنة.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٤-‏٢٦؛‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ ما هو العهد الجديد،‏ مَن هما الفريقان فيه،‏ وأيّ قصد يخدمه؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب ان يحصل موت لجعل العهد الجديد ممكنا،‏ وأي دور يقوم به دم المسيح؟‏

      ٧ وتمهيدا لذلك،‏ فإن الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ ملك-‏كاهن «اشتُروا من بين الناس.‏» (‏رؤيا ١٤:‏٤‏)‏ ويُنجَز ذلك بواسطة ‹عهد جديد.‏› وهذا العهد هو عقد بين يهوه اللّٰه واسرائيل اللّٰه الروحي لكي يخدم اعضاؤه كملوك وكهنة.‏ (‏ارميا ٣١:‏٣١-‏٣٤؛‏ غلاطية ٦:‏١٦؛‏ عبرانيين ٨:‏٦-‏١٣؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ ولكن،‏ كيف يكون عهد بين اللّٰه والانسان الناقص ممكنا؟‏ يشرح بولس:‏ «حيث توجد وصية يلزم بيان موت الموصي.‏ لأن الوصية ثابتة على الموتى اذ لا قوة لها البتة ما دام الموصي حيا.‏» —‏ عبرانيين ٩:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      ٨ و ٩ كيف ترتبط الفدية بالعهد الجديد؟‏

      ٨ وهكذا فان الذبيحة الفدائية اساسية للعهد الجديد،‏ الذي وسيطه يسوع.‏ كتب بولس:‏ «يوجد اله واحد ووسيط واحد بين اللّٰه والناس الانسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية (‏معادلة)‏ لاجل الجميع الشهادة في اوقاتها الخاصة.‏» (‏١ تيموثاوس ٢:‏٥،‏ ٦‏)‏ وتنطبق هذه الكلمات بشكل خصوصي على الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤،‏ الذين معهم صُنع العهد الجديد.‏

      ٩ عندما صنع اللّٰه عهدا مع اسرائيل الجسدي لم يكن ساري المفعول قانونيا الى ان سُفك الدم الحيواني ذبيحة.‏ (‏عبرانيين ٩:‏١٨-‏٢١‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ لكي يصير العهد الجديد نافذ المفعول،‏ كان يجب ان يسفك المسيح ‹دم العهد الجديد.‏› (‏متى ٢٦:‏٢٨؛‏ لوقا ٢٢:‏٢٠‏)‏ وبعمل المسيح كرئيس كهنة و «وسيط عهد جديد» على السواء،‏ يطبِّق اللّٰه قيمة دم يسوع على اولئك الذين يجري ادخالهم في العهد الجديد،‏ ناسبا اليهم قانونيا البر البشري.‏ (‏عبرانيين ٩:‏١٥؛‏ رومية ٣:‏٢٤؛‏ ٨:‏١،‏ ٢‏)‏ عندئذ يستطيع اللّٰه ان يُدخلهم في العهد الجديد ليكونوا ملوكا-‏كهنة سماويين!‏ وبصفته وسيطهم ورئيس كهنتهم،‏ يساعدهم يسوع في الحفاظ على موقف طاهر امام اللّٰه.‏ —‏ عبرانيين ٢:‏١٦‏،‏ ع‌ج؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      جمع ما على الارض

      ١٠ و ١١ (‏أ)‏ كيف تمتد الفدية الى ابعد من المسيحيين الممسوحين؟‏ (‏ب)‏ مَن هم الجمع الكثير،‏ وأي موقف لديهم امام اللّٰه؟‏

      ١٠ هل المسيحيون الممسوحون فقط هم الذين يمكنهم اختبار التحرير بالفدية،‏ غفران خطاياهم؟‏ لا،‏ فاللّٰه يصالح لنفسه الكل عاملا الصلح بالدم المسفوك على خشبة الآلام،‏ كما تبيِّن كولوسي ١:‏١٤،‏ ٢٠‏.‏ وهذا يشمل ما في السموات (‏الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤)‏ وكذلك ما على الارض.‏ والاخيرون هم الذين في طريقهم الى حياة ارضية،‏ البشر الذين سيتمتعون بحياة كاملة في الفردوس على الارض.‏ وخصوصا منذ السنة ١٩٣٥ كان هنالك جهد مشترك في تجميع مثل هؤلاء.‏ وتصفهم الرؤيا ٧:‏٩-‏١٧ بـ‍ «جمع كثير» يدينون بالخلاص للّٰه وللخروف.‏ وهم لا يزالون في حاجة الى ان يعبروا «الضيقة العظيمة» وأن ‹يُقتادوا الى ينابيع ماء حية،‏› لأن الرؤيا ٢٠:‏٥ تظهر ان مثل هؤلاء سيصيرون احياء كاملا،‏ حائزين حياة بشرية كاملة،‏ عند نهاية حكم المسيح ألف سنة.‏ واولئك الذين يجتازون عندئذ امتحانا اخيرا في حالتهم البشرية الكاملة سيتبررون للحياة الابدية على الارض.‏ —‏ رؤيا ٢٠:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ١١ غير ان الجمع الكثير،‏ بطريقة تمهيدية،‏ قد «غسَّلوا ثيابهم وبيَّضوا ثيابهم في دم الخروف.‏» (‏رؤيا ٧:‏١٤‏)‏ والمسيح لا يعمل وسيطا للعهد الجديد نحوهم،‏ ومع ذلك فانهم يستفيدون من هذا العهد من خلال عمل ملكوت اللّٰه.‏ لكنّ المسيح لا يزال يعمل نحوهم كرئيس كهنة بواسطته يستطيع يهوه ان يطبِّق وهو يطبِّق الفدية الى حد تبريرهم الآن كاصدقاء للّٰه.‏ (‏قارنوا يعقوب ٢:‏٢٣‏.‏)‏ وخلال الحكم الألفي،‏ فانهم تدريجيا ‹سيُعتقون من عبودية الفساد الى [ان يحصلوا اخيرا على] حرية مجد اولاد اللّٰه.‏› —‏ رومية ٨:‏٢١‏.‏

      ١٢ على اي اساس تعامل اللّٰه مع الرجال الامناء في الازمنة ما قبل المسيحية؟‏

      ١٢ وبالنسبة الى موقفهم امام اللّٰه،‏ قد يبدو ان الذين من الجمع الكثير يختلفون قليلا عن عبَّاد ما قبل المسيحية.‏ إلا ان اللّٰه تعامل مع الاخيرين وهو ينظر الى تدبير الفدية المقبل.‏ (‏رومية ٣:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وقد تمتعوا بغفران خطاياهم بطريقة مؤقتة فقط.‏ (‏مزمور ٣٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وبدلا من اراحتهم كاملا من «ضمير خطايا،‏» سبَّبت الذبائح الحيوانية «ذكر خطايا.‏» —‏ عبرانيين ١٠:‏١-‏٣‏.‏

      ١٣ اية افضليات لدينا على خدام اللّٰه ما قبل المسيحية؟‏

      ١٣ والامر مختلف مع المسيحيين الحقيقيين اليوم.‏ فهم يعبدون على اساس فدية دُفعت!‏ وبواسطة رئيس كهنتهم،‏ ‹يتقدمون بثقة الى عرش النعمة.‏› (‏عبرانيين ٤:‏١٤-‏١٦‏)‏ وكونهم تصالحوا مع اللّٰه ليس بتطور مرجو وانما هو واقع حاضر!‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏٢٠‏)‏ وعندما يخطئون يمكنهم ان ينالوا غفرانا حقيقيا.‏ (‏افسس ١:‏٧‏)‏ وهم يتمتعون بضمير مطهَّر حقا.‏ (‏عبرانيين ٩:‏٩؛‏ ١٠:‏٢٢؛‏ ١ بطرس ٣:‏٢١‏)‏ وهذه البركات هي تذوُّق مسبق للحرية المجيدة لاولاد اللّٰه التي سيتمتع بها خدام يهوه في المستقبل!‏

      عمق حكمة اللّٰه ومحبته

      ١٤ و ١٥ كيف تُبرز الفدية حكمة يهوه التي لا حد لها،‏ فضلا عن برّه ومحبته؟‏

      ١٤ يا للفدية من هبة رائعة من يهوه!‏ وهي تُفهم بسهولة مع انها عميقة كفاية لتذهل اعظم فكر.‏ ومراجعتنا لاعمال الفدية ليست إلا الماما ضئيلا بالموضوع.‏ ولكننا نهتف مع الرسول بولس:‏ «يا لعمق غنى اللّٰه وحكمته وعلمه.‏ ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء.‏» (‏رومية ١١:‏٣٣‏)‏ وتَظهر حكمة يهوه في انه كان قادرا على انقاذ الجنس البشري وتبرئة سلطانه على السواء.‏ وبواسطة الفدية،‏ «ظهر برّ اللّٰه .‏ .‏ .‏ قدَّمه [المسيحَ] اللّٰهُ كفارة بالايمان بدمه.‏» —‏ رومية ٣:‏٢١-‏٢٦‏.‏

      ١٥ لا يمكن توجيه ايّ نقد الى اللّٰه من اجل غفران الخطايا التي ارتُكبت في الماضي من قِبَل عبَّاد ما قبل المسيحية.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ لا يمكن توجيه ايّ نقد الى يهوه من اجل تبرير الممسوحين كأبناء له او الجمع الكثير كأصدقاء له.‏ (‏رومية ٨:‏٣٣‏)‏ وبكلفة كبيرة لنفسه،‏ كان اللّٰه قانونيا او مستقيما على نحو كامل في تعاملاته،‏ داحضا كاملا ادعاء الشيطان الكاذب بأن يهوه هو حاكم غير عادل!‏ ومحبة اللّٰه غير الانانية لمخلوقاته جرى الاعراب عنها على نحو مماثل وراء حدود الشك.‏ —‏ رومية ٥:‏٨-‏١١‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ بأية طريقة زوَّدت الفدية البتّ لقضية استقامة خدام اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ كيف تمنحنا الفدية اساسا للايمان بعالم جديد للبر قادم؟‏

      ١٦ ان الطريقة التي زُوِّدت بها الفدية بتَّت ايضا القضايا التي تشمل استقامة خدام اللّٰه.‏ وطاعة يسوع وحدها انجزت ذلك.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١؛‏ رومية ٥:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ ولكن اضيفوا الى ذلك مجرى حياة ٠٠٠‏,١٤٤ مسيحي يبقون،‏ على الرغم من مقاومة الشيطان،‏ امناء الى الموت!‏ (‏رؤيا ٢:‏١٠‏)‏ والفدية جعلت من الممكن ان ينال هؤلاء الخلود مكافأة لهم —‏ حياة لا تزول!‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٣؛‏ عبرانيين ٧:‏١٦‏)‏ وهذا يجعل ادعاء الشيطان بأن خدام اللّٰه غير جديرين بالثقة سخيفا!‏ وقد منحتنا الفدية ايضا اساسا متينا للايمان بوعود اللّٰه.‏ فيمكننا ان نشاهد اطار الخلاص الذي «تثبَّت (‏قانونيا)‏» بواسطة الذبيحة الفدائية.‏ (‏عبرانيين ٨:‏٦‏)‏ وهكذا فإن عالما جديدا للبر مضمون!‏ —‏ عبرانيين ٦:‏١٦-‏١٩‏.‏

      لا تخطئوا القصد منه

      ١٧ (‏أ)‏ كيف يُظهر البعض انهم يخطئون القصد من الفدية؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن ان يدفعنا الى البقاء طاهرين ادبيا؟‏

      ١٧ للاستفادة من الفدية،‏ يكون ضروريا ان يأخذ المرء المعرفة،‏ يمارس الايمان،‏ ويحيا وفق مقاييس الكتاب المقدس.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٧:‏٣‏)‏ لكنّ قليلين نسبيا مستعدون لذلك.‏ (‏متى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وحتى بين المسيحيين الحقيقيين،‏ فان البعض ‹يقبلون (‏لطف اللّٰه غير المستحق ويخطئون القصد منه.‏)‏› (‏٢ كورنثوس ٦:‏١‏)‏ مثلا،‏ على مر السنين فُصل الآلاف بسبب سوء السلوك الجنسي.‏ فيا للعار بالنظر الى ما فعله يهوه والمسيح لاجلنا!‏ أفلا يجب ان يدفع التقدير للفدية الشخص الى تجنب الصيرورة ‹ناسيا تطهير خطاياه السالفة›؟‏ (‏٢ بطرس ١:‏٩‏)‏ لذلك يذكِّر بولس المسيحيين على نحو لائق:‏ «قد اشتُريتم بثمن.‏ فمجِّدوا اللّٰه في اجسادكم.‏» (‏١ كورنثوس ٦:‏٢٠‏)‏ وتذكُّر ذلك يعطينا دافعا قويا الى البقاء طاهرين ادبيا!‏ —‏ ١ بطرس ١:‏١٤-‏١٩‏.‏

      ١٨ كيف يمكن للمسيحي الذي يقع في خطية خطيرة ان يستفيد من الفدية ايضا؟‏

      ١٨ وماذا اذا وقع شخص في خطية خطيرة؟‏ يجب ان يستفيد من الغفران الذي جعلته الفدية ممكنا،‏ نائلا المساعدة من النظار المحبّين.‏ (‏يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وحتى اذا لزم تأديب صارم،‏ فان المسيحي التائب لا يجب ان يخور تحت توبيخ كهذا.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٥‏)‏ ولدينا هذا التأكيد الرائع من الكتاب المقدس:‏ «إن اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كل اثم.‏» —‏ ١ يوحنا ١:‏٩‏.‏

      ١٩ اية نظرة يمكن للمسيحي ان يتخذها الى سوء سلوكه الذي حصل قبل تعلُّم الحق؟‏

      ١٩ يتثبَّط المسيحيون احيانا على نحو غير ملائم بسبب سوء سلوك سابق.‏ «قبل الاتيان الى الحق،‏» كتب اخ متثبِّط،‏ «أُصبنا زوجتي وأنا بمرض العقبول التناسلي.‏ وأحيانا نشعر بأننا نجسون،‏ وكأننا لا ‹نليق› بهيئة يهوه الطاهرة.‏» ومن المسلَّم به انه حتى بعد الصيرورة مسيحيين،‏ قد يحصد البعض درجة من الالم من اخطاء سابقة.‏ (‏غلاطية ٦:‏٧‏)‏ ومع ذلك،‏ ليس هنالك سبب للشعور بالنجاسة في عيني يهوه اذا تاب المرء.‏ فإن «دم المسيح» قادر ان «يطهِّر ضمائركم من اعمال ميتة.‏» —‏ عبرانيين ٩:‏١٤‏.‏

      ٢٠ كيف يمكن للايمان بالفدية ان يريح المسيحي من ذنب غير ضروري؟‏

      ٢٠ نعم،‏ يمكن للايمان بالفدية ان يساعد على اراحتنا من اعباء الذنب غير الضرورية.‏ اعترفت اخت حدثة:‏ «كنت اتصارع مع العادة النجسة التي للعادة السرية اكثر من ١١ سنة الآن.‏ وقد تركت الجماعة تقريبا في احدى المراحل،‏ شاعرة بأن يهوه لا يريد ابدا شخصا مثيرا للاشمئزاز جدا ينجِّس جماعته.‏» ولكن يجب ان نتذكَّر ان يهوه «صالح وغفور» ما دمنا بضمير حي نحارب الاثم،‏ غير مستسلمين له!‏ —‏ مزمور ٨٦:‏٥‏.‏

      ٢١ كيف يجب ان تؤثر الفدية في نظرتنا الى اولئك الذين يضايقوننا؟‏

      ٢١ والفدية يجب ان يكون لها ايضا تأثير في كيفية تعاملنا مع الآخرين.‏ على سبيل المثال،‏ كيف يكون ردّ فعلكم عندما يضايقكم رفيق مسيحي؟‏ هل تمنحون بسخاء غفرانا كذاك الذي للمسيح؟‏ (‏لوقا ١٧:‏٣،‏ ٤‏)‏ وهل انتم ‹شفوقون متسامحون [مع الآخرين] كما سامحكم اللّٰه ايضا في المسيح›؟‏ (‏افسس ٤:‏٣٢‏)‏ ام هل تميلون الى اضمار الحقد او تعزيز الاستياء؟‏ سيكون ذلك بالتأكيد إخطاء للقصد من الفدية.‏ —‏ متى ٦:‏١٥‏.‏

      ٢٢ و ٢٣ (‏أ)‏ اي تأثير يجب ان يكون للفدية في اهدافنا ونمط حياتنا؟‏ (‏ب)‏ اي تصميم يجب ان يصنعه جميع المسيحيين في ما يتعلق بالفدية؟‏

      ٢٢ وأخيرا،‏ فان التقدير للفدية يجب ان يكون له تأثير عميق في اهدافنا ونمط حياتنا.‏ قال بولس:‏ «قد اشتُريتم بثمن فلا تصيروا عبيدا للناس.‏» (‏١ كورنثوس ٧:‏٢٣‏)‏ فهل لا تزال الحاجات الاقتصادية —‏ البيت،‏ العمل،‏ الطعام،‏ اللباس —‏ محور حياتكم؟‏ ام هل تطلبون الملكوت اولا،‏ مؤمنين بوعد اللّٰه ان يعيلكم؟‏ (‏متى ٦:‏٢٥-‏٣٣‏)‏ هل تكدحون لرب عملكم ولكن تفشلون في افساح المجال الكافي للنشاطات الثيوقراطية؟‏ تذكَّروا ان المسيح «بذل نفسه لاجلنا لكي .‏ .‏ .‏ يطهِّر لنفسه شعبا خاصا غيورا في اعمال حسنة.‏» —‏ تيطس ٢:‏١٤؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٥‏.‏

      ٢٣ ‹شكرا للّٰه بيسوع المسيح› على هذه الهبة الفائقة —‏ الفدية!‏ (‏رومية ٧:‏٢٥‏)‏ فلا نخطئ ابدا القصد من الفدية بل لنسمح لها بأن تكون قوة حقيقية في حياتنا.‏ ولنمجِّد اللّٰه دوما،‏ في الفكر،‏ في القول،‏ وفي العمل،‏ متذكِّرين بشكر اننا قد اشتُرينا بثمن.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة