مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • القيادة الجيدة:‏ اين يمكن ايجادها؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • القيادة الجيدة:‏ اين يمكن ايجادها؟‏

      ‏«كل بيت يبنيه احد،‏ ولكن باني كل شيء هو اللّٰه»،‏ يذكر الكتاب المقدس.‏ (‏عبرانيين ٣:‏٤؛‏ كشف ٤:‏١١‏)‏ وبما ان الاله الحقيقي يهوه هو خالقنا،‏ فإنه «يعرف جبلتنا».‏ (‏مزمور ١٠٣:‏١٤‏)‏ وهو على علم تام بضعفاتنا وحاجاتنا.‏ ولأنه اله محب،‏ فهو يرغب في اشباع هذه الحاجات.‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٦؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ وهي تشمل الحاجة الى القيادة الجيدة.‏

      اعلن يهوه بواسطة النبي اشعيا:‏ «هاءنذا جعلته للشعوب شاهدا للشعوب قائدا وآمرا».‏ (‏اشعياء ٥٥:‏٤‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏)‏ فالحل للأزمة القيادية التي نشهدها اليوم يشمل تحديد هوية هذا القائد المعيَّن مباشرة من الاله الكلّي القدرة وقبول قيادته.‏ اذًا،‏ مَن هو هذا القائد والآمر المنبأ به؟‏ ما هي اوراق اعتماده كقائد؟‏ الى اين يقودنا؟‏ وماذا يجب ان نفعل للاستفادة من قيادته؟‏

      ظهور القائد الموعود به

      قبل نحو ٥٠٠‏,٢ سنة،‏ ظهر الملاك جبرائيل للنبي دانيال وأخبره:‏ «اعلم وافهم انه من خروج الامر لتجديد اورشليم وبنائها الى المسيح الرئيس [«المسيَّا القائد»،‏ ع‌ج‏] سبعة اسابيع واثنان وستون اسبوعا يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الازمنة».‏ —‏ دانيال ٩:‏٢٥‏.‏

      من الواضح ان الملاك كان يُعِلم دانيال بالوقت المحدد لمجيء القائد الذي اختاره يهوه.‏ ‹فالمسيَّا القائد› سيظهر في نهاية ٦٩ اسبوعا او ٤٨٣ سنة،‏ ابتداء من سنة ٤٥٥ ق‌م حين خرج الامر لتجديد اورشليم.‏a (‏نحميا ٢:‏١-‏٨‏)‏ وماذا حدث في نهاية هذه الفترة؟‏ يروي لوقا،‏ احد كتبة الاناجيل:‏ «في السنة الخامسة عشرة من ملك القيصر طيباريوس،‏ حين كان بنطيوس بيلاطس حاكما على اليهودية،‏ وهيرودس حاكم اقليم على الجليل [٢٩ ب‌م]،‏ .‏ .‏ .‏ كان اعلان اللّٰه الى يوحنا بن زكريا في البرية.‏ فجاء الى كل الكورة المحيطة بالأردن،‏ يكرز بالمعمودية رمزا الى التوبة لمغفرة الخطايا».‏ وفي ذلك الوقت،‏ «كان الشعب في ترقب» للمسيَّا القائد.‏ (‏لوقا ٣:‏١-‏٣،‏ ١٥‏)‏ ورغم ان الجموع جاءت الى يوحنا،‏ لم يكن هو هذا القائد.‏

      بعد ذلك،‏ جاء يسوع الناصري الى يوحنا نحو تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ سنة ٢٩ ب‌م ليعتمد منه.‏ وشهد يوحنا قائلا:‏ «رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء،‏ واستقر عليه.‏ حتى انا لم اكن اعرفه،‏ لكن الذي ارسلني لأعمِّد بماء هو قال لي:‏ ‹مَن ترى الروح نازلا ومستقرا عليه،‏ فهذا هو الذي يعمد بروح قدس›.‏ وأنا رأيت ذلك،‏ وشهدت ان هذا هو ابن اللّٰه».‏ (‏يوحنا ١:‏٣٢-‏٣٤‏)‏ فعندما اعتمد يسوع اصبح القائد الممسوح —‏ المسيَّا او المسيح.‏

      نعم،‏ لقد تبيَّن ان ‹قائد وآمر الشعوب› هو يسوع المسيح.‏ وعندما نتأمل في صفاته كقائد،‏ سرعان ما ندرك ان قيادته تفوق الى حد بعيد المتطلبات العصرية للقائد المثالي.‏

      المسيَّا —‏ قائد مثالي

      ان القائد الكفؤ يمنح الناس الذين يرعاهم توجيهات واضحة ويساعدهم ان يملكوا شخصيا القوة والتصميم اللازمين ليتمكنوا من حلّ مشاكلهم بنجاح.‏ ‹فهذا مطلب اساسي للقائد الناجح في القرن الـ‍ ٢١›،‏ كما يقول كتاب القيادة في القرن الـ‍ ٢١:‏ حوار مع ١٠٠ من افضل القادة (‏بالانكليزية)‏.‏ ويا لفعالية يسوع في إعداد سامعيه لمعالجة الحالات اليومية!‏ تأملوا في اشهر محاضرة له —‏ الموعظة على الجبل.‏ ان الكلمات المسجلة في متى،‏ الاصحاحات ٥ الى ٧ غنية بالنصائح العملية.‏

      على سبيل المثال،‏ تأملوا في نصيحة يسوع المتعلقة بحلّ الخلافات الشخصية.‏ قال:‏ «اذا كنت تُحضِر قربانك الى المذبح وهناك تذكرت ان لأخيك شيئا عليك،‏ فاترك قربانك هناك امام المذبح واذهب؛‏ صالح اخاك اولا،‏ وحينئذ ارجع وقدم قربانك».‏ (‏متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ انّ اخذ المبادرة في صنع السلام مع الآخرين يأتي في المقام الاول.‏ فهو اهمّ حتى من تأدية واجب ديني كتقديم القرابين الى مذبح الهيكل في اورشليم الذي تطلبته شريعة موسى.‏ وإلا فأعمال العبادة تكون غير مقبولة لدى اللّٰه.‏ ان نصيحة يسوع هذه لا تزال عملية في ايامنا كما كانت قبل قرون.‏

      وساعد يسوع ايضا سامعيه على تجنب شرك الفساد الادبي.‏ فقد حذَّرهم:‏ «سمعتم انه قيل:‏ ‹لا تزن›.‏ اما انا فأقول لكم ان كل من يداوم على النظر الى امرأة ليشتهيها،‏ فقد زنى بها في قلبه».‏ (‏متى ٥:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ يا له من تحذير مناسب!‏ فلِمَ نسمح بأن تراودنا افكار نجسة تؤدي بنا الى ارتكاب الزنى؟‏ قال يسوع انه من القلب تخرج العهارة والزنى.‏ (‏متى ١٥:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ اذًا،‏ من الحكمة ان نحفظ قلبنا.‏ —‏ امثال ٤:‏٢٣‏.‏

      وتتضمن الموعظة على الجبل ايضا نصائح ممتازة حول محبة المرء لأعدائه،‏ الاعراب عن السخاء،‏ امتلاك نظرة لائقة الى الامور المادية والروحية،‏ وما شابه.‏ (‏متى ٥:‏٤٣-‏٤٧؛‏ ٦:‏١-‏٤،‏ ١٩-‏٢١،‏ ٢٤-‏٣٤‏)‏ كما اظهر يسوع للحاضرين كيف يطلبون مساعدة اللّٰه بتعليمهم كيف يصلّون.‏ (‏متى ٦:‏٩-‏١٣‏)‏ فالمسيَّا القائد يقوّي اتباعه ويعدّهم لمعالجة المشاكل الشائعة بين الجنس البشري.‏

      وفي هذه الموعظة ايضا،‏ يستهلّ يسوع اقواله ست مرات بعبارة «سمعتم انه قيل» او «قيل ايضا»،‏ ولكنه بعد ذلك يعرض فكرة اخرى بالقول:‏ «اما انا فأقول لكم».‏ (‏متى ٥:‏٢١،‏ ٢٢،‏ ٢٧،‏ ٢٨،‏ ٣١-‏٣٤،‏ ٣٨،‏ ٣٩،‏ ٤٣،‏ ٤٤‏)‏ وذلك يدل على ان سامعيه اعتادوا التصرف بطريقة معينة،‏ وفقا للتقاليد الفريسية الشفهية.‏ إلا ان يسوع كان يظهر لهم آنذاك طريقة مختلفة —‏ طريقة تُظهِر جوهر الشريعة الموسوية.‏ فكان يُدخِل تغييرا بطريقة تسهِّل على اتباعه قبول هذا التغيير.‏ نعم،‏ دفع يسوع الناس الى صنع تغييرات مدهشة في حياتهم من الناحية الروحية والادبية.‏ وهذه احدى سمات القائد الحقيقي.‏

      ثمة كتاب دراسي حول موضوع الادارة يلفت الانتباه الى صعوبة إحداث تغيير كهذا.‏ يقول:‏ «يحتاج العامل المحدِث للتغيير [القائد] الى حساسية العامل الاجتماعي،‏ بصيرة الاختصاصي في علم النفس،‏ قدرة عدّاء الماراثون على الاحتمال .‏ .‏ .‏،‏ الاعتماد على النفس الذي يتصف به الناسك،‏ والصبر الذي يعرب عنه القديس.‏ إلا ان نجاحه ليس مضمونا حتى لو تحلّى بكل هذه الصفات».‏

      ‏«على القادة ان يتصرفوا كما يودّون ان يتصرف اتباعهم»،‏ هذا ما ذكرته مقالة بعنوان «القيادة:‏ هل ميزات الشخصية مهمة؟‏» (‏بالانكليزية)‏.‏ حقا،‏ ان القائد الجيد يمارس ما يعظ به.‏ وكم انطبق ذلك على يسوع المسيح!‏ نعم،‏ علَّم يسوع الذين معه ان يكون متواضعين،‏ ولكنه لقَّنهم ايضا درسا عمليا بغسل اقدامهم.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٥-‏١٥‏)‏ ولم يرسل تلاميذه للكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه فحسب،‏ بل ايضا بذل نفسه بنشاط في هذا العمل.‏ (‏متى ٤:‏١٨-‏٢٥؛‏ لوقا ٨:‏١-‏٣؛‏ ٩:‏١-‏٦؛‏ ١٠:‏١-‏٢٤؛‏ يوحنا ١٠:‏٤٠-‏٤٢‏)‏ كما رسم يسوع المثال في مسألة اتباع القيادة.‏ قال عن نفسه:‏ «لا يقدر الابن ان يعمل شيئا من تلقاء ذاته،‏ إلا ما يرى الآب يعمله».‏ —‏ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

      ان هذا التأمل في ما قاله وفعله يسوع يُظهِر بوضوح انه القائد المثالي.‏ وفي الواقع،‏ ان ما يتحلى به يفوق كل المقاييس البشرية للقيادة الجيدة.‏ فيسوع شخص كامل.‏ وهو ايضا ابدي اذ نال الخلود بعد موته وقيامته.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١٨؛‏ كشف ١:‏١٣-‏١٨‏)‏ فأيّ قائد بشري يمكن ان يضاهيه في هذه المؤهلات؟‏

      ماذا يجب ان نفعل؟‏

      كملك في ملكوت اللّٰه،‏ سيغدق المسيَّا القائد البركات على البشر الطائعين.‏ تعد الاسفار المقدسة:‏ «الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر».‏ (‏اشعياء ١١:‏٩‏)‏ «الودعاء .‏ .‏ .‏ يرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة».‏ (‏مزمور ٣٧:‏١١‏)‏ «يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون مَن يرعب».‏ (‏ميخا ٤:‏٤‏)‏ «اللّٰه نفسه يكون معهم.‏ وسيمسح كل دمعة من عيونهم،‏ والموت لا يكون في ما بعد،‏ ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد.‏ فالأمور السابقة قد زالت».‏ —‏ كشف ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      يشهد العالم اليوم ازمة قيادية.‏ إلا ان يسوع المسيح يقود الودعاء الى عالم جديد سلمي حيث يتّحد البشر الطائعون في عبادة يهوه اللّٰه ويتقدمون نحو الكمال.‏ فكم هو حيوي ان نقضي الوقت في نيل المعرفة عن الاله الحقيقي وعن القائد الذي عيَّنه ونعمل بانسجام مع هذه المعرفة!‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      ان احدى الطرائق الفضلى لإظهار التقدير لشخص ما هي الاقتداء به.‏ أفلا ينبغي لنا الاقتداء بأعظم قائد في التاريخ البشري،‏ يسوع المسيح؟‏ فكيف يمكننا ذلك؟‏ وكيف يؤثر قبول قيادته في حياتنا؟‏ ستناقش المقالتان التاليتان هذين السؤالين وأسئلة اخرى.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظروا الصفحات ١٨٦-‏١٩٢ من كتاب انتبهوا لنبوة دانيال!‏‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٤]‏

      انبأ دانيال بمجيء القائد الذي اختاره اللّٰه

      ‏[الصور في الصفحة ٧]‏

      تعاليم يسوع أعدَّت الناس لمعالجة مشاكل الحياة

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      يسوع سيقود البشر الطائعين الى عالم جديد سلمي

  • هل تعتبرون المسيح حقا قائدا لكم؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • هل تعتبرون المسيح حقا قائدا لكم؟‏

      ‏«لا تُدعَوا ‹قادة›،‏ لأن قائدكم واحد،‏ وهو المسيح».‏ —‏ متى ٢٣:‏١٠‏.‏

      ١ مَن وحده هو قائد المسيحيين الحقيقيين؟‏

      يوم الثلاثاء في ١١ نيسان القمري،‏ زار يسوع المسيح الهيكل للمرة الاخيرة.‏ فبعد ثلاثة ايام كان سيُقتل.‏ وفي ذلك اليوم علَّم يسوع درسا مهمًّا لتلاميذه والجموع المحتشدة هناك.‏ فقد قال:‏ «لا تُدعَوا رابي،‏ لأن معلمكم واحد،‏ وأنتم جميعا اخوة.‏ ولا تَدْعُوا احدا ابا لكم على الارض،‏ لأن اباكم واحد،‏ وهو السماوي.‏ ولا تُدعَوا ‹قادة›،‏ لأن قائدكم واحد،‏ وهو المسيح».‏ (‏متى ٢٣:‏٨-‏١٠‏)‏ ويتَّضح من هذه الكلمات ان يسوع المسيح هو قائد المسيحيين الحقيقيين.‏

      ٢،‏ ٣ كيف يؤثر في حياتنا الاستماع ليهوه وقبول القائد الذي عيَّنه؟‏

      ٢ وما اعظم الفوائد التي سنجنيها اذا تبعنا قيادة يسوع في حياتنا!‏ انبأ يهوه اللّٰه عن مجيء هذا القائد عندما اعلن بفم النبي اشعيا:‏ «ايها العطاش جميعا هلموا الى المياه والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن خمرا ولبنا [«حليبا»،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏].‏ .‏ .‏ .‏ استمعوا لي استماعا وكلوا الطيب ولتتلذذ بالدسم انفسكم.‏ .‏ .‏ .‏ هوذا قد جعلته شارعا للشعوب رئيسا وموصيا [«قائدا وآمرا»،‏ ي‌ج‏] للشعوب».‏ —‏ اشعياء ٥٥:‏١-‏٤‏.‏

      ٣ استخدم اشعيا السوائل الشائعة —‏ الماء،‏ الحليب،‏ والخمر —‏ كاستعارات لإظهار التأثير الذي يتركه في حياتنا الشخصية الاستماع ليهوه واتِّباع القائد والآمر الذي عيَّنه لنا.‏ انه تأثير منعش كشرب كأس ماء باردة في يوم حار.‏ فعطشنا للحق والبر يُروى.‏ وكما يقوّي الحليب الاطفال ويساعدهم على النمو،‏ يقوّينا «حليب الكلمة» ويساعدنا على النمو روحيا في علاقتنا باللّٰه.‏ (‏١ بطرس ٢:‏١-‏٣‏)‏ ومَن يُنكر ان الخمر تجلب الفرح في الاحتفالات؟‏!‏ على نحو مماثل،‏ فإن عبادة الاله الحق واتِّباع خطوات القائد الذي عيَّنه لا يجعلاننا ‹إلا فرِحين› في حياتنا.‏ (‏تثنية ١٦:‏١٥‏)‏ فمن الحيوي اذًا ان نُظهِر —‏ صغارا كنا او كبارا،‏ رجالا او نساء —‏ اننا نعتبر المسيح حقا قائدا لنا.‏ ولكن كيف يمكن ان نُظهِر في حياتنا اليومية ان المسيَّا هو قائدنا؟‏

      ايها الاحداث استمروا في ‹التقدّم في الحكمة›‏

      ٤ (‏أ)‏ ماذا حدث عندما زار يسوع اورشليم في الفصح وهو بعمر ١٢ سنة؟‏ (‏ب)‏ ما مدى المعرفة التي امتلكها يسوع عندما كان عمره ١٢ سنة؟‏

      ٤ تأملوا في المثال الذي رسمه قائدنا للاحداث.‏ صحيح اننا لا نعرف سوى القليل عن طفولة يسوع،‏ لكنَّ حادثة واحدة تكشف الكثير عنه.‏ فعندما كان يسوع بعمر ١٢ سنة،‏ اصطحبه والداه في رحلتهما السنوية للاحتفال بالفصح في اورشليم،‏ حيث دخل في نقاش من الاسفار المقدسة.‏ في هذه الحادثة،‏ غادر والداه اورشليم دون ان ينتبها انه ليس معهما.‏ وبعد ثلاثة ايام،‏ وجد يوسف ومريم القلِقان يسوع في الهيكل،‏ «جالسا وسط المعلمين،‏ يسمعهم ويسألهم».‏ وكان «كل الذين يسمعونه مبهوتين من فهمه وأجوبته».‏ تخيّلوا،‏ لم يكن بإمكان يسوع وهو في الـ‍ ١٢ من عمره ان يطرح اسئلة مثيرة للتفكير حول الامور الروحية فحسب،‏ بل ايضا ان يجيب عن الاسئلة ببراعة.‏ ولا شك ان التدريب الابوي كان خير مساعد له.‏ —‏ لوقا ٢:‏٤١-‏٥٠‏.‏

      ٥ كيف يمكن للاحداث تقييم موقفهم من الدرس العائلي في الكتاب المقدس؟‏

      ٥ اذا كنتم احداثا يربيهم والدون هم خدام منتذرون للّٰه،‏ فهنالك على الارجح برنامج قانوني لدرس عائلي في الكتاب المقدس في بيتكم.‏ فما هو موقفكم من الدرس العائلي؟‏ لمَ لا تتأملون في اسئلة كالتالية:‏ ‹هل ادعم من كل قلبي ترتيب درس الكتاب المقدس في عائلتي؟‏ هل أُظهِر التعاون بعدم فعل شيء يعيق عقد الدرس في وقته المحدَّد؟‏›.‏ (‏فيلبي ٣:‏١٦‏)‏ ‹هل مشاركتي في الدرس فعّالة؟‏ عند اللزوم،‏ هل اطرح اسئلة عن مواد الدرس وأعلِّق على انطباقها؟‏ وفيما اتقدَّم روحيا،‏ هل انمّي شهية «للطعام القوي الذي للناضجين»؟‏›.‏ —‏ عبرانيين ٥:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      ٦،‏ ٧ الى ايّ حدّ هو مهم ان يكون لدى الاحداث برنامج يومي لقراءة الكتاب المقدس؟‏

      ٦ من المهم ايضا ان يكون لديكم برنامج يومي لقراءة الكتاب المقدس.‏ رنم صاحب المزمور:‏ «طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الاشرار .‏ .‏ .‏ لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج [«يتأمل»،‏ ترجمة تفسيرية‏] نهارا وليلا».‏ (‏مزمور ١:‏١،‏ ٢‏)‏ كان يشوع،‏ خليفة موسى،‏ ‹يتأمل في سفر الشريعة ليل نهار›.‏ وهذا ما مكَّنه من التصرف بحكمة والنجاح في تنفيذ التعيين الذي اعطاه اياه اللّٰه.‏ (‏يشوع ١:‏٨‏،‏ تف‏)‏ قال قائدنا يسوع المسيح:‏ «مكتوب:‏ ‹لا يحيَ الانسان بالخبز وحده،‏ بل بكل قول يخرج من فم يهوه›».‏ (‏متى ٤:‏٤‏)‏ فإذا كنا بحاجة الى الطعام الجسدي يوميا،‏ فكم بالاحرى نحتاج الى الطعام الروحي قانونيا!‏

      ٧ عندما ادركت نيكول البالغة من العمر ١٣ سنة حاجتها الروحية،‏ ابتدأت تقرأ الكتاب المقدس يوميا.‏a انها الآن في الـ‍ ١٦ من عمرها،‏ وقد قرأت الكتاب المقدس بكامله مرة واحدة،‏ ووصلت الى نصفه تقريبا في قراءتها الثانية له.‏ وهي تتبع طريقة بسيطة.‏ تقول:‏ «اصمِّم ان اقرأ اصحاحا واحدا على الاقل كل يوم».‏ وكيف تساعدها قراءة الكتاب المقدس يوميا؟‏ تجيب عن هذا السؤال قائلة:‏ «هنالك اليوم الكثير من العشراء الاردياء.‏ ففي المدرسة وخارجها،‏ اواجه يوميا ضغوطا تمتحن ايماني.‏ وتساعدني قراءة الكتاب المقدس يوميا ان اتذكّر بسرعة وصايا ومبادئ الكتاب المقدس التي تشجِّعني على مقاومة هذه الضغوط.‏ ونتيجة لذلك،‏ اشعر انني اقرب الى يهوه ويسوع».‏

      ٨ ماذا اعتاد يسوع ان يفعل في المجمع،‏ وكيف يمكن للاحداث الاقتداء به؟‏

      ٨ اعتاد يسوع الاستماع والاشتراك في قراءة الاسفار المقدسة عندما يكون في المجمع.‏ (‏لوقا ٤:‏١٦؛‏ اعمال ١٥:‏٢١‏)‏ فكم يستفيد الاحداث عندما يقتدون بمثاله بحضورهم قانونيا الاجتماعات المسيحية،‏ حيث يُقرأ الكتاب المقدس ويُدرَس!‏ يعبِّر ريتشارد البالغ ١٤ سنة من عمره عن تقديره لهذه الاجتماعات قائلا:‏ «الاجتماعات مهمة في نظري.‏ فهناك يجري تذكيري دائما بما هو خير وما هو شر،‏ بما هو فاسد ادبيا وما هو غير فاسد،‏ بما ينسجم مع المثال الذي تركه المسيح وما لا ينسجم.‏ فلست مضطرا ان اكتشف ذلك من اختباري المرير».‏ نعم،‏ ان «شهادات [«مذكِّرات»،‏ ع‌ج‏] الرب صادقة تصيِّر الجاهل حكيما».‏ (‏مزمور ١٩:‏٧‏)‏ ونيكول ايضا مصمِّمة على حضور الاجتماعات الخمسة جميعها كل اسبوع.‏ كما انها تقضي ساعتين او ثلاث في الاستعداد لها.‏ —‏ افسس ٥:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      ٩ كيف يمكن للاحداث ان يستمروا في ‹التقدم في الحكمة›؟‏

      ٩ تتيح فترة الحداثة الفرصة لاكتساب ‹المعرفة عن الإله الحق الوحيد،‏ وعن الذي أرسله،‏ يسوع المسيح›.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ ربما تعرفون احداثا يقضون الكثير من الوقت في قراءة المجلات الهزلية،‏ مشاهدة التلفزيون،‏ اللعب بألعاب الڤيديو،‏ او تصفح المعلومات في الإنترنت.‏ ولكن لماذا تقتدون بهم في حين تستطيعون الاقتداء بمثال قائدكم؟‏!‏ فعندما كان صبيا،‏ سُرَّ بالتعلم عن يهوه.‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ بسبب محبته للامور الروحية،‏ «استمر .‏ .‏ .‏ يتقدم في الحكمة».‏ (‏لوقا ٢:‏٥٢‏)‏ وهذا ما يمكنكم انتم ايضا ان تفعلوه.‏

      ‏«اخضعوا بعضكم لبعض»‏

      ١٠ ماذا يجعل العائلة مصدرا للسلام والسعادة؟‏

      ١٠ يمكن ان يكون البيت إما ملاذا للسلام والطمأنينة او ساحة نزاع ومخاصمة.‏ (‏امثال ٢١:‏١٩؛‏ ٢٦:‏٢١‏)‏ فستنعم عائلتنا بالسلام والسعادة اذا قبلنا المسيح قائدا لنا.‏ فهو المثال الذي ينبغي ان نحتذي به في علاقاتنا العائلية.‏ تقول الاسفار المقدسة:‏ «اخضعوا بعضكم لبعض في خوف المسيح.‏ لتخضع الزوجات لأزواجهن كما للرب،‏ لأن الزوج رأس زوجته كما ان المسيح ايضا رأس الجماعة،‏ وهو مخلِّص هذا الجسد.‏ .‏ .‏ .‏ ايها الازواج،‏ كونوا دائما محبين لزوجاتكم،‏ كما احب المسيح ايضا الجماعة وأسلم نفسه لأجلها».‏ (‏افسس ٥:‏٢١-‏٢٥‏)‏ وكتب الرسول بولس الى الجماعة في كولوسي:‏ «ايها الاولاد،‏ اطيعوا والديكم في كل شيء،‏ فهذا مرضي جدا في الرب».‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٨-‏٢٠‏.‏

      ١١ كيف يُظهِر الزوج انه يعتبر المسيح حقا قائدا له؟‏

      ١١ يعني اتِّباع مشورة الكتاب المقدس الآنفة الذكر ان يأخذ الزوج القيادة في العائلة،‏ ان تدعمه زوجته بولاء،‏ وأن يطيع الاولاد والديهم.‏ لكنَّ رئاسة الرجل لا تجلب السعادة إلا اذا مارسها كما يجب.‏ فالزوج الحكيم يجب ان يتعلم كيف يمارس رئاسته تمثلا برأسه وقائده،‏ المسيح يسوع.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ فرغم ان يسوع لاحقا صار «رأسا فوق كل شيء للجماعة»،‏ فهو «لم يأتِ» الى الارض «ليُخدم،‏ بل ليَخدم».‏ (‏افسس ١:‏٢٢؛‏ متى ٢٠:‏٢٨‏)‏ كذلك،‏ لا يمارس الزوج المسيحي رئاسته من اجل المنفعة الشخصية،‏ بل من اجل الاعتناء بمصالح زوجته وأولاده —‏ نعم،‏ عائلته بكاملها.‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٤،‏ ٥‏)‏ وهو يسعى الى الاقتداء بالصفات الالهية التي اعرب عنها رأسه يسوع المسيح.‏ فهو كيسوع وديع ومتَّضع القلب.‏ (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ وعندما يخطئ،‏ لا يصعب عليه قول عبارات مثل:‏ «انا آسف» او «معك حق».‏ ومثاله الحسن يسهِّل على زوجته ان تكون «معينا»،‏ «مكمِّلا»،‏ و «شريكة» له،‏ متعلِّمة منه وعاملة معه جنبا الى جنب.‏ —‏ تكوين ٢:‏٢٠‏،‏ ع‌ج؛‏ ملاخي ٢:‏١٤‏،‏ تف.‏

      ١٢ ماذا يساعد الزوجة على الاذعان لمبدإ الرئاسة؟‏

      ١٢ والزوجة بدورها يجب ان تكون خاضعة لزوجها.‏ ولكنها اذا تأثرت بروح العالم،‏ فستبدأ بالاستخفاف بمبدإ الرئاسة ولن تروق لها فكرة الخضوع لرجل.‏ ان الاسفار المقدسة تطلب من الزوجة الخضوع لزوجها،‏ إلا انها لا تقول للرجل ان يكون مستبدا.‏ (‏افسس ٥:‏٢٤‏)‏ كما يُحمِّل الكتاب المقدس الزوج او الاب مسؤولية العائلة،‏ وتطبيق مشورة الكتاب المقدس يساهم في ترويج السلام والتنظيم في العائلة.‏ —‏ فيلبي ٢:‏٥‏.‏

      ١٣ ايّ مثال للخضوع رسمه يسوع للاولاد؟‏

      ١٣ يجب ان يطيع الاولاد والديهم.‏ وقد رسم يسوع مثالا رائعا في هذا المجال.‏ فبعد الحادثة التي حصلت مع يسوع عندما كان بعمر ١٢ سنة،‏ حين تُرك ثلاثة ايام في الهيكل،‏ «نزل مع [والديه] وجاء الى الناصرة،‏ وبقي خاضعا لهما».‏ (‏لوقا ٢:‏٥١‏)‏ وخضوع الاولاد لوالديهم يساهم في ترويج السلام والانسجام في العائلة.‏ فالعائلة تنعم بالسعادة عندما يذعن كل فرد فيها لقيادة المسيح.‏

      ١٤،‏ ١٥ ماذا يساعدنا على النجاح عندما نواجه ظرفا صعبا في المنزل؟‏ أعطوا مثالا لذلك.‏

      ١٤ حتى عندما تكون هنالك ظروف صعبة في المنزل،‏ فإن مفتاح النجاح هو الاقتداء بيسوع وقبول ارشاده.‏ مثلا،‏ عندما تزوج جيري البالغ من عمره ٣٥ سنة لانا،‏ التي كانت امًّا لفتاة مراهقة،‏ نشأت مشكلة لم يتصور كلاهما قط انها ستنشأ.‏ يوضح جيري:‏ «كنت اعرف ان نجاحي كرأس يتطلب مني ان اطبِّق مبادئ الكتاب المقدس نفسها التي تجلب السعادة في العائلات الاخرى.‏ ولكن سرعان ما اكتشفت ان عليَّ تطبيقها بمزيد من الحكمة والتمييز».‏ فابنة زوجته اعتبرته شخصا ابعدها عن امها واستاءت منه كثيرا.‏ وكان جيري بحاجة الى التمييز ليدرك ان هذا الموقف هو وراء ما تقوله الفتاة وتفعله.‏ وكيف عالج هذه المشكلة؟‏ يجيب جيري:‏ «اتفقت مع لانا ان تهتم هي في الوقت الحاضر على الاقل بالتأديب،‏ احد اوجه تربية الاولاد،‏ فيما احصر انا اهتمامي في تنمية علاقة جيدة مع الفتاة.‏ وبعد فترة،‏ جلبت هذه الطريقة نتائج جيدة».‏

      ١٥ فعندما نواجه ظروفا صعبة في المنزل،‏ يلزمنا التمييز لنعرف لماذا يقول ويفعل افراد العائلة امورا معيَّنة.‏ كما تلزمنا الحكمة لتطبيق المبادئ الالهية كما يجب.‏ مثلا،‏ ميَّز يسوع لماذا لمسته المرأة المصابة بنزف دموي،‏ وعاملها بحكمة ورأفة.‏ (‏لاويين ١٥:‏٢٥-‏٢٧؛‏ مرقس ٥:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ فالحكمة والتمييز هما من مميِّزات قائدنا.‏ (‏امثال ٨:‏١٢‏)‏ وسنكون سعداء اذا اقتدينا به.‏

      ‏«داوموا أولا على طلب الملكوت»‏

      ١٦ ماذا ينبغي ان يحتل المركز الرئيسي في حياتنا،‏ وكيف اظهر يسوع ذلك بمثاله؟‏

      ١٦ اوضح يسوع بشكل قاطع ماذا ينبغي ان يحتل المركز الرئيسي في حياة الذين يقبلون قيادته.‏ قال:‏ ‏«داوموا أولا على طلب ملكوت [اللّٰه] وبره».‏ (‏متى ٦:‏٣٣‏)‏ وقد اظهر بمثاله كيف نفعل ذلك.‏ فعند نهاية فترة الـ‍ ٤٠ يوما التي قضاها بعد معموديته في الصوم والتأمل والصلاة،‏ واجه اغراء.‏ فقد عرض عليه الشيطان ابليس ان يجعله حاكما على «جميع ممالك العالم».‏ تخيّلوا حياته التي كان سيعيشها لو قبِل عرض ابليس.‏ لكنه كان يركِّز على فعل مشيئة ابيه.‏ كما ادرك ان هذه الحياة في عالم الشيطان ستكون قصيرة.‏ فرفض عرض الشيطان فورا وقال:‏ «مكتوب:‏ ‹يهوه الهك تعبد،‏ وله وحده تؤدي خدمة مقدسة›».‏ بعيد ذلك،‏ «ابتدأ يسوع يكرز ويقول:‏ ‹توبوا،‏ فقد اقترب ملكوت السموات›».‏ (‏متى ٤:‏٢،‏ ٨-‏١٠،‏ ١٧‏)‏ وظل باقي حياته الارضية ينادي كامل الوقت بملكوت اللّٰه.‏

      ١٧ كيف يمكن ان نُظهِر ان مصالح الملكوت تحتل المقام الاول في حياتنا؟‏

      ١٧ ينبغي ان نقتدي بقائدنا ولا نسمح لعالم الشيطان ان يغرينا بجعل الاعمال والمهن ذات الدخل العالي هدفنا الرئيسي في الحياة.‏ (‏مرقس ١:‏١٧-‏٢١‏)‏ فكم من الحماقة ان نعلق في شرك المساعي العالمية بحيث تصير مصالح الملكوت امرا ثانويا في حياتنا!‏ فقد عهد يسوع إلينا بالكرازة بالملكوت وعمل التلمذة.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ نعم،‏ قد تكون لدينا عائلة او مسؤوليات اخرى للاعتناء بها،‏ ولكن ألسنا سعداء لأننا ننتهز الفرصة في الامسيات ونهايات الاسابيع للقيام بمسؤوليتنا المسيحية ان نكرز ونعلِّم؟‏ وكم نتشجع عندما نعرف ان نحو ٠٠٠‏,٧٨٠ تمكنوا في سنة الخدمة ٢٠٠١ من العمل كفاتحين،‏ او خدام كامل الوقت!‏

      ١٨ ماذا يساعدنا ان نفرح في الخدمة؟‏

      ١٨ تصوِّر روايات الاناجيل يسوع على انه صاحب همة عالية ولديه مشاعر رقيقة.‏ ففور ادراك حاجات الآخرين الروحية،‏ كان يشفق عليهم ويساعدهم بكل اندفاع.‏ (‏مرقس ٦:‏٣١-‏٣٤‏)‏ ونحن نحس بالفرح عندما يكون دافعنا الى الخدمة المحبة للآخرين والرغبة الصادقة في مساعدتهم.‏ ولكن كيف يمكن ان ننمي هذه الرغبة؟‏ يقول شاب اسمه جايسون:‏ «عندما كنت مراهقا،‏ لم تكن الخدمة نشاطي المفضَّل».‏ فماذا ساعده على تنمية المحبة لهذا العمل؟‏ يجيب جايسون:‏ «كانت عائلتي دائما تخصِّص ايام السبت صباحا لخدمة الحقل.‏ وهذا ما ساعدني،‏ لأنني كلما رأيت الفائدة التي اجنيها من الخدمة،‏ تمتعت بها اكثر».‏ ونحن ايضا ينبغي ان نشترك باجتهاد في الخدمة قانونيا.‏

      ١٩ علامَ ينبغي ان نعقد العزم بشأن قيادة المسيح؟‏

      ١٩ انه لمنعش ومكافئ حقا ان نقبل قيادة المسيح.‏ عندئذ تصير الحداثة وقتا للتقدم في المعرفة والحكمة.‏ وتصير الحياة العائلية مصدرا للسلام والسعادة،‏ والخدمة نشاطا يجلب الفرح والاكتفاء.‏ فلنعقد العزم على البرهان اننا نعتبر المسيح حقا قائدا لنا في حياتنا اليومية وفي قراراتنا.‏ (‏كولوسي ٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ لكنَّ يسوع المسيح يقودنا من خلال وسيلة اخرى:‏ الجماعة المسيحية.‏ وستناقش المقالة التالية كيف يمكننا الاستفادة من هذا التدبير.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a جرى تغيير بعض الاسماء.‏

  • المسيح يقود جماعته
    برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • المسيح يقود جماعته

      ‏«ها انا معكم كل الايام الى اختتام نظام الاشياء».‏ —‏ متى ٢٨:‏٢٠‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ بماذا وعد يسوع المُقام تلاميذه وهو يعطيهم الامر بالتلمذة؟‏ (‏ب)‏ كيف قاد يسوع الجماعة المسيحية الباكرة بفعّالية؟‏

      قبل صعود قائدنا المُقام يسوع المسيح الى السماء،‏ ظهر لتلاميذه وقال لهم:‏ «دُفعَت اليَّ كل سلطة في السماء وعلى الارض.‏ فاذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.‏ وها انا معكم كل الايام الى اختتام نظام الاشياء».‏ —‏ متى ٢٣:‏١٠؛‏ ٢٨:‏١٨-‏٢٠‏.‏

      ٢ لم يعيِّن يسوع لتلاميذه هذا العمل المنقذ للحياة فحسب،‏ بل وعدهم ايضا ان يكون معهم.‏ وتاريخ المسيحية الباكرة،‏ كما هو مسجَّل في سفر الاعمال في الكتاب المقدس،‏ يُثبِت بشكل قاطع ان المسيح استخدم السلطة المعطاة له لقيادة الجماعة الحديثة العهد.‏ فقد ارسل الروح القدس،‏ «المعين» الموعود به،‏ لتقوية أتباعه وتوجيههم.‏ (‏يوحنا ١٦:‏٧؛‏ اعمال ٢:‏٤،‏ ٣٣؛‏ ١٣:‏٢-‏٤؛‏ ١٦:‏٦-‏١٠‏)‏ كما استخدم يسوع المُقام الملائكة الذين تحت امرته لدعم تلاميذه.‏ (‏اعمال ٥:‏١٩؛‏ ٨:‏٢٦؛‏ ١٠:‏٣-‏٨،‏ ٢٢؛‏ ١٢:‏٧-‏١١؛‏ ٢٧:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ ١ بطرس ٣:‏٢٢‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ زوَّد قائدنا الارشاد للجماعة بتدبير رجال اكفاء ليخدموا كهيئة حاكمة.‏ —‏ اعمال ١:‏٢٠،‏ ٢٤-‏٢٦؛‏ ٦:‏١-‏٦؛‏ ٨:‏٥،‏ ١٤-‏١٧‏.‏

      ٣ اية اسئلة ستُناقَش في هذه المقالة؟‏

      ٣ ولكن ماذا عن وقتنا،‏ «اختتام نظام الاشياء»؟‏ كيف يقود يسوع الجماعة المسيحية اليوم؟‏ وكيف يمكن ان نُظهِر اننا نقبل قيادته؟‏

      السيد لديه عبد امين

      ٤ (‏أ)‏ مَن يؤلفون «العبد الامين الفطين»؟‏ (‏ب)‏ بماذا عهد السيد الى العبد؟‏

      ٤ قال يسوع وهو يعطي النبوة عن علامة حضوره:‏ ‏«مَن هو العبد الامين الفطين الذي اقامه سيده على خدم بيته ليعطيهم طعامهم في حينه؟‏ يا لسعادة ذلك العبد،‏ اذا جاء سيده ووجده يفعل هكذا!‏ الحق اقول لكم:‏ انه يقيمه على جميع ممتلكاته».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ ان ‹السيد› هو قائدنا يسوع المسيح.‏ وقد اقام «العبد الامين الفطين» —‏ صف المسيحيين الممسوحين على الارض —‏ على كل مصالحه الارضية.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ ماذا تمثِّل «المناير الذهبية السبع» و«النجوم السبعة» التي رآها الرسول يوحنا في رؤيا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يعني وجود «النجوم السبعة» في يد يسوع اليمنى؟‏

      ٥ يُظهِر سفر الكشف في الكتاب المقدس ان العبد الامين الفطين هو تحت سيطرة يسوع المسيح المباشرة.‏ ففي رؤيا عن «يوم الرب»،‏ رأى الرسول يوحنا «سبع مناير ذهبية،‏ وفي وسط المناير شبه ابن انسان .‏ .‏ .‏ معه في يده اليمنى سبعة نجوم».‏ وقد اوضح يسوع هذه الرؤيا ليوحنا قائلا:‏ «اما السر المقدس للنجوم السبعة التي رأيت على يدي اليمنى،‏ وللمناير الذهبية السبع فهو:‏ النجوم السبعة تمثل ملائكة الجماعات السبع،‏ والمناير السبع تمثل سبع جماعات».‏ —‏ كشف ١:‏١،‏ ١٠-‏٢٠‏.‏

      ٦ تمثِّل «المناير الذهبية السبع» كل الجماعات المسيحية الحقة الموجودة في «يوم الرب»،‏ الذي ابتدأ سنة ١٩١٤.‏ ولكن ماذا عن «النجوم السبعة»؟‏ في الاتمام الاول،‏ رمزت الى كل النظار الممسوحين المولودين من الروح الذين اعتنوا بجماعات القرن الاول.‏a والنظار كانوا في يد يسوع اليمنى،‏ اي تحت سيطرته وتوجيهه.‏ نعم،‏ كان المسيح يسوع قائد صف العبد.‏ ولكنَّ النظار الممسوحين الآن قليلون في العدد.‏ فكيف يمكن لقيادة المسيح ان تشمل اكثر من ٠٠٠‏,٩٣ جماعة لشهود يهوه حول الارض؟‏

      ٧ (‏أ)‏ كيف يستخدم يسوع الهيئة الحاكمة لقيادة الجماعات حول الارض؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكن القول ان النظار المسيحيين معيَّنون من الروح القدس؟‏

      ٧ كما في القرن الاول،‏ يخدم الآن فريق صغير من الرجال المؤهلين من بين النظار الممسوحين كهيئة حاكمة،‏ ممثِّلين صف العبد الامين الفطين.‏ ويستخدم قائدنا هذه الهيئة الحاكمة لتعيين رجال مؤهلين —‏ سواء كانوا ممسوحين بالروح او لا —‏ كشيوخ في الجماعات المحلية.‏ ويلعب الروح القدس،‏ الذي منح يهوه ليسوع سلطة استخدامه،‏ دورا مهما في هذا المجال.‏ (‏اعمال ٢:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ فبادئ ذي بدء،‏ يجب ان يبلغ هؤلاء النظار المؤهلات المرسومة في كلمة اللّٰه الموحى بها من الروح القدس.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١-‏٧؛‏ تيطس ١:‏٥-‏٩؛‏ ٢ بطرس ١:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وتجري التوصيات والتعيينات بعد الصلاة وبإرشاد الروح القدس.‏ كما ان الافراد المعيَّنين يبرهنون انهم ينتجون ثمر هذا الروح.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ لذلك فإن مشورة بولس التالية تنطبق على كل الشيوخ،‏ سواء كانوا ممسوحين او لا:‏ «انتبهوا لأنفسكم ولجميع الرعية التي عيَّنكم فيها الروح القدس نظارا».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٨‏)‏ وهؤلاء الرجال المعيَّنون ينالون الارشاد من الهيئة الحاكمة ويرعون الجماعة طوعا.‏ وبهذه الطريقة،‏ يكون المسيح اليوم معنا ويقود الجماعة بفعّالية.‏

      ٨ كيف يستخدم المسيح الملائكة لقيادة أتباعه؟‏

      ٨ يستخدم يسوع ايضا ملائكة حرفيين لقيادة أتباعه اليوم.‏ ففي مَثل الحنطة والزوان،‏ يأتي وقت الحصاد عند «اختتام نظام الاشياء».‏ ومَن يستخدمهم السيد للقيام بعمل الحصاد؟‏ قال المسيح:‏ «الحصّادون هم الملائكة».‏ وأضاف:‏ «يرسل ابن الانسان ملائكته،‏ فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر والمتعدين على الشريعة».‏ (‏متى ١٣:‏٣٧-‏٤١‏)‏ فكما وجَّه ملاك خطى فيلبُّس لإيجاد الخصي الحبشي،‏ هنالك وفرة من الادلة اليوم تثبت ان المسيح يستخدم ملائكته لتوجيه عمل المسيحيين الحقيقيين لإيجاد المستقيمي القلوب.‏ —‏ اعمال ٨:‏٢٦،‏ ٢٧؛‏ كشف ١٤:‏٦‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ ايّ وسيلتَين يستخدمهما المسيح لقيادة الجماعة المسيحية اليوم؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤال ينبغي ان نفكر فيه اذا اردنا ان نستفيد من قيادة المسيح؟‏

      ٩ فكم هو مطمئن ان نعرف ان يسوع المسيح يقود تلاميذه اليوم بواسطة الهيئة الحاكمة،‏ الروح القدس،‏ والملائكة!‏ حتى لو عُزل مؤقتا البعض من عبّاد يهوه عن الهيئة الحاكمة بسبب الاضطهاد او ما شابه،‏ يظلون تحت قيادة المسيح بواسطة الروح القدس والدعم الملائكي.‏ ولكننا لا نستفيد من قيادته إلا عندما نقبلها.‏ فكيف نُظهِر اننا نقبل قيادة المسيح؟‏

      ‏«أطيعوا .‏ .‏ .‏ كونوا مذعنين»‏

      ١٠ كيف يمكن ان نُظهِر الاحترام للشيوخ المعيَّنين في الجماعة؟‏

      ١٠ يعطي قائدنا الجماعات «عطايا في رجال» —‏ «بعضا كمبشرين،‏ وبعضا كرعاة ومعلمين».‏ (‏افسس ٤:‏٨،‏ ١١،‏ ١٢‏)‏ وموقفنا وتصرفاتنا معهم تكشف بوضوح اذا كنا نقبل قيادة المسيح.‏ فيجب ان ‹نُظهِر اننا شاكرون› لأن المسيح اعطانا رجالا مؤهلين روحيا.‏ (‏كولوسي ٣:‏١٥‏)‏ كما انهم يستحقون احترامنا.‏ كتب الرسول بولس:‏ «ليُحسَب الشيوخ الذين يشرفون حسنا مستحقين كرامة مضاعفة».‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏١٧‏)‏ فكيف يمكن ان نُظهِر شكرنا وتقديرنا لهؤلاء الشيوخ،‏ او النظار،‏ في الجماعة؟‏ يجيب بولس:‏ «أطيعوا الذين يتولَّون القيادة بينكم وكونوا مذعنين».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٧‏)‏ نعم،‏ يجب ان نذعن،‏ او نخضع،‏ لهم.‏

      ١١ لماذا العيش وفق انتذارنا يتطلب الاحترام لترتيب الشيوخ؟‏

      ١١ ان قائدنا كامل.‏ أما الرجال الذين اعطانا اياهم فليسوا كاملين.‏ لذلك قد يخطئون احيانا.‏ رغم ذلك،‏ من المهم ان نبقى اولياء لترتيب المسيح.‏ فالعيش وفق انتذارنا ومعموديتنا يعني في الواقع ان نعترف بأن السلطة المعيَّنة من الروح في الجماعة هي شرعية ونذعن لها طوعا.‏ ومعموديتنا ‹باسم الروح القدس› هي إعلان جهري اننا نعترف بالروح القدس وبالدور الذي يلعبه في مقاصد يهوه.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩‏)‏ كما تعني هذه المعمودية اننا نتعاون مع الروح وأننا لا نفعل ايّ شيء لإعاقة عمله بين أتباع المسيح.‏ وبما ان الروح القدس يلعب دورا حيويا في التوصية بالشيوخ وتعيينهم،‏ فهل يمكن حقا ان نتمِّم انتذارنا اذا لم نذعن لترتيب الشيوخ في الجماعة؟‏

      ١٢ اية امثلة لعدم احترام السلطة يذكرها يهوذا،‏ وماذا تعلِّمنا؟‏

      ١٢ تحتوي الاسفار المقدسة على امثلة تعلِّمنا قيمة الطاعة والاذعان.‏ اشار التلميذ يهوذا الى ثلاثة امثلة تحذيرية في معرض حديثه عن الذين تكلموا بالاهانة على الرجال المعيَّنين في الجماعة.‏ قال:‏ «ويل لهم،‏ لأنهم سلكوا في سبيل قايين،‏ واندفعوا في ضلالة بلعام لقاء أجر،‏ وهلكوا في كلام تمرد قورح!‏».‏ (‏يهوذا ١١‏)‏ لقد تجاهل قايين مشورة يهوه الحبية واتَّبع عمدا مسلك البغض القتّال.‏ (‏تكوين ٤:‏٤-‏٨‏)‏ وحاول بلعام ان يلعن شعب اللّٰه ليحصل على مكافأة مالية رغم ان اللّٰه حذَّره مرارا من فعل ذلك.‏ (‏عدد ٢٢:‏٥-‏٢٨،‏ ٣٢-‏٣٤؛‏ تثنية ٢٣:‏٥‏)‏ ورغم انه كان لدى قورح مركز محترم في اسرائيل،‏ لم يقنعْ به.‏ بل اشعل الثورة على خادم اللّٰه موسى،‏ احلم رجل على وجه الارض.‏ (‏عدد ١٢:‏٣؛‏ ١٦:‏١-‏٣،‏ ٣٢،‏ ٣٣‏)‏ ونتيجة لما فعله قايين وبلعام وقورح،‏ حلّت بهم الكارثة.‏ فيا له من درس لا يُنسى نتعلمه من هذه الامثلة،‏ ان نصغي الى مشورة الذين يستخدمهم يهوه في مراكز المسؤولية ونحترمهم!‏

      ١٣ اية بركات تنبأ بها النبي اشعيا للذين يذعنون لترتيب الشيوخ؟‏

      ١٣ ومَن يرفض الاستفادة من هذا الترتيب الرائع للاشراف الذي اسَّسه قائدنا في الجماعة المسيحية؟‏!‏ انبأ النبي اشعيا ببركات هذا الترتيب قائلا:‏ «هوذا بالعدل يملك ملك ورؤساء بالحق يترأسون.‏ ويكون انسان كمخبإ من الريح وستارة من السيل كسواقي ماء في مكان يابس كظل صخرة عظيمة في ارض معيية».‏ (‏اشعياء ٣٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فكل شيخ يجب ان يكون «كمخبإ» يزوِّد الحماية والامان.‏ فلنصلِّ ولنبذل الجهد لنكون طائعين ومذعنين للسلطة المعيَّنة من اللّٰه في الجماعة،‏ حتى لو كان الاذعان لها صعبا علينا.‏

      اذعان الشيوخ لقيادة المسيح

      ١٤،‏ ١٥ كيف يُظهِر الذين يأخذون القيادة في الجماعة انهم يذعنون لقيادة المسيح؟‏

      ١٤ يجب على كل مسيحي،‏ وخصوصا الشيوخ،‏ ان يتبع قيادة المسيح.‏ ورغم ان النظار او الشيوخ لديهم الى حد ما سلطة في الجماعة،‏ فهم لا يسعون ان ‹يسودوا على ايمان رفقائهم المؤمنين› بالسيطرة على حياتهم.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٢٤‏)‏ انهم يصغون الى كلمات يسوع:‏ «انتم تعرفون ان حكام الامم يسودون عليهم وأن العظماء يتسلطون عليهم.‏ فليس الامر كذلك في ما بينكم».‏ (‏متى ٢٠:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ وفيما يتمِّم الشيوخ مسؤوليتهم،‏ يحاولون بإخلاص خدمة الآخرين.‏

      ١٥ يجري حثّ المسيحيين:‏ «اذكروا الذين يتولَّون القيادة بينكم،‏ .‏ .‏ .‏ وإذ تنظرون في ما يؤول اليه سلوكهم،‏ اقتدوا بإيمانهم».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٧‏)‏ ولا يُطلَب منا ذلك لأن الشيوخ هم قادتنا.‏ فقد قال يسوع:‏ «قائدكم واحد،‏ وهو المسيح».‏ (‏متى ٢٣:‏١٠‏)‏ فإيمانهم هو ما ينبغي الاقتداء به لأنهم يقتدون بقائدنا الحقيقي،‏ المسيح.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏١‏)‏ وإليكم بعض الطرائق التي بها يسعى الشيوخ الى الاقتداء بالمسيح في علاقتهم بأفراد الجماعة الآخرين.‏

      ١٦ كيف عامل يسوع أتباعه رغم السلطة التي مُنحت له؟‏

      ١٦ رغم ان يسوع اسمى من البشر الناقصين في كل المجالات وقد منحه ابوه سلطة لا تُضاهى،‏ كان محتشما في تعاملاته مع تلاميذه.‏ فلم يمطر سامعيه بوابل من المعرفة بهدف إثارة اعجابهم،‏ بل كان متفهِّما وأشفق على أتباعه وأخذ حاجاتهم البشرية في الاعتبار.‏ (‏متى ١٥:‏٣٢؛‏ ٢٦:‏٤٠،‏ ٤١؛‏ مرقس ٦:‏٣١‏)‏ ولم يطلب قط من تلاميذه اكثر مما يستطيعون ان يفعلوا،‏ ولم يحمِّلهم قط اكثر مما يستطيعون ان يتحملوا.‏ (‏يوحنا ١٦:‏١٢‏)‏ كما انه كان ‹وديعا ومتضع القلب›.‏ فلا عجب انه كان سبب انتعاش لكثيرين!‏ —‏ متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

      ١٧ كيف ينبغي ان يقتدي الشيوخ بالمسيح في إظهار الاحتشام في علاقتهم بأفراد الجماعة؟‏

      ١٧ فإذا اعرب المسيح الذي هو قائدنا عن الاحتشام،‏ فكم بالاحرى ينبغي ان يفعل ذلك الذين يأخذون القيادة في الجماعة!‏ نعم،‏ انهم يحرصون لئلا يسيئوا استعمال السلطة الموكَلة اليهم.‏ وهم لا ‹يأتون ببلاغة الكلام›،‏ محاولين اثارة إعجاب الآخرين.‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ بل يحاولون التكلم بحق الاسفار المقدسة ببساطة وإخلاص.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يحاولون ان يكونوا متعقلين في ما يتوقعونه من الآخرين ويأخذون حاجاتهم في الاعتبار.‏ (‏فيلبي ٤:‏٥‏)‏ وإذ يدركون ان لكل شخص حدوده،‏ يلتمسون الاعذار بمحبة لإخوتهم.‏ (‏١ بطرس ٤:‏٨‏)‏ أفليس الشيوخ المتواضعون والودعاء منعشين حقا؟‏ انهم كذلك فعلا.‏

      ١٨ ماذا يمكن ان يتعلم الشيوخ من معاملة يسوع للاولاد؟‏

      ١٨ كان من السهل على الجميع،‏ حتى الاقلّ شأنا،‏ الاقتراب الى يسوع.‏ تأملوا في تجاوبه عندما انَّب تلاميذه الناس لأنهم «يُحضِرون اليه اولادا صغارا».‏ قال يسوع:‏ «دعوا الاولاد الصغار يأتون اليّ؛‏ لا تحاولوا منعهم».‏ ثم «ضمّ الاولاد بذراعيه،‏ وأخذ يباركهم واضعا يديه عليهم».‏ (‏مرقس ١٠:‏١٣-‏١٦‏)‏ كان يسوع رقيقا ولطيفا،‏ لذلك انجذب اليه الناس ولم يخافوا منه.‏ حتى الاولاد شعروا بالراحة معه.‏ وعلى نحو مماثل،‏ فإن الشيوخ ايضا يسهل الاقتراب اليهم.‏ وإذ يُظهِرون المودة المخلصة واللطف،‏ يشعر الآخرون،‏ حتى الاولاد،‏ بالراحة معهم.‏

      ١٩ ماذا يشمل امتلاك «فكر المسيح»،‏ وأيّ جهد يتطلبه ذلك؟‏

      ١٩ وكلّما ازدادت معرفة الشيوخ للمسيح يسوع،‏ اقتدوا به اكثر.‏ سأل بولس:‏ «مَن عرف فكر يهوه حتى يعلِّمه؟‏».‏ ثم اضاف:‏ «أما نحن فلنا فكر المسيح».‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١٦‏)‏ ويشمل امتلاك فكر المسيح معرفة طريقة تفكيره وكل نواحي شخصيته بحيث نعرف ماذا يفعل في حالة معيَّنة.‏ تخيَّلوا انكم تعرفون قائدنا الى هذا الحد!‏ ان ذلك يتطلب الانتباه بدقة لروايات الاناجيل وملء عقولنا قانونيا بفهم حياة يسوع ومثاله.‏ وعندما يبذل الشيوخ جهدهم لاتِّباع قيادة المسيح الى هذا الحد،‏ يسهل اكثر على افراد الجماعة الاقتداء بإيمانهم.‏ ويحس الشيوخ بالاكتفاء اذ يرون الآخرين يتبعون بفرح خطوات القائد.‏

      ابقوا تحت قيادة المسيح

      ٢٠،‏ ٢١ علامَ ينبغي ان نصمِّم فيما نتطلع قُدُما الى العالم الجديد الموعود به؟‏

      ٢٠ من المهم ان نبقى جميعا تحت قيادة المسيح.‏ وإذ نقترب من نهاية نظام الاشياء هذا،‏ فإن حالتنا شبيهة بحالة الاسرائيليين عندما كانوا في سهول موآب سنة ١٤٧٣ ق‌م.‏ فقد كانوا على عتبة ارض الموعد عندما اعلن اللّٰه بفم النبي موسى:‏ «انت [يشوع] تُدخِل هذا الشعب الارضَ التي اقسم الرب لآبائهم ان يعطيهم اياها».‏ (‏تثنية ٣١:‏٧،‏ ٨‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏)‏ كان يشوع القائد المعيَّن.‏ لذلك كان على الاسرائيليين ان يذعنوا لقيادته لكي يدخلوا ارض الموعد.‏

      ٢١ واليوم ايضا،‏ يقول لنا الكتاب المقدس:‏ «قائدكم واحد،‏ وهو المسيح».‏ ان المسيح ولا احد سواه هو مَن سيقودنا الى العالم الجديد الموعود به الذي يسكن فيه البرّ.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ فلنصمِّم اذًا على الاذعان لقيادته في كل مجالات حياتنا.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لا تمثِّل «النجوم» هنا ملائكة حرفيين.‏ فحتما ما كان يسوع ليستخدم شخصا بشريا لتسجيل معلومات من اجل نقلها الى مخلوقات روحانية غير منظورة.‏ لذلك لا بد ان «النجوم» تمثِّل نظار الجماعات البشر،‏ الشيوخ الذين يعتبرهم يسوع رسلا له.‏ وعددهم،‏ الذي هو سبعة،‏ يدل على التمام بحسب مقياس اللّٰه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة