مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ماذا يقول الكتاب المقدس عن اللّٰه ويسوع؟‏
    هل يجب ان تؤمنوا بالثالوث؟‏
    • يسوع خليقة منفصلة

      عندما كان على الارض كان يسوع انسانا،‏ رغم انه كان كاملا لان اللّٰه هو الذي نقل قوة حياة يسوع الى رحم مريم.‏ (‏متى ١:‏١٨-‏٢٥‏)‏ ولكنّ ذلك ليس الطريقة التي بها ابتدأ.‏ فهو نفسه اعلن انه «نزل من السماء.‏» (‏يوحنا ٣:‏١٣‏)‏ ولذلك كان طبيعيا جدا ان يقول في ما بعد لأتباعه:‏ «فإن رأيتم ابن الانسان [يسوع] صاعدا الى حيث كان اولا.‏» —‏ يوحنا ٦:‏٦٢‏.‏

      وهكذا كان ليسوع وجود في السماء قبل المجيء الى الارض.‏ ولكن هل كان ذلك كواحد من الاقانيم في ذات الهية ثالوثية سرمدية قادرة على كل شيء؟‏ كلا،‏ لان الكتاب المقدس يعلن بوضوح انه في وجوده السابق لبشريته كان يسوع كائنا روحانيا مخلوقا،‏ تماما كما كانت الملائكة كائنات روحانية مخلوقة من اللّٰه.‏ فلا الملائكة ولا يسوع كانوا قد وُجدوا قبل خلقهم.‏

      كان يسوع،‏ في وجوده السابق لبشريته،‏ «بكر كل خليقة.‏» (‏كولوسي ١:‏١٥‏)‏ لقد كان «بداءة خليقة اللّٰه.‏» (‏رؤيا ٣:‏١٤‏)‏ والكلمة «بداءة» [باليونانية،‏ ارخي‏] لا يمكن بالصواب التفسير بأنها تعني ان يسوع ‹مبدئ› خليقة اللّٰه.‏ وفي كتاباته للكتاب المقدس يستعمل يوحنا صيغا عديدة للكلمة اليونانية ارخي اكثر من ٢٠ مرة،‏ وهذه دائما لها المعنى المشترك لـ‍ «بداءة.‏» نعم،‏ كان يسوع مخلوقا من اللّٰه بصفته بداءة خلائق اللّٰه غير المنظورة.‏

      لاحظوا كم ترتبط هذه الاشارات الى اصل يسوع على نحو وثيق بالعبارات التي تفوَّهت بها «الحكمة» المجازية في سفر الامثال للكتاب المقدس:‏ «الرب (‏خلقني،‏ ك‌اج)‏ اول طريقه من قبل اعماله منذ القدم.‏ من قبل ان تقرَّرَت الجبال قبل التلال أُبدئتُ.‏ اذ لم يكن قد صنع الارض بعدُ ولا البراري ولا اول أعفار المسكونة.‏» (‏امثال ٨:‏١٢،‏ ٢٢،‏ ٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وبينما يُستعمل التعبير «حكمة» لتجسيم ذاك الذي خلقه اللّٰه يوافق معظم العلماء ان ذلك فعلا لغة مجازية عن يسوع كمخلوق روحاني قبل وجوده البشري.‏

      وبصفته «الحكمة» في وجوده السابق لبشريته يمضي يسوع قائلا انه كان «عنده [اللّٰه] صانعا.‏» (‏امثال ٨:‏٣٠‏)‏ وبانسجام مع دوره كصانع تقول كولوسي ١:‏١٦ عن يسوع انه «به خلق اللّٰه كل شيء في السماء وعلى الارض.‏» —‏ الترجمة الانكليزية الحديثة (‏ت‌اح‏)‏.‏

      وهكذا كان بواسطة هذا الصانع،‏ مرافقه الاصغر،‏ اذا جاز التعبير،‏ انَّ اللّٰه الكلي القدرة خلق كل الاشياء الاخرى.‏ ويلخص الكتاب المقدس المسألة بهذه الطريقة:‏ «لنا اله واحد الآب الذي منه جميع الاشياء .‏ .‏ .‏ ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الاشياء.‏» (‏الحروف المائلة لنا.‏)‏ —‏ ١ كورنثوس ٨:‏٦‏.‏

      ودون شك،‏ كان لهذا الصانع انَّ اللّٰه قال:‏ «نعمل الانسان على صورتنا.‏» (‏تكوين ١:‏٢٦‏)‏ ويدَّعي البعض ان «نعمل» و «صورتنا» في هذه العبارة تشير الى ثالوث.‏ ولكن اذا قلتم،‏ ‹لنعمل شيئا لانفسنا،‏› لا يفهم احد عادةً ان ذلك يدل على ان عدة اشخاص هم مجتمعون كشخص واحد في داخلكم.‏ فأنتم ببساطة تعنون ان شخصين او اكثر سيعملون معا في امر ما.‏ وكذلك عندما استعمل اللّٰه «نعمل» و «صورتنا» كان ببساطة يخاطب شخصا آخر،‏ اول خليقة روحانية له،‏ الصانع،‏ يسوع قبل بشريته.‏

      هل من الممكن ان يجرَّب اللّٰه؟‏

      في متى ٤:‏١ يجري التحدث عن يسوع انه «يجرَّب من ابليس.‏» وبعد ان أرى يسوعَ «جميع ممالك العالم ومجدها» قال الشيطان:‏ «اعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي.‏» (‏متى ٤:‏٨،‏ ٩‏)‏ فكان الشيطان يحاول جعل يسوع عديم الولاء للّٰه.‏

      ولكن ايّ امتحان للولاء يكون ذلك لو كان يسوع اللّٰه؟‏ هل يمكن ان يتمرد اللّٰه على نفسه؟‏ كلا،‏ ولكنّ الملائكة والبشر يمكن ان يتمردوا على اللّٰه وقد فعلوا ذلك.‏ فتجربة يسوع تكون ذات معنى فقط اذا كان هو،‏ لا اللّٰهَ،‏ بل فردا منفصلا له ارادته الحرة الخاصة،‏ فردا يمكن ان يكون عديم الولاء اذا اختار ذلك،‏ كملاك او انسان.‏

      ومن ناحية اخرى،‏ من غير الممكن التخيُّل ان اللّٰه يمكن ان يخطئ ويكون عديم الولاء لنفسه.‏ «هو الصخر الكامل صنيعه .‏ .‏ .‏ اله امانة .‏ .‏ .‏ صدِّيق وعادل هو.‏» (‏تثنية ٣٢:‏٤‏)‏ فلو كان يسوع اللّٰه لما كان ممكنا ان يجرَّب.‏ —‏ يعقوب ١:‏١٣‏.‏

      لعدم كونه اللّٰه كان من الممكن ان يكون يسوع عديم الولاء.‏ ولكنه بقي امينا،‏ قائلا:‏ «اذهب يا شيطان.‏ لانه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد.‏» —‏ متى ٤:‏١٠‏.‏

      الى ايّ مدى كانت الفدية؟‏

      ان احد الاسباب الرئيسية التي لاجلها جاء يسوع الى الارض له ايضا علاقة مباشرة بالثالوث.‏ يعلن الكتاب المقدس:‏ «يوجد اله واحد ووسيط واحد بين اللّٰه والناس الانسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية (‏معادلة،‏ ع‌ج)‏ لاجل الجميع.‏» —‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٥،‏ ٦‏.‏

      فيسوع،‏ لا اكثر ولا اقل من انسان كامل،‏ صار فدية عوَّضت تماما عما خسره آدم —‏ الحق في الحياة البشرية الكاملة على الارض.‏ ولذلك كان ممكنا ان يُدعى يسوع بالصواب «آدم الاخير» من قِبل الرسول بولس،‏ الذي قال في سياق الكلام نفسه:‏ «كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيُحيا الجميع.‏» (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٢،‏ ٤٥‏)‏ فحياة يسوع البشرية الكاملة كانت «فدية (‏معادلة،‏ ع‌ج)‏» تطلَّبها العدل الالهي —‏ لا اكثر ولا اقل.‏ والمبدأ الاساسي للعدل البشري ايضا هو ان الثمن المدفوع يجب ان يلائم الخطأ المقترف.‏

      ولكن لو كان يسوع جزءا من ذات الهية لكان ثمن الفدية اعلى على نحو غير محدود مما تطلَّبته شريعة اللّٰه.‏ (‏خروج ٢١:‏٢٣-‏٢٥؛‏ لاويين ٢٤:‏١٩-‏٢١‏)‏ ومجرد انسان كامل،‏ آدم،‏ هو الذي اخطأ في عدن،‏ لا اللّٰه.‏ لذلك فان الفدية،‏ لنكون حقا على انسجام مع عدل اللّٰه،‏ لزم ان تكون بالتدقيق مساوية —‏ انسانا كاملا،‏ «آدم الاخير.‏» وهكذا عندما ارسل اللّٰه يسوع الى الارض فديةً جعل يسوعَ يكون ما يرضي العدل،‏ لا تجسُّدا،‏ لا انسانا الها،‏ بل انسانا كاملا،‏ «وُضع قليلا عن الملائكة.‏» (‏عبرانيين ٢:‏٩‏؛‏ قارنوا مزمور ٨:‏٥،‏ ٦‏.‏)‏ فكيف يمكن لايّ جزء من ذات الهية قادرة على كل شيء —‏ الآب،‏ الابن،‏ او الروح القدس —‏ ان يكون يوما ما ادنى من الملائكة؟‏

      كيف يكون «الابن المولود الوحيد»؟‏

      يدعو الكتاب المقدس يسوع «الابن المولود الوحيد» للّٰه.‏ (‏يوحنا ١:‏١٤؛‏ ٣:‏١٦،‏ ١٨؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٩‏،‏ ع‌ج)‏ ويقول الثالوثيون انه بما ان اللّٰه سرمدي،‏ كذلك فان ابن اللّٰه سرمدي.‏ ولكن كيف يمكن للشخص ان يكون ابنا وفي الوقت نفسه ان يكون قديما قدم ابيه؟‏

      يدَّعي الثالوثيون انه في قضية يسوع ليس «المولود الوحيد» كنفس تعريف القاموس لكلمة «يلد،‏» الذي هو «ينسل كأب.‏» (‏قاموس وبستر الجامعي الجديد التاسع‏)‏ ويقولون انه في قضية يسوع يعني ذلك «معنى علاقة لا اصل لها،‏» نوعا من علاقة الابن الوحيد دون الولادة.‏ (‏قاموس ڤاين التفسيري لكلمات العهد القديم والجديد‏)‏ فهل يبدو ذلك منطقيا لكم؟‏ هل يمكن للرجل ان يصير ابا لابن دون ان يلده؟‏

      وفضلا عن ذلك،‏ لماذا يستعمل الكتاب المقدس الكلمة اليونانية نفسها التي تقابل «المولود الوحيد» (‏كما يعترف ڤاين دون ايّ تفسير)‏ ليصف علاقة اسحق بابرهيم؟‏ تتحدث عبرانيين ١١:‏١٧‏،‏ ع‌ج،‏ عن اسحق بصفته ‹الابن المولود الوحيد› لابرهيم.‏ ولا يمكن ان يكون هنالك شك في انه،‏ في قضية اسحق،‏ كان هو المولود الوحيد بالمعنى الطبيعي،‏ لا مساويا في الزمن او المركز لابيه.‏

      والكلمة اليونانية الاساسية التي تقابل «المولود الوحيد» التي استُعملت ليسوع واسحق هي مونوجينيس،‏ من مونوس،‏ التي تعني «وحيد،‏» وجينوماي،‏ كلمة جذرية تعني «يلد،‏» «ان يصير (‏يأتي الى الوجود)‏،‏» يقول الفهرس الابجدي الشامل لسترونڠ.‏ وهكذا يجري تعريف مونوجينيس بـ‍ «وليد وحيد،‏ مولود وحيد،‏ اي ولد وحيد.‏» —‏ معجم يوناني وانكليزي للعهد الجديد،‏ بواسطة إ.‏ روبنسون.‏

      ويقول القاموس اللاهوتي للعهد الجديد،‏ حرَّره ڠيرهارد كيتل:‏ «[‏مونوجينيس‏] تعني ‹بتحدُّر وحيد،‏› اي دون اخوة او اخوات.‏» ويعلن هذا الكتاب ايضا انه في يوحنا ١:‏١٨؛‏ ٣:‏١٦،‏ ١٨‏؛‏ و ١ يوحنا ٤:‏٩‏،‏ «لا تقارَن علاقة يسوع فقط بتلك التي لولد وحيد بأبيه.‏ انها علاقة المولود الوحيد بالآب.‏»‏

      وهكذا فان يسوع،‏ الابن المولود الوحيد،‏ كانت له بداية لحياته.‏ واللّٰه الكلي القدرة يمكن بالصواب ان يُدعى والده،‏ او اباه،‏ بنفس معنى ان ابًا ارضيًا،‏ كابرهيم،‏ يلد ابنا.‏ (‏عبرانيين ١١:‏١٧‏)‏ لذلك عندما يتكلم الكتاب المقدس عن اللّٰه بصفته ‹ابًا› ليسوع فهو يعني ما يقوله —‏ انهما شخصان منفصلان.‏ فاللّٰه هو الاكبر.‏ ويسوع هو الاصغر —‏ في الزمان،‏ المركز،‏ القدرة،‏ والمعرفة.‏

      عندما يتأمل المرء في ان يسوع لم يكن ابن اللّٰه الروحاني الوحيد المخلوق في السماء يتضح سبب استعمال التعبير «الابن المولود الوحيد» في قضيته.‏ فما لا يحصى من الكائنات الروحانية المخلوقة الاخرى،‏ الملائكة،‏ تُدعى ايضا «بني اللّٰه،‏» بالمعنى نفسه كما كان آدم،‏ لان قوة حياتهم هي من يهوه اللّٰه ينبوع،‏ او مصدر،‏ الحياة.‏ (‏ايوب ٣٨:‏٧؛‏ مزمور ٣٦:‏٩؛‏ لوقا ٣:‏٣٨‏)‏ ولكنّ هؤلاء جميعا خُلقوا بواسطة «الابن المولود الوحيد،‏» الذي كان الشخص الوحيد المولود مباشرة من اللّٰه.‏ —‏ كولوسي ١:‏١٥-‏١٧‏.‏

      هل كان يسوع يُعتبر اللّٰه؟‏

      بينما يُدعى يسوع غالبا ابن اللّٰه في الكتاب المقدس لا احد في القرن الاول كان يعتقد على الاطلاق انه اللّٰه الابن.‏ وحتى الابالسة،‏ الذين ‹يؤمنون ان اللّٰه واحد،‏› عرفوا من اختبارهم في الحيِّز الروحي ان يسوع ليس اللّٰه.‏ لذلك خاطبوا يسوع على نحو صحيح بصفته «ابن اللّٰه» المنفصل.‏ (‏يعقوب ٢:‏١٩؛‏ متى ٨:‏٢٩‏)‏ وعندما مات يسوع كان الجنود الرومان الوثنيون الواقفون جانبا يعرفون ما يكفي ليقولوا ان ما كانوا قد سمعوه من أتباعه لا بد انه صحيح،‏ ليس ان يسوع كان اللّٰه بل «حقا كان هذا ابن اللّٰه.‏» —‏ متى ٢٧:‏٥٤‏.‏

      لذلك تشير العبارة «ابن اللّٰه» الى يسوع بصفته كائنا مخلوقا منفصلا،‏ وليس جزءا من ثالوث.‏ وبصفته ابن اللّٰه لا يمكن ان يكون اللّٰه نفسه،‏ لان يوحنا ١:‏١٨ تقول:‏ «اللّٰه لم يره احد قط.‏»‏

      والتلاميذ كانوا يعتبرون ان يسوع «وسيط واحد بين اللّٰه والناس،‏» لا اللّٰه نفسه.‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٥‏)‏ وبما ان الوسيط بحسب التعريف هو شخص منفصل عن اولئك الذين تلزمهم الوساطة يكون تناقضا ان يكون يسوع كيانا واحدا مع ايّ من الفريقين اللذين يحاول مصالحتهما معا.‏ ويكون ذلك ادعاء بما ليس هو عليه.‏

      ان الكتاب المقدس واضح وثابت في علاقة اللّٰه بيسوع.‏ فيهوه اللّٰه وحده هو الكلي القدرة.‏ وهو خلق مباشرة يسوع قبل بشريته.‏ لذلك كانت ليسوع بداية ولا يمكن ابدا ان يكون مساويا للّٰه في القدرة او السرمدية.‏

  • ماذا يقول الكتاب المقدس عن اللّٰه ويسوع؟‏
    هل يجب ان تؤمنوا بالثالوث؟‏
    • كان يسوع يدعو اللّٰه «الاله الحقيقي الوحيد.‏» (‏يوحنا ١٧:‏٣‏،‏ ع‌ج)‏ ولم يكن قط يشير الى اللّٰه كاله من اقانيم متعدِّدة.‏ لهذا السبب لا يوجد مكان في الكتاب المقدس يُدعى فيه احد كلي القدرة سوى يهوه.‏ وإلا لأبطل ذلك معنى الكلمة «كلي القدرة.‏» فلا يسوع ولا الروح القدس يُدعيان هكذا على الاطلاق،‏ لان يهوه وحده هو الاسمى.‏ يعلن في التكوين ١٧:‏١‏،‏ ع‌ج:‏ «انا اللّٰه الكلي القدرة.‏» وتقول خروج ١٨:‏١١‏:‏ «الرب اعظم من جميع الآلهة.‏»‏

  • هل اللّٰه دائما اسمى من يسوع؟‏
    هل يجب ان تؤمنوا بالثالوث؟‏
    • هل اللّٰه دائما اسمى من يسوع؟‏

      لم يكن يسوع قط يدَّعي انه اللّٰه.‏ وكل ما قاله عن نفسه يدل انه لم يعتبر نفسه مساويا للّٰه بأية طريقة —‏ لا في القدرة،‏ لا في المعرفة،‏ لا في العمر.‏

      وفي كل فترة من وجوده،‏ سواء في السماء او على الارض،‏ يعكس كلامه وسلوكه الخضوع للّٰه.‏ فاللّٰه هو دائما الاسمى،‏ ويسوع الادنى الذي خلقه اللّٰه.‏

      يسوع مميَّز عن اللّٰه

      مرة بعد اخرى اظهر يسوع انه مخلوق منفصل عن اللّٰه وأنه،‏ يسوع،‏ له اله فوقه،‏ اله عبَده،‏ اله دعاه «الآب.‏» وفي صلاة الى اللّٰه،‏ اي الآب،‏ قال يسوع،‏ «انت الاله الحقيقي وحدك.‏» (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ وفي يوحنا ٢٠:‏١٧ قال لمريم المجدلية:‏ «اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم.‏» وفي ٢ كورنثوس ١:‏٣ يؤكد الرسول بولس هذه العلاقة:‏ «مبارك اللّٰه ابو ربنا يسوع المسيح.‏» وبما ان يسوع له اله،‏ ابوه،‏ لا يمكن في الوقت نفسه ان يكون هو هذا الاله.‏

      لم تكن لدى الرسول بولس اية تحفظات في التكلم عن يسوع واللّٰه بصفتهما منفصلين على نحو متميز:‏ «لنا اله واحد الآب .‏ .‏ .‏ ورب واحد يسوع المسيح.‏» (‏١ كورنثوس ٨:‏٦‏)‏ ويُظهر الرسول الفرق عندما يذكر:‏ «امام اللّٰه والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين.‏» (‏١ تيموثاوس ٥:‏٢١‏)‏ وتماما كما يتكلم بولس عن يسوع والملائكة بصفتهم متميزين احدهم عن الآخر في السماء،‏ كذلك ايضا يكون يسوع واللّٰه.‏

      وكلمات يسوع في يوحنا ٨:‏١٧،‏ ١٨ مهمة ايضا.‏ فهو يعلن:‏ «في ناموسكم مكتوب ان شهادة رجلين حق.‏ انا هو الشاهد لنفسي ويشهد لي الآب الذي ارسلني.‏» هنا يُظهر يسوع انه والآب،‏ اي اللّٰه الكلي القدرة،‏ لا بد ان يكونا كائنين متميزين،‏ لانه كيف يمكن بطريقة اخرى ان يكون هنالك حقا شاهدان؟‏

      وأظهر يسوع ايضا انه كائن منفصل عن اللّٰه بالقول:‏ «لماذا تدعوني صالحا.‏ ليس احد صالحا إلا واحد وهو اللّٰه.‏» (‏مرقس ١٠:‏١٨‏)‏ وهكذا كان يسوع يقول انه ليس احد صالحا بقدر اللّٰه،‏ حتى ولا يسوع نفسه.‏ فاللّٰه صالح بطريقة تفصله عن يسوع.‏

      خادم اللّٰه الخاضع

      ومرة بعد اخرى تفوَّه يسوع بعبارات مثل:‏ «لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل.‏» (‏يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ «قد نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتي بل مشيئة الذي ارسلني.‏» (‏يوحنا ٦:‏٣٨‏)‏ «تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني.‏» (‏يوحنا ٧:‏١٦‏)‏ أليس المرسِل اسمى من المرسَل؟‏

      وهذه العلاقة واضحة في مثل يسوع عن الكرم.‏ فقد شبَّه اللّٰهَ،‏ اباه،‏ بصاحب الكرم،‏ الذي سافر وتركه في عهدة كرامين مثَّلوا رجال الدين اليهود.‏ وعندما ارسل صاحب الكرم في ما بعد عبدا ليأخذ بعضا من ثمر الكرم جلد الكرامون العبد وأرسلوه فارغ اليدين.‏ ثم ارسل صاحب الكرم عبدا ثانيا،‏ وفي ما بعد عبدا ثالثا،‏ وكلاهما نالا المعاملة نفسها.‏ وأخيرا قال صاحب الكرم:‏ «ارسل ابني [يسوع] الحبيب.‏ لعلهم اذا رأوه يهابون.‏» ولكنّ الكرامين الفاسدين قالوا:‏ «هذا هو الوارث.‏ هلموا نقتله لكي يصير لنا الميراث.‏ فأخرجوه خارج الكرم وقتلوه.‏» (‏لوقا ٢٠:‏٩-‏١٦‏)‏ وهكذا اوضح يسوع مركزه بأنه مرسَل من اللّٰه ليفعل مشيئة اللّٰه،‏ تماما كما يرسل الاب ابنا خاضعا.‏

      وأتباع يسوع كانوا دائما يعتبرونه خادما خاضعا للّٰه،‏ لا مساويا للّٰه.‏ وقد صلَّوا الى اللّٰه بشأن «(‏خادمك،‏ ع‌ج)‏ القدوس يسوع الذي مسحته .‏ .‏ .‏ ولتُجرَ آيات وعجائب باسم (‏خادمك،‏ ع‌ج)‏ القدوس يسوع.‏» —‏ اعمال ٤:‏٢٣،‏ ٢٧،‏ ٣٠‏.‏

      اللّٰه اسمى في كل الاوقات

      في بداية خدمة يسوع،‏ عندما صعد من ماء المعمودية،‏ قال صوت اللّٰه من السماء:‏ «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.‏» (‏متى ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فهل كان اللّٰه يقول انه هو ابنه،‏ انه سُرَّ بنفسه،‏ انه ارسل نفسه؟‏ كلا،‏ فكان اللّٰه الخالق يقول انه،‏ بصفته الاسمى،‏ مسرور بشخص ادنى،‏ ابنه يسوع،‏ من اجل العمل القادم.‏

      ويسوع اشار الى سموّ ابيه عندما قال:‏ «روح الرب علي لانه مسحني لأبشر المساكين.‏» (‏لوقا ٤:‏١٨‏)‏ والمسح هو اعطاء سلطة او مهمة من شخص اسمى الى شخص لا يملك السلطة قبل ذلك.‏ وهنا من الواضح ان اللّٰه هو الاسمى لانه مسح يسوع،‏ معطيا اياه سلطة لم يكن يملكها سابقا.‏

      ويسوع اوضح سموّ ابيه عندما طلبت امّ تلميذين ان يجلس ابناها واحد عن يمين يسوع والآخر عن يساره عندما يأتي في ملكوته.‏ لقد اجاب يسوع:‏ «أما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه إلا للذين أُعد لهم من ابي،‏» اي اللّٰه.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٣‏)‏ فلو كان يسوع اللّٰه الكلي القدرة لكان له ان يعطي هذين المركزين.‏ ولكنّ يسوع لم يتمكن من اعطائهما لانه كان للّٰه ان يعطيهما،‏ ويسوع لم يكن اللّٰه.‏

      وصلوات يسوع مثال قوي لمركزه الادنى.‏ فعندما كان يسوع على وشك الموت اظهر مَن هو اسمى منه اذ صلّى قائلا:‏ «يا ابتاه إن شئت ان تجيز عني هذه الكأس.‏ ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك.‏» (‏لوقا ٢٢:‏٤٢‏)‏ فإلى مَن كان يصلّي؟‏ الى جزء من نفسه؟‏ كلا،‏ لقد كان يصلّي الى شخص منفصل تماما،‏ ابيه،‏ اللّٰه،‏ الذي كانت ارادته اسمى ويمكن ان تكون مختلفة عن ارادته،‏ الوحيد الذي يمكنه ان ‹يجيز هذه الكأس.‏›‏

      ثم،‏ اذ اقترب من الموت،‏ صرخ يسوع:‏ «الهي الهي لماذا تركتني.‏» (‏مرقس ١٥:‏٣٤‏)‏ فإلى مَن كان يسوع يصرخ؟‏ الى نفسه او الى جزء من نفسه؟‏ بالتأكيد،‏ لم يكن هذا الصراخ،‏ «الهي،‏» من شخص يعتبر نفسه اللّٰه.‏ ولو كان يسوع اللّٰه،‏ فمِن قِبل مَن كان متروكا؟‏ نفسه؟‏ لا يعقل ذلك.‏ وقال يسوع ايضا:‏ «يا ابتاه في يديك استودع روحي.‏» (‏لوقا ٢٣:‏٤٦‏)‏ فلو كان يسوع اللّٰه،‏ لأي سبب يستودع روحه للآب؟‏

      وبعد ان مات يسوع كان في القبر طوال اجزاء من ثلاثة ايام.‏ فلو كان هو اللّٰه لكانت حبقوق ١:‏١٢‏،‏ ع‌ج،‏ على خطإ عندما تقول:‏ «الهي،‏ قدوسي،‏ انت لا تموت.‏» ولكنّ الكتاب المقدس يقول ان يسوع مات فعلا وكان في حالة عدم الوعي في القبر.‏ ومَن اقام يسوع من الاموات؟‏ اذا كان ميتا حقا لا يستطيع ان يقيم نفسه.‏ ومن ناحية اخرى،‏ اذا لم يكن ميتا حقا فان موته المزعوم لا يدفع ثمن الفدية عن خطية آدم.‏ ولكنه دفع فعلا هذا الثمن كاملا بموته الحقيقي.‏ وهكذا فان ‹اللّٰه هو الذي اقام [يسوع] ناقضا اوجاع الموت.‏› (‏اعمال ٢:‏٢٤‏)‏ والاسمى،‏ اللّٰه الكلي القدرة،‏ اقام الادنى،‏ خادمه يسوع،‏ من الاموات.‏

      وهل تشير قدرة يسوع على صنع العجائب،‏ كإقامة الناس،‏ الى انه كان اللّٰه؟‏ حسنا،‏ كانت للرسل وللنبيَّين ايليا وأليشع هذه القدرة ايضا،‏ ولكنّ ذلك لم يجعلهم اكثر من رجال.‏ فاللّٰه اعطى القدرة على صنع العجائب للنبيَّين ويسوع والرسل ليُظهر انه يدعمهم.‏ ولكنّ ذلك لم يجعل ايًّا منهم جزءا من ذات الهية متعدِّدة.‏

      كانت ليسوع معرفة محدودة

      عندما اعطى يسوع نبوته عن نهاية نظام الاشياء هذا اعلن:‏ «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب.‏» (‏مرقس ١٣:‏٣٢‏)‏ فلو كان يسوع الجزء الابن المساوي من ذات الهية لعرف ما يعرفه الآب.‏ ولكنّ يسوع لم يعرف،‏ لانه لم يكن مساويا للّٰه.‏

      وعلى نحو مماثل،‏ نقرأ في العبرانيين ٥:‏٨ ان يسوع «تعلَّم الطاعة مما تألم به.‏» فهل يمكن ان نتخيَّل ان اللّٰه كان يلزمه ان يتعلَّم شيئا؟‏ كلا،‏ ولكنّ يسوع تعلَّم،‏ لانه لم يكن يعرف كل ما يعرفه اللّٰه.‏ وكان يلزمه ان يتعلَّم شيئا لا يلزم اللّٰه ابدا ان يتعلَّمه —‏ الطاعة.‏ فاللّٰه لا يلزمه ابدا ان يطيع احدا.‏

      والفرق بين ما يعرفه اللّٰه وما يعرفه المسيح كان موجودا ايضا عندما أُقيم يسوع الى السماء ليكون مع اللّٰه.‏ لاحظوا الكلمات الاولى للسفر الاخير من الكتاب المقدس:‏ «اعلان يسوع المسيح الذي اعطاه اياه اللّٰه.‏» (‏رؤيا ١:‏١‏)‏ فلو كان يسوع نفسه جزءا من ذات الهية،‏ هل كان يلزم ان يُعطى اعلانا من جزء آخر من الذات الالهية —‏ اللّٰه؟‏ كان دون شك سيعرف كل شيء عن ذلك،‏ لان اللّٰه كان يعرف.‏ ولكنّ يسوع لم يعرف،‏ لانه لم يكن اللّٰه.‏

      يسوع يستمر خاضعا

      في وجوده السابق لبشريته،‏ وأيضا عندما كان على الارض،‏ كان يسوع خاضعا للّٰه.‏ وبعد قيامته يستمر في ان يكون في مركز ثانوي ادنى.‏

      وفي التكلم عن قيامة يسوع قال بطرس واولئك الذين معه للسنهدريم اليهودي:‏ «هذا [يسوع] رفَّعه اللّٰه بيمينه.‏» (‏اعمال ٥:‏٣١‏)‏ وقال بولس:‏ «رفَّعه اللّٰه الى مركز اسمى.‏» (‏فيلبي ٢:‏٩‏،‏ ع‌ج)‏ فلو كان يسوع اللّٰه،‏ كيف كان يمكن ان يترفَّع يسوع،‏ اي يتعلَّى الى مركز اعلى مما تمتع به سابقا؟‏ كان سيكون من قَبل جزءا مترفِّعا من الثالوث.‏ ولو كان يسوع،‏ قبل ترفيعه،‏ مساويا للّٰه لكان ترفيعه اكثر قد جعله اسمى من اللّٰه.‏

      وقال بولس ايضا ان المسيح دخل «الى السماء عينها ليظهر الآن امام وجه اللّٰه لاجلنا.‏» (‏عبرانيين ٩:‏٢٤‏)‏ فاذا ظهرتم امام شخص آخر،‏ كيف يمكن ان تكونوا هذا الشخص؟‏ لا يمكنكم ذلك.‏ فلا بد ان تكونوا مختلفين ومنفصلين.‏

      وعلى نحو مماثل فان الشهيد استفانوس،‏ قبيل رجمه حتى الموت،‏ «شخصَ الى السماء .‏ .‏ .‏ فرأى مجد اللّٰه ويسوع قائما عن يمين اللّٰه.‏» (‏اعمال ٧:‏٥٥‏)‏ ومن الواضح انه رأى شخصين منفصلين —‏ ولكن ليس الروح القدس،‏ ليس الذات الالهية الثالوثية.‏

      وفي الرواية في الرؤيا ٤:‏٨ الى ٥:‏٧ يَظهر اللّٰه جالسا على عرشه السماوي،‏ ولكن ليس يسوع.‏ فهو يلزم ان يقترب الى اللّٰه ليأخذ سفرا من يمين اللّٰه.‏ ويُظهر ذلك ان يسوع في السماء ليس اللّٰه ولكنه منفصل عنه.‏

      وبانسجام مع ما ذُكر آنفا تعلن نشرة مكتبة جون رايلاندز في مانشستر،‏ انكلترا:‏ «في حياته السماوية بعد قيامته يجري وصف يسوع بأنه محتفظ بفردية شخصية كلها متميزة ومنفصلة عن شخص اللّٰه كما كان في حياته على الارض بصفته يسوع الارضي.‏ والى جانب اللّٰه وبالمقارنة مع اللّٰه يَظهر فعلا كائنا سماويا آخر ايضا في بلاط اللّٰه السماوي،‏ تماما كما كان الملائكة —‏ بالرغم من انه كابن للّٰه يقف في رتبة مختلفة،‏ وله منزلة ارفع منهم بكثير.‏» —‏ قارنوا فيلبي ٢:‏١١‏.‏

      وتقول النشرة ايضا:‏ «ولكنّ ما يقال عن حياته وأعماله بصفته المسيح السماوي لا يعني ولا يدل انه في الحالة الالهية يقف معادلا للّٰه نفسه وأنه اللّٰه تماما.‏ على الضد من ذلك،‏ في صورة العهد الجديد لشخصه وخدمته السماويين نرى شخصية منفصلة عن اللّٰه وخاضعة له على السواء.‏»‏

      وفي المستقبل الابدي في السماء سيستمر يسوع في ان يكون خادما منفصلا خاضعا للّٰه.‏ والكتاب المقدس يعبِّر عن ذلك بهذه الطريقة:‏ «وبعد ذلك النهاية متى سلَّم [يسوع في السماء] المُلك للّٰه الآب .‏ .‏ .‏ فحينئذ الابن نفسه ايضا سيخضع للذي اخضع له الكل كي يكون اللّٰه الكل في الكل.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٤،‏ ٢٨‏.‏

      لم يدَّع يسوع قط انه اللّٰه

      ان موقف الكتاب المقدس واضح.‏ ليس فقط ان اللّٰه الكلي القدرة،‏ يهوه،‏ شخصية منفصلة عن يسوع ولكنه في كل الاوقات اسمى منه.‏ ويسوع يجري تقديمه دائما بصفته منفصلا وأدنى،‏ خادما متواضعا للّٰه.‏ لهذا السبب يقول الكتاب المقدس بوضوح ان «رأس المسيح هو اللّٰه» تماما كما ان «رأس كل رجل هو المسيح.‏» (‏١ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ ولهذا السبب قال يسوع نفسه:‏ «ابي اعظم مني.‏» —‏ يوحنا ١٤:‏٢٨‏.‏

      الواقع هو ان يسوع ليس اللّٰه ولم يدَّع ذلك قط.‏ وهذا يدركه عدد متزايد من العلماء.‏ وكما تعلن نشرة رايلاندز:‏ «يجب مواجهة الواقع ان البحث في العهد الجديد طوال الثلاثين او الاربعين سنة الماضية تقريبا يقود عددا متزايدا من علماء العهد الجديد المشهورين الى الاستنتاج ان يسوع .‏ .‏ .‏ بالتأكيد لم يعتقد قط انه اللّٰه.‏»‏

      وتقول النشرة ايضا عن مسيحيي القرن الاول:‏ «لذلك عندما خصصوا [يسوع] بألقاب تبجيل كالمسيح،‏ ابن الانسان،‏ ابن اللّٰه،‏ ورب،‏ كانت هذه طرائق للقول ليس انه اللّٰه بل انه يقوم بعمل اللّٰه.‏»‏

      وهكذا،‏ حتى بعض العلماء الدينيين يعترفون بأن فكرة كون يسوع اللّٰه تعارض شهادة الكتاب المقدس كلها.‏ فهنا،‏ اللّٰه هو دائما الاسمى،‏ ويسوع هو الخادم الخاضع.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة